إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

صفة المنكرين والكاتمين لفضل آل محمد عليهم السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفة المنكرين والكاتمين لفضل آل محمد عليهم السلام

    قال الامام العسكري(ع): قال الله عز وجل في صفة الكاتمين لفضلنا أهل البيت: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} المشتمل على ذكر فضل محمد (ص) على جميع النبيين, وفضل علي (ع) على جميع الوصيين {ويشترون به} بالكتمان {ثمناً قليلاً} يكتمونه ليأخذوا عليه عرضاً من الدنيا يسيراً, وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة, قال الله تعالى: {أولئك ما يأكلون في بطونهم} يوم القيامة {إلا النار} بدلاً من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق, {ولا يكلمهم الله يوم القيامة} بكلام خير بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول: بئس العباد أنتم, غيرتم ترتيبي, وأخرتم من قدمته, وقدمتم من أخرته وواليتم من عاديته, وعاديتم من واليته, {ولا يزكيهم} من ذنوبهم لأن الذنوب إنما تذوب وتضمحل إذا قرن بها موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين عليهم السلام, فأما ما يقرن بها الزوال عن موالاة محمد وآله, فتلك ذنوب تتضاعف, وأجرام تتزايد, وعقوباتها تتعاظم, {ولهم عذاب أليم} موجع في النار, {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} أخذوا الضلالة عوضاً عن الهدى, والردى في دار البوار بدلاً من السعادة في دار القرار ومحل الابرار, {والعذاب بالمغفرة} اشتروا العذاب الذي استحقوه بموالاتهم لأعداء الله بدلاً من المغفرة التي كانت تكون لهم لو والوا أولياء الله {فما أصبرهم على النار} ما أجرأهم على عمل يوجب عليهم عذاب النار {ذلك} يعني ذلك العذاب الذي وجب على هؤلاء بآثامهم وإجرامهم لمخالفتهم لإمامهم, وزوالهم عن موالاة سيد خلق الله بعد محمد نبيه, أخيه وصفيه {بأن الله نزل الكتاب بالحق} نزل الكتاب الذي توعد فيه من خالف المحقين وجانب الصادقين, وشرع في طاعة الفاسقين, نزل الكتاب بالحق أن ما يوعدون به يصيبهم ولا يخطئهم, {وإن الذين اختلفوا في الكتاب} فلم يؤمنوا به, قال بعضهم: إنه سحر, وبعضهم: إنه شعر, وبعضهم: إنه كهانة {لفي شقاق بعيد} مخالفة بعيدة عن الحق, كأن الحق في شق وهم في شق غيره يخالفه.
    قال علي بن الحسين (ع): هذه أحوال من كتم فضائلنا, وجحد حقوقنا وسمّى بأسمائنا, ولقب بألقابنا وأعان ظالمنا على غصب حقوقنا, ومالأ علينا أعداءنا, والتقية عليكم لا تزعجه, والمخافة على نفسه وماله وحاله لا تبعثه فاتقوا الله معاشر شيعتنا, لا تستعملوا الهوينا ولا تقية عليكم, ولا تستعملوا المهاجرة والتقية تمنعكم, وسأحدثكم في ذلك بما يردعكم ويعظكم: دخل على أمير المؤمنين (ع) رجلان من أصحابه, فوطئ أحدهما على حية فلدغته, ووقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته وسقطا جميعاً فكأنهما لما بهما يتضرعان ويبكيان, فقيل لأمير المؤمنين (ع) فقال: دعوهما فإنه لم يحن حينهما, ولم تتم محنتهما, فحملا إلى منزليهما, فبقيا عليلين أليمين في عذاب شديد شهرين, ثم إن أمير المؤمنين (ع) بعث إليهما, فحُملا إليه, والناس يقولون: سيموتان على أيدي الحاملين لهما, فقال لهما: كيف حالكما؟ قالا: نحن بألم عظيم, وفي عذاب شديد, قال لهما: استغفرا الله من كل ذنب أداكما إلى هذا, وتعوذا بالله مما يحبط أجركما, ويعظم وزركما, قالا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال علي (ع): ما أصيب واحد منكما إلا بذنبه: أما أنت يا فلان, وأقبل على أحدهما, فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسي رحمه الله فلان وطعن عليه لموالاته لنا, فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به خوف على نفسك ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك, أكثر من أنك استحييته, فلذلك أصابك, فان أردت أن يزيل الله ما بك, فاعتقد أن لا ترى مزرئاً على ولي لنا تقدر على نصرته بظهر الغيب إلا نصرته, إلا أن تخاف على نفسك أو أهلك أو ولدك أو مالك, وقال للآخر: فأنت, أفتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال: لا, قال أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلان العاتي, فقمت إجلالاً له لإجلالك لي؟ فقال لك: وتقوم لهذا بحضرتي؟! فقلت له: وما بالي لا أقوم وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه, فعليها يمشي, فلما قلت هذا له, قام إلى قنبر وضربه, وشتمه, وآذاه, وتهدده وتهددني, وألزمني الإغضاء على قذى, فلهذا سقطت عليك هذه الحية, فإن, أردت أن يعافيك الله تعالى من هذا, فاعتقد أن لا تفعل بنا, ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه, أما إن رسول الله (ص) كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته كما كان يفعله ببعض من لا يعشر معشار جزء من مائة ألف جزء من إيجابه لي لأنه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه, ويغمني, ويغم المؤمنين, وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما خافه عليّ لو فعل ذلك بي.[1]




    [1] تفسير الإمام العسكري × ص587، عنه البحار ج26 ص235، مستدرك الوسائل

  • #2

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X