إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السلام ليس بالكلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلام ليس بالكلام

    السلام ليس بالكلام
    ...
    كلمة بوجهين لأيقونة واحدة... الأول هو صمت الزهور والثاني هو سلام العطور...
    الصمت هو الوجه الداخلي، هو الجذور لعطر السلام الخارجي...
    الإنسان الذي تملأ السكينة كيانه ويعزف الصمت موسيقاه الداخليّة لا بد أن يغني السلام على مسرح حياته وفي كل عمل يقوم به... وإن لم يكن الصمت يملأ داخل الإنسان فالسلام هو شيء على اللسان...
    لا تحاول أن تفرض السلام من الخارج لأن ذلك يخلق الصراع والنزاع في داخلك... وذلك هو سبب كل أمراض انفصام الشخصية حول العالم... لأن السلام لا يمكن أن يُجبَر... لكن هذا ما صنعه ويصنعه الإنسان على مرّ الأجيال... نعلّم الإنسان كيف يظهر السلام وهو يضمر الحرب والعدوان... نعلّم الإنسان التناغم من الخارج لكن داخله يغلي بالحقد والكراهية والفوضى العارمة... نعلّم المظاهر ونترك الظاهر... لذلك نرى الإنسان يتكلّم عن السلام وأفعاله نحو مزيد من الحرب والتسليح والانهزام... وكلما كان الحديث عن السلام أكثر فاعلم أن التحضير للحرب أكثر وأكبر... فالسلام ليس بالكلام بل هو بالعرفان...
    جميع أفعالنا تبدأ قبل أقوالنا... تبدأ من أفكارنا ونوايانا... وإنما الأعمال بالنيّات... لذلك فكل ما نفعله من أعمال هو نتيجة اختبار داخلي يتحوّل من خلال وعينا إلى أفعال خارجيّة... شاهد الشجرة... هي لا تأتي من الفراغ بل تنمو من داخل البذرة... والبذرة تتحول وتتطوّر إلى شجرة... كيان البذرة وتكوينها يتحوّل شيئاً فشيئاً من الداخل إلى الخارج ليكوّن الشجرة العملاقة الكبيرة... ذلك الكيان الداخلي المخفي تحوّلَ وتبلورَ في كيان خارجي على شكل شجرة... لذلك فالداخل هو منبع الخارج والخارج هو انعكاس للداخل... وبالمثل أيضاً فالصمت الداخلي هو سلام خارجي مخفي... والسلام هو تحوّل وتبلور للصمت... هذا معنى كلمة سلام... الله موجود في كلا الوجهين... الصمت والسلام... ولأن الله هو المثل الأعلى للإنسان.. كونوا كالله وتخلّقوا بأخلاق الله... فعلى الإنسان أن يكون صامتاً مسالماً... عندها فقط سيكون أمام الإنسان الفرصة للتعرّف على الحقيقة والمعرفة... سيكون له الفرصة ليختبر العرفان والبنيان...
    عندما ينبض القلب بالصمت دون أي أفكار أو مشاعر تشوبه ويختفي الصراع والانقسام والعداء مع الخارج... وعندما يختفي العدو من جميع من تعرف... في تلك اللحظة يمكن أن تعرف الحقيقة وتتحد مع الإلوهية الساكنة في كيانك... وتصل إلى اختبار "أشهد"...
    منقول

  • #2
    السلام عطر العرفان
    للسلام نوعان، النوع الأول هو سلام منقول ومفروض، هو سلام رقيق يبقى على السطح الخارجي من وعينا وإدراكنا... لا يتعدى سماكة جلدنا أو أقل من ذلك... لذلك فأي خدش بسيط لذلك الغطاء، سيظهر الباطن ويكشف الباطل الذي نسعى لإخفائه باستمرار... فالسلام هنا هو قناع يخفي حقيقة ما نملك من غضب وحرب وانقسام... ذلك القناع يكوّن الشخصيّة المخصيّة الخالية من أي ميزة أو خاصيّة والتي نبقيها حتى لا نظهر حالنا وداخلنا...
    هذا السلام هو مجرّد خداع، لأن في داخلنا شخص وخارجنا شخص آخر يدّعي العرفان... ذلك يخلق حال من الانقسام بعيداً عن السلام والوئام... سيكون الصراع هو العنوان بين الداخل والخارج، بين الشخص الحقيقي المنتظر في داخلك والمليء بالحقد والكراهية، وبين الشخص الجالس في خارجك ويظهر السلام والسكينة... المزيّف هو نتاج المجتمع لذلك يلقى الترحيب والتهليل أما الداخل فهو الحقيقة ومع الجماعة لذلك يلقى الترهيب والتذليل... لكن الداخل هو الذي يملك كل مكنوناتك وكيانك، أما الخارج فليس لديه سوى القناع الذي يكون سهل الكسر والضياع... لذلك عليك أن تمضي حياتك في تعلّم فن منع الداخل ورفع الخارج حتى تستمر في لبس القناع وتبقي على الانشقاق والضياع لتكون مقبولاً ومهبولاً في المجتمع... عليك أن تبقي الخارج جاهزاً وحاضراً لدفن الداخل ودفعه ليبقى في مكانه ومكانته... ولكن في داخلك أنت تعرف وتعترف لنفسك بخطأك فيبدأ الشعور بالندم والألم دون حل أو عمل...
    أما النوع الثاني فهو سلام ينمو من داخلك ويزهر في خارجك... لا يمكنك اصطناعه أو اختياره، بل يحدث لك بعد التأمل والتفكّر في ذاتك... هو ليس شخصية أو قناع بل هو شروق وإبداع... لا يمكنك أن تلبسه من الخارج فقط وإنما يفوح من عطر التأمل... هو يأتي إليك عندما تكون في حال من الاستسلام والقبول بلا أي حاجز أو قيود... يلمع في داخلك كخيط من نور الشمس في غرفة مظلمة، يخترق قلبك وكيانك ويحوّل روحك ونفسك... عندها فقط ستختبر ما هو السلام والحياة بعيداً عن الانقسام... ستعرف معنى الذوبان في المحيط... عندها ستصبح الابتسامة هي وسامة وليست وساماً ليراه المجتمع، ستكون في قلبك مزروعة وتحصد ثمارها في كل كيانك... هذا السلام يزيل كل الأقنعة ويظهر الجوهرة التي في داخلك... ستختبر الوئام لأن الصراع قد ذهب... وفي هذا الوئام ستجد الحب والسلوان لأن الحرب في داخلك انتهت وللمرة الأولى هناك منتصر وهو أنت... ذلك النصر سيرمي عليك النور وسيرى الكل حولك هذا السرور النابع من قلبك ومن هدوءك وتوحدك مع نفسك...
    لذلك لا تحاول فرض السلام على نفسك أبداً... كل ما عليك فعله هو أن تكون جاهزاً لاستلام السلام... أي عليك أن تتوقف عن لبس القناع وفرض الكمال من الخارج... لأن الجهد الذي تبذله هو الذي يعيق الزهور عن نشر العطور... عليك أن تكون مستقبِلاً وليس مرسلاً... عليك أن تزيل الجدار الذي يقف بينك وبين الكون والمكوّن... عندما تزيل ذلك الجدار وتجعل نفسك جاهزاً للنور عندها فقط سيدخل إليك البريق وينير ما داخلك من ظلمة وسواد... وكأنك في منزل وجميع الأبواب والنوافذ مغلقة... ليس عليك أن تخلق النور والهواء والأمطار... فقط افتح النوافذ والأبواب وكل ما في المنزل من عتمة وسواد ستختفي... أما إذا أردت أن تصنع كل تلك النعم فستبقى غارقاً في ظلامٍ أحلك لأنها مجرد خدعة، وإن وجد أي بشاعة في هذا الكون فهو بسبب الخدع والاصطناع... عندها ستظن نفسك أنك تحيا ولكن في الحقيقة فأنت أبعد ما يمكن عن الحياة...
    لذلك عليك أن تحيا، بالمعنى الحقيقي للحياة... بالطبع عليك أن تدفع ثمن هذا الخَيار... أيّها الحق لم تترك لي صديق... ولكن ذلك الثمن هو بخس إذا ما قارنته مع ما أنت فيه...
    كن صادقاً وصريحاً مع نفسك إلى أبعد الدرجات والمقاييس... لا تساوم ولا تكذب على نفسك أبداً لأن الثمن سيكون روحك نفسها... ومهما ملكت بعد ذلك ستكون أنت وحدك الخاسر... لأنه إذا ملكت كل شيء وخسرت نفسك وروحك فماذا ملكت؟؟؟

    تعليق


    • #3
      السلام هنا والآن
      ما نعرفه عن السلام لا علاقة له بالسلام الحقيقي... لأن ما ندعوه سلاماً الآن ما هو إلا غياب حالة الحرب والانقسام... هو حالة غياب شيء ما وليس حالة حضور للإلوهية الساكنة في داخلنا... عندما تذهب إلى الجبال لا شك تشعر بالسلام... ولكن ذلك السلام هو غياب ضجيج السيارات والأسواق... عد من تلك الجبال وسرعان ما تكتشف بأن ذلك السلام قد غاب وعاد الصراع والضجيج والأوهام... كل إنسان يعيش في هدوء الغابات بعيداً عن ضجيج الكلمات والإعلانات ويحسب نفسه قد وصل إلى سكينة الندى وصمت الزهور، هو إنسان يعيش الأوهام والخيال ويخدع نفسه قبل أي إنسان... عليه أن يعود إلى السوق مكان الامتحان... فإذا كان سلامه صادقاً وصادراً من لب الألباب فلن يتأثر بما حوله من حركة في المكان بل سيساعده كل صوت في اكتشاف أعماقه أكثر فأكثر...
      إن السلام الذي يعتمد على المكان هو سلام مشروط، يعتمد على عدد من الظروف إذا تحققت ستحس بذلك السلام... أما إن غاب أي سبب ستعود الحرب والانقسام... هذا السلام موجود ولكنه ليس للإنسان... لأنه ينتمي إلى المكان الذي يوجد فيه وليس لك... لا يستطيع أحد أن ينكر السلام الموجود في الغابات ولكنه يبقى سلاماً للغابات يمكنك أن تستعير منه القليل وتحيا بذلك القليل... وحالما تغادر الغابات سيبقى السلام فيها ويعود الصراع إلى مكانه في داخلك... لذلك فأنت تصبح عبد لتلك الظروف والشروط... عبد لتلك الغابات والجبال، وأي سلام يجلب معه العبودية بدلاً من الحريّة... العديد من البشر ترك حياته وذهب ليعيش مع قمم الجبال وهدوء المقابر والتلال، ولكن هؤلاء تركوا عبودية المدن واستبدلوها بعبودية الطبيعية والمكان... كانت عبودية تعطيهم العدوان والآن العبودية تعطيهم الأوهام بالسلام...
      إن عاد هؤلاء إلى المكان الذي تركوه وإلى الناس الذين هربوا منهم فسرعان ما سيعرفون إذا ما كان سلامهم صادقاً أم مجرّد وهم في عالم الأحلام... عليك ألا تثق بسلام مبني على شروط وظروف... بل هناك السلام الذي تصل إليه في هذا المكان والزمان وليس من خلال الذهاب إلى أرض الأحلام... هذا السلام لا يعتمد على أي شرط بل هو سلام يحضره صوت ضربات القلب مع عزف النَفَس للألحان... هو سلام تحصل عليه من خلال تغيير وعيك وبنيانك وليس من خلال تغيير المكان... هذا هو جوهر التأمل... أن تغيّر نظرتك للأمور بتغيير وعيك وعالمك الداخلي، وليس تغيير المكان لتغيّر النظر إلى البنيان...
      عندما ترقى في وعيك وتبدّل كيانك ستزول كل أسباب الصراع والانقسام من داخلك... عندها أينما كنت وكيفما كنت فالسلام هو الرفيق الصادق الذي لا يتركك مهما كانت الأسباب والظروف... سينتشر منك السلام ويعم صمت الزهور أينما كنت ومشيت... حتى الأشخاص الذين تمر من عندهم سيشعرون بأن بداخلك شيء مميز... شيء غير مرئي ولكنه يلمس قلوبهم وروحهم...
      التأمل يجعلك تختبر السلام الحقيقي وهو سلام مبني عليك فقط وغير محدود... لذلك فلا يمكن لأحد أن يأخذه منك أو يعكر صفوك وصمتك... ولو حتى كنت في جهنم ستعيش السلام لأنك تحمل الجنة معك في قلبك الولهان...

      تعليق


      • #4
        أسلام هو ألأمان

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X