كانَ يَجْلِسُ بَيْنَ أربَعِينَ رَجُلاً مِنْ رِجَالِ العَشِيرَةِ.. يَسْتَمِعُونَ إلى كَلامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بَعْدَ أنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الآيَةُ الشَرِيفَةُ : (وأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِينَ) (1).
حِينَ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ صلى الله عليه وآله وسلم : ـ إنِّي أدْعُوكُمْ إلى كَلِمَتَينِ خَفيفَتَينِ على اللِّسانِ.. ثَقِيلَتَيْنِ في المِيزانِ.. تَمْلِكُونَ بِهِما العَرَبَ وَالعَجَمَ.. وَتَنْقادُ لَكُمُ الاَُمَمُ.. وتَدْخُلُونَ بِهِمِا الجنَّةَ.. وتَنْجَونَ بِهِما مِنَ النّارِ.. وهُمَا شَهادَةُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وأنّي رَسُولُ اللهِ.. فَمَنْ يُجِيبَني إلى هذا الاَمرِ.. ويُؤازِرُني عَلَيهِ وعَلى القِيامِ بِهِ.. يكونُ أخِي. وَوَصِيّي . ووزِيرِي . وَوارِثي.. وخَليفَتي مِنْ بَعْدِي..
____________
(1) سورة الشعراء 26 : 214 .
وما زالَ الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم يُكرِّرُ كَلامَهُ فَلَمْ يَسْمَعَ جَواباً مِنْ أحدٍ سِوى ذلِكَ الّذِي كانَ يَجْلِسُ بَيْنَهُمْ.. وَرَغْمَ أنَّهُ كانَ أصْغَرُ الحَاضِرِينَ سِنّاً.. إلاّ أنَّهُ كُلّما سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَنهَضُ واقِفاً وبِكُلِّ ثِقَةٍ يَقُولُها : ـ أنَا يَا رَسُولَ اللهِ أُؤازِرُكَ عَلى هذا الاَمْرِ..
فَيَأمُرُهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وآله وسلم : ـ إِجْلِسْ..
ثُمَّ يُعِيدُ عَلى الحَاضِرِينَ قَوْلَهُ..
يا مَوْلايَ يا رَسُولَ اللهِ.. هَلْ تَنْتَظِرُ غَيْرَ هذا الفَتى .
وأنْتَ أعْلَمُ الناسِ بِهِ..؟!
أليْسَ هُوَ الّذي اختَرْتَهُ مِنْ بَيْنَ إخْوَتِهِ لِيَعِيشَ مَعَكَ وَلَمْ يَكُنْ عُمْرُهُ آنَذاك سِوى سِتِ سَنَواتٍ ؟! فَجَعَلْتَهُ يَنْشَأُ في رِعايَتِكَ . ويَشْرَبُ مِنْ يَنابِيعِ عِلْمِكَ.. كُنْتَ تَضُمُّهُ إلى صَدْرِكَ.. وتَمْضَغُ الطَعامَ ثُمَّ تَضَعُهُ في فَمِهِ.. مَنْ غَيْرُهُ كانَ يَعْلَمُ بِكَ وأنْتَ تُجاوِرُ في كلِّ سنة غارَ حِراء فَيَراكَ ولا يَراكَ غَيْرُهُ..؟! وهَلْ هُناكَ غَيْرُ هذا الفَتى الّذي شَمَّ رائِحَةَ النُّبُوَّةِ.. وَرَأى نُورَ الوَحْي والرِسالَةِ مُنْذُ نُعُومَةِ أظْفارِهِ..؟! وَأخَذَ العِلْمَ مِنْكَ حَتّى بادَرَكَ في يَوْمٍ سائِلاً إيّاكَ بَعْدَ أنْ سَمِعَ رَنَّةً تنْسابُ إلى مَسامِعِهِ : ـ يا رَسُولَ اللهِ.. ما هذِهِ الرَنَّةُ ؟!
فَقُلْتَ لَهُ : هذا الشَيْطانُ قَدْ أَيسَ مِنْ عِبادَتِهِ.. إنَّكَ تَسْمَعُ ما أسْمَعُ وتَرى ما أرى إلاّ أنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ.. وَلكِنَّكَ وَزِيرٌ..
وَهَلْ غَيْرُهُ يا رَسُولَ اللهِ.. وَقَدْ شَهِدَ الحالةَ الرُوحِيّةَ الّتي كُنْتَ تَمُرُّ فِيها خِلالَ اختِلائِكَ في غارِ حِراءِ.. حَتّى أيْقَنَ بِكُلِّ شَيءٍ فَلَمْ يَحْتَجْ أنْ تَدْعُوهُ إلى الاِسلامِ ؟! وَهُوَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام الّذي لَمْ تُصِبْهُ الجاهِلِيَّةُ بِشَيءٍ مِنْها.. ولَم يَتَفاعَلْ مَعَها.. فَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً على أمْرِ دَعوَتِكَ ومنهجِ رِسالَتِكَ.. فَأعلنَ تَصدِيقَهُ بِكَ وأيقنَ حتّى قالَ: ـ عَلَّمَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ألفَ بابٍ مِنَ العلمِ يُفتَحُ لي مِنْ كُلِّ بابٍ ألفُ بابٍ..
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ على عِبَادِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ (ص) ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ وَ قَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، رَاضِيَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَ دُعَائِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلَائِكَ ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَّةِ أَوْلِيَائِكَ ، مُفَارِقَةً لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَ ثَنَائِكَ (ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِهِ وَ قَالَ) اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ وَ سُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ وَ أَعْلَامَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ وَ أَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ وَ أَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ وَ أَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَ دَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ وَ تَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَ عَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَ الْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ وَ الْإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَ عِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ وَ زَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ وَ أَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَ أَرْزَاقَكَ إِلَى الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ وَ ذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ وَ حَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَ جَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ وَ مَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَ مَنَاهِلَ الظِّمَاءِ مُتْرَعَةٌ اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَ اقْبَلْ ثَنَائِي وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَوْلِيَائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي وَ مُنْتَهَى مُنَايَ وَ غَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ أنت إلهنا وسيدنا ومولانا أغفر لأوليائنا وكف عنا أعدائنا وأشغلهم عن أذانا وأظهر كلمة الحق وأجعلها العليا وأجهض كلمة الباطل وأجعلها السفلى إنك على كل شئٍ قدير.
قَالَ الْبَاقِرُ (ع) مَا قَالَهُ أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا عِنْدَ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَوْ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ (ع) إِلَّا وَقَعَ فِي دَرَجٍ مِنْ نُورٍ وَ طُبِعَ عَلَيْهِ بِطَابِعِ مُحَمَّدٍ (ص) حَتَّى يُسَلَّمَ إِلَى الْقَائِمِ (ع) فَيَلْقَى صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَى وَ التَّحِيَّةِ وَ الْكَرَامَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
مقتبسات
حِينَ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ صلى الله عليه وآله وسلم : ـ إنِّي أدْعُوكُمْ إلى كَلِمَتَينِ خَفيفَتَينِ على اللِّسانِ.. ثَقِيلَتَيْنِ في المِيزانِ.. تَمْلِكُونَ بِهِما العَرَبَ وَالعَجَمَ.. وَتَنْقادُ لَكُمُ الاَُمَمُ.. وتَدْخُلُونَ بِهِمِا الجنَّةَ.. وتَنْجَونَ بِهِما مِنَ النّارِ.. وهُمَا شَهادَةُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وأنّي رَسُولُ اللهِ.. فَمَنْ يُجِيبَني إلى هذا الاَمرِ.. ويُؤازِرُني عَلَيهِ وعَلى القِيامِ بِهِ.. يكونُ أخِي. وَوَصِيّي . ووزِيرِي . وَوارِثي.. وخَليفَتي مِنْ بَعْدِي..
____________
(1) سورة الشعراء 26 : 214 .
وما زالَ الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم يُكرِّرُ كَلامَهُ فَلَمْ يَسْمَعَ جَواباً مِنْ أحدٍ سِوى ذلِكَ الّذِي كانَ يَجْلِسُ بَيْنَهُمْ.. وَرَغْمَ أنَّهُ كانَ أصْغَرُ الحَاضِرِينَ سِنّاً.. إلاّ أنَّهُ كُلّما سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَنهَضُ واقِفاً وبِكُلِّ ثِقَةٍ يَقُولُها : ـ أنَا يَا رَسُولَ اللهِ أُؤازِرُكَ عَلى هذا الاَمْرِ..
فَيَأمُرُهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وآله وسلم : ـ إِجْلِسْ..
ثُمَّ يُعِيدُ عَلى الحَاضِرِينَ قَوْلَهُ..
يا مَوْلايَ يا رَسُولَ اللهِ.. هَلْ تَنْتَظِرُ غَيْرَ هذا الفَتى .
وأنْتَ أعْلَمُ الناسِ بِهِ..؟!
أليْسَ هُوَ الّذي اختَرْتَهُ مِنْ بَيْنَ إخْوَتِهِ لِيَعِيشَ مَعَكَ وَلَمْ يَكُنْ عُمْرُهُ آنَذاك سِوى سِتِ سَنَواتٍ ؟! فَجَعَلْتَهُ يَنْشَأُ في رِعايَتِكَ . ويَشْرَبُ مِنْ يَنابِيعِ عِلْمِكَ.. كُنْتَ تَضُمُّهُ إلى صَدْرِكَ.. وتَمْضَغُ الطَعامَ ثُمَّ تَضَعُهُ في فَمِهِ.. مَنْ غَيْرُهُ كانَ يَعْلَمُ بِكَ وأنْتَ تُجاوِرُ في كلِّ سنة غارَ حِراء فَيَراكَ ولا يَراكَ غَيْرُهُ..؟! وهَلْ هُناكَ غَيْرُ هذا الفَتى الّذي شَمَّ رائِحَةَ النُّبُوَّةِ.. وَرَأى نُورَ الوَحْي والرِسالَةِ مُنْذُ نُعُومَةِ أظْفارِهِ..؟! وَأخَذَ العِلْمَ مِنْكَ حَتّى بادَرَكَ في يَوْمٍ سائِلاً إيّاكَ بَعْدَ أنْ سَمِعَ رَنَّةً تنْسابُ إلى مَسامِعِهِ : ـ يا رَسُولَ اللهِ.. ما هذِهِ الرَنَّةُ ؟!
فَقُلْتَ لَهُ : هذا الشَيْطانُ قَدْ أَيسَ مِنْ عِبادَتِهِ.. إنَّكَ تَسْمَعُ ما أسْمَعُ وتَرى ما أرى إلاّ أنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ.. وَلكِنَّكَ وَزِيرٌ..
وَهَلْ غَيْرُهُ يا رَسُولَ اللهِ.. وَقَدْ شَهِدَ الحالةَ الرُوحِيّةَ الّتي كُنْتَ تَمُرُّ فِيها خِلالَ اختِلائِكَ في غارِ حِراءِ.. حَتّى أيْقَنَ بِكُلِّ شَيءٍ فَلَمْ يَحْتَجْ أنْ تَدْعُوهُ إلى الاِسلامِ ؟! وَهُوَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام الّذي لَمْ تُصِبْهُ الجاهِلِيَّةُ بِشَيءٍ مِنْها.. ولَم يَتَفاعَلْ مَعَها.. فَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً على أمْرِ دَعوَتِكَ ومنهجِ رِسالَتِكَ.. فَأعلنَ تَصدِيقَهُ بِكَ وأيقنَ حتّى قالَ: ـ عَلَّمَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ألفَ بابٍ مِنَ العلمِ يُفتَحُ لي مِنْ كُلِّ بابٍ ألفُ بابٍ..
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ على عِبَادِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ وَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ (ص) ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ وَ قَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، رَاضِيَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَ دُعَائِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلَائِكَ ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَّةِ أَوْلِيَائِكَ ، مُفَارِقَةً لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَ ثَنَائِكَ (ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِهِ وَ قَالَ) اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ وَ سُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ وَ أَعْلَامَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ وَ أَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ وَ أَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ وَ أَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَ دَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ وَ تَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَ عَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَ الْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ وَ الْإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَ عِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ وَ زَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ وَ أَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَ أَرْزَاقَكَ إِلَى الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ وَ ذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ وَ حَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَ جَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ وَ مَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَ مَنَاهِلَ الظِّمَاءِ مُتْرَعَةٌ اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَ اقْبَلْ ثَنَائِي وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَوْلِيَائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي وَ مُنْتَهَى مُنَايَ وَ غَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ أنت إلهنا وسيدنا ومولانا أغفر لأوليائنا وكف عنا أعدائنا وأشغلهم عن أذانا وأظهر كلمة الحق وأجعلها العليا وأجهض كلمة الباطل وأجعلها السفلى إنك على كل شئٍ قدير.
قَالَ الْبَاقِرُ (ع) مَا قَالَهُ أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا عِنْدَ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَوْ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ (ع) إِلَّا وَقَعَ فِي دَرَجٍ مِنْ نُورٍ وَ طُبِعَ عَلَيْهِ بِطَابِعِ مُحَمَّدٍ (ص) حَتَّى يُسَلَّمَ إِلَى الْقَائِمِ (ع) فَيَلْقَى صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَى وَ التَّحِيَّةِ وَ الْكَرَامَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
مقتبسات
تعليق