إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المأمون وشهادة حق للأمام علي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المأمون وشهادة حق للأمام علي عليه السلام

    الحادي والاربعون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 199 - 204 -
    حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي ، عن إسحاق بن حماد بن زيد قال : جمعنا يحيى بن أكثم القاضي قال أمرني المأمون باحضار جماعة من أهل الحديث وجماعة من أهل الكلام والنظر فجمعت له من الصنفين زهاء أربعين رجلا ثم مضيت بهم ، فأمرتهم بالكينونة في مجلس الحاجب لاعلمه بمكانهم ففعلوا فأعلمته فأمرني بإدخالهم فدخلوا ، فسلموا ، فحدثهم ساعة وآنسهم ثم قال : إني أريد أن أجعلكم بيني وبين الله تبارك وتعالى في يومي هذا حجة فمن كان حاقنا أو له حاجة فليقم إلى قضاء حاجته وانبسطوا وسلوا خفافكم وضعوا أرديتكم ففعلوا ما أمروا به فقال : يا أيها القوم إنما استحضرتكم لأحتج بكم عند الله تعالى فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم وامامكم ولا يمنعكم جلالتي ومكاني من قول الحق حيث كان ورد الباطل على من أتى به وأشفقوا على أنفسكم من النار وتقربوا إلى الله تعالى برضوانه وإيثار طاعته فما أحد تقرب إلى مخلوق بمعصية الخالق إلا سلطه عليه فناظروني بجميع عقولكم إني رجل أزعم أن عليا عليه السلام خير البشر بعد رسول الله ص فإن كنت مصيبا فصوبوا قولي وإن كنت مخطئا فردوا علي وهلموا ، فإن شئتم سألتكم وإن شئتم سألتموني فقال له الذين يقولون بالحديث : بل نسألك ، فقال : هاتوا وقلدوا كلامكم رجلا واحدا منكم فإذا تكلم فإن كان عند أحدكم زيادة فليزد وإن أتى بخلل فسددوه ، فقال قائل منهم : إنما نحن نزعم أن خير الناس بعد رسول الله ص أبو بكر من قبل أن الرواية المجمع عليها جاءت عن الرسول الله ص أنه قال : اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر فلما أمر نبي الرحمة بالاقتداء بهما علمنا أنه لم يأمر بالاقتداء إلا بخير الناس فقال المأمون : الروايات كثيرة ولا بد من أن تكون كلها حقا أو كلها باطلا أو بعضها حقا أو بعضها باطلا ، فلو كانت كلها حقا كانت كلها باطلا من قبل أن بعضها ينقض بعضا ، ولو كانت كلها باطلا كان في بطلانها بطلان الدين ودروس الشريعة ، فلما بطل الوجهان ثبت الثالث بالاضطرار وهو بعضها حق وبعضها باطل ، فإذا كان كذلك فلا بد من دليل على ما يحق منها ليعتقد وينفي خلافه فإذا كان دليل الخبر في نفسه حقا كان أولى ما اعتقده وأخذ به وروايتك هذه من الاخبار التي أدلتها باطلة في نفسها وذلك رسول الله ص احكم الحكماء وأولى الخلق بالصدق وأبعد الناس من الامر بالمحال وحمل الناس على التدين بالخلاف وذلك أن هذين الرجلين لا يخلوا من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مختلفين فإن كانا متفقين من كل جهة كانا واحدا في العدد والصفة والصورة والجسم وهذا معدوم أن يكون اثنان بمعنى واحد من كل جهة وإن كانا مختلفين فكيف يجوز الاقتداء بهما وهذا تكليف ما لا يطاق ، لأنك إذا اقتديت لواحد خالفت الاخر والدليل على اختلافهما أن أبا بكر سبى أهل الردة وردهم عمر أحرارا وأشار إلى أبي بكر بعزل خالد وبقتله بمالك بن نويرة ، فأبى أبو بكر عليه وحرم عمر المتعتين ولم يفعل ذلك أبو بكر ووضع عمر ديوان العطية ولم يفعله أبو بكر وأستخلف أبو بكر ولم يفعل ذلك عمر ولهذا نظائر كثيرة . قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : في هذا فصل ولم يذكر المأمون لخصمه وهو أنهم لم يرووا أن النبي ص قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، وإنما رووا أبو بكر وعمر ، ومنهم من روى أبا بكر وعمر فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا باللذين من بعدي كتاب الله والعترة يا أبا بكر وعمر ومعنى قوله بالرفع : اقتدوا أيها الناس وأبو بكر وعمر بالذين من بعدي كتاب الله والعترة رجعنا إلى حديث المأمون ، فقال آخر من أصحاب الحديث فإن النبي ص قال : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا فقال المأمون : هذا مستحيل من قبل أن رواياتكم أنه ص آخى بين أصحابه وآخر عليا عليه السلام ، فقال له في ذلك ؟ فقال : وما أخرتك إلا لنفسي ، فأي الروايتين ثبتت بطلت الأخرى ؟ قال الآخران عليا عليه السلام قال : على المنبر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو وعمر ، وقال المأمون : هذا مستحيل من قبل النبي ص لو علم إنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص ومرة أسامة بن زيد ومما يكذب هذه الرواية قول علي عليه السلام لما قبض النبي ص : وأنا أولى بمجلسه مني بقميصي ولكني أشفقت أن يرجع الناس كفارا وقوله عليه السلام : أنى يكونان خيرا مني وقد عبدت الله تعالى قبلهما وعبدته بعدهما ؟ قال آخر : فإن أبا بكر أغلق بابه وقال : هل من مستقيل فأقيله ؟ فقال علي عليه السلام : قدمك رسول الله ص فمن ذا يؤخرك ؟ فقال المأمون : هذا باطل من قبل أن عليا عليه السلام قعد بيعة أبي بكر ورويتم أنه قعد عنها حتى قبضت فاطمة عليها السلام وأنها أوصت أن تدفن ليلا لئلا يشهدا جنازتها ووجه آخر وهو إنه أن كان النبي ص استخلفه فكيف كان له أن يستقيل وهو يقول للأنصار : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أبا عبيدة وقال آخر : إن عمرو بن العاص قال : يا نبي الله من أحب الناس إليك من النساء ؟ قال : عائشة من الرجال ؟ فقال : أبوها فقال المأمون : هذا باطل قبل إنكم رويتم : أن النبي ص وضع بين يديه طائر مشوي فقال اللهم أتني بأحب خلقك إليك فكان عليا عليه السلام فأي روايتكم تقبل ؟ فقال آخر : فإن عليا عليه السلام قال من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري قال المأمون كيف يجوز أن يقول علي عليه السلام : أجلد الحد على من لا يجب حد عليه فيكون متعديا لحدود الله عز وجل عاملا بخلاف أمره وليس تفضيل من فضله عليهما فرية وقد رويتم عن إمامكم أنه قال : وليتكم ولست بخيركم فأي الرجلين أصدق عندكم أبو بكر على نفسه أو علي عليه السلام على أبي بكر مع تناقض الحديث في نفسه ؟ ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فإن كان صادقا فأني عرف ذلك ؟ بوحي ؟ فالوحي منقطع أو بالتظني فالمتظني متحير أو بالنظر فالنظر مبحث ، وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمر المسلمين ويقوم بأحكامهم ويقيم حدودهم كذاب ، قال آخر : جاء أن النبي ص قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة قال المأمون : هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن اشجعيه كانت عند النبي ( ص ) فقال : لا يدخل الجنة عجوز فبكت فقال لها النبي ص : إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن انشآءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا فإن زعمتم إن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي ص قال للحسن والحسين : إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وأبوهما خير منهما قال آخر : فقد جاء أن النبي ص: قال : لو لم أكن أبعث فيكم لبعث عمر قال المأمون : هذا محال لأن الله تعالى يقول إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن أخذ ميثاقا على النبوة مؤخرا ؟ قال آخر : إن النبي ص نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم فقال : إن الله تبارك وتعالى باهى بعباده عامة وبعمر خاصة فقال : المأمون : هذا مستحيل من قبل أن الله تبارك وتعال لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه ص فيكون عمر في الخاصة والنبي ص في العامة ، وليست هذه الروايات بأعجب من روايتكم : أن النبي ص قال : دخلت الجنة : فسمعت خفق نعلين ، فإذا بلال مولا أبي بكر سبقني إلى الجنة ، وإنما قالت الشيعة : علي عليه السلام خير من أبي بكر فقلتم عبد أبي بكر خير من الرسول ص لأن السابق أفضل من المسبوق وكما رويتم أن الشيطان يفر من ظل عمر والقى على لسان نبي الله ص وأنهن الغرانيق العلى ففر من عمر وألقى على لسان النبي ص بزعمكم الكفار ، قال آخر : قد قال النبي ص : لو نزل العذاب ما نجى إلا عمر بن الخطاب قال المأمون : هذا خلاف الكتاب أيضا ، لأن الله تعالى يقول لنبيه ص وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فجعلتم عمر مثل الرسول ، قال آخر : فقد شهد النبي ص لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة فقال المأمون : لو كان هذا كما زعمتم لكان عمر لا يقول لحذيفة : نشدتك بالله أمن المنافقين أنا ؟ فإن كان قد قال له النبي ص: أنت من أهل الجنة ولم يصدقه حتى ذكاة حذيفة فصدق حذيفة ولم يصدق النبي ص فهذا على غير الاسلام وإن كان قد صدق النبي ص فلم سأل حذيفة ؟ وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما قال الآخر : قال النبي ص : وضعت في كفة الميزان ووضعت أمتي في كفة أخرى فرجحت بهم ثم وضع مكاني أبو بكر فرجح بهم ، ثم عمر فرجح بهم ، ثم رفع الميزان فقال ، المأمون : هذا محال من قبل أنه لا يخلو من أن يكون أجسامهما أو أعمالهما فإن كانت الأجسام فلا يخفى على ذي روح أنه محال لأنه لا يرجح أجسامهما بأجسام الأمة وإن كانت أفعالهما فلم تكن بعد فكيف ترجح بما ليس ، فأخبروني بما يتفاضل الناس ؟ فقال بعضهم بالأعمال الصالحة قال : فأخبروني فممن فضل صاحبه على عهد النبي ص ثم أن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله بأكثر من عمل الفاضل على عهد النبي ص أيلحق به ؟ فإن قلتم : نعم أوجدتكم في عصرنا هذا من هو أكثر جهادا وحجا وصوما وصلاة وصدقة من أحدهم ! قالوا : صدقت لا يلحق فاضل دهرنا لفاضل عصر النبي ص قال المأمون : فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل علي عليه السلام وقيسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا لهم بالجنة فإن كانت جزءا من اجزاء كثيرة فالقول قولكم وإن كانوا قد رووا في فضائل علي عليه السلام أكثر فخذوا عن أئمتكم ما رووا ولا تعدوه قال : فأطرق القوم جميعا فقال المأمون : ما لكم سكتم ؟ قالوا : قد أستقصينا ، قال المأمون : فأني أسألكم خبروني أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله نبيه ص ؟ قالوا : السبق إلى الاسلام لان الله تعالى يقول : ( السابقون السابقون أولئك المقربون قال : فهل علمتم أحدا أسبق من علي عليه السلام إلى الاسلام ؟ قالوا : إنه سبق حدثا لم يجر عليه حكم وأبو بكر أسلم كهلا قد جرى عليه الحكم وبين هاتين الحالتين فرق قال المأمون : فخبروني عن إسلام علي عليه السلام بالهام من قبل الله تعالى أم بدعاء النبي ص فإن قلتم بإلهام فضلتموه على النبي ص لأن النبي ص لم يلهم بل أتاه جبرئيل عن الله تعالى داعيا ومعرفا فإن قلتم بدعاء النبي ص فهل دعاه من قبل نفسه أو بأمر الله تعالى ؟ فإن قلتم : من قبل نفسه فهذا خلاف ما وصف الله تعالى به نبيه ص في قوله تعالى وما انا من المتكلفين ) وفي قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وإن كان من قبل الله تعالى فقد أمر الله تعالى نبيه ص بدعاء علي عليه السلام من بين صبيان الناس وايثاره عليهم ، فدعاه ثقة به وعلما بتأييد الله تعالى وعلة أخرى خبروني عن الحكيم هل يجوز أن يكلف خلقه ما لا يطيقون ؟ فإن قلتم : نعم فقد كفرتم وإن قلتم : لا فكيف يجوز أن يأمر نبيه ص بدعاء من لا يمكنه قبول ما يؤمر به لصغره وحداثة سنه وضعفه عن القبول وعلة أخرى هل رأيتم النبي ص دعا أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكونوا أسوة علي عليه السلام ؟ فإن زعمتم أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي عليه السلام على جميع صبيان الناس ثم قال : أي الأعمال بعد السبق إلى الايمان قالوا : الجهاد في سبيل الله ، قال : فهل تجدون لاحد من العشرة في الجهاد ما لعلي عليه السلام في جميع مواقف النبي ص من الأثر هذه ؟ بدر قتل من المشركين فيها نيف وستون رجلا قتل علي عليه السلام منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس فقال قائل : كان أبو بكر مع النبي ص في عريشة يدبرها فقال المأمون : لقد جئت بها عجيبة ! أكان يدبر دون النبي ص أو معه فيشركه أو لحاجة النبي( ص إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلاث أحب إليك أن تقول ؟ فقال : أعوذ بالله من أن أزعم أنه يدبر دون النبي ص أو يشركه أو بافتقار من النبي ص إليه قال : فما الفضيلة في العريش ؟ فإن كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكون كل متخلف فاضلا أفضل من المجاهدين والله عز وجل يقول : لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما قال : إسحاق بن حماد بن زيد ثم قال لي : إقرأ هل أتى على الانسان حين من الدهر فقرأت حتى بلغت ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إلى قوله وكان سعيكم مشكورا (فقال : فيمن نزلت هذه الآيات : فقلت في علي عليه السلام قال : فهل بلغك أن عليا عليه السلام قال : حين أطعم المسكين واليتيم والأسير : إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا على ما وصف الله عز وجل في كتابه ؟ فقلت : لا ، قال فإن الله تعالى عرف سريرة علي عليه السلام ونيته فأظهر ذلك في كتابه تعريفا لخلقه أمره فهل علمت أن الله تعالى وصف في شئ مما وصف في الجنة ما في هذه السورة ( قوارير من فضة قلت : لا قال : فهذه فضيلة أخرى فكيف تكون القوارير من فضة ؟ فقلت : لا أدري قال يريد كأنها من صفائها من فضة يرى داخلها كما يرى خارجها وهذا مثل قوله ص يا إسحاق رويدا شوقك بالقوارير وعني به نساء كأنها القوارير رقة وقوله ص : ركبت فرس أبي طلحة فوجدته بحرا أي كأنه بحر من كثرة جريه وعدوه وكقول الله تعالى : ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ورائه عذاب غليظ أي كأنه يأتيه الموت ولو أتاه من مكان واحد مات ثم قال : يا إسحاق ألست ممن يشهد أن العشرة في الجنة ؟ فقلت : بلى ثم قال : أرأيت لو أن رجلا قال : ما أدري أصحيح هذا الحديث أم لا ، أكان عندك كافرا ؟ قلت لا قال أفرأيت لو قال ما أدري هذه السورة قرآن أم لا أكان عندك كافرا ؟ قلت بلى قال : أرى فضل الرجل يتأكد خبروني يا إسحاق عن حديث الطائر المشوي أصحيح عندك ؟ قلت : بلى قال : بان والله عنادك لا يخلوا هذا من أن يكون كما دعاه النبي ص أو يكون مردودا أو عرف الله الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه أو تزعم إن الله لم يعرف الفاضل من المفضول فأي الثلاث أحب إليك أن تقول به ؟ قال : إسحاق : فأطرقت ساعة ثم قلت : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول في أبي بكر : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فنسبه الله عز وجل إلى صحبة نبيه ص فقال المأمون : سبحان الله ما أقل علمك باللغة والكتاب ؟ أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن ؟ فأي فضيلة في هذا أما سمعت قول الله تعالى : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا فقد جعله له صاحبا وقال الهذلي شعرا : ‹ ولقد غدوت وصاحبي وحشية * تحت الرداء بصيرة بالمشرق وقال الأزدي شعرا :
    ولقد ذعرت الوحش فيه وصاحبي * محض القوائم من هجان هيكل
    فصير فرسه صاحبه وأما قوله إن الله معنا فان الله تبارك وتعالى مع البر والفاجر ، أما سمعت قوله تعالى : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا وأما قوله : لا تحزن فأخبرني من حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية فإن زعمت إنه طاعة فقد جعلت النبي ص ينهى عن الطاعة وهذا خلاف صفة الحكيم ، وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي ؟

  • #2
    تابع ما قبله
    ؟ وخبرني عن قوله تعالى فأنزل الله سكينته عليه على من ؟ قال إسحاق : فقلت على أبي بكر لأن النبي ص كان مستغنيا عن الصفة السكينة قال : فخبرني عن قوله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع ؟ قال : فقلت لا ، فقال : إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي ص إلا سبعة من بني هاشم علي عليه السلام يضرب بسيفه والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله ص والخمسة يحدقون بالنبي ص خوفا من أن يناله سلاح الكفار حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله ص الظفر عني بالمؤمنين في هذا الموضع عليا عليه السلام ومن حضر من بني هاشم فمن كان أفضل أمن كان مع النبي ص فنزلت السكينة على النبي ص وعليه أم من كان في الغار مع النبي ص ولم يكن أهلا لنزولها عليه يا إسحاق من أفضل ؟ من مع النبي ص في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي ص ما عزم عليه من الهجرة ، إن الله تبارك وتعالى أمر نبيه ص أن يأمر عليا عليه السلام بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك فقال علي عليه السلام أتسلم يا نبي الله ؟ قال : بلى قال سمعا وطاعة ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه وأحدق المشركون به لا يشكون في أنه النبي ص وقد أجمعوا على أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطلب الهاشميون بدمه وعلي عليه السلام يسمع بأمر القوم فيه من التدبير في تلف نفسه ؟ فلم يدعه إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار وهو مع النبي ص وعلي عليه السلام وحده فلم يزل صابرا محتسبا فبعث الله تعالى ملائكته تمنعه من مشركي قريش فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال : وما علمي به قالوا : فأنت غدرتنا ثم لحق بالنبي ص فلم يزل علي عليه السلام أفضل لما بدأ منه إلا ما يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور يا إسحاق أما تروي حديث الولاية ؟ فقلت : نعم قال : أروه فرويته فقال أما ترى أنه أوجب لعلي عليه السلام على أبي بكر وعمر من الحق ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت : إن الناس يقولون إن هذا قاله بسبب زيد بن حارثة فقال : وأين قال النبي ص هذا ؟ قلت : بغدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع قال فمتى قتل زيد بن حارثة ؟ قلت : بموته قال : أفليس قد كان قتل زيد بن حارثة قبل غدير خم ؟ قلت بلى قال : أخبرني لو رأيت ابنا لك أتت عليه خمسة عشر سنة يقول مولاي مولى ابن عمي أيها الناس فأقبلوا أكنت تكره له ذلك ؟ فقلت : بلى ، قال : أفتنزه ابنك عما لا يتنزه النبي ص عنه ويحكم ! أجعلتم فقهاءكم أربابكم إن الله تعالى يقول : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والله ما صاموا ولا صلوا لهم ولكنهم أمروا لهم فأطيعوا ثم قال : أتروي قول النبي ص لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت : نعم قال أما تعلم أن هارون أخو موسى لأبيه وأمه ؟ قلت : بلى ، قال : فعلي عليه السلام كذلك قلت : لا قال وهارون نبي وليس علي كذلك فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة وهذا كما قال المنافقون استخلفه استثقالا له فأراد أن يطيب بنفسه وهذا كما حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام حيث يقول لهارون أخلفني في قومي وأصلح لي ولا تتبع سبيل المفسدين فقلت : إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه تعالى وأن النبي ص خلف عليا عليه السلام حين خرج إلى غزاته فقال : أخبرني عن موسى حين خلف هارون أكان معه حيث مضى إلى ميقات ربه عز وجل أحد من أصحابه ؟ فقلت : نعم ، قال : أوليس قد أستخلفه على جميعهم ؟ قلت : بلى ، قال : فكذلك علي عليه السلام خلفه النبي ص حين خرج إلى غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذا كان أكثر قومه معه وأن كان قد جعله خليفة على جميعهم والدليل على أنه جعله خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله ص : علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وزير النبي ص أيضا بهذا القول لأن موسى عليه السلام قد دعا الله تعالى وقال فيما دعا : وأجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري فإذا كان علي عليه السلام منه ص بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كما كان هارون وزير موسى وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى عليه السلام ثم أقبل على أصحاب النظر والكلام فقال : أسألكم أو تسألوني ؟ فقالوا : بل نسألك قال : قولوا فقال قائل منهم : أليست إمامة علي عليه السلام من قبل الله عز وجل نقل ذلك عن رسول الله ص من نقل الفرض مثل الظهر أربع ركعات وفي مأتي درهم خمسة دراهم والحج إلى مكة ؟ فقال : بلى قال : فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفرض واختلفوا في خلافة علي عليه السلام وحدها ؟ قال المأمون : لأن جميع الفرض لا يقع فيه من التنافس والرغبة ما يقع في الخلافة فقال آخر : ما أنكرت أن يكون النبي ص أمرهم باختيار رجل منهم يقوم مقامه رأفة بهم ورقة عليهم من غير أن يستخلف هو بنفسه فيعصي خليفته فينزل بهم العذاب ؟ فقال : أنكرت ذلك من قبل أن الله تعالى أرأف بخلقه من النبي ص وقد بعث نبيه ص إليهم وهو يعلم أن فيهم عاص ومطيع فلم يمنعه تعالى ذلك من إرساله وعلة أخرى : ولو أمرهم باختيار رجل منهم كان لا يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضهم فلو أمر الكل من كان المختار ؟ ولو أمر بعضنا دون بعض كان لا يخلو من أن يكون على هذا البعض علامة فإن قلت : الفقهاء ، فلا بد من تحديد الفقيه وسمته قال آخر : فقد روي : أن النبي ص قال : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله تعالى حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح فقال هذا القول لا بد من أن يكون يريد كل المؤمنين أو البعض فإن أراد الكل فهذا مفقود لأن الكل لا يمكن اجتماعهم وإن كان البعض فقد روى كل في صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي ورواية الحشوية في غيره فمتى يثبت ما تريدون من الإمامة ؟ قال آخر : فيجوز أن تزعم أن أصحاب محمد أخطأوا قال : كيف نزعم أنهم أخطأوا واجتمعوا على ضلالة وهم لم يعلموا فرضا ولا سنة لأنك تزعم أن الإمامة لا فرض من الله تعالى ولا سنة من الرسول ص فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ولا سنة خطأ ؟ قال آخر : أن كنت تدعي لعلي عليه السلام من الإمامة دون غيره فهات بينتك على ما تدعي فقال : ما أنا بمدع ولكني مقر ولا بينة على مقر والمدعي من يزعم أن إليه التولية والعزل وأن إليه الاختيار والبينة لا تعري من أن تكون من شركائه فهم خصماء أو تكون من غيرهم والغير معدوم فكيف يؤتي بالبينة على هذا ؟ قال آخر : فما كان الواجب على علي عليه السلام بعد مضي رسول الله ص ؟ قال : ما فعله قال : أفما وجب عليه أن يعلم الناس إنه إمام ؟ فقال : إن الإمامة لا تكون بفعل منه في نفسه ولا بفعل من الناس فيه من اختيار أو تفضيل أو غير ذلك وأنها يكون بفعل من الله تعالى فيه كما قال لإبراهيم عليه السلام : إني جاعلك للناس إماما وكما قال تعالى لداود عليه السلام : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض وكما قال عز وجل للملائكة في آدم : ( إني جاعل في الأرض خليفة فالامام إنما يكون إماما من قبل الله تعالى وباختياره إياه في بدء الصنيعة والتشريف في النسب والطهارة في المنشأ والعصمة في المستقبل ولو كانت بفعل منه في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للإمامة وإذا عمل خلافها اعتزل فيكون خليفة قبل أفعاله قال آخر : فلم أوجبت الإمامة لعلي عليه السلام بعد الرسول ص ؟ فقال : لخروجه من الطفولية إلى الايمان كخروج النبي ص من الطفولية إلى الايمان والبراءة من ضلالة قومه عن الحجة وإجتنابه الشرك كبراءة النبي ص من الضلالة وإجتنابه للشرك لأن الشرك ظلم ولا يكون الظالم إماما ولا من عبد وثنا باجماع ومن شرك فقد حل من الله تعالى محل أعدائه فالحكم فيه الشهادة عليه بما اجتمعت عليه الأمة حتى يجئ إجماع آخر مثله ولأن من حكم عليه مرة فلا يجوز أن يكون حاكما فيكون الحاكم محكوما عليه فلا يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه قال آخر : فلم يقاتل علي عليه السلام أبا بكر وعمر كما قاتل معاوية ؟ فقال المسألة محال لأن لم اقتضاء ولم يفعل نفي والنفي لا يكون له علة ، إنما العلة للاثبات وإنما يجب أن ينظر في أمر علي عليه السلام أمن قبل الله أم من قبل غيره فإن صح أنه من قبل الله تعالى فالشك في تدبيره كفر لقوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فافعال الفاعل تبع لاصله ، فإن كان قيامه عن الله تعالى فأفعاله عنه وعلى الناس الرضا والتسليم وقد ترك رسول الله ص القتال يوم الحديبية يوم صد المشركون هديه عن البيت فلما وجد الأعوان وقوى حارب كما قال الله تعالى في الأول : فاصفح الصفح الجميل ثم قال عز وجل : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد قال آخر إذا زعمت أن إمامة علي عليه السلام من قبل الله تعالى وإنه مفترض الطاعة فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء للأنبياء عليهم السلام وجاز لعلي أن يترك ما أمر به من دعوه الناس إلى طاعته ؟ فقال : من قبل انا لم نزعم إن عليا عليه السلام أمر بالتبليغ فيكون رسولا ولكنه عليه السلام وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه فمن تبعه كان مطيعا ومن خالفه كان عاصيا فإن وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه لأنهم أمروا بطاعته على كل حال ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة وهو بمنزلة البيت على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم وإذا لم يفعلوا كانت اللائمة عليهم لا على البيت وقال آخر إذا أوجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار كيف يجب بالاضطرار أنه علي عليه السلام دون غيره ؟ فقال : من قبل أن الله تعالى لا يفرض مجهولا ولا يكون المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع فلا بد من دلالة الرسول ص على الفرض ليقطع العذر بين الله عز وجل وبين عباده أرأيت لو فرض الله تعالى على الناس صوم شهر فلم يعلم الناس أي شهر هو ؟ ولم يوسم بوسم وكان على الناس استخراج ذلك بعقولهم حتى يصيبوا ما أراد الله تعالى فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول المبين لهم وعن الامام الناقل خبر الرسول إليهم وقال آخر : من أين أوجبت أن عليا عليه السلام كان بالغا حين دعاه النبي ص فان الناس يزعمون إنه كان صبيا حين دعى ولم يكن جاز عليه الحكم ولا بلغ مبلغ الرجال فقال : من قبل أنه لا يعرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن أرسل إليه النبي ص ليدعوه فإن كان كذلك فهو محتمل التكليف قوي على أداء الفرائض وإن كان ممن لم يرسل إليه فقد لزم النبي ص قول الله عز وجل : ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وكان مع ذلك فقد كلف النبي ص عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى وهذا من المحال الذي يمتنع كونه ولا يأمر به حكيم ولا يدل عليه الرسول تعالى الله عن أن يأمر بالمحال وجل الرسول من أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم فسكت القوم عند ذلك جميعا فقال المأمون : قد سألتموني ونقضتم علي أفأسألكم ؟ قالوا : نعم ، قال : أليس قد روت الأمة بإجماع أن النبي ص قال : من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ؟ قالوا : بلى قال : ورووا عنه عليه السلام إنه قال : من عصى الله بمعصية صغرت أو كبرت ثم أتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟ قالوا : بلى قال : فخبروني عن رجل يختاره الأمة فتنصبه خليفة هل يجوز أن يقال له خليفة رسول ص ومن قبل الله عز وجل ولم يستخلفه الرسول : فإن قلتم : نعم ، فقد كابرتم وإن قلتم : لا ، وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول الله ص ولا كان من قبل الله عز وجل وأنكم تكذبون على نبي الله ص فإنكم متعرضون لأن تكونوا ممن وسمه النبي ص بدخول النار ، وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم مضى عليه السلام ولم يستخلف أو في قولكم لأبي بكر يا خليفة رسول الله ص ؟ فإن كنتم صدقتم في القولين فهذا ما لا يمكن كونه إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الاخر فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوالله ما يقبل الله تعالى إلا من عبد لا يأتي إلا بما يعقل ولا يدخل إلا فيما يعلم أنه حق والريب شك وإدمان الشك كفر بالله تعالى وصاحبه في النار وخبروني هل يجوز أن يبتاع أحدكم عبدا فإذا أبتاعه صار مولاه وصار المشتري عبده ؟ قالوا : لا قال : فكيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه أنتم لهواكم واستخلفتموه صار خليفة عليكم وأنتم وليتموه إلا كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تؤتون خليفة وتقولون إنه خليفة رسول الله ص ثم إذا أسخطتم عليه قتلتموه كما فعل بعثمان بن عفان ؟ فقال قائل منهم : لأن الامام وكيل المسلمين إذا رضوا عنه ولوه وإذا سخطوا عليه عزلوه قال : فلمن المسلمون والعباد والبلاد ؟ قالوا لله تعالى فوالله أولى أن يوكل على عباده وبلاده من غيره لأن من إجماع الأمة أنه من أحدث حدثا في ملك غيره فهو ضامن وله أن يحدث فإن فعل فآثم غارم ثم قال : خبروني عن النبي ص هل استخلف حين مضى أم لا فقالوا : لم يستخلف قال فتركه ذلك هدى أم ضلال ؟ قالوا : هدى فعلى الناس أن يتبعوا الهدى ويتركوا الباطل ويتنكبوا الضلال قالوا : قد فعلوا ذلك قال : فلم استخلف الناس بعده وقد تركه هو فترك فعله ضلال ، ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى ، وإذا كان ترك الاستخلاف هدى فلم أستخلف أبو بكر ولم يفعله النبي ص ؟ ولم جعل عمر الامر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه ؟ لأنكم زعمتم أن النبي لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف وعمر لم يترك الاستخلاف كما تركه النبي ص بزعمكم ولم يستخلف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث فخبروني أي ذلك ترونه صوابا ؟ فإن رأيتم فعل النبي ص صوابا فقد أخطأتم أبا بكر وكذلك القول في بقية الأقاويل وخبروني أيهما أفضل ما فعله النبي ص بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟ وخبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول ص هدى وفعله من غيره هدى فيكون هدى ضد هدى ؟ فأين الضلال حينئذ وخبروني هل ولى أحد بعد النبي ص باختيار الصحابة منذ قبض النبي ص إلى اليوم ؟ فإن قلتم : لا ، فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي ص وأن قلتم : نعم كذبتم الأمة وأبطل قولكم الوجود الذي لا يدفع ، وخبروني عن قول الله عز وجل : قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله أصدق هذا أم كذب ؟ قالوا : صدق قال : أفليس ما سوى الله لله إذ كان محدثه ومالكه ؟ قالوا : نعم قال : ففي هذا بطلان ما أوجبتم اختياركم خليفة تفترضون طاعته وتسمونه خليفة رسول الله ص وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه وعمل بخلاف محبتكم ومقتول إذا أبى الاعتزال ويلكم ! لا تفتروا على الله كذبا فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بين يدي الله تعالى وإذا وردتم على رسول الله ص وقد كذبتم عليه متعمدين وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إني قد أرشدتهم اللهم إني قد أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لم أدعهم في ريب ولا في شك ، اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي عليه السلام على الخلق بعد نبيك محمد ص كما أمرنا به رسولك ص قال : ثم افترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون قال محمد بن يحيى بن عمران الأشعري : وفي حديث آخر ، قال : فسكت القوم ، فقال لهم : لم سكتم ؟ قالوا : لا ندري ما تقول ؟ قال : تكفيني هذه الحجة عليكم ثم أمر باخراجهم قال : فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال : هذا أقصى ما عند القوم فلا يظن ظان أن جلالتي

    تعليق


    • #3
      يا سبحان الله كل ما ذكرته ليس بقولى
      ولكنه قول الحق
      تحياتى
      التعديل الأخير تم بواسطة جدى الرسول; الساعة 01-11-2010, 01:06 AM.

      تعليق


      • #4
        يا سبحان الله كل ما ذكرته ليس بقولى
        ولكن انظروا كتاب العقد الفريد لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى
        المتوفى سنة 328هـ الجزء الخامس صفحة رقم 317
        بعنوان احتجاج المأمون على الفقهاء فى فضل علي ( عليه السلام )
        ستجدون كل ما ذكرت لكم

        ((( اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ))) سورة يس آية رقم 21

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X