إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المرويات السنية والشيعية التي تطعن بمصداقيّة الإسلام ونبيّه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرويات السنية والشيعية التي تطعن بمصداقيّة الإسلام ونبيّه

    المرويات السنية والشيعية التي تطعن بمصداقيّة الإسلام ونبيّه

    بدايتا نوضح بأن منهجنا في البحث هو ما يأمرنا الله تعالى به ، وهو عدم رفع أيِّ نصٍّ خارج دفَّتي كتاب الله تعالى إلى مستوى اليقين الذي نرى به كتاب الله تعالى ، وذلك عملاً بقوله تعالى (( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ )) [ الجاثية : 6 ]، وفي الوقت ذاته لا نقول كلُّ ما ورد في الروايات ليس صحيحاً ، فمعيارنا في الصحّة هو موافقة متنها لكتاب الله تعالى والعقل والمنطق .. وحتى لو حصلت موافقة الرواية لكتاب الله تعالى وللعقل والمنطق ، تبقى هذه الرواية ظنيّة الثبوت ، ولا ترتقي إلى مستوى العلم اليقيني
    وبالمقابل قد نرى في رواية ضعيفة حسب معاييرهم ، قد نرى فيها الصحّة إن كانت موافقة لكتاب الله تعالى وللعقل والمنطق .. فالرواية هي في النهاية رواية ، ولا يمكنها أبداً أن ترتفع إلى مستوى اليقين ..
    وسنعرض هنا مقالات الدكتور عدنان الرفاعي في توضيح للمرويات التي تطعن بمصداقيّة الإسلام ونبيّه ( ص ) ... ولمعرفة شيء من ذلك لننظر في الرواية التالية :
    البخاري ( 4853 ) :
    حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَسِيلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسُوا هَا هُنَا وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَبِي نَفْسَكِ لِي قَالَتْ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي أُسَيْدٍ قَالَا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا
    .. حسب هذه الرواية المزعومة ، النبيّ ( ص ) يدخل على امرأة ، ويقولُ لها هبي نفسكَ لي ، فتقول له : [[ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ]] ، متهمةً إياه بأنّه من السُّوقَة ، وعندما يهوي بيدِهِ عليها لِتَسْكُنَ تقول له : [[ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ]] .. والنبيُّ ( ص ) حسب هذه الرواية المزعومة ، يبسطُ يده لامرأةٍ تكره منه ذلك ..
    .. ومن شرح هذه الرواية لا يمكننا أن نصلَ إلى نتيجةٍ في فهمها ، ولا حتى إلى نتيجة في معرفة هُويّة تلك المرأة المعنيّة بهذه القصّة ، ولا إلى نتيجة هل كانت لِتُخْطَب أم أنّها كانت مخطوبة للنبيّ ( ص ) .. ومهما أوّلوا في دلالات صياغة هذه الرواية ، لإيهام الناس الذين يعرفون قواعدَ اللغةِ العربيّةِ وقيمةَ النبيّ ( ص ) ، ومعنى قَوْلِه تعالى : (( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم : 4 ] .. مهما أوّلوا فإنَّ هذه الروايةَ وشرحَها لا تحملُ للنبيّ ( ص ) إلاّ الإساءة ..
    .. ولننظر في النصوص التالية التي نقتطعها من كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، فيما يخصُّ هذه الرواية :
    [[ وجزم هشام بن الكلبي بأنها أسماء بنت النعمان بن شراحيل بن الأسود بن الجون الكندية , وكذا جزم بتسميتها أسماء محمد بن إسحاق ومحمد بن حبيب وغيرهما , فلعل اسمها أسماء ولقبها أميمة . ووقع في المغازي رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق " أسماء بنت كعب الجونية " فلعل في نسبها من اسمه كعب نسبها إليه , وقيل هي أسماء بنت الأسود بن الحارث بن النعمان ]] ..
    .. ولننظر في المقطع التالي :
    [[ وفي رواية لابن سعد أن النعمان بن الجون الكندي أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال : ألا أزوجك أجمل أيم في العرب ؟ فتزوجها وبعث معها أبا أسيد الساعدي ]] ..
    .. ولننظر في المقطع التالي :
    [[ عن أبي أسيد قال " تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني الجون فأمرني أن آتيه بها فأتيته بها فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم , ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فخرج يمشي ونحن معه ]] .. ولننظر في المقطع التالي :
    [[ يحتمل أنها لم تعرفه صلى الله عليه وسلم فخاطبته بذلك , وسياق القصة من مجموع طرقها يأبى هذا الاحتمال ]] ..
    .. ولننظر في المقطع التالي :
    [[ فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء بها فدخل عليها فإذا امرأة منكسة رأسها , فلما كلمها قالت : أعوذ بالله منك , قال : لقد أعذتك مني . فقالوا لها أتدرين من هذا ؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك , قالت كنت أنا أشقى من ذلك ]] ..
    .. ولننظر في المقطع التالي :
    [[ قوله ( فأهوى بيده ) أي أمالها إليها . ووقع في رواية ابن سعد " فأهوى إليها ليقبلها , وكان إذا اختلى النساء أقعى وقبل " وفي رواية لابن سعد " فدخل عليها داخل من النساء وكانت من أجمل النساء فقالت : إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا جاءك فاستعيذي منه " ووقع عنده عن هشام بن محمد عن عبد الرحمن بن الغسيل بإسناد حديث الباب " إن عائشة وحفصة دخلتا عليها أول ما قدمت فمشطتاها وخضبتاها , وقالت لها إحداهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول أعوذ بالله منك ]] ..
    .. ومهما كانت الصلة بين هذه المرأة المعنيّة بهذه الرواية وبين النبيّ ( ص ) ، فإنَّ كلَّ حرفٍ من هذه الرواية ومن شرحها يقول بأنّها موضوعةٌ لقصدٍ غيرِ نبيل .. فكيف بنا أن نفهمَ الجملةَ التالية من شرح هذا الحديث : [[ ووقع في رواية ابن سعد " فأهوى إليها ليقبلها , وكان إذا اختلى النساء أقعى وقبل ]] ؟!!! .. كيف يهوي إليها ليقبّلَها وهي تتعلّقُ به بإحدى احتمالين لا ثالث لهما :
    1 - إمّا أنّها ليست زوجتَه حسب ما تُبيّن العبارة الواردة في شرح هذه الرواية : [[ فقالوا لها أتدرين من هذا ؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك , قالت كنت أنا أشقى من ذلك ]] .. فهذه العبارة تُبيّنُ أنَّ هذه المرأة لم تُخطَب بعد للنبيِّ ( ص ) ، بل لم تعرفه .. وبالتالي كيف يفترون على النبيِّ ( ص ) بأنّه : [[ فأهوى إليها ليقبلها , وكان إذا اختلى النساء أقعى وقبل ]] ؟!!! كيف يُقبّلُ ( ص ) امرأةً لا تعرفه ولا ترتبط معه بأيِّ عقدٍ شرعي ؟!!! ..
    2 - أو أنّها زوجتُه التي لم تُوافق على هذا الزواج ، بدليلِ قوْلِها في هذه الرواية المكذوبة من أساسها : [[ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ]] ، وبدليلِ قوْلِها [[ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ]] .. وبالتالي كيف يفترون على النبيِّ ( ص ) بأنّه : [[ فأهوى إليها ليقبلها , وكان إذا اختلى النساء أقعى وقبل ]] ؟!!! .. كيف يتزوّج النبيُّ ( ص ) من امرأةٍ لا تريد الزواج منه ، وهو الذي يصفه الله تعالى في كتابه الكريم (( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم : 4 ] ؟!!! ..
    .. ثمَّ كيفَ بنا أنْ نفهمَ العباراتِ التالية من تأويل هذا الحديث : [[ إن عائشة وحفصة دخلتا عليها أول ما قدمت فمشطتاها وخضبتاها , وقالت لها إحداهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول أعوذ بالله منك ]] .. هل هذه المرأة ساذجة إلى حدِّ تصديقِ أنَّ النبيَّ ( ص ) يعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول أعوذ بالله منك ، أم أنَّ الساذجَ هو من يصدِّقُ مثل هذه الافتراءات على النبيِّ ( ص ) وعلى زوجاته ؟!!! ..
    .. ألا تُسيءُ هذه التبريرات المُلفّقة إلى عائشة وحفصة بوصفهما كاذبتين تُلفّقان الأكاذيب على النبيِّ ( ص ) ؟!!! .. وإلاَّ كيف بنا أنْ نفهمَ ذرَّهم للرماد في الأعين عبرَ تأويلِهم بأنَّ عائشة وحفصة قالت إحداهما لهذه المرأة : [[ إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول أعوذ بالله منك ]] .. وكيف يُؤتمنُ في أخذِ الأحاديث عنهنّ إنْ كانت هذه هي أقوالُهن وأفعالهن ؟!!! .. ولماذا يتمسّكون بصحّةِ روايةٍ لا هدفَ لها إلاّ الإساءة للنبيِّ وأزواجه ؟!!! .. وما هي الأحكامُ الشرعيّةُ القيّمةُ التي يُمكننا أن نستنبطَها من مثلِ هكذا رواية ؟!!! .. نترك الإجابة لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ..
    وطبعا أنَّ روايات الشيعة ليست أفضل حالاً من روايات السنّة وسيتم تفنيدها لاحقا

    والله تعالى وليّ التوفيق
    المهندس عدنان الرفاعي

  • #2
    كل عاقل مؤمن بكتاب الله تعالى وبعدالة الله تعالى وبحقيقة الامتحان في هذه الدنيا ، يعتقد أنَّ الإنسان لا يمكن أن تُوضَع ذنوبه على أيِّ إنسانٍ آخر .. ويتأكَّد اعتقاده هذا بقوله تعالى (( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى )) [ النجم : 39 ] ، وبقوله تعالى (( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) [ النمل : 90 ] ، وبقوله تعالى (( مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) [ الإسراء : 15 ]، وبغيرها الكثير من آيات كتاب الله تعالى ..
    وهذا الإنسان العاقل المؤمن بكتاب الله تعالى ، وبأنَّ النبيَّ ( ص ) لا يمكن أن يخالف أحكام كتاب الله تعالى ، وبأنَّ ذنوب الإنسان يحملها ذات الإنسان ، ولا يحملها إنسان آخر غيره ، مشكلته – عند مازن السرساوي وأمثاله – أنَّه ليس مختصّاً ، فيصاب بالصدمة والذهول حينما يسمع الحديث التالي :
    مسلم ( 4971 ) :
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِيمَا أَحْسِبُ أَنَا قَالَ أَبُو رَوْحٍ لَا أَدْرِي مِمَّنْ الشَّكُّ قَالَ أَبُو بُرْدَةَ فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ أَبُوكَ حَدَّثَكَ هَذَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ نَعَمْ
    .. حسب ما يُفترى من قِبَل بعض السابقين في هذا الحديث على السنّة الشريفة الطاهرة ، فإنَّ أُناساً من المسلمين ذنوبهم أمثال الجبال يتمُّ غفرانها ووضعها هي ذاتها على اليهود والنصارى .. نعم هي ذاتها .. فالعبارة [[ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ]] نرى أنَّ الضمير في كلمة [[ فَيَغْفِرُهَا ]] يعود على الذنوب التي هي أمثال الجبال ، ونرى أنَّ الضمير في كلمة [[ وَيَضَعُهَا ]] يعود أيضاً إلى ذات الذنوب ، ولا يعود إلى ذنوبٍ أُخرى اقترفها أولئك اليهود والنصارى .. هكذا يفهم من هذه الرواية كلُّ عاقل يُدرك الحدَّ الأدنى من قواعد اللغة العربيّة ..
    ولكنَّ مُشكلة هذا المواطن العاقل المؤمن بكتاب الله تعالى وبنقاء النبيِّ ( ص ) وطهارته ، مُشكلته – عند مازن السرساوي وأمثاله – أنَّه ليس مختصَّاً ، وبالتالي مُشكلته أنَّه من الصعب عليه أن يُطلِّق عقله ويقتنع أنَّ النصَّ التالي من كتاب صحيح مسلم بشرح النووي ، فيما يخصّ تفسير هذا الحديث ، هو نصٌّ له علاقة بالحديث الذي هو شرح له :
    [[ قوله : ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ) فمعناه : أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين , ويسقطها عنهم , ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم , فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين , ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } وقوله : ( ويضعها ) مجاز والمراد : يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه ، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتِهم , وأبقى على الكفار سيئاتِهم , صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي , وهو إثمهم , ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سببٌ فيها , بأن سنّوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى , ويوضع على الكفار مثلها , لكونهم سنّوها , ومن سنّ سنّة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها . والله أعلم ]]
    .. إذا كانت روايةُ الحديث تقول : [[ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ]] .. فالذنوب التي تُوضَعُ على اليهود والنصارى هي ذاتُها الذنوب التي مثلُ أمثالِ الجبال والتي اقترفها المسلمون ، وذلك بدليل الضمير المتّصل في كلمة [[ وَيَضَعُهَا ]] ، أي يضع الذنوبَ ذاتَها التي تمّ غفرانُها .. فما يتعلّقُ به هذا الضمير هو ذاته ما يتعلّقُ به الضمير المتّصل في كلمة [[ فَيَغْفِرُهَا ]] ..... فالعبارة الواردة في هذا الحديث [[ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ]]، تعني الذنوبَ ذاتَها ولا تعني أبداً ما نراه في تفسير هذه الرواية ..
    .. والعبارة الواردة في تأويلِهم : [[ ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ]]، كان من المفروض أن تكون على الشكل : [[ ولا بُدَّ من القوْلِ بعدمِ صحّةِ هذه الرواية إيماناً واحتراماً لقوْلِه تعالى (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) ]] ..
    .. والعبارة الواردة في شرحهم : [[ ولا بد من هذا التأويل ]] ، تُبيِّنُ بما لا يقبل الشك أنَّ تأويلاتِهم هذه والتي يسمّونها علماً تضع نتيجةً مُسبقةَ الصنع ، هي أنَّ هذه الروايات صحيحة ، مهما بلغت مخالفتها لكتاب الله تعالى ولثوابت العلم والعقل والمنطق واللغة ، ومهما بلغت درجة التناقض بينها ، وأنَّه ما على تأويلهم إلاّ خلق التبريرات لإيهام الناس أنَّها كلَّها صحيحة ..... فالعبارة الواردة في تأويلِهم : [[ ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى : (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) ]] ، تؤكّدُ أنَّ المؤوِّل ذاته يعلم – في نفسه – أنَّ هذه الرواية تناقضُ كتابَ الله تعالى وثوابت اللغة ..
    .. ولو طلّقنا عقلنا وقبلنا بتأويلِهم هذا .. فلماذا اليهود والنصارى دون غيرِهم [[ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ]] ، لماذا لا تُوزَّعُ ذنوبُنا على المجوس والبوذيين وغيرِهِم من أصحاب الديانات الأخرى ؟!!!!!!! .. فهل لا يُحاسبُ يومَ القيامة إلاّ نحن واليهود والنصارى ؟!!! .. طبعاً المسألةُ مسألةُ رواياتٍ لا أساسَ لها من الصحّة ، ووُضِعَت لهدفٍ واحدٍ هو الإساءةُ لمنهجِ الله تعالى ...
    .. هذه الحقيقة تتأكّدُ معنا حينما نسمعُ الرواية التالية :
    مسلم ( 4969 ) :
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً فَيَقُولُ هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ
    .. وهذا نصٌّ مقتطعٌ من كتاب صحيح مسلم بشرح النووي ، فيما يخصّ تفسير هذا الحديث :
    [[ فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره . معنى ( فكاكك من النار ) أنك كنت معرَّضاً لدخول النار , وهذا فكاكك ; لأن الله تعالى قدَّر لها عدداً يملؤها , فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين ]]
    .. كيف يكون معنى العبارات : [[ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً فَيَقُولُ هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ ]] ، ما نراه من تأويلٍ لا علاقةَ له بمتن هذه الرواية لا من قريبٍ ولا من بعيد ؟!!! .. أليست العبارة المُفتراة على الرسول ( ص ) : [[ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ]] ، تعني كُلَّ مسلمٍ ، وبالتالي تشمل جميعَ المسلمين .. وهل جميعُ المسلمين يقومون بالذنوب والمعاصي نتيجةَ إملاءٍ عليهم من اليهود والنصارى ؟!!! ... وحتّى لو طلّقنا عقلنا وتصوَّرنا مثل هذه الأوهام ، فهل المسلمون – في هذه الحالة المُتخيَّلة – هل تسقطُ عنهم تلك الذنوب ويخرجون أبرياء على الرغم من قيامِهم بذنوبِهم تلك بسبب أنَّ اليهود والنصارى أوعزوا إليهم باقتراف تلك الذنوب ؟!!! ..
    .. من الواضح وضوح الشمس وسط النهار أنّ تأويلاتِهم لا تهدف إلاّ إلى ذرِّ الرماد في الأعين ، لتغطية الحقيقة الجليّة التي يُدركُها كلُّ مؤمن بكتابِ الله تعالى وبعدالةِ الله تعالى باحثاً عن الحقيقة ، وهي أنَّ مثلَ هذه الروايات موضوعة .. وهذا ما يتأكّدُ لدينا في الرواية التالية :
    مسلم ( 4970 ) :

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ عَوْنًا وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا شَهِدَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً قَالَ فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَحَلَفَ لَهُ قَالَ فَلَمْ يُحَدِّثْنِي سَعِيدٌ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَى عَوْنٍ قَوْلَهُ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ حَدِيثِ عَفَّانَ وَقَالَ عَوْنُ بْنُ عُتْبَةَ
    .. إنّنا نرى في هذه الرواية أنَّ عُمَر بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ يستحلفُ الراوي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وفي هذا بيانٌ لكلِّ باحثٍ عن الحقيقة أنّ عمرَ بن عبد العزيز كان شاكّاً في هذه الرواية من أساسها .. أمّا المؤوّلون الذين تعنيهم هذه الروايات أكثرَ بكثير ممّا يعنيهم كتاب الله تعالى ، فلا شكَّ أنّهم سيؤوّلون غيرَ ذلك .. لننظر في النصِّ التالي المُقتَطَع من كتاب صحيح مسلم بشرح النووي ، فيما يخصّ تفسير هذا الحديث :
    [[ قوله : ( فاستحلفه عمر بن عبد العزيز أن أباه حدثه ) إنما استحلفه لزيادة الاستيثاق والطمأنينة , ولما حصل له من السرور بهذه البشارة العظيمة للمسلمين أجمعين , ولأنه إن كان عنده فيه شك وخوف غلط أو نسيان أو اشتباه أو نحو ذلك أمسك عن اليمين , فإذا حلف تحقق انتفاء هذه الأمور , وعرف صحة الحديث , وقد جاء عن عمر بن عبد العزيز والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا : هذا الحديث أرجى حديث للمسلمين , وهو كما قالا لما فيه من التصريح بفداء كل مسلم , وتعميم الفداء ولله الحمد ]]
    .. العبارة : [[ فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]] ، من الحديث ، أوّلوها بأنَّ ذلك الاستحلاف كان لِمَا حصل له من السرور بهذه البشارة العظيمة للمسلمين أجمعين .. وبدلاً من القول بأنَّ متنَ هذه الرواية يُخالفُ كتابَ الله تعالى ومبدأ العدالة الإلهيّة والعقلَ والمنطقَ ، وأنَّ هذا الاستحلاف إنّما كان نتيجةَ شكٍّ في هذه الرواية ، بدلاً من ذلك قالوا : [[ هذا الحديث أرجى حديث للمسلمين , وهو كما قالا لما فيه من التصريح بفداء كل مسلم , وتعميم الفداء ولله الحمد ]] ..
    .. إذاً .. فلله الحمد .. كلُّ مُسلم مهما فعل من الذنوب والمعاصي سيفديه الله تعالى بيهودي أو نصراني ، محمّلاً ذنوبَه على ذلك اليهودي أو النصراني !!! .. هكذا تقول هذه الرواية المفتراة على الرسول ( ص ) دون أن نضيف لها معاني من جيوبنا .. فحسب هذه الرواية المفتراة ، كلّما فعلنا من الذنوب ما هو أكثر كلّما أغرقنا اليهود والنصارى في نار جهنّم !!!! .. فذنوبنا يوم القيامة تُحمَّل عليهم !!! .. وهذا نموذجٌ يُظهرُ كيف تحلُّ الروايات مكان دلالات كتاب الله تعالى في فكر الكثيرين ، وفي عقيدتِهم ..
    .. هذا هو الاختصاص الذي نحن لسنا من أهله ، والذي يريدنا أهله أن نطلِّق عقولنا كي نقبل مثل هذه الروايات ، والذي نرجو الله تعالى ألاَّ يجعلنا من أهله ، ولا يجعل أيَّ إنسان نقيٍّ صادقٍ مع الله تعالى ونفسه من أهله ..
    يتهموننا بأنَّنا ننكر السنّة الشريفة فقط لأنَّنا نعتقد أنَّ النبيَّ ( ص ) بريء من مثل هذه الافتراءات ، وفقط لأننا نأبى أن نقفز فوق ثوابت كتاب الله تعالى وثوابت اللغة العربيّة والعقل والمنطق .. يتّهموننا بأنَّنا ننكر السنّة الشريفة ذرّاً للرماد في أعين العامّة ، وهم يعلمون أنَّنا لم ننكر حجيّة السنّة الشريفة في يومٍ من الأيام ، وأنَّ المشكلة هي في ثبوت الرواية وليس في حجيّة السنّة الشريفة ..
    نحن أيها المختصّون بإنكارنا لمثل هذه الروايات لا ندافع عن اليهود ولا عن النصارى ولا عن المجوس ولا ولا ولا كما تفترون علينا ... نحن بإنكارنا لمثل هذه الروايات إنما ندافع عن منهج الله تعالى .. نحن بإنكارنا لمثل هذه الروايات إنما ندافع عن النبيّ ( ص ) وعن سنته الشريفة .. وندافع أيضاً عن عقولنا وعن هويتنا كبشر أحرار نتميز عن الحيوانات بتلك العقول ..
    هذه الروايات وشرحها نموذج من الاختصاص الذي يريدون فرضه على الأمّة ، فحتى تكون مختصاً لا بدَّ أن تترك المنطق فتعتقد أنَّ هذه الروايات صحيحة ، ولا بد أن تطلّق عقلك فتعتقد أنَّ تلك الشروح ملتزمة بالصياغة الحرفيّة للروايات المشروحة ، حتى تكون مختصّاً لا بد أن تقفز فوق قواعد اللغة العربيّة ، وإلاَّ ستتهم بأنّك ليس مختصّاً وبأنّك تخالف علم أصول الحديث وبأنّك مثل المهندس عدنان الرفاعي وغيره ممن لا يقبلون النقائص على منهج الله تعالى وسنّة نبيه ( ص ) ، عملاً بقوله تعالى (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ))[ الإسراء : 36 ] ..

    تعليق


    • #3
      .. ولنأخذ مثالاً آخر لنرى ما هو العلم الذي يريدوننا أن نختصَّ به ، وكيف أنَّه يُحظر على غير المختص بهذا العلم أن يتكلَّم معبراً عما يعتقد ..
      هناك بعض الروايات تُسيءُ لكتابِ اللهِ تعالى .. فالقرآنُ الكريمُ ذاتُه لم يَسْلَمْ من الدسّ الذي يهدف إلى الإساءة له ، وإلى زرع الشكّ في النفوس بأنّه ليس من عند الله تعالى .. لننظر إلى الحديث التالي :
      مسلم (4504) :
      حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا نَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَنَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ عِنْدَهُ فَذَكَرْنَا يَوْمًا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَقَدْ ذَكَرْتُمْ رَجُلًا لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ فَبَدَأَ بِهِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ
      .. إذاً .. وفق هذه الرواية ، يُعَدُّ عبدُ الله بن مسعود مرجعاً لأخذ القرآن الكريم منه ، بل يُعدُّ المرجعَ الأوّلَ وفق هذه الرواية ، حيث بدأ به الرسول ( ص ) : [[ خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ فَبَدَأَ بِهِ ]] .. وحسب الرواية التالية يتأكّدُ لدينا أنَّ عبد الله بن مسعود مرجعٌ أوّلٌ لأخذ القرآن الكريم منه :
      مسلم (4503) :
      حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا قُطْبَةُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ سُورَةٌ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ وَمَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَا أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا هُوَ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ
      .. هل من الممكن لعاقل أن يتصوَّرَ بأنَّ هذا المرجعَ الأوَّلَ لأخذ القرآن الكريم منه ، والذي يقول : [[ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ سُورَةٌ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ وَمَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَا أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا هُوَ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ ]] .. هل من المعقول أنّه لم يعلم بوجود سورتين كاملتين في كتاب الله تعالى .. هذا ما تقولُهُ الروايات التي يحاولون رفعَها إلى مستوى كتابِ الله تعالى ، والتي يُكفَّر من لم يُطلِّق عقله فيعتقد أنَّها صحيحة وأنَّ بعضها يملك صلاحية نسخ بعض أحكام كتاب الله تعالى ... لننظر إلى الحديث التالي :
      البخاري (4594) :
      حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ وَعَبْدَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قِيلَ لِي فَقُلْتُ فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
      البخاري (4595) :
      حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ح وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أُبَيٌّ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي قِيلَ لِي فَقُلْتُ قَالَ فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
      .. القولُ المنسوب إلى ابن مسعود في هذه الرواية [[ كَذَا وَكَذَا ]] ، يعني أنَّ المعوّذتين ليستا من كتابِ الله تعالى .. هذا الكلام لا نأتي به من جيوبنا ، إنّما نأتي به من كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، وهو كتابٌ له اعتباره عند أهل الحديث ، إذ يقول – فيما يخصّ هذا الحديث – وبالحرف الواحد :
      [[ قوله : ( يقول كذا وكذا ) هكذا وقع هذا اللفظ مبهما , وكأن بعض الرواة أبهمه استعظاماً له . وأظن ذلك من سفيان فإن الإسماعيلي أخرجه من طريقي عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام , كنت أظن أولا أن الذي أبهمه البخاري لأنني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان ولفظه " قلت لأبي إن أخاك يحكها من المصحف " وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان ومن طريقه أبو نعيم في " المستخرج " وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه . وقد أخرجه أحمد أيضاً وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ " إن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه " وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ " إن عبد الله يقول في المعوذتين " وهذا أيضا فيه إبهام , وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال " كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله . قال الأعمش : وقد حدثنا عاصم عن زر عن أبي بن كعب فذكر نحو حديث قتيبة الذي في الباب الماضي , وقد أخرجه البزار وفي آخره يقول " إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما " قال البزار . ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة . ]] ..
      ولنتابع ما يقوله ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري :
      [[ وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب " الانتصار " وتبعه عياض وغيره ما حكي عن ابن مسعود فقال : لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف , فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئاً إلا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابته فيه , وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك , قال : فهذا تأويل منه وليس جحداً لكونهما قرآنا . وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها : ويقول إنهما ليستا من كتاب الله . نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور . وقال غير القاضي : لم يكن اختلاف ابن مسعود مع غيره في قرآنيتهما , وإنما كان في صفة من صفاتهما انتهى . وغاية ما في هذا أنه أبهم ما بينه القاضي . ومن تأمل سياق الطرق التي أوردتها للحديث استبعد هذا الجمع . وأما قول النووي في شرح المهذب : أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن , وأن من جحد منهما شيئاً كفر , وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح , ففيه نظر , وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم فقال في أوائل " المحلى " : ما نقل عن ابن مسعود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل . وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره : الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل . ]]..
      ولنتابع ما يقولُه ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري :
      [[ وقد استشكل هذا الموضع الفخر الرازي فقال : إن قلنا إن كونهما من القرآن كان متواتراً في عصر ابن مسعود لزم تكفير من أنكرها , وإن قلنا إن كونهما من القرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواتر . قال : وهذه عقدة صعبة . ]]

      .. هذه مقتطفات مُنتقاة من شرح هذه الرواية .. إذاً .. فهمنا لصياغة هذه الرواية في صحيح البخاري هو فهمٌ صحيح ، وهو أنَّ ابن مسعود كان يقول : إنَّ سورتي المعوِّذتين ليستا من كتابِ الله تعالى .. وإذا نظرنا في ذات الرواية الواردة في مسند أحمد ، فسيظهرُ لنا هذا الدسُّ بشكلٍ جليّ ..
      مسند أحمد (20244) :
      حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قُلْتُ لِأُبَيٍّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا فَقَالَ قِيلَ لِي فَقُلْتُ فَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا فَقَالَ قِيلَ لِي فَقُلْتُ لَكُمْ فَقُولُوا قَالَ أُبَيٌّ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ نَقُولُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ قِيلَ لِي فَقُلْتُ قَالَ أُبَيٌّ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ نَقُولُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ بِمِثْلِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ قَالَ سَأَلْتُ أُبَيًّا عَنْ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ إِنِّي سَأَلْتُ عَنْهُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقِيلَ لِي فَقُلْتُ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ نَقُولُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لَهُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فَقُلْتُهَا فَقَالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَقُلْتُهَا فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ أُبَيٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
      مسند أحمد (20245) :
      حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَشْكَابٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ وَيَقُولُ إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَأَلْنَا عَنْهُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقِيلَ لِي فَقُلْتُ
      .. نحن نعلم أنّه تُوجَدُ روايات تؤكّدُ أنَّ المعوِّذتين من القرآن الكريم ، وإيمانُنا بأنَّ المعوِّذتين من القرآن الكريم ليس من هذه الروايات .. أبداً .. نحن نؤمن بأنّهما من كتاب الله تعالى نتيجةَ إيماننا بالقرآن الكريم الذي تكفّلَ الله تعالى بحفظه .. ولكنَّ المسألةَ مسألةُ تقييم بعض الروايات التي دُسَّت خلال التاريخ للإساءةِ إلى منهجِ الله تعالى .. المسألةُ مسألةُ دراسةٍ موضوعيّة على ضوءِ كتابِ الله تعالى ، لرواياتٍ يرفُعها الكثيرون إلى مُستوى المُقدَّس ..
      .. إنّنا نرى الدسَّ واضحاً جلياً في هذه الروايات التي أتتنا نتيجةً لتطبيق ما يُسمّى بعلوم الحديث الذي يحسبونه نصوصاً مُقدّسة .. فالعبارة : [[ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ وَيَقُولُ إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ]] ، عبارةٌ واضحةٌ جليّةٌ لا تحتاجُ إلى تفسيرٍ ولا إلى تأويل ..
      .. والعبارة : [[ قَالَ قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لَهُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فَقُلْتُهَا فَقَالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَقُلْتُهَا فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]] .. لا تقلُّ إساءةً عن العبارة الأولى ، بل هي أكبرُ إساءة ، فأُبيٌّ – حسبَ صياغةِ هذه الرواية – لم يُنكرْ على ابن مسعود عدمَ كتابةِ المعوِّذتين في مصاحفه ، في إجابته على السؤال : [[ إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ ]] .. وبدلاً من أن يجيب بالقول : لا هذا غيرُ صحيح ، إنَّ المعوِّذتين من كتابِ الله تعالى ، وبدلاً من أن يُجيب بالتبريرات التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، ولا وجود لها في صياغة هذه الأحاديث ، والتي يُلبّسها عابدو أصنام التاريخ بغية ذرِّ الرماد في الأعين للإيهام بصحّةِ هذه الروايات .. بدلاً من ذلك .. راح يُصوِّرُ سورتي المعوِّذتين على أنّهما دعاءٌ كدعاءِ الاستسقاء .. هكذا يفهم من صياغة هذه الروايات كلُّ إنسانٍ يُدركُ الحدَّ الأدنى من قواعد اللغة العربيّة .. والأهم من كلِّ ذلك هو نسبُ ذلك إلى الرسول ( ص ) ، وكلُّ ذلك من خلال رجال يقول الرسول ( ص ) خذوا القرآن منهم .. فأيُّ إساءةٍ وأيُّ دسٍّ وأيُّ مهزلة هذه المهزلة التي نراها بأمِّ أعيننا ؟!!! ..

      تعليق


      • #4
        .. وهنا نتوجّه بالسؤال إلى كُلِّ من يحملُ في قلبه ولو ذرّةَ إيمانٍ بكتابِ الله تعالى ، فنقولُ له : هل هذه الروايات تُعدّ سنّةً يُكفّرُ من لا يُؤمن بها ؟!!! .. ومن الذي يُدافعُ عن السنّة الشريفة ؟!!! .. هل هم ( المختصّون ) الذين يُقرّون بصحّتها ، أم هم الذين يقولون بأنّها موضوعة من أمثالنا ؟!!! .. وهل انتماء مثل هذه الروايات للكتب التي يُقال إنّها كلَّها صحيحة ، هل هذا الانتماء يجعلُنا نُطلّقُ عقولَنا ونصدّقُ مثل هذه المزاعم ؟!!! .. ومَن العميل الذي يُنفِّذ أجندات خارجيّة ( على حدِّ قول مازن السرساوي وعبد الملك الزغبي وأمثالهما ) ؟ !!! .. أليست مصلحة أعداء الأمّة هي ما يذهب إليه هؤلاء من جعل هذه الروايات ( التي لا تحمل لمنهج الله تعالى إلاّ الإساءة ) نصوصاً مقدَّسة ، لكي تكون مبرّراً يطعن من خلاله أعداء الأمّة بكتاب الله تعالى وبالسنّة الشريفة .. نترك الإجابة لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ..
        إذا كانَ من يُوصي الرسولُ ( ص ) بأخذ القرآن منه ، ومن يقولُ في الصحاحِ ذاتِها : [[ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ ]] .. إذا كان لا يعلم انتماء سورتين من كتابِ الله تعالى إلى كتابِ الله تعالى ، فكيف إذاً نستطيعُ أنْ نثقَ بأيِّ روايةٍ أُخرى في هذه الصحاح ، تنقل لنا جزئيّاتٍ تاريخيّةٍ لمْ يسمعْها إلاّ أناسٌ مُحدَّدون ؟!!! ..
        وكيف بنا أن نُطلِّقَ عقولَنا لنقبلَ تأويلَهم الذي رأيناه : [[ لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن ، وإنما أنكر إثباتَهما في المصحف ]] ، هل هذا التأويلُ الذي لا يلقى أساساً له وقبولاً إلاّ في مخيّلةِ من طلّقَ عقله وكفر بقواعد اللغة العربيّة .. هل هذا التأويل يتماشى مع العبارات الواردة في هذه الروايات : [[ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ وَيَقُولُ إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ]] ؟!!! .. حتى نُصدِّقَ تأويلَهم هذا ، هل علينا أنْ نتخيّلَ القرآنَ الكريمَ كتاباً آخر يختلفُ عن كتابِ الله تعالى ؟!!! .. وهل هذا التأويل من المُمكن أنْ تُطلقَ عليه صفةُ العلم ؟!!! .. وهنا أيضاً نتركُ الإجابةَ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ..
        هذا هو الاختصاص الذي يطلبونه منّا ، لدرجة أصبحت فيه كلمة مختص تعني فنّاناً في القفز فوق ثوابت العقل والمنطق ، وفنّاناً في الالتفاف على الصياغة اللغويّة للنصوص ، سواء نصوص كتاب الله تعالى أم نصوص الروايات ..
        ولمعرفة المزيد من حقيقة علومهم التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .. لننظر في الحديث التالي ، والذي عرضناه في برنامج المعجزة الكبرى على هامش عرضنا لمسألة الناسخ والمنسوخ المزعومة ..
        أحمد ( 25112 ) :
        حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ بنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْراً فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا
        .. حسبَ بعضِ رواياتِهم التي يسمّونها بالسنّةِ الشريفةِ ، ويكفِّرون من لا يؤمن بها ، حسبَ هذه الروايات ، القرآنُ الكريمُ تأكلُهُ الدواب !!! .. فبعضُ الأحكام التي يريدونَ جعلَها جزءاً من المنهج ، ولا نصوصَ لها في كتاب الله تعالى ، يجعلون لها نصوصاً في بطونِ الدواب ، وإلاَّ كيف بنا أن نفهمَ العبارات الواردة في هذه الرواية : [[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا ]] ...
        وهم بذلك يقدّمون كتابَ الله تعالى الذي بين أيدينا والذي تكفّل عزَّ وجلَّ بحفظه ، يقدِّمونَه على أنّه أقلُّ من الكتاب الذي نُزّلَ بين يدي الرسول ( ص ) ، بمقدار تلك النصوص التي أكلتها تلك الدويبة ، وبمقدار النصوص التي يزعمون أنّها نُسخَ خطُّها !!! ..
        .. ومع كلِّ ذلك .. يزعمون أنّهم بإقرارِهم لهذه الروايات إنّما يدافعون عن السنّة الشريفة وعن كتاب الله تعالى !!! .. ويزعمون أنّنا بإنكارنا لِمثلِ هذه الرواية كونها تستحيل عليها الصحّة ، إيماناً بقولِه تعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))إنّما نهدف لهدم السنّة الشريفة !!! .. يذرّون الرماد في أعين البسطاء من العوام ، أنّنا بهذا الإنكار لهكذا روايات موضوعة إنّما نُنكرُ السنّةَ الشريفةَ كمقدّمةٍ لإنكارِ كتابِ الله تعالى !!! ..... نتركُ الفصلَ بيننا وبينهم في معرفةِ من منّا يتَّبعُ الحق ، ومن منا يُؤمنُ بحفظِ الله تعالى لكتابه العزيز .. نترك الفصل بيننا وبينهم في ذلك لله تعالى ، ومن بعدِه لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد ..
        .. وإساءات رواياتهم التي يقدِّمونها نصوصاً مقدَّسة ، طالت – أيضاً – شخص النبيِّ ( ص ) ، الذي يزعمون أنَّهم يدافعون عن سنّته الطاهرة .. لننظر في الرواية التالية :
        أحمد ( 13478 ) :
        حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُتَّهَمُ بِامْرَأَةٍ فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا لِيَقْتُلَهُ فَوَجَدَهُ فِي رَكِيَّةٍ يَتَبَرَّدُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ نَاوِلْنِي يَدَكَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَه مِنْ ذَكَرٍ
        مسلم ( 4975 ) :
        حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ اخْرُجْ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَهُ ذَكَرٌ
        .. كم تحملُ هذه الرواية الموضوعة من إساءةٍ للنبيّ ( ص ) ، ولأزواجه ؟ !!! .. كيف يُطْلِقُ النبيُّ ( ص ) حكماً بقتل إنسانٍ بريءٍ لمجرّد تهمةٍ غيرِ ثابتة ، وهو الذي نَزَلَ عليه قولُ الله تعالى :
        (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) [ الحجرات : 6 ]
        .. حسب هذه الرواية الموضوعة ، ألم يُصدِّقُ النبيّ ( ص ) الفاحشةَ على نسائه بدليلِ ما يُنسَبُ إليه أنّه قال لعليٍّ : [[ اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ]] ؟ .. حسب هذه الرواية الموضوعة ، ألم تذهب عنق هذا الرجل المجبوب في خبر كان لو لم يكن يتبرّد ؟ .. وأيٌّ تأويلٍ يمكننا قبوله بعدما نقرأ صياغةَ هذه الرواية ؟!!! ، فالنبيّ ( ص ) لا يعلمُ الغيب كما يُخبرنا اللهُ تعالى في كتابه الكريم ، وبالتالي فعنقُ هذا الرجل كانت بحكم المقطوعة لو لم يكن يتبرّد ، وكذلك فإنّ عِرضَ نساء النبي ( ص ) الذي يتباكون عليه ليل نهار كان – أيضاً – في خبر كان لولا ذلك التبرّد .. فالنبيُّ ( ص ) لا يعلم الغيب بأنَّ علياً سيجد هذا الرجل فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا وسيقولُ له اخْرُجْ فيناوله يَدَهُ فيجده مجبوباً لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فيكفّ عنه ..
        .. وشرح هذه الرواية لا يُلامسُ حقيقةَ ما تحملُ صياغتُها اللغويّة من دلالات .. لننظر إلى شرح هذه الرواية في كتاب صحيح مسلم بشرح النووي :
        [[ ( باب براءة حرم النبي صلى الله عليه وسلم من الريبة ) ذكر في الباب حديث أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولده صلى الله عليه وسلم , فأمر علياً - رضي الله عنه - أن يذهب يضرب عنقه , فذهب فوجده يغتسل في ركي , وهو البئر , فرآه مجبوبا فتركه , قيل : لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر , وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنا , وكف عنه علي - رضي الله عنه - اعتمادا على أن القتل بالزنا , وقد علم انتفاء الزنا . والله أعلم ]] ..
        .. إنَّ العبارة الواردة في هذا الشرح : [[ قيل : لعله ]] تُبيّن لنا أنَّ هذا الشرح لا يتّكئ على أيِّ دليل يعتقدُه المؤوِّلُ ذاتُهُ ، لا من صياغةِ الرواية ، ولا من أيِّ طريقٍ آخر .. والعباراتُ التاليةُ للكلمتين [[ قيل : لعله ]] تؤكّدُ أنَّ هذا الشرح وُضعَ من أجل هدفٍ واحد ، هو عدمُ الاعتراف بعدمِ صحّة هذا الحديث ليس إلاّ .. [[ قيل : لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر , وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنا , وكف عنه علي - رضي الله عنه - اعتمادا على أن القتل بالزنا , وقد علم انتفاء الزنا ]]..
        .. إن كان مستحقّاً للقتل بنفاقه لا بالزنا ، فلماذا نقرأ في بداية الرواية العبارة : [[ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ]] ؟!!! .. ولماذا كفّ عليٌّ عن هذا الرجل بمجرّد ما رآه مجبوباً ليس له ذكر : [[ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ اخْرُجْ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَهُ ذَكَرٌ ]] ؟ .. أليست العبارة [[ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ ]] ، تؤكِّدُ أنَّ المسألةَ تتعلّقُ بعرض نساء النبيِّ ( ص ) وليس بأيِّ أمرٍ آخر ؟ ..
        .. وحتّى لو طلّقنا عقولنا وصدّقنا ما ورد في تأويلِ هذه الرواية ، فما علاقةُ عدمِ قتِله نتيجةَ انتفاءِ الزنا ، ما علاقة ذلك بنفاقِه ؟!!! .. أين هي العلاقة بين هاتين المسألتين في ظاهر صياغةِ هذه الرواية ؟!!! .. ثمَّ هل عقوبةُ النفاق هي القتل ؟!!! .. أليس القوْلُ بعدمِ صحّةِ هذه الرواية أفضلَ من تأويلِها تأويلاً لا تحملُهُ لا من قريب ولا من بعيد ؟!!! .. لكن المشكلة أنَّنا لسنا مختصّين كالسيد مازن السرساوي وأمثاله ، من الذين يضلّلون الناس صباح مساء على الفضائيّات وغيرها ، ليفرضوا عليهم روايات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، وما علم بها النبيّ ( ص ) ، متاجرين بالسنّة الشريفة ، عبر اللعب على أوتار الفتن الطائفيّة والمذهبيّة ..
        .. بعد عرضنا لهذه الروايات ، وبعد دفاعنا عن كتاب الله تعالى وعن النبيِّ ( ص ) وشرف نسائه وعرضهن وعن ثوابت العقل والمنطق وقواعد اللغة العربيّة
        وطبعا أنَّ روايات الشيعة ليست أفضل حالاً من روايات السنّة وسيتم تفنيدها بلاحقا

        تعليق


        • #5
          اقرا بدايه كتابتك واتعض
          مادامت غير موثوق بها لا تنشرها

          تعليق


          • #6
            يحدثنا رب العزة عن اهمية الفطرة فى كل نفس بشرية مؤمنة بقولة فى سورة الروم «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ» الروم 30.

            ومما لا شك فيه أن هذه الفطرة السليمة إنما هى الأداة الإلهية التى بسبيلها ومن خلالها يستطيع المسلم الفرد أن يفرز بها كثيراً من الترهات والجهالات التى ضمت عسفا وقهرا إلى كتب التراث, لأن تلك الفطرة من الله تعالى كما أن التشريع كذلك من لدنه, لذا فلا يمكن للفطرة أن تشمئز من التشريع الثابت اليقينى وهو «القرآن».
            وارجوكم لا تبتعدوا كثيرا وتظنوا بأني قراني او منكرا للسنة ... كلا بل انا باحث ومشتاق لسنة الحبيب المصطفي الحقيقية والصحيحة

            يجب ان نتعلم بان لا نخاف اذا استهجنا ونقدنا رواية أو حديث يخالف العقل والمنطق والكتاب والحكمة والقران
            ولا يجب أن يخشى المسلم الفرد من إعادة النظر فى المتلقى عن النبى طالما أننا علمنا أنه نتاج تدخل فيه الكذابون والوضاعون والمدلسون
            كما تعلمون جمبعا ان تراثنا مليء بالصراعات السياسية الدموية مما أدى الى كتابة واختراع وتلفيق كثير من الأحاديث ونسبها للرسول
            لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ سواء كان صحابي او تابعي او حتى خليفة للمسلمين

            مشكلة الكثيرين انهم يدورون قي حلقة مفرغة

            فلنقرأ تاريخنا بعقل واعي وبعيدا عن القداسة والتمجيد التي تلقنها لنا مناهج التعليم الانتقائية والتي ساهمت في خلق تاريخ لا يمت لتراثنا ولا لديننا ا بصلة .

            لماذا سمية الصحاح صحاح آلا يعني هذا وجود غير الصحيح أي الكثير من البُدع والأحاديث والروايات المكذوبة والغير دقيقة رواية آو نقلاً أو نسخاً

            تعليق


            • #7
              وطبعا أنَّ روايات الشيعة ليست أفضل حالاً من روايات السنّة وسيتم تفنيدها لاحقا
              لفتني هذا المقطع !

              عزيزي ..قطّـن بقطينك انت والكاتب ولا تروج له عندنا فأنت مجرد حامل أسفار ... يعني خلك بحالك !
              آل روايات الشيعة آل .....شدخلكم ؟انتم أجهل خلق الله بمذهبنا !
              مثل الشيخ الزغبي يقول أخطر ثلاث بالعالم الجعفرية والامامية والاثنى عشرية ههههههههههه!!
              كتبت أنت في توقيعك :
              وإنْ أردنا الـَرحِيلْ .. نَرحـَلْ بـِصَمتْ
              قلت : ارحل بصمت أنت وجهالاتك !
              تلكم عن البخاري ومسلم لا عن أهل البيت !
              صدق زكريا بطرس لما قال البخاري ومسلم ما نقلوه هو عبارة عن تراث شعبي مسيحي !
              صدق :
              هذا نموذج !
              http://www.alhak.org/vb/showthread.php?t=21842

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X