إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من اقول صادق آل محمد الامام جعفر الصادق عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من اقول صادق آل محمد الامام جعفر الصادق عليه السلام

    المجلسي - ج 47 - ص 25 - 27

    ***حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، قال : حدثني من سمع أبا عبد ...
    الله الصادق ( عليه السلام ) يقول :
    ما أحب الله عز وجل من عصاه ، ثم تمثل فقال :
    تعصي الاله وأنت تظهر حبه * * هذا محال في الفعال بديع
    لو كان حبك صادقا لأطعته * * إن المحب لمن يحب مطيع .

    ***وبهذا الاسناد ، قال : كان الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول لكل أناس دولة يرقبونها * * ودولتنا في آخر الدهر تظهر .

    ***وبهذا الاسناد قال : كان الصادق ( عليه السلام ) كثيرا ما يقول :
    علم المحجة واضح لمريده * * وأرى القلوب عن المحجة في عمى
    ولقد عجبت لهالك ونجاته * * موجودة ، ولقد عجبت لمن نجا .

    *** وبهذا الاسناد ، قال : كان الصادق ( عليه السلام ) يقول :
    اعمل على مهل فإنك ميت * * واختر لنفسك أيها الانسان
    فكأن ما قد كان لم يك إذ مضى * * وكأن ما هو كائن قد كان .
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    ***الصادق عليه السلام :
    إن عندي سيف رسول الله ، وإن عندي لراية رسول الله المغلبة ، وإن عندي لخاتم سليمان بن داود ، وإن عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها القربان ، وإن عندي الاسم الذي كان رسول الله إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة ، وإن عندي لمثل الذي ‹ صفحة 26 › جاءت به الملائكة ، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل ، يعني أنه كان دلالة على الإمامة .

    *** وفي رواية الأعمش قال عليه السلام :
    ألواح موسى عندنا ، وعصا موسى عندنا ونحن ورثة النبيين .
    ***وقال عليه السلام : علمنا غابر ، ومزبور ، ونكت في القلوب ، ونقر في الاسماع وإن عندنا الجفر الأحمر ، والجفر الأبيض ، ومصحف فاطمة ، وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه .

    *** ويروى له عليه السلام :
    في الأصل كنا نجوما يستضاء بنا * وللبرية نحن اليوم برهان
    نحن البحور التي فيها لغائصكم * در ثمين وياقوت ومرجان
    مساكن القدس والفردوس نملكها * ونحن للقدس والفردوس خزان
    من شذ عنا فبرهوت مساكنه * ومن أتانا فجنات وولدان

    *** محاسن البرقي قال الصادق عليه السلام لضريس الكناني : لم سماك أبوك ضريسا ؟ قال : كما سماك أبوك جعفرا قال : إنما سماك أبوك ضريسا بجهل ، لان لإبليس ابنا يقول له ضريس : وإن أبي سماني جعفرا بعلم ، على أنه اسم نهر في الجنة أما سمعت قول ذي الرمة :
    أبكي الوليد أبا الوليد أخا الوليد فتى العشيرة
    قد كان غيثا في السنين وجعفرا غدقا وميرة

    شوف العروس عن الدامغاني أنه استقبله عبد الله بن المبارك فقال :
    أنت يا جعفر فوق المدح والمدح عناء * إنما الاشراف أرض ولهم أنت سماء
    جاز حد المدح من قد ولدته الأنبياء
    الله أظهر دينه وأعزه بمحمد * والله أكرم بالخلافة جعفر بن محمد
    ‹ صفحة 27 ›

    * بيان : أثامن من المثامنة بمعنى المبايعة ، والأزمة بالفتح الشدة قوله : اعمل على مهل أي للدنيا ، والجعفر النهر الصغير ، والكبير الواسع ضد والغدق محركة : الماء الكثير ، والميرة : ما يمتار من الطعام .

    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

  • #2
    عايش الإمام الصادق ( عليه السلام ) الحكَّام الأمويين ، من عبد الملك بن مروان ، حتى سقوط الحكم الأموي سنة ( 132 هـ ) . ثم آلَتْ الخلافة بعد ذلك إلى بني العباس ، فعاصر من خلفائهم أبا العباس السفاح ، وشطراً من خلافة أبي جعفر المنصور ، بحوالي عشر سنوات . وقد شاهد بنفسه خلال مُدَّة إمامته مِحنة آل البيت ( عليهم السلام ) ، وآلام الأمة ، وشكواها ، إلاَّ أنه لم يكن يملك القدرة على التحرك . لذلك نجد الإمام ( عليه السلام ) انصرف عن الصراع السياسي المكشوف إلى بناء المقاومة بناءً علمياً ، وفكرياً ، وسلوكياً ، يحمل روح الثورة .
    وبهذه الطريقة راحَ الإمام ( عليه السلام ) يربِّي العلماء ، وجماهير الأمة ، على مقاطعة الحُكَّام الظلمة ، ومقاومتهم ، عن طريق نشر الوعي العقائدي ، والسياسي ، والتفَقُّه في أحكام الشريعة . ونورد الآن بعض ما كان من الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع أبي جعفر المنصور ، وَوُلاتِه ، من المواقف التي يُعلِنُ ( عليه السلام ) فيها بالحقِّ ، غير مكترثٍ بما له من سطوة ، ولولاته من قسوة .
    - بعض مواقفه ( عليه السلام ) من المنصور :

    الموقف الأول :
    سأل المنصورُ الإمامَ ( عليه السلام ) يوماً عن الذُّباب ، وهو يَتَطايح على وجهه ، حتَّى أضجره ، قائلاً : يا أبا عبد الله ، لِم خلق اللهُ الذباب ؟، فقال ( عليه السلام ) : ( لِيُذلَّ به الجبابرة ) . فسَكَت المنصور علماً منه أنه لو ردَّ عليه لوخزه بما هو أمضُّ جرحاً ، وأنفذ طعناً .

    الموقف الثاني :
    كتب المنصور إلى الإمام ( عليه السلام ) في إحدى المرَّات : لِم لا تغشانا كما تغشانا الناس ؟، فأجابه ( عليه السلام ) : (لَيسَ لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فَنُهنِّيك ، ولا تَراها نقمة فَنُعزِّيك ، فما نصنع عندك ) .
    فكتب المنصور إليه ( عليه السلام ) : تصحبنا لتنصحنا . فأجابه ( عليه السلام ) : ( مَنْ أرادَ الدُّنيا لا ينصحك ، ومَنْ أرادَ الآخِرَة لا يَصحبُك ) . فقال المنصور : والله لقد مَيَّز عندي منازل من يريد الدنيا مِمَّن يريد الآخرة ، وإنه ممَّن يريد الآخرة لا الدنيا .

    الموقف الثالث :
    استقدم المنصور الإمام الصادق ( عليه السلام ) مرَّة ، وهو - المنصور - غضبان عليه . فلما دخل الإمام ( عليه السلام ) على المنصور قال المنصور له : زعم أوغاد الحِجاز ورعاع الناس أنك حَبْر الدهر ، وناموسه ، وحُجَّة المعبود وترجمانه ، وعَيبةَ عِلمه ، وميزان قسطه ، ومصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور . وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدَّك في الدنيا عملاً ، ولا يرفع له يوم القيامة وزناً ، فنسبوك إِلى غير حدِّك . وقالوا فيك ما ليس فيك ، فقل ، فإنَّ أوَّل من قال الحقَّ جدُّك ، وأوَّل من صدَّقه عليه أبوك ، وأنت حريٌّ أن تقتصَّ آثارهما ، وتسلك سبيلهما .
    فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أنا فرع من فروع الزَّيتُونة ، وقِنديل من قناديل بيت النبوة ، وأديب السفرة ، وربيب الكرام البررة ، ومِصباح من مصبايح المِشكاة ، التي فيها نور النور ، وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر ) .
    فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال : هذا قد حَالَني على بحر مَوَّاج ، لا يُدرَك طرفه ، ولا يبلغ عمقه ، تُحارُ فيه العلماء ، ويغرقُ فيه السُبَحاء ، ويضيق بالسابح عرض الفضاء . هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء ، الذي لا يجوز نفيه ، ولا يحلُّ قتله ، ولولا ما تجمعني وإِيَّاه شجرة طاب أصلها ، وبسق فرعها ، وعَذِب ثمرها ، وبُورِكت في الذَر ، وقُدِّست في الزُبُر ، لكان مِنِّي ما لا يُحمَد في العواقب ، لِمَا يبلغني عنه من شِدَّة عَيبهِ لنا ، وسوء القول فينا .
    فقال ( عليه السلام ) : ( لا تُقبلُ في ذي رَحمك ، وأهل الرعاية من أهل بيتك ، قولُ من حرَّم الله عليه الجنة ، وجعل مأواه النار ، فإن النمَّام شاهدُ زور ، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس) . فقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) ، (الحجرات 6) . و نحن لك أنصار وأعوان ، ولملكك دعائم وأركان ، ما أمرت بالمعروف والإحسان ، وأمضيت في الرعيَّة أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعَتِك لله أنف الشيطان ، وإِن كان يجب عليك في سِعَة فهمك ، وكثرة علمك ، ومعرفتك بآداب الله ، أن تَصِلَ من قطعك ، وتعطي من حَرَمك ، وتَعفو عَمَّن ظلمك ) .
    فقال المنصور : قد صَفَحتُ عنك لقدرك ، وتجاوزتُ عنك لِصِدقك ، فَحدثني عن نفسك بحديثٍ أتَّعِظُ به ، ويكون لي زاجر صِدقٍ عن الموبقات . فقال ( عليه السلام ) : ( عليك بالحِلم ، فإنَّه رُكن العلم ، واملك نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إِن تفعلْ ما تقدر عليه كُنتَ كَمَن شفى غيظاً ، أو تداوى حقداً ، أو يحبُّ أن يذكر بالصولة ، واعلم بأنَّك إن عاقبت مستحقّاً لم تكن غاية ما توصف به إِلا العدل ، والحال التي توجب الشكر ، أفضل من الحال التي توجب الصبر ) .
    فقال المنصور : وعظتَ فأحسنتَ ، وقلتَ فأوجَزْت . نقول : إِن أمثال هذه المواقف تعطينا دروساً وافيه عمَّا كان عليه أهل ذلك العصر ، من سياسة ، وعلم ، واعتقاد ، وغيرها ،

    من مواقفه ( عليه السلام ) من وُلاة المنصور :
    للإمام الصادق ( عليه السلام ) مواقف كثيرة مع وُلاة المنصور ، نذكر من تلك المواقف الموقف الآتي :
    جاء إِلى المدينة والياً من قبل المنصور ، رجل يقال له شَيبة بن عفال ، يقول عبد الله بن سليمان التميمي : فلما حضرت الجمعة صار شيبة إلى مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فرقى المنبر ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن علي بن أبي طالب شقَّ عصا المسلمين ، وحارب المؤمنين ، وأراد الأمر لنفسه ، ومنعه أهله . فحرَّمه الله عليه ، وأماته بغصَّته ، وهؤلاء وُلده يتبعون أثره في الفساد ، وطلب الأمر بغير استحقاق له ، فهم في نواحي الأرض مقتولون ، وبالدماء مضرّجون .
    فعظُم هذا الكلام منه على الناس ، ولم يجسر أحد منهم أن ينطق بحرف ، فقام إليه رجل فقال : ونحمد الله ، ونُصلِّي على محمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ،وعلى رُسُل الله وأنبيائه ( عليهم السلام ) أجمعين . أمَّا ما قلت من خير فنحن أهله ، وأمَّا ما قلت من سوء فأنت وصاحبُك به أولى ، فاختبر يا من ركب غير راحلته ، وأكَلَ غير زاده ، اِرجع مأزوراً . ثم أقبل على الناس فقال : ألا أنبئكم بأخلى الناس ميزاناً يوم القيامة ، وأبيَنَهم خسراناً ، من باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا الفاسق .
    فأسكت الناس ، وخرج الوالي من المسجد ولم ينطق بحرف ، فسألت عن الرجل ، فقيل لي : هذا جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
    نقول : هذا موقف من مواقفه ( عليه السلام ) من رجال المنصور ، دعاه إلى الشدَّة فيها الغضب للحق ، حين وجد أنَّ الكلام أولى من السكوت ، وإن أبدى فيها صفحته للسيف .




    تعليق


    • #3
      رضي الله عن إمامنا جعفر بن محمد الصادق وحشرنا الله وإياكم معه ومع آبائه الطاهرين
      طبعا لا تعقيب على الروايات.

      تعليق


      • #4
        من اقوال الامام الرضا عليه السلام


        الصمت باب من أبواب الحكمة...
        صديق كل امرئ عقله وعدّوه جهله. من أخلاق الأنبياء التنظيف.
        صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله.
        إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه، وإذا كان غائباً فسمّه.
        من كثرت محاسنه مدح بها واستغنى عن التمدّح بذكرها.
        من لم يتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه ومن طلب الأمر من وجهه لم يزل ومن زلّ لم تخذله الحيلة.
        إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ونشاطاً وفتوراً فإذا أقبلت تبصّرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها.
        صاحب السلطان بالحذر، والصديق بالتواضع، والعدو بالتحرّز، والعامة بالبِشر.
        الأجل آفة العمل، والبر غنيمة الحازم، والتفريط مصيبة ذي القدرة، والبخل يمزّق العرض، والحب داعي المكاره، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف، وإغاثة الملهوف، وتحقيق أمل الآمل، وتصديق رجاء الراجي، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة، والباكين بعد الوفاة.
        ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذّة، ولا لملول وفاء، ولا لكذوب مروءة.
        إنّ الذي يطلب من فضل يكفّ به عياله أعظم من المجاهدين في سبيل الله.
        وسئل عن خيار العباد فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا.
        لا يكون المؤمن مؤمناً حتى تكون فيه ثلاث خصال : سنّة من ربّه وسنّة من نبيِّه صلي الله عليه و آله وسنّة من وليِّه عليه السلام .
        فأما السنّة من ربِّه فكتمان السرِّ .
        أمَّا السنّة من نبيِّه صلي الله عليه و آله فمداراة الناس . وأمّا السنّة من وليِّه عليه السلام فالصبر في البأساء والضراء.
        صاحب النعمة يجب أن يوسّع على عياله.
        لم يخنك الأمين، ولكن ائتمنت الخائن.
        التودُّدُ إلى الناس نصف العقل.
        إنَّ الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال.
        التوكل: أن لا تخاف أحداً إلاّ الله.
        الإيمان أربعة أركان : التوكل على الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله، قال العبد الصالح : (وأُفوِّضُ أمري إلى الله...* فوقاهُ الله سيئاتِ ما مكروا).
        صل رحمك ولو بشربة من ماء .
        وأفضل ما تُوصل به الرحم كفُّ الأذى عنها وقال في كتاب الله : (ولا تُبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى).
        إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير.

        تعليق


        • #5
          أدب فاطمة الزهراء عليها السلام

          فاطمة (عليها السلام) واحدة من الاربعة عشر معصوماً الذين يتميزون جميعاً بالقدرات الفنية.
          بالرغم من أن فاطمة (عليها السلام) توفيت ولها ثماني عشرة سنة، ‌فان النصوص المؤرخة تشير الى انها - مثل سائر المعصومين (عليهم السلام)- توفرت على القاء وتدوين ما يرتبط بمبادىء الشريعة الاسلامية، وأنها (عليها السلام) في لقاءاتها مع العنصر النسوي كانت تتكفل بالاجابة على أسئلتهن وانها بعامة، اثر عنها من النصوص ما يفصح عن شخصيتها العلمية والادبية... ولعل النماذج التي نقلها المؤرخون بالنسبة الى النصوص الخطابية التي ارتجلتها، تفصح بوضوح عن الطابع الادبي المحكم في خطاباتها... فهناك خطبتان مأثورتان عن فاطمة (عليها السلام) فيما ارتجلت اولاهما بمحضر من النساء بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، والأخرى ارتجلتها بمحضر من شخصيات المهاجرين والانصار... ويحسن بنا أن نعرض لفقرات من ذلك، لنتبين السمات الفنية لهذه الخطب ... تقول (عليها السلام) في الخطبة‌ الاولى:
          «اصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنأتهم بعد أن سبرتهم، فقبحاً لأفون الرأي، وخطل القول، واللعب بعد الجد، وقرع الصفاة وصدع القناة، وخطل الآراء، وزلل الأهواء... وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة: لردهم (أي: الامام علي (عليه السلام) ) اليها وحملهم عليها، وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه اليه رسول الله لاعتقله، ولسار بهم سيراً سجحاً.. ولأوردهم منهلاً نميراً، صافياً روياً، فضفاضاً: تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه، ولأصدرهم بطاناً، ونصح لهم سراً واعلاناً، ولم يكن يتحلى من الغني بطائل... غير ري الناهل وشبعة الكافل ... الخ».(1)
          وتقول (عليها السلام) في الخطبة الاخرى، حيث استهلتها:
          «الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها، وتمام نعم أولاها، جل عن الاحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها، واستحمد الى الخلائق بأجزالها، وثنى بالندب الى أمثالها، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له: كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وانار في التفكر معقولها، الممتنع من الابصار رؤيته، ومن الالسن صفته، ومن الاوهام كيفيته، ابتدع الاشياء لا من شيء كان قبلها.. كونها بقدرته، وذرأها بمشيته من غير حاجة منه الى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها الا تثبيتاً لحكمته وتنبيهاً على طاعته... واشهد أن ابي محمداً (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله، .. ابتعثه الله تعالى اتماماً لأمره، وعزيمة على امضاء حكمه، وانفاذاً لمقادير حتمه، فرأى الامم فرقاً في اديانها عكفاً على نيرانها عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله تعالى بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الابصار غممها...
          انتم عباد الله نصب امره ونهيه، وحماة دينه ووحيه، وامناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه الى الامم... فجعل الله الايمان تطهيراً لكم من الشرك والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق، والصيام تثبيتاً للاخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملة، وامامتنا اماناً من الفرقة، والجهاد عزاً للاسلام وذلاً لأهل الكفر والنفاق، والصبر معونة على استيجاب الاجر، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الارحام منسأة في العمر، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس...
          ايها الناس: اعلموا اني فاطمة وابي محمد (صلى الله عليه وآله) اقول عوداً وبدءاً، ولا اقول ما اقول غلطاً، ولا افعل شططاً (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)...» (2).

          *******

          (1) المجالس السنية: ج2، ص 88، 94
          (2) المجالس السنية: ج 2، ص 96، 110

          تعليق


          • #6
            توفر الامام الرضا (عليه السلام) على ممارسة الوان النشاط الثقافي، حيث أتيح له ان يعقد مختلف الندوات العلمية والمناظرات والمقابلات، وان يتتلمذ على‌ يده كبار العلماء، وان يشيد بفضله كبار السياسيين: من سلاطين ووزراء، ورؤساء المذاهب والكتاب وكل من يعنى بالشؤون الثقافية، بحيث اقروا بتفرده علمياً من خلال مقابلاتهم او اسئلتهم او تلمذتهم،... كما ان لهيمنته الاجتماعية اضطر المأمون ان يجبره على ولاية العهد، لأهداف سياسية متنوعة منها ما ذكره ابو الصلت الهروي من ان المأمون اراد ان يقلل من قيمته اجتماعياً فيخيل الى الناس بأنه (عليه السلام) يميل الى الدنيا،... كما انه جلب اليه مختلف العلماء لاسقاطه علمياً الا انه (عليه السلام) كان يتغلب على ممثلي الاتجاهات من يهود ونصارى ومجوس وصابئة وبراهمة ودهريين وملحدين وفرق متخالفة اسلامياً، حتى انهم طالما كانوا يصرحون بان الرئاسة ينبغي ان تكون له وليست للمأمون وسواه، مما جعل المأمون يحتقب ذلك في قلبه، حتى دس اليه السم في نهاية الأمر... (1).
            المهم - من الزاوية العلمية والأدبية- أتيح للامام الرضا (عليه السلام) - كما قلنا- ان يتوفر على نتاج ضخم من خلال الاحاديث والمقالات والخواطر والمكاتبات فضلاً عن (المناظرات) التي كان المأمون بخاصة يمهد لها، أو مطلق المناظرات والمقابلات التي تستهدف الافادة‌ منه (عليه السلام) حيث لا تجمعه رحلة او جلسة او اية مناسبة اخرى الا ويطلب منه ان يتكلم ويعظ ويوضح ما غمض من المسائل الثقافية المختلفة... مضافاً الى الميدان الرئيس الذي يتحرك فيه وهو الفقه والتفسير والعقائد والاخلاق، حتى ان كتباً نسبت اليه من نحو (الفقه الرضوي) فيما نعتقد بان احد المؤلفين آنذاك رتب خلاصة‌ الاحاديث الفقهية في مختلف ابوابها ونسبها الى الامام (عليه السلام) بصفتها احاديث مروية عنه (بالنص او بالمعنى) بحيث خيل للبعض بان الكتاب من تأليفه، بينا يغلب الظن بان الكتاب بمثابة (تقرير) كتبه احد الفقهاء آنذاك... واياً كان، فالمهم هو ان المناخ الذي توفر الامام الرضا (عليه السلام) عليه علمياً، يعد غنياً وحافلاً بشتى النصوص المرتبطة بالعلوم الانسانية والعلوم البحتة والعلوم التطبيقية ايضاً، ومنها:
            (علم الطب) حيث توفر على صياغة رسائل في الطب وغيره، مما استدعى أكثر من باحث ان يؤلف عن نظراته في ميدان الطب الجسمي....
            ويعنينا من ذلك كله، ان نقف عند (النصوص الفنية) المأثورة عنه (عليه السلام)، وهي نصوص تتوزع - كما لحظنا عند سائر المعصومين (عليهم السلام)

            تعليق


            • #7
              بارك الله بيج حاجة ليلى
              استمري في عطائك الجميل

              جعل الله مثواك الجنة مع الصديقة فاطمة الزهراء

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة shi3itop
                بارك الله بيج حاجة ليلى
                استمري في عطائك الجميل

                جعل الله مثواك الجنة مع الصديقة فاطمة الزهراء


                الله يبارك فيك اخي الكريم ..
                لك دعائي بالمثل ان شاء الله بمرافقة محمد وآل محمد (ص)

                تعليق


                • #9
                  رضي الله عن أهل بيت النبوة

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                    رضي الله عن أهل بيت النبوة

                    اللهم آمين .
                    شكرا لمشاركتك اخ كرار

                    تعليق


                    • #11
                      سأل المنصورُ الإمامَ ( عليه السلام ) يوماً عن الذُّباب ، وهو يَتَطايح على وجهه ، حتَّى أضجره ، قائلاً : يا أبا عبد الله ، لِم خلق اللهُ الذباب ؟، فقال ( عليه السلام ) : ( لِيُذلَّ به الجبابرة

                      هذه المقولة رائعة _اذكر قرأتها قبل مدة في احدى المواقع السنية
                      رحم الله الامام جعفر الصادق
                      والسلام ختام
                      شافعي فلسطيني

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة شافعي فلسطيني
                        هذه المقولة رائعة _اذكر قرأتها قبل مدة في احدى المواقع السنية
                        رحم الله الامام جعفر الصادق
                        والسلام ختام
                        شافعي فلسطيني
                        أكيد منسوبه لغيره
                        فإن لم تفعلوا قلتم قال أحد التابعين كذا وكذا
                        هذا ديدنكم
                        ورب البيت بإذني سمعتها في الإذاعه
                        مقولتين واحده للإمام علي عليه السلام والأخرى للإمام زين العابدين
                        ورب البيت نسبوها بالقول قال أحد التابعين
                        والثانيه قال أحد التابعين

                        أعوذ بالله منكم ما هذا الكره لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله
                        إبن تيميه يصدح في كل أبواقكم وآل البيت لا ذكر لهم
                        حتى آثارهم أبهمتموها أخزاكم الله
                        التعديل الأخير تم بواسطة مختصر مفيد; الساعة 09-10-2010, 01:00 AM.

                        تعليق


                        • #13
                          أكيد منسوبه لغيره

                          ليست منسوبة لغيره
                          بل قرأتها في احدى المواقع السنية وقد ذكر أن قائلها هو الامام جعفر الصادق رضي الله عنه
                          والسلام ختام

                          تعليق


                          • #14
                            شكرا لمداخلاتكم ..
                            صلوات على محمد وآل محمد..

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                            يعمل...
                            X