السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نبث إليكم حديث الجمعة 17 – ربيع الثاني - 1423 الموافق 28- 6 - 2002
والذي كان تحت عنوان : كيف نعيد الأمل إلى الحياة من جديد؟
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1 - إن من أهم أمراض العصر : ( الاكتئاب المرحلي ، والمزمن ) نتيجة لليأس المتكرر في تحقيق الأهداف في الحياة .. إذ من المعلوم أن الإنسان لا يصل إلا إلى جزء يسير من طموحاته .. وعليه ، ففي كل خيبة أمل يصاب بنكسة قهرية ، وما يصاحبها من الأمراض النفسية والبدنية، نتيجة لذلك .
2 - إن الحل لا يكمن في أن نحقق كل طموحاتنا في الحياة ، فإن هذا لم يتسنى لأحد من الخلق - اذ حتى الانبياء لم يحققوا طموحاتهم فى الدعوة - بل الحل أن نتعلم كيف نتجاوز مشكلة الإخفاق والفشل في الحياة ، بأقل خسائر ممكنة.. وهذا يحتاج الى ثقافة خاصة في هذا المجال .
3 - إن اليأس يكون تارة بالنسبة إلى : ( عناصر الحياة ) ، وتارة يكون بالنسبة إلى ( رحمة الله تعالى ) .. والأول يفقد الإنسان سعادته الفانية ، والآخر يفقد الإنسان سعادته الدائمة .. وقد عدّ علماؤنا اليأس من رحمة الله بأنه من الكبائر الموبقة .. وعليه ، فلا بد من التخلص من هذه المشكلة بشقيها ، لأن الإنسان يحتاج إلى الراحة في الدارين .
4 - من موجبات اليأس الدنيوي : الاصطدام بأولى عقبة في الحياة .. فالذي لا يتمتع بصدر رحب لمواجهة المشاكل ، وقدرة على استيعاب الأزمات ، ينسحب إلى الوراء في أول أزمة .. ولا يحاول اقتحام ساحة الحياة في جولة ثانية ، وهذه من إفرازات البيئة المترفة التي تُـعوّد الإنسان على الإتكالية ، وتلبية ما يريد .
5 - من موجبات اليأس أيضا : مواجهة الأشخاص الذين يسببون حالة من الإرباك ، ولو كان الطرف المقابل بريئا لا يستحق ذلك.. فإن الإنسان لا ينبغي أن يكون مثاليا وخياليا في نظرته للوجود ، والإفراد .. فقد قال رسول الله (ص) : ( مازلت أنا ومن كان قبلي من النبيين والمؤمنين مبتلين بمن يؤذينا ، ولو كان المؤمن على رأس جبل لقيض الله عز وجل له من يؤذيه، ليؤجره على ذلك ).. وها هم الأنبياء - وهم قمة الخلق - لم يسلموا من كلام المخلوقين ، وتهمهم الباطلة.. وعليه ، فليس الحل هو الفرار من الخلق ، وإنما الثبات أمامهم .. فإن الذي ينفع هو الذي يمكث في الأرض.
6 - من موجبات اليأس أيضا : الاصرار على اسلوب ومنهج واحدٍ في الحياة .. فالمطلوب من العاقل ، أن يغير أساليبه الحياتية وفقا للمتغيرات .. فليس اسلوب الشدة أو اللين ناجحين دائما ، بل لا بد من استعمال كل اسلوب في موضعه..وعليه ، فإذا أخطأ الانسان في ذلك ، فإنه سيواجه نقمة الاخرين ، وعدم تجاوبهم ، وهذا بدوره يستلزم اليأس من التأثير على الغير، بل التفاهم معهم.
7 - من موجبات اليأس هو الاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة ، والاهتمام برضاهم ، ولو على أساس باطل .. فالذي يهتم برضا الآخرين ، وحب قلوب الخلق ، فإنه سيصطدم بحقيقة عدم وفاء الخلق له !.. فتراه يأتيه الضرر ممن كان يركن إليه ، وفي ذلك درس عملي من رب العالمين ، بعدم الركون إلى أحد سواه تعالى .
8 - وأما اليأس من رحمة الله تعالى - وهو الشق المهم من حديثنا هنا - فنقول فيه : إن العبد إذا وصل إلى هذه المرحلة الخطيرة ، فإنه سيفقد القدرة على تغيير أي شيء في حياته ، وهو ما يتمناه إبليس الذي يريد أن يبقى العبد في دائرة المعاصي إلى آخر عمره.. ومن هنا قال القرآن الكريم : { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } .
9 - لا ينبغي أن ننكر حقيقة أن هنالك ظروف يمر بها الانسان بشكل ضاغط ، ينجرف فيها نحو المعصية مثل : مرحلة المراهقة ، وإستيلاء ساعة الشهوة والغضب ، والعيش في بلاد الكفر والفساد ، والإحاطة الاجبارية برفاق السوء .. ومن المعلوم أن هذه الأمور مما توجب سرعة الاستجابة الإلهية عند طلب التوبة ، إذ للعبد عذره .. ولكن بشرط عدم التمادي في المنكر على أمل التوبة اللاحقة .
10 - من المعروف أن التائب الحقيقي عندما يعود الى الله تعالى ، يكون سريعا في الحركة إليه ، إذ إحساسه بالماضي المظلم ، دافع له لتسجيل مستقبل مشرق ، للتعويض عما فاته في أيام جاهليته .. ومن المعروف أن تجاوز المعصية في مرحلة من المراحل ، يعطي صاحبها القوة لتجاوز المعاصي في المراحل التالية ، لانه نجح في مخالفة دواعي الغريزة والهوى .. وهذا هو الحل الجامع عند الميل إلى كل معصية.
11 - إن مراجعة سريعة لروايات التوبة ، تجعل الانسان يذهل عندما يرى شوق رب العالمين إلى توبة العصاة من خلقه !.. وهو الذي لا تنفعه طاعة من أطاعه ، ولا معصية من خالفه.. وإليك نموذجا من تلك الاحاديث : ( يا داود !.. لو يعلم المدبرون عني ، كيف انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم ، لماتوا شوقا إلي ، وتقطعت اوصالهم من محبتي !).
12 - إن من الخطأ معاملة أهل المعاصي الذين تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحة ، معاملة فيها شيء من الازدراء والتنقيص باعتبار الماضي .. إذ من المعلوم ان الاسلام يجُـبّ ( يمحو ) ما قبله ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وأنه لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ..
13 - إن الذي يعود الى المعصية بعد كل وجبة من التوبة ، يُـعـدّ مستهزأ بنفسه ، وبربه .. ولا يوفق للتوبة بعدها أبدا ، لأنه يصل الى مرحلة ( الختم على القلب ).. فيصبح مَـثـَـله كمثل انسان ، تورط في المستنقع الذي لا يمكنه الخروج منه .. ومع ذلك علينا أن لا نعـقــّـد التوبة على العاصين .. إذ تكفي الندامة الفعلية ، والعزم على عدم العود ، وإرجاع حقوق العباد.
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
والسلام ختام .
===========================
ملاحظة:
- اذا اردتم حذف العنوان ، فيرجى اعلامنا على العنوان التالي: alseraj@alseraj.com
- الجديد يالموقع :
* سـؤال هذا الـيوم وجوابه من : مسائل وردود .
* استفتاء هذا الـيوم وجوابه من : سلة الفتاوى .
* حكمة اليوم .
* من مبادئ الهندسة التكاملية من : الوصايا الأربعين .
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
نبث إليكم حديث الجمعة 17 – ربيع الثاني - 1423 الموافق 28- 6 - 2002
والذي كان تحت عنوان : كيف نعيد الأمل إلى الحياة من جديد؟
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1 - إن من أهم أمراض العصر : ( الاكتئاب المرحلي ، والمزمن ) نتيجة لليأس المتكرر في تحقيق الأهداف في الحياة .. إذ من المعلوم أن الإنسان لا يصل إلا إلى جزء يسير من طموحاته .. وعليه ، ففي كل خيبة أمل يصاب بنكسة قهرية ، وما يصاحبها من الأمراض النفسية والبدنية، نتيجة لذلك .
2 - إن الحل لا يكمن في أن نحقق كل طموحاتنا في الحياة ، فإن هذا لم يتسنى لأحد من الخلق - اذ حتى الانبياء لم يحققوا طموحاتهم فى الدعوة - بل الحل أن نتعلم كيف نتجاوز مشكلة الإخفاق والفشل في الحياة ، بأقل خسائر ممكنة.. وهذا يحتاج الى ثقافة خاصة في هذا المجال .
3 - إن اليأس يكون تارة بالنسبة إلى : ( عناصر الحياة ) ، وتارة يكون بالنسبة إلى ( رحمة الله تعالى ) .. والأول يفقد الإنسان سعادته الفانية ، والآخر يفقد الإنسان سعادته الدائمة .. وقد عدّ علماؤنا اليأس من رحمة الله بأنه من الكبائر الموبقة .. وعليه ، فلا بد من التخلص من هذه المشكلة بشقيها ، لأن الإنسان يحتاج إلى الراحة في الدارين .
4 - من موجبات اليأس الدنيوي : الاصطدام بأولى عقبة في الحياة .. فالذي لا يتمتع بصدر رحب لمواجهة المشاكل ، وقدرة على استيعاب الأزمات ، ينسحب إلى الوراء في أول أزمة .. ولا يحاول اقتحام ساحة الحياة في جولة ثانية ، وهذه من إفرازات البيئة المترفة التي تُـعوّد الإنسان على الإتكالية ، وتلبية ما يريد .
5 - من موجبات اليأس أيضا : مواجهة الأشخاص الذين يسببون حالة من الإرباك ، ولو كان الطرف المقابل بريئا لا يستحق ذلك.. فإن الإنسان لا ينبغي أن يكون مثاليا وخياليا في نظرته للوجود ، والإفراد .. فقد قال رسول الله (ص) : ( مازلت أنا ومن كان قبلي من النبيين والمؤمنين مبتلين بمن يؤذينا ، ولو كان المؤمن على رأس جبل لقيض الله عز وجل له من يؤذيه، ليؤجره على ذلك ).. وها هم الأنبياء - وهم قمة الخلق - لم يسلموا من كلام المخلوقين ، وتهمهم الباطلة.. وعليه ، فليس الحل هو الفرار من الخلق ، وإنما الثبات أمامهم .. فإن الذي ينفع هو الذي يمكث في الأرض.
6 - من موجبات اليأس أيضا : الاصرار على اسلوب ومنهج واحدٍ في الحياة .. فالمطلوب من العاقل ، أن يغير أساليبه الحياتية وفقا للمتغيرات .. فليس اسلوب الشدة أو اللين ناجحين دائما ، بل لا بد من استعمال كل اسلوب في موضعه..وعليه ، فإذا أخطأ الانسان في ذلك ، فإنه سيواجه نقمة الاخرين ، وعدم تجاوبهم ، وهذا بدوره يستلزم اليأس من التأثير على الغير، بل التفاهم معهم.
7 - من موجبات اليأس هو الاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة ، والاهتمام برضاهم ، ولو على أساس باطل .. فالذي يهتم برضا الآخرين ، وحب قلوب الخلق ، فإنه سيصطدم بحقيقة عدم وفاء الخلق له !.. فتراه يأتيه الضرر ممن كان يركن إليه ، وفي ذلك درس عملي من رب العالمين ، بعدم الركون إلى أحد سواه تعالى .
8 - وأما اليأس من رحمة الله تعالى - وهو الشق المهم من حديثنا هنا - فنقول فيه : إن العبد إذا وصل إلى هذه المرحلة الخطيرة ، فإنه سيفقد القدرة على تغيير أي شيء في حياته ، وهو ما يتمناه إبليس الذي يريد أن يبقى العبد في دائرة المعاصي إلى آخر عمره.. ومن هنا قال القرآن الكريم : { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } .
9 - لا ينبغي أن ننكر حقيقة أن هنالك ظروف يمر بها الانسان بشكل ضاغط ، ينجرف فيها نحو المعصية مثل : مرحلة المراهقة ، وإستيلاء ساعة الشهوة والغضب ، والعيش في بلاد الكفر والفساد ، والإحاطة الاجبارية برفاق السوء .. ومن المعلوم أن هذه الأمور مما توجب سرعة الاستجابة الإلهية عند طلب التوبة ، إذ للعبد عذره .. ولكن بشرط عدم التمادي في المنكر على أمل التوبة اللاحقة .
10 - من المعروف أن التائب الحقيقي عندما يعود الى الله تعالى ، يكون سريعا في الحركة إليه ، إذ إحساسه بالماضي المظلم ، دافع له لتسجيل مستقبل مشرق ، للتعويض عما فاته في أيام جاهليته .. ومن المعروف أن تجاوز المعصية في مرحلة من المراحل ، يعطي صاحبها القوة لتجاوز المعاصي في المراحل التالية ، لانه نجح في مخالفة دواعي الغريزة والهوى .. وهذا هو الحل الجامع عند الميل إلى كل معصية.
11 - إن مراجعة سريعة لروايات التوبة ، تجعل الانسان يذهل عندما يرى شوق رب العالمين إلى توبة العصاة من خلقه !.. وهو الذي لا تنفعه طاعة من أطاعه ، ولا معصية من خالفه.. وإليك نموذجا من تلك الاحاديث : ( يا داود !.. لو يعلم المدبرون عني ، كيف انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم ، لماتوا شوقا إلي ، وتقطعت اوصالهم من محبتي !).
12 - إن من الخطأ معاملة أهل المعاصي الذين تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحة ، معاملة فيها شيء من الازدراء والتنقيص باعتبار الماضي .. إذ من المعلوم ان الاسلام يجُـبّ ( يمحو ) ما قبله ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وأنه لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ..
13 - إن الذي يعود الى المعصية بعد كل وجبة من التوبة ، يُـعـدّ مستهزأ بنفسه ، وبربه .. ولا يوفق للتوبة بعدها أبدا ، لأنه يصل الى مرحلة ( الختم على القلب ).. فيصبح مَـثـَـله كمثل انسان ، تورط في المستنقع الذي لا يمكنه الخروج منه .. ومع ذلك علينا أن لا نعـقــّـد التوبة على العاصين .. إذ تكفي الندامة الفعلية ، والعزم على عدم العود ، وإرجاع حقوق العباد.
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
والسلام ختام .
===========================
ملاحظة:
- اذا اردتم حذف العنوان ، فيرجى اعلامنا على العنوان التالي: alseraj@alseraj.com
- الجديد يالموقع :
* سـؤال هذا الـيوم وجوابه من : مسائل وردود .
* استفتاء هذا الـيوم وجوابه من : سلة الفتاوى .
* حكمة اليوم .
* من مبادئ الهندسة التكاملية من : الوصايا الأربعين .
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
تعليق