بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع يتعرض للأختلافات الجوهرية بين الشيعة و السنة :
إن الاتجاهين الرئسين اللذين رافقا نشوء الامة الاسلامية في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) منذ البدء هما :
أولا : الاتجاه الذي يؤمن بالتعبد بالدين وتحكيمه والتسليم المطلق للنص الديني في كل جوانب الحياة .
* هذا هو اتجاه مدرسة أهل البيت عليهم السلام واتجاه التشيع .
وثانيا : الاتجاه الذي لا يرى أن بالدين يتطلب منه التعبد إلا في نطاق خاص من العبادات والغيبيات ، ويؤمن بإمكانية الاجتهاد وجواز التصرف على أساسه بالتغيير والتعديل في النص الديني وفقا للمصالح في غير ذلك النطاق من مجالات الحياة
* هذا هو اتجاه المدرسة الاخرى من المذاهب السنية
إن الاتجاهين الرئسين اللذين رافقا نشوء الامة الاسلامية في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) منذ البدء هما :
أولا : الاتجاه الذي يؤمن بالتعبد بالدين وتحكيمه والتسليم المطلق للنص الديني في كل جوانب الحياة .
* هذا هو اتجاه مدرسة أهل البيت عليهم السلام واتجاه التشيع .
وثانيا : الاتجاه الذي لا يرى أن بالدين يتطلب منه التعبد إلا في نطاق خاص من العبادات والغيبيات ، ويؤمن بإمكانية الاجتهاد وجواز التصرف على أساسه بالتغيير والتعديل في النص الديني وفقا للمصالح في غير ذلك النطاق من مجالات الحياة
* هذا هو اتجاه المدرسة الاخرى من المذاهب السنية
وبالرغم من ذلك نجد من الضروري التسليم بوجود اتجاه واسع ، منذ كان النبي حيا ، يميل إلى تقديم الاجتهاد في تقدير المصلحة ، واستتناجها من الظروف ، على التعبد بحرفية النص الديني ، وقد تحمل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) المرارة
في كثير من الحالات بسبب هذا الاتجاه حتى وهو على فراش الموت في ساعاته الاخيرة على ما يأتي ، كما كان هناك اتجاه آخر يؤمن بتحكيم الدين والتسليم له والتعبد بكل نصوصه في جميع جوانب الحياة .
راجع صحيح البخاري / ج 8 / ص 161 كتاب الاعتصام . لاحظ المواقف التي لم يتعبدوا فيها بالنص . ما حدث في عدم إنفاذ سرية اسامة ، واعتراضهم وما حدث عند ارادة كتب الكتاب عندما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي . . . ) ولاحظ الموقف من صلح الحديبية .
وقد يكون من عوامل انتشار الاتجاه الاجتهادي في صفوف المسلمين انه يتفق مع ميل الانسان بطبيعته الى التصرف وفقا لمصلحة يدركها وبقدرها ، بدلا عن التصرف وفقا لقرار لا يفهم مغزاه .
وقد قدر لهذا الاتجاه ممثلون جريئون من كبار الصحابة من قبيل عمر بن الخطاب الذي ناقش الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، واجتهد في مواضع عديدة ، خلافا للنص ايمانا منه بجواز ذلك ما دام يرى أنه لم يخطي المصلحة في اجتهاده .
وبهذا الصدد يمكننا ان نلاحظ ، موقفه من صلح الحديبية واحتجاجه على هذا الصلح )، وموقفه من الاذان وتصرفه فيه باسقاط ( حي على خير العمل ) وموقفه من النبي حين شرع متعة الحج الى غير ذلك من مواقفه الاجتهادية.
وقد انعكس كلا الاتجاهين في مجلس الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في آخر يوم من أيام حياته فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي ( صلى الله
عليه وآله ) هلم اكتب الكم كتابا لن تضلوا بعده . فقال عمر : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول ، قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ،
ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم : قوموا
وهذان الاتجاهان اللذان بدا الصراع بينهما في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قد انعكسا على موقف المسلمين من إطروحة زعامة الامام للدعوة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
فالممثلون للاتجاه التعبدي وجدوا في النص النبوي على هذه الاطروحة سببا بقبولها ، دون توقف أو تعديل .
وأما الاتجاه الاجتهادي فقد رأى أنه بامكانه أن يتحرر من الصيغة المطروحة من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا ادى اجتهاده الى صيغة اخرى أكثر انسجاما - في تصوره - مع الظروف .
وهكذا ترى أن الشيعة ولدوا منذ وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة متمثلين في المسلمين الذين خضعوا عمليا لاطروحة زعامة الامام وقيادته التي فرض النبي الابتداء بتنفيذها من حين وفاته مباشرة ، وقد تجسد الاتجاه الشيعي ، منذ اللحظة الاولى في إنكار ما اتجهت إليه السقيفة من تجميد لاطروحة زعامة الامام علي ، واسناد السلطة الى غيره .
ذكر الطبرسي في الاحتجاج عن أبان بن تغلب قال : ( قلت لجعفر بن محمد الصادق -صلوات الله عليه- : جعلت فداك ، هل كان أحد في أصحاب رسول الله أنكر على أبي بكر فعله ؟ قال : نعم كان الذي أنكر عليه اثنا عشر رجلا ، فمن المهاجرين : خالد بن سعيد : ابن أبي العاص ، وسلمان الفارسي ، وأبور ذر الغفاري ،
والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر ، وبريدة الاسلمي ، ومن الانصار : أبو الهيثم بن التيهان ، وعثمان ابن حنيف وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبي بن كعب ، وأبو أيوب الانصاري )
الاحتجاج / الطبرسي / ج 1 / ص 75
منقول مع تصرف بسيط
من كتاب : نشأة التشيع و الشيعة - للشهيد محمد باقر الصدر -قد- ص71 - ص77
راجع صحيح البخاري / ج 8 / ص 161 كتاب الاعتصام . لاحظ المواقف التي لم يتعبدوا فيها بالنص . ما حدث في عدم إنفاذ سرية اسامة ، واعتراضهم وما حدث عند ارادة كتب الكتاب عندما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي . . . ) ولاحظ الموقف من صلح الحديبية .
وقد يكون من عوامل انتشار الاتجاه الاجتهادي في صفوف المسلمين انه يتفق مع ميل الانسان بطبيعته الى التصرف وفقا لمصلحة يدركها وبقدرها ، بدلا عن التصرف وفقا لقرار لا يفهم مغزاه .
وقد قدر لهذا الاتجاه ممثلون جريئون من كبار الصحابة من قبيل عمر بن الخطاب الذي ناقش الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، واجتهد في مواضع عديدة ، خلافا للنص ايمانا منه بجواز ذلك ما دام يرى أنه لم يخطي المصلحة في اجتهاده .
وبهذا الصدد يمكننا ان نلاحظ ، موقفه من صلح الحديبية واحتجاجه على هذا الصلح )، وموقفه من الاذان وتصرفه فيه باسقاط ( حي على خير العمل ) وموقفه من النبي حين شرع متعة الحج الى غير ذلك من مواقفه الاجتهادية.
وقد انعكس كلا الاتجاهين في مجلس الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في آخر يوم من أيام حياته فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي ( صلى الله
عليه وآله ) هلم اكتب الكم كتابا لن تضلوا بعده . فقال عمر : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول ، قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ،
ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم : قوموا
وهذان الاتجاهان اللذان بدا الصراع بينهما في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قد انعكسا على موقف المسلمين من إطروحة زعامة الامام للدعوة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
فالممثلون للاتجاه التعبدي وجدوا في النص النبوي على هذه الاطروحة سببا بقبولها ، دون توقف أو تعديل .
وأما الاتجاه الاجتهادي فقد رأى أنه بامكانه أن يتحرر من الصيغة المطروحة من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا ادى اجتهاده الى صيغة اخرى أكثر انسجاما - في تصوره - مع الظروف .
وهكذا ترى أن الشيعة ولدوا منذ وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة متمثلين في المسلمين الذين خضعوا عمليا لاطروحة زعامة الامام وقيادته التي فرض النبي الابتداء بتنفيذها من حين وفاته مباشرة ، وقد تجسد الاتجاه الشيعي ، منذ اللحظة الاولى في إنكار ما اتجهت إليه السقيفة من تجميد لاطروحة زعامة الامام علي ، واسناد السلطة الى غيره .
ذكر الطبرسي في الاحتجاج عن أبان بن تغلب قال : ( قلت لجعفر بن محمد الصادق -صلوات الله عليه- : جعلت فداك ، هل كان أحد في أصحاب رسول الله أنكر على أبي بكر فعله ؟ قال : نعم كان الذي أنكر عليه اثنا عشر رجلا ، فمن المهاجرين : خالد بن سعيد : ابن أبي العاص ، وسلمان الفارسي ، وأبور ذر الغفاري ،
والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر ، وبريدة الاسلمي ، ومن الانصار : أبو الهيثم بن التيهان ، وعثمان ابن حنيف وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبي بن كعب ، وأبو أيوب الانصاري )
الاحتجاج / الطبرسي / ج 1 / ص 75
منقول مع تصرف بسيط
من كتاب : نشأة التشيع و الشيعة - للشهيد محمد باقر الصدر -قد- ص71 - ص77
تعليق