هذه ابيات شعرية توثق بيعة الغدير وتؤكد دلالتها في امامة امير المؤمنين عليه السلام ومن يريد مصادر هذه الابيات في خدمتكم ولا تنسونا من الدعاء .
أمير المؤمنين عليه السلام
أولها هذه الأبيات كتبها الإمام عليه السلام إلى معاوية لما كتب معاوية إليه: إن لي فضايل كان أبي سيدا في الجاهلية، وصرت ملكا في الاسلام، وأنا صهر رسول الله، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أبا الفضايل يبغي علي ابن آكلة الأكباد؟ اكتب يا غلام؟:
محمد النبي أخي وصنوي(1) * وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي * يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي * منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها * فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الاسلام طرا * على ما كان من فهمي وعلمي
فأوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقى الإله غدا بظلمي
وأوصاني النبي على اختيار * ببيعته غداة غدير خم
فلما قرأ معاوية الكتاب قال: اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب.
الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عباد الانصاري
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة * بالأمس والحديث طويل
وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبي: من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل
إنما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل
عمرو بن العاص المتوفى سنة 43
هذه القصيدة المسماة بالجلجلية كتبها عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان في جواب كتابه إليه يطلب خراج مصر ويعاتبه على امتناعه عنه، توجد منها نسختان في مجموعتين في المكتبة الخديوية بمصر كما في فهرستها المطبوع سنة 1307 ج 4 ص 314 وروى جملة منها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 522 وقال: رأيتها بخط أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي المتوفى 502
معاوية الحال لا تجهل * وعن سبل الحق لا تعدل
نسيت احتيالي في جلق * على أهلها يوم لبس الحلي؟
وقد أقبلوا زمرا يهرعون * مهاليع كالبقر الجفل
وقولي لهم: إن فرض الصلاة * بغير وجودك لم تقبل
فولوا ولم يعبأوا بالصلاة * ورمت النفار إلى القسطل
ولما عصيت إمام الهدى * وفي جيشه كل مستفحل
أبا البقر البكم أهل الشأم * لأهل التقى والحجى أبتلي؟
فقلت: نعم، قم فإني أرى * قتال المفضل بالأفضل
فبي حاربوا سيد الأوصياء * بقولي: دم طل من نعثل
وكدت لهم أن أقاموا الرماح * عليها المصاحف في القسطل
وعلمتهم كشف سوأتهم * لرد الغضنفرة المقبل
فقام البغاة على حيدر * وكفوا عن المشعل المصطلي
نسيت محاورة الأشعري * ونحن على دومة الجندل؟
ألين فيطمع في جانبي * وسهمي قد خاض في المقتل
خلعت الخلافة من حيدر * كخلع النعال من الأرجل
وألبستها فيك بعد الأياس * كلبس الخواتيم بالأنمل
ورقيتك المنبر المشمخر * بلا حد سيف ولا منصل
ولو لم تكن أنت من أهله * ورب المقام ولم تكمل
وسيرت جيش نفاق العراق * كسير الجنوب مع الشمأل
وسيرت ذكرك في الخافقين * كسير الحمير مع المحمل
وجهلك بي يا بن آكلة الكبود * لأعظم ما أبتلي
فلولا موازرتي لم تطع * ولولا وجودي لم تقبل
ولولاي كنت كمثل النساء * تعاف الخروج من المنزل
نصرناك من جهلنا يا بن هند * على النبأ الأعظم الأفضل
وحيث رفعناك فوق الرؤوس * نزلنا إلى أسفل الأسفل
وكم قد سمعنا من المصطفى * وصايا مخصصة في علي؟
وفي يوم " خم " رقى منبرا * يبلغ والركب لم يرحل
وفي كفه كفه معلنا * ينادي بأمر العزيز العلي
ألست بكم منكم في النفوس * بأولى؟ فقالوا: بلى فافعل
فأنحله إمرة المؤمنين * من الله مستخلف المنحل
وقال: فمن كنت مولى له * فهذا له اليوم نعم الولي
فوال مواليه يا ذا الجلال * وعاد معادي أخ المرسل
ولا تنقضوا العهد من عترتي * فقاطعهم بي لم يوصل
فبخبخ شيخك لما رأى * عرى عقد حيدر لم تحلل
فقال: وليكم فاحفظوه * فمدخله فيكم مدخلي
وإنا وما كان من فعلنا * لفي النار في الدرك الأسفل
وما دم عثمان منج لنا * من الله في الموقف المخجل
وإن عليا غدا خصمنا * ويعتز بالله والمرسل
يحاسبنا عن أمور جرت * ونحن عن الحق في معزل
فما عذرنا يوما كشف الغطا؟ * لك الويل منه غدا ثم لي
إلا يا بن هند أبعت الجنان * بعهد عهدت ولم توف لي
وأخسرت أخراك كيما تنال * يسير الحطام من الأجزل
وأصبحت بالناس حتى استقام * لك الملك من ملك محول
وكنت كمقتنص في الشراك * تذود الظماء عن المنهل
كأنك أنسيت ليل الهرير * بصفين مع هولها المهول
وقد بت تذرق ذرق النعام * حذارا من البطل المقبل
وحين أزاح جيوش الضلال * وافاك كالأسد المبسل
وقد ضاق منك عليك الخناق * وصار بك الرحب كالفلفل
وقولك: يا عمرو؟ أين المفر * من الفارس القسور المسبل؟
عسى حيلة منك عن ثنيه * فإن فؤدادي في عسعل
وشاطرتني كلما يستقيم * من الملك دهرك لم يكمل
فقمت على عجلتي رافعا * وأكشف عن سوأتي أذيلي
فستر عن وجهه وانثنى * حياء وروعك لم يعقل
وأنت لخوفك من بأسه * هناك ملأت من الأفكل
ولما ملكت حماة الأنام * ونالت عصاك يد الأول
منحت لغيري وزن الجبال * ولم تعطني زنة الخردل
وأنحلت مصرا لعبد الملك ) وأنت عن الغي لم تعدل
وإن كنت تطمع فيها فقد * تخلى القطا من يد الأجدل
وإن لم تسامح إلى ردها * فإني لحوبكم مصطلي
بخيل جياد وشم الأنوف * وبالمرهفات وبالذبل
وأكشف عنك حجاب الغرور * وأيقظ نائمة الأثكل
فإنك من إمرة المؤمنين * ودعوى الخلافة في معزل
ومالك فيها ولا ذرة * ولا لجدودك بالأول
فإن كان بينكما نسبة * فأين الحسام من المنجل؟
وأين الحصا من نجوم السما؟ * وأين معاوية من علي؟
فإن كنت فيها بلغت المنى * ففي عنقي علق الجلجل
حسان بن ثابت
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
: إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا
الكميت المتوفى (126هـ)
نفى عن عينك الأرق الهجوعا * وهم يمتري منها الدموعا
دخيل في الفؤاد يهيج سقما * وحزنا كان من جذل منوعا
وتوكاف الدموع على اكتئاب * أحل الدهر موجعه الضلوعا
ترقرق أسحما دررا وسكبا * يشبه سحها غربا هموعا
لفقدان الخضارم من قريش * وخير الشافعين معا شفيعا
لدى الرحمن يصدع بالمثاني * وكان له أبو حسن قريعا
حطوطا في مسرته ومولى * إلى مرضاة خالقه سريعا
وأصفاه النبي على اختيار * بما أعيى الرفوض له المذيعا
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا
ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا
فلم أبلغ بها لعنا ولكن * أساء بذاك أولهم صنيعا
فصار بذاك أقربهم لعدل * إلى جور وأحفظهم مضيعا
أضاعوا أمر قائدهم فضلوا * وأقومهم لدى الحدثان ريعا
تناسوا حقه وبغوا عليه * بلا ترة وكان لهم قريعا
فقل لبني أمية حيث حلوا * وإن خفت المهند والقطيعا
: ألا أف لدهر كنت فيه * هدانا طائعا لكم مطيعا
أجاع الله من أشبعتموه * وأشبع من بجوركم أجيعا
ويلعن فذ أمته جهارا * إذا ساس البرية والخليعا
بمرضي السياسة هاشمي * يكون حيا لأمته ربيعا
وليثا في المشاهد غير نكس * لتقويم البرية مستطيعا
يقيم أمورها ويذب عنها * ويترك جدبها أبدا مريعا
___________
(1) الجذل: الفرح.
(2) رقرقت العين: أجرت دمعها. الأسحم: السحاب. يقال: أسحمت السماء. صبت ماءها السج: الصب. الغرب: الدلو العظيم. الهموع: السيال.
(3) القريع: السيد. الرئيس.
أمير المؤمنين عليه السلام
أولها هذه الأبيات كتبها الإمام عليه السلام إلى معاوية لما كتب معاوية إليه: إن لي فضايل كان أبي سيدا في الجاهلية، وصرت ملكا في الاسلام، وأنا صهر رسول الله، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أبا الفضايل يبغي علي ابن آكلة الأكباد؟ اكتب يا غلام؟:
محمد النبي أخي وصنوي(1) * وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي * يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي * منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها * فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الاسلام طرا * على ما كان من فهمي وعلمي
فأوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقى الإله غدا بظلمي
وأوصاني النبي على اختيار * ببيعته غداة غدير خم
فلما قرأ معاوية الكتاب قال: اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب.
الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عباد الانصاري
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة * بالأمس والحديث طويل
وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبي: من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل
إنما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل
عمرو بن العاص المتوفى سنة 43
هذه القصيدة المسماة بالجلجلية كتبها عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان في جواب كتابه إليه يطلب خراج مصر ويعاتبه على امتناعه عنه، توجد منها نسختان في مجموعتين في المكتبة الخديوية بمصر كما في فهرستها المطبوع سنة 1307 ج 4 ص 314 وروى جملة منها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 522 وقال: رأيتها بخط أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي المتوفى 502
معاوية الحال لا تجهل * وعن سبل الحق لا تعدل
نسيت احتيالي في جلق * على أهلها يوم لبس الحلي؟
وقد أقبلوا زمرا يهرعون * مهاليع كالبقر الجفل
وقولي لهم: إن فرض الصلاة * بغير وجودك لم تقبل
فولوا ولم يعبأوا بالصلاة * ورمت النفار إلى القسطل
ولما عصيت إمام الهدى * وفي جيشه كل مستفحل
أبا البقر البكم أهل الشأم * لأهل التقى والحجى أبتلي؟
فقلت: نعم، قم فإني أرى * قتال المفضل بالأفضل
فبي حاربوا سيد الأوصياء * بقولي: دم طل من نعثل
وكدت لهم أن أقاموا الرماح * عليها المصاحف في القسطل
وعلمتهم كشف سوأتهم * لرد الغضنفرة المقبل
فقام البغاة على حيدر * وكفوا عن المشعل المصطلي
نسيت محاورة الأشعري * ونحن على دومة الجندل؟
ألين فيطمع في جانبي * وسهمي قد خاض في المقتل
خلعت الخلافة من حيدر * كخلع النعال من الأرجل
وألبستها فيك بعد الأياس * كلبس الخواتيم بالأنمل
ورقيتك المنبر المشمخر * بلا حد سيف ولا منصل
ولو لم تكن أنت من أهله * ورب المقام ولم تكمل
وسيرت جيش نفاق العراق * كسير الجنوب مع الشمأل
وسيرت ذكرك في الخافقين * كسير الحمير مع المحمل
وجهلك بي يا بن آكلة الكبود * لأعظم ما أبتلي
فلولا موازرتي لم تطع * ولولا وجودي لم تقبل
ولولاي كنت كمثل النساء * تعاف الخروج من المنزل
نصرناك من جهلنا يا بن هند * على النبأ الأعظم الأفضل
وحيث رفعناك فوق الرؤوس * نزلنا إلى أسفل الأسفل
وكم قد سمعنا من المصطفى * وصايا مخصصة في علي؟
وفي يوم " خم " رقى منبرا * يبلغ والركب لم يرحل
وفي كفه كفه معلنا * ينادي بأمر العزيز العلي
ألست بكم منكم في النفوس * بأولى؟ فقالوا: بلى فافعل
فأنحله إمرة المؤمنين * من الله مستخلف المنحل
وقال: فمن كنت مولى له * فهذا له اليوم نعم الولي
فوال مواليه يا ذا الجلال * وعاد معادي أخ المرسل
ولا تنقضوا العهد من عترتي * فقاطعهم بي لم يوصل
فبخبخ شيخك لما رأى * عرى عقد حيدر لم تحلل
فقال: وليكم فاحفظوه * فمدخله فيكم مدخلي
وإنا وما كان من فعلنا * لفي النار في الدرك الأسفل
وما دم عثمان منج لنا * من الله في الموقف المخجل
وإن عليا غدا خصمنا * ويعتز بالله والمرسل
يحاسبنا عن أمور جرت * ونحن عن الحق في معزل
فما عذرنا يوما كشف الغطا؟ * لك الويل منه غدا ثم لي
إلا يا بن هند أبعت الجنان * بعهد عهدت ولم توف لي
وأخسرت أخراك كيما تنال * يسير الحطام من الأجزل
وأصبحت بالناس حتى استقام * لك الملك من ملك محول
وكنت كمقتنص في الشراك * تذود الظماء عن المنهل
كأنك أنسيت ليل الهرير * بصفين مع هولها المهول
وقد بت تذرق ذرق النعام * حذارا من البطل المقبل
وحين أزاح جيوش الضلال * وافاك كالأسد المبسل
وقد ضاق منك عليك الخناق * وصار بك الرحب كالفلفل
وقولك: يا عمرو؟ أين المفر * من الفارس القسور المسبل؟
عسى حيلة منك عن ثنيه * فإن فؤدادي في عسعل
وشاطرتني كلما يستقيم * من الملك دهرك لم يكمل
فقمت على عجلتي رافعا * وأكشف عن سوأتي أذيلي
فستر عن وجهه وانثنى * حياء وروعك لم يعقل
وأنت لخوفك من بأسه * هناك ملأت من الأفكل
ولما ملكت حماة الأنام * ونالت عصاك يد الأول
منحت لغيري وزن الجبال * ولم تعطني زنة الخردل
وأنحلت مصرا لعبد الملك ) وأنت عن الغي لم تعدل
وإن كنت تطمع فيها فقد * تخلى القطا من يد الأجدل
وإن لم تسامح إلى ردها * فإني لحوبكم مصطلي
بخيل جياد وشم الأنوف * وبالمرهفات وبالذبل
وأكشف عنك حجاب الغرور * وأيقظ نائمة الأثكل
فإنك من إمرة المؤمنين * ودعوى الخلافة في معزل
ومالك فيها ولا ذرة * ولا لجدودك بالأول
فإن كان بينكما نسبة * فأين الحسام من المنجل؟
وأين الحصا من نجوم السما؟ * وأين معاوية من علي؟
فإن كنت فيها بلغت المنى * ففي عنقي علق الجلجل
حسان بن ثابت
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
: إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا
الكميت المتوفى (126هـ)
نفى عن عينك الأرق الهجوعا * وهم يمتري منها الدموعا
دخيل في الفؤاد يهيج سقما * وحزنا كان من جذل منوعا
وتوكاف الدموع على اكتئاب * أحل الدهر موجعه الضلوعا
ترقرق أسحما دررا وسكبا * يشبه سحها غربا هموعا
لفقدان الخضارم من قريش * وخير الشافعين معا شفيعا
لدى الرحمن يصدع بالمثاني * وكان له أبو حسن قريعا
حطوطا في مسرته ومولى * إلى مرضاة خالقه سريعا
وأصفاه النبي على اختيار * بما أعيى الرفوض له المذيعا
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا
ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا
فلم أبلغ بها لعنا ولكن * أساء بذاك أولهم صنيعا
فصار بذاك أقربهم لعدل * إلى جور وأحفظهم مضيعا
أضاعوا أمر قائدهم فضلوا * وأقومهم لدى الحدثان ريعا
تناسوا حقه وبغوا عليه * بلا ترة وكان لهم قريعا
فقل لبني أمية حيث حلوا * وإن خفت المهند والقطيعا
: ألا أف لدهر كنت فيه * هدانا طائعا لكم مطيعا
أجاع الله من أشبعتموه * وأشبع من بجوركم أجيعا
ويلعن فذ أمته جهارا * إذا ساس البرية والخليعا
بمرضي السياسة هاشمي * يكون حيا لأمته ربيعا
وليثا في المشاهد غير نكس * لتقويم البرية مستطيعا
يقيم أمورها ويذب عنها * ويترك جدبها أبدا مريعا
___________
(1) الجذل: الفرح.
(2) رقرقت العين: أجرت دمعها. الأسحم: السحاب. يقال: أسحمت السماء. صبت ماءها السج: الصب. الغرب: الدلو العظيم. الهموع: السيال.
(3) القريع: السيد. الرئيس.
تعليق