شعيرة الطواف و دوران الحقيقة
إن كل شيء في الوجود يدور و يكور , تعبيراً ذاتياً عن الطواف حول البيت المعمور و الذي هو رمز مادي للحقيقة الروحية السامية و التي تسمو عن كل زمن و قيد و تسمو عن كل مكان و إنسان , فهي ذات طبيعة أبدية لا نهائية و لذلك فإن الدوران الكوني ليس إلا تعبيراً عن هذه الحقيقة العالية 0
لاحظوا أن الطواف سبعة و هو تعبير عن الأجسام الباطنية السبعة في الإنسان و الذي كل جسم من هذه الأجسام له كيان و دوران و له مركز و له بداية و نهاية في الحقيقة النسبية و تجتمع البداية بالنهاية في الحقيقة المطلقة و هكذا كان الطواف وسيلة تعبيرية في العوالم المادية عن القدرة الإلهية المتجلية في كل ذرة من ذرات الخلق 0
و لمّا كان الإنسان جهولاً فإنه بعقله الجزئي و بوساوسه و أمراضه النفسية و بأفكاره الشاردية يقيد الحقيقة ضمن قوالب فكرية و يعتقدها بأنها هي الحقيقة المطلقة , فكيف لعاقل ذو لب أن يفكر بهذا الأسلوب و كيف لنسبي أن يستوعب المطلق الخالي من العيوب 0
إن الطواف سبعة لأن كل ما يبدأ بالواحد فإنه ينتهي بالسبعة ضمن قوانين علم الأعداد في العالم النسبي , و على ذلك من الطبيعي أن يختلف الطواف كلما تقدمنا صعداً و اختلافه لا يكون بشكله الظاهري فإن ما يظهر هو تكرار للطواف الأول أو للدورة الأولى و لكن بحقيقة الطواف فإنه سيكون بتصاعد مستمر ليعبر عن النمو الروحي الباطني في قلب الحاج أو المعتمر و بالتالي إذا طاف أول دورة تعبيراً عن دوران الجسد المادي , فإنه من واجبه خلق همة داخلية و عزيمة فكرية ثابتة كلما تقدم بالطواف إلى أن يصل إلى قمة النشوة الروحية بالغبطة المقدسة لرؤيته لحقيقته الذاتية و كينونته الفردية قد صفت و نقت و رقت و راقت من الشوائب التي كانت تحجب صفاءها الذاتي 0
و عندما يصل الطواف بالإنسان إلى هذا المستوى من النقاء و الصفاء فإنه يصبح من شدة الفرح بقلب قلب الله أكبر الله أكبر و ليس كما كان يصيح بلسانه الببغائي فقط 0
إذا لكل طقس من العبادات حقائق و رقائق و لما كانت هذه الحقائق هي الغاية الذاتية الواحدة , فإن كل من لم يصل إليها و لم يلامس أعتاب قدسيتها فإنه غير مقبول بطوافه و لا بحجه و لا بعمرته 0
فدليل القبول إشراق النفس بالأنوار الإلهية و نفي الأنا و الصفات بذل العبودية أمام عزّة الربوبية 0
فإذا كان دخول بيت الحرام بجسد الإنسان تعبيراً مادياً عن أول مقام فإنه لن ينفعه بشيء إذا لم يدور بالطواف ليبلغ الرقم سبعة حيث عندها سيكون قد طرح كل عوالقه و شوائبه و ذنوبه و أمراضه النفسية من أجسامه الباطنية ( هكذا يفترض ) و لما ينقى ويصفى و يشاهد تجلي أنوار المبدع في جمال الخلق فإنه يصيح بالشهادة الحقة من على أعراف مؤذني نواقيس الختام بالله أكبر الله أكبر الله أكبر 0
و سوف يكون انسجامه الذاتي مع الله أكبر انسجاماً مطلقاً غير محدود و سوف يكتشف الحقيقة الواحدة الجامعة لكل ما في الوجود و التي تتجاوز الموجود فعندها و عندها فقط يفهم و يستوعب أن الله أكبر ليست نسبية أن نسبة الألوهية لشيء هي أكبر منه , بل يستوعب اطلاقية الله أكبر بحقيقتها الصافية المتجلية في كل ذرة من ذرات الخلق بدون نسبية إلى شيء أو من شيء أو على شيء و لكي نستوعب الطواف بكل إنسان الآن و في أي زمان و في أي مكان فإننا كما تعلمون في كتابنا الأول قسمنا الإنسان إلى سبعة أجسام فكل يدور و يطوف 0
الجسم المادي يطوف بملايين الدورات المختلفة و أكبر دورة تعبّر الآن عن وجوده هي دورة الولادة و الموت حيث من المقام القاعدي الأحمر يتم خلقه و تجديده و من هنا يتم موته و فناؤه , و ما تكرار الموت و الولادة إلا تعبيراً كروياً عن عالم المادة , و كذلك نستطيع أن نقول من زاوية أخرى و هنا عليكم ملاحظة كثرة الزوايا التي يمكن أن ننظر إليها في العالم النسبي و هي كلها صحيحة إذا ما أخذناها بالمطلق و نسبية إذا أخذناها بالنسبة 0
إن القلب مركز الدوران الدموي الأحمر حيث أن كل ما في الجسم يعود إليه إلى هذا المركز و يصدر عنه , و كذلك من زاوية أخرى كل خلية تدور حول نواتها من خلال عودتها للشيفرات المورثية الموجودة في صبغيات نواتها دوماً فهذا دوران . إذ لا يتم نسخ أي معلومة قبل العودة إلى المركز إلى النواة , و كذلك من زاوية أخرى فإن كل عضو من الأعضاء له دورانه الخاص و دورته الخاصة فخذوا دوران الهرمونات زيادة أو نقصان من خلال التنفس و التعرق و خذوا الرئتين من خلال دورة الهواء في الشهيق و الزفير 0 و خذوا العظم من خلال الهدم و البناء 0
و هكذا فإن كل شيء يدور و يطوف حتى في أقسى و أكثف مستوى من الخلق , و ذلك تعبيراً عن الحقيقة الدورانية الكونية الأولى و لو صعب فهمها بالنسبة للعقول المادية , و لكنها موجودة رغماً عن أنفها و هي تعبير عن تسبيح باريها بالرغم من كفرها فسبحان من عبده المؤمنون و الكافرون طوعاً و كرهاً 0
و لو أننا انتقلنا إلى الدوران و الطواف في مستوى الجسم الأثيري فإن السرعة هنا تختلف و النسبة تكبر و تقوى على سابقتها , و هنا نرى أن مركز الجسم الأثيري الأساسي بدورانه و التفافه هو شاكرا الضفيرة الشمسية و أساساً قبل ولادة الإنسان كان مرتبطاً مع من سبقه بحبل سري أثيري من خلال هذه الشاكرا بالذات كما أن الجنين مرتبط بأمه بحبل سري 0
و تدور الشاكرات ( دواليب الطاقة ) و تسرع في الدوران و تبعث بالحياة في ما هو أدنى منها من متعضيات و تكون الدورانات وفق نظام دقيق عجيب أعجب بكثير من دوران الأجسام المادية و من دوران الكواكب و المجرات الكونية حول مراكزها 0
ففي المقام الأثيري يكون الارتفاع بالنسبة قليلاً و لذلك أصبحنا قليلاً فوق الزمان و المكان , و لذلك تحدث قوة دوران أقوى بآلاف المرات من دوران الجسم المادي , و هكذا فإن شاكرات الطاقة السبعة الرئيسية و التي تشكل سفارة العوالم الأثيرية من خلال الجسم الأثيري في الجسم المادي ضمن العوالم المادية , فإنها تدور مع عقارب الساعة و أحياناً معاكسة لها و من الخلف للأمام و من الأمام للخلف و من الأعلى للأسفل و من الأسفل للأعلى و ذلك حسب الشاكرا و موقعها و وضعها و ظرفها الآن 0
و ما غاية الدوران هنا إلا مثل غاية الشهيق و الزفير أي جلب البرانا أو الطاقة الحياتية الحية و التي هي أدق من الأكسجين إلى الجسم الأثيري و إعطاؤها للجسم المادي , و ثم أخذ السموم الناتجة و تصريفها بعيداً و يتم هذا العمل وفق مسارات دقيقة يقدر عددها /12/ مسار و فيها يعمل الكثير من فروع الطب البديل 0
و كذلك من دواعي التأمل بالجسم الأثيري هو كيفية الدوران لشعاع السماء و لشعاع الأرض و تشكيلهما لفراغية عجيبة يضيع فيها اليمين و اليسار و الفوق و التحت و يصبح كل جزء منه يعبر عن كلها و ما هذا الطواف إلا وسيلة لربط الجسم المادي بما سيلي من أجسام و لذلك يدعى الجسم الأثيري بالجسم الوسيط و الذي يتوسط لربط العوالم الروحانية بالعوالم المادية و ذلك من خلال أداته التعبيرية بربط الجسم المادي بما سيليه من أجسام باطنية و التي أولها بعد الجسم الأثيري كما تعلمون هو الجسم العاطفي و هذا أيضا يدور و يلف و يسرع و يبطئ تعبيراً عن الدوران الأزلي الأبدي في الكون المتوسع أبداً و ما تتالي الفرح و الحزن و اللذة و الألم و الرضى و السخط و تتالي القسوة و الرحمة و المشاعر السلبية مع الإيجابية و مشاعر الحب و الكراهية و السماح أو عدمه إلا وسائل تعبيرية لدوران الجسم العاطفي الوهمي في عالمنا و ما مركزه هنا إلا منظومة أساساً فوق الزمان و المكان و لكن نستطيع أن نقول أن مركزه يوازي أو يساير مجازاً شاكرا القلب و لن ينتظم دوران الجسم العاطفي باتجاه العبادة و التسبيح الحق إلا بالتوازن الدقيق على نقطة الوسط بدون تطرف إلى المشاعر الإيجابية أو السلبية فأي تطرف هو دوران إلى الأعلى أو إلى الأسفل أو انتقال بالبندول إلى جهة اليمين أو إلى جهة اليسار و هنا في هذا المقام العاطفي و الذي يسمى بالوهمي يجب التوازن لكي يسمح الإنسان للدوران النقي الصافي و الذي يأتي من جسم المحبة اللامشروط بأن يتألق و يشف و يعكس صفاته الراقية النبيلة الأبدية على ما تحته من كرات تلتف و تدور 0
و كذلك إن الجسم العقلي يدور و ما دورانه إلا من خلال أفكاره حيث يلتف الإنسان في حدوده الدنيا العقلية حول أصنام ذاتية و أوهام فكرية و مشاعر منحرفة عن الطبيعة و يعتقدها الحقيقة و أكبر دليل على مرض الإنسان بهذا المقام و التفافه السلبي و أعني بالالتفاف السلبي أن يدور جسم من الأجسام لوحده بغض النظر عن حاجات الدوران و الطواف الطبيعي لباقي الأجسام , و لذلك يصبح التفافه أو دورانه مرضياً كونه محدوداً مقيداً ضمن طبقة دون مراعاة غيره من الطبقات التي تشكل كرات دورانية فوقه و تحته و أكبر دليل على مرض الإنسان هنا هو اعتقاده بأنه الصح و غيره خطأ و اعتقاده بأن دينه الصح و غيره الخطأ و حكمه على الآخرين و تقييمه لهم 0
و سبب اعتبارنا الإنسان مريض بهذا المقام و عليه أن يدفع الثمن هو تجاهله للدوران الطاقي بما سبقه من أجسام فإن أخوه بالإنسانية يدور و يطوف و يسبّح لربه بجسمه المادي و الأثيري و العاطفي , فمن نصبّك داعياً أو قاضياً تحكم على الآخرين بالتكفير و التقييم إنك على ظلال عظيم و أنت لا تدري لأنك نسيت الطواف الإلهي في كل ذرة من ذرات الوجود و لأنك أعدمت هذا الطواف المقدس الطبيعي بالآخرين من خلال حكمك و تقييمك لهم فإنك أوقعت نفسك بمصيبة مرضية ستدفع ثمنها بسبب الالتفاف الطاقي السريع لجسم القدر لديك و الذي أخذ نسخة عن حكمك و تكفيرك و تقييمك للآخرين و ستدفع ثمن ذلك عاجلاً أم آجلاً 0
لا بل انظروا كم أن الإنسان ظالم و جهول عندما يقتل باسم الدين و يُكفر باسم الدين , و يبقر بطون الحوامل باسم الله أكفر كم هو ضيق و يعبد أصناماً ذاتية عقائدية فكرية نسبية وهمية إنهم ضالون مضلون لكونهم لم يحسوا القربى و لم يحسوا الجمال الإلهي و كيف لمن عطّل باقي كياناته أن يحس و كيف لمن أعدم الألوهية عملاً و فعلاً و هو معتقد غير ذلك لقد أعدم الإله من أخيه الإنسان لمّا كفّره و قتله 0
يتبع
إن كل شيء في الوجود يدور و يكور , تعبيراً ذاتياً عن الطواف حول البيت المعمور و الذي هو رمز مادي للحقيقة الروحية السامية و التي تسمو عن كل زمن و قيد و تسمو عن كل مكان و إنسان , فهي ذات طبيعة أبدية لا نهائية و لذلك فإن الدوران الكوني ليس إلا تعبيراً عن هذه الحقيقة العالية 0
لاحظوا أن الطواف سبعة و هو تعبير عن الأجسام الباطنية السبعة في الإنسان و الذي كل جسم من هذه الأجسام له كيان و دوران و له مركز و له بداية و نهاية في الحقيقة النسبية و تجتمع البداية بالنهاية في الحقيقة المطلقة و هكذا كان الطواف وسيلة تعبيرية في العوالم المادية عن القدرة الإلهية المتجلية في كل ذرة من ذرات الخلق 0
و لمّا كان الإنسان جهولاً فإنه بعقله الجزئي و بوساوسه و أمراضه النفسية و بأفكاره الشاردية يقيد الحقيقة ضمن قوالب فكرية و يعتقدها بأنها هي الحقيقة المطلقة , فكيف لعاقل ذو لب أن يفكر بهذا الأسلوب و كيف لنسبي أن يستوعب المطلق الخالي من العيوب 0
إن الطواف سبعة لأن كل ما يبدأ بالواحد فإنه ينتهي بالسبعة ضمن قوانين علم الأعداد في العالم النسبي , و على ذلك من الطبيعي أن يختلف الطواف كلما تقدمنا صعداً و اختلافه لا يكون بشكله الظاهري فإن ما يظهر هو تكرار للطواف الأول أو للدورة الأولى و لكن بحقيقة الطواف فإنه سيكون بتصاعد مستمر ليعبر عن النمو الروحي الباطني في قلب الحاج أو المعتمر و بالتالي إذا طاف أول دورة تعبيراً عن دوران الجسد المادي , فإنه من واجبه خلق همة داخلية و عزيمة فكرية ثابتة كلما تقدم بالطواف إلى أن يصل إلى قمة النشوة الروحية بالغبطة المقدسة لرؤيته لحقيقته الذاتية و كينونته الفردية قد صفت و نقت و رقت و راقت من الشوائب التي كانت تحجب صفاءها الذاتي 0
و عندما يصل الطواف بالإنسان إلى هذا المستوى من النقاء و الصفاء فإنه يصبح من شدة الفرح بقلب قلب الله أكبر الله أكبر و ليس كما كان يصيح بلسانه الببغائي فقط 0
إذا لكل طقس من العبادات حقائق و رقائق و لما كانت هذه الحقائق هي الغاية الذاتية الواحدة , فإن كل من لم يصل إليها و لم يلامس أعتاب قدسيتها فإنه غير مقبول بطوافه و لا بحجه و لا بعمرته 0
فدليل القبول إشراق النفس بالأنوار الإلهية و نفي الأنا و الصفات بذل العبودية أمام عزّة الربوبية 0
فإذا كان دخول بيت الحرام بجسد الإنسان تعبيراً مادياً عن أول مقام فإنه لن ينفعه بشيء إذا لم يدور بالطواف ليبلغ الرقم سبعة حيث عندها سيكون قد طرح كل عوالقه و شوائبه و ذنوبه و أمراضه النفسية من أجسامه الباطنية ( هكذا يفترض ) و لما ينقى ويصفى و يشاهد تجلي أنوار المبدع في جمال الخلق فإنه يصيح بالشهادة الحقة من على أعراف مؤذني نواقيس الختام بالله أكبر الله أكبر الله أكبر 0
و سوف يكون انسجامه الذاتي مع الله أكبر انسجاماً مطلقاً غير محدود و سوف يكتشف الحقيقة الواحدة الجامعة لكل ما في الوجود و التي تتجاوز الموجود فعندها و عندها فقط يفهم و يستوعب أن الله أكبر ليست نسبية أن نسبة الألوهية لشيء هي أكبر منه , بل يستوعب اطلاقية الله أكبر بحقيقتها الصافية المتجلية في كل ذرة من ذرات الخلق بدون نسبية إلى شيء أو من شيء أو على شيء و لكي نستوعب الطواف بكل إنسان الآن و في أي زمان و في أي مكان فإننا كما تعلمون في كتابنا الأول قسمنا الإنسان إلى سبعة أجسام فكل يدور و يطوف 0
الجسم المادي يطوف بملايين الدورات المختلفة و أكبر دورة تعبّر الآن عن وجوده هي دورة الولادة و الموت حيث من المقام القاعدي الأحمر يتم خلقه و تجديده و من هنا يتم موته و فناؤه , و ما تكرار الموت و الولادة إلا تعبيراً كروياً عن عالم المادة , و كذلك نستطيع أن نقول من زاوية أخرى و هنا عليكم ملاحظة كثرة الزوايا التي يمكن أن ننظر إليها في العالم النسبي و هي كلها صحيحة إذا ما أخذناها بالمطلق و نسبية إذا أخذناها بالنسبة 0
إن القلب مركز الدوران الدموي الأحمر حيث أن كل ما في الجسم يعود إليه إلى هذا المركز و يصدر عنه , و كذلك من زاوية أخرى كل خلية تدور حول نواتها من خلال عودتها للشيفرات المورثية الموجودة في صبغيات نواتها دوماً فهذا دوران . إذ لا يتم نسخ أي معلومة قبل العودة إلى المركز إلى النواة , و كذلك من زاوية أخرى فإن كل عضو من الأعضاء له دورانه الخاص و دورته الخاصة فخذوا دوران الهرمونات زيادة أو نقصان من خلال التنفس و التعرق و خذوا الرئتين من خلال دورة الهواء في الشهيق و الزفير 0 و خذوا العظم من خلال الهدم و البناء 0
و هكذا فإن كل شيء يدور و يطوف حتى في أقسى و أكثف مستوى من الخلق , و ذلك تعبيراً عن الحقيقة الدورانية الكونية الأولى و لو صعب فهمها بالنسبة للعقول المادية , و لكنها موجودة رغماً عن أنفها و هي تعبير عن تسبيح باريها بالرغم من كفرها فسبحان من عبده المؤمنون و الكافرون طوعاً و كرهاً 0
و لو أننا انتقلنا إلى الدوران و الطواف في مستوى الجسم الأثيري فإن السرعة هنا تختلف و النسبة تكبر و تقوى على سابقتها , و هنا نرى أن مركز الجسم الأثيري الأساسي بدورانه و التفافه هو شاكرا الضفيرة الشمسية و أساساً قبل ولادة الإنسان كان مرتبطاً مع من سبقه بحبل سري أثيري من خلال هذه الشاكرا بالذات كما أن الجنين مرتبط بأمه بحبل سري 0
و تدور الشاكرات ( دواليب الطاقة ) و تسرع في الدوران و تبعث بالحياة في ما هو أدنى منها من متعضيات و تكون الدورانات وفق نظام دقيق عجيب أعجب بكثير من دوران الأجسام المادية و من دوران الكواكب و المجرات الكونية حول مراكزها 0
ففي المقام الأثيري يكون الارتفاع بالنسبة قليلاً و لذلك أصبحنا قليلاً فوق الزمان و المكان , و لذلك تحدث قوة دوران أقوى بآلاف المرات من دوران الجسم المادي , و هكذا فإن شاكرات الطاقة السبعة الرئيسية و التي تشكل سفارة العوالم الأثيرية من خلال الجسم الأثيري في الجسم المادي ضمن العوالم المادية , فإنها تدور مع عقارب الساعة و أحياناً معاكسة لها و من الخلف للأمام و من الأمام للخلف و من الأعلى للأسفل و من الأسفل للأعلى و ذلك حسب الشاكرا و موقعها و وضعها و ظرفها الآن 0
و ما غاية الدوران هنا إلا مثل غاية الشهيق و الزفير أي جلب البرانا أو الطاقة الحياتية الحية و التي هي أدق من الأكسجين إلى الجسم الأثيري و إعطاؤها للجسم المادي , و ثم أخذ السموم الناتجة و تصريفها بعيداً و يتم هذا العمل وفق مسارات دقيقة يقدر عددها /12/ مسار و فيها يعمل الكثير من فروع الطب البديل 0
و كذلك من دواعي التأمل بالجسم الأثيري هو كيفية الدوران لشعاع السماء و لشعاع الأرض و تشكيلهما لفراغية عجيبة يضيع فيها اليمين و اليسار و الفوق و التحت و يصبح كل جزء منه يعبر عن كلها و ما هذا الطواف إلا وسيلة لربط الجسم المادي بما سيلي من أجسام و لذلك يدعى الجسم الأثيري بالجسم الوسيط و الذي يتوسط لربط العوالم الروحانية بالعوالم المادية و ذلك من خلال أداته التعبيرية بربط الجسم المادي بما سيليه من أجسام باطنية و التي أولها بعد الجسم الأثيري كما تعلمون هو الجسم العاطفي و هذا أيضا يدور و يلف و يسرع و يبطئ تعبيراً عن الدوران الأزلي الأبدي في الكون المتوسع أبداً و ما تتالي الفرح و الحزن و اللذة و الألم و الرضى و السخط و تتالي القسوة و الرحمة و المشاعر السلبية مع الإيجابية و مشاعر الحب و الكراهية و السماح أو عدمه إلا وسائل تعبيرية لدوران الجسم العاطفي الوهمي في عالمنا و ما مركزه هنا إلا منظومة أساساً فوق الزمان و المكان و لكن نستطيع أن نقول أن مركزه يوازي أو يساير مجازاً شاكرا القلب و لن ينتظم دوران الجسم العاطفي باتجاه العبادة و التسبيح الحق إلا بالتوازن الدقيق على نقطة الوسط بدون تطرف إلى المشاعر الإيجابية أو السلبية فأي تطرف هو دوران إلى الأعلى أو إلى الأسفل أو انتقال بالبندول إلى جهة اليمين أو إلى جهة اليسار و هنا في هذا المقام العاطفي و الذي يسمى بالوهمي يجب التوازن لكي يسمح الإنسان للدوران النقي الصافي و الذي يأتي من جسم المحبة اللامشروط بأن يتألق و يشف و يعكس صفاته الراقية النبيلة الأبدية على ما تحته من كرات تلتف و تدور 0
و كذلك إن الجسم العقلي يدور و ما دورانه إلا من خلال أفكاره حيث يلتف الإنسان في حدوده الدنيا العقلية حول أصنام ذاتية و أوهام فكرية و مشاعر منحرفة عن الطبيعة و يعتقدها الحقيقة و أكبر دليل على مرض الإنسان بهذا المقام و التفافه السلبي و أعني بالالتفاف السلبي أن يدور جسم من الأجسام لوحده بغض النظر عن حاجات الدوران و الطواف الطبيعي لباقي الأجسام , و لذلك يصبح التفافه أو دورانه مرضياً كونه محدوداً مقيداً ضمن طبقة دون مراعاة غيره من الطبقات التي تشكل كرات دورانية فوقه و تحته و أكبر دليل على مرض الإنسان هنا هو اعتقاده بأنه الصح و غيره خطأ و اعتقاده بأن دينه الصح و غيره الخطأ و حكمه على الآخرين و تقييمه لهم 0
و سبب اعتبارنا الإنسان مريض بهذا المقام و عليه أن يدفع الثمن هو تجاهله للدوران الطاقي بما سبقه من أجسام فإن أخوه بالإنسانية يدور و يطوف و يسبّح لربه بجسمه المادي و الأثيري و العاطفي , فمن نصبّك داعياً أو قاضياً تحكم على الآخرين بالتكفير و التقييم إنك على ظلال عظيم و أنت لا تدري لأنك نسيت الطواف الإلهي في كل ذرة من ذرات الوجود و لأنك أعدمت هذا الطواف المقدس الطبيعي بالآخرين من خلال حكمك و تقييمك لهم فإنك أوقعت نفسك بمصيبة مرضية ستدفع ثمنها بسبب الالتفاف الطاقي السريع لجسم القدر لديك و الذي أخذ نسخة عن حكمك و تكفيرك و تقييمك للآخرين و ستدفع ثمن ذلك عاجلاً أم آجلاً 0
لا بل انظروا كم أن الإنسان ظالم و جهول عندما يقتل باسم الدين و يُكفر باسم الدين , و يبقر بطون الحوامل باسم الله أكفر كم هو ضيق و يعبد أصناماً ذاتية عقائدية فكرية نسبية وهمية إنهم ضالون مضلون لكونهم لم يحسوا القربى و لم يحسوا الجمال الإلهي و كيف لمن عطّل باقي كياناته أن يحس و كيف لمن أعدم الألوهية عملاً و فعلاً و هو معتقد غير ذلك لقد أعدم الإله من أخيه الإنسان لمّا كفّره و قتله 0
يتبع
تعليق