دعوة الملك السعودي للساسة العراقيين هل هي مؤامرة جديدة أم فشل ذريع لمخطط التركيع والاحتواء؟
بقلم: علي السراي 1-11-2010
حقيقة إن شر البلية ما يُضحك..وإلا فأي شر أشر من أن تتدخل دول الجوار العروبي بشؤوننا الداخلية لتفرض وصايتها علينا ؟؟؟ ترى مالذي ترمي اليه دعوة الملك السعودية للفعاليات العراقية لزيارة الرياض وفي هذا الوقت بالذات؟؟؟ بعد ان وصف ندائه ((بنداء الغيور على أمته ، والساعي لعزتها وكبريائها ، في عصر تداعت فيه الأزمات فأثقلت كل أمل،` مضيفاً إن `الغيورين من الشعب العراقي.. مطالبين بالعطاء والتضحية من أجل عراق مستقر آمن، إن العراق بكل المعطيات التاريخية جدير بأن يجد لنفسه مخرجاً من أزماته ومحنه)) انتهى. تُرى من يقف وراء أزمات العراق المتلاحقة ومحنته التي لا تنتهي؟؟ و هل فشلت سياسة المملكة في احتواء و تركيع الشعب العراقي وسياسييه بفتاوى القتل والذبح والتفخيخ لتُستبدل بسياسة اخرى ناعمة الله وحده يعلم عواقبها وما خلف كواليسها المظلمة؟؟؟ وأين؟ في وطن العراقيين الثاني على حد زعم الملك السعودي... هنالك حيثوا راهنوا وخططوا ولا زالوا للإحتراب الداخلي بين اخوة الدين والوطن واذكاء نار الطائفية البغيضة بينهم للتمتع بمشاهدة مناظر تراشق الدماء المذهبي بعد أن رصدوا لمخططهم الشيطاني هذا ملياراتهم وجندوا مرتزقتهم من كتابِ وإعلاميين وقنوات طائفية مقيتة ، حقيقة أنا لم أتفاجىء حينما قرأت مضمون الدعوة وتوقيتها الان فمن البديهي جداً ان يكون هنالك تحرك مشبوه كهذا بعد الفشل الذريع الذي لحق بمخططاتهم الارهابية في العراق وهذا ليس بالشيء الجديد على هؤلاء، إلا أن الذي استوقني هو تساؤل صغير وهو هل سيُلبي سياسيينا هذه الدعوة؟ وهل سيذهبون حقاً كي يحلوا مشاكلهم هناك؟ أم ستكون هذه الدعوة بمثابة إيقاد نار الثورة على الذات المريضة وإشعال فتيل الانتفاضة على الأنا الضيقة لتكون القشة التي ستُقصم ظهر الإرهاب والداعمين له، وذلك بلملمة جراحهم وتضميد خلافاتهم ليكونوا بمستوى التحدي الذي ينتظرهم بعد أن يُغلّبوا مصلحة الشعب على مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية والخروج من موسوعة غينيس التي دخلوها في تأخير تشكيل الحكومة إلى أُفق الوطن الواسع الرحيب ويتحملوا مسؤولياتهم التأريخية والدستورية والاخلاقية للدفاع عن شعبهم الذي ينحر يومياً على يد التحالف البعثي التكفيري.ثم أليس حرياً بالملك السعودي إن كانت تهمه فعلاً مصلحة العراق والعراقيين لجم مرجعيات الضلالة في مملكته من كلاب الارهاب التي تنبح بفتاوى التكفير والتي اهلكت الحرث والنسل ولما تزل مستمرة حتى هذه اللحظة؟؟؟ ترى أين كان هذا الحرص عندما استهدفوا الانسان والحجر والشجر نهايك عن المراقد المقدسة والكنائس وباقي دور العبادة ؟ نحن لسنا ضد أي تقارب وتعاون مع دول الجوار بل على العكس تماماً فلطالما مددنا يد الاخوة والمحبة والتسامح لهم رغم كل المآسي والجراح، ولكننا ضد أي تدخل وقح سافر من إيِ كان بشؤوننا الداخلية ، فلسنا بدخيلين وطارئين على السياسة ودهاليزها وألاعيبها كي يوجهنا أو يخدعنا هذا الطرف أو ذلك، فحضارتنا الممتدة على مدى ستة آلاف عام و الضاربة جذورها في عمق التأريخ ووقائعنا التي شهد بها القاصي والداني في رفض الظلم والاستكبار في كل زمان ومكان تأبى ممارسة الوصاية علينا من قبل الاخرين وتؤهلنا لقيادة وطننا رغم كل الإرهاصات والإخفاقات و المخططات الإرهابية التي تُحيكها قوى الظلام والمتربصين بنا شرا.ولهذا نتوجه بالكلام للجميع ونقول لهم لسنا بحاجة لمصاحف صفين وذرف دموع التماسيح علينا، فقط كفوا شركم عنا فمفخخاتكم وأحزمتكم الصفراء قد سبقتكم إلينا ولازالت أياديكم تقطر من دمائنا وعليه فلا حب ولا كرامة لدعوة من شأنها التوقيع على إعدام الوطن وتهديم ما تبقى من أطلاله الخربة، بل العار كل العار من أن تقبل الضحية النصيحة من جلادها الذي لازال يحز بسكينه رقاب الابرياء ...
علي السراي
رئيس المنظمة الدولية لمكافحة الارهاب والتطرف الديني
Assarrayali2007@yahoo.de