بسم الله الرحمن الرحيم
هنا نبين زيف التاريخ الذي قال بأن أول من أخترع الطيارة هم الغربيون أبناء الفرنجة
ونبين لكم علماء السنة الذين طاروا قبلهم بمئات السنين الشيخ عبد الله اليونيني :
قال ابن كثير في تاريخه في ترجمة الشيخ عبد الله اليونيني : وله أحوال وكرامات كثيرة جداً ، وكان لا يقوم لأحد دخل عليه ، ويقول : إنما يقوم الناس لرب العالمين ، وكان الأمجد إذا دخل عليه جلس بين يديه فيقول له : يا أمجد ، فعلت كذا وكذا ، ويأمره بما يأمره وينهاه عما ينهاه عنه ، وهو يمتثل جميع ما يقوله له ، وما ذاك إلا لصدقه في زهده وورعه وطريقه ، وكان يقبل الفتوح وكان لا يدخر منه شيئا لغد ، وإذا اشتد جوعه أخذ من ورق اللوز ففركه واستفه ويشرب فوقه الماء البارد رحمه الله تعالى وأكرم مثواه ، وذكروا أنه كان يحج في بعض السنين في الهواء ، وقد وقع هذا لطائفة كبيرة من الزهاد وصالحي العباد ، ولم يبلغنا هذا عن أحد من أكابر العلماء ، وأول من يذكر عنه هذا حبيب العجمي وكان من أصحاب الحسن البصري ثم من بعده من الصالحين رحمهم الله أجمعين ، فلما كان يوم جمعة من عشر ذي الحجة من هذه السنة صلى الصبح عبدالله اليونيني ، وصلاة الجمعة بجامع بعلبك ، وكان قد دخل الحمام يومئذ قبل الصلاة وهو صحيح ، فلما انصرف من الصلاة قال للشيخ داود المؤذن : وكان يغسل الموتى انظر كيف تكون غدا ثم صعد الشيخ إلى زاويته ، فبات يذكر الله تعالى تلك الليلة ويتذكر أصحابه ومن أحسن إليه ولو بأدنى شيء ويدعو لهم فلما دخل وقت الصبح صلى بأصحابه ثم استند يذكر الله وفي يده سبحة فمات وهو كذلك جالس لم يسقط ولم تسقط السبحة من يده ، فلما انتهى الخبر إلى الملك الأمجد صاحب بعلبك فجاء إليه فعاينه كذلك فقال : لو بنينا عليه بنيانا هكذا يشاهد الناس منه آية فقيل له : ليس هذا من السنة ، فنحى وكفن وصلى عليه ودفن تحت اللوزة التي كان يجلس تحتها يذكر الله تعالى رحمه الله ونور ضريحه ، وكانت وفاته يوم السبت وقد جاوز ثمانين عاما أكرمه الله تعالى ، وكان الشيخ محمد الفقيه اليونيني من جملة تلاميذه ، وممن يلوذ به وهو جد هؤلاء المشايخ بمدينة بعلبك .
البداية والنهاية ج13 ص 94.
الشيخ أبى الحمايل :
قال ابن العمـاد الحنبلي في ترجمـة ابن أبي الحمـايل : العـارف الكـبير الكامل الغيث الهامع الشامل ، زاهد قطف كروم الكرامات ، وعارف وصل إلى أعلى المقامات ، كان طوداً عظيماً في الولاية ، وملجأ لطالب الهداية ، أخذ عنه خلق كالثناوي والحديدي والعدل وأضرابهم ، وكان عالي الهمة ، كثير الطيران من بلد لآخر ، فكان يغلب عليه الحال ليلاً ، فيتكلم بألسنة غير عربية من عجم وهند ونوبة وغيرها ، وربما قال قاق قاق طول الليل ، ويزعق ويخاطب قوماً لا يرون ، وإذا قال شيئاً في غلبة الحال نفذ ، وكان مبتلى بالأذى مع زوجته .
شذرات الذهب ج8 ص 187 وفيات سنة (932هـ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
الشيخ أبى مدين :
ذكر ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة عن جعفر الأدفوي عن قاضي القضاة الشيخ بدر الدين ابن جماعة ، قال جعفر الأدفوي : حتى قلت له يوما : يا سيدي فما تقول في الشيخ أبي مدين ؟ قال : رجل مسلم ديّن ، وإلا ما كان يطير في الهواء .
الدرر الكامنة ج6 ص 64 ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية / حيدر آباد – الهند سنة 1972م .
وقال التلمساني في نفح الطيب : قال الفاضل كمال الدين الأدفوي : وجرى على مذهب كثير من النحويين في تعصبه للإمام علي بن أبي طالب (ع) رضي الله تعالى عنه التعصب المتين قال حكي لي أنه قال لقاضي القضاة بدر الدين بن جماعـة : إن عليا (ع) رضي الله تعالى عنه عهد إليه النبي أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أتراه ما صدق في هذا فقال صدق .
إلى أنْ قـال : حتى قلت لـه يوما يا سيـدي فكيف تعمـل في الشيخ أبي مدين فقال هو رجل مسلم دين وإلا ما كان يطير في الهواء ، ولا يصلي الصلوات الخمس في مكة كما يدعي فيه هؤلاء الأغمار ، وكان فيه رحمه الله تعالى خشوع يبكي إذا سمع القرآن ويجري دمعه عند سماع الأشعار الغزلية ...
نفح الطيب ج2 ص 1017
الشيخ موسي الطيار :
قال التلمساني في ترجمة الشيخ أبي مدين : وذكر تلميذه الصالح سيدي عبد الخالق التونسي عنه أنه قال : سمعت برجل يسمى موسى الطيار يطير في الهواء ويمشي على الماء ، وكان رجل يأتيني عند صدع الفجر فيسألني عن مسائل لا يفهمها الناس فوقع ليلة في نفسي أنه موسى الطيار الذي سمعت به ، وطال عليّ الليل في انتظاره ، فلما طلع الفجر نقر الباب رجل فإذا هو الذي يسألني . فقلت له : أنت موسى الطيار ؟ فقال : نعم ، ثم سألني وانصرف ، ثم جاءني مع رجل آخر ، فقال لي : صلينا الصبح ببغداد وقدمنا مكة فوجدناهم في صلاة الصبح ، فأعدنا معهم وجلسنا حتى صلينا الظهر وأتينا القدس فوجدناهم في الظهر ، فقال لي صاحبي هذا : نعيد معهم ؟ فقلت : لا . فقال لي : ولم أعدنا الصبح بمكة؟ فقلت له : كذلك كان شيخي يفعل وبه أمرنا ، فاختلفنا وأتيناك للجواب . فقال أبو مدين : فقلت لهم : أما إعادة الصبح بمكة فلأنها بها عين اليقين ، وببغداد علم اليقين ، وعين اليقين أولى من علم اليقين ، وصلاتكم الظهر بمكة وهي أم القرى ، فلذلك لا تعاد في غيرها قال فقنعا به وانصرفا ، وكان استوطن بجاية ويقول إنها معينة على طلب الجلال ولم يزل بها .
نفح الطيب ج7 ص 141 .
تعليق