تويت
حلبة الترويض
في أعمالنا الفكرية والأدبية .. علينا ان نعمل على تحرير نفس الانسان من كل قيود الحياة وأعبائها الثقيلة من خلال تنمية متعة الفهم والادراك لدى الناس ومتى أستطعنا تحقيق هذا الهدف السامي ضمنا للناس حصولهم على المتعة والفائدة من عملية قراءة كتب الأنماط الادبية والمعرفية المتنوعة ... ومثل هذا العمل يتطلب مبدعاً فناناً قادراً على التحكم بالحدث بعد حصوله .. وبعد ان ينجح في تحويله من مادة لواقع ماالى شكل أدبي يحمل في أعماقه سخونة التوتر وحالات التناقض التي يمكن أن يمور بها داخل ذاك الواقع .. هذا وان عملية قراءة الواقع واحداثه من قبل الفنان الحق بالتأكيد تختلف عن قراءة الإنسان العادي وان نظرة الفنان هي نظرة نافذة الى عمق الظواهر والأحداث والاشياء .. وهي صادرة عن استجابة قوية لمعاناة الواقع ومثل هذه النظرة برأينا المتواضع يمكن اعتبارها عاملاً مساعداً في عملية الخلق الأدبي والمعرفي . وما يبدو من نجاح نصيّ يبدعه الفنان إلا نتيجة لتحكمه في مادته اعتماداً على الموهبة ذات الحس العالي المرتكز على سلامة عافية الاداة من التصرف بحرية بالمادة بعد النجاح في ترويضها لتبدو عملاً أدبياًَ أو فكرياً يحقق المتعة والفائدة حقاً ومثل هذه النتيجة تتحقق حين يدرك الفنان الحقيقي ان فهم القواعد والأشكال والأساليب التي يتم بها ادخال مواد الواقع الى حلبة الترويض يجب ان تخضع لسلطة ريشة قلمه المبدع القادر بأمتياز على تطهير دواخلنا وأنفعالاتنا من آثار الهمجية الأولى وكل ماخلفته في أعماقنا الحقب التاريخية المظلمة من عمر البشرية ..
ان عملية إزالة العمى الساذج من أذهان البسطاء من الناس ومكافحة الفقر الثقافي - الروحي لدى البعض الآخر يعتمد بالاساس على جهود المثقفين الفاعلين , أصحاب الحراك الثقافي الملحوظ في الساحة الثقافية مما يتطلب من كل اصحاب الأدوات التعبيرية من مفكرين وأدباء وكتاب وفنانين مواصلة بذل النشاط الثقافي من أجل إيقاد شمعة الوعي في ذهن كل أنسان يمتلك مستلزمات الوعي الأولية بهدف أن تنار ساحة بصيرته ويتمكن بالضرورة من الأنتقال الى درجة متقدمة من الوعي .. وهكذا مع أستمرار النشاط الابداعي الفكري والثقافي والفني يتم مع مرور الايام القضاء على عتمة الاذهان مما يقود بالنتيجة الى حصول ذلك الانسان على المتعة والفائدة .. الفائدة التي سترتقي درجات متقدمة في سلم الوعي مع الوقت والتي ستمنح الوطن - دون ريب - أناساً فاعلين حقاً في انجاز مهامه الآنية والمرحلية حينما يتم وبنجاح الأجهاز بشكل نهائي على صور العمى الساذج واشاعة أنوار المعرفة في جميع الساحات الذهنية وحصول حالة اتمام الاندماج بين الفرد والجماعة الذي يمثل قدرة تبادل الرأي بوعي تسطرها الحروف السوداء المكتوبة على الورق بأنامل المبدعين الحقيقيين من المثقفين الفاعلين لاالطارئين