إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامام الصادق(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام الصادق(ع)

    نعزي الرسول الأكرم وآله بيته و نعزي صاحب العصر والزمان بهذه الفجيعة
    عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد ابا عبد الله الصادق سلام الله عليه

    و لقد ارتأيت ان نذكر نبذة عن حياة الإمام الصادق سلام الله عليه ، لأن له حقاً
    علينا ، ان نتذاكـر سيرته الطاهرة و ننتهل من علومه و ثقافته و صبره وحلمه
    ليكون لنا القدوة سلام الله عليه


    .

    الأسرة الكريمة :

    إنّ اُسرة الإمام الصادق (عليه السلام) ، هي أجل وأسمى أسرة في دنيا العرب والإسلام،
    فإنّها تلك الأسرة التي أنجبت خاتم النبيين وسيد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)
    من هذه الأسرة التي أغناها الله بفضله، والقائمة في قلوب المسلمين وعواطفهم تفرّع عملاق
    هذه الاُمة، ومؤسس نهضتها الفكرية والعلمية الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)،
    وقد ورث من عظماء أسرته جميع خصالهم العظيمة فكان ملء فم الدنيا في صفاته وحركاته.


    الأب الكريم :

    هو الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) سيد الناس لا في عصره، وإنما في جميع العصور
    على امتداد التأريخ علماً وفضلا وتقوى،
    ولم يظهر من أحد في ولد الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدين والسنن وعلم
    القرآن والسير، وفنون الأدب والبلاغة مثل ما ظهر منه .


    الاُم الزكية :

    هي السيدة المهذبة الزكية (اُم فروة) بنت الفقيه القاسم، بن محمّد بن أبي بكر، وكانت من سيدات
    النساء عفة وشرفاً وفضلا، فقد تربت في بيت أبيها وهو من الفضلاء اللامعين في عصره، كما
    تلقت الفقه والمعارف الإسلامية من زوجها الإمام الأعظم محمّد الباقر (عليه السلاموكانت على
    جانب كبير من الفضل، حتى أصبحت مرجعاً للسيدات من نساء بلدها .


    ولادة النور :

    ولم تمضِ فترة طويلة من زواج السيدة (اُم فروة) بالإمام محمّد الباقر(عليه السلام) حتَّى حملت،
    وعمت البشرى أفراد الأسرة العلوية، وتطلعوا إلى المولود العظيم تطلعهم لمشرق الشمس، ولما
    أشرقت الأرض بولادة المولود المبارك سارعت القابلة لتزف البشرى إلى أبيه فلم تجده في
    البيت، وإنما وجدت جده الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فهنأته بالمولود الجديد، وغمرت
    الإمام موجات من الفرح والسرور لأنه علم أن هذا الوليد سيجدد معالم الدين، ويحيي سنّة جدّه
    سيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبرته القابلة بأن له عينين زرقاوين جميلتين، فتبسم
    الإمام (عليه السلام) وقال: إنه يشبه عيني والدتي .

    وبادر الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى الحجرة فتناول حفيده فقبّله، وأجرى عليه مراسيم
    الولادة الشرعية، فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى.

    لقد كانت البداية المشرقة للإمام الصادق (عليه السلام) أن استقبله جدّه الذي هو خير أهل
    الأرض، وهمس في أذنه:

    «الله أكبر..»...

    «لا إله إلاّ الله»...

    وقد غذاه بهذه الكلمات التي هي سرّ الوجود لتكون أنشودته في مستقبل حياته.

    تاريخ ولادته :
    اختلف المؤرخون في السنة التي وُلد فيها الإمام الصادق (عليه السلام) فمن قائل إنه وُلد
    بالمدينة المنورة سنة ( 80 هـ ) .

    وقال آخرون إنه وُلد سنة ( 83 هـ ) يوم الجمعة أو يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من
    شهر ربيع الأول .

    وقال ثالث إنه وُلد سنة ( 86 هـ ) .



    تسميته وألقابه :

    اسمه الشريف فهو (جعفر) ونص كثير من المؤرخين على أن النبيّ (صلى الله عليه وآله
    وسلم) هو الذي سماه بهذا الاسم، ولقّبه بالصادق.

    من اسمائه : الصادق- الصابر- الفاضل- الطاهر - عمود الشرف - القائم - الكافل - المنجي



    جــوده وكرمــه :

    قال سعيد بن بيان : مرَّ بنا المفضل بن عمر - أنا وأخت لي - ونحن نتشاجر في ميراث
    فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا إلى المنزل ، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم دفعها
    إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل : أما إنها ليست من مالي و
    لكن أبا عبد اللـه الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح وأفتد بها من ماله -
    فهذا مال أبي عبد اللـه .



    حلمــه ورأفتــه :

    كان (عليه السلام ) إذا بلغه من أحد نيلاً منه أو وقيعة فيه قام إلى مصلاّه فأكثر من ركوعه
    وسجوده وبالغ في ابتهاله وضراعته وهو يسأل اللـه أن يغفر لمن ظلمه بالسب ونال منه .

    وإن كان من أقربائه الأدنين فكان يوصله بمال ويزيد في بره قائلاً : إني لأحب أن يعلم اللـه
    أني أذللت رقبتي في رحمي ، وأني لأبادر أهل بيتي أصلهم قبل أن يستغنوا عني .


    صبــره وأمانتــه :


    1- كان للإمام ولداً يدعى ( إسماعيل ) وكان أكبر أولاده ، فلما شبَّ كان جمَّاع الفضائل والمكارم
    حتى حسب أنه خليفة أبيه والإمام من بعده ، ولما اكتمل نبوغه صرعته المنية ، فلم يخرج لوفاته
    بل دعا أصحابه إلى داره لمراسم الدفن وأتى إليهم بأفخر الأطعمة وحثهم على الأكل الهنيء ،
    فسألوه عن حزنه على الفقيد الفتي الذي اختطفه الموت في ربيعه ولما يكمل من الحياة نصيبه ،
    قال لهم : ومالي لا أكون كما ترون في خير أصدق الصادقين - أي الرسول (ص) - : { إنك
    ميت وإنهم ميتون }

    2 - وكان له ولد آخر كان في بعض طرقات المدينة يمشي أمامه غضاً طرياً ، اعترضته
    غصة في حلقه فشرق بها ومات أمامه ، فبكى (ع) ولم يجزع بل اكتفى بقوله مخاطباً لجثمان
    ولده الفقيد :

    “ لئن أخذت لقد أبقيت ، ولئن أبليت لقد عافيت “ .

    ثم حمله إلى النساء فصرخن فأقسم عليهن ألا يصرخن .

    ثم أخرجه إلى المدفن وهو يقول : “ سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلاّ حبّاً “


    عبادتــه وطاعتــه :

    كل من وصف جعفر بن محمد الصادق (ع) بالعمل شفعه بالزهد والطاعة وإليك بعض
    كلماتهم في ذلك :

    قال مالك - إمام المذهب - : “ كان جعفـر لا يخلو مـن إحـدى ثلاث خصـال ، إما مصلٍّ وإما
    صائم وإما يقرأ القرآن “

    وقال : “ ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد
    الصادق (ع) علماً وعبادةً وورعاً


    امامته :
    المدرسة الكبرى :


    لعلنا لن نجد في التاريخ الإنساني مدرسة فكرية استطاعت أن توجه الأجيال المتطاولة ، و
    تفرض عليها مبادئها وأفكارها ، ثم تبني أمة حضارية متوحدة لها كيانها وذاتيتها ، مثلما
    صنعته مدرسـة الإمـام الصادق (ع) .

    إن من الخطأ أن نحدد إنجازات هذه المدرسة في من درس فيها وأخذ منها من معاصريها
    وإن كانوا كثيرين جدا ، وإنما بما خلّفته من أفكار ، وبما صنعته من رجال غيرّوا وجه التاريخ
    ووجهوا أمته ، بل وكوَّنوا حضارته التي ظلت قروناً مستطيلة .


    وإذا عرفنا بأن الثقافة الإسلامية - الشيعية منها أو السنّية - كانت ولا زالت تعتمد على الأئمة
    من معاصري الإمام الصادق (ع) كالأئمة الأربعة ممن توقف المسلمون على مذاهبهم فقط ،
    وبالتالي عرفنا بان معظم هؤلاء الأئمة أخذوا من هذه المدرسة أفكارهم الدينية ، حتى أن ابن
    أبي الحديد أثبت أن علم المذاهب الأربعة راجع إلى الإمام الصادق في الفقه . وقد قال المؤرخ
    الشهير أبو نعيم الأصفهاني : ( روى عن جعفر عدة من التابعين منهم : يحيى بن سعيد الأنصاري
    وأيوب السختياني ، وأبان بن تغلب ، وأبو عمـرو بن العلاء ، ويزيد بن عبد اللـه بن هاد ، وحدث
    عنه الأئمة الأعلام : مالك بن أنس ، وشعبة الحجـــــاج ، وسفيان الثوري ، وابن جريح ، وعبد
    اللـه بن عمر ، وروح بن القاسم ، وسفيان بن عيينه ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر،
    وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن المختار ، ووهب بن خالد ، وإبراهيم بن طهمان ، في
    آخرين ، وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه .



    بعض القصص والأحداث المهمة :


    1 - كان ابن أبي العوجاء وابن طالوت وابن الأعمى وابن
    المقفع مجتمعين بنفر من الزنادقة في الموسم بالمسجد الحرام ، وكان الإمام الصادق (ع)
    متواجداً آنذاك يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات .
    فطلب القوم من ابن أبي العوجاء تغليظ الإمام وسؤاله عما يفضحه بين المحيطين به .

    فأجابهم بالإيجاب واتجه - بعد ان فرَّق الناس - صوب الإمام ، وقال : يا أبا عبد اللـه إن
    المجالس أمانــــات ولا بدّ لكل من به سؤال أن يسأل ، أفتأذن لي في السؤال ؟ فقال له
    أبو عبد اللـه : سل إن شئت .

    فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت
    المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير ، فهناك من فكّر في هذا وقدّر بأنه
    فعل غير حكيم ولا ذي نظر . فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه ؟

    فقال الصادق (ع) :

    “ إن من أضله اللـه وأعمى قلبه استوهم الحق فلم يستحث به ، وصار الشيطان وليّه وربّه
    يورده مناهل الهلكة ولا يصدره ، وهذا بيت استعبــــد اللـه به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه،
    فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله قبلة للمصلين له ، فهو شعبة لرضوانه ، وطريق يؤدي
    إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال ، خلقه اللـه قبل دحو الأرض
    بألفي عام ، فأحق من أطيع فيما أمر وانتهى عما زجر ، هو اللـه المنشئ للأرواح والصور “ .

    فقال له ابن أبي العوجاء : فأحلت على غائب .

    فقال الصادق (ع) : “ كيف يكون يا ويلك غائباً من هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل
    الوريد ، يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، ولا يكون
    إلى مكان أقرب من مكان ، تشهد له بذلك آثاره ، وتدل عليه أفعاله ، والذي بعثه بالآيات المحكمة
    والبراهين الواضحة محمد رسول اللـه (ص) الذي جاءنا بهذه العبادة ، فإن شككت في شيء
    في أمره فاسأل عنه “ .

    فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدر ما يقول
    ثم انصرف من بين يديه ، وقال لأصحابه : سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني على جمرة .

    فقالوا له : أسكت فو اللـه لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه .
    فقال : إليّ تقولون هذا ، إنه ابن من حلق رؤوس من ترون - وأومأ بيده إلى أهل الموسم



    انطباعات عن شخصية الإمام الصادق(عليه السلام) :

    أشاد الإمام الباقر (عليه السلام) أمام أعلام شيعته بفضل ولده الصادق (عليه السلام) قائلا: هذا
    خير البريّة .

    وافصح عمه زيد بن علي عن عظيم شأنه فقال: في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج الله به
    على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر لايضلّ من تبعه ولا يهتدي من خالفه .

    وقال المنصور الدوانيقي مؤبّناً الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ جعفر بن محمّد كان ممّن قال
    الله فيه: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وكان ممن اصطفى الله وكان من السابقين
    بالخيرات .


    تأسيس جامعة أهل البيت (عليهم السلام) :

    1- لقد عُزلت الاُمة عن تبني أفكار الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وفقههم أكثر من قرن
    وبقيت تتناقله الخواصّ في هذه الفترة عن طريق الكتابة والحفظ شفاهاً وبالطرق السرّية.

    2 ـ في هذه الفترة طرحت على العالم الإسلامي تساؤلات فكريّة ومستجدّات كثيرة لم تمتلك
    الاُمة لها حلاّ بسبب اتّساع البلاد الإسلامية وتبدّل الظروف وحاجات المسلمين.

    3 ـ شعر المسلمون في هذا الظرف بأهمية البحث عن مبدأ فكري يتكفّل حلّ مشكلاتهم;
    لأنّ النصّ المحرّف واجتهادات الصحابة أصبح متخلّفاً عن المواكبة بل أصبح بنفسه مشكلة
    أمام المسلم لتعارضه مع العقل والحياة.

    4 ـ في هذا العصر ظهرت مدارس فكرية متطرّفة مثل مدرسة الرأي القائلة بالقياس و
    الاستحسان. زاعمة أنّ للنصوص التي نقلت عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قليلة
    لا تفي بالغرض .

    5- غياب القدوة الحسنة والجماعة الصالحة التي تشكل مناخاً لنمو الفضيلة وزرع الأمل في
    نفوس الاُمة باتّجاه الأهداف الربّانيّة .
    قام الإمام الباقر (عليه السلام) بتشكيل حلقاته العلمية في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله
    وسلم) فكان وجوده (عليه السلام) مركز جذب لقلوب طلاب الحقيقة فالتفّ حوله صحابة أبيه
    الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وبدأ منذ ذلك الحين بالتركيز على بناء الكادر العلمي آملا
    أن يواجه به المشكلات الفكرية التي بدأت تغزو الاُمة المسلمة. وكان يشكّل هذا الكادر فيما بعد
    الأرضية اللازمة لمشروع الإمام الصادق (عليه السلام) المرتقب فتناول الإمام (عليه السلام)
    أهمّ المشكلات الفكرية التي كان لها ارتباط وثيق بحياة الناس العقائدية والأخلاقية والسياسية.

    وزجّ الإمام بكادره العلمي وسط الاُمة بعد أن عبّأه بكـل المؤهّلات التي تمكــنهُ من خوض
    المعركة الفكرية حينما قال لأبان بن تغلب: «إجلس في مسجد المدينة وافت الناس فإنّي اُحبّ
    أن أرى في شيعتي مثلك .


    موقف الإمام الصادق (عليه السلام) من ثورة زيد :

    يقول مهزم الأسدي دخلت على الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: يا مهزم مافعل زيد؟
    قال: قلت: صلب، قال: أين؟ قلت: في كناسة بني أسد. قال: أنت رأيته مصلوباً في كناسة
    بني أسد؟ قال: قلت: نعم، فبكى حتَّى بكت النساء خلف الستور .

    نجد الإمام الصادق (عليه السلام) في مواقف متعدّدة يتبنّى الدفاع عن عمه زيد ويتَرحّم عليه
    ويوضح منطلقاته وأهدافه ويرسّخ في النفوس مفهوماً اسلامياً عن ثورته حيث يعتبر هذه
    الثورة جزءاً من حركة الإمام (عليه السلام) وليس حدثاً خارجاً عنها،


    أمر الإمام (عليه السلام) شيعته بدفن زيد، لأنّ الاُمويين كانوا قد علّقوه على أعواد المشانق،
    قال سليمان بن خالد: سألني الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: ما دعاكم إلى الموضع الذي
    وضعتم فيه زيداً؟ قلت: خصال ثلاثة: أما إحداهنّ فقلّة من تخلّف معنا إنّما كنا ثمانية نفر،
    أمّا الاُخرى فالذي تخوّفنا من الصبح أن يفضحنا، وأما الثالثة فإنّه كان مضجعه الذي كان سبق
    إليه فقال: كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه؟ قلت: قذفة حجر. فقال: سبحان الله
    أفلا كنتم أو قرتموه حديداً وقذفتموه في الفرات وكان أفضل؟..



    الإمام الصادق (عليه السلام) يشيد بثورة عمّه زيد :


    كانت السلطة الحاكمة عندما تريد الانتقام من خصومها تلقي عليهم تهماً مستهجنة في نظر
    عامة الناس، مثل شق عصا المسلمين ووتهمة الزندقة لتكون مسوّغاً لاستباحة دمائهم وتحشيد
    البسطاء من الناس عليهم.

    ومن هنا قالوا بأن ثورة زيد بن علي (عليه السلام) هي خروج على سلطان زمانه «هشام
    بن عبد الملك» المفروضة طاعته من قبل الله! لأهداف كان يريدها زيد لنفسه.

    وهذا الاتهام قد ردّ عليه الإمام الصادق (عليه السلام) وحاربه حين قال: لاتقولوا خرج زيد،
    فإنّ زيداً كان عالماً صدوقاً ولم يدْعُكم إلى نفسه إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله
    عليه وآله وسلم)، ولو ظفر لَوَفى بما دعاكم إليه، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه .



    الإمام الصادق يرسّخ الاعتقاد بالإمام المهدي (عليه السلام) :

    من المبادئ التي سعى الإمام الصادق (عليه السلام) لترسيخها في نفوس الشيعة و ضمن الدور
    المشترك الذي مارسه الأئمة (عليهم السلام) من قبله هي مسألة القيادة العالميّة المهدويّة التي
    تمثّل الإمتداد الشرعي لقيادة الرسول (صلى الله عليه وآله) لأنها العقيدة التي تجسّد طموحات
    الأنبياء والأئمة حسب التفسير الإسلامي للتأريخ الذي يؤكّد بأن وراثة الأرض سوف تكون
    للصالحين من عباده قال تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أن الأرض يرثها عبادي
    الصالحون ) .

    وترسيخ فكرة الإمام المهدي وتربية الشيعة على الاعتقاد الدائم بها تمنح الإنسان الشيعي الثائر
    روح الأمل الذي لا يتوقّف والقدرة على الصمود والمصابرة وعدم التنازل للباطل، فكان الإمام
    الصادق (عليه السلام) يقول : « إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن
    لا اله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله»

    وبهذه الحقيقة التأريخية يزداد الشيعي اعتقاداً بأن جهده سوف يكون جزءاً من الحركة الإلهيّة
    بجهوده المستمرّة سوف يقترب من الهدف المنشود ويرى الاضطهاد الذي يتعرّض له الشيعة
    والمسلمون سيزول حتماً حين ينتقم اصحاب الحق ممن ظلمهم وتعمّ العدالة وجه الأرض جميعاً


    الإمام الصادق يهيّء الخط الشيعي للمواصلة :

    لقد كانت الفترة الأخيرة من حياة الإمام الصادق (عليه السلام) مع حكومة المنصور فترة تشدّد
    ومراقبة لحركة الإمام، تخللتها محاولات اغتيال عديدة، لكن الإمام(عليه السلام) علم أن المنصور
    قد صمّم على قتله، ولهذا مارس جملة من الانشطة ليهيّء فيها الخط الشيعي لمواصلة الطريق
    من بعده.

    النشاط الأول :
    حاول الإمام الصادق (عليه السلام) أن يجعل من الصف الشيعي صفّاً متماسكاً في عمله و
    نشاطه ، وركّز على قيادة الإمام الكاظم (عليه السلام) من بعده فيما لو تعرّض لعملية قتل من
    قبل المنصور .



    تأكيد الإمام الصادق على إمامـة الإمام الكاظم سلام الله عليه من بعده :

    أمام حشد كبير من أعيان الشيعة بأن اسماعيل قد توفّي ودفناستغلال بعضهم لقضية إسماعيل
    وزعمهم بأن الإمامة تقع في إسماعيل وأنّه حيّ وقد خرج في البصرة وشاهده بعض الناس .

    وهنا يقوم الإمام الصادق(عليه السلام) بجملة من الخطوات لمعالجة هذه المشكلة التي سوف
    تُفتّت الصفّ الشيعي من بعده.

    1 ـ قال زرارة بن أعين: دعا الإمام الصادق (عليه السلام) داود بن كثير الرقي وحمران بن
    أعين ، وأبا بصير ، ودخل عليه المفضّل بن عمر وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا
    فقال: « يا داود اكشف عن وجه اسماعيل »، فكشف عن وجهه ، فقال : «تأمّله يا داود ،
    فانظره أحيّ هو أم ميّت ؟» فقال: بل هو ميّت . فجعل يعرّضه على رجل رجل حتى أتى على
    أخرهم فقال : «اللّهم اشهد» . ثم أمر بغسله وتجهيزه .

    ثم قال : «يا مفضّل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه»، فقال: «أحيّ هو أم ميت؟»
    انظروه أجمعكم» فقال : بل هو يا سيدنا ميّت .

    فقال : «شهدتم بذلك وتحققتموه»؟ قالوا : نعم، وقد تعجبوا من فعله .

    فقال : «اللّهم أشهد عليهم». ثم حمل إلى قبره ، فلمّا وضع في لحده ، قال :

    «يا مفضل ، اكشف عن وجهه» فكشف ، فقال للجماعة: «انظروا أحيّ هو أم ميتّ ؟»
    فقالوا : بل ميّت، يا وليّ الله .

    فقال: «اللّهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون (يريدون أن يطفئوا نور الله) » ـ ثم أومى إلى
    موسى (عليه السلام) وقالوالله مُتم نوره ولو كره الكافرون) .

    ثم حثّوا عليه التراب ، ثم اعاد علينا القول فقال: «الميّت المكفّن المدفون في هذا اللحد من
    هو ؟» قلنا : اسماعيل ولدك .

    فقال: «اللّهم أشهد». ثم أخذ بيد موسى فقال : «هو حق ، والحق معه ومنه ، إلى أن يرث الله
    الأرض ومن عليها .


    نماذج من فقه الإمام الصادق(عليه السلام) :

    1- قال الصادق(عليه السلام): «خلق الله الماء طهوراً لا ينجّسه شيء إلاّ ما غيّر لونه أو طعمه
    أو ريحه» .

    2- قال أبو عبدالله(عليه السلام): «إن سمعت الأذان وأنت على الخلا، فقل مثل ما يقول المؤذّن
    ولا تَدَع ذكر الله في تلك الحال، لأنّ ذكر الله حسن على كلّ حال».

    3- وقال(عليه السلام): «لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة».

    4- وقيل للصادق(عليه السلام): «ليلة القدر كانت أو تكون في كلّ عام؟ فقال: «لو رفعت
    ليلة القدر، لرفع القرآن».


    من مواعظ الإمام الصادق(عليه السلام) :


    1 ـ قال(عليه السلام): «ليس منّا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وفيهم
    من هو أورع منه».

    قال الصادق(عليه السلام) لرجل: «أوصيك إذا أنت هممت بامر فتدبّر عاقبته، فإن يك رشداً
    فأمضه وإن يك غيّاً فانته عنه ».

    3-وقال(عليه السلام): «لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه»، قيل: كيف يذل نفسه؟ قال: «يتعرّض
    لما لا يطيق .



    استشــهاده سلام الله عليه :


    في النصف من رجب، والأوّل هو المشهور، واتّفق المؤرّخون من الفريقين على أن وفاته كانت
    عام 148 .

    كما اتّفق مؤلفو الشيعة على أن المنصور اغتاله بالسمّ على يد عامله بالمدينة، وقيل أن السّم كان
    في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح .

    وذكر بعض أهل السنّة أيضاً موته بالسمّ، كما في «إِسعاف الراغبين» و«نور الأبصار» و
    «تذكرة الخواص» و«الصواعق المحرقة» وغيرها .
    ولمّا كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كلّ مَن بينه وبينهم قرابة، وبعد أن
    اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطباً لهم : إِن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة ..

    وهذا يدلّنا على عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة، فلم تشغل إِمامنا عليه السلام ساعة الموت
    عن هذه الوصيّة، وما ذاك إِلا لأنه الإمام الذي يهمّه أمر الاُمة وإِرشادها الى الصلاح حتّى آخر
    نفس من حياته، وكانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت اليه.

    وكانت زوجته اُمّ حميدة تعجب من تلك الحال وأن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه
    الوصيّة، فكانت تبكي اذا تذكّرت حالته تلك .

    وأمر أيضاً وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة، وللحسن الأفطس بسبعين ديناراً،
    فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال : تريدين ألا أكون
    من الذين قال اللّه عزّ وجل فيهم : « والذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل ويخشون ربّهم و
    يخافون سوء الحساب» نعم يا سالمة إِن اللّه خلق الجنّة فطيّب ريحها، وإِن ريحها ليوجد من
    مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم .

    وهذا أيضاً يرشدنا الى أهميّة صِلة الأرحام بعد الصلاة وقد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.

    وما اكتفى عليه السلام بصِلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل مَن همّ بقتله، تلك الأخلاق
    النبويّة العالية.



    الموت والفناء في نظر الصادق (عليه السلام) :

    يعتقد سواد الناس، ولو من الناحية السطحية، أن الموت حقيقة تدل على أن الحياة عبث، و
    لا طائل من وراءها، وانه دليل على بطلان كل شيء، كما أن هناك من يعتقد أن الموت
    عقوبة ظالمة للعباد.

    ولكن الواقع أن الموت يؤدي وظيفة هامة بالنسبة للإنسان والحيوان والكائنات الحية، ولولاه
    لأنقرض نسل الإنسان ولضاقت الأرض بسكانها، ولاعتدى القوي على الضعيف.

    إلى هذا المح الإمام الصادق (عليه السلام) في الدروس التي كان يلقيها على بعض طلابه.

    حديث الإمام الصادق سلام الله عليه الى المفضل عن الموت :
    قال المفضل: فلما كان اليوم الرابع ، بكرت إلى مولاي، فستؤذن لي، فأمرني بالجلوس،
    فجلست، فقال عليه السلام: من التحميد والتسبيح والتعظيم والتقديس، للاسم الأقدم والنور
    الأعظم العلي العلام ذي الجلال والإكرام، ومنشئ الأنام، ومفني العوالم والدهور، وصاحب
    السر المستور، والغيب المحظور، والاسم المخزون والعلم المكنون.

    وصلواته وبركاته على مبلغ وحيه، مؤدي رسالته، الذي بعثه بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله
    بإذنه وسراجاً منيراً، ليهلك من هلك عن بينه، ويحيى من حي عن بينة، فعليه وعلى آله من
    بارئه الصلوات الطيبات، والتحيات الذاكيات الناميات، وعليه وعليهم السلام.


    الموت والفناء وانتقاد الجهال وجواب ذلك:

    (( وقد شرحت وقد شرحت لك يا مفضل من الأدلة على الخلق، والشواهد على صواب التدبير
    والعمد في الإنسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك، ما فيه عبرة لمن اعتبر. وأنا أشرح
    لك الآن الآفات الحادثة في بعض الأزمان التي اتخذها أناس من الجهال ذريعة إلى جحود الخلق
    والخالق، والعمد والتدبير، وما أنكرت المعطلة والمنافية من المكاره والمصائب، وما أنكروه
    من الموت والفناء.

    ومما ينتقده الجاحدون للعمد والتقدير للموت والفناء، فإنهم يذهبون إلى انه ينبغي ان يكون الناس
    مخلدين في هذه الدنيا، مبرئين من هذه الآفات، فينبغي أن يساق هذا الأمر إلى غايته، فينظر
    ما محصوله.

    أفرأيت، لو كان كل من دخل العالم ويدخله يبقون، لا يموت أحد منه من ألم تكن الأرض تضيق
    بهم، حتى تعوزهم المساكن والمزارع والمعائش، فإنهم والموت يفنيهم أولاً فأولاً، يتنافسون
    في المساكن والمزارع، حتى تنشب بينهم في ذلك الحروب وتسفك فيهم الدماء، فكيف كانت
    تكون حالهم لو كانوا يولدون ولا يموتون، وكان يغلب عليهم الحرص والشره وقساوة القلوب،
    فلو وثقوا بأنهم يموتون لما قنع الواحد منهم بشيء يناله، ولا أفرج لأحد عن شيء من أمور
    الدنيا، كما قد يمل الحياة من طال عمره، حتى يتمنى الموت والراحة من الدنيا...

    فإن قالوا: إنه ينبغي أنه يرفع عنهم المكاره والأوصاب حتى لا يتمنوا الموت ولا يشتاقوا إليه،
    فقد وصفنا ما كان يخرجهم إليه من العتو والأشر، الحامل لهم على ما فيه فساد الدنيا والدين.

    وإن قالوا: إنه كان ينبغي ان لا يتوالدوا لكيلا تضيق عنهم المساكن والمعائش.

    قيل لهم: إذا كان يحرم أكثر هذا الخلق دخول العالم والاستمتاع بنعم الله تعالى ومواهبه في الدارين
    جميعاً، إذن لم يدخل العالم إلا قرن واحد، لا يتوالدون ولا يتناسلون...

    فإن قالوا: إنه كان ينبغي أن يخلق في ذلك القرن الواحد من الناس مثل ما خلق ويخلق إلى
    انقضاء العالم.

    يقال لهم: رجع الأمر إلى ما ذكرنا من ضيق المساكن والمعائش عنهم، ثم لو كانوا لا يتوالدون
    ولا يتناسلون، لذهب بالقرابات وذوي الأرحام والانتصار بهم عند الشدائد، وموضع تربية الأولاد والسرور بهم، نفي هذا دليل على أن كل ما تذهب إليه الأوهام ـ وما جرى به التدبير ـ خطأ وسفه
    من الرأي والقول.

    ولعل طاعناً يطعن على التدبير من جهة أخرى فيقول: كيف يكون ها هنا تدبير، ونحن نرى الناس
    في هذه الدنيا أن القوي يظلم ويغضب، والضعيف يظلم ويسام الخسف، والصالح فقير مبتلى، و
    الفاسق معافى موسع عليه، ومن ركب فاحشة أو انتهك محرماً لم يعالج بالعقوبة.

    فلو كان في العالم تدبير، لجرت الأمور على القياس القائم، فكان الصالح هو المرزوق، والطالح هو المحروم، وكان القوي يمنع من ظلم الضعيف، والمنتهك للمحارم يعالج بالعقوبة.

    فيقال في جواب ذلك: إن هذا لو كان هكذا لذهب موضع الإحسان الذي فضل الله به الإنسان على
    غيره من الخلق، وحمل النفس لى البر والعمل الصالح احتساباً للثواب وثقة بما وعد الله عنه، و
    لصار الناس بمنزلة الدواب التي تساس بالعصا والعلف ويلمح لها بكل واحدٍ منهما ساعة فساعة
    فتستقيم على ذلك ولم يكن أحد يعمل على يقين بثواب أو عقاب، حتى كان هذا يخرجهم عن حد
    الإنسية إلى حد البهائم، ثم لا يعرف ما غاب، ولا يعمل غلا على الحاضر من نعيم الدنيا، وكان
    يحدث من هذا أيضاً أن يكون الصالح إنما يعمل للرزق والسعة في هذه الدنيا ويكون الممتنع من
    الظلم والفواحش إنما يكف عن ذلك لترقب عقوبة تنزل به من ساعته، حتى تكون أفعال الناس كلها
    تجري على الحاضر، لا يشوبه شيء من اليقين بما عند الله، ولا يستحقون ثواب الآخرة والنعيم
    الدائم فيها، مع إن هذه الأمور التي ذكرها الطاعن من الغنى والفقر والعافية والبلاء ليست بجارية
    على خلاف قياسه، بل قد تجري على ذلك أحياناَ.

    فقد ترى كثير من الصالحين يرزقون المال لضروب من التدبير، ولكيلا يسبق إلى قلوب الناس
    أن الكفار هم المرزقون، والأبرار هم المحرومون، فيؤثرون الفسق على الصلاح، وترى كثيراً
    من الفساق يعالجون بالعقوبة إذا تفاقم طغيانهم وعظم ضررهم على الناس وعلى أنفسهم، كما
    عولج فرعون بالغرق وبختنصر (نبوخذنصر) بالتيه وبلبيس بالقتل.

    وإن أمهل بعض الأشرار بالعقوبة وأخر بعض الأخيار بالثواب إلى الدار الآخرة لأسباب تخفى
    على العباد، لم يكن هذا مما يبطل التدبير، فإن مثل هذا يكون من ملوك الأرض ولا يبطل
    تدبيرهم، بل يكون تأخيرهم ما أخروه وتعجيلهم ما عجلوه داخلاً في صواب الرأي والتدبير،
    وإذا كانت الشواهد تشهد وقياسهم يوجب أن للأشياء خالقاً حكيماً قادراً، فما يمنعه أن يدبر خلقه،
    فإنه لا يصلح في قياسهم أن يكون الصانع يهمل صنعته إلا بإحدى ثلاث خلال، إما عجز وإما
    جهل وإما شرارة، وكل هذا محال في صنعته عز وجل وتعالى ذكره. وذكر أن العاجز لا يستطيع
    أن يأتي بهذه الخلائق الجليلة العجيبة، والجاهل لا يهتدي لما فيها من الصواب والحكمة، والشرير
    لا يتطاول لخلقها وإنشائها. وإذا كان هذا هكذا، وجب أن يكون الخالق لهذه الخلائق يدبرها لا
    محالة، وإن كان لا يدرك كنه ذلك التدبير ومخارجه، فإن كثيراً من تدبير الملوك لا تفهمه العامة
    ولا تعرف أسبابه، لأنها لا تعرف دخيلة الملوك وأسرارهم، فإذا عرف سببه وجد قائماً على
    الصواب والشاهد المحنة )) .



    تلك كانت نظرية الصادق (عليه السلام) بشأن الموت وحكمته، وكانت له نظريات أخرى في
    الحركة والوجود أوردناها في ما سبق، وكلها تشهد له بنفاذ النظرة، وصفاء المذهب، وسلامة
    المنطق، وجلاء البصر والبصيرة، والقدرة على استكناه حقائق الأشياء، والاستعداد التلقائي
    لاستيعاب فلسفة الحياة والكون واستنباط ما استتر من خفاياها وما غفلت عنه كبار العقول المفكرة.

    حقاً، لقد كان الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) واحد عصره، وقمة القمم في علوم الدين والدنيا
    في عصور كثرة ممتدة.


    فسلام الله عليك يا إمـامي مابقيت وبقي الليل والنهار ..




  • #2
    السلام على صادق علوم الدين
    نفسي فداكم
    بوركت اخي العزيز على هذا الموضوع



    خالد ميسان

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم
      السلام عليك أيّها الامام المظلوم يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

      أثابكَ الله من فضله و جزيتَ خيرا يا أخي الطيب أحمد العراقي النجفي...
      سهّل الله تعالى لكَ ولجميع المؤمنين و المؤمنات زيارة سيدي و مولاي
      الامام الصادق عليه السلام وبقية ساداتي وأئمتي.. ائمة الهدى عليهم افضل
      الصلاة او السلام في البقيع يارب ..انه سميع مجيب

      من وصاياه ( عليه السلام ) :

      قال ( عليه السلام ) : ( إيّاكم والخصومة في الدين ، فإنّها تشغل القلب عن ذكر الله عز وجل ، وتورث النفاق ، وتكسب الضغائن ، وتستجيز الكذب ) .

      تعليق


      • #4
        نما لا شك فيه إن الإمام جعفر بن محمد الصادق علي السلام هو إمامٌ من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً الذين أخصهم الله بالدرجات العليا من بين المسلمين فجعل لهم حقوقاً وامتيازات فكانوا بحق خلفائه في أرضه وأمنائه على بلاده وقد أوتي الإمام كآبائه الطاهيرين العلم الغزير فهم أهل البيت الذين زُقُّوا العلم زقاً فضلاً عن أخلاقهم الفذة وعطاهم الجزيل حتى أبهروا الناس وبلبلوا العقول فأعترفوا الجميع بفضلهم ودان الأعداء بمنزلتهم وخضع العلماء لعلمهم فذكروا في مدح إمامنا الصادق وفي إطرائه الشيء الكثير وفي ما يلي بعض كلمات الأعلام في حق الإمام الهمام جعفر بن محمد الصادق عليه وعلى آبائه أفضل الصلوات التامات:ـ





        محمد بن زياد الأسدي:


        سمعت مالك بن أنس يقول: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً وإما قائماً وإما ذاكراً، وكان من عظماء العُبّاد وأكابر الزُهّاد الذين يخشَون الله عز وجل وكان كثير الحديث طيِّب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، اخضر مرة وأصفر أخرى، حتى ينكره من لا يعرفه (الخصال ج1 ص77)، وقال ما رأت عين ولا سمعت اذن ولا خطر على قلب بشر افضل من جعفر بن محمد الصادق فضلاً وعلماً وعبادة وورعاً) (المناقب ج4ص248).




        أبو حنيفة النعمان:


        (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد) (تذكرة الحفاظ ج1ص166).



        رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب:



        ذكر أبو القاسم البغار في مسند ابي حنيفة، قال الحسن بن زياد: سمعت ابا حنيفة وقد سئل: من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيء له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر الخليفة فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن (نقول كذا، فربما تابعناكم وربما تابعناهم وربما خالفناكم جميعاً، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلَّ منها بشيْ، ثم قال أبو حنيفة: أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس) (المناقب ج4ص255)، وقال: (لولا السنتان لهلك النعمان) (والسنتان هما اللتان قضاهما النعمان في مصاحبة الإمام الصادق عليه السلام وأخذ من نمير علمه.



        اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

        تعليق


        • #5
          القلب يحن و العين لا ترى
          وهذه بحد ذاتها معجزة ما بعدها معجزة

          رحم الله من أحيا أمرهم

          وكان من وصيته - صلوات الله عليه - :


          "أقرى‏ء من يطيعني منكم السلام ـ وهذه وصيته لكلِّ مَن يطيعه ـ أوصيكم بتقوى الله ـ فمن لم يكن تقيّاً فهو ليس شيعيّاً ـ والورع في دينكم ـ فمن لم يكن ورِعاً عن الحرام في دينه، فليس ممن يعيش وصايا أهل البيت ـ والاجتهاد لله ـ اجتهدوا لله بأن تكونوا له سبحانه بكلِّ ما تملكون من طاقة وقوّة، ومعنى الاجتهاد لله أن يكون جهدكم كلّه في ما تحملون من علم وقوّة وإمكانات هي لله، تبذلونها له لا لغيره، وإذا بذلتموها لغيره، فأن تطلبوا وجهه الكريم ـ وصدق الحديث ـ فالكذّابون لا مكان لهم في دائرة أهل البيت(عليه السلام)، لأنَّ أهل البيت هم الصادقون، ولأنَّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) سيد أهل البيت وسيد العالم ـ وأداء الأمانة ـ الخائنون لأماناتهم والذين لا يحفظون هذه الأمانات، هؤلاء لا ينتسبون إلى أهل البيت في شي‏ء ـ وطول السجود ـ أن تكون خاشعاً لله، خاضعاً له، منسحقاً أمام عظمته، لا كلمة لك أمام كلمته، ولا رأي لك أمام ما يريده.. عندما تقف في كلِّ الساحات وتعرف أنَّ رضى الله في هذا الأمر وغضبه في الأمر الآخر، طأطى‏ء رأسك لإرادة ربِّك في ما يأمر وينهى، وعندما يريد الناس منك تلبية أمرٍ لا يريده الله، ارفع رأسك وقل: أنا حرٌّ في أن لا أفعل ما تريدون، لكنني أمام الله أنا العبد الفقير الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً إلا بالله {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضَى اللهُ ورسولُه أمراً أن يكونَ لهُمُ الخِيَرة من أمرهم} [الأحزاب: 36]، فمعنى السجود لله تعالى يرمز إلى معنى العبودية لله، وأقرب ما يكون العبد إلى ربِّه وهو ساجد، لأنَّه في هذا السجود يخاطب ربَّه: يا ربّ سجد لك جسمي وعقلي ومشاعري، فأنا لا شي‏ء أمامك، بك أصير شيئاً وأصير إنساناً، بك أصير حرّاً وقويّاً.. ـ وحسن الجوار ـ كونوا الجيران الطيّبين لكلِّ مَن جاوركم، تحمّلوا الأذى ولا تؤذوهم وأحسنوا إليهم.. ثم يقول(عليه السلام) ـ أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً كان أو فاجراً، فإنَّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ـ فالإبرة والخيط، مهما كانت قيمتهما الماديّة قليلة، فإنَّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) يأمر بأدائها إلى أصحابها ـ وَصِلُوا عشائرهم ـ ممن تختلفون معهم في المذهب ـ واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصَدقَ الحديث وأدّى الأمانة وحَسُنَ خُلقه مع الناس قيل: هذا جعفري، ويسرّني ذلك، وقيل هذا أدب جعفر ـ أو هكذا أدّب جعفر شيعته ـ وإذا كان غير ذلك دخل عليَّ بلاؤُه وعارُه".

          تعليق


          • #6
            ظروف عصره
            في تاريخ الامة الاسلامية عبر القرون الستة الاولى نلاحظ ثلاثة عناصر اساسية هي:
            قدرة الإسلام على التجديد والابداع والعطاء في كافة المجالات.
            انحراف الحكام وحدوث هوة سحيقة بين المبادئ الإسلامية وبين السلطة الحاكمة.
            حيوية الامة الإسلامية وقدرتها على التحرك ضد الحكام المنحرفين عن الإسلام.
            ولقد عايش الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هذه الحقائق الثلاث كأشد ما يمكن ان تكون ظهورا وتجسيدا, ولمدة اربعين سنة وشاهد الظلم والارهاب للحكام الامويين ضد أبناء الامة بصورة عامة والعلويين بصورة خاصة.
            فقد ولد الامام الصادق عليه السلام في عهد عبد الملك بن مروان بن الحكم ثم عايش الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك, وعمر بن عبد العزيز والوليد بن يزيد ويزيد بن الوليد وابراهيم بن الوليد ومروان الحمار حتى سقوط الحكم الاموي(سنة 132هـ) ثم آلت الخلافة الى بني العباس فعاصر من خلفائهم ابا العباس السفاح وشطرا من خلافة ابي جعفر المنصور تقدر بعشر سنوات تقريباً, إلاّ ان الامام عليه السلام لم يكن يملك القدرة على التحرك خلال هذه الفترة لاسباب عديدة اهمها:
            انه كان محط انظار المسلمين لذا فقد كان تحت الرقابة الاموية والعباسية, ممّا هدد حركته وحال بينه وبين الاعداد لعمل سياسي ضد الحكام المتعاقبين في عصره.
            التجربة التاريخية المرة لقيادة آل البيت عليه السلام مع جمهور الامة, وتيارات الثورات ضد الحكام الامويين بقيادة الامام علي عليه السلام, وولده الامام الحسن ومن بعدهما ثورة الإمام الحسين عليه السلام السبط عليه السلام وزيد بن علي بن الإمام الحسين عليه السلام. نظرا لتخلف الناس عن الرقي الى المقام السامي, والاسلوب الرفيع الذي كان يمارسه أهل البيت عليهم السلام.
            ولهذه الاسباب ولغيرها, كان الامام الصادق عليه السلام منصرفا عن الصراع السياسي المكشوف الى بناء المقاومة بناءً علميا وفكريا وسلوكيا يحمل روح الثورة, ويتضمن بذورها لتنمو بعيدة عن الانظار وتولد قوية راسخة. وبهذه الطريقة راح يربّي العلماء والدعاة وجماهير الامة على مقاطعة الحكام الظلمة, ومقاومتهم عن طريق نشر الوعي العقائدي والسياسي والتفقه في احكام الشريعة ومفاهيمها, ويثبت لهم المعالم والاسس الشرعية الواضحة. كقوله عليه السلاممن عذر ظالما بظلمه سلّط الله عليه من يظلمه, فان دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته), (العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم).

            (وفاته)
            ان المكانة التي كانت للصادق عليه السلام، علما وإمامة، جعلته ـ كآبائه وأهل بيته عامة ـ عرضة للحسد والعداوات بل وللخوف من قبل الخلفاء والحكام بصورة عامة؛ وقد تحمل الإمام الصادق عليه السلام بخاصة من بعض معاصريه ومن مدعي الإمامة ومدعي العلم والفضل في زمانه، أذايا وبلايا كثيرة، ولاسيما من بعض أرحامه وأقاربه وفيهم اخوة وأبناء عم وأنسباء.
            ولكن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور الدوانيقي، كان اشدهم في تطلب فرصة للبطش بالإمام والبحث عن ذريعة لقتله، حتى أنه أشخصه أربع مرات من مدينة جده عليه السلام، إلى الكوفة ليقتله، فكانت تظهر من الإمام آيات ومعجزات تمنعه عن الاقدام على جريمته، إلى أن بعث إلى الإمام عليه السلام بسم أجبروه جبرا على شربه، فاستشهد سلام الله عليه مظلوما بسم المنصور، وكان ذلك في المدينة في شهر شوال، على المشهور( وقيل ايضا الاثنين منتصف رجب) من سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة، وله من العمر خمس وستون سنة، ودفن بجانب ابيه الباقر عليه السلام، وجده السجاد، عم جده الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في بقيع الغرقد في المدينة المنورة، فيا له من قبر ما أعظمه، ويا لها من تربة ما أكرمها عند الله عز وجل، وقد حوت اربعا من الحجج المعصومين والخلفاء الراشدين، سلام الله عليهم أجمعين.

            تعليق


            • #7
              دعاؤه عليه السلام الجامع لمهامّ الامور



              اللهم إني أسألك برحمتك التي لا تنال منك إلا برضاك، الخروج من جميع معاصيك، والدخول في كل ما يرضيك، والنجاة من كل ورطة، والمخرج من كل كبيرة، أتي بها مني عمداً، وزلّ بها مني خطأ، وخطرت بها عليّ خطرات الشيطان.
              أسألك خوفا توقفني به على حدودك ورضاك، واشعب به عني كل شهوة خطر بها هواي، واستزل بها رأيي، ليجاوز حدود جلالك، أسألك اللهم الاخذ بأحسن ما تعلم، وترك سيّء كل ما تعلم، من خطأي حيث لا أعلم، أو من حيث أعلم.
              أسألك السعة في الرزق، والزهد في الكفاف، والمخرج بالبيان من كل شبهة، والصواب في كل حجة، والصدق في جميع مواطن السخط والرضا، وترك قليل البغي وكثيره، في القول مني والفعل، وتمام نعمتك في جميع الأشياء، والشكر لك عليها، لكي ترضيني وبعد الرضا.
              وأسألك الخيرة في كل ما يكون فيه الخيرة، بميسور الأمور كلها، لا بمعسورها، يا كريم، يا كريم، وافتح لي باب الأمر الذي فيه العافية والفرج، وافتح لي بابه، ويسر لي مخرجه.
              ومن قدرت له علي مقدرة من خلقك، فخذ مني بسمعه وبصره ولسانه ويده، وخذه عن يمينه وعن يساره، ومن خلفه ومن قدامه، وامنعه أن يصل لي بسوء، عزّ جارك، وجل ثناء وجهك، ولا إله غيرك، أنت ربي وأنا عبدك.
              اللهم أنت رجائي في كل كربة، وأنت ثقتي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويشمت فيه العدو، وتعييني فيه الأمور، أنزلته بك، وشكوته إليك راغباً فيه إليك، عمّن سواك، قد فرجته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيراً ولك المن فاضلاً يا ارحم الرحمين.

              تعليق


              • #8
                مكانته العلمية

                تميز عصر الامام الصادق عليه السلام بأنه عصر النمو والتفاعل العلمي والحضاري بين الثقافة والتفكير الاسلامي من جهة, وبين ثقافات الشعوب ومعارف الامم وعقائدها من جهة اخرى. ففي عصره نمت الترجمة, ونقلت كثير من العلوم والمعارف والفلسفات من لغات أجنبية الى اللغة العربية, وبدأ المسلمون يستقبلون هذه العلوم والمعارف وينقحّونها أو يضيفون إليها, ويعمقون اصولها, ويوسعون دائرتها. فنشأت في المجتمع الاسلامي حركة علمية و فكرية نشطة. وسط هذه الاجواء والتيارات والمذاهب والنشاط العلمي والثقافي, عاش الامام الصادق عليه السلام ومارس مهماته ومسؤولياته العلمية والعقائدية كامام واستاذ, وعالم فذّ لا يدانيه احد من العلماء, ولا ينافسه استاذ أو صاحب معرفة, فقد كان قمة شامخة ومجدا فريدا فجّر ينابيع المعرفة, وافاض العلوم والمعارف على علماء عصره واساتذة زمانه فكانت اساسا وقاعدة علمية وعقائدية متينة ثبت عليها البناء الاسلامي, و اتسعت من حولها آفاقه ومداراته. وقد اشتهر الامام الصادق عليه السلام بغزارة العلوم ولا سيما في الطب والكيمياء وخلف آثارا عجيبة من ذلك(طب الصادق) و(اماليه). هذا بالاضافة الى علم الكلام والفقه والحديث و قد روي جابر بن حيان الكيمياوي العربي الشهير الشيء الكثير من الآراء الكيمياوية في مؤلفاته عن الامام جعفر الصادق عليه السلام. وفي (حليه الاولياء) لابي نعيم بعد ما جاء باسماء اعلام الاسلام روايتهم عنه قال, واخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه, وكان مالك بن انس اذا حدث عنه قال "حدثني الثقة بعينه" و"ما رأت عين, و لا سمعت أذن, ولا خطر على قلب بشر, أفضل من جعفر الصادق, فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً".

                مدرسته

                أن الامام الصادق عليه السلام هو استاذ العلماء وامام الفقهاء وهو امام عصره كما هو امام العصور واستاذ الاجيال. و قد انصرف هو وابوه الباقر عليه السلام لانشاء مدرسة أهل البيت العلمية في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله في المدينة المنورة, ثم استمر في تنمية هذه الجامعة العلمية ومواصلة حماية الشريعة, والدفاع عن عقيدة التوحيد بعد ابيه الباقر عليه السلام, وقد تخرج على يده جيل من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والفلاسفة وعلماء الطبيعة...الخ ذكرتهم كتب الرجال وملأت آثارهم آفاق العلم والمعرفة فبهدي الامام الصادق عليه السلام وهدي آبائه الكرام وابنائه من بعده من أهل بيت النبوة اهتدى المسلمون وشخصوا جادة الصواب الدالة على الشريعة ونقائها. وقد نشأت في عهد الامام الصادق عليه السلام فرق ومذاهب فقهية واعتقادية كثيرة, كان موقف الامام الصادق عليه السلام منها هو التسديد والحوار العلمي والنقد الشرعي النزيه. والذي يتابع منهج الامام, ومهمته العملية يكتشف ان الامام كان يستهدف بعمله ومدرسته الاهداف الاتية:
                اولاً: حماية العقيدة من التيارات العقائدية والفلسفية والالحادية والمقولات التي لا تنسجم وعقيدة التوحيد التي نشأت كتيار كونته الفرق الكلامية والمدارس الفلسفية الشاذة, لذا انصبت جهود الامام عليه السلام على الحفاظ على اصالة عقيدة التوحيد ونقاء مفهومها, وايضاح جزئياتها وتفسير مضامينها وتصحيح الافكار والمعتقدات في ضوئها ولذا فقد درب تلامذته امثال هشام بن الحكم على الكلام والجدل والمناظرة والفلسفة ليقوموا بالدفاع عن عقيدة التوحيد وحمايتها من المعتقدات الضالة, كما الجبر والتفويض والتجسيم والغلو وامثالها من الاراء والمعتقدات الشاذة عن عقيدة التوحيد.
                ثانياً: نشر الإسلام اما الهدف الثاني لمدرسة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وجهوده فهو نشر الإسلام وتوسيع دائرة الفقه والتشريع, وتثبيت معالمها وحفظ اصالتها, إذ لم يُرو عن احدٍ من الحديث ولم يُؤخذ عن امام من الفقه والاحكام ما أًخذا عنه, اساسا وقاعدة لاستنباط الاحكام لدى العلماء والفقهاء والسائرين على نهجه والملتزمين بمدرسته والمنتسبين الى مذهبه الذي سُمي باسمه (المذهب الجعفري).

                تعليق


                • #9
                  قال الصادق (ع) :



                  من قال : ما شاء الله ألف مرة في دفعة واحدة رُزق الحج من عامه ، فإن لم يُرزق أخّره الله حتى يرزقه.

                  ص190 المصدر: المحاسن ص42





                  قال الصادق (ع)



                  : من قال ألف مرة : " لا حول ولا قوة إلا بالله



                  " رزقه الله تعالى الحج ، فإن كان قد قرب أجله ، أخذالله في أجله حتى رزقه الحج.



                  ص191 المصدر: جامع الأخبار ص62



                  ما شاء الله ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

                  تعليق


                  • #10
                    إحترام حرية الرأي عند مدرسة الامام الصادق.
                    ( تميزت مدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) على المذاهب الأخرى في عصره بحرية الرأي والبحث فكان ذلك من أهم أسباب انتشار المعارف الجعفرية وذيوعها.

                    وأن المذهب الكاثوليكي بقي طوال ألف سنة في حالة من الركود والافتقار إلى النشاط الفكري ، وأن المذهب الأرثوذكسي لا يختلف اليوم عما كان عليه في القرن الثاني الميلادي في أنطاكية.

                    ولكن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أرسى للثقافة والمعارف الشيعية أساساً هيأ لها أسباب الذيوع والانتشار قبل نهاية القرن الثاني الهجري، بل لقد أصبحت هذه الثقافة نموذجاً لحرية الرأي والبحث، فاقتدت الفرق الإسلامية الأخرى بالشيعة في المباحث الكلامية والعلمية.

                    عظم الله اجوركم واجورنا


                    تعليق


                    • #11
                      النهي عن المغالاة وتأليه العباد
                      اتخذ الإمام الصادق (ع) خطوات هامة ليحول دون انحراف الشيعة وسقوطها، وتمثلت الخطوة الأولى في منع تلامذته وأتباعه من المغالاة في حق الأئمة. وفكرة التأليه أو المغالاة في حق الإمام تسربت إلى الشيعة من وقت سابق على عهد الصادق (ع)، وكان البعض يرى بأن في الرسول (ص) و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد الباقر (عليهم السلام) وأئمة الشيعة عنصراً ملكوتياً يميزهم عن سائر البشر تمييزاً جوهرياً، وبعبارة أخرى، كانوا يرون في الأئمة عنصرين أو وجودين، الوجود البشري والوجود الإلهي، وقالوا بأن النبي والأئمة تختلف عن سائر البشر. وكان جعفر الصادق (ع) يدحض هذه الفكرة ويعارضها منذ ما بدأ بالإفادة والتدريس، وكفر القائلين بها مؤكداً (إن جدي وآبائي خلقوا كغيرهم من الناس، وأن القرآن يقول عن رسوله (قل إنما أنا بشر مثلكم). وكان الصادق (ع) يرى بأن هذه العقيدة خطيرة، وأنها تعارض فكرة التوحيد في الإسلام، وأنها ستقضي في آخر الأمر إلى انقسام الشيعة على نفسها وضعفها وزوالها.

                      ولعله كان يعرف ما أصاب المسيحية من شقاق وفتن بسبب فكرة تأليه المسيح، وأنها انقسمت على نفسها وأصبحت عشرين مذهباً أو كنيسة، وكانت الأرثوذكسية أول مذهب مسيحي أسس لنفسه كنيسة في أنطاكية، وانقسمت الأرثوذكسية فيما بعد على نفسها إلى مذاهب وكنائس أخرى، فتأسست كنيسة في أورشليم (القدس) وأخرى في الإسكندرية، وتزعمت كل منهما مذاهب وكنائس أخرى. كانت أنطاكية في القرن الثاني الميلادي عاصمة المسيحية تتبعها إحدى عشرة مملكة من مصر إلى إيران، وكان مائة وخمسون أسقفاً ينتمون إلى أنطاكية يبشرون بالمسيحية في المنطقة، وكانت ظاهرة الخلاف قد دبت بين الأساقفة بسبب اختلاف القول والرأي في مدى مرتبة الألوهية عند السيد المسيح (ع).
                      كان الصادق (ع) علامة عصره وخبير دهره، وكان على إلمام تام بالإضافة إلى العلوم التي تدوولت في مدرسته، بتاريخ المسيحية ومبادئها ومواطن الخلاف بين أتباعها، واليوم، وفي عصرنا هذا، لا يسع أحداً بمفرده الوقوف على تاريخ جميع المذاهب المسيحية، فهي كعلم الطب الذي توسع وتشعب حتى لم يعد في وسع طبيب واحد أن يلم في عصره بجميع شعب الطب ويتخصص فيها.

                      ولكن يبدو في عصر الصادق (ع) أن الاضطلاع بمعرفة تاريخ المسيحية كان أيسر، لأنها لم تكن قد تفرقت وتشعبت بصورتها الحالية، وليس ثمة ريب في أن الصادق (ع) كان من القلائل، إن لم يكن وحيد عصره، الذي ألم إلماماً تاماً بالمسيحية، تاريخها ومذاهبها، ومن هنا اجتهد في منع الشيعة من التورط فيما تورطت فيه المسيحية من حيث مغالاتها في خصوص المسيح حتى لا تقع فريسة لانقسامات خطيرة تنتهي بالقضاء عليها في آخر الأمر.
                      فوقف بجد وحزم، وتصدى لمن كان يغالي في حق الإمام أو الرسول، ونفى نفياً باتاً أن يكون في الرسول (ص) أو الإمام عنصر إلهي، وكان يقول أن الرسول والأئمة من ولده بشر مثل غيرهم، وإنما الرسول (ص) يتميز عن الخلق بأن الله اختاره ليكون حاملاً للوحي ومبلغاً الرسالة، والأئمة أوصياؤه، وهم عباد لله مخلصون، ومن قال بوجود عنصر إلهي في الرسول (ص) أو الأئمة واعتقد بذلك، فكأنه قد أشرك مع الله إلهاً آخر، فهو مشرك ونجس، فإن كان كلامه هذا مون اعتقاد وإيمان بذلك، وجب نهيه وردعه حتى لا ينحرف أحد أو يقع خلاف بين المسلمين.

                      النهي عن المجابهة والخلاف والعزلة عن الناس

                      هناك أمراً آخر أيضاً دفع بالإمام الصادق (ع) إلى اتخاذ موقف واضح حازم للحيلولة دون سقوط الشيعة وزوالها، ألا وهو موضوع العزلة عن المجتمع أو حياة الرهبانية، وقد ظهر لدى المسلمين منذ القرن الثاني الهجري ميل إلى الاعتكاف عن الدنيا والزهد في ملذاتها، وظهرت فرق كثيرة عند المسلمين يدعو بعضها إلى الرهبانية، وترك الدنيا، وكانوا يختلفون حول ما الذي يتعين على العارف أو الزاهد أن يفعله، فمنهم من قال أن الصلاة هي أفضل عبادة للمعتكف، ومنهم من قال بالصوم لما فيه من حرمان النفس عما تشتهيه، ومنهم من رأى للمعتكف أو المتعبد أن يفكر في الله، ومنهم من قال (الذكر) أي أن يذكر الله.

                      ولم تهتم الفرق الصوفية التي حبذت الاعتكاف والزهد بأمور المعيشة الخاصة بأتباعها. والشيعة بدورها اندفعت في هذا الاتجاه، أي الزهد أو الاعتكاف، وكان من أهم الأسباب في هذا عداء الحكام للأئمة وأتباعهم وشيعتهم وملاحقتهم لهم. وكان موقف الصادق (ع) من هذه الظاهرة واضحاً وحازماً، إذ نهى عن العزلة وترك الحياة الاجتماعية نهياً باتاً، كما نهى كذلك عن تأليه الرسول (ص) أو الأئمة (ع) أو الشطط في تقديرهم. وكان بنو أمية ومن بعدهم العباسيون يتطيرون من حركات الشيعة وتطلعاتهم، فجنحت الدولة إلى تحبيذ انزوائهم واعتكافهم اعتقاداً منها بأن انطوائهم على ذواتهم يمنع الناس من الاتصال بهم، فيخفت صوتهم وتنسى دعوتهم. وكان الصادق (ع) يرى هذه المخاطر جميعاً، بل لقد رأى بنفسه كيف عاداه الأمويون هم والعباسيون من بعدهم الذين ساروا على نفس النهج بل أشده وكان يردد: لا رهبانية في الإسلام. وهو نفسه كان يعمل في مزرعة له بالمدينة وكان جاهداً في منع هذه التيار تفادياً لانهيار الشيعة وزوالها.

                      ومن العادات المسيحية الأخرى التي انتقلت إلى المسلمين الرهبانية والنسك، أي اعتزال الدنيا بعيداً عن الجماعة والأسرة، وذهب بعض المسلمين إلى حد الامتناع عن الزواج وعن الملذات المشروعة اقتداءً بالرهبان، قائلين إن هذا ادعى إلى التزكية وطاعة الله. وكان أول اتصال تم بين المسلمين والمسيحيين هو اتصالهم بأتباع المذهب الأرثوذكسي، لا الكاثوليكي ولا سواه. فلما اتصلوا بالمذاهب الأخرى، ولا سيما الكثلكة، وجدوا أن القساوسة من كاثوليك ولاتين يأبون الزواج، سواء عملوا في الكنيسة أو اختاروا الرهبنة والإقامة في الأديرة والصوامع، في حين أن قساوسة الأرثوذكس في أنطاكية كانوا يجيزون الزواج. وظهرت هذه العادة عند بعض الزهاد والمنشقين من المسلمين، فنهاهم الصادق (ع) عنها، وأمر أتباعه وتلامذته باتباع السنة الإسلامية في الزواج، قائلاً إن الامتناع عن الزواج ينافي سنة الله التي خلق الناس عليها، كما أنه يضر بالمسلم معنوياً وجسدياً، ثم إن العزلة والزهد في حياة الجماعة تنتهي بإقلال عدد المسلمين، في حين أن الكفار يتزايد عددهم يوماً بعد يوم بسبب تزاوجهم، فعلى المسلم أن يتزوج، وأن يستزيد من الأولاد ليكثر عدد المسلمين.
                      نهى الصادق (ع) عن العزلة والزهد، فكان مصير هذه العادة الزوال بعدما شاع أمرها بين المسلمين، وإن كانت قد عاودت الظهور في القرنين الثالث والرابع الهجريين عند بعض العرفاء والصوفية، وأسماء المرموقين منهم معروفة مشهورة. وإلى القرن التاسع عشر الميلادي لم يكن أحد يعرف الحكمة الصحية الكامنة وراء نهي الإمام الصادق (ع) عن العزلة والزهد، إذ كان الاعتقاد السائد في ذلك الوقت أن النهي مقصود لدفع الأضرار المعنوية للعزلة، أو لأنها تخالف الشريعة الإسلامية، أما الجانب الصحي لنهي الإمام فقد كان خافياً، حتى أثبت الطب الحديث في القرن التاسع عشر أن الامتناع عن الزواج يؤدي إلى خلل شديد في الجهاز العصبي للإنسان رجلاً كان أو امرأة كما يسبب مضاعفات أخرى في الغدد الداخلية وفي وظائف الجوارح والأعضاء.

                      تعليق


                      • #12
                        أعلام السنّة الذين أخذوا عن الإمام الصادق
                        أخذ عنه عدّة من أعلام السنّة وأئمتهم، وما كان أخذهم عنه كما يأخذ التلميذ عن الأستاذ، بل لم يأخذوا عنه إلاّ وهم متّفقون على إمامته وجلالته وسيادته، كما يقول الشيخ سليمان في الينابيع، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات، بل عدّوا أخذهم عنه منقبة شرّفوا بها، وفضيلة اكتسبوها كما يقول الشافعي في مطالب السؤل، ونحن أولاء نورد لك شطراً من أولئك الأعلام.

                        أبو حنيفة: وأخذُه عن الصادق عليه السلام معروف. قال الآلوسي في مختصر التحفة الإثني عشرية ص 8: "وهذا أبو حنيفة وهو هو بين أهل السنّة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: "لولا السنتان لهلك النعمان"، يريد السنتين اللتين صحب فيها -لأخذ العلم - الإمام جعفر الصادق عليه السلام".

                        مالك بن أنس: ومنهم مالك بن أنس المدني أحد المذاهب الأربعة أيضاً. وأخذه عن أبي عبد الله عليه السلام معلوم مشهور أيضاً، وممّن أشار إلى ذلك النووي في التهذيب، والشبلنجي في نور الأبصار، والسبط في التذكرة، والشافعي في المطالب، وابن حجر في الصواعق، والشيخ سليمان في الينابيع، وأبو نعيم في الحلية، وابن الصبّاغ في الفصول، إلى ما سوى هـؤلاء.

                        سفيان الثوري: ومنهم سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ورد بغداد عدّة مرّات، وروى عن الصادق عليه السلام جملة أشياء.

                        جاء أخذه عن الصادق عليه السلام في التهذيب، ونور الأبصار، والتذكرة، والمطالب، والصواعق، والينابيع، والحلية، والفصول المهمة، وغيرها، وذكره الرجاليون من الشيعة في رجاله عليه السلام.

                        سفيان بن عيينة: ومنهم سفيان بن عيينة بن أبي عمران الكوفي المكّي ولد بالكوفة عام 107 هـ- ومات بمكّة عام 198 هـ-، ودخل الكوفة وهو شاب على عهد أبي حنيفة.

                        ذكر أخذه عن الصادق عليه السلام في التهذيب، ونور الأبصار، والمطالب، والصواعق، والينابيع، والحلية، والفصول، وما سواها، وذكر ذلك الرجاليون من الشيعة أيضاً.

                        يحيى بن سعيد الأنصاري: ومنهم يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري من بني النجّار تابعي، كان قاضياً للمنصور في المدينة، ثم قاضي القضاة، مات بالهاشميّة عام 143 هـ.

                        ابن جريح: ومنهم عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح المكّي، سمع جمعاً كثيراً من العلماء، وكان من علماء العامّة.

                        القطّان: ومنهم أبو سعيد يحيى بن سعيد القطّان البصري، كان من أئمة الحديث بل عُدّ محدّث زمانه، واحتجّ به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم، توفى عام 198 هـ، وحكي عن ابن قتيبة عداده في رجال الشيعة، ولكن الشيعة لا تعرفه من رجالها.

                        محمّد بن إسحاق: ومنهم محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي والسير، ومدنيّ سكن مكّة، أثنى عليه ابن خلكان كثيراً.

                        ذكر أخذه عن الصادق عليه السلام في التهذيب، والينابيع، وغيرهما من السنّة، والشيخ في رجاله، والعلاّمة في الخلاصة، والكشي في رجاله، وغيرهم من الشيعة.

                        شعبة بن الحجّاج: ومنهم شعبة بن الحجّاج الأزدي كان من أئمة السنّة وأعلامهم، وكان يفتي بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، وقيل كان ممّن خرج من أصحاب الحديث مع إبراهيم بن عبد الله.

                        وعدّه في أصحاب الصادق عليه السلام جماعة من السنّة منهم صاحب التهذيب، والصواعق، والحلية، والينابيع، والفصول، والتذكرة وغيرها، وذكرته كتب الشيعة في رجاله أيضاً.

                        ومنهم أيوب بن أبي تميمة السجستاني البصري، وقيل السختياني، والأول أشهر، مولى عمّار بن ياسر وعدّوه في كبار الفقهاء التابعين، مات عام 131 هـ- بالطاعون بالبصرة عن 65 هـ- سنة.

                        عدّه في رجال الصادق عليه السلام في نور الأبصار، والتذكرة، والمطالب، والصواعق، والحلية، والفصول، وغيرها، وذكرته كتب رجال الشيعة في أصحابه أيضاً.

                        وهؤلاء بعض من نُسبوا إلى تلمذة الصادق عليه السلام من أعلام السنّة وفقهائهم البارزين، وقد عدّوا غير هـؤلاء فيهم أيضاً، انظر في ذلك حلية الأولياء، على أن غير أبي نعيم أشار إلى غير هـؤلاء بقوله وغيرهم، أو ما سوى ذلك ممّا يؤدّي هـذا المفاد

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                        ردود 2
                        12 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        يعمل...
                        X