يبدو ان ثمة فرقاً بين التخبط وبين العمل السياسي وبين المناورة وبين المؤامرة وبين الحدس السياسي وبين الهوس السياسي وما يقوم به الصدريون لا يمت للسياسية بادنى صلة بل يعكس اخطاء كارثية لقياداتهم واستغفال لقواعدهم من اجل تمرير المالكي لولاية ثانية ليقود صولة فرسان ثانية لاستئصال ما تبقى من قواعد وقيادات الصدريين.
المفارقة ان الصدريين كانوا يؤكدون بانهم وطنيون وابناء العراق ولم يتأثروا باجندة الخارج واملاءات الاخرين من دول الجوار ولكنهم كما يبدو دفعوا ضريبة تواجد قائدهم السيد مقتدى الصدري في الخارج وتأثيرات تلك الدول عليه وهو ما يعتبر تجاوزاً للخط الاحمر الذي وضعه السيد مقتدى الصدر على تولي المالكي ولاية ثانية والخط الاحمر لم يات جزافاً بل جاء نتيجة الدم الاحمر الذي اراقه قائد صولة الفرسان واولغ بالدماء الصدرية وتاجر بها للحصول على وثيقة حسن سلوك امام اسياده الامريكان.
كنا نتوقع الجميع يتأثر بالاملاءات الخارجية الا الصدريين وكنا نتوقع الخط الصدري خط وطني وعراقي بامتياز ولن يتأثر مطلقاً برغبة وارادة الاخرين من خارج الحدود ولكن اثبتت الايام بان الصفقات والمساومات السياسية على حساب الدم الصدري الغالي وضعت قيادة الصدريين في مهب الرياح.
لا يتحمل التيار الصدري مسؤولية اخطاء قياداته وتخبطها فالصدريون شرفاء وامناء على خط ومنهج المولى المقدس الذي رفض كل المساومات والصفقات على حساب الحق والمؤسف ومن اجل بعض الامتيازات والوزارات فرط تيار الاحرار بدماء ابنائه ونسى وتناسى كارثة المالكي بحق الصدريين في صولته البائسة.
هل ثار الصدريون وقاوموا الامريكان من اجل صفقة وزارية وامتيازت دنيوية ولماذا يتخلى قادة التيار الصدري عن مبادئهم وثوابتهم ولماذا لم يكونوا صريحين مع قواعدهم ويوضحوا اسباب هذه الصفقة مع المالكي ولماذا يحاولون الاختفاء وراء التحالف الوطني لتمرير المالكي وهم الذين يقودون حملة تجديد الولاية الثانية للمالكي؟
اللاعبون والمتاجرون بدماء الصدريين يريدون قبض الصفقة مع المالكي وعلى الصدريين كشف هؤلاء ومحاسبتهم او يكشفوا حقائق الصفقة والمساومة واسباب التفريط بدماء الصدريين الغالية.
ان دماء الصدريين لم تجف بعد من حماقات المالكي في صولته البائسة وان قلب المولى المقدس مازال دامياً من اخطاء ابنائه الذين لم يكونوا امناء على منهجه فهؤلاء قادتهم مصالح السلطة للتخلي عن الثأر للدماء الصدرية الغالية ولو الثأر السياسي وتفويت الفرصة على قاتلهم للوصول مرة ثانية لرئاسة الوزراء والامر موقوف على الكتلة الصدرية وحدها.
الصدريون بحاجة الى يقظة وانتفاضة من سباتهم واغماءتهم ليعلنوا بشجاعة ووضوح بان الصدري لا يبابع الدعوتي قائد صولة الفرسان وليقولوا جميعا كما قال الامام الحسين بحق يزيد " مثلي لا يبايع مثله.
تعليق