(( تمهيد ))
هذا بحث سريع جمعته على عجالة لأثبات أن رأي السلف والخلف من الشيعة والسنة خلافا لمذهب ابن تيمية واتباعه الذين يشيعون بالباطل بأن التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام لا يجوز ، بعضهم يقول أنه
( شرك !! ) ومفتون آخر يقول عنه ( بدعة !! ) وثالث ( كفر !! ) ونحو
ذلك من قذائفهم للأمة بالباطل !! بل نقول لهؤلاء المفتونين !! أن هذا
التوسل الذي أنكرتم هو رأي كافة علماء الأمة الاسلامية وسلفها منذ عصر الرسالة الى يومنا هذا !!
ولم يشذ عن الأمة الا ابن تيمية الذي هو من (( الخلف )) !! و المولود بعد عصر النبي عليه الصلاة والسلام بأكثر من ستمائة عام !! فليس هو من السلف حتى يعول عليه !! بل ليس هو بنبي حتى يصلى عليه !!
ثم ليعلم المفتونين المساكين !! بأن ما يشيعونه بأنه لم يرد عن السلف شيئ من ذلك !! وأنهم لا يرضون به !! أنما هو من قبيل الدعاوي العريضة التي ليس عليها ضريبة سوى التضليل للخلائق والتي لم يخلق الله شيئا منها أبدا !! بل هي دعوات فارغة وأطلاقات صوتية لا علمية !! والواقع على خلافها كما ستعلم !!

وأنني أتحدى هؤلاء بأن يأتوني بنص واحد - يحرم التوسل - عن أحد من العلماء خلال القرون الستة التي عاشها المسلمون قبل أن تبتلى أمة الاسلام بولادة المدعو بأحمد بن تيمية !!
قارئ العزيز لا تغتر بما يتلونه عليك من آيات قرآنية التي نزلت في مشركي قريش فأنزل هؤلاء حكمها في في المسلمين !!
فأن تلا عليك أحدهم ذلك . . .فقل له :

نحن وأنتم مختلفين في الآيات ومعانيها لأن فيها المحكم والمتشابه ونحو ذلك !! والله يقول أن هناك طائفة تحتج بالآيات المتشابه ويتبعونها
في قلوبهم زيغ ، قال تعالى : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )) فأن رميتمونا بأخذ المتشابه رميناكم نحن كذلك ! فسقط كلا القولين معا بالاتفاق!!
أذا . . لا بد من رجوعنا عند الخلاف على معاني الآيات الى السنة النبوية لأنها مفسره ومبينة لمجملة !! ثم يقال لهم أيضا :

أن الخوارج أيضا أستدلوا على كفر من خالفهم - مثلكم !! - بآيات متشابها أجروها وما فهموا معانيها ولا عرفوا مراميها كآية ( أن الحكم الا لله ) فكفروا من دعى الى التحكيم مما هو معروف في التاريخ لا حاجه لذكره الان . . وقد قال ابن عباس عن الخوارج أنهم أجروا آيات نزلت في الكفار فطبقوها على المسلمين !!
ونحن نتهم الحشوية بنفس التهمة ! أذا التهمة مقابل التهمة ! والكلام مقابل الكلام ! والحجة مقابل الحجة ! وهذا هو الانصاف لمن أراد الحق !

فالحاصل بأنه عنده الخلاف على تأويل الكتاب لا بد من الرجوع للسنة النبوية وما صح منها عند العلماء ! وكذلك لا بد من أخذ آراء علماء الأمة جيلا بعد جيل في الموضوع والأقتداء في السلف .

فأن قالوا لك عزيزي القارئ : لم يرد عن السلف ولا العلماء شيئ من ذلك ؟!
قل لهم :
هذا كلام من فسدت حجته وخصم نفسه قبل الشروع في مباحثته . . وأني سأعطيك أصولا وقواعدا محكمة تسير عليها بدحض حجتهم - أن شاء الله - التي هي أوهى من بيت العنكبوت !
فتحريرها وتقريرها على النحو التالي :

( 1 ) القاعدة الأولى :

(( الاستدلال بعدم ورود النص لا يدل في الضرورة على المنع وليس ذلك بحجة )) باتفاق الفقهاء والعقلاء وتقريره هو أن عدم ورود شيئ عن السلف بجواز الشيئ وعدم جوازه لا يدل أنهم مانعين عنه ، والا لزم تحريم كل شيئ لم يرد عنهم مما ظهر في الاعصار اللاحقة كالصلاة في
الطائرة ونحو ذلك مما لا يمكن حصره أبدا وهذا لا يقول به منصف !

وبعبارة أخرى :

أن عدم ورود خبر أو أثر عن أي مسألة كانت لا يدل بالضرورة على عدم صحتها ، لأحتمال أنه قد ورد لكن المنكرين لم يطلعوا عليه لقصور وخلل راجع فيهم ، وهذا لا يقدح بوجود الخبر أصلا ، فلو أنكر أحدا من الناس وجزم - مثلا - على عدم وجود كتاب في مكان ما قد بحث عنه ، لا يدل ذلك على عدم وجوده لأحتمال أنه لم يبحث جيدا أو كان في مكان ما ولم يتنبه اليه ، ولذلك قرر العلماء المناطقة قاعدة ضرورية لا يجحدها أحد الا كان نازلا عن مرتبة العقلاء وهي (( عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود )) !

( 2 ) القاعدة الثانية :

أن الأصل في الأحكام الإباحة كما هو مقرر عند الفقهاء والعقلاء جميعا حتى تثبت الحرمة بكتاب أو سنة أو أجماع أو عقل ، وكل هذا غير متوفر عند الخصوم على التحقيق . .
أما الكتاب فقد مضى أن العلماء خالفوا القوم في دلالة الآيات التي
استدل بها الخصوم على المدعى وأنها تخاطب الكفار لا المسلمين !!
كآية (( وما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا )) قلت : والاستدلال
بدلالة هذه الاية المباركة على المنع لهو من أقبح القبائح التي جاء
بها السفاك ابن عبد الوهاب ! واتباعه . . الذين أعملوا السيف
في أمة التوحيد قتلا وفتكا وسلبا ونهبا بحجة ارتدادها عن دينها
وتاريخ هذا الأخرق مليئ بالخزي والعار ، بل حسبك أن تقرأ تاريخه
الذي كتبه تابعاه والمفتنان به ابن بشر وابن غنام !! فهما يتبجحان
بأعداد القتلى في الجزيرة واطرافها وما فعله بأمة لااله الا الله ولا حول
ولا قوة الا بالله . .
نعود ونقول :
وأما السنة النبوية لم يرد فيها تحريم التوسل بوجه من الوجوه ! حتى ان الخصوم لم يتستطيعوا سوق حديثا واحدا - وان كان ضعيفا - يحرم التوسل !! ويمنع منه !! ( وأتحدي كل مفتون بذلك !! ) بل إن الوارد عكس ذلك كما ستعلمه لا حقا ( فانتظر لم يأتي الوقت المناسب لطرحه في هذا البحث !! ) ، ولذلك أضطروا لتأسيس قاعدة فضفاضة يستطيع كل أحد أن يدعيها على أمور عديدة لما عجزوا أن يجدوا أحاديث تؤيد مشربهم العكر في استحلال دماء المسلمين وهي قولهم (( لم يرد عن السلف أنهم توسلوا فلا يجوز )) ! وقد علم الله أنهم كتموا ولم يصدقوا !!

وأما العقل فلا دلالة لهم فيه على تحريم التوسل كما هو واضح جدا !! ولا أريد هنا أن أجعل كلامي دعوة عريضة على مسألة العقل هنا
و دلالته على المنع ، ولكنني أقول ، أن الدليل على ذلك هو أن كتب الحشوية خالية عن الاحتجاج بالعقل لمنع التوسل ولو كان عندهم دليلا عقليا لما توانوا عن طرحه والاستدلال به ! ومن شك في ذلك فليتمنن علينا (( فضليته )) ! ويأتينا به ( وهيهات ثم هيهات !! )

تنبيه : وهو :

فأن قلت لي :
لماذا قرر العلماء أن الأصل الاباحه في الأحكام والأفعال حتى تثبت الحرمة ؟
قلت لك :
أن أدلة ذلك كثيرة جدا تجدها في كتب علم(( أصول الفقه )) ومباحثه التي لم يقرأ هؤلاء المفتونين منها شيئا !! أو أنهم أطلعوا عليها ولم يفهموا منها شيئا !! ومنها :
فأننا لو قلنا بأن الأمور التي لم ترد فيها نص ( هذا على فرض الجدل بكون مسألتنا هذه لم يرد فيها نص ! فانتبه ) يكون الاصل والفرض المبدأي فيها أنها حرام حتى تثبت إباحتها لأنسد باب العلم مطلقا ولفسد الدين والدنيا ولضاقت علينا الارض بما رحبت ، وكل ذلك باطل بالضرورة القاطعة ، بل لكان صياح شيوخ الحشوية (( بالمايكروفات )) في خطب الجمعة وغيرها حراما حتى يثبت العكس !! لأنها - على أصلهم الفاسد - لم يرد نصا يقول بجواز الخطبه بالمايكروفون !!
وكيف كان لا نشتغل برد ماهو واضح وجلي بطلانه ، لأننا أردنا التفكه والعبرة فقط ومداعبة الشباب الألمعي
وعندي كلام لطيف يستأنس به في هذا المقام ، وهو :
أن من تامل أتفاق الفقهاء من كافة الطوائف على هذا (( الأصل )) وجد أنه من المستقبح جدا أن تتفق هذه العقول على أصل فاسد ولا سيما في أحكام الشريعة التي تفنن الفقهاء فيها وتوسعوا وتلاحقت أفكارهم فيها وتلاقحت ، واستفاد التالى اللاحق من السابق ، حتى أصبحت
مباحث العلم في الشريعة ودراستها على الطريقة القديمة تربو على أربعين سنة وأكثر لكثرة تفريعتها والعلوم الأخرى التي يجب على الفقيه الالمام بها قبل أن يرتقي لمستوى الفتيا من عربية ولغوية وعلوم القرآن وأقسامها الكثير والفلسفة والمنطق والبلاغة والحديث الشريف وبعض العلوم العصرية وغيرها . فأتفاق هؤلاء العظماء الذين كرسوا حياتهم
لذلك على أصل في الفقه لهو أمر جدير بالقبول قطعا . . وكونه صحيح فصيح لم يختلف منهم أحدا عليه ، تماما كأتفاقهم على أصل (( البينة على من أدعى )) ونحوها . . فهذا مما لا يسع انكاره حتى يلج الجمل في سم الخياط . .

فنقول : على ضوء ما سبق :

أنه قد ظهر بأن قاعدة الفقهاء بأصل الاباحة حتى تثبت الحرمة ، يجعلنا لا نتكلف برد ونقد تحريم الحشوية للتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام ، بل نقول لهم :
ما دليلكم على الحرمه وقد قرر واتفق الفقهاء على الحلية حتى يثبت العكس ؟! فأنتم المطالبين بالدليل لا نحن . . .
أما لو ذكرنا نحن الادلة على جوازه بل واستحبابه ايضا ( كما يأتي ) لكان هذا الجواب منا لهم تبرعا وتفضلا أذ نحن غير مطالبين به بالاصل ، وأنما هم المطالبون - بضم الميم وفتح واللام - فتنبه !

وفي ختام هذه الحلقة يقتضي التنبيه أننا رمنا الأختصار فلم نستطع للضرورة ، ولنا في الحلقة الثانية جولة ممتعة جدا معهم . .
فالى هناك !!

_____________________

ملاحظة :
_____________________

ليهنأ الحشوية في منتديات الشيعة بالكتابه بحريتهم !!
وليتهم قابلونا بنفس الروح هناك !! لا والله بل قابلونا بتحريف مقالاتنا
وحذف أكثر ردوننا عندما نأتي بثائق دامغه لم يتستطيعوا الرد عليها !!
فقابلونا بسيرة اليهود لما جاءهم الحق ! ولله المشتكى ! وصبر جميل
على ما يصفون !