من سلسلة كتابات كليلة و دمنة لابن المقفع فاقع المرارة
وقد قرر يوماً ما ان تكون الغابة سكناً امناً لكل الحيوانات فلا يعتدي احدٌ على احد, و لا يأكل بعضهم بعض, و تكون النباتات و الفاكهة هي مصدر غذائهم ورزقهم الوحيد..
و لفرط احسانه و عدله و تسامحه, ان سمح لكل الحيوانات و حتى التي ليست الغابة بالاصل سكن لها كالقطط المنزلية, و الدجاج, و الخرفان, و حتى الفئران , ان تسكن هذه الغابة و تنال من الرعاية و الحماية ما تناله بقية الحيوانات من سكان الغابات بشرط ان تلتزم بكل قوانينها الجديدة التي رعاها الاسد و اقسم على تطبيقها على الجميع و على نفسه قبلهم.
.
و مضت السنون و الاعوام, و الكل في هناء و وئام, في عيشه راضياً, الكل قانعاً برزقه, امناً على نفسه, سعيداً في حياته, فكانت الخراف ترعى بالقرب من الذئاب , والغزلان تلهو و تمرح الى جانب النمور و الضباع , فالكل سعيد و قانع من ارانب و ذئاب و سباع و طيور وغيرهم من الحيونات, الا القط الذي ما برح يتأفّف ,و يتحسر على نفسه و هو يشاهد العصافير حوله تزقزق امنة و و الفئران تمرح مطمئنة, فكان لعابه لها يسيل,و نفسه لها تميل, و بطنه تشتهيها, و هو القط المدلل, الذي اعتاد في ما مضى ان يُقدم له الطعام الشهي من لحوم و طيور و اسماك , بدون تعب و لا ارهاق و و ينال من الرعاية ما يحسد عليه ,فلم تكن هكذا حياة لترضيه, و لم يكن ليقنعه ان يصبح كالاخرين نباتياص مسالماً, لكن ما باليد حيلة فلا مكان اخر يأويه و من انياب الكلاب الشاردة تحميه ,غير هذه الغابة التي يحكمها ذلك الاسد الحكيم.
.
و على غفلة و في احد المرات تسللت الى الغابة مجموعة من الصراصير , و تكاثرت فاكثرت الخراب , ثم تؤاطئت مع الفئران, التي اعملت اسنانها و بدأت بقرض الاخضر واليابس, فكثر الفساد في الغابة بسبب ذلك, و فاحت رائحة الاوساخ في كل انحائها , فاغتبط القط لذلك, فالطعام اصبح وافراًو سهل المنال دون ان يشتكي لنقصه احد , فالصارصير الغازية لن يحزن لنقصان عددها احد ,و الفئران المؤذية لن يستمع لشكواها بعد مشاركتها الصراصير الفساد احد , فكان ذلك كالكنز الثمين له ,فكان يملاء بطنه منها , لكن هذا لم يدم طويلاً فقد اشتكى سكان الغابة الفساد و و الخراب و الرائحة الكريهة للاسد الحكيم لعله يجد للمشكلة حلاً سريعاً.
و بعد التشاور و التدارس اعلن الاسد انه لا بد من الشروع في حملة ابادة للصراصير و معاقبة الفئران بالقتل , و طرد من يتبقى منها خارج الغابة ,وذلك بسبب الفساد الذي احدثته بمعاونتها الصراصير بالفساد و الخراب و التسبب بحدوث الرائحة الكريهة التي ملئت كل جزء من اركان الغابة , لكن ذلك القرار ازعج القط الذي راى انه بكثرة الصراصير و الفئران سيكون مصدر غذائه المليئ بالبروتين و الدهون متوفراً , فطلب من الاسد ان يمتنع عن ابادة الصراصير ا و طرد الفئران لانه بذلك سيقضي على مصدر غذائه المحبب اليه, و عندما رفض الاسد هذا الامر موضحاً ان مصلحة العامة تسبق مصلحة الفرد ,و ان على القط ان يعتاد على اكل النباتات و الفاكهة كغيره من ابناء الغابة و سكانها, فثارت ثائرة القط فهدد الاسد بالانتقام و توعده بالويل و الثبور,مطلقاً شعاره الموت للاسد الظالم ,خانق الحريات, عدو الاخلاق و الطبيعة.
.
الى هنا و القصة معروفة ,اما بقيتها و نتيجة القصة فلم تتضح ملامحها بعد, لاننا بانتظار ان يفى القط بوعيده و ينفّذ تهديده و يقضي على الاسد و ظلمه, و لعلنا نرى ايضاً ما ستكون ردة فعل الاسد على ذلك.
من سلسلة كتابات كليلة و دمنة الاعجمية, التي اصبحت بعد تعريبها سلسلة كتابات (...... و ....)*
حذف تعريب اسم السلسلة خوفاً من الرقابة.
قصة القط الذي توعد الاسد
يحكى انه في قديم الزمان كان هناك اسد حكيماً , قويٌ البنية شجاع و مهاب من الجميع , اشتهر بعدله و احسانه الى جميع سكان غابته فنال بذلك احترامهم و ولائهم له..وقد قرر يوماً ما ان تكون الغابة سكناً امناً لكل الحيوانات فلا يعتدي احدٌ على احد, و لا يأكل بعضهم بعض, و تكون النباتات و الفاكهة هي مصدر غذائهم ورزقهم الوحيد..
و لفرط احسانه و عدله و تسامحه, ان سمح لكل الحيوانات و حتى التي ليست الغابة بالاصل سكن لها كالقطط المنزلية, و الدجاج, و الخرفان, و حتى الفئران , ان تسكن هذه الغابة و تنال من الرعاية و الحماية ما تناله بقية الحيوانات من سكان الغابات بشرط ان تلتزم بكل قوانينها الجديدة التي رعاها الاسد و اقسم على تطبيقها على الجميع و على نفسه قبلهم.
.
و مضت السنون و الاعوام, و الكل في هناء و وئام, في عيشه راضياً, الكل قانعاً برزقه, امناً على نفسه, سعيداً في حياته, فكانت الخراف ترعى بالقرب من الذئاب , والغزلان تلهو و تمرح الى جانب النمور و الضباع , فالكل سعيد و قانع من ارانب و ذئاب و سباع و طيور وغيرهم من الحيونات, الا القط الذي ما برح يتأفّف ,و يتحسر على نفسه و هو يشاهد العصافير حوله تزقزق امنة و و الفئران تمرح مطمئنة, فكان لعابه لها يسيل,و نفسه لها تميل, و بطنه تشتهيها, و هو القط المدلل, الذي اعتاد في ما مضى ان يُقدم له الطعام الشهي من لحوم و طيور و اسماك , بدون تعب و لا ارهاق و و ينال من الرعاية ما يحسد عليه ,فلم تكن هكذا حياة لترضيه, و لم يكن ليقنعه ان يصبح كالاخرين نباتياص مسالماً, لكن ما باليد حيلة فلا مكان اخر يأويه و من انياب الكلاب الشاردة تحميه ,غير هذه الغابة التي يحكمها ذلك الاسد الحكيم.
.
و على غفلة و في احد المرات تسللت الى الغابة مجموعة من الصراصير , و تكاثرت فاكثرت الخراب , ثم تؤاطئت مع الفئران, التي اعملت اسنانها و بدأت بقرض الاخضر واليابس, فكثر الفساد في الغابة بسبب ذلك, و فاحت رائحة الاوساخ في كل انحائها , فاغتبط القط لذلك, فالطعام اصبح وافراًو سهل المنال دون ان يشتكي لنقصه احد , فالصارصير الغازية لن يحزن لنقصان عددها احد ,و الفئران المؤذية لن يستمع لشكواها بعد مشاركتها الصراصير الفساد احد , فكان ذلك كالكنز الثمين له ,فكان يملاء بطنه منها , لكن هذا لم يدم طويلاً فقد اشتكى سكان الغابة الفساد و و الخراب و الرائحة الكريهة للاسد الحكيم لعله يجد للمشكلة حلاً سريعاً.
و بعد التشاور و التدارس اعلن الاسد انه لا بد من الشروع في حملة ابادة للصراصير و معاقبة الفئران بالقتل , و طرد من يتبقى منها خارج الغابة ,وذلك بسبب الفساد الذي احدثته بمعاونتها الصراصير بالفساد و الخراب و التسبب بحدوث الرائحة الكريهة التي ملئت كل جزء من اركان الغابة , لكن ذلك القرار ازعج القط الذي راى انه بكثرة الصراصير و الفئران سيكون مصدر غذائه المليئ بالبروتين و الدهون متوفراً , فطلب من الاسد ان يمتنع عن ابادة الصراصير ا و طرد الفئران لانه بذلك سيقضي على مصدر غذائه المحبب اليه, و عندما رفض الاسد هذا الامر موضحاً ان مصلحة العامة تسبق مصلحة الفرد ,و ان على القط ان يعتاد على اكل النباتات و الفاكهة كغيره من ابناء الغابة و سكانها, فثارت ثائرة القط فهدد الاسد بالانتقام و توعده بالويل و الثبور,مطلقاً شعاره الموت للاسد الظالم ,خانق الحريات, عدو الاخلاق و الطبيعة.
.
الى هنا و القصة معروفة ,اما بقيتها و نتيجة القصة فلم تتضح ملامحها بعد, لاننا بانتظار ان يفى القط بوعيده و ينفّذ تهديده و يقضي على الاسد و ظلمه, و لعلنا نرى ايضاً ما ستكون ردة فعل الاسد على ذلك.
من سلسلة كتابات كليلة و دمنة الاعجمية, التي اصبحت بعد تعريبها سلسلة كتابات (...... و ....)*
حذف تعريب اسم السلسلة خوفاً من الرقابة.
*.