دخل الإمام الهادي عليه السلام ذات يوم مجلس المتوكل العباسي فعرض عليه شرب الخمر، فتألّم الإمام عليه السلام وقال : (( والله ما خالط لحمي ودمي))!!
فقال المتوكل : أنشدني شعراً ! فأجابه الإمام عليه السلام : إنّي قليل الرواية للشعر. فأصرّ المتوكل، فأنشده عليه السلام شعراً أجرى الدموع من عيني المتوكل ، قائلاً عليه السلام:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم **** غَلبُ الرجال فلم تنفعهمُ القُلَلُ
واستنزلوا بعد عزٍّ عن معاقلهم **** وأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نَزَلوا
ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا **** أين الأسرة والتيجان والحُللُ
أين الوجوه التي كانت منعمةً **** من دونها تضرب الأستار والكِلَلُ
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم **** تلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً وقد شربوا **** فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
وطالما شيّدوا دوراً لتحصنهم **** ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا
سل الخليفة إذ وافَتْ منيّته **** أين الجود وأين الخَيلُ و الخَوَلُ
أين الكفاة ألمْ يكفوا خليفتهم **** لما رأوه صريعاً وهو يبتهل
أين الرماة ألم تمنع بأسهمهم **** لما أتتّكَ سهام الموت تنتعل
ما بال قبرك لا ينشى به أحدٌ **** ولا يطور به من بينهم رَجُلُ
ما بال قصرك وحشاً لا أنيس به **** يغشاك من كَنَفَيْه الروع والوهل
ما بال ذكرك منياً ومُطَرَّحاً **** وكلهم باقتسام المال قد شُغلوا
وكيف يرجوا دوامَ العيش متصلاً **** وروحه بحبال الموت متصلُ
و جسمه لِلُبَانات الردى غرض **** وَمُلكُهُ زَائل عنه ومنتقلُ
--------------------------------
اللهم صل على محمد و آل محمد
فقال المتوكل : أنشدني شعراً ! فأجابه الإمام عليه السلام : إنّي قليل الرواية للشعر. فأصرّ المتوكل، فأنشده عليه السلام شعراً أجرى الدموع من عيني المتوكل ، قائلاً عليه السلام:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم **** غَلبُ الرجال فلم تنفعهمُ القُلَلُ
واستنزلوا بعد عزٍّ عن معاقلهم **** وأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نَزَلوا
ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا **** أين الأسرة والتيجان والحُللُ
أين الوجوه التي كانت منعمةً **** من دونها تضرب الأستار والكِلَلُ
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم **** تلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً وقد شربوا **** فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
وطالما شيّدوا دوراً لتحصنهم **** ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا
سل الخليفة إذ وافَتْ منيّته **** أين الجود وأين الخَيلُ و الخَوَلُ
أين الكفاة ألمْ يكفوا خليفتهم **** لما رأوه صريعاً وهو يبتهل
أين الرماة ألم تمنع بأسهمهم **** لما أتتّكَ سهام الموت تنتعل
ما بال قبرك لا ينشى به أحدٌ **** ولا يطور به من بينهم رَجُلُ
ما بال قصرك وحشاً لا أنيس به **** يغشاك من كَنَفَيْه الروع والوهل
ما بال ذكرك منياً ومُطَرَّحاً **** وكلهم باقتسام المال قد شُغلوا
وكيف يرجوا دوامَ العيش متصلاً **** وروحه بحبال الموت متصلُ
و جسمه لِلُبَانات الردى غرض **** وَمُلكُهُ زَائل عنه ومنتقلُ
--------------------------------
اللهم صل على محمد و آل محمد