السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ................ موضوع للناقش ....... من كتاب أشراط الساعة.............
إذا جئنا نقرأ في المنظومة الروائية وحدها سنقرأ الكثير مما روي من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن غيبيات تتعلق بوقت قيام الساعة، فهناك أخبار عن عودة المسيح و المهدي و الدجال وطلوع الشمس من مغربها وفتح القسطنطينية، وغيرها من الأمور التي ارتبط ظهورها بقرب قيام الساعة، لكن إذا جئنا نقرأ كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فسنجد شيئاً مختلفاً تماماً.
قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنّكَ حَفِيّ عَنْهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ=(187) قُل لاّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِنْ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:187–188).
في الآية (187 من سورة الأعراف): يبين الله تعالى أن علم الساعة مما استأثر به (إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي )، و ( لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاّ هُوَ) أي لا يكشف الخفاء عنها إلا الله تعالى، وهي لا تأتي إلا بغتة (=فجأة)، ثم (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لسائليك عن الساعة أيان مرساها لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً) (279) ، ولو كنت أعلم الغيب أي (لو كنت أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد لاستكثرت من الخير) (280) وما مسني السوء.
هاتان الآيتان فيهما مقدمتان مترابطتان:
– فعند سؤال الناس عن الساعة التي استأثر الله تعالى بعلمها، والتي لا يكشف أمرها إلا هو ولا تأتي الناس إلا بغتة...
– أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم بأنه لا يعلم الغيب، والغيب يشمل كل ما غاب عن الإنسان من ماض ومستقبل.
والنتيجة المستخلصة من هاتين المقدمتين:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما يكون من أمر الغيب من المستقبل، وهذا ينسحب على الروايات المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم التي تتعلق بأشراط الساعة المستقبلية.
وقد يعترض البعض على هذا الكلام ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أمر الغيب إلا ما شاء الله أن يعلمه وهذه الروايات في الإخبار بغيبيات المستقبل داخلة في ذلك.
وهذا الاعتراض لا يصح لأمور منها:
– أن الآيات القرآنية تتحدث عن وقت قيام الساعة تحديداً وتربط ذلك بعدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لغيبيات المستقبل، وهذه نتيجة حاسمة في الأمر، فما يكون بعد ذلك من مرويات ينسبها الناس للرسول صلى الله عليه وسلم تخالف هذه الدلالات القرآنية تعتبر خرقاً لهذه الحقيقة القرآنية.
– علمنا يقيناً من هذه الآيات ومن غيرها أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى (قُل لاّ يَعْلَمُ مَن فِي السّمَاواتِ والأرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65)، وعلمنا كذلك أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقول للناس في معرض الحديث عن الساعة وأمرها (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِنْ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ، فهل عندنا من عالم الروايات في الأخبار المستقبلية من الدليل القطعي في ثبوته ودلالاته حتى نتيقن أن ذلك من الغيب الذي أوحى الله به إلى رسوله الكريم؟!، أم هي مجرد روايات تفردت بها بعض المجموعات الحديثية دون باقي المسلمين ويشوبها ما يشوبها من المطاعن الكثيرة في أسانيدها ومتونها؟!، فإذا لم يكن لدينا علم ويقين من ذلك فنحن إذن ممن قال الله تعالى فيهم (وَمَا يَتّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاّ ظَنّاً إَنّ الظّنّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقّ شَيْئاً إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)(يونس:36).
إذا جئنا نقرأ في المنظومة الروائية وحدها سنقرأ الكثير مما روي من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن غيبيات تتعلق بوقت قيام الساعة، فهناك أخبار عن عودة المسيح و المهدي و الدجال وطلوع الشمس من مغربها وفتح القسطنطينية، وغيرها من الأمور التي ارتبط ظهورها بقرب قيام الساعة، لكن إذا جئنا نقرأ كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فسنجد شيئاً مختلفاً تماماً.
قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنّكَ حَفِيّ عَنْهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ=(187) قُل لاّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِنْ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:187–188).
في الآية (187 من سورة الأعراف): يبين الله تعالى أن علم الساعة مما استأثر به (إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي )، و ( لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاّ هُوَ) أي لا يكشف الخفاء عنها إلا الله تعالى، وهي لا تأتي إلا بغتة (=فجأة)، ثم (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لسائليك عن الساعة أيان مرساها لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً) (279) ، ولو كنت أعلم الغيب أي (لو كنت أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد لاستكثرت من الخير) (280) وما مسني السوء.
هاتان الآيتان فيهما مقدمتان مترابطتان:
– فعند سؤال الناس عن الساعة التي استأثر الله تعالى بعلمها، والتي لا يكشف أمرها إلا هو ولا تأتي الناس إلا بغتة...
– أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم بأنه لا يعلم الغيب، والغيب يشمل كل ما غاب عن الإنسان من ماض ومستقبل.
والنتيجة المستخلصة من هاتين المقدمتين:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما يكون من أمر الغيب من المستقبل، وهذا ينسحب على الروايات المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم التي تتعلق بأشراط الساعة المستقبلية.
وقد يعترض البعض على هذا الكلام ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أمر الغيب إلا ما شاء الله أن يعلمه وهذه الروايات في الإخبار بغيبيات المستقبل داخلة في ذلك.
وهذا الاعتراض لا يصح لأمور منها:
– أن الآيات القرآنية تتحدث عن وقت قيام الساعة تحديداً وتربط ذلك بعدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لغيبيات المستقبل، وهذه نتيجة حاسمة في الأمر، فما يكون بعد ذلك من مرويات ينسبها الناس للرسول صلى الله عليه وسلم تخالف هذه الدلالات القرآنية تعتبر خرقاً لهذه الحقيقة القرآنية.
– علمنا يقيناً من هذه الآيات ومن غيرها أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى (قُل لاّ يَعْلَمُ مَن فِي السّمَاواتِ والأرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65)، وعلمنا كذلك أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقول للناس في معرض الحديث عن الساعة وأمرها (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِنْ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ، فهل عندنا من عالم الروايات في الأخبار المستقبلية من الدليل القطعي في ثبوته ودلالاته حتى نتيقن أن ذلك من الغيب الذي أوحى الله به إلى رسوله الكريم؟!، أم هي مجرد روايات تفردت بها بعض المجموعات الحديثية دون باقي المسلمين ويشوبها ما يشوبها من المطاعن الكثيرة في أسانيدها ومتونها؟!، فإذا لم يكن لدينا علم ويقين من ذلك فنحن إذن ممن قال الله تعالى فيهم (وَمَا يَتّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاّ ظَنّاً إَنّ الظّنّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقّ شَيْئاً إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)(يونس:36).
تعليق