سأحاول في هذا الموضوع أن أقدم بضاعتي المزجاة القاصرة من بعض ما وقفت عليه من نقول ونصوص تخدم الاخوان القائمين على الدعوة لمذهب أهل البيت عليهم السلام والوقوف ضد المغفلين من أذناب بني أمية , والشياطين الصادين عن سبيل الله ورسوله وأهل بيته ..
وأحاول أن أقدم ما من الله به علي من أفكار تخدم دعوة أهل البيت , وليقدّم كل منا ما يستطيع ..
لم نسمع منذ آدم عليه السلام عن أمة تسوس نفسها إلا بنبي أو إمام تابع لنبي ( كهارون عليه السلام ولو للحظات قليلة 40 يوماً فقط ! ) فكيف يترك الله تعالى الأمة الخاتمة المكلفة بحمل الرسالة تتخبط هذا التخبط وتترك مهتمها ورسالتها التي كلفها الله بها ؟
ما الداء وما الدواء ؟
1- أقترح أن يبدأ النقاش بيننا وبين المخالفين من نقطة :
( النزاع والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم )
فبنو أمية كانوا هم وبنو هاشم كفرسي رهان في الجاهلية , يتنافسون على الشرف وخدمة البيت الحرام تنافساًحاداً ..
وهناك كتاب مفرد حول هذا الموضوع المفصلي الحيوي والهام جداً جداً لبيان منشأ نفاق ابن آكلة الأكباد وأبيه وأمه وعشيرته من بني العاص وكل العصاة .. وهذا هو .. معروف كتاب المقريزي .. http://www.4shared.com/file/v7-IntJY/______.html
2- ننتقل إلى نقطة : ظهور بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. فلما ظهر من بني هاشم ( والله اعلم حيث يجعل رسالته ) ظن بنو أمية ان هذه ( خدعة ) و ( حيلة ) و ( كذبة ) هاشمية ..
ذلك أن كل امرئ ينظر للآخرين من منظار قلبه الأسود .. مثل الخوارج المشركين بكل ذرة في قلوبهم يرمون الأمة بالشرك لأجل ذلك .. إسقاط ..
وهناك حوار خبيث حول هذا الأمر ..
ذكر الزهري أنا أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا , وتكرر منهم ذلك ..
فأتى الأخنس ( ولعله كان أبو سفيان فحرفها بنو أمية ) أبا جهل فدخل عليه بيته ..
فقال : يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد
قال ماذا سمعت ! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجازينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه ؟!! والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه !
وقال الأبشيهي في المستطرف : 1/58 : ( بالمناسبة لو كان الكلام من كتاب أدبي كالمستطرف والعقد الفريد فلا تذكروا المصدر لأن عقلية القوم هكذا , عاملوهم بسياسة التجهيل كي يصدقوكم .. الأمنة العلمية تضرهم ) :
( قال معاوية لرجل من اليمن : ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة ! فقال : أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، ولم يقولوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، فاهدنا إليه ) .
قال الحاكم في المستدرك : 2/394 :
( عن ابن عباس قال : جاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد أنشدك الله والرحم ، قد أكلنا العلهز ! يعني الوبر والدم ، فأنزل الله عز وجل : ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون . هذا حديث صحيح الأسناد ، ولم يخرجاه ) . ههههههه لعنة الله على الغباء الأزلي .. وصدقه المغفلون لما أسلم تحلة القسم لما أدركه الغرق عند فتح مكة عنوة ووجد نفسه تحت ظلال السيوف هو والقحبة والجرو العاوي , فبسرعة خنقتهم عبرة الإيمان وأخذتهم حالة من التجلي وقالوا : نشهد إنك لرسول الله !!
ويأتي عثمان بن عفان ويجعل هؤلاء على أعناق أهل البيت ويعطيهم الأموال والأراضي من بيت مال المسلمين ..
3- ثم ننتقل إلى نقطة إسلام الطلقاء من بني أمية نفاقاً تحت وطأة السيف .. وبداية ظهور النفاق في الاسلام عند فتح مكة لا في المدينة ..
ومن المستبعد أن يجعل القرآن محور حديثه عن النفاق والمنافقين على طول الخط حتى أنهم أفردت لهم سور كاملة مما يوحي أنه ستكون لهم دولة وشوكة شديدة ستغير سنة النبي ( ص ) وتحدث اختلافاً كثيراً : لا يمكن ان يكون كل هذا محوره شخص أبله مثل عبد الله بن أبي بن سلول ! شخص عصبي سريع القئ لا يخطط ولا يملك إلا أن يطعن في السيدة عائشة لحادثة عابرة بنت وقتها ! والرجل فعلاً كان لا يملك إلا هذا لأنه فرد لا دولة له , بخلاف معاوية فقد كان كل شئ في يده , رجال الحديث وكتبهم والسيف والنطع !!
4- ثم ننتقل إلى نقطة الوصي .. منعاً لصعود القردة والمنافقين وأشباه الناس على منبر رسول الله ( ص ) ..
قرُبَ رحيل النبي وكان يعرف المنافقين بأشخاصهم هو والمقربين منه كحذيفة بن اليمان بحقيقة نفاق بني أمية منذ يوم الفتح .. ولذلك أخذ النبي ( ص ) احتياطاته للأمة من خلال عدة تدابير أمنية :
أولاً : تعيين الإمام الوصي الذي سيرفع قواعد الدعوة بعدما أسسها رسول الله (ص).
ثانياً : الأمر بقتل من سعى للخلافة في وجود خليفة شرعي ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) اقتلوا معاوية يعني بصريح العبارة بدلاً من ان تقولوا سيدنا وابن سيدنا ..
ثالثاً : الأمر بطاعة العترة وأنها مفسرة للقرآن وممثلة للنبي (ص) , لأن معاوية سيفجر ويغير في السنة , كان هذا معلوماً للنبي (ص) ..
5- ثم ننتقل إلى خدعة التحكيم الخافضة الرافعة , والإطاحة بمقام الإمام وعلو المنافقين :
- بالحيل والمكر والخداع العمروي العاصي
- وبالتلكؤ والتردد والتخالج والحُمق الأشعري
- وبتخاذل الأمة عن نصرة الإمام علي الوصي الإمام إلا نفراً من المخلصين ..
- وبوجود المنافقين في صف الإمام علي ممن مسخهم الله خوارج مدحورين بعد ذلك , من عبدة النصوص لدرجة ان الأشتر كان سيقتل معاوية فمنع الخوارج استمرار القتال لأجل بضعة رُقَع جلدية رفعها بن العاص على الرماح والله اعلم حتى كانت مصاحف أم لا .. !!
5- ثم ننتقل إلى نقطة ( ُسّنة الأضداد ) و ( الرموز ) ..
إن علي ومعاوية ليسا شخصين ! وإنما هما يمثلان خطان فكريان مستمران منذ رمز ( قابيل وهابيل ) بل ورمز ( آدم وإبليس ) , ( موسى وفرعون ) , ( مسيح الهدى ومسيح الضلالة ) إلخ الأضداد والرموز كالليل والنهار , النور والظلام , الخير والشر , الحق والباطل .. فهذه سنة إلهية ماضية إلى قيام الساعة .. ولذلك فعلي عليه السلام ومعاوية لم يموتا بل هما حيّان وأنصارهما أحياء نسمعُهُم ونراهم في كل لحظة , ونقاتلهم ونجاهدهم .. والحرب بين الإمام وبين ابن آكلة الأكباد مستمرة ولن تنتهي حتى يحسمها الإمام المهدي عليه السلام ..
ولذلك لما قال المخلصون من الناس : هلا ملت يا أمير المؤمنين فأفنَيتَهُم ؟ ( يعني الخوارج ) فقال كلمة محورية ومفصلية سيظل يسمعُها التاريخ ويكتمها دعاة الفتنة ولحّسي نِعال خدام مائدة معاوية إلى يوم القيامة , قال الإمام : ( انهم لا يفنون وان منهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة ) .
سادساً : ثم ننتقل إلى نقطة الإصلاح .. الداء والدواء ..
إذا عُرف الداء عرف الدواء إلا من كان في قلبه مرض ..
الداء هو تنحية الإمام والإطاحة به وخذلانه.
العقوبة : التفرق والتشرذُم وضرب قلوب دعاة الفتنة والضلال ببعض , وظهور أدعياء الإصلاح على أبواب جهنم , وغياب الإسلام الحق بين آلاف التفسيرات والاجتهادات بعدد شعر غنك كلب ابن كلب ابن معاوية ابن معاوية الحمار آخر خلفاء دولة الكلاب والحمير والزناة واللوطية والشواذ ومدمني الخمر ..
تعليق