المتحصن ضد النقد والسب والشتم والانتقاص
إن نظرية عدالة الصحابة تبرر غصب معاوية للسلطة ،وتبرر أفعاله وأفعال شيعة من بني أمية ، فإنها أيضا تمنحه ضد الحصانة أي نقد ولو كان بناء ،والحصانة ضد السب والشتم والانتقاص من قدره لأنه صحابي ومن العدول ، ومن ينقص أو يسب أو يشتم أي صحابي عادي، فكيف برئيس دولة ؟
من يفعل ذلك فهو زنديق لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه _ كما يروى الذهبي في ميزانه – وليس في الدنيا يمكن إن تحصن معاوية مثل نظرية عدالة كل الصحابة
نظرية عدالة الصحابة تؤمن فوز معاوية في أي مقارعة بينه وبين خصومه أو تؤمن – على الأقل – المساواة بينه وبين هؤلاء الخصوم ،فلو قال آل محمد أنهم هم " الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" لانبرى معاوية وشيعة إلى الرد الفوري عليهم : نحن أصحاب محمد العدول لا يجوز علينا الكذب ولا يجوز علينا الخطأ لأننا في الجنة ولا يدخل احد منا النار
ولو قال آل محمد : من عادانا فقد عاد الله ،لرد معاوية وشيعة : نحن الصحابة أيضا قال النبي فينا : " من أذى صحابيا فقد إذاني " ويختلط الحق بالباطل والعاصي بالمطيع والمحسن بالمسيء
إذا تمكن معاوية وشيعة من تأصيل هذه النظرية بثوبها الفضفاض هذا وإشاعتها بين المسلمين ،فستتبناها طائفة منهم وستعارضها طائفة أخرى وينشب الجدل أظافره في أفكار الطائفتين ويتعصب كل فريق لراية ويختلفان وتدون أراء كل طائفة ويتبناها بحكم اللاحقون التقليد وبحكم الدفاع عن الحق أو وجهات النظر ،فالذين يؤيدون النظرية لم يقصدوا تأييد معاوية ،إنما قصدوا تأيد الصحابة ،والذين يعارضون النظرية لم يقصدوا معاداة الصحابة أنما قصدوا كشف أحابيل والألاعيب السياسية الخافية على فريق الأخر ،لكن فريق وقف وجها لوجه ضد الفريق أخر وشغلوا عن معاوية بينما هانئ يتفرج على المتصارعين ،وهو مستعد ليكون حكما بينهم
هذا هو الفن الذي أشار إليه العقاد في كتاب الرائع "معاوية في الميزان "
ــــــــــــــــــــــــــــ
نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الاسلام
المحامي
احمد حسين يعقوب
إن نظرية عدالة الصحابة تبرر غصب معاوية للسلطة ،وتبرر أفعاله وأفعال شيعة من بني أمية ، فإنها أيضا تمنحه ضد الحصانة أي نقد ولو كان بناء ،والحصانة ضد السب والشتم والانتقاص من قدره لأنه صحابي ومن العدول ، ومن ينقص أو يسب أو يشتم أي صحابي عادي، فكيف برئيس دولة ؟
من يفعل ذلك فهو زنديق لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه _ كما يروى الذهبي في ميزانه – وليس في الدنيا يمكن إن تحصن معاوية مثل نظرية عدالة كل الصحابة
نظرية عدالة الصحابة تؤمن فوز معاوية في أي مقارعة بينه وبين خصومه أو تؤمن – على الأقل – المساواة بينه وبين هؤلاء الخصوم ،فلو قال آل محمد أنهم هم " الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" لانبرى معاوية وشيعة إلى الرد الفوري عليهم : نحن أصحاب محمد العدول لا يجوز علينا الكذب ولا يجوز علينا الخطأ لأننا في الجنة ولا يدخل احد منا النار
ولو قال آل محمد : من عادانا فقد عاد الله ،لرد معاوية وشيعة : نحن الصحابة أيضا قال النبي فينا : " من أذى صحابيا فقد إذاني " ويختلط الحق بالباطل والعاصي بالمطيع والمحسن بالمسيء
إذا تمكن معاوية وشيعة من تأصيل هذه النظرية بثوبها الفضفاض هذا وإشاعتها بين المسلمين ،فستتبناها طائفة منهم وستعارضها طائفة أخرى وينشب الجدل أظافره في أفكار الطائفتين ويتعصب كل فريق لراية ويختلفان وتدون أراء كل طائفة ويتبناها بحكم اللاحقون التقليد وبحكم الدفاع عن الحق أو وجهات النظر ،فالذين يؤيدون النظرية لم يقصدوا تأييد معاوية ،إنما قصدوا تأيد الصحابة ،والذين يعارضون النظرية لم يقصدوا معاداة الصحابة أنما قصدوا كشف أحابيل والألاعيب السياسية الخافية على فريق الأخر ،لكن فريق وقف وجها لوجه ضد الفريق أخر وشغلوا عن معاوية بينما هانئ يتفرج على المتصارعين ،وهو مستعد ليكون حكما بينهم
هذا هو الفن الذي أشار إليه العقاد في كتاب الرائع "معاوية في الميزان "
ــــــــــــــــــــــــــــ
نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الاسلام
المحامي
احمد حسين يعقوب
تعليق