إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

يريدون أن يستفيدوا من تجربة اليهود لحماية الصحابة !!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يريدون أن يستفيدوا من تجربة اليهود لحماية الصحابة !!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تجريم التطاول.. افعلها يا أكمل الدين أوغلو

    على النخب العربية والإسلامية المهمومة بحماية رموزها ومقدساتها من التطاول القميء عليها؛ دراسة الخطوات التي خطاها اليهود، واقتفاء أثرها، والسعي لإقرار قوانين تجرّم التطاول والمساس بالرموز والمقدسات الدينية


    أنظر بإعجابٍ شديدٍ لما فعله اليهود من إجبار العالم برُمّته على احترام ما قرروه بشأن (الهولوكست) ومعاداة العنصر السامي، لدرجة أن باحثي ومثقفي العالم بأسره من غير اليهود؛ تجثم عليهم فوبيا السامية، ويستحضرون ذلك في بحوثهم أو مؤلفاتهم، واضعين نصب أعينهم المشانق الإعلامية التي تنتظرهم، بله؛ عن تقديمهم للمحاكمات ومقاضاتهم، لدرجة أن مفكراً فرنسياً كبيراً بحجم روجيه جارودي؛ تورّط مع اليهود ومُشايعيهم، وامتدّ الأمر إلى حتى من يشكك في رقم ضحايا المذبحة النازية ـ رغم إقراره بوقوعها ـ إذ سيجد نفسه في وجه القضاة بتهم معاداة السامية، وتوّج اليهود نجاحاتهم بإصدار الكونجرس الأمريكي قانوناً باسم (تعقب الأعمال المعادية للسامية عالميًّا) الذي أقرّه الرئيس السابق جورج بوش في 16-10-2004، يلاحق من تثبت عليهم هذه التهم.. فما الذي فعلته تلكم الأقلية العالمية كي يحترم العالم رؤيتهم ورموزهم؟.

    من الضروري على النخب العربية والإسلامية المهمومة بحماية رموزها ومقدساتها من التطاول القميء عليها، الذي نشهده في حاضر الآن؛ دراسة تلك الخطوات التي خطاها اليهود، واقتفاء أثرها، والسعي لإقرار قوانين تجرّم التطاول والمساس بالرموز والمقدسات الدينية، فطالما لا توجد بنود ونصوص قانونية يُحتكم إليها، ستظل مسألة النيل من المقدس والرمز تتكرّر، ولن يوقفها أبداً شجب هنا واستنكار صارخ هناك، ورفع عقائر بالويل والثبور؛ لأن قراءة فاحصة، تشي لنا مباشرة بأن المسألة في ازدياد، ويجب على منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، السعي الدؤوب والمتكرّر إلى إيجاد هذا النصّ الذي رفض في مؤتمر نيويورك الأخير لحوار الأديان، وعدم الاستسلام لهذا الرفض الأولي، وضرورة طرحه ثانياً وثالثاً، والإلحاح عليه.

    وإن شُغلنا في الفترات السابقة، بتطاول رسام دنماركي قبيح، وقسّ أمريكي فاسد يهدد بحرق القرآن الكريم؛ إلا أن التطاول هذه المرة أتى من سفيه شيعي مقيم في لندن يدعى ياسر الحبيب؛ ليدق إسفيناً كامناً، بين طائفتي المسلمين الكبريين، وليفتح فتنة طائفية عريضة بالتطاول على الطاهرة المطهّرة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ ما يجعل الإصرار والتأكيد واجباً؛ لضرورة السعي الجاد من قبل العقلاء في الأمة إلى الإسراع بإقرار ميثاق ـ طالما نادينا بوجوده بين الطائفتين ـ يجرّم أمثال هذه التصريحات ويجعل من صاحبه عرضة للمحاكمة الدولية والعقاب الصارم.

    ورغم حفاوتي بموقف إخوتنا الشيعة من الذين استنكروا هذا الفعل الإجرامي من قبل متطرف مارق منهم، غاضاً الطرف عن ركاكة بعض البيانات التي لم تترض على أمّ المؤمنين، ولم تذكرها بالاسم حتى؛ إلا أنني حفيٌّ بسرعة المبادرة لاستنكار هذا الفعل المشين من قبل القيادات الشيعية، ومحاولتهم وأد فتنة طائفية، بظني أنها ستلقي ظلالها لفترة طويلة على دعاة التعايش والتفاهم الطائفي.

    وما زلت أكرّر بأن الأمر يجب ألا يتوقف عند هذا الحدّ من الشجب والاستنكار الآني؛ لأن أمامنا مئات بل آلافاً من أمثال هذا النكرة، سيؤججون الفتنة كل حين، وإن لم يوجد قانون عام، توقع عليه الدول الإسلامية، وتعتمده من هيئة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، كي يحاسب ويقع تحت طائلة القانون أمثال هذا المأفون؛ فإننا سنشهد مزيداً من التأجّج الطائفي في المنطقة، في ظلّ صدور بيانات مدافعة من جهات سنيّة ـ وهذا من حقها بالتأكيد ـ تشير إلى تكفير أمثال هذا الفعل الإجرامي، والخوف كل الخوف أن تتلقفها بعض فئاتها المتحمّسة، وتقوم بردة فعل عنيفة ـ بالتأكيد مرة أخرى أن هذا متوقع ـ وتطبقه برؤيتها الفقهية، وننجرّ جميعا إلى فتنة عمياء، نحن ـ كدول ومجتمعات ـ في غنى عنه.

    لا أجد سوى المفكر أكمل الدين إحسان أوغلو (أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي)، كي يبادر إلى تبني هذا القانون لتجريم التطاول على الرموز، وهو وإنْ حقق سبقاً تاريخياً بإقرار قانون لاحترام المذاهب الإسلامية الثمانية، وعدم جواز تكفير أتباعها (قرار رقم 152 بشأن الإسلام والأمة الواحدة، والمذاهب العقدية والفقهية والتربوية ـ الدورة السابعة عشرة بعمّان 28 جمادى الأولى 1427هـ)، فالمنظمة ملزمة الآن أكثر بإصدار قانون لتجريم التطاول على الرموز الدينية.

    ولعل محتجين من أهلنا من السنّة، لا يرون فائدة من مثل هذا القانون، متذرعين بأن أدبيات بعض الطوائف تقوم أصلاً على سبّ الشيخين والنيل من صحابة رسول الله؛ لأقول لهم: إن إقرار مثل هذا القانون سيساعد أهل الاعتدال في طائفة الشيعة الذين يرون تحريم سبّ الصحابة والنيل من أمهات المؤمنين، ضد الغـُلاة في طائفتهم، وسيفتضح أولئكم الذين يؤججون الفتن الطائفية، ولعل هذا يساعد على تغيير مناهج التربية لأولئك الذين استمرؤوا السبّ والشتم في محاضنهم التربوية، فضلاً أننا ـ كأهل سنة ـ سنفيد كثيراً؛ لأن منهجنا لا يقوم على الشتم ولا الانتقاص، وأمامنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جاء في صحيح مسلم "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، ونحن مأمورون بحبّ آل البيت والصلاة والسلام عليهم كل فرض صلاة.

    يا إخوة: مما حفظناه في تراثياتنا "من أمن العقوبة أساء الأدب"، ولا بدّ من إقرار عقوبة رادعة، سدّاً لفتن كبيرة تنتظرنا.

    عبد العزيز محمد قاسم

    http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleId=2288

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة
    بسم الله الرحمن الرحيم




    تجريم التطاول.. افعلها يا أكمل الدين أوغلو

    على النخب العربية والإسلامية المهمومة بحماية رموزها ومقدساتها من التطاول القميء عليها؛ دراسة الخطوات التي خطاها اليهود، واقتفاء أثرها، والسعي لإقرار قوانين تجرّم التطاول والمساس بالرموز والمقدسات الدينية


    أنظر بإعجابٍ شديدٍ لما فعله اليهود من إجبار العالم برُمّته على احترام ما قرروه بشأن (الهولوكست) ومعاداة العنصر السامي، لدرجة أن باحثي ومثقفي العالم بأسره من غير اليهود؛ تجثم عليهم فوبيا السامية، ويستحضرون ذلك في بحوثهم أو مؤلفاتهم، واضعين نصب أعينهم المشانق الإعلامية التي تنتظرهم، بله؛ عن تقديمهم للمحاكمات ومقاضاتهم، لدرجة أن مفكراً فرنسياً كبيراً بحجم روجيه جارودي؛ تورّط مع اليهود ومُشايعيهم، وامتدّ الأمر إلى حتى من يشكك في رقم ضحايا المذبحة النازية ـ رغم إقراره بوقوعها ـ إذ سيجد نفسه في وجه القضاة بتهم معاداة السامية، وتوّج اليهود نجاحاتهم بإصدار الكونجرس الأمريكي قانوناً باسم (تعقب الأعمال المعادية للسامية عالميًّا) الذي أقرّه الرئيس السابق جورج بوش في 16-10-2004، يلاحق من تثبت عليهم هذه التهم.. فما الذي فعلته تلكم الأقلية العالمية كي يحترم العالم رؤيتهم ورموزهم؟.

    من الضروري على النخب العربية والإسلامية المهمومة بحماية رموزها ومقدساتها من التطاول القميء عليها، الذي نشهده في حاضر الآن؛ دراسة تلك الخطوات التي خطاها اليهود، واقتفاء أثرها، والسعي لإقرار قوانين تجرّم التطاول والمساس بالرموز والمقدسات الدينية، فطالما لا توجد بنود ونصوص قانونية يُحتكم إليها، ستظل مسألة النيل من المقدس والرمز تتكرّر، ولن يوقفها أبداً شجب هنا واستنكار صارخ هناك، ورفع عقائر بالويل والثبور؛ لأن قراءة فاحصة، تشي لنا مباشرة بأن المسألة في ازدياد، ويجب على منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، السعي الدؤوب والمتكرّر إلى إيجاد هذا النصّ الذي رفض في مؤتمر نيويورك الأخير لحوار الأديان، وعدم الاستسلام لهذا الرفض الأولي، وضرورة طرحه ثانياً وثالثاً، والإلحاح عليه.

    وإن شُغلنا في الفترات السابقة، بتطاول رسام دنماركي قبيح، وقسّ أمريكي فاسد يهدد بحرق القرآن الكريم؛ إلا أن التطاول هذه المرة أتى من سفيه شيعي مقيم في لندن يدعى ياسر الحبيب؛ ليدق إسفيناً كامناً، بين طائفتي المسلمين الكبريين، وليفتح فتنة طائفية عريضة بالتطاول على الطاهرة المطهّرة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ ما يجعل الإصرار والتأكيد واجباً؛ لضرورة السعي الجاد من قبل العقلاء في الأمة إلى الإسراع بإقرار ميثاق ـ طالما نادينا بوجوده بين الطائفتين ـ يجرّم أمثال هذه التصريحات ويجعل من صاحبه عرضة للمحاكمة الدولية والعقاب الصارم.

    ورغم حفاوتي بموقف إخوتنا الشيعة من الذين استنكروا هذا الفعل الإجرامي من قبل متطرف مارق منهم، غاضاً الطرف عن ركاكة بعض البيانات التي لم تترض على أمّ المؤمنين، ولم تذكرها بالاسم حتى؛ إلا أنني حفيٌّ بسرعة المبادرة لاستنكار هذا الفعل المشين من قبل القيادات الشيعية، ومحاولتهم وأد فتنة طائفية، بظني أنها ستلقي ظلالها لفترة طويلة على دعاة التعايش والتفاهم الطائفي.

    وما زلت أكرّر بأن الأمر يجب ألا يتوقف عند هذا الحدّ من الشجب والاستنكار الآني؛ لأن أمامنا مئات بل آلافاً من أمثال هذا النكرة، سيؤججون الفتنة كل حين، وإن لم يوجد قانون عام، توقع عليه الدول الإسلامية، وتعتمده من هيئة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، كي يحاسب ويقع تحت طائلة القانون أمثال هذا المأفون؛ فإننا سنشهد مزيداً من التأجّج الطائفي في المنطقة، في ظلّ صدور بيانات مدافعة من جهات سنيّة ـ وهذا من حقها بالتأكيد ـ تشير إلى تكفير أمثال هذا الفعل الإجرامي، والخوف كل الخوف أن تتلقفها بعض فئاتها المتحمّسة، وتقوم بردة فعل عنيفة ـ بالتأكيد مرة أخرى أن هذا متوقع ـ وتطبقه برؤيتها الفقهية، وننجرّ جميعا إلى فتنة عمياء، نحن ـ كدول ومجتمعات ـ في غنى عنه.

    لا أجد سوى المفكر أكمل الدين إحسان أوغلو (أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي)، كي يبادر إلى تبني هذا القانون لتجريم التطاول على الرموز، وهو وإنْ حقق سبقاً تاريخياً بإقرار قانون لاحترام المذاهب الإسلامية الثمانية، وعدم جواز تكفير أتباعها (قرار رقم 152 بشأن الإسلام والأمة الواحدة، والمذاهب العقدية والفقهية والتربوية ـ الدورة السابعة عشرة بعمّان 28 جمادى الأولى 1427هـ)، فالمنظمة ملزمة الآن أكثر بإصدار قانون لتجريم التطاول على الرموز الدينية.

    ولعل محتجين من أهلنا من السنّة، لا يرون فائدة من مثل هذا القانون، متذرعين بأن أدبيات بعض الطوائف تقوم أصلاً على سبّ الشيخين والنيل من صحابة رسول الله؛ لأقول لهم: إن إقرار مثل هذا القانون سيساعد أهل الاعتدال في طائفة الشيعة الذين يرون تحريم سبّ الصحابة والنيل من أمهات المؤمنين، ضد الغـُلاة في طائفتهم، وسيفتضح أولئكم الذين يؤججون الفتن الطائفية، ولعل هذا يساعد على تغيير مناهج التربية لأولئك الذين استمرؤوا السبّ والشتم في محاضنهم التربوية، فضلاً أننا ـ كأهل سنة ـ سنفيد كثيراً؛ لأن منهجنا لا يقوم على الشتم ولا الانتقاص، وأمامنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جاء في صحيح مسلم "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، ونحن مأمورون بحبّ آل البيت والصلاة والسلام عليهم كل فرض صلاة.

    يا إخوة: مما حفظناه في تراثياتنا "من أمن العقوبة أساء الأدب"، ولا بدّ من إقرار عقوبة رادعة، سدّاً لفتن كبيرة تنتظرنا.

    عبد العزيز محمد قاسم

    http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleId=2288

    جميل
    شكرا لك

    تعليق


    • #3
      ومن يحدد تلك المقدسات التي يجرم من يتطاول عليها

      تعليق


      • #4
        على الرغم من ان كاتب المقال واضح توجهاته فقد سفه شيعيا ولم يتجرأ على الوهابية الكلاب القتلة والذين يكفرون الكل في كل يوم وعلى مستوى مشايخ كبار

        ومع ذلك اقول
        اذا كان العمل في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي ووفق آلياتها
        فيدي بيد كاتب المقال

        فالشيعة بحاجة الى مثل هذا القانون
        والسنة والاباضية والزيدية بحاجة الى مثل هذا القانون
        والعقلاء من كل جنس بحاجة الى مثل هذا القانون

        هناك من سوف يتضرر
        كل االمتطرفين
        الوهابية
        اهل الدسائس من الصهاينة والغرب

        يعني راحت تجارتهم!!


        مشكور استاذنا شيخ الطائفة
        التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 29-09-2010, 05:34 AM.

        تعليق


        • #5
          على حد علمي هناك قانون في الكويت اسمه قانون حصانة الصحابة هو وامثاله من القوانين من صنع ياسر الحبيب


          من الذي صنع ياسر الحبيب ؟



          المحامي خالد حسين الشطي

          طالب عضو مجلس الأمة الإنتربول ووزارة الداخلية بمخاطبة الحكومة البريطانية لملاحقة ياسر الحبيب، كما طالب الثاني بإسقاط جنسيته! ولحقهما الثالث بمأمأته...
          لم تعد الإثارات وافتعال الأزمات أمراً مستغرباً من القوم، بل صار عادة مرتقبة، نعجب إذا طال عليها الأمد وانقطع المدد، وتركوا البلاد والعباد بأمان وسلام وهدوء لفترة امتدت شهراً وبعض الشهر.
          أما ياسر الحبيب فقضية يجب الرجوع فيها إلى الأصل والجذر، والنظر بدقة وموضوعية... ياسر كان شاباً مغموراً غير معروف، ولم يسمع به أحد، كان يلقي دروساً ابتدائية على مجموعة من الفتيان في حلقة مغلقة، لا يتجاوز عدد الحضور فيها سبعة أشخاص، وفي أحد دروسه تعرض للشيخين ونال منهما بما يمس المعتقد السني فيهما، حصلت جماعة المستقلة وصفا وذكّر على الشريط فاستنسخت منه عشرات الآلاف ووزعته مجاناً فانتشر في طول البلاد وعرضها، في إشاعة بيّنة للفاحشة، مما نهى عنه القرآن ومنع. لاحقته إثر ذلك الأجهزة الأمنية وألقت القبض عليه وقدّمته للقضاء الذي حكم عليه بالحبس سنة... وفي الاستئناف طرأ تغيّر مفاجئ في مسار القضية، ألغت فيه المحكمة حكمها الأول وأحالت القضية إلى النيابة العامة ونقلتها إلى محكمة الجنايات كجناية أمن دولة!
          في هذه الأثناء، كان ياسر قد خرج من السجن بعفو أميري، ومع التطورات القضائية واعتراض بعض النواب وجماعة المستقلة وصفا وذكّر على العفو الصادر من ولي الأمر! وتهديد التكفيريين بتصفيته وقتله إن ظفروا به... هرب الشاب وفرّ إلى بريطانيا حيث منحته السلطات هناك حق اللجوء السياسي .
          وأعتقد أن أصل القضية بدأ مع سن قانون حصانة الصحابة، الذي طبخه بعض النواب بليل، وأصروا عليه وخضع له وجاراه آخرون، فكانوا من حيث يريدون أو لا يريدون سبباً لدخول البلد مرحلة مستحدثة من الفتنة، والبدء بملاحقة الناس والترصد للمنابر والحسينيات، ونكئ الجراح وتجديد الخلافات، وشن حملة على كل صوت بل نفَس يخالف معتقدات السلفية في تصوير - أتحفّظ عليه - أنه معتقد الأكثرية السنية الضئيلة، مما صب في الحرمان العقائدي والاضطهاد الطائفي الذي ما زال يمارس ضد الشيعة في الكويت... هذه الخطوة التي كانت تبيّت الفتنة وتعد لها وتمهد لتأجيجها، هي التي خلقت ردات الفعل المتطرفة وأوجدت حالة ياسر الحبيب.
          الوضع القانوني لياسر الحبيب اليوم يرتكز على محورين، الأول: أن محكمة الجنايات التي حكمت عليه بالحبس عشر سنوات لم تسمع أقواله ولا هو تمتع بالدفاع، إذ حضور المتهم في محكمة الجنايات وجوبي، ولا يمكن للمحامي أن يحضر وينوب عنه، ولا أن يقدم مرافعته ودفاعه ولا النظر في أوراق الدعوى، لذا فقد صدر الحكم بناء على ادعاء سلطة الإتهام وأقوال الشهود، دون سماع ياسر ولا دفاعه .
          والمحور الثاني: أن ياسر الحبيب سجين رأي... وهو مرتكز منحه اللجوء السياسي في بريطانيا، فالشاب لم يحمل بندقية ولا زرع متفجرات، ولا هدد أحداً ولا أرعب ولا أرهب، ولا تلثم ولا تنقّب، إنما عبر عن رأيه... ولا نختلف بعد هذا أنه فعل ذلك بشكل خاطئ بل بخطيئة، وبطريقة مرفوضة تماماً، لا يقبلها الشيعة قبل السنة .
          إن ياسر الحبيب شخص مرفوض من الشيعة كما هو من السنة، وقد تعرض لرموز الشيعة وأهان مراجعهم كما فعل بمقدسات إخواننا السنة، حتى أنه كفّر مرجع تقليد شيعي، من عظماء الطائفة وأساطين العصر هو الشيخ بهجت الفومني قدس الله سره، لأنه «سمع» أنه يؤيد العرفان، ويقول بآراء صنّفها «الشيخ» ياسر، الذي لا يبلغ مستواه العلمي عشر معشار ذرة من علم آية الله العظمى الفقيد المظلوم الشيخ بهجت، وهو في عمر أصغر أحفاد أبنائه، آراء يقول ياسر أنها تشكل كفراً! وبنى كل ذلك على نقل وتحليل! إذ هو لم يقرأ للرجل كتاباً ولا سمع له محاضرة، ولا حضر - طبعاً - درساً، ومع ذلك كفّره!...
          فالشاب إذن مشروع أزمة، خلقها التشدد والتطرف المتفجر في العراق، ما لم يوفر أعز المقدسات الشيعية وأكثرها حرمة وخطراً، وكان الفتى يتلمس جذوره في بلده ويرصد منابعه ومدده حوله وقريباً منه، فجاءت ردّة الفعل المتطرفة من هذا الشاب، بهذا الشكل .
          هذه هي قضية ياسر الحبيب، وهي قضية جزئية صغيرة أشبه بزوبعة في فنجان، وهي من الباطل الذي يموت بتركه... فلماذا هذا التهييج والإثارة كلما خبا ذكره وانطفأت وقدته؟ ((( نحن نشعر ما أصاب القوم من برنامج السيد كمال الحيدري في قناة الكوثر، وكيف ألجمهم وألقمهم حجراً بعد حجر، وكبلهم وصفدهم، فلم يعودوا يحيرون جواباً ولا يملكون رداً، في ميدان حقيقي للمناظرة والبحث العلمي الرصين، البعيد عن إسفاف المستقلة وتهريج صفا وأكاذيب وصال وطرهاتهم، هذا هو الميدان الذي ما زالوا يفرون منه ويتهربون، إلى الإثارة الصحفية ودوامات المحاكم والملاحقات الجزائية التي تستغل القانون وتسيء استخدام السلطة وأدواتها ))) . ياسر الحبيب صنيعة تطرف التكفيريين، وقانون الصحابة، وعجز المتطرفين الطائفيين عن ميدان العلم والاحتجاج، ولجوئهم إلى التهريج والاسفاف، ونقل المعركة إلى ساحات أخرى لن تعالج داءهم ولن تشفي أمراضهم!
          إننا ندعو العقلاء من إخواننا السنة، وندعو الوطنيين الحريصين على هذا البلد، أن يسعوا بجدية لا تحتمل التراخي والتباطئ، لوضع استراتيجية شاملة، تشمل التعليم والإعلام والأوقاف وكل جهة مختصة بالأمن والدين، معنية بالتربية والثقافة، تجتث جذور التطرف والتكفير من المجتمع، لا على طريقة الضرب بيد من حديد! فهذا لا يجدي وحده، بل بالعمل على معالجة الفكر الفاسد المفسد، ووضع اليد على مواطن الجرح ومواقع المرض بصراحة ووضوح، لعل وعسى أن يكتب لهذا البلد النجاة من فتنة لن ينجو منها أحد.

          * مئة سؤال وسؤال:
          إلى وزير الداخلية الموقر: من شروط الإفراج عن المسجونين بالعفو الأميري، حسن السير والسلوك في فترة حبسهم، وهذا أمر مطلوب ومرغوب .. ولكن ماذا نقول وقد وضعت إدارة السجن بالتعاون مع مشايخ دين شرط أداء الصلاة جماعة (لا فرادى في زنزانته) حتى يعدّ السجين حسن السيرة، ترى ماذا على السجين الشيعي أن يفعل؟ هل يترك مذهبه ويتسنن؟ أليس هذا من ضروب التمييز المذهبي والإكراه على المعتقد؟

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X