نص خطاب الرئيس القذافي حول إعادة الدولة الفاطمية
الشباب المدرب العقائدي الذي يدافع عن الأرض والعرض هو الذي يهزم الآن أقوى جيش في الشرق الأوسط وهو ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي الذي هزمته المقاومة الشعبية .. هزمه شباب حزب الله والمقاومة الفلسطينية الشعبية .
وأقوى جيش في الكرة الأرضية هو الجيش الأمريكي يهزم الآن على يد المقاومة الشعبية العراقية .
هذه حقائق لا يستطيع أن ينكرها أحد .
هذا الشباب في الجماهيرية ومثله أضعاف مضاعفة من الشباب في مصر وشباب مثلكم في تونس وفي الجزائر وفي المغرب وفي موريتانيا هو الذي سيبني الدولة الفاطمية الثانية .
إن الدولة الفاطمية الثانية لن يصنعها الحكام ولا القرارات الرسمية ولا يصنعها " معمر القذافي " بل يصنعها المؤمنون بها يصنعها الشباب الذي له الغد ..الشباب الذي لا يريد أن يبقى شمال إفريقيا مجزأ ومقسما و مشرذما وإقليميا وطائفيا وعرقيا .
إن الدولة الفاطمية الثانية ستقضي على التشرذم وعلى العرقية وعلى الطائفية وعلى المذهبية .
وهذا الإختلاف كله سيتم القضاء عليه في ظل دولة فاطمية جديدة .
إن الدولة الفاطمية الجديدة هي ملكنا .. هي تاريخنا .. هي إرثنا فنحن صنعنا الدولة الفاطمية الأولى وسوف نصنع الدولة الفاطمية الثانية .
هذه دولتنا.. لا أحد يستطيع أن يحتج وليس له الحق أن يحتج علينا والذي يحتج علينا هو ينبح .
هذه دولتنا قامت فوق هذه الأرض وأقامها أجدادنا فنحن أولى بها وببعثها كلما تمكنا من ذلك.
والذين يعتقدون أن الدولة الفاطمية الثانية التي تطلق لها الدعوة لأن تقوم في شمال إفريقيا من مصر إلى موريتانيا إلى المغرب .. هى دولة المذاهب والعودة من جديد إلى الخلاف بين الأئمة وبين الطوائف هؤلاء رجعيون .
نحن لن نعود إلى الوراء لن نعود إلى الخلاف أو إلى أحقية الخلافة أوأسباب الخلاف ولا إلى تلك الهرطقات والترهات بين الأئمة وبين الحكام أو بين إسماعيل وبين موسى الكاظم هذا ليس عصره .
الآن عصر الدولة الفاطمية الجديدة العصرية التي ستقضي على كل الأوساخ والتدرن الذي يعيشه شمال إفريقيا اليوم الذي كان قبل الدولة الفاطمية الأولى في مثل هذه الحالة من التشرذم ومن الطائفية وقبلية وإقليمية ومذهبية .
ولكنه إستظل بظل الدولة الفاطمية وتوحد .
ودامت الدولة الفاطمية أكثر من مائتين وستين سنة وهي قوية وهي دولة الرخاء ودولة الإقتصاد المزدهر .
وهي دولة الشباب لأن الدولة الفاطمية هي دولة الفن والموسيقى وهي دولة القصور ودولة المساجد ودولة الحدائق ودولة المسارح ودولة الإحتفالات والمواسم والأعياد .
وقد حوٌلت شمال إفريقيا كله إلى أفراح وكان سعيدا وكان يعيش في أفراح وكان يعيش في مواسم تلو مواسم وكان رخاء وكان اقتصادا مزدهرا وكانت عزة وكانت قوة .
أما الآن ما هو الوضع الذي فيه شمال إفريقيا أو غيره .
إنه وضع بائس حزين كئيب مرعوب متملق جاث على ركبتيه يستجدي يتسول :
الشباب قلق على مستقبله .. الأمة قلقة على وضعها وحتى على يومها .
كل شيء بائس كل شء حزين كل شيء مريض .
والدولة الفاطمية هي التي قضت على بؤس مثل هذا البؤس .
في بداية القرن العاشر المسيحي كان شمال إفريقيا بائسا بهذا الشكل ومتشرذما بهذا الشكل الذي عليه اليوم ..كان حزينا وكان كئيبا وكان يتقاتل.
ولكن الدولة الفاطمية قضت على كل هذه الشرور وحولت شمال إفريقيا كله إلى رخاء وإلى أعراس وإلى مواسم .
وكل المواسم السعيدة والأفراح التي نحييها الآن هي من صنع الدولة الفاطمية .
الدولة الفاطمية يضرب بها المثل يقال أيام الفاطمي .. لما يكون شيء جميل يقال إنه أيام الفاطمي .. هذا شيء جميل ورائع يقولون إنه أيام الفاطمي .
معناها أن أيام الفاطمي كانت أيام الرخاء وأيام الإزدهار وأيام السعادة وأيام العزة وكان البحر المتوسط تحت سيطرة الفاطميين الذين لم يكونوا أذلاء ولم ينكسوا الرايات أمام الأعداء .
نحن نضطر للدعوة للدولة الفاطمية الثانية في شمال إفريقيا لسبب ضروري جدا لأن الوضع الذي فيه شمال إفريقيا يسير نحو التدهور والإنحطاط بل الإنقراض للأمة .
الآن نتمسك ونبحث عن حبل الإنقاذ عبر برشلونة سيئة السمعة
عبر 5 + 5) ) عبر شرق المتوسط غرب المتوسط الجوار الجديد .
نتوسل بهذه المسائل غير المجدية المذلة لنا لكي نعيش .
نحن نستطيع أن نعيش بدون برشلونة . بدون 5 + 5 ) ) بدون الجوار الجديد . بدون شرق المتوسط أو غرب المتوسط . بدون الأوروبي المتوسطي .
أما منهج للتعاون عبر البحر المتوسط واضح جدا فنحن نرحب به .
هناك منتدى البحر المتوسط أهلا وسهلا به . هناك التعاون الأوروبي الإفريقي أهلا وسهلا به . هناك معاملة الند بالند .. هناك تعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد والأوروبي الند بالند ... هذا نرحب به ونشجعه .
هناك ملتقى القمة بين أوروبا وإفريقيا التي إنعقدت في القاهرة رحبنا بها . . ونرحب بالقمة الجديدة في البرتغال بين إفريقيا وبين أوروبا .
أما مسخنا وسلب مقوماتنا وإذلالنا وأن تفتح لنا بوابة واحدة إسمها برشلونة . ليتم التعاون عبرها أو لا فإذا قالوا هم لا .. فنحن نقول ألف لا .
ها هي الأرضية التي قامت عليها الدولة الفاطمية الأولى والتي ستقوم عليها الدولة الفاطمية الثانية والتي تبدأ من مصر العظيمة إلى المحيط الأطلسي .
لا تستطيع القاهرة أن تهرب من مصيرها الفاطمي .. القاهرة هي قاهرة المعز بالله التي صنعها الفاطميون ولولا الفاطميون لما وجدت قاهرة
ماذا كانت مصر قبل الفاطميين .
كانت الإسكندرية والأهرامات .
الفاطميون هم الذين اختاروا مصر قلب الأمة أن تكون عاصمة لهم وبنوا القاهرة.
القاهرة فاطمية مائة في المائة . من يستطيع أن يهرب من فاطمية
القاهرة !.
الأزهر .. ما هو الأزهر . هو جامع فاطمة الزهراء .. هو مسجد فاطمة الزهراء وكل من تخرج وسيتخرج من الازهر أو درس ويدرس في الأزهر لا يستطيع أن يخرج من جلدته .
الأزهر قلعة من قلاع الفاطمية ولولا الفاطميون لما وجد أزهر .
راجعوا كل ثقافتكم وأعيادكم ومواسمكم في شمال إفريقيا ستجدونها كلها شيعية .
ثم ما هي الشيعة اليوم التي استغلها حتى الإفرنج الذين لا يعرفون مذاهبنا ولا إسمنا وليسوا من ديننا !.
ما هي الشيعة وما هي السنة .
الشيعة كل من يحب "علي" وكل من يحب "فاطمة الزهراء" وكل من يحب "النبي" و"آل البيت" هؤلاء هم الشيعة.
والسنة كل من يطبق سنة " النبي ".
فمن المسلم الذي لا يطبق سنة "النبي" .
هل إخواننا في إيران لا يؤمنون بسنة "محمد" إنهم يؤمنون بسنة "محمد" ويطبقونها .. إذن هم سنة من هذه الناحية .
وهل نحن هنا لا نحب "علي " . نحن نحب "علي" ونتحزب له .. إذن نحن شيعة من هذه الناحية إن الشيعة عربية والآن قلبوها وعملوا الشيعة أجنبية والسنة عربية لكي يفجروا هذا الكيان .. لكي يحدثوا هذا الزلزال .
الآن يقولون إن الشيعة هي إيران والسنة هي العرب .
هذه أكبر أكذوبة تاريخية لأن الحقيقة ساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار .
من أين أتت هذه التفسيرات المضحكة المبكية على أصحابها .
متى قامت دولة شيعية في إيران أو في أي مكان آخر خارج الوطن العربي .
إن أول دولة شيعية في التاريخ هي في شمال إفريقيا .. الدولة الفاطمية الأولى .
إذن ما سبب وجود شيعة وسنة حتى استغلها العدو وفرق بين المسلمين وفرق بين أبناء الأمة المحمدية .
يقولون في العراق إن السنة أقلية والشيعة أكثرية .. لماذا .
طيب نحن في شمال إفريقيا من مصر إلى المغرب شيعة .
لماذا الأغلبية هذه من الشيعة .
السبب ليس لأن واحدا مع سنة النبي وواحدا ضد سنة النبي هذا غير صحيح .
السبب لأن هذه مواقف سياسية بين "علي" و"معاوية" .. هو صراع بين "علي" و"معاوية" .
من هو "علي" ومن هو"معاوية" حتى ننحاز إلى هذا .. نتشيع لهذا أونتشيع لذاك .
"علي" تعرفونه هو أب الحسن والحسين وهو إبن عم الرسول وهو الذي فدى الرسول ليلة الهجرة وهو الذي لم يسجد لصنم "كرٌم الله وجهه" وهو أول شباب المؤمنين وعمره "12" سنة وهو من آل البيت
في المقابل خصم "علي" من هو هو" معاوية ". فمن هو "معاوية " .
هو "معاوية بن أبي سفيان ".. ومن أبو "سفيان"
" أبو سفيان "الذي كان أشد أعداء النبي وأشد أعداء الإسلام ولم يسلم إلا في فتح مكة وإسلامه مشكوك فيه لأن "أبو سفيان" ْأجبر على دخول الإسلام لأن النبي دخل مكة فاتحا فلم يكن أمام " أبوسفيان" إلا أن يعلن إسلامه .. وقد أعلن إسلامه مكرها وهو من الطلقاء .
ومن هي أم "معاوية" .
هي" هند بنت عْتبة " الذي هو من أشد الكفار في قريش على النبي وعلى الإسلام والذي قتل في موقعة بدر .
والله هو الذي أمر بقتل "عْتبة " أب "هند أم معاوية أبو سفيان " لأن الله هو الذي أمرهم بالذهاب إلى بدر " وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم " .. المسلمون من المدينة المؤمنون مع محمد قالوا نبغي القافلة التي فيها الأموال وفيها التموين وفيها البضائع التي كانت آتية من الشام .
الله قال له لا .. إمش لبدر .
المسلمون المؤمنون قالوا للنبي إن بدر هذه هي التي فيها القوة المقاتلة وعلى رأسها "عْتبة" أب " هند" الكافر .
قال الله " وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم " .. أنتم تبغون هذا لكن الله يريد أن تمشوا لذات الشوكة لكي يْقتل أب "هند أم معاوية ".
عندما يكون "معاوية" أبوه هو" أبو سفيان" الذي هو من أشد أعداء الرسول والإسلام .. وأمه" هند "التي أكلت كبد "حمزة" .. ويكون "معاوية" ضد "علي إبن إبي طالب" هل هناك مسلم ينحاز إلى "معاوية" الذي أبوه "أبوسفيان" وأمه "هند" كما ذكرنا ويترك "علي" أو يقاتل "علي" .
ايمكن .
ولهذا كل الناس تشيعت لـ "علي" .
هذه هي أساس الشيعة .
إذن الشيعة هي الأغلبية .. العرب هم الشيعة .. العرب هم الذين تحيزوا لآل البيت .
الآن ما دام فتحت كل الأبواق وكل الأسواق للدجل والتكفير والتهجير والترهيب والزندقة والرشوة والبقشيش بفلوس البترول وغيره .. الآن يخلقون ثقافة تخرٌب الشباب الذين مثلكم وتخرٌب التاريخ وتخرٌب المستقبل .
نحن مضطرون في هذه الحالة أن ندخل المعركة ونعلي صوتنا ولا يمكن أن نسكت لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس .
نحن لا يمكن أن نسكت عن هذا وبالتالي لابد أن يرتفع صوت الحق عاليا مدويا .
وهو إذا كان الحكم هو بإسم الدين .. فهذا شيء خطير وإذا كانوا يدخلون الدين في السياسة فإن أهل البيت أولى بالحكم عندما تخلط الإمامة والحاكمية مع بعضها .. الحاكم والإمام يكون الحاكم هو الإمام والإمام هو الحاكم يقول أنا جئت بشريعة القرآن وأنا بإسم الله وأنا دولة دينية إلى آخره .
إذا كان يستغل الدين في السياسة لابد أن يكون من أهل البيت .
فماداموا سيدخلون الدين في السياسة هؤلاء أولى .. هذا حكر على آل البيت .
أما إذا قالوا مثل الخوارج دعونا من هذه المشكلة وان أي واحد صالح من المسلمين يجب أن يحكم في هذه الحالة ندخل في العلمانية .
أن تعلن دولة علمانية وفصل الدين عن الدولة لا يهمنا أن تحكم أو تصبح ملكا .. تصبح امبراطورا .. تصبح رئيسا .. تصبح سلطانا .. شيخا مهما كان جنسك ومهما كان لونك ولغتك فأنت حر .
علمانية معناها الذي يصلح في الحكم الذي يعرف الإدارة ويعرف في السياسة ويعرف في الإقتصاد حر .
لكن إذا كنت ستعمل دولة دينية لا يحق لك إلا أن تكون من آل البيت ..هذه إرادة الله هذا هو الشيء الموجود .
إذا كنا مسلمين ونتوارث الناحية الدينية مع الحكم فإنه لا يخرج من آل البيت .
وهذا سبب الخلاف بين "علي" و"معاوية " وبين الذين شايعوا "علي" وهم الأكثرية وبين الذين شايعوا "معاوية" وهم الأقلية .
لأنهم قالوا إذا كانت هي حكاية حكم ومن هو الأجدر بالحكم فإن " آل البيت" .. "علي" أجدر من "معاوية ".
تعليق