أولا ً إخواني أهل السنة أنتم قلتم مرارا ً و تكرارا ً أنكم تسلمون بكل ما يأتي بصحيحي مسلم و البخاري و أنتم تعتقدون أنهما أصح الكتب بعد القرآن الكريم . فأنتم هاجمتم الشيعة و لعنتم رموزنا و مراجعنا الكرام بسبب قول ياسر الحبيب الذي تبرئت منه الأكثرية الساحقة من الشيعة فانتفضتم لعرض عائشة و رميتونا بالكفر و الإلحاد لمجرد قول شخص واحد . لكن المضحك في الوقت ذاته أنكم تقدسون صحيحي مسلم و البخاري و فيهم ما فيهم من التعرض لعرض عائشة و ذمها في أكثر من موضع فماذا ستكون ردة فعلكم لنرى :
روى مسلم في كتاب الطهارة عن عائشة :

روى مسلم و البخاري في كتاب الحيض : (( كان النبي يتكئ في حجرتي و أنا حائض ثم يقرأ القرآن )) .
بالله عليكم هل يمكن للنبي أن يخالف صريح الآية المباركة : {

روى مسلم في باب صفة غسل الجنابة عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا و رسول الله في إناء ٍ واحد فيبادرني حتى أقول : دع لي و قالت و هما جنبان .
روى مسلم في باب صفة غسل الجنابة عن عائشة قالت : دخل علي ّ أبو سلمة بن عبد الرحمن و أخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي من الجنابة , فدعوت بإناء قدر صاع فإغتسلت و بيني و بينهم ستر .
بربكم قولوا لي أيعقل هذا الكلام و هل يتقبله أي مسلم غيور و لماذا لم تشرح لهما كيفية الغسل و ما الذي أحوجهما حتى تقوم و تغتسل و ليس بينها و بين القوم سوى ستار واحد و هل تفعل هذا الشيء إمرأة كيف و إذ كانت إمرأة رسول الله الأعظم , فهنا يتضح لكم كيف كان تصرف عائشة و ما الشيعة كانوا الراويين أو المحدثين .
روى مسلم باب وجوب الغسل بإلتقاء

إن العقل لا يقبل بأن تكون حياة رسول الله مفضوحة إلى هذا الحد فلقد إستثمر أعداء الإسلام مثل هذه الروايات ليصوروا رسول الله على أنه رجل غارق في ملذات النساء و لا يمل من مجامعتهن و من كان له أدنى دراية يعرف كذب هذه الروايات و أين حميتكم للدفاع عن رسول الله و عائشة .
روى مسلم في كتاب النكاح : إن النبي رأى إمرأة فأتى إمرأته زينب و هي تمحس منيثة فقضى حاجته ثم خرج لأصحابه و قال : إن المرأة تقبل في صورة شيطان و تدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم إمرأة فليأت أهله .
إن هذه الرواية تظهر لنا النبي بصورة الرجل الشهواني الذي لا يكف عن ملاحقة النساء ببصره و لماذا تأثر النبي بهذه النظرة و لم يتأثر أصحابه حتى أنه بمجرد أن رأى المرأة سارع إلى زوجته زينب ليطفئ نار شهوته ثم يخرج إلى أصحابه و هم بانتظاره و مع ذلك يخبرهم سبب تركه لهم ثم ينزل غضبه على المرأة و على النساء مشبها ً إياهم بالشياطين و من هنا يمكن إثبات حقيقتان :
ــ أن الصحابة أكثر ثباتا ً و أقل تأثرا ً من رسول الله .
ــ الرسول ( حاشاه ) فضح نفسه أما أصحابه . فهل يقبل العقل هذا الكلام .
روى البخاري في كتاب الغسل عن أنس بن مالك عن عائشة : كان النبي يطوف على نسائه في الساعة الواحدة من الليل و النهار و هن إحدى عشرة .
و بهذه الرواية يصورون النبي أنه مهوس بالجنس , سامحهم يا رسول الله لا يفقهون ما يقولون .
هذا الشيء يعطي حقيقتان لا ثالث لهما :
ــ إما أنا عائشة كانت بهذه الأخلاق الكريهة السيئة , و بهذه الأقوال البذيئة القذرة فلا يكون لكم حجة على غيركم إذا هاجمها .

فرد عليه الإمام علي قائلا ً :
لا تعجلن فقد أتاك نجيب صوتك غير عاجز
ذو نية و بصيرة و الصدق منجز كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها طول الهزائز
فقال رسول الله : برز الإيمان كله للشرك كله .
ألم يكن عليا ً يا عائشة من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس ؟ ألم يكن نفس رسول الله في آية المباهلة ؟ ألم يقل النبي : علي مني و أنا من علي ؟ ألم يقل النبي لعمار : يا عمار لو سلك الناس واديا ً و سلك علي وادي فاسلك الوادي الذي سلكه علي ؟
ألم يعترف كل علماء السنة و الشيعة بالمنزلة العالية لعلي و لو أردنا أن نجمع و نعد الآيات التي نزلت بعلي لضاق بنا المقام حتى قال إبن العباس : إن ربع القرآن نزل في علي .
فوق كل هذا تقولين هذا الكلام الكذب عن رسول الله.
روى البخاري و مسلم عن عروة عن عائشة قالت : إن أبي أبا بكر دخل علي ّ و عندي جاريتان في أيام منى تدفعان

و كيف تقول أو تروي كذبا ً : و خدي على خده و أمام من , أمام أهل اللهو و الغناء و الفساد و الله لو كان شخصاً عادياً لأخذته الغيرة فكيف به و هو سيد المرسلين و أكثر الناس وقارا ً و حياء ً .
كل هذه التعديات و التدليس تنهيه عائشة بقولها : مات رسول الله بين سحري و نحري , و كأن ( حاشاه ) غلب عليه الوجد و الهيام فمات على صدر عائشة و المسلمون ينظرون إليه .
لا يا عائشة فأصحاب السنن مثل : النسائي, و إبن سعد , و الحاكم و فوقهم علي بن أبي طالب و عمر و إبن العباس كلهم رووا عكس عائشة : إن رسول الله مات و هو في حجر علي و فاضت نفسه الشريفة على صدر علي .
هذا هو الذي يليق برسول الله و بوقاره و قداسة النبوة و عظمة الرسالة .
سامحنا يا رسول الله فقد إستسهل القوم تدليس و رواية الحديث عنك ليكسبوا بها قشور الدنيا و ليضلوا أمة الإسلام بغضا ً للعدل و الحقيقة لكن فشلوا و خابت أفعالهم و بقي الإسلام الحق و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

إخوتي أهل السنة نحن حين نعادي و ننتقد عائشة لا لأنها بنت أبي بكر بل لسوء معاملتها مع أهل البيت و لأنها كانت تبغض علي و تعمل ضده و تثير المسلمين عليه و إلا فنحن نحب و نترضى على أخيها محمد لأنه نصر الحق و تابع علي بن أبي طالب , أما عائشة فإنها لم تحافظ على مكانتها بل سودت تاريخها بأعمالها المخالفة لكتاب الله و حديث رسوله فما أطاعت زوجها و لا أطاعت الله .
كل زوجات الرسول عندنا في مكانة واحدة إلا أم المؤمنين خديجة الكبرى فالرسول كان يفضلها على غيرها فإن أم سلمة و عائشة و حفصة و ميمونة و سائر زوجاته كلهن أمهات المؤمنين و لكن المؤرخين و الأعلام من اهل السنة فتحوا لعائشة صفحات خاصة تروي مداخلتها في الفتن و مشاركتها الرجال في امور لا تعنيها بل مخالفة لمقامها كزوجة لرسول الله و هذا ما نعنيه بتسويد تاريخها و ليتها كانت تسلك مسلك قريناتها و تحافظ على حرمة النبي .
إن سبب بغضنا لعائشة ليس خروجها على الإمام علي فحسب بل لسوء سلوكها مع النبي و إيذاءها له أيضا ً و تمردها عليه و عدم إطاعته في حياته . هذا رغم أن عائشة كانت تقرأ الآية المباركة :

روى الغزالي في كتابه إحياء العلوم 2\ باب 3\ 135 , المتقي الهندي في كنز العمال 7\116 , الطبراني , الخطيب البغدادي : جرى بين رسول الله و عائشة كلام حتى أدخل النبي أبا بكر حكما ً بينهما و إستشهده فقال لها رسول الله أتكلم أو تكلمين فقالت : بل انت و لا تقل إلا صدقا ً و حقا ً فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها و قال : يا عدوة نفسها أوغير الحق يقول فإستجارت برسول الله و قعدت خلف ظهره .
روى الغزالي , أبو يعلى في مسنده , أبو الشيخ في كتاب الأمثال : قالت عائشة في كلام غضبت عنده : أنت الذي نزعم أنك رسول الله .
روى الغزالي : قال رسول الله لعائشة : (( إني لأعرف رضاك من غضبك )) فقالت : وكيف تعرف ذلك . قال : إذا رضيت قلت : لا و إله محمد و إذا غضبت قلت : لا و إله إبراهيم . فقالت صدقت إنما أهجر إسمك .
فإن عباراتها هذه : (( لا تقل إلا حقا ً و صدقا ً )) ــ (( أنت الذي تزعم انك رسول الله )) ــ (( أهجر إسمك )) .
بالله عليكم أنصفوا أما كان رسول الله يتأذى من هذه العبارات القاسية و الكلمات اللاذعة حين يسمعها من زوجته ؟
و المفروض أن تتصاغر الزوجة لزوجها و أن تحترمه و تخضع له و لا تتجاسر عليه بكلام يؤذيه و كذلك المفروض على المؤمنين و المؤمنات أن يكرموا النبي و يحترموه إحتراماً كبيرا ً و يعظمونه حتى انه لا يجوز ان يرفع صوته فوق صوت رسول الله فالمفروض على زوجات الرسول أن يكرمن النبي و يحترمنه و يطعنه و يخضعن له و لكن للأسف الشديد نرى في سلوك عائشة تمرداً على رسول الله كما وصفها كبار علماء السنة مثل الغزالي و المسعودي و الطبري و الكوفي و غيرهم : (( إنها تمردت عن امر الله و رسوله )) , فهل هذا التمرد على الله و رسوله تكو

إخوتي أهل السنة و يا علماء السنة أي ذنب أعظم و بخروج عائشة لقتال أبا الحسن خالفت نص القرآن الكريم : {

و قال في عائشة : (( أما فلانة فأدركها رأي النساء و ضغن علا في صدرها كمرجل القين و لو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل و لها بعد حرمتها الاولى و الحساب على الله تعالى )) .
بالله عليكم لم لا تنتقدون و لا تأخذون عليهم هذه الخطايا الكبرى و المعاصي العظمى لماذا تمرون على هذه الأحاديث مرور الجاهلين و الغافلين لكن تأخذون على الشيعة بأشد ما يكون لانهم ينتقدون أعمال الصحابة الخاطئة و يميزون بين الحق و الباطل فيمدحون أهل الحق و يفضحون أهل الباطل أيا ً كانوا , و الجدير بالذكر أننا لا نروي في الصحابة إلا ما رواه علمائكم فلماذا لا تنقمون عليهم و لا تردون عليهم فالأخبار التي ينقلها مؤرخيكم لا تحز في نفوسكم و لكن إذا نقل أحد من الشيعة عملا ً قبيحا ً لعائشة أو أي أحد من الصحابة تثور نفوسكم و تنفجر غيرتكم و تشتعل نيران التعصب فيكم فترموننا بالكفر و الضلالة و تبيحون دماءنا و أعراضنا و أموالنا .
و بعد فشلهم برد الروايات و اللإثباتات إبتدع أهل السنة قاعدة جديدة تقول بأنه لا يجوز التدخل بما حصل بين الصحابة و يقولون و إن إختلف الصحابة في ما بينهم لكن كلهم كانوا يدعون إلى الله و قالوا أن الزبير و طلحة و عائشة تابوا إلى الله

و لكن الكلام أن و إن إختلف الصحابة فكلهم يدعون إلى الله تدليس و باطل و مغالطة كبرى لأن سبيل الله تعالى واحد واضح فقد قال الله تعالى : {

أما القول بأن الزبير تاب و إستغفر فأقول : نعم تاب لكن لم يعمل بشروط التوبة فقد كان ينبغي أن يسعى في رد من أغراهم فيهديهم إلى الحق و كان يجب عليه ان يكون تحت راية الإمام علي .
أما عائشة فعصيانها و ذنبها معلوم لكل الناس و لكن توبتها غير معلومة و هي لم تعمل بهذه التوبة بل إرتكبت أفعال بعدها تكشف عن بغضها و حقدها لآل محمد ثم للتوبة شروط فقد قال الله تعالى : {

و كلنا نعلم أن عائشة كانت عالمة غير جاهلة و كانت في خروجها على الإمام علي و قتالها له عامدة غير ساهية و قد نصحتها أم سلمة و الإمام علي و كثير من كبار الصحابة أن لا تخرج من بيتها فما إعتنت بكل ذلك و خرجت و أحدثت ما أحدثت فكيف تحتمون أن الله قبل توبتها و هي عالمة و عامدة على المعصية .
و لمن يقول أن عائشة نسيت حديث رسول الله بحق علي بن أبي طالب فليقرأ كل أهل السنة هذه الروايات و ليحكموا بعدها .
روى الكثير من أعلامكم عن أبي مخنف بن لوط بن يحيى الأزدي انه قال : جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان , فقالت أم سلمة : إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان و تقولين فيه أخبث القول و ما كان إسمه عندك إلا نعثلة و إنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله و إن نسيت أذكرك .
أتذكرين يوم أقبل علي و نحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات شمال خلا بعلي يناجيه فأطال فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما فما لبث أن رجعت باكية فقلت : ما شأنك فقلت : إني هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا بن أبي طالب و يومي فأقبل رسول الله علي ّ و هو غضبان فقال : إرجعي ورائك و الله لا يبغضه أحد من أهل الدنيا إلا و هو خارج عن الإيمان . أما تذكرين هذا .
و أذكرك أيضا ً :كنت أنا و أنت و رسول الله و أنت تغسلين رأسه و أنا أحيس له حيسا ً و كان الحيس يعجبه فرفع رأسه و قال : يا ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط ؟ فرفعت يدي من الحيس فقلت : أعوذ بالله و برسوله من ذلك . ثم ضرب على ظهرك و قال : إياك أن تكونيها يا حميراء . و أكملت أم سلمة و قالت : أما أنا فقد أنذرتك .
قالت عائشة : نعم أذكر ذلك . فقالت أم سلمة : فأي خروج تخرجين بعد هذا ؟ فقالت عائشة : إنما أخرج للإصلاح بين الناس و أرجو فيه الأجر إن شاء الله .
فقالت ام سلمة : أنت و رأيك . فإنـصرفت عائشة .
من هنا يتضح أن عائشة ما كانت ساهية و لا ناسية مكانة علي بن أبي طالب عند رسول الله يل خرجت عالمة ناكرة للحق داعية للباطل عازمة على الحرب و الفتنة و كل هدفها إفساد الامر على أبي الحسن وهي تعلم أنه أحق الناس و أولاهم بالخلافة . و إذا كانت عائشة قد تابت عن أعمالها الشنيعة بحق الإمام علي فلماذا ظلمت عترته من بعده .

روى سبط إبن الجوزي في تذكرة الخواص 193 , إبن أبي الحديد في شرح النهج 16 \ 14 , المدائني عن أبي هريرة , أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين , محمد خاوند في روضة الصفاء , إبن شحنة في روضة المناظر, إبن الأعثم , المسعودي , أبو الفداء

روى الأصفهاني بإسناده إلى إسماعيل بن راشد قال : لما أتى عاشة نعي علي بن أبي طالب تمثلت :
فألقت عصاها و إستقرت بها النوى كما قر عينا ً بالإياب المسافر
ثم قالت : من قتله , فقيل : رجل من مراد فقالت :
فإن يك نائيا ً فلقد بغاه علام ليس في فيه التراب
فقالت لها زينب بنت أم سلمة : ألعلي تقولين هذا . فقالت : إذا نسيت فذكروني .

هل بعد كل ذلك و هذه الأخبار التي نقلتها و من أم كتبكم التي تظهر حقد و كره عائشة و حزبها الظالمين للإمام علي بن أبي طالب و إيذائها قلب رسول الله في حياته و مماته هل تشكون بظلم عائشة ؟ ما علي ّ سوى ذكر الأحاديث آملا ّ من المولى أن يهدي الجميع إلى هدى محمد و آل محمد .