حي على خير العمل المالكي هو الامل اللهم والي من والاه وانصر من نصره !!!

سُئلَ الامام الصادق عليه السلام عن معنى (حي على خير العمل) الواردة في الاذان فقال عليه السلام : خير العمل الولاية . وفي خبر آخر خير العمل بر فاطمة وولدها عليهم السلام.
اذن هذا المعنى والمفهوم /حي على خير العمل/ ، مقترن اقترانا تاما باهل البيت عليهم السلام ، وهو دلالة واشارة الى وجودهم وعظمتهم وعلو ومكانة قدرهم بمعنى الاطلاق والخصوص.
فالاطلاق فهو يشير الى (الولاية) كما جاء في الخبر ، والولاية المرتبطة باهل البيت عليهم السلام هي الولاية العامة ، الناتجة من مفهوم العصمة المطلقة التي كرم بها الله سبحانه اهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
ومن هذا الباب لا يمكن ان يقترن هذه المفاهيم السامية مثل /حي على خير العمل/ بشخص من عامة الناس مهما كانت مكانته او قدره ، لان مجرد تقريبها على ذات معينة هي مجازفة ومغامرة كبيرة ، لا يمكن ان تتحملها اي ذات بشرية من عامة الناس.
وهذا المفهوم استخدم كثيرا في فترة حكم الطاغية صدام ، وهو نفسه الذي استفز العراقيين مرارا وتكرارا ، من خلال اطلاق تعابير كثيرة يراد ترسيخها في ذهنية العراقيين بصورة ممنهجة ، مثل الاسماء الكثيرة التي اطلقت على صدام الشبيهة بالاسماء العظمى لله سبحانه ، وكذلك المقولة المشهورة "اذا قال صدام ، قال العراق" .
وهذه المنهجية التي استخدمها النظام السابق ، ليست عشوائية او تملقية فحسب ، انما هي مفاهيم خطيرة ، يراد منها الغاء جميع العقول واختزالها بعقلية صدام حسين ، التي اطلع الجميع على مستواها المتدني. وبطريقة اخرى انه لا يحق لك ابداء اي رأي ما دام صدام موجودا ، وان كل ما يقوله صدام بحسنه وقبحه هو الذي ينفذ ، وهذا هو الترجمة الحقيقية لسياسة الكبت والاقصاء والاضطهاد ، لانهم يعتبرون الشعب العراقي مجرد قطيع ، يجب سوقه في الاتجاه الذي يريدون ، ونزع ارادته وكم افواه ابنائه.
مع كل الاسف هذه الثقافة بدأت تعود شيئا فشيئا ، وهي ثقافة القائد الاوحد والرجل الاوحد الذي تلغى في ذاته كل العقول ، وكأن العراق لا يملك من الطاقات ما يملكها هذا القائد.
كنا نعتقد ان الاحزاب المناضلة لاسيما الاحزاب الدينية ، ستأتي للعراق وتؤسس ضد كل الممارسات التي كانت تمارس في زمن النظام السابق ، ولم نعتقد انها تاتي لتنتهج نفس النهج الذي كان ينتهجه نظام الطاغية صدام .
يبدو ان السلطة والنفوذ والغرور الذي تمكن من تصرفات حزب الدعوة /جناح المالكي/ ، دفعهم الى الاستهزاء بعقول العراقيين ، وفرض عقلية قائدهم الاوحد عليه ، وبنفس الطريقة التي انتهجها صدام حسين.
صدمت بصدمة كبيرة وانا ارى لوحة في ساحة التحرير ببغداد ، فيها صورة المالكي ومكتوب عليها (حي على خير العمل .. المالكي هو الامل .. اللهم والي من والاه وانصر من نصره) ، وهذا قمة التأليه لشخص المالكي ، وقمة الاستهزاء بعقول العراقيين ، من خلال تقريب شخصية المالكي المليء بالاخطاء الى شخصية وذوات اهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
واذا كان الامر هكذا ، ماذا ابقينا لحزب البعث ، وماذا سيكون لهذا الشخص بالمستقبل ، وماذا يقول لاهل البيت حين يلاقيهم في الحياة الاخرة.
هنيئا لك يا مالكي بحاشية (البعث الجدد) التي تحيط بك ، التي ستوصلك الى يوم ، تجد نفسك الاله لتعبد ، وتجبر الاخرين على عبادتك.
تعليق