تويت
النبي ص يحذر عائشة من الخروج ضد علي ع وعائشة تتجاهل .!
جاء في مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 6 - ص 52ط دار صادر - بيروت – لبنان .
عن قيس قال : لما أقبلت عائشة بلغت مياه بنى عامر ليلا نبحت الكلاب ، قالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا إني راجعة ، فقال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم ، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ؟ .انتهى
قلت : وهذا من عمل يد التحريف الذي أراد التبرير لعائشة نصبها ، وأنت خبير إنها لآخر لحظة كما تقدم كانت متشفية فرحة بمقتل علي ع كما تقدم فكيف يمكن أن تتراجع ؟ ولماذا عندما نصحتها أم سلمة بعدم الخروج لم تنتصح ؟ وهذا يدل على النصب بعينه إن كنتم تعلمون !.
قلت : ومن تنبوءات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشأن الفتنة التي أحدثتها عائشة ما أخرجه البخاري في صحيحه ، عن عبد الله قال : ( قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا ، فأشار نحو مسكن عائشة فقال : هاهنا الفتنة ، ثلاثا، من حيث يطلع قرن الشيطان ).
ففي صحيح البخاري - البخاري - ج 4 - ص 46ط 1981 م ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول . عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال :ههنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان .
وقد اعتبر الصحابي الجليل عمار بن ياسر أن من أطاع عائشة في خروجها ، كان عمله هذا مقابل طاعة الله حيث قال : ( . . . ولكن الله تبارك وتعالى إياه تطيعون أم هي ) .
ففي صحيح البخاري - البخاري - ج 8 - ص 97 ط 1981 م ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول .
حدثنا أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي قال لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول إن عائشة قد سارت إلى البصرة ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي .
قلت : لايمكن لنا تفسير هذا المقطع إلا أن طاعة عائشة في مقابل طاعة الله تعالى.
إذاً إن الدافع الحقيقي لخروجها ضد الإمام هو كراهيتها الدفينة له منذ أن سمعته يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما دعاه ليستشيره في فراقها بشأن ما أفتري عليها به ، وقد رآه مغموما " : ( يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ) . صحيح البخاري - البخاري - ج 3 - ص 155 ط 1981 م ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول .
وهل كان علي ع مخطأ في ذلك ؟! النووي يجيب عن هذا التساؤل بقوله :" هذا الذي قاله علي رضي الله عنه هو الصواب في حقه لأنه رآه مصلحة ونصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم في اعتقاده ،ولم يكن ذلك في نفس الأمر لأنه رأى انزعاج النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر وتقلقه فأراد راحة خاطره وكان ذلك أهم من غيره .[1] وبسبب هذه الضغينة ، فإنها كانت كما في إحدى الحوادث التي رواها البخاري لا تطيق أن تذكر اسم الإمام على لسانها كما سيمر علينا في القابل . شرح مسلم - النووي - ج 17 - ص 108 ط1987 م ط دار الكتاب العربي - بيروت – لبنان .
قلت : كيف استحقت هذه أن يعلن القول بأنها أم المؤمنين ، وينادي بتفضيلها على رؤوس العالمين ؟ فإنا لا نعرف فعلا استحقت به هذا التميز ، اللهم إلا أن يكون استحقت ذلك بحربها لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ومجاهرتها بعداوته ، والقدح فيه ، وكونها السبب في هلاك تسعة عشر ألفا من المسلمين ، وإدخال الشبهة في الدين على الأصاغر المستضعفين ، فلعمري إن لها ميزة عظيمة .
وقد يقول لي قائل من أنصار عائشة انك تسيء إلى النبي ص من خلال وصفك لعائشة بهذه المواصفات ! فأقول : هل عندما خرجت عائشة لقتال إمام زمانها وتاج رأسها علي ع قد صانت النبي ص لاسيما هي مأمورة بالمكوث في بيتها !؟ فان قلت : إن القران وصفها بأنها أم المؤمنين ، قلت : كان ذلك احتراما للنبي ص على أساس إنها مطبقة وصائنة للدين والشرع ، وأما عدم التزامها بأمر الله فلابد من إدانتها علىسوء تصرفاتها ، فلا توجد إساءة للنبي ص من ذلك ، فلو كان كذلك بأننا إذا أردنا إدانة أو محاسبة امرأة نبي من الأنبياء لقصورها وتركها ما أمرها الله لما كان الله ذم امرأتي نوح ولوط حيث كانتا من الغابرين على حد وصف القران الكريم ! فنبينا أولى ، فان قلت: إن القران وصفها بأم المؤمنين ، قلت : ابن عباس يجيب على هذا السؤال ، قال المسعودي : ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام بعث عبد الله بن العباس إلى عائشة يأمرها بالذهاب إلى المدينة المنورة ، فدخل عليها بغير إذنها ، فاجتذب وسادة وجلس عليها . فقالت له : يا ابن عباس ، لقد أخطأت السنة المأمور بها بدخولك علينا بغير إذن منا ، وجلوسك على رحلنا بغير إذننا ! فقال : نعم ، لو كنت في البيت الذي تركك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخلت عليك إلا بإذنك ، ولا جلست على رحلك إلا بأمرك ،انتهى ، - الجمل - ضامن بن شدقم المدني - ص 146 – 147ط 1999 م . انظر مروج الذهب المؤلف : المسعودي ، فصل بين ابن عباس وعائشة .
وفي هذا الموقف إشارة واضحة من ابن عباس على أنها لا تستحق الاستئذان ، ثم كونها أماً للمؤمنين هو وصف وصفه القران الكريم لزوجات النبي محمد ص من حيث عدم جواز الزواج منهن بعده صلوات الله وسلامه عليه ، ووصفهن بأمهات المؤمنين مقرون بأفعالهن لأنه والظاهر عندي أن مجرد وصف زوجات النبي ص بأمهات المؤمنين بحد ذاته لايدل على أكثر من أنهن لايجوز الزواج منهن ! وقد فسر ذلك أنه تعالى أراد أنهن يحرمن علينا كتحريم الأمهات ، وهذه من خصوصيات النبي ص كما أعطي خصوصيات كثيرة وهي معروفة . قال الشافعي . معنى قوله تعالى ( وأزواجه أمهاتهم ) في معنى دون معنى وأراد به أن أزواجه اللاتي مات عنهن لا يحل لأحد نكاحهن ومن استحل ذلك كان كافرا . المجموع - محيى الدين النووي - ج 16 - ص 145ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
قلت : إن عائشة مذيعة سر رسول الله ص التي شهد القرآن بأنها وصاحبتها قد صغت قلوبهما وأنهما تظاهرتا عليه وتحاملتا ، فقد جاء في تفسير قوله تعالى : ( وإن تظاهرا عليه ) أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمعصية والإيذاء . وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له ، حتى خرج حاجا فخرجت معه ، فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، فوقفت حتى فرغ ، ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين ، من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ؟ فقال : تلك حفصة وعائشة .تفسير القرطبي - القرطبي - ج 18 - ص 189 ط 1985 م ط دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان،مؤسسة التاريخ العربي .
قلت : إن القوم لن يجدوا مفرا من أن عائشة وحفصة كانتا يعملن على إيذاء النبي ص وعلى معصيته فان قول المفسرين بعبارة " أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمعصية والإيذاء " واضحة لاتحتاج إلى تكلف في المعنى عسى ولعل تعقلون .
قلت : وأما عائشة ، فقد تنبأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخروجها عن طاعة إمام زمانها قائلا " : ( كأني بإحداكن قد نبحها كلاب الحوأب وإياك أن تكونيها يا حميراء ) فقد جاء في تاريخ الطبري - الطبري - ج 3 - ص 475ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان،قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة "بريل" بمدينة لندن في سنة 1879 م) .عن صفوان بن قبيصة الأحمسي قال : حدثني العرني صاحب الجمل قال: بينما أنا أسير على جمل إذ عرض لي راكب فقال: يا صاحب الجمل تبيع جملك ؟ قلت : نعم ، قال: بكم ؟ قلت: بألف درهم قال : مجنون أنت ؟ جمل يباع بألف درهم ؟ قال : قلت : نعم جملي هذا ، قال: ومم ذلك ؟ قلت : ما طلبت عليه أحدا قط إلا أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قط إلا فته ، قال : لو تعلم لمن نريده لأحسنت بيعنا، قال : قلت : ولمن تريده ؟ قال : لامك، قلت: لقد تركت أمي في بيتها قاعدة ما تريد براحا ، قال : إنما أريده لام المؤمنين عائشة ، قلت : فهو لك فخذه بغير ثمن ، قال: لا ولكن ارجع معنا إلى الرحل فلنعطك ناقة مهرية ونزيدك دراهم ، قال : فرجعت فأعطوني ناقة لها مهرية وزادوني أربعمائة أو ستمائة درهم ، فقال لي : يا أخا عرينة هل لك دلالة بالطريق ؟ قال : قلت : نعم أنا من أدرك الناس ، قال: فسر معنا ، فسرت معهم فلا أمر على واد ولا ماء إلا سألوني عنه حتى طرقنا ماء الحوأب فنبحتنا كلابها ، قالوا : أي ماء هذا قلت: ماء الحوأب ، قال : فصرخت عائشة بأعلى صوتها ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ثم قالت : أنا والله صاحبة كلاب الحوأب .انتهى
قلت : إذا كانت تعلم بأنها صاحبة كلاب الحوأب لماذا استمرت ياترى ؟ وكيف يمكن أن يعلل التعليل أكثر من هذا العليل ؟! ولماذا استمرت ببغض علي بن أبي طالب ؟! وأين هو موضع الاجتهاد من ذلك ؟ حيث هي عالمة وعلى يقين بأنها صاحبة كلاب الحوأب ! ولماذا لم تخرج أم سلمة التي هي اشد وقعا في النفوس للإصلاح بين المسلمين ؟! وماذا نقول للمسلمين ياترى في مثل هذا المورد ؟! هل نقول لهم بان عجزكم في الإصلاح فيما بينكم أوصلكم إلى أن تخرجوا أمهاتكم من خدرهن وتخالفون قول الله عزوجل بقوله " وقرن في بيوتكن " حتى يصلحن فيما بينكم ؟! وإذا كان هذا هو الحال بأنه لايوجد احد من الرجال يمثل النبي ص في الخلافة باعتبار لايوجد من يستطيع الإصلاح إلا أم المؤمنين فلماذا لم تتول هي الخلافة بعد النبي ص ؟! والله إنها لقسمة ضيزى إنْ كنتم تعلمون .
وفي مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 7 - ص 234 – 253 ط 1988 م ط دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه ، ليت شعري أيتكن صاحبه الجمل الأدبب ؟ تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبي سعيد يعني الخدري قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار ،فقال : ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى قال الموفون المطيبون إن الله يحب الحفي التقي ، قال ومر علي بن أبي طالب فقال : الحق مع ذا الحق مع ذا . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أبي حرير المازني قال شهدت عليا والزبير حين تواقفا فقال له علي : يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك تقاتل وأنت ظالم ؟ قال : نعم ولم أذكر إلا في موقفي هذا ثم انصرف .
قلت : لقد حذر النبي ص إن مواجهة عائشة لعلي ع لم يكن إلا بغيا واضحا وقد حذرها كرارا ومرارا من أن تنبحها كلاب الحوأب ، والنبي ص لا ينطق عن الهوى لاسيما قد ألقيت عليه جملة من الامور الغيبية لرؤية ما سيجري ، وعلى هذا قام ص بتحذير عائشة كرارا ومرارا إن سلكت طريق مواجهة أمير زمانها وتاج رأسها علي بن أبي طالب ع، فقال لنسائه : ليت شعري . أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ؟ فقد جاء عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت : ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب ؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبه الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت . رواه البزار ورجاله ثقات . مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 7 - ص 234ط 1988 م ط دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أيتكم صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعد ما كادت ) .المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج 8 - ص 711 تحقيق وتعليق : سعيد اللحام ط الأولى ط 1989 م ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان.
وجاء عن إسماعيل ثنا قيس قال : لما أقبلت عائشة بلغت مياه بنى عامر ليلا نبحت الكلاب ، قالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت: ما أظنني إلا إني راجعة ، فقال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم ، قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب . مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 6 - ص 52 ط دار صادر - بيروت – لبنان .
وفي رواية عن أم سلمة : قالت : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين . فضحكت عائشة . فقال " انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت " سنن ابن ماجة - محمد بن يزيد القزويني - ج 2 - ص 827 ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه : أيتكن التي تنبحها كلاب كذا وكذا ؟ إياك يا حميراء . ( نعيم بن حماد في الفتن ، وسنده صحيح ) . كنز العمال - المتقي الهندي - ج 11 - ص 334 ط 1989 م ط مؤسسة الرسالة - بيروت – لبنان .
قلت : إن عبارة النبي ص تحمل كل معاني التحذير لاسيما هو في معرض خطابه مع زوجاته ومن ثم يلتفت إلى عائشة بقوله إياك ! أي أن هذا الفعل الذي ستقومين به لا يرضى به الله ولا الرسول ولا أي مؤمن على وجه الارض بمخالفتك كتاب الله تعالى بقوله عزوجل " وقرن في بيوتكن " وسنأتي على تفاصيل أكثر في الباب القادم فانتظر .
الشيخ واثق الشمري