من "طبربور" الى الكونغرس الاميركي... الدعجة .. بروفيسور برؤية سياسية .. واردني بمرتبة الشرف والانتماء


أخبار البلد - لم تكن طريق الدراسة الجامعية امام هذا الفتى الاردني سالكة تماماً ، فبعد ان انهى دراسته الثانوية عام 1977 غادر عمان متوجها الى الولايات المتحدة الاميركية لاكمال دراسته ولم تكن طريق "الغربة" معبدة امامه حيث صعوبات الحياة هناك بكل تناقضاتها وقسوتها ورغم كل ذلك قرر الصمود واختار دراسة هندسة الكمبيوتر.
سنوات الدراسة لم تكن سهلة وكذلك الحياة الجديدة التي وجد نفسه يعيشها بعد ان غادر طبربور معتقدا انه سيجد الامر ايسر مما توقعه لكن قساوة الحياة وطبيعتها في مجتمع غربي دفعت عودة مهاوش الدعجة للصمود والتمسك بدراسته لاقناعته ان العلم هو وحده من يرفع من شان الاوطان والشعوب.
وبعكس اقرانه من الطلبة لم يقرر الدعجة عندما تخرج حاملا شهادته العودة الى الوطن مفضلا الصراع مع الحياة العملية هذه المرة فطرق ابواب احدى اكبر شركات الكمبيوتر في العالم باحثا عن فرصة عمل وانخرط فيها وتفوق على رفاقة الامريكان الا ان اصبح نقيب مهندسي شبكات الكمبوتر وعضو مجلس أدارة النقابة
ولان الطموح دوما اكبر من الاحلام قرر الدعجة مغادرة تلك الشركة ليؤسس هذه المرة اول شركة كمبيوتر متخصصة في تصميم شبكات للبنوك المركزية العالمية وهنا سطع نجمه في اوساط الاعمال الاميركية فقام بدمج شركته مع شركة جديدة اطلق عليها "نتلنكNETLink International "لتصبح في وقت قياسي احد اسرع 100 شركة في الولايات المتحدة نموا .
وقاد الاردني الدعجة هذه الشركة وسط منافسة شديدة وحققت هذه الشركة انجازات كبيرة بعد ان صممت اكبر شبكات الحاسوب تطورا وتعقيدا في العالم اضافة لتصميم برامج اخرى معقدة وجديدة .
سطوع نجم الاردني عودة مهاوش الدعجة لفت انظار الكونغرس الاميركي الذي قرر تعيينه في العام 2004 رئيسا فخريا للجنة رجال الاعمال في الكونغرس ولا يزال في موقعه هذا .
انهالت العروض على عليه للاستحواذ على شركته فقرر بيعها واسس بعدها شركتين تعملان في مجالات الحاسوب المتطورة ومع ذلك لم يمنعه النجاح العملي من اكمال دراساته العليا فواصل دراساته في مجال الالهيات والديانات المقارنة وقام بالتدريس على مدار 14 عاما الا ان طلبت منه جامعة سينت توماس الاميركية تدريس الديانات المقارنة وتاريخ الشرق الاوسط الحديث وهو الان من ابرز اقطاب مركز حوار الاديان .
الاردني الدعجة الذي حصل على درجة البروفيسور قام بتاليف كتب شهيرة في الولايات المتحدة منها فاطمة الرووفة والكتاب المقدسة تحت المجهر وشارك في كتابة عدة كتب اخرى وله مؤلفات ومقالات بالعشرات اضافة الى المحاضرات والخطب التي تكاد ان تكون اسبوعية.
بريق المال والسلطة لم يغير في البروفيسور شيئا فهو يمتلك الجراة والشجاعة التي جعلت منه دائما في خندق الحقيقة، منحازا لجميع المظلومين
ويرفض الدعجة ، كما تشير مسيرته ، ان يغمض عينيه اللتين ظلتا مفتوحتين على اتساعهما في مواجهة الظلم، وهو يحب ان ير الابتسامة على وجوه الضعفاء.
و لم يغادر يوما دائرة قناعاته وافكاره ، وظل واقفا في خندق الدفاع عن الامة الاسلامية ودينها واوطانها .
رغم اقامته الطويلة في الولايات المتحدة ، الا ان صلات البروفيسور ظلت قوية مع عمان التي احبها وانتمى اليها ، واسهمت ثقافتها المتوارثة بتشكيل وعيه الذي ظل منحازا لعروبته .
يقف على مسافة متساوية من الجميع في الشارع السياسي، فهو عروبي بفكر اسلامي ، واسلامي يجاهر بانتمائه العروبي ، في حالة من التداخل بين العروبة والاسلام اللذين يتعرضان للاستهداف ذاته من اعداء الامة.
لم يخفت صوته ابداً في كل قضايا الامة ، وظل عودة الدعجة حارساً للضمير والوجدان ، وجندياً مدافعاً عن الحق .
خطيب بارع ، وسياسي يعرف كيف يقود اتجاهات الرأي العام في الولايات المتحدة، وغالباً ما يتحدث طويلاً وراء الميكروفون بشكل ارتجالي ، ما يؤكد حضوره الذهني والسياسي الدائم ، وتعرفه جيداً منابر الجامعات الاميركية ، وهو قادر باستمرار علي رسم ملامح موقفه السياسي الواضح الذي لا يحتاج لقراءة ثانية او تأويل لاحق ، بسبب وضوح شخصية الرجل ومواقفه.
يقدم نصائحه لمن لا يطلبها ، ويفتي بما يعتقد انه يخدم مصالح الاسلام والأمة حتى لو غضب منه الآخرون ، غير مكترثا لاي فاتورة قاسية قد يدفعها ثمنا لمواقفه .
يملك شبكة علاقات واسعة مع رجال الدين والسياسة ، داخل الولايات المتحدة وخارجها ، وله بوابات واسعة من الحوار مع الشخصيات السياسية ، ومع ان صوته يهدر في قاعات الجامعات الامريكية ، ما زال يعتقد ان منبر الجامع هو الاقرب اليه والاكثر قدرة على التعبير عن مواقفه.
البروفيسور الدعجة له نشاط واسع على مستوى السياسي في الولايات المتحدة حيث تدرس كتبه و ارائه في اروقة السياسة في واشنطن طلب منه تقديم العديد من الدراسات كان اخرها دراسة عن الاقليات المسلمة في العالم الاسلامي بالاضافة الى نشاطه الاكاديمي المعروف
http://www.albaladnews.net/NewsDetails.aspx?ID=14932
تعليق