إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كرامات لأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كرامات لأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)

    الكاتب: الشيخ كاظم البهادلي | القسم: العترة الحسينية | 2010/09/17 - 03:46 AM

    هناك عدّة كرامات ذكرها السيّد عبد الرزاق المُقرّم (رضوان الله عليه) لأبي الفضل العبّاس (روحي له الفداء ونفسي له الوقاء)، نذكر منها ما يسنح به الخاطر:
    منها: ما يُحدّثُ به الشّيخ الجليل العلاّمة المتبحّر الشّيخ عبد الرحيم التستري سنة 1313 هـ ق ـ من تلامذة الشّيخ الأنصاري (أعلا الله مقامه) ـ، قال: زرت الإمام الشهيد أبا عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)، ثُمّ قصدت أبا الفضل العبّاس، وبينا أنا في الحرم الأقدس، إذ رأيت زائراً من الأعراب ومعه غلام مشلول، ربطه بالشباك وتوسّل به وتضرّع، وإذا الغُلام قد نهض وليس به علّة، وهو يصيح: "شافاني العبّاس"، فاجتمع النّاس عليه، وخرَّقوا ثيابه للتبرك بها، فلمّا أبصرت هذا بعيني، تقدّمت نحو الشباك وعاتبته عتاباً مُقذعاً، وقلت: يغتنم المعيدي الجاهل منك المنى وينكفئ مسروراً، وأنا مع ما أحمله من العلم والمعرفة فيك والتأدّب في المثول أمامك، أرجع خائباً لا تقضي حاجتي؟! فلا أزورك بعد هذا أبداً! ثُمّ راجعتني نفسي وتنبّهت لما في عتبي، فاستغفرت ربي (سبحانه) ممّا أسأت مع (عباس اليقين والهداية)، ولمّا عدت إلى النجف الأشرف أتاني الشّيخ المرتضى الأنصاري (رضوان الله عليه)، وأخرج صرتين وقال: "هذا ما طلبته من أبي الفضل العبّاس، اشتر داراً وحج البيت الحرام"، ولأجلها كان توسّلي بأبي الفضل (1).
    ومنها: ما في أسرار الشّهادة، قال: حدّثني السيّد الأجل، العلاّمة الخبير السيّد أحمد بن الحجّة المتتبّع، السيّد نصر الله المدرّس الحائري، قال: بينا أنا في جمعٍ من الخدام في صحن أبي الفضل، إذ رأينا رجلاً خارجاً من الحرم مسرعاً، واضعاً يده على أصل خنصره والدم يسيل منها، فأوقفناه نتعرَّف خبره، فأعلمنا بأنَّ العبّاس قطعها، فرجعنا إلى الحرم، فإذا الخنصر معلّق بالشباك ولم يقطر منه دم، كأنَّه قُطِعَ من ميّتٍ، ومات الرَّجُل من الغد، وذلك لصدور إهانةٍ منه في الحرم المقدس (2).
    ومنها: ما ذكره السيّد المقرّم (رحمه الله) في كتابه "العبّاس.. الكرامة الثالثة"، قال: حدّثني العلاّمة البارع الشّيخ حسن دخيل (حفظه الله) عمّا شاهده بنفسه في حرم أبي الفضل (صلوات الله عليه)، قال: زرت الحسين في غير أيام الزّيارة، وذلك في أواخر أيام الدولة العثمانية في العراق في فصل الصيف، وبعد أن فرغت من زيارة الحسين (عليه السلام)، توجّهت إلى زيارة العبّاس (سلام الله عليه) قرب الزوال، فلم أجد في الصحن الشريف والحرم المطهّر أحداً لحرارة الهواء، غيرَ رجلٍ من الخدمة واقف عند الباب الأولى، يُقدّر عمره بالستين،كأنّه مراقب للحرم، وبعد أن زرت صلّيت الظّهر والعصر، ثُمّ جلست عند الرأس المقدّس، متفكّراً في الأبّهة والعظمة التي نالها قمر بني هاشم عن تلك التضحية الشّريفة، وبينا أنا في هذا، إذ رأيت امرأة محجّبة من القَرنِ إلى القدم، عليها آثار الجلالة، وخلفها غلام يقدر بالسّتة عشر سنة بزي أشراف الأكراد جميل الصّورة، فطافت بالقبر والولد تابع، ثُمّ دخل بعدهما رجلٌ طويلُ القامة، أبيض اللون مشرباً بحمرة، ذو لحية شعرها أشقر يخالطه شعرات بيض، جميل البزة،كردي اللباس والزي، فلم يأت بما تصنعه الشيعة من الزيارة أو السُّنَّة من الفاتحة، فاستدبر القبر المطهّر، وأخذ ينظر إلى السيوف والخناجر والدرق المعلّقة في الحضرة، غير مكترث بعظمة صاحب الحرم المنيع، فتعجّبتُ منه أشدَّ العجب، ولم أعرف الملّة التي ينتحلها، غير أنّي اعتقدت أنّه من متعلقي المرأة والولد، وظهر لي من المرأة ـ عند وصولها في الطواف إلى جهة الرأس الشريف ـ التعجّب ممّا عليه الرَّجُل من الغواية، ومن صبر أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) عنه، فما رأيت إلاّ ذلك الرَّجُل ـ الطويل القامة ـ قد ارتفع عن الأرض، ولم أرَ مَنْ رفعه، وضرب به الشُّباك المطهّر، وأخذ ينبح ويدور حول القبر وهو يقفز، فلا هو بملتصق بالقبر ولا بمبتعد عنه، كأنّه متكهرب به، وقد تشنجّت أصابع يديه، واحمرّ وجهُه حمرةً شديدةً، ثُمّ صار أزرقاً، وكانت عنده ساعة علّقها برقبته بزنجيل فضّة، فكلما يقفز تضرب بالقبر حتّى تكسرت، وحيث إنّه أخرج يده من عباءته لم تسقط إلى الأرض، نعم سقط الطرف الآخر إلى الأرض، وبتلك القفزات تخرقت.
    أما المرأة؛ فحينما شاهدت هذه الكرامة من أبي الفضل، قبضت على الولد، وأسندت ظهرها إلى الجدار وهي تتوسّل به بهذه اللهجة: "أبو الفضل، دخيلك أنا وولدي"! فأدهشني هذا الحال، وبقيت واقفاً لا أدري ما أصنع، والرجل قوي البدن وليس في الحرم أحد يقبض عليه، فدار حول القبر مرتين وهو ينبح ويقفز، فرأيت ذلك السيّد الخادم الذي كان واقفاً عند الباب الأُولى، دخل الروضة الشريفة فشاهد الحال فرجع، وسمعته ينادي رجلاً اسمه جعفر من السادة الخدام في الروضة، فجاءا معاً، فقال السيّد الكبير لجعفر: "إقبض على الطرف الآخر من الحزام" ـ وكان طول الحزام يبلغ ثلاثة أذرع ـ، فوقفا عند القبر، حتّى إذا وصل إليهما وضعا الحزام في عنقه وأداراه عليه، فوقف طيِّعاً، لكنّه ينبح، فأخرجاه من حرم العبّاس، وقالا للمرأة: "اتبعينا إلى مشهد الحسين"، فخرجوا جميعاً وأنا معهم، ولم يكن أحدٌ في الصحن الشريف، فلمّا صرنا في السوق (بين الحرمين) تبعنا الواحد والاثنان من النّاس، لأنّ الرَّجُل كان على حالته من النبح والاضطراب، مكشوف الرأس، ثُمّ تكاثر النّاس، فأدخلوه المشهد الحسيني وربطوه بشباك عليِّ الأكبر، فهدأت حالته ونام، وقد عرق عرقاً شديداً، فما مضى إلاّ ربع ساعة، فإذا به قد انتبه مرعوباً وهو يقول: "أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدهُ ورسوله، وأنّ أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب خليفة رسول الله بلا فصل، وأنَّ الخليفة من بعده ولده الحسن، ثُمّ أخوه الحسين، ثُمّ عليّ بن الحسين..."، وعدَّ الأئمة إلى الحُجّة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فسُئل عن ذلك، قال: "إنّي رأيت رسول الله الآن وهو يقول لي: «اعترف بهؤلاء» ـ وعدّهم عليّ ـ، «وإن لم تفعل يهلكك العبّاس»، فأنا أشهد بهم وأتبرأ من غيرهم"، ثُمّ سئل عما شاهده هناك، فقال: "بينا أنا في حرم العبّاس، إذ رأيت رجلاً طويل القامة قبض عليّ وقال لي: يا كلب، إلى الآن بعدك على الضلال؟! ثُمّ ضرب بي القبر، ولم يزل يضربني بالعصا في قفاي وأنا أفرّ منه"، ثُمّ سُئلت المرأة عن قصّة الرَّجل، فقالت: إنّها شيعية من أهل بغداد، والرجل سني من أهل السليمانية ساكن في بغداد، متدين بمذهبه، لا يعمل الفسوق والمعاصي، يحب الخصال الحميدة، ويتنزّه عن الذميمة، وهو (بندرچی تتن)، وللمرأة إخوان حرفتهما بيع التتن ومعاملتهما مع الرَّجل، فبلغ دينه عليهما مائتا ليرة عثمانية، فاستقرّ رأيهما على بيع الدار منه والمهاجرة من بغداد، فأحضراه في دارهما ظهراً وأطلعاه على رأيهما وعرّفاه أنه لم يكن دَينٌ عليهما لغيره، فعندها أبدى من الشهامة شيئاً عجيباً، فأخرج الأوراق وخرّقها، ثُمّ أحرقها، وطمّنهما على الإعانة مهما يحتاجان، فطارا فرحاً وأرادا مجازاته في الحال، فذاكرا المرأة على التزوُّج منه، فوجدا منها الرغبة فيه، لوقوفها على هذا الفضل، مع ما فيه من التمسك بالدين واجتناب الدنايا، وقد طلب منهما مراراً اختيار المرأة الصالحة له، فلمّا ذكرا له ذلك زاد سروره، وانشرح صدره بحصول أمنيته، فعقدا له من المرأة وتزوّج منها، ولمّا حصلت عنده طلبت منه زيارة الكاظمين، إذ لم تزرهما مدّة كونها بلا زوج، فلم يجبها مدّعياً أنّه من الخرافات، ولمّا ظهر عليها الحمل سألته أن ينذر الزيارة إن رُزِقَ ولداً، ففعل، ولمّا جاءت بالولد طالبته بالزيارة، فقال: "لا أفِ بالنّذر حتّى يبلغ الولد"، فأيّست المرأة، ولمّا بلغ الولد السنة الخامسة عشر طلب منها اختيار الزوجة، فأبت ما دام لم يفِ بالنذر، فعندها وافقها على الزيارة مكرهاً، وطلبت من الجوادين الكرامة الباهرة ليعتقد بإمامتهما، فلم ترَ منهما ما يسرّها، بل أساءها سخريته واستهزاؤه، ثُمّ ذهب الرَّجُل بالمرأة والولد إلى العسكريين، وتوسّلت بهما وذكرت قصة الرَّجل، فلم تُشرق عليه أنوارهما وزادت السخرية منه، ولمّا وصلا كربلاء قالت المرأة: نقدّم زيارة العبّاس (عليه السلام)، وإذا لم تظهر منه الكرامة ـ وهو أبو الفضل وباب الحوائج ـ لا أزور أخاه الشهيد ولا أباه أمير المؤمنين، وأرجع إلى بغداد، وقصّت على أبي الفضل قصّة الرَّجُل وعرّفته حال الرَّجُل وسخرّيته بالأئمة الطاهرين، وأنّها لا تزور أخاه ولا أباه إذا لم يتلطّف عليه بالهداية وينقذه من الغواية، فأنجح سؤلها وفاز الرَّجُل بالسعادة (3).
    ومنها: ما في كتاب (إعلام النّاس في فضايل العبّاس)، تأليف الزاكي التقي السيّد سعيد بن الفاضل المهذّب الخطيب السيّد إبراهيم البهبهاني، قال: تزوّجتُ في أوائل ذي القعدة سنة 1351 هجري، وبعد أن مضى أسبوع من أيّام الزواج، أصابني زُكام صاحبته حُمّى، وباشرني أطباء النجف، فلم أنتفع بذلك والمرض يتزايد، ومن جملة الأطباء الطبيب المركزي مُحمّد زكي أباظة، وفي أوّل جمادي الأُولى من سنة 1353 هجري خرجت إلى الكوفة وبقيت إلى رجب، فلم تنقطع الحُمّى، وقد استولى الضعف على بدني حتّى لم أقدر على القيام، ثُمّ رجعت إلى النجف، وبقيت إلى ذي القعدة من هذه السنة بلا مراجعة طبيب، لعجزهم عن العلاج، وفي ذي الحجة من هذه السنة اجتمع الطبيب المركزي المذكور مع الدكتور مُحمَّد تقي جهان وطبيبين آخرين جاؤوا من بغداد وفحصوني، فاتفقوا على عدم نفع كلّ دواء، وحكموا بالموت إلى شهر، وفي محرم من سنة 1354 خرج والدي إلى قرية القاسم بن الإمام الكاظم (عليهما السلام) للقراءة في المآتم التي تقام لسيد الشهداء، وكانت والدتي تمرضني ودأبها البكاء ليلاً ونهاراً، وفي الليلة السابعة من هذه السنة، رأيت في النوم رجلاً مهيباً وسيماً جميلاً، أشبه النّاس بالسيد الطاهر الزكي السيّد مهدي الرشتي، فسألني عن والدي، فأخبرته بخروجه إلى القاسم، فقال: "إذن مَن يقرأ في عادتنا يوم الخميس؟"، وكانت الليلة ليلة خميس، ثُمّ قال: "إذن أنت تقرأ"، ثُمّ خرج وعاد إليّ وقال: "إنَّ ولدي السيّد سعيد مضى إلى كربلاء، يعقد مجلساً لذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس وفاءً لنذرٍ عليه، فامضِ إلى كربلاء واقرأ مصيبة العبّاس"، وغاب عنّي، فانتبهت من النوم، ونظرت إلى والدتي عند رأسي تبكي، ثُمّ نمت ثانياً، فأتاني السيّد المذكور وهو يقول: "ألم أقل لك إن ولدي سعيد ذهب إلى كربلاء، وأنت تقرأ في مأتم أبي الفضل؟!"، فأجبته إلى ذلك، فغاب عنّي، فانتبهت، وفي المرة الثالثة نمتُ، فعاد إليّ السيّد المذكور وهو يقول ـ بزجرة وشدة ـ: "ألم أقل لك امضِ إلى كربلاء؟! فما هذا التأخير؟!"، فهبته في هذه المرة وانتبهتُ مرعُوباً، وقصصت الرؤياء من أوّلها على والدتي، ففرحت وتفاءلت بأنّ هذا السيّد هو أبو الفضل، وعند الصباح عزمتْ على الذهاب بي إلى حرم العبّاس (سلام الله عليه)، ولكن كلّ مَن سمع بهذا لم يوافقها، لما يراه من الضعف البالغ حدّه، وعدم الاستطاعة على الجلوس حتّى في السيارة، وبقيت على هذا إلى اليوم الثاني عشر من المحرّم، فأصرّت الوالدة على السفر إلى كربلاء بكُلّ صورةٍ، فأشار بعض الأرحام على أن يضعوني في تابوتٍ، ففعلوا ذلك ووصلت ذلك اليوم إلى القبر المقدّس ونمت عند الضّريح الطاهر، وبينا أنا في حالة الإغماء في الليلة الثالثة عشر من المحرّم، إذ جاء ذلك السيّد المذكور وقال لي: "لماذا تأخّرت عن يوم السابع؟! وقد بقي سعيد بانتظارك، وحيث لم تحضر يوم السابع، فهذا يوم دفن العبّاس، وهو يوم الثالث عشر، فقم واقرأ"، ثُمّ غاب عنّي، وعاد إليّ ثانياً وأمرني بالقراءة وغاب عنّي، وعاد في الثالثة ووضع يده على كتفي الأيسر، لأنّي كنت مضطجعاً على الأيمن، وهو يقول: "إلى متى النوم؟! قم واذكر (مصيبتي)"، فقمت وأنا مدهوش مذعور من هيبته وأنواره، وسقطتُ لوجهي مغشيّاً عليّ، وقد شاهد ذلك مَن كان حاضراً في الحرم الأطهر، وانتبهت من غشوتي وأنا أتصبّب عرقاً والصّحة ظاهرة عليّ، وكان ذلك في الساعة الخامسة من الليلة الثالثة عشر من المحرّم سنة 1354 هجري، فاجتمع عليّ مَن في الحرم الشريف، وأقبل مَن في الصحن والسوق، وازدحم النّاس في الحضرة المنورة، وكثر التكبير والتهليل، وخرّق النّاس ثيابي، وجاءت الشرطة فأخرجوني إلى البهو الذي هو أمام الحرم، فبقيت هناك إلى الصّباح، وعند الفجر تطهّرت للصلاة وصلّيت في الحرم بتمام الصحة والعافية، ثُمّ قرأت مصيبة أبي الفضل (عليه السلام)، وابتدأت بقصيدة السيّد راضي بن السيّد صالح القزويني وهي:
    أبا الفضلِ يا من أسّس الفضلَ والإبا * أبى الفضلُ إلّا أن تكونَ له أبا
    والأمر الأعجب؛ أنّي لمّا خرجتُ من الحرم قصدت داراً لبعض أرحامنا بكربلاء، وبعد أن قرأت مصيبة العبّاس، خلوت بزوجتي، وببركات أبي الفضل حملت ولداً سمّيتُه (فاضل)، وهو حيٌّ يرزق،كما رزقت عبد الله وحسناً ومُحمَّداً وفاطمة كنيتها (أمّ البنين).
    هذه من علاه إحدى المعالي * وعلى هذه فقس ما سواها (4)
    ولنكتفِ بنقل هذا المقدار من دون التعرّض لما قيل في هذه الكرامة من نظمٍ من قِبَل أدباء أهلِ البيت (عليهم السلام).
    ومنها: قال السيّد المقرّم (رحمه الله): حدثّني الشّيخ العالم الثقة الثبت الشّيخ حسن بن العلاّمة الشّيخ محسن بن العلاّمة الشّيخ شريف آل شيخ المقدّس صاحب الجواهر، عن حاج منيشد بن سلمان آل حاج عبودة من أهل الفلاّحية، وكان ثقة في النقل عارفاً بصيراً، شاهد الكرامة بنفسه، قال: كان رجل من عشيرة البراجعة ـ يسمى (مخيلف) ـ مصاباً بمرض في رجليه، وطال ذلك، حتّى يبستا وصارتا في رفع الإصبع، وبقي على هذا ثلاث سنين، وشاهده الكثير من أهل المُحمّرة، وكان يحضر الأسواق ومجالس عزاء الحسين(صلوات الله عليه)، ويستعين بالنّاس وهو يزحف على إليتيه ويديه، وقد عجز من المباشرة ويئس، وكان للشيخ خزعل بن جابر الكعبي في (المُحمّرة) حسينية، يقيم فيها عزاء الحسين (صلوات الله عليه) في العشرة الأُولى من المحرم، ويحضر هناك خلق كثير، حتّى النساء يجلسنَ في الطابق الأعلى من الحسينية، والعادة المطّردة في تلك البلاد ونواحيها أنّ الخطيب النائح إذا وصل في قراءته إلى الشهادة، قام أهل المجلس يلطمون بلهجات مختلفة، وهكذا النساء في اليوم السابع من المحرم، كان المتعارف أن تذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس، وهذا الرَّجُل ـ أعني (مخيلف) ـ يأتي الحسينية ويجلس تحت المنبر، لأنّ رجليه ممدودتان، وحينما وصل الخطيب إلى ذكر المصيبة، أخذت الحالة المعتادة مَن في المجلس رجالاً ونساءً، وبينا هم على هذا الحال، إذ يرون ذلك المصاب بالزمانة في رجليه (مخيلف) واقفاً معهم يلطم، ولهجته: "أنا مخيلف قيّمني العبّاس"! وبعد أن تبيّن النّاس هذه الفضيلة من أبي الفضل، تهافتوا عليه وخرقوا ثيابه للتبرك بها، وازدحموا عليه يُقبّلون رأسه ويديه، فأمر الشّيخ خزعل غلمانه أن يرفعوه إلى إحدى الغرف ويمنعوا النّاس عنه، وصار ذلك اليوم في المُحمّرة أعظم من اليوم العاشر من المحرّم، وصار البكاء والعويل والصراخ من الرّجال، وأما النساء فمنهنّ مَن تهلّهل وأخرى تصرخ وغيرها تلطم...
    ثُمّ إنه سئل مخيلف عمّا رآه وشاهده، فقال: "بينا النّاس يلطمون على العبّاس، أخذتني سِنَة وأنا تحت المنبر، فرأيتُ رجلاً جميلاً طويل القامة على فرسٍ أبيض عالٍ في المجلس، وهو يقول: «يا مخيلف، لِمَ لا تلطم على العبّاس مع النّاس؟»، فقلت له: يا أغاتي، لا أقدر وأنا بهذا الحال، فقال لي: «قم والطم على العبّاس»، قلت له: يا مولاي، أنا لا أقدر على القيام، فقال لي: «قم والطم»، قلت له: يا مولاي، اعطني يدك لأقوم، فقال: «أنا ما عندي يدين»، فقلت له: كيف أقوم؟ قال: «الزم ركاب الفرس وقم»، فقبضت على ركاب الفرس، وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي، وأنا في حالة الصّحة.
    وعاش سنتين أو أكثر ومات (5).
    __________
    (1) العبّاس (عليه السلام): 134.
    (2) المصدر نفسه: 135.
    (3) المصدر السابق: 135-138.
    (4) المصدر السابق: 138-141.
    (5) المصدر السابق: 144-145.

    المصدر: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) الحسينية التخصصية | رابط المقال

  • #2
    ههههههههههههههههههههههههههههههه

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد ..
      لأبي الفضل العباس مكانة كبيرة في قلوبنا ... وإن كانت لدينا تحفظات على هذه الرواية .

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
        اللهم صل على محمد وآل محمد ..
        لأبي الفضل العباس مكانة كبيرة في قلوبنا ... وإن كانت لدينا تحفظات على هذه الرواية .
        مستر فرار
        هذا العباس ابن علي المرتضى عليه السلام وليس احد من رموزك االانجاس

        وانت ايها النكرة تتحفظ ام لاتتحفظ فرأيك لايساوي عندنا شيء ولا انت ولا كل الطائفين والنواصب يساوي تراب نعل
        قمر بني هاشم

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
          اللهم صل على محمد وآل محمد ..
          لأبي الفضل العباس مكانة كبيرة في قلوبنا ... وإن كانت لدينا تحفظات على هذه الرواية .

          اسمع يا مستر فرار
          حدثت امامي كرامة للامام الحسين الطاهر وانا امشي الطريق الى كربلاء وتحديدا عند الامام عون فرايت بنت شلل تجلس على كرسي وقد تكفل بها اهلها من بغداد الى كربلاء ، لكن ما ان توقف الاب والام لشرب الماء من احد المواكب وانا كنت جالس لارتاح قليلا فرأيت (الله اكبر) تلك البنت الشلل الجالسة على الكرسي واذا بها تقوم وتمشي وحدثت ضجة للزوار وتصاعدت الى السماء اصوات(اللهم صلي على محمد وال محمد) ومن شدة ما رئيت لم اتمالك نفسي فانفجرت بالبكاء لما رايت من مكرمة للامام الحسين وانا اتذكر في ذلك الحين وفي تلك اللحظة عدائكم له ولابيه وانكم ستدخلون النار لانكم ممن نصب العداء لمحمد وال محمد............
          اسمع يا كرار انا لست بصدد ان اقول لك ان تصدق اولا تصدق لكن اقسم بجبار السموات والارض ان هذه الكرامة حدثت امامي ورايتها بام عيني وفي هذه السنة 1431 ، لكن اقول لك اتق النار ،اتق النار ، اتق النار ،ولا تشكك بكرامات الائمة .
          اللهم صل على محمد وال محمد حتى يرضى محمد وال محمد

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X