قناة العربية الفضائية ونفاقها السياسي الإعلامي
الإعلام والصحافة عبارتان من رصاص ، يستفيض القلم بسرد الحوادث فيؤنس حينا ً وأحيانا ً كثيرة يقلق بأطياف الأخبار ونشرات المعارك والمناكب ومواكب الزعماء والأذكياء والفقراء ، يتجوّل القلم في البحر والبر ّ والسماء ليكتب ما من شأنه أن يصل الى القلوب والعقول والناس والمجتمعات .
الكاتب : محمّد أحمد حمّود
العربیة ان تکذب اکثر فاکثرلا شك ّ بأن ّ الفضائية الناجحة هي التي تنقل الخبر وتوصله كما هو الى المتسمرين أمام الشاشة ليتلقفوا خبر ً مأساويا ً ، سياسيا ً أو اقتصاديا ً او اجتماعيا ً ، ومن النادر أن يتلقّف المواطن العربي خبرا ً ثقافيا ً أو طبيا ً مفرحا ً ، فوشاح السواد ظلله منذ زمن .
في منطقتنا العربية فضائية اسمها العربية ، ربما أخطأ مؤسسوها العرب بتسميتها ، أو ربما خانتهم اللغة العربية ، لغة القرآن ، فألسنتهم المنحوتة من حضارة الغرب ولدت في بنوك واشنطن المخزنة مالا ً من نفط الخليج .
لا أغالي ان قلت بأنها من أكثر القنوات الفضائية في العالم كرها ً من الشعوب المقاومة والممانعة للعنجهية الصهيونية والغطرسة الأمريكية .
ولا أغالي أيضا ً القول ، بأن ّ الكثيرين من جهابذة القلنسوات العربية والبزات الغربية والغليون الأمريكي والأدب العبري ، يعشقونها حتى الثمالة ، وهم من روادها وداعميها والمفتخرين بها ، فقط لأنها ضد الممانعة ومع التطبيع والتطبيل والتزمير لشرق أوسطي جديد !!.
ولا أغالي أبدا ً ان قلت كما في قلوب ملايين الشرفاء أن ّ القناة هذه هي من أكثر القنوات اثارة للفتن المذهبية والطائفية والعقائدية ، خاصة بين المسلمين أنفسهم ، مع أن طاقمها المستعرب لا يفهم بالدين والعقيدة والاسلام الا من بوابة دس الدسائس بين المشاهدين ، لتحقيق الهدف الامريكي الاسرائيلي بامتياز ، مع مراضاة بعض الزعماء العرب المتخمين من شواء اللحم على موائد الفنادق الفخمة ، وكؤوس الخمر التي لم تعد تسكرهم ، فالسلطة أثملتهم حتى الممات .
قناة العربية سلاح فتاك في عقل العربان ، تنشر أهازيج وأراجيز أكاذيبها ونفاقها ودسائسها على جمهور بات يشفّر ألوانها الصحراوية القاحلة كعقول مفكريها الذين لا يعرفون سوى طعم اليورو والدولار والدرهم والدينار ، يعبئون مدواة أقلامهم من أثمان بخسة .
ألا يستحي المذيع المدّعي للثقافة وعلو كعب الفكر فيه أن يبلّغ الناس خبرا ً ملفقا ً كتبه له مراهق أمريكي او صهيوني وبلغه إياه من احدى الغرف السوداء المتآمرة على أمته وقدسه وكرامته ، فالمال أغلى من الكرامة ، ووسام الغرب أحن على قلبه من رؤية مشهد دام ً من مشاهد أطفال فلسطين ولبنان والعراق.
ألا يستحي ذلك المحلل السياسي المتزي ببذلة تبهر العين ، وقد تلاعبت أنامل التبريج والتزيين والتجميل بوجه يستقبحه كل مثقف عارف ، وشريف متعال على العمالة الغربية .
ألا يستحي هذا وذاك من بث الفتن والكذب والنفاق بين أحضان الأمة .
لا لا يستحي مَن مات فيه الضمير ، ومَن رسب في مهنة شريفة ، ضللها بجهل ٍ استمده من دفتر شيكات فيلتمان ورايس ، وبعض الأصدقاء في ( أور شليم القدس ) ، ملاذ نقاهتهم وسياحتهم .
قناة العربية التي تلعب على وتر التجييش ، تحيا شكليا ً في منطقة الخليج ، وتستمد قوتها من تل أبيب وواشنطن ومن عواصم عربية راقصة أو متحجرة .
تطالعك دائما ومع كل حدث مهما قل ّ شأنه بأفلام مصطنعة وأقاصيص وريقات ، عنونتها دائما بلغة ( لا إله ) ، تجتزئ الخبر والمعلومة والصورة كرمى عيون الإسرائيلي المتدلل على شاشاتها فكل من يبني للفتنة والدسائس بين المسلمين هو عميل متصهين .
ماذا تريد قناة العربية من لبنان ؟ ماذا تريد من المقاومة ؟ ماذا تريد من شرفاء الأمة ؟ لماذا تتأذى من نصر تموز ؟لماذا تستشيط غضبا ً كلّما ذكرت هزيمة اسرائيل ؟
ماذا تريد من ايران الاسلام ؟ لماذا تغذي النزعة الطائفية والمذهبية ، وتبث الكراهية في وجه كل ممانع مؤمن بالوطن والأمة ؟ ماذا تريد من سوريا وألسنة الصدق .
لماذا تسيئ الى المقاومة في فلسطين وشرفاء القدس ؟ لماذا تحاول أن تدنس مقاومة العراق ضد الغزاة ؟
أسئلة يسألها العارف الجاهل بأطياف السياسة والدعاية .
قناة العربية لا تعيش سياستها إلا على فتاة الأموال المتبقية من زعامة أمريكا .
تريد من لبنان وطنا ً ، يتلاطف أصحاب القذارة والوقاحة فيه ، بأنه وطن النساء والفساد والأنس وعربدة الرجال .
تريد لبنان وطنا ً مهزوما ً مهزوزا ً ، يتصارع فيه السني والشيعي ، المسلم والمسسيحي .
يريدون أن تسحق المقاومة التي داست على أزيز جنايتهم وخيانتهم ، كرمى عيون الأسياد ولذائذ الودائع .
يريدون لبنان دونما مقاومة ودونما شرفاء أمة ، يريدون المقاومة وسيدها ورجالاتها مهزومين متقوقعين خائفين .
وأظنهم كانوا يتمنون اليوم التي تهزم فيه المقاومة ، ويموج لبنان بحروب أهلية لا تبقي فيه ولا تذر وهم يشاهدون ويتلون الخبر تلو الخبر من غرفها المهوّاة بثلج غربي ، ويروون غليلهم بماء اعلامي آسن .
هذا ما يراه كل عاقل ومثقف بعيد عن زيف الغرور والشرور في هذه القناة .
وما يضحك ويسلـّي أن ّ لديهم محللين جاهزين يكتبون الخبر قبيل الخبر والرد قبيل الحديث ، لاسيما ان كان المتحدّث سيد العرب والمسلمين الأول السيد حسن نصرالله ، نراهم يتصلون ب كيت وكيت ، وكأنهم لا يعرفون غيرهم ممن يصعصعون ويهددون وهم يدرون أن ّ المحلل هذا ثمنه بضع مئات من الدولارات ، يأخذها على كل اطلالة ، وغالبيتهم من هواة السياسة المجهولين ممن لا يعرفهم بنو الحي والعائلة الذين تجنوا على الثقافة والسياسة وانتقدوا الكبار .
ونطرح سؤالا ً آخر ؟
لماذا لا تتصل القناة بذوي الباع الطويل في التحليل المنطقي الذين لا يلفقون كلاما ً ولا يجتزئون حديثا ً ، ونعذر مَن لا يلبي طلب القناة التي تمادت في معاداة الفكر والحق فعاداها أصحاب الفكر والحق ، وهم وإن أطل البعض منهم أخجلوا القناة ومَن يمدّها بمداد التشويه والتمويه السياسي .
هم ّ القناة الثاني بعد النيل منبلدان المقاومة في فلسطين ولبنان ، النيل من ايران الاسلام ، ولكأنه في العالم لا وجود لآلام ومشاكل ومتاهات ، ولا ضعف ولا وهن ولا دكتاتوريات ولا تسلط ولا عنف ولا ظلم الا في ايران .
ولكأن الدول العربية في غالبيتها ممهورة بختم الحرية والديمقراطية ومحبة الشعب ورفاهية العيش، فالانسان العربي يحكي ما يريد وينتقد من يريد ، يعيش في امان وطمأنينة في كنف الزعيم والملك والأمير وأصحاب السمو والعلو ، فلا وجود لقمع قاتل ، ولا لفقر مقذع ، ولا سجون ومعتقلات ، الداخل اليها مفقود الى ما شاء الله ؟ !!
إيران شغلها الشاغل ، لماذا ؟
لماذا التزييف والتأليف والتوليف ، ففي البلدان العربية قضايا ومزايا وبلايا ؟
ألأنها تدعم المقاومة والممانعة وشرفاء الأمة ؟ !
فقط لأن الكثيرين من القادة العرب المتلهيين بشهواتهم وسهراتهم وجمع أموالهم من دماء الحروب والشعوب أعجز من أن يكونوا كإيران ؟ فهم جـُبلوا من كرسي قاحط ، يصدأ على أجسامهم ، لتعود الشعوب لتجدد وسادتها البالية رغما ً عنها .
لو أفسحت القناة ما توليه من وقت عن ايران في ساعات برامجها ، وأطلت على عيوب الأمة وفسادها ووهنها وخوفها لنجحت في الوصول الى مكمن الداء ،
ولكن :
قد أسمعت إذ ناديت حيا ً ولكن لا حياة لمن تنادي
لقد أبكيت إذ أوقدت نارا ً ولكن ضاع نفخك في الرماد
لن تنجح العربية في ايذاء ايران ولا نجحت في خدش سوريا ، ولا صورة المقاومين في فلسطين ومقاومي الاحتلال الأمريكي في العراق ، لقد أصاب كلامها العجز والتكرار والتسويف والملل والإشمئزاز من اللون الواحد والرأي الواحد والنفس الواحد واللعبة التي باتت مكشوفة ، فأصبحت القناة بحق على المستوى السياسي : تحتل المرتبة الأولى في الدس والنس ّ والمرتبة الأخيرة في ضمائر الأحرار .
عجبا ً كل ّ العجب ؟ هل في القناة مَن يلامس وهج وألق الإعلاميين الكبار الكبار ، أمثال الإعلامي العربي الأول غسان بن جدو وأمثال حمزة قنديل .
لا يكاد الواحد يحفظ اسما ً من أولئك الإعلاميين والإعلاميات ، لأنهم شريط تسجيل طويل ، يتلون كراريس السفارات ، ويلملمون بقايا ملايين فيلتمان ورايس وبلير وبندر وغيرهم ...
لن ينصف القناة الدهر ، سيبقيها في نفوس الأحرار ملهاة ً وشيطانا ً يوسوس في النفوس والعقائد والمذاهب والملل ، لن تنجح أفلامكم ولن تتحقق أمانيكم ، سيبقى لبنان عصيا ًعلى الفتنة مهما أوقدتموها ، وسيبقى بريق المقاومة يشع كشمس تموز على دنيا الأحرار ، لن يهزمها قلم ولا علـَم ولا فتات أضاليل .
ستبقى بلدان الممانعة والمقاومة أقوى من إعلامكم وبرامجكم ومحلليكم ونشراتكم وصوركم الكرتونية ، لن يصدقكم أحرار وشرفاء الأمة.
إعدلوا عن لغة الدسائس وتسويق الفتن ، وتطلعوا الى البعيد ، فالكاذب منبوذ والملفّق مكروه ، سيسقطكم القلم الشريف والصورة الصادقة وسيموت زيفكم مهما جعجعت أصواتكم وحاكت عربانكم وغربانكم أثواب المؤامرة والمقامرة .
الإعلام والصحافة عبارتان من رصاص ، يستفيض القلم بسرد الحوادث فيؤنس حينا ً وأحيانا ً كثيرة يقلق بأطياف الأخبار ونشرات المعارك والمناكب ومواكب الزعماء والأذكياء والفقراء ، يتجوّل القلم في البحر والبر ّ والسماء ليكتب ما من شأنه أن يصل الى القلوب والعقول والناس والمجتمعات .
الكاتب : محمّد أحمد حمّود
العربیة ان تکذب اکثر فاکثرلا شك ّ بأن ّ الفضائية الناجحة هي التي تنقل الخبر وتوصله كما هو الى المتسمرين أمام الشاشة ليتلقفوا خبر ً مأساويا ً ، سياسيا ً أو اقتصاديا ً او اجتماعيا ً ، ومن النادر أن يتلقّف المواطن العربي خبرا ً ثقافيا ً أو طبيا ً مفرحا ً ، فوشاح السواد ظلله منذ زمن .
في منطقتنا العربية فضائية اسمها العربية ، ربما أخطأ مؤسسوها العرب بتسميتها ، أو ربما خانتهم اللغة العربية ، لغة القرآن ، فألسنتهم المنحوتة من حضارة الغرب ولدت في بنوك واشنطن المخزنة مالا ً من نفط الخليج .
لا أغالي ان قلت بأنها من أكثر القنوات الفضائية في العالم كرها ً من الشعوب المقاومة والممانعة للعنجهية الصهيونية والغطرسة الأمريكية .
ولا أغالي أيضا ً القول ، بأن ّ الكثيرين من جهابذة القلنسوات العربية والبزات الغربية والغليون الأمريكي والأدب العبري ، يعشقونها حتى الثمالة ، وهم من روادها وداعميها والمفتخرين بها ، فقط لأنها ضد الممانعة ومع التطبيع والتطبيل والتزمير لشرق أوسطي جديد !!.
ولا أغالي أبدا ً ان قلت كما في قلوب ملايين الشرفاء أن ّ القناة هذه هي من أكثر القنوات اثارة للفتن المذهبية والطائفية والعقائدية ، خاصة بين المسلمين أنفسهم ، مع أن طاقمها المستعرب لا يفهم بالدين والعقيدة والاسلام الا من بوابة دس الدسائس بين المشاهدين ، لتحقيق الهدف الامريكي الاسرائيلي بامتياز ، مع مراضاة بعض الزعماء العرب المتخمين من شواء اللحم على موائد الفنادق الفخمة ، وكؤوس الخمر التي لم تعد تسكرهم ، فالسلطة أثملتهم حتى الممات .
قناة العربية سلاح فتاك في عقل العربان ، تنشر أهازيج وأراجيز أكاذيبها ونفاقها ودسائسها على جمهور بات يشفّر ألوانها الصحراوية القاحلة كعقول مفكريها الذين لا يعرفون سوى طعم اليورو والدولار والدرهم والدينار ، يعبئون مدواة أقلامهم من أثمان بخسة .
ألا يستحي المذيع المدّعي للثقافة وعلو كعب الفكر فيه أن يبلّغ الناس خبرا ً ملفقا ً كتبه له مراهق أمريكي او صهيوني وبلغه إياه من احدى الغرف السوداء المتآمرة على أمته وقدسه وكرامته ، فالمال أغلى من الكرامة ، ووسام الغرب أحن على قلبه من رؤية مشهد دام ً من مشاهد أطفال فلسطين ولبنان والعراق.
ألا يستحي ذلك المحلل السياسي المتزي ببذلة تبهر العين ، وقد تلاعبت أنامل التبريج والتزيين والتجميل بوجه يستقبحه كل مثقف عارف ، وشريف متعال على العمالة الغربية .
ألا يستحي هذا وذاك من بث الفتن والكذب والنفاق بين أحضان الأمة .
لا لا يستحي مَن مات فيه الضمير ، ومَن رسب في مهنة شريفة ، ضللها بجهل ٍ استمده من دفتر شيكات فيلتمان ورايس ، وبعض الأصدقاء في ( أور شليم القدس ) ، ملاذ نقاهتهم وسياحتهم .
قناة العربية التي تلعب على وتر التجييش ، تحيا شكليا ً في منطقة الخليج ، وتستمد قوتها من تل أبيب وواشنطن ومن عواصم عربية راقصة أو متحجرة .
تطالعك دائما ومع كل حدث مهما قل ّ شأنه بأفلام مصطنعة وأقاصيص وريقات ، عنونتها دائما بلغة ( لا إله ) ، تجتزئ الخبر والمعلومة والصورة كرمى عيون الإسرائيلي المتدلل على شاشاتها فكل من يبني للفتنة والدسائس بين المسلمين هو عميل متصهين .
ماذا تريد قناة العربية من لبنان ؟ ماذا تريد من المقاومة ؟ ماذا تريد من شرفاء الأمة ؟ لماذا تتأذى من نصر تموز ؟لماذا تستشيط غضبا ً كلّما ذكرت هزيمة اسرائيل ؟
ماذا تريد من ايران الاسلام ؟ لماذا تغذي النزعة الطائفية والمذهبية ، وتبث الكراهية في وجه كل ممانع مؤمن بالوطن والأمة ؟ ماذا تريد من سوريا وألسنة الصدق .
لماذا تسيئ الى المقاومة في فلسطين وشرفاء القدس ؟ لماذا تحاول أن تدنس مقاومة العراق ضد الغزاة ؟
أسئلة يسألها العارف الجاهل بأطياف السياسة والدعاية .
قناة العربية لا تعيش سياستها إلا على فتاة الأموال المتبقية من زعامة أمريكا .
تريد من لبنان وطنا ً ، يتلاطف أصحاب القذارة والوقاحة فيه ، بأنه وطن النساء والفساد والأنس وعربدة الرجال .
تريد لبنان وطنا ً مهزوما ً مهزوزا ً ، يتصارع فيه السني والشيعي ، المسلم والمسسيحي .
يريدون أن تسحق المقاومة التي داست على أزيز جنايتهم وخيانتهم ، كرمى عيون الأسياد ولذائذ الودائع .
يريدون لبنان دونما مقاومة ودونما شرفاء أمة ، يريدون المقاومة وسيدها ورجالاتها مهزومين متقوقعين خائفين .
وأظنهم كانوا يتمنون اليوم التي تهزم فيه المقاومة ، ويموج لبنان بحروب أهلية لا تبقي فيه ولا تذر وهم يشاهدون ويتلون الخبر تلو الخبر من غرفها المهوّاة بثلج غربي ، ويروون غليلهم بماء اعلامي آسن .
هذا ما يراه كل عاقل ومثقف بعيد عن زيف الغرور والشرور في هذه القناة .
وما يضحك ويسلـّي أن ّ لديهم محللين جاهزين يكتبون الخبر قبيل الخبر والرد قبيل الحديث ، لاسيما ان كان المتحدّث سيد العرب والمسلمين الأول السيد حسن نصرالله ، نراهم يتصلون ب كيت وكيت ، وكأنهم لا يعرفون غيرهم ممن يصعصعون ويهددون وهم يدرون أن ّ المحلل هذا ثمنه بضع مئات من الدولارات ، يأخذها على كل اطلالة ، وغالبيتهم من هواة السياسة المجهولين ممن لا يعرفهم بنو الحي والعائلة الذين تجنوا على الثقافة والسياسة وانتقدوا الكبار .
ونطرح سؤالا ً آخر ؟
لماذا لا تتصل القناة بذوي الباع الطويل في التحليل المنطقي الذين لا يلفقون كلاما ً ولا يجتزئون حديثا ً ، ونعذر مَن لا يلبي طلب القناة التي تمادت في معاداة الفكر والحق فعاداها أصحاب الفكر والحق ، وهم وإن أطل البعض منهم أخجلوا القناة ومَن يمدّها بمداد التشويه والتمويه السياسي .
هم ّ القناة الثاني بعد النيل منبلدان المقاومة في فلسطين ولبنان ، النيل من ايران الاسلام ، ولكأنه في العالم لا وجود لآلام ومشاكل ومتاهات ، ولا ضعف ولا وهن ولا دكتاتوريات ولا تسلط ولا عنف ولا ظلم الا في ايران .
ولكأن الدول العربية في غالبيتها ممهورة بختم الحرية والديمقراطية ومحبة الشعب ورفاهية العيش، فالانسان العربي يحكي ما يريد وينتقد من يريد ، يعيش في امان وطمأنينة في كنف الزعيم والملك والأمير وأصحاب السمو والعلو ، فلا وجود لقمع قاتل ، ولا لفقر مقذع ، ولا سجون ومعتقلات ، الداخل اليها مفقود الى ما شاء الله ؟ !!
إيران شغلها الشاغل ، لماذا ؟
لماذا التزييف والتأليف والتوليف ، ففي البلدان العربية قضايا ومزايا وبلايا ؟
ألأنها تدعم المقاومة والممانعة وشرفاء الأمة ؟ !
فقط لأن الكثيرين من القادة العرب المتلهيين بشهواتهم وسهراتهم وجمع أموالهم من دماء الحروب والشعوب أعجز من أن يكونوا كإيران ؟ فهم جـُبلوا من كرسي قاحط ، يصدأ على أجسامهم ، لتعود الشعوب لتجدد وسادتها البالية رغما ً عنها .
لو أفسحت القناة ما توليه من وقت عن ايران في ساعات برامجها ، وأطلت على عيوب الأمة وفسادها ووهنها وخوفها لنجحت في الوصول الى مكمن الداء ،
ولكن :
قد أسمعت إذ ناديت حيا ً ولكن لا حياة لمن تنادي
لقد أبكيت إذ أوقدت نارا ً ولكن ضاع نفخك في الرماد
لن تنجح العربية في ايذاء ايران ولا نجحت في خدش سوريا ، ولا صورة المقاومين في فلسطين ومقاومي الاحتلال الأمريكي في العراق ، لقد أصاب كلامها العجز والتكرار والتسويف والملل والإشمئزاز من اللون الواحد والرأي الواحد والنفس الواحد واللعبة التي باتت مكشوفة ، فأصبحت القناة بحق على المستوى السياسي : تحتل المرتبة الأولى في الدس والنس ّ والمرتبة الأخيرة في ضمائر الأحرار .
عجبا ً كل ّ العجب ؟ هل في القناة مَن يلامس وهج وألق الإعلاميين الكبار الكبار ، أمثال الإعلامي العربي الأول غسان بن جدو وأمثال حمزة قنديل .
لا يكاد الواحد يحفظ اسما ً من أولئك الإعلاميين والإعلاميات ، لأنهم شريط تسجيل طويل ، يتلون كراريس السفارات ، ويلملمون بقايا ملايين فيلتمان ورايس وبلير وبندر وغيرهم ...
لن ينصف القناة الدهر ، سيبقيها في نفوس الأحرار ملهاة ً وشيطانا ً يوسوس في النفوس والعقائد والمذاهب والملل ، لن تنجح أفلامكم ولن تتحقق أمانيكم ، سيبقى لبنان عصيا ًعلى الفتنة مهما أوقدتموها ، وسيبقى بريق المقاومة يشع كشمس تموز على دنيا الأحرار ، لن يهزمها قلم ولا علـَم ولا فتات أضاليل .
ستبقى بلدان الممانعة والمقاومة أقوى من إعلامكم وبرامجكم ومحلليكم ونشراتكم وصوركم الكرتونية ، لن يصدقكم أحرار وشرفاء الأمة.
إعدلوا عن لغة الدسائس وتسويق الفتن ، وتطلعوا الى البعيد ، فالكاذب منبوذ والملفّق مكروه ، سيسقطكم القلم الشريف والصورة الصادقة وسيموت زيفكم مهما جعجعت أصواتكم وحاكت عربانكم وغربانكم أثواب المؤامرة والمقامرة .
تعليق