إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج : مواضيع المباهلة والحبيب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحميراء وإرضاع الرجال في اهم كتب أتباع الخلفاء الثلاثة


    - قال أحمد بن حنبل:
    حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يعقوب قال ثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت:
    أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو وكانت تحت أبى حذيفة بن عتبة رسول الله (ص) فقالت: ان سالما مولى أبى حذيفة يدخل علينا وأنا فضل وأنا كنا نراه ولدا وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله (ص) زيدا فانزل الله ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فأمرها رسول الله (ص) عند ذلك ان ترضع سالما فارضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة ان يراها ويدخل عليها وان كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس حتى يرضع في المهد وقلن لعائشة والله ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول الله (ص) لسالم من دون الناس.
    تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد جيد (1).




    - قال محمّد بن حبّان:
    أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال: أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ابن شهاب: أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال: أخبرني عروة بن الزبير:
    أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ـ وكان من أصحاب رسول الله (ص) وكان قد شهد بدرا وكان قد تبنى سالما الذي يقال له: سالم مولى أبي حذيفة كما تبنى رسول الله (ص) زيد بن حارثة وأنكح أبو حذيفة سالما ـ وهو يرى أنه ابنه ـ ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهي يومئذ من المهاجرات الأول وهي يومئذ أفضل أيامى قريش فلما أنزل الله في زيد بن حارثة ما أنزل فقال: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم رد كل واحد ممن تبنى أولئك إلى أبيه فإن لم يعلم أبوه رد إلى مولاه فجاءت سهلة بنت سهيل ـ وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي ـ إلى رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه؟

    فقال رسول الله (ص) لي: (أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنك) ففعلت وكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك عائشة فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال وأبى سائر أزواج رسول الله (ص) أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس وقلن: ما نرى الذي أمر به رسول الله (ص) سهلة بنت سهيل إلا رخصة في سالم من رسول الله (ص) لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد فعلى هذا من الخبر كان رأي أزواج رسول الله (ص) في رضاعة الكبير.
    قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين (2).
    ــــــــ

    (1) أحمد بن حنبل، المسند، تحقيق شعيب الأرنؤوط، (القاهرة، مؤسّسة قرطبة، لات)، ج6، ص270، ح26373.
    (2) محمّد بن حبّان، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، (ط2، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1414/ 1993)، ج10، ص27، ح4215.


    تعليق
    - قبل كلّ شيء نحن نجلّ مقام الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله من أنّه أمر الحميراء بهذا الفعل الشنيع، بل هو من كذبها؛ فكما روى شيخنا الصّدوق عن مولانا الإمام الصادق عليه السّلام: "ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلّى الله عليه وآله: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وإمرأة".

    - في إسناد الحديثين الناصبي الملعون عروة بن الزبير ابن أخت عائشة بنت عتيق؛ فالأيادي الأمويّة في الوضع مستبعدة.

    - الحميراء عائشة لم تكتفِ بإرضاع (الرجال) بل كانت تأمر به حتّى أخواتها وبنات أخيها.

    - هل يُعقل أن يجهل جميع أزواج النبيّ هذا الحكم والحميراء وحدها تعرفه؟!!

    - إذا كان فعل عائشة مباحاً؛ فلماذا رفضن أزواج النبيّ ذلك؟

    - ما معنى أنّها كانت ترضع "من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وان كان كبيراً". .. هل نجد لها تفسيراً؟؟

    - عائشة كانت عاقراً؛ فكيف كانت ترضع الرجال؟؟

    - ما دخل أخوات وبنات أخ الحميراء في أن يرضعن من كانت عائشة ترغب به؟؟

    - كيف يدّعي المخالفون أنّ رضاعة عائشة كانت لحكم خاص لسالم بينما الحديثين يذكران أنّها كانت تُرضع (الرجال) بل وتأمر أخواتها وبنات أخيها بالرضاع؟

    - لماذا لا تقتدي نساء المخالفين بفتوى أُمّهن؟. .. هل يستنكفّن من فتوى الحميراء أم أنّهنّ أكثر حياءً وأتقى من عائشة؟

    - ماذا نسمّي دعوة الحميراء هذه؟. .. دعوة خير وصلاح أم دعوة ارتضاع و. ... ؟؟


    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم، ،،
    التعديل الأخير تم بواسطة jihad; الساعة 14-10-2010, 06:39 AM.

    تعليق


    • لايختلف اي شيعي على فساد عائشه اخلاقيا واهل السنه هم من ينقلون عنها هذا

      عن غيرتها من امهات المؤمنين وكذبها على الرسول وحسدها من زوجاته

      عليها من الله ماتستحق

      تعليق


      • لايختلف اي شيعي على فساد عائشه اخلاقيا واهل السنه هم من ينقلون عنها هذا

        عن غيرتها من امهات المؤمنين وكذبها على الرسول وحسدها من زوجاته


        عليها من الله ماتستحق

        تعليق


        • لمن يزعم ان الشيخ ياسر الحبيب لم يدرس بالحوزه السيد حسين القلاف قال باحدى اللقاءات انه درس ولمده 3 سنين في قم

          فلاتفترووون على الرجل بالكذب ....

          وان كنتم اهل عائشه وابابكر وعمر ومعاويه وعثمان ويزيد واهل البغاء فحشركم الله معهم

          تعليق


          • هل حقا ياسر الحبيب موالي ؟؟؟

            بسم الله ارحمن الرحيم
            و الصلاة والسلام على سيدنا و حبيبنا و شفيعنا ابا القاسم محمد و على ال بيته الطيبين الطاهرين و صحبه الاخيار المنتجبين و على جميع الانبياء و المرسلين و لعنة الله الدائمة على اعدائهم من الاولين و الاخرين و الحمد لله رب العالمين .
            اللهم العن الجبت و الطاغوت و النعثل و ابي سفيان و معاوية و يزيد و ال امية و ال مروان و كل الحاقدين على محمد و اله و اتباعهم من النواصب و الوهابيين .

            الهي العلي العطيم ابرا اليك من جميع اصحاب العمائم الذين يدعون زورا و بهتانا الولاء لمحمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين يا رسول الله اخجل حين يقولون ان امثال السيخ ياسر الحبيب يمثلون مدرسة ال محمد و شعائر ال محمد المقدسة شيخنا ليتك لم تقم بما قمت به اتجاه مراجعنا العظام و صورة مذهبنا النقية الساطعة باسم محمد و ال محمد .

            خاطبتك بشيخنا ليس لبيان قدر ما لك انما من اجل نفسي و احتراما لمبادئ الاسلام التي تربيت عليها و احترام للعمامة التي تجسد الانتماء الى مدرسة ال محمد . من اين ابدا معك يا شيخ ياسر فان اردت ان احصي تجاوزاتك و تطاولك على المراجع العظام احتاج الى صفحات و صفحات كي ادون و تطاولك على رجال الدين و رموز الجهاد وصولا الى الفتنة الكبرى بتعرضك البغيض لعرض رسول الله محمد .

            1 ــ سابدا من تطاولك المتكرر و السافر على مراجعنا العظام احياء كانوا ام اموات :

            كيف ابدا و اين انتهي شيخ ياسر من اعطاك الحق ام من اذن لك و اوكلك كي تقيم علمائنا الاجلاء كيف تصف اية الله العظمى الشيخ بهجت تقي بالضال لا بل ترميه بالكفر و العياذ بالله , من انت و ما هي رتبتك العلمية حتى تفتي من عندك من انت امام قامت زعيم حوزة قم اية الله العظمى المرجع الشيخ الوحيد الخراساني الذي عزى و حضر الدفن و صلى على الجثمان الطاهر للشيخ بهجت لا بلبكاه بكاء الاخ بالاضافة الى عدد كبير من المراجع و العلماء الافاضل.
            و من خلال اجابتك عن سؤال حول اعلمية السيد الشيرازي ام الامام الخوئي من اعطك الحق ان تصف اية الله العظمى و المرجع الابرز و زعيم حوزة النجف الاشرف بانه محقق جليل نافيا عنه المرجعية لا اكاد اصدق ما تفعله بحق مراجعنا العظام و الهتك فيهم احياء كانوا ام اموات و كيف تجرا و ترمي الامام الخميني و السيد القائد بالكفر و العياذ بالله . هل بات تكفير المراجع و التقليل من قيمتهم العلمية سهلا لهذه الدرجة و اخيرا اكملت عقد ابداعتك الفكرية و اتجاهاتك التوحيدية لابناء المذهب الواحد بالتطاول على اية الله الشيخ مكارم السيرازي , بالله عليك كيف ستلقى المصطفى و علي و انت تهتك و تشنع بمن اخذوا على عاتقهم مسؤلية حفظ المذهب و الدين و اعلاء راية الاسلام و الولاية .

            هذه اول صفحات عزك و مجدك يا ياسر الحبيب اما ثاني هذه الطامات فهي تطاولك على رموز المقاومة و الحهاد الشيعي بدءا من التطاول على السيد نصر الله و اليد موسى الصدر من خلال الردود على الاسئلة الواردة الى موقعك الالكتروني و نفي صفة الشهادة عن الحاج عماد مغنية و رمي المقاومة في لبنان بالضلال لانهم ساندوا المقاومة السنية في فلسطين في الحرب ضد الصهاينة اعداء الله و الانبياء , الم يساند علي سلام الله عليه الجيش الذي حضر لفتح فارس و وضع الخطط و الافكار و اعطى المشورة لعمر بن الخطاب ( و نحن لسنا بمنزلة الامام علي بل لسنا بمنزلة نعليه و اهل فلسطين ليسوا اخبث من الطاغوت المذكور ) .

            و اخيرا وصلت بنا الى محطة الاعودة حينما رميت عائشة زوجة النبي بالزنى ايعقل هذا الم تدري انه برات من هذا الفعل في القران فما جلبت على شيعة علي بفعلتك هذه الا الشتم و اللعن و السب لمراجعنا و اعلامنا و علمائنا و ائمتنا و لم تجلب للموالين الا المزيد من الحقد و الاسباب لاستهدافهم و قتلهم فو الله ما هذه افعال الموالي الحق .

            اخيرا اقول لك كلمتي هذه , هل من يتطاول على مراجعنا الكبار مثل ما فعل اللعين العريفي مع الامام السيد السيستاني يكون حقا موالي . هل من يتهم مجاهدي الشيعة و اعلامهم الجهادية بالضلال و ينفي عن شهدائهم الذين ماتوا و عصبة يا حسين تلتف على جبينهم الشهادةيفرق عن الوهابيين الذين حرموا الدعاء للمقاومة في لبنان اثناء حرب تموز هل هذا موالي حقا ؟؟؟؟؟
            هل ان مسه بشرف الرسول الاكرم فعل موالي حقا ؟؟؟؟
            هل يرضى الامام الشيرازي ( رضوان الله عليه ) بما تقوم به قطعا لا فلا تؤذي قلبه بتشتيت الشيعة عد الى رشدك و اعمل بالحق .
            لاجل كل هذا نعم يا ياسر انت لست بموالي و انت الشيعي البتري .
            و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمبن.

            تعليق


            • نعم انه موالي رغما عن انفك وانف كل من يلعق موائد الوهابية ويتملقهم خوفا على نفسه

              تعليق


              • اخي العزيز أعجبني موضوعك
                بشكل عام كلامي ليس دفاعاً
                عن ياسر الحبيب وغيره
                بس للمعلومية المراجع ليسوا معصومين مع عظم مكانتهم العلمية الكبيرة
                ولاننسى بإن حتى المراجع أنفسهم صارت بينهم قضايا خلافيه وصلت إلى أبعد حدودها نحن ليس في صدد ذكرها
                ولاننسى بإن هناك من سموا نفسهم بإنهم مراجع وعلماء تسببوا في شق الصف الشيعي بإجتهاداتهم بإتفاق الجميع
                ولاننسى الشلقماني التي جاءت لعنة أمام صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف عليه مع علو شأنه في ذاك الوقت
                والأهم بإن ليس هناك دليل في تحريم الرد بشكل علمي على المراجع والعلماء مهما كان شكل الرد
                فلا ننسى العلماء السابقين كالشيخ المفيد والشيخ الصدوق وغيرهم كيف كان طرحهم العلمي وردهم إنما هي أختلافات في الرأي مهما كان نوع الأختلاف
                والمهم في الموضوع
                بإن هذه الخلافات وتعدد وجهات النظر مهما كانت قساوتها
                لاتجعلنا بإن ننصاع إلى الوهابية ومن لف لفهم بإن نتنازل عن عقيدتنا
                في الأمامة والبراءة من أجل أرضاء الوهابية الذين يهدفون إلى أحراق التراث العلمي الشيعي الأصيل
                وهذا مانراه بسبب أرضاء الوهابية ومن لف لفهم بإن الصف الشيعي قد أنشق أكثر من ذي قبل
                مما يساهم في تجاوز الوهابية وتعديهم على كل معتقدات هذا المذهب الأصيل وليس بعيداً
                كما فعلوا بهدم قبور البقيع الغرقد أن يكملوا عملهم بهدم قبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
                وتهديم باقي المشاهد كما حدث في سامراء بإسم الأرهاب وماخفي أعظم
                واللهم صل وسلم على محمد وآل محمد الأطهار

                تعليق


                • انا لست بوهابي و لا اريد حتى ان ارى وهابي واحد على وجه الارض
                  لكن اخي الكريم هل هذا اسلوب ال محمد
                  هل هكذا اسلوب المدرسة العلوية
                  لا و الف لا
                  و ليس من حق ياسر الحبيب ان يقيم المراجع
                  يبدو انك لم ترد من على الحقائق التي اوردتها بل اكتفيت بالتجريح بي و فقط
                  و نحن لا نخاف على نفسنا بل نتمنى ان نموت فداء لابي عبد الله
                  لكن التقية يا خي
                  من لا تقية له لا دين له

                  تعليق


                  • الشيخ ياسر الحبيب يكتب: قسما يا زهراء سنثأر!

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    ‏بات لزاما علينا ونحن نقترب من إكمال خمس سنوات من عمر "خدام المهدي عليه السلام"؛ أن نبوح بسرٍ ظل مخفيا في الآنف من الزمن. ولم يكن في واردنا أن نبوح به، لأنه سر ظل طيّ الكتمان طوال هذه الفترة إلا في حدود ضيقة وفي دوائر شديدة الخصوصية، ولم نكن نرى أن ينتشر هذا السر في سنوات المهد، لما قد يعتري تلك السنوات من مخاطر الانزلاق في الدعاية وتزكية النفس، ولما قد يؤديه مثل ذلك البوح من تبعات غير ضرورية في مرحلة التأسيس.
                    أما وقد تجاوز الخدّام هذه المرحلة، وأصبحت أقدامهم أكثر ثباتا ونفوسهم أكثر طمأنينة، بعدما صقلتهم التجربة، ومحّصهم البلاء، فإن هذا السر وأمثاله لا مندوحة عن كشفه وتبيانه، حتى ولو كان بهذا الحجم وبهذه الخطورة، لأن أمرا كهذا لابد أن يظهر يوما، وفي ظهوره حافز - إن شاء الله تعالى - لتحقيق المبادئ والمُثُل العليا لخدام الإمام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
                    أما سرّنا المخفي، فيكمن في السبب الحقيقي لقيام هذه الهيئة المباركة وتأسيس هذا الخط، وما يتعلق بنقطة التفكير بالانطلاق، والغاية الأساسية من التحرك والإنشاء. متى كان ذلك.. وأين.. ولماذا؟!
                    أما الزمان فكان في مثل هذه الأيام، قبل ست سنوات، أي في أيام استشهاد قطب رحى الوجود والأكوان، مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها. وأما المكان فكان في مجلس فاطمي عامر، ارتقى فيه الخطيب المنبر، فبدأ يقصّ على الحاضرين قصة مقتل الزهراء أرواحنا فداها. وبينما كان الجميع يبكون ويندبون؛ ضجّ (أحدنا) بالعويل والصياح ما إن وصل الخطيب إلى لحظة ما صرخت الزهراء "آه" بين الحائط والباب!
                    وهنا أقسم (أحدنا) بهذا القسم: "قسما يا زهراء سنثأر"!
                    ومنذ ذلك الحين، حملنا أمانة هذا القسم المقدّس، ونذرنا أنفسنا للثأر للزهراء صلوات الله عليها، مهما اجترّ ذلك من تحدّيات ومواجهات ورزايا وخطوب. ولذا فإن أحدا لم يسجّل طوال هذه الخمس سنوات؛ تراجعا واحدا من الخدّام عن مبدأ من مبادئهم، لأن الخدّام قد باعوا دنياهم من أجل الزهراء سلام الله عليها، كما باعهم كلُّ من استعبدته الدنيا من الناس.. من أجل الدنيا!
                    ومع هذا؛ فلا يصح لنا أن نكابر على أنفسنا، كأن نقول : أننا لم نتأثّر أو نتضرر يوما بسبب التزامنا بسلوك هذا المسلك الوعر، بل نقول أننا تأثرنا كثيرا، وتضرّرنا أكثر، وقاسينا مرارا من عدم استعداد أحدٍ يُذكر للوقوف إلى جانبنا في المحن والمصاعب، لافتقاد معظم البشر الجرأة والشجاعة التي تجعلهم أنصارا للدين بحق. بيد أننا كنا واثقين من تأييد الزهراء أرواحنا فداها، وكان قد هوّن علينا كل ما نزل بنا من الكرب أنه "بعينها" صلوات الله وسلامه عليها.
                    لقد كان أمرا صعب المراس علينا؛ أن نسير في هذا الطريق الشائك لوحدنا مع ثلة قليلة من الناس امتلكت القوة الإيمانية الخالصة، وحتى هذه الثلة القليلة، لم تكن بمعزل عن الاهتزاز في فترات، والتضعضع في أخرى، فإن القوة تظل في حالة صعود ونزول مع اختلاف الظروف وحجم التحدّيات. ولكن وعلى كل حال؛ ظل "خدام المهدي عليه السلام" صامدين لم يتزحزحوا عن البرّ بقسمهم الأعظم إذ قالوا: "قسما يا زهراء سنثأر"..
                    كيف استطاعوا ذلك؟ والجواب يتلخّص في كلمة عظيمة من كلمات المولى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، والتي نطق بها تنفيسا عن همّه الأكبر، وحزنه الأعمق، وانكساره الأشد. وإن من الواجب أن تكون هذه الكلمة العظيمة نبراسا ومنهاجا لكل مؤمن موالٍ حيث قال عليه السلام: "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةََ ضربا"!!
                    كلنا يعرف أن الأمير (عليه السلام) عندما قام بتغسيل الزهراء (عليها السلام) لاحظ أن متنها قد اسودَّ من ضربة السوط التي أقدم عليها السفلة الأنذال من أبناء العواهر في الحملة البكرية العمرية اللعينة! فكيف يا ترى كانت مشاعر عليٍّ (عليه السلام) وهو يرى ما حلَّ بزوجته البتول الشهيدة المقتولة؟! لا شك أنها بقت غصّة في صدره الشريف، وجرحا نازفا من قلبه المقدّس، وهكذا ينبغي لكل مؤمن موالٍ أن يكون.
                    وعندما كان الخدّام يتعرّضون للرزايا، وحينما كان الجبناء ينفضّون من حولهم، كانوا بلا شك يتأثرون، ولكن هذه الكلمة العلوية العظيمة كانت تتوقد في قلوبهم نارا، فكانوا كلّما استذكروها يزدادون تحمّلا وصبرا وغيرة على مقام سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها، تلك الغيرة التي جعلتهم يصمدون حتى اليوم، وإلى ما شاء الله تعالى. ولعل هذه الكلمة بحق تصلح لأن تكون شعارا لهم.. "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةَ ضربا".
                    إننا مدركون تمام الإدراك أن الالتزام بهذه الكلمة، والبرّ بذلك القسم، سيكلفنا الكثير الكثير من التضحيات، غير أننا لا نرى كل ذلك شيئا يُذكر أمام بحر التضحيات التي قدّمها أئمتنا المظلومون المقتولون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ويكفي فخرا أن راية الخدّام لا تزال خفاقة عالية بحمد الله تعالى، رغم ما اجتهد به أهل الضلال والنفاق؛ والنصب والكفر؛ لتنكيسها وإنهاء وجودها! ولكنهم جهلوا أن هناك سرا! وغاب عنهم أن هناك قوة إلهية "دارت على معرفتها القرون الأولى" تقف وراء هذه الراية وتدافع عنها وتحمي من يحملها.. إنها الزهراء أرواحنا وأرواح العالمين لتراب أقدامها الفداء.
                    لا عجب إذن أن يأتينا اتصال هاتفي من إحدى قارئات "المنبر" التي شهدت بأنها رأت الصديقة الكبرى (سلام الله عليها) في المنام فقالت لها: "مجلة المنبر مجلتنا"!!
                    إنه السرّ.. قسما يا زهراء سنثأر!

                    تعليق


                    • الشيخ ياسر الحبيب يكتب: قسما يا زهراء سنثأر!

                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      ‏بات لزاما علينا ونحن نقترب من إكمال خمس سنوات من عمر "خدام المهدي عليه السلام"؛ أن نبوح بسرٍ ظل مخفيا في الآنف من الزمن. ولم يكن في واردنا أن نبوح به، لأنه سر ظل طيّ الكتمان طوال هذه الفترة إلا في حدود ضيقة وفي دوائر شديدة الخصوصية، ولم نكن نرى أن ينتشر هذا السر في سنوات المهد، لما قد يعتري تلك السنوات من مخاطر الانزلاق في الدعاية وتزكية النفس، ولما قد يؤديه مثل ذلك البوح من تبعات غير ضرورية في مرحلة التأسيس.
                      أما وقد تجاوز الخدّام هذه المرحلة، وأصبحت أقدامهم أكثر ثباتا ونفوسهم أكثر طمأنينة، بعدما صقلتهم التجربة، ومحّصهم البلاء، فإن هذا السر وأمثاله لا مندوحة عن كشفه وتبيانه، حتى ولو كان بهذا الحجم وبهذه الخطورة، لأن أمرا كهذا لابد أن يظهر يوما، وفي ظهوره حافز - إن شاء الله تعالى - لتحقيق المبادئ والمُثُل العليا لخدام الإمام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
                      أما سرّنا المخفي، فيكمن في السبب الحقيقي لقيام هذه الهيئة المباركة وتأسيس هذا الخط، وما يتعلق بنقطة التفكير بالانطلاق، والغاية الأساسية من التحرك والإنشاء. متى كان ذلك.. وأين.. ولماذا؟!
                      أما الزمان فكان في مثل هذه الأيام، قبل ست سنوات، أي في أيام استشهاد قطب رحى الوجود والأكوان، مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها. وأما المكان فكان في مجلس فاطمي عامر، ارتقى فيه الخطيب المنبر، فبدأ يقصّ على الحاضرين قصة مقتل الزهراء أرواحنا فداها. وبينما كان الجميع يبكون ويندبون؛ ضجّ (أحدنا) بالعويل والصياح ما إن وصل الخطيب إلى لحظة ما صرخت الزهراء "آه" بين الحائط والباب!
                      وهنا أقسم (أحدنا) بهذا القسم: "قسما يا زهراء سنثأر"!
                      ومنذ ذلك الحين، حملنا أمانة هذا القسم المقدّس، ونذرنا أنفسنا للثأر للزهراء صلوات الله عليها، مهما اجترّ ذلك من تحدّيات ومواجهات ورزايا وخطوب. ولذا فإن أحدا لم يسجّل طوال هذه الخمس سنوات؛ تراجعا واحدا من الخدّام عن مبدأ من مبادئهم، لأن الخدّام قد باعوا دنياهم من أجل الزهراء سلام الله عليها، كما باعهم كلُّ من استعبدته الدنيا من الناس.. من أجل الدنيا!
                      ومع هذا؛ فلا يصح لنا أن نكابر على أنفسنا، كأن نقول : أننا لم نتأثّر أو نتضرر يوما بسبب التزامنا بسلوك هذا المسلك الوعر، بل نقول أننا تأثرنا كثيرا، وتضرّرنا أكثر، وقاسينا مرارا من عدم استعداد أحدٍ يُذكر للوقوف إلى جانبنا في المحن والمصاعب، لافتقاد معظم البشر الجرأة والشجاعة التي تجعلهم أنصارا للدين بحق. بيد أننا كنا واثقين من تأييد الزهراء أرواحنا فداها، وكان قد هوّن علينا كل ما نزل بنا من الكرب أنه "بعينها" صلوات الله وسلامه عليها.
                      لقد كان أمرا صعب المراس علينا؛ أن نسير في هذا الطريق الشائك لوحدنا مع ثلة قليلة من الناس امتلكت القوة الإيمانية الخالصة، وحتى هذه الثلة القليلة، لم تكن بمعزل عن الاهتزاز في فترات، والتضعضع في أخرى، فإن القوة تظل في حالة صعود ونزول مع اختلاف الظروف وحجم التحدّيات. ولكن وعلى كل حال؛ ظل "خدام المهدي عليه السلام" صامدين لم يتزحزحوا عن البرّ بقسمهم الأعظم إذ قالوا: "قسما يا زهراء سنثأر"..
                      كيف استطاعوا ذلك؟ والجواب يتلخّص في كلمة عظيمة من كلمات المولى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، والتي نطق بها تنفيسا عن همّه الأكبر، وحزنه الأعمق، وانكساره الأشد. وإن من الواجب أن تكون هذه الكلمة العظيمة نبراسا ومنهاجا لكل مؤمن موالٍ حيث قال عليه السلام: "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةََ ضربا"!!
                      كلنا يعرف أن الأمير (عليه السلام) عندما قام بتغسيل الزهراء (عليها السلام) لاحظ أن متنها قد اسودَّ من ضربة السوط التي أقدم عليها السفلة الأنذال من أبناء العواهر في الحملة البكرية العمرية اللعينة! فكيف يا ترى كانت مشاعر عليٍّ (عليه السلام) وهو يرى ما حلَّ بزوجته البتول الشهيدة المقتولة؟! لا شك أنها بقت غصّة في صدره الشريف، وجرحا نازفا من قلبه المقدّس، وهكذا ينبغي لكل مؤمن موالٍ أن يكون.
                      وعندما كان الخدّام يتعرّضون للرزايا، وحينما كان الجبناء ينفضّون من حولهم، كانوا بلا شك يتأثرون، ولكن هذه الكلمة العلوية العظيمة كانت تتوقد في قلوبهم نارا، فكانوا كلّما استذكروها يزدادون تحمّلا وصبرا وغيرة على مقام سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها، تلك الغيرة التي جعلتهم يصمدون حتى اليوم، وإلى ما شاء الله تعالى. ولعل هذه الكلمة بحق تصلح لأن تكون شعارا لهم.. "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةَ ضربا".
                      إننا مدركون تمام الإدراك أن الالتزام بهذه الكلمة، والبرّ بذلك القسم، سيكلفنا الكثير الكثير من التضحيات، غير أننا لا نرى كل ذلك شيئا يُذكر أمام بحر التضحيات التي قدّمها أئمتنا المظلومون المقتولون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ويكفي فخرا أن راية الخدّام لا تزال خفاقة عالية بحمد الله تعالى، رغم ما اجتهد به أهل الضلال والنفاق؛ والنصب والكفر؛ لتنكيسها وإنهاء وجودها! ولكنهم جهلوا أن هناك سرا! وغاب عنهم أن هناك قوة إلهية "دارت على معرفتها القرون الأولى" تقف وراء هذه الراية وتدافع عنها وتحمي من يحملها.. إنها الزهراء أرواحنا وأرواح العالمين لتراب أقدامها الفداء.
                      لا عجب إذن أن يأتينا اتصال هاتفي من إحدى قارئات "المنبر" التي شهدت بأنها رأت الصديقة الكبرى (سلام الله عليها) في المنام فقالت لها: "مجلة المنبر مجلتنا"!!
                      إنه السرّ.. قسما يا زهراء سنثأر!

                      تعليق


                      • اخي العزيز سلطان الواعظين شكرا لمرورك و انت قلت و قولك حجة عليك
                        انت قلت خلافات بين المراجع فهل ياسر الحبيب مرجع كي يقيم
                        و من هو حتى يرمي المراجع بالكفر هو لم يختلف معهم باراء فقهية بل كفرهم

                        تعليق


                        • الشيخ ياسر الحبيب يكتب: من بدأ باستفزاز الآخر؟!

                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          في الحقب الماضية؛ كانت الموازين الطائفية والإثنية مختلة إلى أقصى حد، وليس من المبالغة القول بأن أهل التشيع والولاء نالوا في تلك الفترات النصيب الأوفر والأشد من الاضطهاد والتمييز والظلم والتعسف، كما تعرضوا إلى تهميش وإقصاء متعمّديْن من قبل السلطات الحاكمة والمناوئين لهم من النواصب وأضرابهم. وكان لحالة التهميش والإقصاء الدور الأكبر في حرمان الشيعة من حقوقهم وحجزهم عن الانطلاق في حركتهم الدعوية، فبقوا أسارى نطاقات محلية ضيقة، عاشوا فيها محرومين حتى من ممارسة شعائرهم التعبدية بحرية وأمان، فضلا عن نشر عقيدتهم ورسالتهم والدعوة إليها.
                          عاش الشيعي ملاحقا ومطاردا لا يهنأ بحياته خائفا على مستقبل أبنائه، وحتى في الزمن الأخير حين تكونت هذه الدويلات التي أعقبت سقوط الدولة العثمانية؛ عاش الشيعي في وطنه الجغرافي كمواطن من الدرجة الثانية، تنظر إليه حكومته نظرة العداء، أو نظرة عدم الارتياح في أحسن الحالات، أما الذين يحيطون به من أبناء الملل والمذاهب الأخرى فكانت نظرتهم إليه نظرة الانقباض والمقاطعة غالبا.
                          وبسبب هذه الحالة اختلّ الميزان الطائفي والإثني بين الشيعة وغيرهم، فلأن الآخرين كانوا يعيشون حياة آمنة مستقرة تتوفر فيها كل الحقوق – وما فوق الحقوق – فإنهم كانوا سادة الموقف في كل آن وحين، فانطلقوا في التبشير لعقائدهم والدعوة إلى مذاهبهم بكل حرية وفاعلية، واستطاعوا في موازاة ذلك أن يصنعوا واقعا فرضوا فيه قوانينهم وفرماناتهم ضد منافسيهم التقليديين – أي الشيعة - فأصبح لغير الشيعي الحق في أن يقول ما يشاء ويصنع ما يشاء ويكفّر من يشاء ويهاجم من يشاء ويقتل من يشاء! أما الشيعي فليس له إلا أن يظل حبيس داره خائفا مرعوبا من أن ينقض عليه جلاوزة الأمن أو المخابرات فيجدون عنده تربة حسينية أو نسخة من الصحيفة السجادية هرّبها إلى داخل بلاده ليتسنى له أن يعبد الله ويدعوه بها!
                          ومن المعقول جدا في ظل وضع كهذا أن تنحصر اهتمامات ومطالب الشيعي في الحصول على شيء من الأمان والحرية، وأن يكون السقف الأعلى لمطالبه أن تسمح له السلطات الحاكمة ببناء مسجد أو إنشاء حسينية أو تنظيم حلقات دراسية عقائدية مختصرة للناشئة هنا أو هناك. وإذا تكوّنت بعض الظروف أو الأجواء الإقليمية أو السياسية التي تكون في صالح نيل الفئات المحرومة حقوقها؛ فإن المطالب الشيعية لا تتعدى في أحسن تلك الأحوال دعوات بالسماح بتدريس الفقه الشيعي في المدارس والكليات الحكومية أو تخصيص فترة تلفزية لأحد الخطباء المنبريين للتحدث عن فضائل أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) أو تأسيس مجلس شيعي رسمي أعلى يتولى الأوقاف الدينية والفصل في قضايا الأحوال الشخصية.
                          على هذا الغرار ومن هذا القبيل كانت ولا تزال غاية ما تنتهي إليه المطالب الشيعية، والشيعة ليسوا ملومين في إبقائهم مطالبهم ضمن هذه الحدود، ليس لأن هذا الإبقاء صحيح فهو حتما خاطئ في حد ذاته؛ وإنما ارتفع عنهم اللوم لأن الذهنية الشيعية العامة تربّت في أجواء الحرمان والقلق والخوف والاضطهاد كما أوضحنا، ومثل هذه الذهنية لا يكون لها همّ أكبر سوى الخلاص من هذه الحال التي تكون كل حال عداها أفضل منها في نظرهم.
                          ومع ذلك نجدد القول بأن إبقاء مطالبنا ضمن هذه الحدود الضيقة هو خطأ ليس بيسير، ولئن كنا قد التمسنا العذر لما سلف فإننا لا نكاد نجد عذرا اليوم، ولسنا نجده غدا أكيدا، فليس اليوم كالأمس، والظروف العالمية قد تغيّرت جدا وأتاحت لنا فرصة ذهبية لوثبة ننتزع فيها كامل حقوقنا المسلوبة والضائعة، وحتى لو لم تكن الظروف قد تغيّرت فإن من الواجب – في نظرنا – أن نغيّرها بأنفسنا لنحصل على حقوقنا. وعلى هذا الفهم انطلقت مسيرة خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) لإعادة إنهاض الأمة الشيعية وإعادة التوازن المطلوب في الميزان الإثني وتصحيح المعادلة التي تحكم العلاقة بيننا وبين غيرنا.
                          وضمن هذا الإطار نعتبر نحن – مثلا - أن المطالبات التي سقنا أمثلة لها آنفا لا يجب أن تظل أقصى ما ننادي به أو أن تبقى في رأس السلّم، بل هي في نظرنا تحصيل حاصل لما يجب أن نطالب به، لا من موقع المستعطي، بل من موقع المهيمن الذي يفرض شروطه! والحليم الذي انقدحت شرارة الغضب في عينيه وآن لخصمه أن يتّقيه إذا غضب! فقد تغاضينا كثيرا في ما مضى حتى ظن خصومنا من الحكومات والجماعات الناصبية أننا قد تروّضنا على هذه الحال المزرية! وحتى ظنوا أن الشيعي لن يكون سوى ذلك الشخص الذي إذا صُفع على خدّه الأيمن فإنه يدير للصافع خدّه الأيسر منتظرا صفعته الأخرى!
                          ونعلنها لهؤلاء بملء الفم؛ أننا نحن شيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) الذين تحمّلنا طوال تلك القرون مرارات الظلم والاضطهاد وتغاضينا عنها رغم الجراح؛ لم يعد بوسعنا القبول بصيغة للتوافق أو التعايش من دون الحصول على كامل حقوقنا، والتي يكون من بينها – على سبيل المثال لا الحصر – امتلاكنا لأزمة الأمور في أوطاننا وبلداننا، ففي بلد كالعراق لن نقبل بأقل من أن يكون الحكم لنا لا للأقليات، وفي بلد كالبحرين لن نقبل بأقل من أن نحوز السلطة ولو وفق نظام الملكية الدستورية، وفي بلد كالمنطقة الشرقية لن نقبل بأقل من حكم ذاتي أسوة بأكراد العراق، وفي سائر البلدان لن نقبل بأقل من أن تكون لنا يد طولى – كغيرنا – نتمكن بها من تدبّر شؤوننا بأنفسنا وتأمين حاجاتنا الدينية وإقامة أنشطتنا السياسية والاجتماعية والإعلامية بكل حرية، ولن نقبل بعد اليوم بأن يظل هذا الحظر الطائفي البغيض مفروضا على تحركاتنا وأنشطتنا، فمثلما يحق للناصبي أن يؤسس محطة إذاعية أو فضائية دون عراقيل، ومثلما يحق له أن يستقدم خطيبا دون موانع، أو ينشئ مسجدا دون صعوبات، أو يؤسس جمعية دون تعقيدات؛ يجب أن تكون المعاملة بالمثل بالنسبة للشيعي.
                          هكذا نفهم مطالبنا. ولأنهم يدركون أننا إلى هذا ندعو وبهذا ننادي؛ فإنهم وجهوا إلينا الضربات المتوالية للقضاء علينا خوفا من أن نكون سببا في وعي جماهيري وصحوة شيعية تفتح العيون على ما نُسِي وتغوفل عنه. ورغم العمر القصير لخدام المهدي (عليه السلام) الذي لم يتجاوز حتى الآن السبع سنوات؛ فإن الضربات التي وُجِّهت إلينا كانت من أشدها قسوة وخطورة، ولم يكن من حامٍ سوى مولانا بقية الله الأعظم أرواحنا وأرواح العالمين فداه.
                          وبعدما صدّرناه بات واضحا أن هذا الاتجاه الولائي المسمى بخدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) يختلف عمّا عداه في منطلقاته وأهدافه وغاياته، ونتيجة لذلك اختلفت فلسفته العملية عمّا عداه من الاتجاهات والتيارات أيضا. وهنا نتناول جزئية عملية ثار حولها جدل كبير، فقد قيل أن هؤلاء وعبر إصداراتهم التي تأتي "المنبر" على رأسها يعمدون إلى الاستفزاز بإهانتهم للرموز والشخصيات المقدسة لدى الطرف الآخر.
                          ولأجل أن تتوضح الصورة نقول قبلا أن على ذوي النّهى والعقول أن يضطلعوا بأمر التقييم لنرى إن كان ما قد اعتبروه "استفزازا" هو حقا كذلك أم هو يشابهه في الصورة ويختلف عنه في المضمون. فنحن لا نرى أن ما ينشره الأخوة في "المنبر" استفزاز في حد ذاته، فما هي إلا الحقائق التاريخية والاستنتاجات العلمية التي استُخرجت من بطون كتب القوم وصيغت في قوالب صحافية مثيرة للانتباه حتى يلتفت الناس إلى حقيقة أن آل محمد (صلوات الله عليهم) كانوا مظلومين من أخسّ وأقذر وأكثر الخلق إجراما، وأن هؤلاء المجرمين هم السبب في كل المآسي التي مرّت على الأمة منذ بداية تكونها حتى اليوم، وهم سيكونون السبب في هلاك المليارات من الناس وعذابهم في جحيم جهنم.
                          إن العاقل يرى أنه ليس علينا من تثريب في إيراد الحقائق ولو كانت تستفز الطرف الآخر الذي يحاول الفرار منها وعدم مواجهتها بالنقاش العلمي باتباع أسلوب نعيق التشنيع ونهيق التهويل! لتكن عند هذا المعترض الشجاعة الأدبية للمواجهة العلمية بدلا من كل هذا الصراخ الاستفزاعي، ليقل – مثلا – أن الرواية أو الحديث الكذائي الذي جاءت به "المنبر" كان مكذوبا أو أن المحامل التي حملناها عليه كانت خاطئة. إنهم لا يفعلون ذلك لإدراكهم أن هذا مما يوقعهم في مأزق أكبر حين يتبيّن للكافة أن "المنبر" لم تأتِ إلا بالحقائق وإن كانت مرّة ومؤلمة، فلا يعمدون إلا للتصعيد السياسي والإعلامي التحريضي أملا بإيقاف صدور "المنبر" بأي ثمن وبأية وسيلة، وهذا ما لن ينالوه أبدا بإذن الله تعالى.
                          نكرر قولنا من أن مفهوم الاستفزاز يجب أن يتوضح، فإن كان قصدهم مضمون المادة المنشورة فنحن لا نتحمل مسؤولية ما ورد في كتب القوم من حقائق وإن كانت "قذرة" أحيانا! وإن كان قصدهم أسلوب المادة وطريقة صياغتها فقد أوضحنا مرارا أن هدف "الهداية بالصدمة" يستدعي إثارة الانتباه وبغير ذلك يذهب عناؤنا سدى ولسنا على استعداد لأن نتحمل كل هذه التكاليف ونصرف كل هذا الجهد لإصدار مجلة دورية تتكدس في مخازن الأرشفة كالعشرات غيرها!
                          وتاليا؛ نقول لو سلّمنا جدلا بأن ما تنشره "المنبر" هو استفزاز حقا، فماذا عليها وهم قد بدأوا بالاستفزاز قبلا؟ وأي ذنب علينا حين نحاول أن نقابلهم بالمثل حتى يرتدعوا ويكفوا عن استفزازاتهم المتكررة؟ أليس الله تعالى يقول: "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" (البقرة:194)؟
                          ونعلم بأنهم سيحاولون التبرؤ من بعض "مشايخهم" الذين أهانوا أهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام) في خطبهم ومقالاتهم إذا ما قلنا أننا نرد على استفزازاتكم، فيقولون بأن هؤلاء لا يمثلوننا وإنما نحن نحترم آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكننا نرد قائلين: ليس هذا ما نعنيه بالاستفزاز، بل هذا هو الكفر، فالذي يتطاول على أهل البيت (عليهم السلام) لا يكون له في الإسلام مكان، وإنما نعني بالاستفزاز ذلك الإصرار على استفزاز مشاعر الشيعة الموالين بتمجيد قتلة أهل البيت وظالميهم من خلفاء وحكام الضلالة والجور.
                          أينما يذهب الشيعي يجد استفزازا لمشاعره، فإذا تجوّل في بعض شوارع بلاده وجدها قد حملت أسماء قتلة أهل البيت كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، وكذلك المدارس والمباني الرسمية. وفي المناهج الدراسية الدينية يجد ذلك التعظيم والتفخيم لهؤلاء المجرمين، وكذلك يجده في التلفاز والإذاعة والصحافة، وغير ذلك مما لا يُحصى. فماذا ينتظرون من الشيعة وهم يُستفَزّون يوميا بأمثال هذه الأمور؟! كيف يتوقعون أن تكون ردة فعلهم على رؤيتهم وسماعهم لتمجيدات قتلة وظالمي أئمتهم المعصومين؟! إنما مثل ذلك كمثل من يحمل صورة لشارون (عليه اللعنة) وينصبها في وسط غزة أو يقوم خطيبا ليعدد مآثره في وسط رام الله! كيف تتوقعون أن تكون ردة فعل الفلسطينيين تجاه الذين يمجّدون قاتل آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم وبناتهم وإخوانهم وأخواتهم؟!
                          ألا ليعلموا أن الزهراء (صلوات الله عليها) أعظم عندنا من آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وكل الخلائق.. فماذا ينتظرون منا أن نصنع ونحن نرى كل هذا العناد والتعنت والإصرار على استفزاز مشاعرنا بتمجيد وتعظيم قتلة نبينا وآله عليهم الصلاة والسلام؟! أليسوا ينادون متنطعين بالوحدة الوطنية والوئام الاجتماعي؟ فكيف يتحقق مع بقاء عوامل الاستفزاز وتأجيج المشاعر الدينية يوميا؟!
                          نحن لم نعد نرضى ببقاء هذا الوضع الذي سكتنا عليه في ما مضى، وعليهم أن يفهموا أننا ما دمنا نرى هذا العناد منهم والإصرار على الإهانة والاستفزاز بالاستمرار في تعظيم الخلفاء وحكام الجور (لعنة الله عليهم) فإن لنا الحق كل الحق في أن نحفظ اعتبار أئمتنا (صلوات الله عليهم) بفضح هؤلاء وتعريتهم أمام الملأ، وبشتى الطرق والأساليب.
                          لتلغِ الحكومات القائمة الفقرات التي تمجّد بقتلة أهل البيت (عليهم السلام) من المناهج الدراسية، ولتلغِ أسماءهم من الشوارع والمباني والمساجد، وليكفّ ممثلو الطرف الآخر عن تعظيمهم في الخطب الرنّانة وفي شاشات التلفزة وعلى موجات الأثير، وليتوقفوا عن إصدار الكتب والنشرات التي تمدحهم، وبالجملة فليتوقفوا عن كل ما يستفز مشاعرنا في هذا الشأن، فحينئذ يمكن أن تتم عملية مراجعة للسياسات والأساليب الدعوية الشيعية القائمة، أما قبل ذلك فليس هنالك من مجال سوى الاستمرار بما نحن عليه من مقابلة بالمثل حتى يتحقق التوازن المطلوب الذي أوضحناه في صدر هذا الاستهلال.
                          ولعلهم يقولون أن نظرتنا لتلك الشخصيات تختلف عن نظرتكم، فأنتم ترونها شخصيات ظالمة بينما نحن لا نراها كذلك بل نعتبرها من أعظم الشخصيات في التقوى والعدالة ولا نعترف بظلمها لأهل البيت، فمن حقنا أن نمجّدها ونعظّمها كيف نشاء. ونرد جوابا: أن المعيار ليس ما تعتقدونه أنتم، بل ما يثبته ويؤصّله الواقع التاريخي، وعلاوة على هذا نقول بكل ثقة واعتزاز، أن المعيار هو معيارنا نحن لا أنتم، لأن الكلمة اليوم هي للشيعة والتشيّع وليست لكم! وكما كنا طوال قرون نعظّم أئمتنا ونمجّدهم ونتداول في مآثرهم ومناقبهم ونقيم مجالس ذكرهم في بيوتنا المغلقة خوفا من ملاحقتكم وملاحقة سلطاتكم الظالمة، فإن عليكم اليوم أن تصنعوا الشيء ذاته لأن الوضع قد انقلب وقد حان موعد أن يكون للشيعة المحرومين القدرة في فرض واقعهم الذي يريدون، فإذا أردتم تمجيد خلفائكم فمجّدوهم في ما بينكم لا على الملأ.
                          إلا تفعلوا.. فلا يأتينّ أحدكم ليتهمنا بالاستفزاز أو ليطالبنا بالكف عن فضح أئمة الضلالة والظلم. ومن موقع القوة والشجاعة نقولها ونعلنها، فإذا أردتم الاستمرار في العناد، فجرّبوا.. لتندموا! هكذا قُضي الأمر!

                          تعليق


                          • الشيخ ياسر الحبيب يكتب: من بدأ باستفزاز الآخر؟!

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            في الحقب الماضية؛ كانت الموازين الطائفية والإثنية مختلة إلى أقصى حد، وليس من المبالغة القول بأن أهل التشيع والولاء نالوا في تلك الفترات النصيب الأوفر والأشد من الاضطهاد والتمييز والظلم والتعسف، كما تعرضوا إلى تهميش وإقصاء متعمّديْن من قبل السلطات الحاكمة والمناوئين لهم من النواصب وأضرابهم. وكان لحالة التهميش والإقصاء الدور الأكبر في حرمان الشيعة من حقوقهم وحجزهم عن الانطلاق في حركتهم الدعوية، فبقوا أسارى نطاقات محلية ضيقة، عاشوا فيها محرومين حتى من ممارسة شعائرهم التعبدية بحرية وأمان، فضلا عن نشر عقيدتهم ورسالتهم والدعوة إليها.
                            عاش الشيعي ملاحقا ومطاردا لا يهنأ بحياته خائفا على مستقبل أبنائه، وحتى في الزمن الأخير حين تكونت هذه الدويلات التي أعقبت سقوط الدولة العثمانية؛ عاش الشيعي في وطنه الجغرافي كمواطن من الدرجة الثانية، تنظر إليه حكومته نظرة العداء، أو نظرة عدم الارتياح في أحسن الحالات، أما الذين يحيطون به من أبناء الملل والمذاهب الأخرى فكانت نظرتهم إليه نظرة الانقباض والمقاطعة غالبا.
                            وبسبب هذه الحالة اختلّ الميزان الطائفي والإثني بين الشيعة وغيرهم، فلأن الآخرين كانوا يعيشون حياة آمنة مستقرة تتوفر فيها كل الحقوق – وما فوق الحقوق – فإنهم كانوا سادة الموقف في كل آن وحين، فانطلقوا في التبشير لعقائدهم والدعوة إلى مذاهبهم بكل حرية وفاعلية، واستطاعوا في موازاة ذلك أن يصنعوا واقعا فرضوا فيه قوانينهم وفرماناتهم ضد منافسيهم التقليديين – أي الشيعة - فأصبح لغير الشيعي الحق في أن يقول ما يشاء ويصنع ما يشاء ويكفّر من يشاء ويهاجم من يشاء ويقتل من يشاء! أما الشيعي فليس له إلا أن يظل حبيس داره خائفا مرعوبا من أن ينقض عليه جلاوزة الأمن أو المخابرات فيجدون عنده تربة حسينية أو نسخة من الصحيفة السجادية هرّبها إلى داخل بلاده ليتسنى له أن يعبد الله ويدعوه بها!
                            ومن المعقول جدا في ظل وضع كهذا أن تنحصر اهتمامات ومطالب الشيعي في الحصول على شيء من الأمان والحرية، وأن يكون السقف الأعلى لمطالبه أن تسمح له السلطات الحاكمة ببناء مسجد أو إنشاء حسينية أو تنظيم حلقات دراسية عقائدية مختصرة للناشئة هنا أو هناك. وإذا تكوّنت بعض الظروف أو الأجواء الإقليمية أو السياسية التي تكون في صالح نيل الفئات المحرومة حقوقها؛ فإن المطالب الشيعية لا تتعدى في أحسن تلك الأحوال دعوات بالسماح بتدريس الفقه الشيعي في المدارس والكليات الحكومية أو تخصيص فترة تلفزية لأحد الخطباء المنبريين للتحدث عن فضائل أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) أو تأسيس مجلس شيعي رسمي أعلى يتولى الأوقاف الدينية والفصل في قضايا الأحوال الشخصية.
                            على هذا الغرار ومن هذا القبيل كانت ولا تزال غاية ما تنتهي إليه المطالب الشيعية، والشيعة ليسوا ملومين في إبقائهم مطالبهم ضمن هذه الحدود، ليس لأن هذا الإبقاء صحيح فهو حتما خاطئ في حد ذاته؛ وإنما ارتفع عنهم اللوم لأن الذهنية الشيعية العامة تربّت في أجواء الحرمان والقلق والخوف والاضطهاد كما أوضحنا، ومثل هذه الذهنية لا يكون لها همّ أكبر سوى الخلاص من هذه الحال التي تكون كل حال عداها أفضل منها في نظرهم.
                            ومع ذلك نجدد القول بأن إبقاء مطالبنا ضمن هذه الحدود الضيقة هو خطأ ليس بيسير، ولئن كنا قد التمسنا العذر لما سلف فإننا لا نكاد نجد عذرا اليوم، ولسنا نجده غدا أكيدا، فليس اليوم كالأمس، والظروف العالمية قد تغيّرت جدا وأتاحت لنا فرصة ذهبية لوثبة ننتزع فيها كامل حقوقنا المسلوبة والضائعة، وحتى لو لم تكن الظروف قد تغيّرت فإن من الواجب – في نظرنا – أن نغيّرها بأنفسنا لنحصل على حقوقنا. وعلى هذا الفهم انطلقت مسيرة خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) لإعادة إنهاض الأمة الشيعية وإعادة التوازن المطلوب في الميزان الإثني وتصحيح المعادلة التي تحكم العلاقة بيننا وبين غيرنا.
                            وضمن هذا الإطار نعتبر نحن – مثلا - أن المطالبات التي سقنا أمثلة لها آنفا لا يجب أن تظل أقصى ما ننادي به أو أن تبقى في رأس السلّم، بل هي في نظرنا تحصيل حاصل لما يجب أن نطالب به، لا من موقع المستعطي، بل من موقع المهيمن الذي يفرض شروطه! والحليم الذي انقدحت شرارة الغضب في عينيه وآن لخصمه أن يتّقيه إذا غضب! فقد تغاضينا كثيرا في ما مضى حتى ظن خصومنا من الحكومات والجماعات الناصبية أننا قد تروّضنا على هذه الحال المزرية! وحتى ظنوا أن الشيعي لن يكون سوى ذلك الشخص الذي إذا صُفع على خدّه الأيمن فإنه يدير للصافع خدّه الأيسر منتظرا صفعته الأخرى!
                            ونعلنها لهؤلاء بملء الفم؛ أننا نحن شيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) الذين تحمّلنا طوال تلك القرون مرارات الظلم والاضطهاد وتغاضينا عنها رغم الجراح؛ لم يعد بوسعنا القبول بصيغة للتوافق أو التعايش من دون الحصول على كامل حقوقنا، والتي يكون من بينها – على سبيل المثال لا الحصر – امتلاكنا لأزمة الأمور في أوطاننا وبلداننا، ففي بلد كالعراق لن نقبل بأقل من أن يكون الحكم لنا لا للأقليات، وفي بلد كالبحرين لن نقبل بأقل من أن نحوز السلطة ولو وفق نظام الملكية الدستورية، وفي بلد كالمنطقة الشرقية لن نقبل بأقل من حكم ذاتي أسوة بأكراد العراق، وفي سائر البلدان لن نقبل بأقل من أن تكون لنا يد طولى – كغيرنا – نتمكن بها من تدبّر شؤوننا بأنفسنا وتأمين حاجاتنا الدينية وإقامة أنشطتنا السياسية والاجتماعية والإعلامية بكل حرية، ولن نقبل بعد اليوم بأن يظل هذا الحظر الطائفي البغيض مفروضا على تحركاتنا وأنشطتنا، فمثلما يحق للناصبي أن يؤسس محطة إذاعية أو فضائية دون عراقيل، ومثلما يحق له أن يستقدم خطيبا دون موانع، أو ينشئ مسجدا دون صعوبات، أو يؤسس جمعية دون تعقيدات؛ يجب أن تكون المعاملة بالمثل بالنسبة للشيعي.
                            هكذا نفهم مطالبنا. ولأنهم يدركون أننا إلى هذا ندعو وبهذا ننادي؛ فإنهم وجهوا إلينا الضربات المتوالية للقضاء علينا خوفا من أن نكون سببا في وعي جماهيري وصحوة شيعية تفتح العيون على ما نُسِي وتغوفل عنه. ورغم العمر القصير لخدام المهدي (عليه السلام) الذي لم يتجاوز حتى الآن السبع سنوات؛ فإن الضربات التي وُجِّهت إلينا كانت من أشدها قسوة وخطورة، ولم يكن من حامٍ سوى مولانا بقية الله الأعظم أرواحنا وأرواح العالمين فداه.
                            وبعدما صدّرناه بات واضحا أن هذا الاتجاه الولائي المسمى بخدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) يختلف عمّا عداه في منطلقاته وأهدافه وغاياته، ونتيجة لذلك اختلفت فلسفته العملية عمّا عداه من الاتجاهات والتيارات أيضا. وهنا نتناول جزئية عملية ثار حولها جدل كبير، فقد قيل أن هؤلاء وعبر إصداراتهم التي تأتي "المنبر" على رأسها يعمدون إلى الاستفزاز بإهانتهم للرموز والشخصيات المقدسة لدى الطرف الآخر.
                            ولأجل أن تتوضح الصورة نقول قبلا أن على ذوي النّهى والعقول أن يضطلعوا بأمر التقييم لنرى إن كان ما قد اعتبروه "استفزازا" هو حقا كذلك أم هو يشابهه في الصورة ويختلف عنه في المضمون. فنحن لا نرى أن ما ينشره الأخوة في "المنبر" استفزاز في حد ذاته، فما هي إلا الحقائق التاريخية والاستنتاجات العلمية التي استُخرجت من بطون كتب القوم وصيغت في قوالب صحافية مثيرة للانتباه حتى يلتفت الناس إلى حقيقة أن آل محمد (صلوات الله عليهم) كانوا مظلومين من أخسّ وأقذر وأكثر الخلق إجراما، وأن هؤلاء المجرمين هم السبب في كل المآسي التي مرّت على الأمة منذ بداية تكونها حتى اليوم، وهم سيكونون السبب في هلاك المليارات من الناس وعذابهم في جحيم جهنم.
                            إن العاقل يرى أنه ليس علينا من تثريب في إيراد الحقائق ولو كانت تستفز الطرف الآخر الذي يحاول الفرار منها وعدم مواجهتها بالنقاش العلمي باتباع أسلوب نعيق التشنيع ونهيق التهويل! لتكن عند هذا المعترض الشجاعة الأدبية للمواجهة العلمية بدلا من كل هذا الصراخ الاستفزاعي، ليقل – مثلا – أن الرواية أو الحديث الكذائي الذي جاءت به "المنبر" كان مكذوبا أو أن المحامل التي حملناها عليه كانت خاطئة. إنهم لا يفعلون ذلك لإدراكهم أن هذا مما يوقعهم في مأزق أكبر حين يتبيّن للكافة أن "المنبر" لم تأتِ إلا بالحقائق وإن كانت مرّة ومؤلمة، فلا يعمدون إلا للتصعيد السياسي والإعلامي التحريضي أملا بإيقاف صدور "المنبر" بأي ثمن وبأية وسيلة، وهذا ما لن ينالوه أبدا بإذن الله تعالى.
                            نكرر قولنا من أن مفهوم الاستفزاز يجب أن يتوضح، فإن كان قصدهم مضمون المادة المنشورة فنحن لا نتحمل مسؤولية ما ورد في كتب القوم من حقائق وإن كانت "قذرة" أحيانا! وإن كان قصدهم أسلوب المادة وطريقة صياغتها فقد أوضحنا مرارا أن هدف "الهداية بالصدمة" يستدعي إثارة الانتباه وبغير ذلك يذهب عناؤنا سدى ولسنا على استعداد لأن نتحمل كل هذه التكاليف ونصرف كل هذا الجهد لإصدار مجلة دورية تتكدس في مخازن الأرشفة كالعشرات غيرها!
                            وتاليا؛ نقول لو سلّمنا جدلا بأن ما تنشره "المنبر" هو استفزاز حقا، فماذا عليها وهم قد بدأوا بالاستفزاز قبلا؟ وأي ذنب علينا حين نحاول أن نقابلهم بالمثل حتى يرتدعوا ويكفوا عن استفزازاتهم المتكررة؟ أليس الله تعالى يقول: "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" (البقرة:194)؟
                            ونعلم بأنهم سيحاولون التبرؤ من بعض "مشايخهم" الذين أهانوا أهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام) في خطبهم ومقالاتهم إذا ما قلنا أننا نرد على استفزازاتكم، فيقولون بأن هؤلاء لا يمثلوننا وإنما نحن نحترم آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكننا نرد قائلين: ليس هذا ما نعنيه بالاستفزاز، بل هذا هو الكفر، فالذي يتطاول على أهل البيت (عليهم السلام) لا يكون له في الإسلام مكان، وإنما نعني بالاستفزاز ذلك الإصرار على استفزاز مشاعر الشيعة الموالين بتمجيد قتلة أهل البيت وظالميهم من خلفاء وحكام الضلالة والجور.
                            أينما يذهب الشيعي يجد استفزازا لمشاعره، فإذا تجوّل في بعض شوارع بلاده وجدها قد حملت أسماء قتلة أهل البيت كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، وكذلك المدارس والمباني الرسمية. وفي المناهج الدراسية الدينية يجد ذلك التعظيم والتفخيم لهؤلاء المجرمين، وكذلك يجده في التلفاز والإذاعة والصحافة، وغير ذلك مما لا يُحصى. فماذا ينتظرون من الشيعة وهم يُستفَزّون يوميا بأمثال هذه الأمور؟! كيف يتوقعون أن تكون ردة فعلهم على رؤيتهم وسماعهم لتمجيدات قتلة وظالمي أئمتهم المعصومين؟! إنما مثل ذلك كمثل من يحمل صورة لشارون (عليه اللعنة) وينصبها في وسط غزة أو يقوم خطيبا ليعدد مآثره في وسط رام الله! كيف تتوقعون أن تكون ردة فعل الفلسطينيين تجاه الذين يمجّدون قاتل آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم وبناتهم وإخوانهم وأخواتهم؟!
                            ألا ليعلموا أن الزهراء (صلوات الله عليها) أعظم عندنا من آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وكل الخلائق.. فماذا ينتظرون منا أن نصنع ونحن نرى كل هذا العناد والتعنت والإصرار على استفزاز مشاعرنا بتمجيد وتعظيم قتلة نبينا وآله عليهم الصلاة والسلام؟! أليسوا ينادون متنطعين بالوحدة الوطنية والوئام الاجتماعي؟ فكيف يتحقق مع بقاء عوامل الاستفزاز وتأجيج المشاعر الدينية يوميا؟!
                            نحن لم نعد نرضى ببقاء هذا الوضع الذي سكتنا عليه في ما مضى، وعليهم أن يفهموا أننا ما دمنا نرى هذا العناد منهم والإصرار على الإهانة والاستفزاز بالاستمرار في تعظيم الخلفاء وحكام الجور (لعنة الله عليهم) فإن لنا الحق كل الحق في أن نحفظ اعتبار أئمتنا (صلوات الله عليهم) بفضح هؤلاء وتعريتهم أمام الملأ، وبشتى الطرق والأساليب.
                            لتلغِ الحكومات القائمة الفقرات التي تمجّد بقتلة أهل البيت (عليهم السلام) من المناهج الدراسية، ولتلغِ أسماءهم من الشوارع والمباني والمساجد، وليكفّ ممثلو الطرف الآخر عن تعظيمهم في الخطب الرنّانة وفي شاشات التلفزة وعلى موجات الأثير، وليتوقفوا عن إصدار الكتب والنشرات التي تمدحهم، وبالجملة فليتوقفوا عن كل ما يستفز مشاعرنا في هذا الشأن، فحينئذ يمكن أن تتم عملية مراجعة للسياسات والأساليب الدعوية الشيعية القائمة، أما قبل ذلك فليس هنالك من مجال سوى الاستمرار بما نحن عليه من مقابلة بالمثل حتى يتحقق التوازن المطلوب الذي أوضحناه في صدر هذا الاستهلال.
                            ولعلهم يقولون أن نظرتنا لتلك الشخصيات تختلف عن نظرتكم، فأنتم ترونها شخصيات ظالمة بينما نحن لا نراها كذلك بل نعتبرها من أعظم الشخصيات في التقوى والعدالة ولا نعترف بظلمها لأهل البيت، فمن حقنا أن نمجّدها ونعظّمها كيف نشاء. ونرد جوابا: أن المعيار ليس ما تعتقدونه أنتم، بل ما يثبته ويؤصّله الواقع التاريخي، وعلاوة على هذا نقول بكل ثقة واعتزاز، أن المعيار هو معيارنا نحن لا أنتم، لأن الكلمة اليوم هي للشيعة والتشيّع وليست لكم! وكما كنا طوال قرون نعظّم أئمتنا ونمجّدهم ونتداول في مآثرهم ومناقبهم ونقيم مجالس ذكرهم في بيوتنا المغلقة خوفا من ملاحقتكم وملاحقة سلطاتكم الظالمة، فإن عليكم اليوم أن تصنعوا الشيء ذاته لأن الوضع قد انقلب وقد حان موعد أن يكون للشيعة المحرومين القدرة في فرض واقعهم الذي يريدون، فإذا أردتم تمجيد خلفائكم فمجّدوهم في ما بينكم لا على الملأ.
                            إلا تفعلوا.. فلا يأتينّ أحدكم ليتهمنا بالاستفزاز أو ليطالبنا بالكف عن فضح أئمة الضلالة والظلم. ومن موقع القوة والشجاعة نقولها ونعلنها، فإذا أردتم الاستمرار في العناد، فجرّبوا.. لتندموا! هكذا قُضي الأمر!

                            تعليق


                            • اخي الكريم على فكرة انا بدات بقراءة كتاب ( ليالي بيشاور ) لسلطان الواعظين و قد اعجبت بمنطق و حجة و الفقه و العلم و التقوى التي يتمتع بها السيد رحمة الله عليه

                              تعليق


                              • أخي الكريم عاشق ابوطالب

                                شكرا لك على الموضوع القيّم

                                دعني اضيف جملة الى ما ذكرت، أن لكل إنسان مسلم مخلص ورع غاية يتمنى بلوغها وهي الشهادة في سبيل الله، فإن كان ياسر الحبيب يرى أن ما يقوم به جهادا في سبيل الله فلماذا هرب الى بلد الضباب ولا يتحدث إلا بعد أن يتأكد بوجود الحماية الكافية حول المقر الذي يتواجد فيه.

                                الم يكن أشرف لكرامته أن يستشهد في سبيل الدفاع عن عقيدته وهو في مواجهة مباشرة مع النواصب في الكويت إن كان يستحسن أفعاله ويرى أنه جهادا في سبيل الدين؟

                                هذا الإنسان لا يختلف عن النواصب في شيئ غير العقيدة، ولكن كلاهما يريدان الشر للدين الحنيف.

                                بارك الله فيك

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X