التوسل و الإستغاثة و جهان لعملة واحدة فهما كلمتان متساويتان لغة و إصطلاحاً.
فالتوسل في اللغة: التقرب يقال توسلت الى اللّه بالعمل: أي تقربت اليه والوسيلة هي التي يتوصل بها الى تحصيل المقصود(لسان العرب والقاموس المحيط مادة"وسل").
و التوسل في الإصطلاح:يطلق على مايتقرب به الى اللّه تعالى من فعل الطاعات وترك المنهيات، وطلب الدعاء من الغير، والتوسل باسم من أسماء اللّه تعالى أو صفة من صفاته،بنبي أو صالح من المؤمنين(الآلوسي: تفسير، ح المعاني ج 6، ص 124 - 128).
في الشريعة وسيلة لها، ومن أراد زيارة بيت الله الحرام يتوسّل بما يوصله إليها، فوضوح معناه يبعثنا إلى أن نترك نقل أقوال اللغويين في ذلك المضمار وإن كانت أكثر كلماتهم في المقام متماثلة.
فالتوسل و الإستغاثة متداولة منذ أن خلق الله سبحانه و تعالى نبيه و صفوته آدم عليه السلام
[فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 37)]
و من ضمن تلك الكلمات كانت نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم:
[فقد روى الحاكم في مستدركه - كتاب تواريخ المتقدمين - رقم الحديث (4228) حدثنا : أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، ثنا : أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ثنا : أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري ، ثنا : إسمعيل بن مسلمة : ، أنبأ : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن : أبيه ، عن : جده ، عن : عمر إبن الخطاب (ر) قال : قال رسول الله (ص) : لما إقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلاّ الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي إدعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ، هذا حديث صحيح الإسناد ،وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب.
أنواع التوسل
أولاً: المتفق عليها في جميع المذاهب الإسلامية:
1- التوسل بأسماء الله عزّ وجل و صفاته.
لقد أمرنا الله سبحانه و تعالى أن ندعوه بأسمائه الحسنى و ذلك في قوله جلّ و علا
(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(الأعراف 180))
(أخرج أحمد والترمذي عن أنس بن مالك، أنّه كان مع رسول الله جالساً ورجل يصلّي، ثم دعا: اللّهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت، أنت المنّان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيّوم، فقال النبي: " تدرون بم دعا الله؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى "(الترمذي: الصحيح: 5/518 برقم 3481، كتاب الدعوات، الباب 68 من كتاب جامع الدعوات)
، و كذلك ترك لنا أئمتنا عليهم السلام تراثاً قيماً من الأدعية التي فيها التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته للتخلق بأخلاقه اللّه،
(فقد روى الإمام الرضا (عليه السلام) عن جدّه محمد الباقر (عليه السلام) أنّه كان يدعو الله تبارك وتعالى شهر رمضان بدعاء جاء فيه: " اللّهمّ إنّي أسألك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، وأسألك بكلّ شأن وحده وجبروت وحدها، اللّهم إنّي أسألك بما تجيبني به حين أسألك فأجبني يا الله "(السيد ابن طاووس الحلّي: الإقبال، ص 348، ط عام 1416).
(أخرج أحمد والترمذي عن أنس بن مالك، أنّه كان مع رسول الله جالساً ورجل يصلّي، ثم دعا: اللّهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت، أنت المنّان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيّوم، فقال النبي: " تدرون بم دعا الله؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى "(الترمذي: الصحيح: 5/518 برقم 3481، كتاب الدعوات، الباب 68 من كتاب جامع الدعوات)
، و كذلك ترك لنا أئمتنا عليهم السلام تراثاً قيماً من الأدعية التي فيها التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته للتخلق بأخلاقه اللّه،
(فقد روى الإمام الرضا (عليه السلام) عن جدّه محمد الباقر (عليه السلام) أنّه كان يدعو الله تبارك وتعالى شهر رمضان بدعاء جاء فيه: " اللّهمّ إنّي أسألك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، وأسألك بكلّ شأن وحده وجبروت وحدها، اللّهم إنّي أسألك بما تجيبني به حين أسألك فأجبني يا الله "(السيد ابن طاووس الحلّي: الإقبال، ص 348، ط عام 1416).
2- التوسل بكتاب الله عزّ و جل وهو المعجزة الخالدة (القرآن الكريم).
وكتابه سبحانه، فعله، فالتوسّل بالقرآن والسؤال به، توسّل بفعله سبحانه ورحمته التي وسعت كل شيء ومع ذلك كلّه يجب على المتوسّل، التحقّق من وجود دليل على جواز هذا النوع من التوسّل، لما عرفت أنّ كل ما يقوم به المسلم من التوسّلات يلزم أن لا يخدش أصل التوحيد وحرمة التشريع، ومن حسن الحظ ترى وروده في الشرع.
كما توسل الامام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) بذمة الاسلام وبحرمة القرآن في دعائه الذي علّمه تلميذه أبا حمزة الثمالي:
وصف الله سبحانه و تعالى كتابه بأنّه نور، وكتاب مبين، وهدىً للمتّقين، نزل بالحق تبياناً لكل شيء، إلى غير ذلك من المواصفات الواردة فيه.
وكتابه سبحانه، فعله، فالتوسّل بالقرآن والسؤال به، توسّل بفعله سبحانه ورحمته التي وسعت كل شيء ومع ذلك كلّه يجب على المتوسّل، التحقّق من وجود دليل على جواز هذا النوع من التوسّل، لما عرفت أنّ كل ما يقوم به المسلم من التوسّلات يلزم أن لا يخدش أصل التوحيد وحرمة التشريع، ومن حسن الحظ ترى وروده في الشرع.
(روى الإمام أحمد، عن عمران بن الحصين، أنّه مرّ على رجل يقصّ، فقال عمران: إنّا لله وإنّا إليه راجعون سمعت رسول الله يقول: " اقرأوا القرآن واسألوا الله تبارك وتعالى به قبل أن يجيء قوم يسألون به الناس "(الإمام أحمد: المسند: 4/445. ورواه في كنز العمال عن الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، لاحظ ج 1، ص 608 برقم 2788).
كما توسل الامام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) بذمة الاسلام وبحرمة القرآن في دعائه الذي علّمه تلميذه أبا حمزة الثمالي:
"اللّهم بذمّة الاسلام أتوسَّلُ اليك وبحرمة القرآن اعتمد عليك"( مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي، ص 346).
3- التوسل بالأعمال الصالحة.
إذا كان التوسّل بمعنى تقديم شيء إلى ساحة الله ليستجيب دعاءه، فلا شك في أنّ العمل الصالح أحسن شيء يتقرّب به الإنسان إلى الله تعالى، وأحسنُ وسيلة يُتمسّك بها فتكون نتيجة التقرّب هي نزول رحمته عليه وإجابة دعائه، وفي هذه الآية الكريمة تلميح إلى ذلك،
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 16))
ترى أنّه عطف طلب الغفران بالفاء على قوله: { ربّنا إنّنا آمنّا }، ففاء التفريع تعرب عن صلة بين الإيمان وطلب الغفران. فإليك هذه القصة:
عن إبن عمران عن رسول الله (ص) قال : بينما ثلاثة نفر ممّن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر، فآووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنّه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلاّ الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنّه قد صدق فيه.
فقال واحد منهم: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أجير عمِلَ لي على فرق من أرُز، فذهب وتركه، وإنّي عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أنّي اشتريت منه بقراً، وأنّه أتاني يطلب أجره، فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنّما لي عندك فَرَق من أرُز، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فإنّها من ذلك الفَرَق، فساقها، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك، ففرّج عنّا، فانساحت عنهم الصخرة.
فقال واحد منهم: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أجير عمِلَ لي على فرق من أرُز، فذهب وتركه، وإنّي عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أنّي اشتريت منه بقراً، وأنّه أتاني يطلب أجره، فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنّما لي عندك فَرَق من أرُز، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فإنّها من ذلك الفَرَق، فساقها، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك، ففرّج عنّا، فانساحت عنهم الصخرة.
فقال الآخر: اللّهمّ إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأتُ عليهما ليلةً، فجئتُ وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فَيسْتَكنّا لشربتهما، فلم أزل انتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء.
فقال الآخر: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي ابنة عم من أحبّ الناس إليّ وأنّي راودتها عن نفسها فأبت إلاّ أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرتُ، فأتيتها بها، فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلمّا قعدت بين رجليها فقالت: اتّق الله ولا تفضّ الخاتم إلاّ بحقّه، فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، ففرّج الله عنهم فخرجوا "(البخاري: الصحيح: 4/173، كتاب الأنبياء، الباب 53 ; ورواه في كتاب البيوع، الباب 98، واللفظ لكتاب الأنبياء). وقال المفسرون: إن الوسيلة المذكورة في القرآن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(المائدة35)) تطلق على الاعمال الصالحة(روح المعاني للآلوسى ج 6، ص 129، وتفسير القاسمي ج 6، ص 1968) والطاعات. قال الطبرسي: أي اطلبوا اليه القربة بالطاعات(مجمع البيان للطبرسي، ج 6، ص 82).
كما سلف في الأعلى أننا ذكرنا قصّة توبة أبونا و نبينا آدم عليه السلام:
الرسول (ص) يوزّع شعره الطاهر على الصحابة للتوسل و البركة
فقال الآخر: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي ابنة عم من أحبّ الناس إليّ وأنّي راودتها عن نفسها فأبت إلاّ أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرتُ، فأتيتها بها، فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلمّا قعدت بين رجليها فقالت: اتّق الله ولا تفضّ الخاتم إلاّ بحقّه، فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، ففرّج الله عنهم فخرجوا "(البخاري: الصحيح: 4/173، كتاب الأنبياء، الباب 53 ; ورواه في كتاب البيوع، الباب 98، واللفظ لكتاب الأنبياء). وقال المفسرون: إن الوسيلة المذكورة في القرآن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(المائدة35)) تطلق على الاعمال الصالحة(روح المعاني للآلوسى ج 6، ص 129، وتفسير القاسمي ج 6، ص 1968) والطاعات. قال الطبرسي: أي اطلبوا اليه القربة بالطاعات(مجمع البيان للطبرسي، ج 6، ص 82).
4- التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم قبل حياته.
كما سلف في الأعلى أننا ذكرنا قصّة توبة أبونا و نبينا آدم عليه السلام:
[فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 37)]
، و قد جاء في تفسير هذه الآية:
عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اقترف آدم الخطيئة قال: ربّي أسألك بحقّ محمّد لما غفرتَ لي، فقال الله عزّ وجلّ: يا آدم، كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه؟ قال: لأنّك يا ربّ لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، فعلمت أنّك لم تُضِفْ إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك، فقال الله عزَّ وجلّ: صدقت يا آدم. إنّه لأحبّ الخلق إليَّ وإذا سألتني بحقّه فقد غفرت لك، ولولا محمّد لما خلقتك" ( البيهقي: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن حسن البيهقي (ت384 ـ 458 هـ) طبع دار الكتب العلمية بيروت: 5/489 ولاحظ الدر المنثور: 1/59 ونقله كثير من المفسرين في قصة توبة آدم)
5- التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حياته.
إنّ للنبي الأكرم مكانة مرموقة عند ربّه ليس لأحد مثلها، فهو أفضل الخليقة، وقد بلغت عناية القرآن الكريم ببيان نواح من مناقبه إلى حد لا ترى مثل ذلك إلاّ في حق القليل من أنبيائه، وربما يطول بنا الكلام إذا قمنا بعرض جميع الآيات الواردة في حقّه، وإنّما نشير إلى بعضها:
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (النساء 64).
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور 63)
كما روى أحمد في مسنده (- حدثنا : روح قال : ، حدثنا : شعبة ، عن أبي جعفر المديني قال : سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف : أن رجلاًً ضريراً أتى النبي (ص) فقال : يا نبي الله إدع الله أن يعافيني فقال : إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك قال : لا بل إدع الله لي فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (ص) نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في قال : فكان يقول : هذا مراراً ثم قال : بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه قال : ففعل الرجل فبرأ.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (النساء 64).
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور 63)
كما روى أحمد في مسنده (- حدثنا : روح قال : ، حدثنا : شعبة ، عن أبي جعفر المديني قال : سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف : أن رجلاًً ضريراً أتى النبي (ص) فقال : يا نبي الله إدع الله أن يعافيني فقال : إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك قال : لا بل إدع الله لي فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (ص) نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في قال : فكان يقول : هذا مراراً ثم قال : بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه قال : ففعل الرجل فبرأ.
، حدثنا : مؤمل قال : ، حدثنا : حماد يعني إبن سلمة قال : ، حدثنا : أبو جعفر الخطمي ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن عثمان بن حنيف : أن رجلاًً أتى النبي (ص) قد ذهب بصره فذكر الحديث. (مسند أحمد - مسند الشاميين - حديث عثمان - رقم الحديث 16605).
إن التبرك ليس هو الا توسلاً الى اللّه سبحانه بذلك المتبرك به سواء أكان أثراً أو مكاناً أو شخصاً،
6- التوسل والتبرك بآثار النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حياته.
إن التبرك ليس هو الا توسلاً الى اللّه سبحانه بذلك المتبرك به سواء أكان أثراً أو مكاناً أو شخصاً،
فقد روى الشيخ ابن تمية عن أحمد بن حنبل أنه رخص في التمسح بمنبر رسول اللّه والرمانة، وذكر أن ابن عمر وسعيد بن المسيب ويحيى بن سعيد من فقهاء المدينة كانوا يفعلون ذلك(ابن تيمية: اقتصاد الصراط المستقيم، ص 367). وبعض الصحابة كانوا يستعملون جبَّته للمرضى(مسند أحمد بن حنبل، ج 6، ص 347).
الصحابة يتبركون بماء وضوء الرسول (ص)
قال الإمام البخاري بسنده: ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت() ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمداً، والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له. رواه البخاري في كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد. (فتح الباري ج5 ص330).
قال الإمام البخاري بسنده: ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت() ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمداً، والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له. رواه البخاري في كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد. (فتح الباري ج5 ص330).
الرسول (ص) يأمر الصحابة بالتبرك بماء و ضوئه
رواه النسائي كذا في المشكاة (رقم 716).وهذا الحديث من الأصول المعتبرة المشتهرة الدالة على مشروعية التبرك به وبآثاره وبكل ما هو منسوب إليه فإنه صلى الله عليه وسلمأخذ وضوءه ثم جعله في إناء ثم أمرهم أن يأخذوه معهم إجابة لطلبهم وتحقيقاً لمرادهم،فلابد أن هناك سراً قوياً متمكناً في نفوسهم دفعهم إلى طلب هذا الماء بخصوصه، والمدينة مملوءة بالمياه، بل وبلادهم مملوءة بالماء فلم هذا التعب والتكلف في حمل قليل من الماء من بلد إلى بلد مع بعد المسافة وطول السفر وحرارة الشمس!!!
الرسول (ص) يوزّع شعره الطاهر على الصحابة للتوسل و البركة
وقد روى مسلم (حديث رقم 2298)حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حفص بن غياث عن هشام عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحلاق خذ وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس.
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب قالوا أخبرنا حفص بن غياث عن هشام بهذا الإسناد أما أبو بكر فقال في روايته للحلاق ها وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا فقسم شعره بين من يليه قال ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم وأما في رواية أبي كريب قال فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ثم قال بالأيسر فصنع به مثل ذلك ثم قال ها هنا أبو طلحة فدفعه إلى أبي طلحة .
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب قالوا أخبرنا حفص بن غياث عن هشام بهذا الإسناد أما أبو بكر فقال في روايته للحلاق ها وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا فقسم شعره بين من يليه قال ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم وأما في رواية أبي كريب قال فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ثم قال بالأيسر فصنع به مثل ذلك ثم قال ها هنا أبو طلحة فدفعه إلى أبي طلحة .
تعليق