عمر يعترف: النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ بالخلافة لعليّ (
)
روى العلاّمة ابن أبي الحديد حواراً دار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطّاب بما يمتّ بأمر الخلافة والإمامة بعد النبيّ... وملخّص الحوار انّه قال ابن عبّاس: دخلت على عمر في أوّل خلافته...
فقال عمر: من أين جئت، ياعبدالله؟
قلت: من المسجد.
قال: كيف خلّفت ابن عمك... إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت عليّاً؟
قلت: خلّفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان وهويقرأ القرآن.
قال: يا عبدالله، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها!! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة.
قلت: نعم.
قال: أيزعم أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ عليه؟
قلت: نعم، وأُزيدك: سألت أبي عمّا يدّعيه.
فقال: صدق.
قال عمر: لقد كان من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ذرو من قول ـ في اعلان خلافة عليّ(
) ـ لا يثبت حجّة ولا يقطع عذراً، ولقد كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يربع في أمره وقتاً ما ـ أي كان يترقّب الفرصة لذلك ـ ولقد أراد أن يصرّح باسمه ـ عليّ(
) ـ فمنعته من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام ـ وذلك بقوله: إنّ الرجل ليهجر ـ لا وربّ هذه البنيةـ أي خلافة عليّ ـ لا تجتمع عليه قريش أبداً، ولو وليها ـ عليّ ـ لانتقضت عليه العرب من أقطارها.
فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّي علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلاّ امضاء ما حتم
شرح نهج البلاغة: 12/20 ـ 21
وأضاف ابن أبي الحديد: ذكر هذا الخبر أحمد بنأبي طاهر طيفور الخراساني ـ 280 هـ ـ في كتابه تاريخ بغدادمسنداً
أحمد بن أبي طاهر هو من أعاظم العلماء وكبار أعلام التاريخ، وله 50 مصنّفاً، أهمها: تاريخ بغداد. راجع الأعلام للزركلي: 1/141، شرح نهج البلاغة 12/79.
وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر: وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ـ وهو قول عمر ـ : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يذكره للأمر ـ الخلافة ـ في مرضه فصددته عنه خوفاً من الفتنة وانتشارأمر الإسلام، فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ما في نفسي وأمسك، وأبى الله إلاّ امضاء ما حتم
شرح نهج البلاغه 12-79
مع غضّ النظر عن الدلائل والبراهين الحديثية والتاريخية الّتي فيها الدلالة الواضحة على أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نصب عليّاً(
) علماً للخلافة والإمامة من بعده كماذكر في حديث غدير خم، فإنّنا لو تمسّكنا فقط بما اعترف به عمر بن الخطّاب هنا لكفى في اثبات خلافة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(
) وانّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أراد التصريح باسمه، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان على علم بأفضليّة أميرالمؤمنين عليّ(
) وأولويته لمقام الخلافة.
ولكن عمر بن الخطّاب وتقوّله بكلمته الخالدة: إنّ الرجل ليهجر أو قوله: إنّ نبيّكم يهجر أو: غلبه الوجع
صحيح البخاري: 1/38 ـ 39 كتاب العلم باب كتابة العلم، و6/11 كتاب المغازي باب مرض النبيّ، و7/155 كتاب المرض باب قول المريض: قوموا عنّي، و9/137 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة باب كراهية الخلاف، صحيح مسلم: 3/1257 كتاب الوصية باب ترك الوصية ح 20.
خالف النصّ القرآني الّذي يصف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأ نّه (وَمَا يَـنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى) النجم3-4
ومقولة عمر هذه أوجدت الاختلاف والانشقاق بين صفوف المسلمين وخاصّة الحاضرين عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فمنهم من كان مؤيّداً لقول عمر ونعته النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالهذيان والهجران،ويمنع من اتيان واحضار الكتف والدواة إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنهم من كان يصرّ على تحضير ما أراده النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الكتف والدواة.
وعندئذ علم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّه لو أصرّ على تحضير الكتف وكتب ما كان يريد أن يكتبه، لما تورّع عمر وأتباعه من التأكيد والاصرار على كون النبيّ يهذي ويهجر، لأنّ قولهم هذا في حياته(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي مجلسه هو بداية تلصيق الافتراءات عليه، وانّها فرية تتلوها تهم وافتراءات أُخرى، ولذلك رأى انّ من الصلاح أن يدع كتابة ذلك ولكنّه زجرهم وأمرهم بالخروج من الدار وقال لهم: قوموا عنّي

روى العلاّمة ابن أبي الحديد حواراً دار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطّاب بما يمتّ بأمر الخلافة والإمامة بعد النبيّ... وملخّص الحوار انّه قال ابن عبّاس: دخلت على عمر في أوّل خلافته...
فقال عمر: من أين جئت، ياعبدالله؟
قلت: من المسجد.
قال: كيف خلّفت ابن عمك... إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت عليّاً؟
قلت: خلّفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان وهويقرأ القرآن.
قال: يا عبدالله، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها!! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة.
قلت: نعم.
قال: أيزعم أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ عليه؟
قلت: نعم، وأُزيدك: سألت أبي عمّا يدّعيه.
فقال: صدق.
قال عمر: لقد كان من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ذرو من قول ـ في اعلان خلافة عليّ(


فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّي علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلاّ امضاء ما حتم
شرح نهج البلاغة: 12/20 ـ 21
وأضاف ابن أبي الحديد: ذكر هذا الخبر أحمد بنأبي طاهر طيفور الخراساني ـ 280 هـ ـ في كتابه تاريخ بغدادمسنداً
أحمد بن أبي طاهر هو من أعاظم العلماء وكبار أعلام التاريخ، وله 50 مصنّفاً، أهمها: تاريخ بغداد. راجع الأعلام للزركلي: 1/141، شرح نهج البلاغة 12/79.
وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر: وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ـ وهو قول عمر ـ : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يذكره للأمر ـ الخلافة ـ في مرضه فصددته عنه خوفاً من الفتنة وانتشارأمر الإسلام، فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ما في نفسي وأمسك، وأبى الله إلاّ امضاء ما حتم
شرح نهج البلاغه 12-79
مع غضّ النظر عن الدلائل والبراهين الحديثية والتاريخية الّتي فيها الدلالة الواضحة على أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نصب عليّاً(



ولكن عمر بن الخطّاب وتقوّله بكلمته الخالدة: إنّ الرجل ليهجر أو قوله: إنّ نبيّكم يهجر أو: غلبه الوجع
صحيح البخاري: 1/38 ـ 39 كتاب العلم باب كتابة العلم، و6/11 كتاب المغازي باب مرض النبيّ، و7/155 كتاب المرض باب قول المريض: قوموا عنّي، و9/137 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة باب كراهية الخلاف، صحيح مسلم: 3/1257 كتاب الوصية باب ترك الوصية ح 20.
خالف النصّ القرآني الّذي يصف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأ نّه (وَمَا يَـنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى) النجم3-4
ومقولة عمر هذه أوجدت الاختلاف والانشقاق بين صفوف المسلمين وخاصّة الحاضرين عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فمنهم من كان مؤيّداً لقول عمر ونعته النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالهذيان والهجران،ويمنع من اتيان واحضار الكتف والدواة إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنهم من كان يصرّ على تحضير ما أراده النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الكتف والدواة.
وعندئذ علم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّه لو أصرّ على تحضير الكتف وكتب ما كان يريد أن يكتبه، لما تورّع عمر وأتباعه من التأكيد والاصرار على كون النبيّ يهذي ويهجر، لأنّ قولهم هذا في حياته(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي مجلسه هو بداية تلصيق الافتراءات عليه، وانّها فرية تتلوها تهم وافتراءات أُخرى، ولذلك رأى انّ من الصلاح أن يدع كتابة ذلك ولكنّه زجرهم وأمرهم بالخروج من الدار وقال لهم: قوموا عنّي
تعليق