التخطيط يساعدالاسرة في الوصول الى اهدافها وتطلعاتها
التخطيط هو تنظيم للذات وللفكر بشكل منطقي، وترتيب للخطوات التي نرغب في تنفيذها من أجل الوصول إلى أهدافنا وغاياتنا وأحلامنا. وما من شك في أن لكل عائلة أهدافاً وأحلاماً وتطلعات مستقبلية تسعى للوصول إليها، فالتخطيط العائلي يساعد الأسرة على الوصول إلى تلك الأهداف وبالطرق المبرمجة والسليمة. وتأتي أهمية التخطيط العائلي من ارتباطه بأولويات العائلة وقضاياها المصيرية ومتطلباتها القادمة، ويمكن القول باختصار إن أهمية التخطيط نابعة من كونه مرتبطاً بأحلام العائلة المتنوعة، سواء أكانت هذه الأحلام أحلاماً في تربية الأبناء أم أحلاماً في السعادة العائلية أم في الثراء أم في تحقيق الطموحات الشخصية للوصول إلى منصب معين، أو موقع معين أو شهرة أو امتلاك أشياء أو أجهزة كمالية تستفيد منها العائلة وتستمتع بها، وقد تكون أساسية كشراء منزل أو مزرعة أو السفر إلى البلدان الأخرى ، فالتخطيط يمس كل هذه الأمور، وهو في غاية الأهمية بالنسبة لكل أسرة. وإذا كان وجود التخطيط يسهل مهمة العائلة في الحياة ويساعدها على الوصول إلى غاياتها وأهدافها وأحلامها، فإن غياب التخطيط يؤدي إلى عكس ذلك تماماً، ولا يتصور أحدنا أن وجود التخطيط العائلي يعني إلغاء المشاكل الأسرية نهائياً، أو أن غياب التخطيط العائلي يفتح الباب على مصراعيه للمشاكل فتتدفق إلى الأسرة. المشاكل موجودة في كلتا الحالتين، ولكن عند وجود التخطيط العائلي تأخذ المشاكل طابعاً آخر. وتنحو منحى آخر، يختلف تماماً عنه في حال غياب التخطيط، لأن التخطيط يساعد الأسرة على أن تمشي في خط تغيير متوقع، ومتنبأ به بشكل مسبق، وموضوعة له التصورات المسبقة. فعندما يحدث هذا التغيير فعلاً تكون الأسرة قد اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة ذلك التغيير وقد يحدث التغيير في نطاق الأسرة بشكل مفاجئ. وفي هذه الحالة فإن غياب التخطيط قد يربك الأسرة، ويشل قدراتها على المواجهة عندما تصبح في نطاق ظرف جديد ، بينما يخفف وجود التخطيط من تلك المفاجآت، وتجهيز بعض المال عبر مدة التخطيط قد يجعل آثر المفاجأة أقل وطأة مما لو كانت الأسرة لا تملك شيئاً مطلقاً، وقد تحدث تغيرات أسرية داخلية، هذه التغيرات تستدعي التخطيط. إن وجود التخطيط العائلي يسمح للأسرة بأن تتعامل وبتعقل مع المستجدات التي تحدث في نطاق العائلة، ويمكن تشبيه الإنسان الذي يواجه مشكلة لأول مرة بذلك الذي يحضر إلى المدينة للمرة الأولى، ولا يعرف شوارعها ولا اتجاهاتها ولا مراكزها الأساسية ،فالتخطيط يشعر الإنسان بقدر كبير من الاطمئنان والأمل في التعامل مع المشاكل من حوله، لأن التخطيط ما هو إلا عملية توقع مدروسة وبشكل علمي، للكيفية التي يستطيع الإنسان معها أن يتعامل مع مشاكله الداخلية والخارجية على نطاق الأسرة وعلى نطاق العمل.