بسم الله الرحمن الرحيم
كل المذاهب الأسلامية لها أصل و لها منشئ
المذهب الجعفري أنشأه حفيد الرسول جعفر بن محمد الصادق -صلوات الله عليه-
المذهب الحنفي أنشأه أبوحنيفة النعمان
المذهب الحنبلي أنشأه أحمد بن حنبل
المذهب الشافعي أنشأه محمد بن ادريس الشافعي
المذهب المالكي أنشأه مالك بن أنس
المذهب الأشعري أنشأه أبى الحسن الأشعري
مذهب المعتزلة أنشأه واصل بن عطاء
المذهب الأباضي أنشأه عبد الله بن أباض التميمي
وهلم جرا ...
وكل هذه المذاهب تزعم بأنها ترجع للقرأن و للرسول -صلى الله عليه و اله و سلم-
كمصدر للتشريع
ولكن من أنشأ المذهب المسمى بمذهب أهل السنة و الجماعة ؟
رغم أن هذا المذهب يزعم بأنه هو المذهب الوحيد الذي يحكم بسنة النبي -صلى الله عليه و اله و سلم-
هناك أربعة نظريات حول منشأ هذا المذهب و أصله
النظرية الأولى :
أن لقب ( أهل السنة ) كان ابتداء وصفا " لمجموعة من العلماء المشتغلين بتدوين الأحاديث النبوية ، والذين عرف منهجهم في تحصيل العقائد والأحكام من ظواهر الروايات باسم ( فرقة
أهل الحديث ) التي ظهرت في عهد الأمويين . ولأن موضوع الأحاديث هو السنة النبوية فإن كلمة السنة أصبحت تستخدم أحيانا " بديلا " لكلمة الحديث .
وكما يظهر في رسالة لعمر بن عبد العزيز يرد فيها على القدرية قال فيها : ( . . . وقد علمتم أن أهل السنة كانوا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة . . . ، وقول عمر بن الخطاب : إنه لا عذر لأحد عند الله بعد البينة إلا بضلالة ركبها حسبها هدى . . . ) .
فمن الواضح هنا أن من يشير إليهم عمر بن عبد العزيز بوصف أهل السنة هم مدونو السنة النبوية وليس أي فرقة أو طائفة وإلا لما فرق بين قول عمر بن الخطاب وقول أهل السنة .
ومن المعلوم أن تدوين الأحاديث النبوية لم يبدأ إلا في مطلع القرن الثاني الهجري بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز ، حيث كان التدوين ممنوعا " في عهود من قبله .
بحوث في الملل والنحل ، ج 1 ص 343 ، 270 .
النظرية الثانية :
عندما برز أحمد بن حنبل وتصدر العمل في تدوين العقائد والمعارف المأخوذة من تلك الأحاديث في مطلع القرن الثالث الهجري ، أخذ يوسع استخدام لقب ( أهل السنة ) والذي كان
مخصوصا " بالعلماء مدوني السنة النبوية ، ليشمل أيضا " الأتباع المقلدين لمذهبه والعوام المؤيدين لمنهج أهل الحديث .
وبهذا يكون أحمد بن حنبل قد احتكر اسم أهل السنة ليكون عنوانا " خاصا " لبعض المسلمين دون غيرهم من أهل القبلة .
كما أن أحمد بن حنبل قام بذلك ليوحد آراء أهل الحديث التي كانت مختلفة ومشتتة قبله في مجال العقائد، ويقدم شاهدا " على ذلك من كتاب تدريب الراوي للسيوطي ، يكشف فيه عن وجود
الاتجاهات المتعددة والمتناقضة عندهم ، وجاء إمام الحنابلة ليوحدهم ويقضي على الفاسد من آرائهم ومذاهبهم . فهم كانوا كما يصف السيوطي بين مرجئة ونواصب وشيعة وقدرية وجهمية وخوارج وواقفية وغير ذلك
تدريب الراوي للسيوطي ، ج 1 ص 328 .
النظرية الثالثة :
وهي لأبن تيمية ,قال :
في منشأ التسمية والمذهب يقول فيه : ( فلفظ أهل السنة يراد به من إثبات خلافة الخلفاء الثلاثة ( يقصد أبو بكر وعمر وعثمان ) ، فيدخل في ذلك
جميع الطوائف إلا الرافضة ، وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة ، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ، ويقول أن القرآن غير مخلوق ، وأن الله يرى في الآخرة ، ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل والحديث )
منهاج السنة ، ج 2 ص 221 .
النظرية الرابعة :
يذكر الحاكم أنه لما أمر معاوية بلعن الإمام علي عليه السلام على المنابر زعم أن ذلك سنة يثاب فاعلها ، وسمي ذلك العام ( عام السنة ) .
ولما قتل علي عليه السلام وأصلح الحسن عليه السلام مع معاوية ، واستقر الأمر للأمويين ، قام معاوية بتسمية ذلك العام ( عام الجماعة )، تمشيا " على ما يبدو مع الحديث الذي
وضع خصيصا " لهذه المناسبة والذي يصف الفرقة الناجية : ( . . . وواحدة في الجنة وهي الجماعة ) . فأصبح كل من يعتقد بإمامة معاوية يقول نحن ( أهل السنة والجماعة ) ، ومن الواضح أن المراد بهم ليس أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا الجماعة الناجية .
أحمد بن يحيى اليماني ، المنية والأمل في شرح الملل والنحل ، ص 106 .
السؤال هو لمن يعرف أصل مذهبه :
هل تصح نظرية واحدة من هذه النظريات أم كلها تصح إذ أنه لا تضارب بينها
وكلها لا تصح لعدة أسباب :
كل النظريات أتفقت أنه تم أنشاء المذهب بعد الرسول -صلى الله عليه و اله و سلم- بل بعد الصحابة
ثانياً فترة الخلافة الأموية كانت فترة معادية للأمام علي -صلوات الله عليه- ومعروف عن الشام و الأمويين أنهم نواصب فهل تم أنشاء المذهب على يد النواصب ؟
أم أن النواصب كانوا رقباء على المذهب ؟
ملاحظة :
قد أطلع على مزيد من النظريات رغم ندرتها
لأن المشكلة أن علمائهم نادراً ما بحثوا أو تكلموا في أصل المذهبهم
المذهب الجعفري أنشأه حفيد الرسول جعفر بن محمد الصادق -صلوات الله عليه-
المذهب الحنفي أنشأه أبوحنيفة النعمان
المذهب الحنبلي أنشأه أحمد بن حنبل
المذهب الشافعي أنشأه محمد بن ادريس الشافعي
المذهب المالكي أنشأه مالك بن أنس
المذهب الأشعري أنشأه أبى الحسن الأشعري
مذهب المعتزلة أنشأه واصل بن عطاء
المذهب الأباضي أنشأه عبد الله بن أباض التميمي
وهلم جرا ...
وكل هذه المذاهب تزعم بأنها ترجع للقرأن و للرسول -صلى الله عليه و اله و سلم-
كمصدر للتشريع
ولكن من أنشأ المذهب المسمى بمذهب أهل السنة و الجماعة ؟
رغم أن هذا المذهب يزعم بأنه هو المذهب الوحيد الذي يحكم بسنة النبي -صلى الله عليه و اله و سلم-
هناك أربعة نظريات حول منشأ هذا المذهب و أصله
النظرية الأولى :
أن لقب ( أهل السنة ) كان ابتداء وصفا " لمجموعة من العلماء المشتغلين بتدوين الأحاديث النبوية ، والذين عرف منهجهم في تحصيل العقائد والأحكام من ظواهر الروايات باسم ( فرقة
أهل الحديث ) التي ظهرت في عهد الأمويين . ولأن موضوع الأحاديث هو السنة النبوية فإن كلمة السنة أصبحت تستخدم أحيانا " بديلا " لكلمة الحديث .
وكما يظهر في رسالة لعمر بن عبد العزيز يرد فيها على القدرية قال فيها : ( . . . وقد علمتم أن أهل السنة كانوا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة . . . ، وقول عمر بن الخطاب : إنه لا عذر لأحد عند الله بعد البينة إلا بضلالة ركبها حسبها هدى . . . ) .
فمن الواضح هنا أن من يشير إليهم عمر بن عبد العزيز بوصف أهل السنة هم مدونو السنة النبوية وليس أي فرقة أو طائفة وإلا لما فرق بين قول عمر بن الخطاب وقول أهل السنة .
ومن المعلوم أن تدوين الأحاديث النبوية لم يبدأ إلا في مطلع القرن الثاني الهجري بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز ، حيث كان التدوين ممنوعا " في عهود من قبله .
بحوث في الملل والنحل ، ج 1 ص 343 ، 270 .
النظرية الثانية :
عندما برز أحمد بن حنبل وتصدر العمل في تدوين العقائد والمعارف المأخوذة من تلك الأحاديث في مطلع القرن الثالث الهجري ، أخذ يوسع استخدام لقب ( أهل السنة ) والذي كان
مخصوصا " بالعلماء مدوني السنة النبوية ، ليشمل أيضا " الأتباع المقلدين لمذهبه والعوام المؤيدين لمنهج أهل الحديث .
وبهذا يكون أحمد بن حنبل قد احتكر اسم أهل السنة ليكون عنوانا " خاصا " لبعض المسلمين دون غيرهم من أهل القبلة .
كما أن أحمد بن حنبل قام بذلك ليوحد آراء أهل الحديث التي كانت مختلفة ومشتتة قبله في مجال العقائد، ويقدم شاهدا " على ذلك من كتاب تدريب الراوي للسيوطي ، يكشف فيه عن وجود
الاتجاهات المتعددة والمتناقضة عندهم ، وجاء إمام الحنابلة ليوحدهم ويقضي على الفاسد من آرائهم ومذاهبهم . فهم كانوا كما يصف السيوطي بين مرجئة ونواصب وشيعة وقدرية وجهمية وخوارج وواقفية وغير ذلك
تدريب الراوي للسيوطي ، ج 1 ص 328 .
النظرية الثالثة :
وهي لأبن تيمية ,قال :
في منشأ التسمية والمذهب يقول فيه : ( فلفظ أهل السنة يراد به من إثبات خلافة الخلفاء الثلاثة ( يقصد أبو بكر وعمر وعثمان ) ، فيدخل في ذلك
جميع الطوائف إلا الرافضة ، وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة ، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ، ويقول أن القرآن غير مخلوق ، وأن الله يرى في الآخرة ، ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل والحديث )
منهاج السنة ، ج 2 ص 221 .
النظرية الرابعة :
يذكر الحاكم أنه لما أمر معاوية بلعن الإمام علي عليه السلام على المنابر زعم أن ذلك سنة يثاب فاعلها ، وسمي ذلك العام ( عام السنة ) .
ولما قتل علي عليه السلام وأصلح الحسن عليه السلام مع معاوية ، واستقر الأمر للأمويين ، قام معاوية بتسمية ذلك العام ( عام الجماعة )، تمشيا " على ما يبدو مع الحديث الذي
وضع خصيصا " لهذه المناسبة والذي يصف الفرقة الناجية : ( . . . وواحدة في الجنة وهي الجماعة ) . فأصبح كل من يعتقد بإمامة معاوية يقول نحن ( أهل السنة والجماعة ) ، ومن الواضح أن المراد بهم ليس أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا الجماعة الناجية .
أحمد بن يحيى اليماني ، المنية والأمل في شرح الملل والنحل ، ص 106 .
السؤال هو لمن يعرف أصل مذهبه :
هل تصح نظرية واحدة من هذه النظريات أم كلها تصح إذ أنه لا تضارب بينها
وكلها لا تصح لعدة أسباب :
كل النظريات أتفقت أنه تم أنشاء المذهب بعد الرسول -صلى الله عليه و اله و سلم- بل بعد الصحابة
ثانياً فترة الخلافة الأموية كانت فترة معادية للأمام علي -صلوات الله عليه- ومعروف عن الشام و الأمويين أنهم نواصب فهل تم أنشاء المذهب على يد النواصب ؟
أم أن النواصب كانوا رقباء على المذهب ؟
ملاحظة :
قد أطلع على مزيد من النظريات رغم ندرتها
لأن المشكلة أن علمائهم نادراً ما بحثوا أو تكلموا في أصل المذهبهم
تعليق