
طالب ممثل المرجعية الدينية جميع الكتل السياسية بان يتحاوروا ويتفاهموا داخل العراق للتوصل سريعا الى تفاهمات مشتركة تعجل من تشكيل الحكومة العراقية موضحا ان العراق هو خيمة الجميع وبيتهم المشترك بدلا من الذهاب الى دول الجوار لايجاد حلول لديها .
وقال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة الثانية في الصحن الحسيني الشريف اليوم 6/ذي القعدة /1431 الموافق 15-10-2010 "قد مضى على انتهاء الانتخابات اكثر من سبعة اشهر والذي نطلبه من الاخوة في الكتل السياسية جميعا ً ان يتحاوروا ويتفاهموا داخل بلدهم ويجتمعوا للتوصل سريعا ً الى تفاهم يعجّل بتشكيل الحكومة داخل بيتهم وخيمتهم الواحدة ( العراق) بدلاً من الذهاب الى دول الجوار.. لايجاد الحل لديها موضحا" ان اهل هذا البلد لا تحلّ مشاكلهم الا في داخل بلدهم .. وان يكون الحوار مبنيا ً على الاسس والمبادئ الدستورية وما ورد فيه من صلاحيات للسلطات الثلاث ..
واضاف الكربلائي "لابد ان يكون هناك احترام ووفاء لهذا الدستور الذي صوّت عليه الشعب العراقي وكافح من اجل تشريعه ، نعم اذا كان هناك لابد من تعديل لبعض مواد الدستور فان هذا التعديل لابد ان يجري وفق الاليات الدستورية ومن بعد ذلك يكون هناك حديث آخر وكلام حول العمل بهذه التعديلات ،نعم لعلّ من جملة الامور التي تُبطئ عملية تشكيل الحكومة واتفاق الكتل هو التوجس والقلق لدى بعض الكتل من حصول انفراد او استبداد او تحكم بالسلطة بسبب ما حصل من بعض الامور خلال فترة الاداء السابقة "
وتابع "ان هذا الامر لا يمكن ان يبقى معيقا ً للاسراع في تشكيل الحكومة لان هناك بعض الخلل حصل في الاداء السياسي وآليات ممارسة الصلاحيات واداء مجلس النواب .. ولكن في الوقت الحاضر يمكن وضع بعض الضمانات كوضع نظام داخلي لمجلس الوزراء يبيّن فيه كيفية ممارسة الصلاحيات للسلطة التنفيذية وايضا ً تفعيل دور مجلس النواب التشريعي والرقابي حيث ان ضعف هذا الاداء في الدورة السابقة كان احد الاسباب لهذا التوجس والقلق ومطلوب في هذه الدورة الجديدة ان يمارس هذا الدور بصورة فاعله لنضمن من خلاله سير السياسة التنفيذية وممارسة الصلاحيات وفق المبادئ الدستورية وبما يمنع حصول تخوف من التفرد بالحكم والقرارات"
من جانب آخر اوضح سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته "لقد اصبح لدى المواطن العراقي انطباع سلبي عن كيفية اداء الكتل السياسية لدورها في عملية تشكيل الحكومة ويشعر ان هناك الكثير من المماطلة والتسويف لانجاز دورها في الاسراع بعقد جلسات مجلس النواب وتشكيل الحكومة ،ونقول يكفي مماطلة وتسويفا ً فان هناك الكثير من مشاريع القوانين المعطلة والمهمة في حياة الشعب العراقي تنتظر المناقشة والحوار والاقرار من قبل مجلس النواب ، وهناك الموازنة الاتحادية التي ينتظر ان ترفع من مجلس الوزراء بداية الشهر المقبل ولابد من حصول المصادقة عليها من مجلس النواب ،كما ان الشعب العراقي بدأ يتذمّر ويسخط بسبب هذا التأخير وما سيسببه من تداعيات ، فمن جهة هناك حاجة لاقرار قوانين مهمة من قبل مجلس النواب الجديد ومنها قانون النفط والغاز والتعديلات الدستورية وقانون رواتب المتقاعدين وقد ذكر الموقع الرسمي لمجلس النواب ان هناك 150 مشروع قانون جديد لم ينجح مجلس النواب السابق لاقرارها وبحاجة الى ان تبحث في مجلس النواب القادم "
كما ونفى ممثل المرجعية الدينية ان تكون المرجعية الرشيدة تقييم اداء الكتل السياسية سواء بالايجاب او السلب ،موضحا ان منهجها هو تقديم المشورة والنصيحة لجميع الكتل السياسية بما يحقق المصالح العليا لهذا البلد وكذلك توجيه ابناء الشعب العراقي جميعاً نحو المنهج والسلوك الذي يحقق له الوحدة والتآلف ويحفظ له مصالحه قائلا "ان المرجعية الدينية العليا ليس من منهجها وعادتها ان تقيّم اداء هذه الكتلة او تلك الكتلة ايجابا ً او سلبا ً ... او ان مسار او تبنيات هذه الكتلة او تلك مقبول او مرفوض،موضحا ان منهجها يكمن بتقديم المشورة والنصيحة لجميع الكتل السياسية بما يحقق المصالح العليا لهذا البلد وكذلك توجيه ابناء الشعب العراقي جميعاً نحو المنهج والسلوك الذي يحقق له الوحدة والتآلف ويحفظ له مصالحه ، اضافة الى التأشير الى المسار الخاطئ في الاداء السياسي بصورة عامة اذا وجدت ذلك في عمل الكتل السياسية العراقية بصورة عامة وبيان كيفية تصحيح هذا المسار،مبينا اما اذا كانت بعض الكتل السياسية او بعض الشخصيات يتصورون ان هذا المنهج او هذه المتبنيات لهذه الكتلة او تلك مقبول ومرضي لدى المرجعية الدينية العليا دفعا ً للحرج من نفسها فهو امر ليس بصحيح وليس من منهج المرجعية الدينية العليا ذلك ابداً لا من خلال الكلام الصريح ولا من خلال الارشادات او الايحاءات "
كما رد سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على بعض التساؤولات والطلبات التي تطالب من المرجعية الدينية العليا بالنجف الاشرف اصدار بيانات حول بعض التصرفات المتطرفة من هذا الطرف او ذاك قائلا "يطلب بعض الاخوة ان تصدر المرجعية الدينية العليا بياناً حول بعض التصرفات او الاقوال المتطرفة التي تصدر من هذا الطرف او ذاك .. وابيّن هنا ان مثل هذه الامور لا تخدم مصالح المسلمين بل تضر بوحدتهم وتقاربهم وتزرع الاحن والاحقاد والتباعد فيما بينهم ، وتدعو المرجعية الدينية العليا عقلاء القوم من العراقيين لمنع وقوع مثل هذه الامور ولجم هذه الاطراف من كلا الفريقين عن تطرفها وتصرفاتها .. فاننا ما احوج – خاصة هذه الايام – الى التقارب والتوحّد والتآلف وقد سبق ان صدر بيان عن مكتب سماحة السيد بتاريخ 14/محرم الحرام / 1431هـ ( فليراجع بهذا الشأن).
موقع نون خاص
تعليق