أخي أنت ماذا تسمي أهل النهروان .. هل هم من الصالحين أو كانو من الخوارج الذين خرجو من الدين ؟ خصوصا أن الإمام علي كرم الله وجهه قال : لا تقاتلو الخوارج من بعدي .. فأرى الكف عن هذه الأمور ونترك حسابهم على الله .. و أرى أن نرى في الأمور التي تقرب بين المسلمين وليس التي تفرق . وبعدين هذه أمور تاريخية والكل متفق أن التاريخ لم ينقل لنا بالشكل الصحيح .
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة المسيبأخي أنت ماذا تسمي أهل النهروان .. هل هم من الصالحين أو كانو من الخوارج الذين خرجو من الدين ؟ خصوصا أن الإمام علي كرم الله وجهه قال : لا تقاتلو الخوارج من بعدي .. فأرى الكف عن هذه الأمور ونترك حسابهم على الله .. و أرى أن نرى في الأمور التي تقرب بين المسلمين وليس التي تفرق . وبعدين هذه أمور تاريخية والكل متفق أن التاريخ لم ينقل لنا بالشكل الصحيح .
اين ردك يا اخي على ما سئلتاليوم 12:18 AM
طيب يعني ان امير المؤمنين علي بن ابي طالبكان سيفه مسلولا على المؤمنين؟ هذا اولا
وثانيا من المقصود باشعث
إقتباس:
أحيـدرة الكـرار تابـعـت أشعـثـا وأشعـث شيـطـان ألــد كـفـور
هل لك ان توضح لنا من هو اشعث ؟
اتمنى ان ترد ولا تهمش السؤال
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة المسيبأخي أنت ماذا تسمي أهل النهروان .. هل هم من الصالحين أو كانو من الخوارج الذين خرجو من الدين ؟ خصوصا أن الإمام علي كرم الله وجهه قال : لا تقاتلو الخوارج من بعدي .. فأرى الكف عن هذه الأمور ونترك حسابهم على الله .. و أرى أن نرى في الأمور التي تقرب بين المسلمين وليس التي تفرق . وبعدين هذه أمور تاريخية والكل متفق أن التاريخ لم ينقل لنا بالشكل الصحيح .
الشكر الجزيل لك اخي خادم الحسين الطاهر فقد لاحظت هذة الابيات ولكني للاسف لم اتحرك وقتها وارد هذا اللعين جعلك الله من انصار الحجة عجل الله فرجه الشريف
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة عاشق ابو طالبأخي الكريم و الله إنك محب حق لآل محمد و لست من من يدعون الحب .السلام عليكم
اخي تضع في توقيعك هذا
كرار أحمد اللعين الأشعري يصف شيخ الطائفة المقدس الطوسي بأنه عدو الله و قنبر يكتفي بتنبيهه .
لماذا الإستهانة بشيخ الطائفة .
اللهم إشهد .
ولا ادري ماهي الغاية من ذلك
هل اللتشهير بالشيخ قنبر ام بالادارة
مع العلم الشيخ قنبر لغاية اليوم لم ولن يتدخل بالامر ولم ولن يبدي رأيه لغاية الساعة
فمن اين لك قولك هذا
و قنبر يكتفي بتنبيهه
وارفع ذلك من توقيعك وقل
م9 يكتفي بتنبيهه
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة م9السلام عليكم
اخي تضع في توقيعك هذا
لا ادري على ماذا يشهد الله على عدم الدقة في قولك ورمي الشيخ قنبر بشئ لم يقله
ولا ادري ماهي الغاية من ذلك
هل اللتشهير بالشيخ قنبر ام بالادارة
مع العلم الشيخ قنبر لغاية اليوم لم ولن يتدخل بالامر ولم ولن يبدي رأيه لغاية الساعة
فمن اين لك قولك هذا
ارجوك اخي كن دقيقا في نقلك
وارفع ذلك من توقيعك وقل
م9 يكتفي بتنبيهه
الاخ م9
اعتذر لك وللشيخ قنبر اعزه الله ولم يكن قصد الاخ عاشق ابو طالب هذا
واعدك بانه سوف يغير توقيعه
ولا تنسى يا اخ م9 انه لحد الان لم يؤخذ بحق شيخ الطائفة(رضي الله عنه)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة م9السلام عليكم
اخي تضع في توقيعك هذا
لا ادري على ماذا يشهد الله على عدم الدقة في قولك ورمي الشيخ قنبر بشئ لم يقله
ولا ادري ماهي الغاية من ذلك
هل اللتشهير بالشيخ قنبر ام بالادارة
مع العلم الشيخ قنبر لغاية اليوم لم ولن يتدخل بالامر ولم ولن يبدي رأيه لغاية الساعة
فمن اين لك قولك هذا
ارجوك اخي كن دقيقا في نقلك
وارفع ذلك من توقيعك وقل
م9 يكتفي بتنبيهه
و لكن أنت لم تأخذ بحق المولى المقدس الطوسي .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة ناروتولعنة الله على اهل النهروان
متابعين لتهرب النواصب
.. أمثلة على الخلف الصالح من أهل النهروان:ـ
لقد بقيت من أهل النهروان بقية ، وأعجب بفكرهم الكثير من الناس ، وعليك أن تتصور ما كانت عليه دولة بني أمية – إلا في لمحاتٍ من الدهر – من بعدٍ عن منهج الله ، وقتل لعباد الله ، فخرج عليها هؤلاء مطالبين بالعودة إلى ما كان عليه السلف الصالح ، فضربوا أروع الأمثلة للتضحية في هذا السبيل ، وقد سلب أدبهم الراقي ألباب الأدباء والمفكرين في هذا العصر ، فكتبوا مقرِّضين له معجبين بشجاعتهم في ذات الله ، وليس هذا المجال مجال تفصيل ، وإنما سنذكر مثَلَينِ من هؤلاء الأعلام ، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتب التاريخ والأدب قديمها وحديثها:
1.ندر من يجرؤ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد عبيد الله بن زياد الذي لا يوجد مؤرخ إلا يذكر فسقه ، واستخفافه بدماء المسلمين ، ولكن هذا هو عروة بن أديَّة يقف بين يديه ؛ وكان عبيدالله في رهان فقال له (خمسٌ كنَّ في الأمم قبلنا فقد صرن فينا {أتبنون بكل ريعٍ آيةًتعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون . وإذا بطشتم بطشتم جبارين} فلما سمع ابن زياد ذلك ترك رهانه ، واضمر لعروة الشرَّ ، فهرب ، غير أنَّ ابن زياد تمكن من القبض عليه وقتله!! ، وبعث ابن زياد ألفي رجل على رأسهم ابن حصن التميمي لقتال أبي بلال أخي عروة ، فهزمهم أبو بلال وهو في أربعين رجلا! ، وفي ذلك يقول الشاعر:
فمتى كان إنكار المنكر خروجٌ لا يرضاه الإسلام ؟! وإذا لم يكن فينا من الخير ما ندافع به عن القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفلا نكفُّ ألسنتنا عن شتمهم؟!أألفـا مؤمِـنٍ في مازعمتـــــــــم ويقتلهم بآسَـكَ أربعونــــــــا
كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولـكنَّ الخوارجَ مؤمنونـــــــــا
هي الفئة القليـلة قد علمتم على الفئة الكثيرة يُنصرونا(26)
يزيد بن عبدالملك خليفة المسلمين !! حكم ديار الإسلام أربع سنوات ، اشتهر باللهو والخلاعة والتشبيب بالنساء ، شُغِفَ بجاريتين إحداهما خُبابة والأخرى سلامة ، وقد غنت خُبابةُ يوماً:
بين التراقي واللهاة حرارةٌ ما تطمئنُ ولا تسوغ فتبردُ
فطرب يزيد السكران ثمَّ قال : أريد أن أطير ! فقالت له خُبابة : فعلى من تدع الأمة ؟ قال: عليك ؛ فخرج بعض خدمه وهو يقول : سخنت عينك فما أسخفك!.وكان موتها سبب موته ، فقد اعتلَّ بعدها ولم يظهر للناس ، ولم يدفنها أياماً جزعاً عليها ، ومات بعدها بأيامٍ قلائل!
فكان قائد تحرير مكة والمدينة من أيدي هؤلاء المتهتِّكين أبو حمزة المختار بن عوف الشاري يقول : أقعدَ خُبابة عن يمينه وسلامة عن يساره ، ثمَّ قال : أريد أن أطير ، فطار إلى لعنة الله وأليم عِقابه.(27)
فمن أولى هذين بأن يُعاب ، وهل يُعَدُّ تغيير المنكر على الفَسَقَةِ غشماً وخروجاً عن الإسلام؟!
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة المسيبأخي الكريم : أقول لك الامام علي كرم الله وجه يقول : لا تقتلو الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه . وأنت تلعنهم . أعتقد أنت ولا فاهم ماذا يقصد الامام علي كرم الله وجهه بهذا القول . ولكن مو مهم ..
. . أمثلة على الخلف الصالح من أهل النهروان:ـ
أين تخوض أيها الرجل
تفترض وجود صالحين من الناجين في النهروان
والأبيات موضع الإعتراض تصف قتلى النهروان بالصلاح والايمان وأن قتل أمير المؤمنين لهم وسيف آل محمد الشهير كان ظلما ـ حاشاه أمير المؤمنين ـ وأن المشطورين تحت السيوف خياركم
هل هذا استخفاف بالعقول
عليـا أمـيـر المؤمنـيـن بقـيـة كـأن دمـاء المؤمنـيـن خـمـورفيـا أسفـا مـن سيـف آل محمـد على المؤمنيـن الصالحيـن شهيـروكنت حفيـا يـا ابـن عـم محمـد بحفـظ دمــاء مالـهـن خطـيـرأحـيـدرة الـكـرار إن خـيـاركـمو قراءكـم تحـت السيـوف شطـورأحيـدرة الكـرار تابـعـت أشعـثـا وأشعـث شيـطـان ألــد كـفـور
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة المسيبأخي الكريم : أقول لك الامام علي كرم الله وجه يقول : لا تقتلو الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه . وأنت تلعنهم . أعتقد أنت ولا فاهم ماذا يقصد الامام علي كرم الله وجهه بهذا القول . ولكن مو مهم ..
.. أمثلة على الخلف الصالح من أهل النهروان:ـ
لقد بقيت من أهل النهروان بقية ، وأعجب بفكرهم الكثير من الناس ، وعليك أن تتصور ما كانت عليه دولة بني أمية – إلا في لمحاتٍ من الدهر – من بعدٍ عن منهج الله ، وقتل لعباد الله ، فخرج عليها هؤلاء مطالبين بالعودة إلى ما كان عليه السلف الصالح ، فضربوا أروع الأمثلة للتضحية في هذا السبيل ، وقد سلب أدبهم الراقي ألباب الأدباء والمفكرين في هذا العصر ، فكتبوا مقرِّضين له معجبين بشجاعتهم في ذات الله ، وليس هذا المجال مجال تفصيل ، وإنما سنذكر مثَلَينِ من هؤلاء الأعلام ، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتب التاريخ والأدب قديمها وحديثها:
1.ندر من يجرؤ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد عبيد الله بن زياد الذي لا يوجد مؤرخ إلا يذكر فسقه ، واستخفافه بدماء المسلمين ، ولكن هذا هو عروة بن أديَّة يقف بين يديه ؛ وكان عبيدالله في رهان فقال له (خمسٌ كنَّ في الأمم قبلنا فقد صرن فينا {أتبنون بكل ريعٍ آيةًتعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون . وإذا بطشتم بطشتم جبارين} فلما سمع ابن زياد ذلك ترك رهانه ، واضمر لعروة الشرَّ ، فهرب ، غير أنَّ ابن زياد تمكن من القبض عليه وقتله!! ، وبعث ابن زياد ألفي رجل على رأسهم ابن حصن التميمي لقتال أبي بلال أخي عروة ، فهزمهم أبو بلال وهو في أربعين رجلا! ، وفي ذلك يقول الشاعر:
أألفـا مؤمِـنٍ في مازعمتـــــــــم ويقتلهم بآسَـكَ أربعونــــــــا
كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولـكنَّ الخوارجَ مؤمنونـــــــــا
هي الفئة القليـلة قد علمتم على الفئة الكثيرة يُنصرونا(26)
فمتى كان إنكار المنكر خروجٌ لا يرضاه الإسلام ؟! وإذا لم يكن فينا من الخير ما ندافع به عن القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفلا نكفُّ ألسنتنا عن شتمهم؟!
يزيد بن عبدالملك خليفة المسلمين !! حكم ديار الإسلام أربع سنوات ، اشتهر باللهو والخلاعة والتشبيب بالنساء ، شُغِفَ بجاريتين إحداهما خُبابة والأخرى سلامة ، وقد غنت خُبابةُ يوماً:
بين التراقي واللهاة حرارةٌ ما تطمئنُ ولا تسوغ فتبردُ
فطرب يزيد السكران ثمَّ قال : أريد أن أطير ! فقالت له خُبابة : فعلى من تدع الأمة ؟ قال: عليك ؛ فخرج بعض خدمه وهو يقول : سخنت عينك فما أسخفك!.وكان موتها سبب موته ، فقد اعتلَّ بعدها ولم يظهر للناس ، ولم يدفنها أياماً جزعاً عليها ، ومات بعدها بأيامٍ قلائل!
فكان قائد تحرير مكة والمدينة من أيدي هؤلاء المتهتِّكين أبو حمزة المختار بن عوف الشاري يقول : أقعدَ خُبابة عن يمينه وسلامة عن يساره ، ثمَّ قال : أريد أن أطير ، فطار إلى لعنة الله وأليم عِقابه.(27)
فمن أولى هذين بأن يُعاب ، وهل يُعَدُّ تغيير المنكر على الفَسَقَةِ غشماً وخروجاً عن الإسلام؟!
لاتاتني بكلام كوبي بيست ورد على سؤالي يا............................؟
أحيـدرة الكـرار تابـعـت أشعـثـا وأشعـث شيـطـان ألــد كـفـور
هل لك ان توضح لنا من هو اشعث ؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
أنا يا أخي العزيز لا أفرض شيئا ولكن التاريخ هو الذي يفرض ... بحوث في الملل و النحل = جلد الخامس . صفحة 169. 170. 171. 172.
14 ـ خروج عروة بن اديّة : إنّ عبيدالله بن زياد خرج في رهان له ، فلمّا جلس ينتظر الخيل ، اجتمع الناس وفيهم عروة بن اُدية ، فأقبل على ابن زياد فقال : خمس كن في الاُمم قبلنا ، فقد صرن فينا ( اَتَبْنونَ بِكُلِّ رِيع آيَةٌ تَعْبَثُونَ * وتَتَّخِذُونَ مَصانعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَ إذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّارين ) (2) .
وخصلتين اُخريين لم يحفظهما جرير (الراوي) ، فلمّا قال ذلك ظنّ ابن زياد انّه لم يجتر على ذلك إلاّ ومعه جماعة من أصحابه ، فقام وركب وترك رهانه. فقيل لعروة ما صنعت ، تعلمنّ والله ليقتلنك ، فتوارى فطلبه ابن زياد ، فأتى الكوفة ، فأخذ بها ، فقدم به على ابن زياد ، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثم دعا به فقال : كيف ترى؟ قال : اَرى اَنَّك اَفْسدتَ دنياي واَفسدتُ آخرتك ، فقتله وأرسل إلى ابنته فقتلها (3) .
15 ـ خروج مرداس به اُديَّة : قال الطبري : حبس ابن زياد فيمن حبس مرداس بن ادية ، فكان السجَّان يرى عبادته و اجتهاده ، وكان يأذن له في الليل فينصرف فإذا طلع الفجر أتاه حتى يدخل السجن ، ثمّ إنّه اُفرج عنه بشفاعة 1 ـ ابن الاثير : الكامل 3/254.
2 ـ الشعراء : 128 ـ 130.
3 ـ الطبري : التاريخ 4/231 ـ 232 ـ ابن الاثير : الكامل 3/255.
(170)
السجّان (1) .
يقول المبرّد : كان مرداس قد شهد صفّين مع علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ وأنكر التحكيم ، وشهد النهر ، ونجا فيمن نجا ، وبعد ما خرج من حبس ابن زياد عزم الخروج ، فقال لأصحابه : إنّه والله ما يسعنا المقام بين هؤلاء الظالمين ، تجري علينا أحكامهم ، مجانبين للعدل ، مفارقين للفصل ، والله إنّ الصبر على هذا لعظيم ، وإنّ تجريد السيف واخافة السبيل لعظيم ، ولكنّا ننتبذ عنهم ولانجرّد سيفاً ولانقاتل إلاّ من قاتلنا. فاجتمع إليه أصحابه زهاء ثلاثين رجلا ، فلمّا مضى بأصحابه لقى عبدالله بن رباح الأنصاري ، وكان له صديقاً فقال له : أين تريد؟ قال : اُريد أن أهرب بديني وأديان أصحابي من أحكام هؤلاء الجورة ، فقال له : أعلم بكم أحد؟ قال : لا. قال : فارجع ، قال : أو تخاف عليّ مكروهاً؟ قال : نعم وأن يؤتى بك ، قال : لا تخف فإنّي لا اُجرّد سيفاً ولا اُخيف أحداً ولا اُقاتل إلاّ من قاتلني ، ثم مضى حتى نزل « آسك » وهي ما بين رامهرمز وارجان ، فمرّ به مال يحمل لابن زياد ، وقد قارب أصحابه الأربعين ، فحطّ ذلك المال ، وأخذ منه عطاءه واعطيات أصحابه ، وردّ الباقي على الرسل وقال : قولوا لصاحبكم : إنّما قبضنا اعطياتنا ، فقال بعض أصحابه فعلام ندع الباقي؟ فقال : إنّهم يقسمون هذا الفيء ، كما يقيمون الصلاة فلانقاتلهم.
كل ذلك دليل على عدم تطرّفه واعتداله وانّه أحسّ بعقله أو بدينه أن مآل التطرّف هو الموت والزوال.
وممّا يدل على اعتداله ـ خلافاً لمن سبق عليه ـ أنَّ رجلا من أصحاب ابن زياد ، قال : خرجنا في جيش نريد خراسان ، فمررنا بـ « آسك » 1 ـ الطبري : التاريخ 4/232.
فإذا نحن بهم ستة وثلاثين رجلا ، وصاح بنا أبوبلال : أقاصدون لقتالنا أنتم؟ وكنت أنا و أخي قد دخلنا زربا (1) ، فوقف أخي ببابه وقال : السّلام عليكم ، فقال مرداس : وعليكم السّلام ، فقال لأخي : أجئتم لقتالنا؟ فقال له : لا إنّما نريد خراسان ، قال : فبلغوا من لقيكم انّا لم نخرج لنفسد في الأرض ، ولا لنروّع أحداً ولكن هرباً من الظلم ولسنا نقاتل إلاّ من يقاتلنا ، ولانأخذ من الفيء إلاّ اعطياتنا ، ثمّ قال : أنَدِب إلينا أحد؟ قلنا : نعم ، أسلم بن زرعة الكلابي. قال : فمتى ترونه يصل إلينا؟ قلنا : يوم كذا وكذا ، فقال أبوبلال : حسبنا الله ونعم الوكيل.
فلمّا سار إليهم أسلم ، صاح به أبو بلال : اتّق الله يا أسلم ، فإنا لا نريد قتالا ، ولا نَحْتَجِن فيئاً ، فما الذي تريد؟ قال : اُريد أن أردّكم إلى ابن زياد ، قال مرداس : إذاً يقتلنا ، قال : وإن قتلكم؟ قال : تشركه في دمائنا ، قال : إنّي ادين بأنّه محقّ وأنّكم مبطلون ، فصاح بن حريث بن جحل (من أصحاب أبي بلال) : أهو محق وهو يطيع الفجرة وهو أحدهم ، ويقتل بالظِنَّة ، ويخص بالفيء ، ويجور في الحكم؟ أما علمت أنّه قتل بابن سُعادَ ، أربعة براء؟ ثم حملوا عليه حملة رجل واحد وكان معبد أحد الخوارج قد كاد يأخذه فانهزم هو وأصحابه من غير قتال ، فلمّا ورد أسلم على ابن زياد ، غضب عليه غضباً شديداً ، قال : ويلك أتمضي في ألفين فتنهزم لحملة أربعين؟ .... وكان إذا خرج إلى السوق ، أومرّ بصبيان ، صاحوا به : أبو بلال وراءك ، وربّما صاحوا به : يا مَعْبد خذه ، حتى شكا ذلك إلى ابن زياد ، فأمر ابن زياد الشرط أن يكفّوا النّاس عنه ، ففي ذلك يقول عيسى بن فاتك من بني تيم : 1 ـ الزرب : جمع الزرب و هو مسيل الماء ، حظيرة المواشي وعرين الأسد.
(172)
أألفا مؤمن فيما زعمتم كذبتم ليس ذاك كما زعمتم هم الفئة القليلة غير شك
ويهزمهم بآسك أربعونا ولكن الخوارج مؤمنونا على الفئة الكثيرة ينصرونا ثم ندب لهم عبدالله بن زياد الناس واختار عباد بن أخضر ، فوجّهه في أربعة آلاف وكان التقاؤهم في يوم الجمعة فناداه أبو بلال : اخرج إليّ يا عباد فإنّي اُريد أن اُحاورك ، فخرج إليه ، فقال : ما الذي تبغي؟ قال : آخذ بأقفائكم فأردَّكم إلى الأمير عبيدالله بن زياد ، قال : أو غير ذلك؟ قال : وما هو؟ قال : أن ترجع ، فإنّا لانخيف سبيلا ولا نحارب إلاّ من حاربنا ، ولا نجبي إلاّ ما حمينا ، فقال له عباد : الأمر ما قلت لك ، فقال له حريث بن حجل : أتحاول أن ترد فئة من المسلمين إلى جبّار عنيد؟ قال لهم : أنتم أولى بالضلال منه ، وما من ذاك بدّ.
وقدم القعقاع بن عطية الباهلي من خراسان يريد الحجّ فلمّا رأى الجمعين ، قال : ماهذا؟ قالوا : الشراة فحمل عليهم ، فاُخِذَ القعقاع أسيراً ، فَأُتي به أبو بلال ، فقال : ما أنت؟ قال : لست من أعدائك ، وأنّما قدمت للحج فجهلت وغررت ، فأطلقه ....
فلم يزل القوم يجتلدون ، حتى جاء وقت الصّلاة يوم الجمعة ، فناداهم أبوبلال : يا قوم هذا وقت الصلاة ، فوادعونا حتى نصلّي و تصلّوا ، قالوا : لك ذاك ، فرمى القوم أجمعون أسلحتهم وعمدوا للصّلاة ، فأسرع عباد ومن معه ، والحروريّة مبطئون ، فهم من بين راكع وقائم وساجد في الصّلاة وقاعد ، حتى مال عليهم عباد ومن معه فقتلوهم جميعاً ، وأتى برأس أبي بلال (1) .
1 ـ المبرد : الكامل 2/186. الطبري : التاريخ 4/232. ابن الاثير : الكامل 3/256.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة المسيبأنا يا أخي العزيز لا أفرض شيئا ولكن التاريخ هو الذي يفرض ... بحوث في الملل و النحل = جلد الخامس . صفحة 169. 170. 171. 172.
14 ـ خروج عروة بن اديّة : إنّ عبيدالله بن زياد خرج في رهان له ، فلمّا جلس ينتظر الخيل ، اجتمع الناس وفيهم عروة بن اُدية ، فأقبل على ابن زياد فقال : خمس كن في الاُمم قبلنا ، فقد صرن فينا ( اَتَبْنونَ بِكُلِّ رِيع آيَةٌ تَعْبَثُونَ * وتَتَّخِذُونَ مَصانعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَ إذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّارين ) (2) .
وخصلتين اُخريين لم يحفظهما جرير (الراوي) ، فلمّا قال ذلك ظنّ ابن زياد انّه لم يجتر على ذلك إلاّ ومعه جماعة من أصحابه ، فقام وركب وترك رهانه. فقيل لعروة ما صنعت ، تعلمنّ والله ليقتلنك ، فتوارى فطلبه ابن زياد ، فأتى الكوفة ، فأخذ بها ، فقدم به على ابن زياد ، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثم دعا به فقال : كيف ترى؟ قال : اَرى اَنَّك اَفْسدتَ دنياي واَفسدتُ آخرتك ، فقتله وأرسل إلى ابنته فقتلها (3) .
15 ـ خروج مرداس به اُديَّة : قال الطبري : حبس ابن زياد فيمن حبس مرداس بن ادية ، فكان السجَّان يرى عبادته و اجتهاده ، وكان يأذن له في الليل فينصرف فإذا طلع الفجر أتاه حتى يدخل السجن ، ثمّ إنّه اُفرج عنه بشفاعة 1 ـ ابن الاثير : الكامل 3/254.
2 ـ الشعراء : 128 ـ 130.
3 ـ الطبري : التاريخ 4/231 ـ 232 ـ ابن الاثير : الكامل 3/255.
(170)
السجّان (1) .
يقول المبرّد : كان مرداس قد شهد صفّين مع علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ وأنكر التحكيم ، وشهد النهر ، ونجا فيمن نجا ، وبعد ما خرج من حبس ابن زياد عزم الخروج ، فقال لأصحابه : إنّه والله ما يسعنا المقام بين هؤلاء الظالمين ، تجري علينا أحكامهم ، مجانبين للعدل ، مفارقين للفصل ، والله إنّ الصبر على هذا لعظيم ، وإنّ تجريد السيف واخافة السبيل لعظيم ، ولكنّا ننتبذ عنهم ولانجرّد سيفاً ولانقاتل إلاّ من قاتلنا. فاجتمع إليه أصحابه زهاء ثلاثين رجلا ، فلمّا مضى بأصحابه لقى عبدالله بن رباح الأنصاري ، وكان له صديقاً فقال له : أين تريد؟ قال : اُريد أن أهرب بديني وأديان أصحابي من أحكام هؤلاء الجورة ، فقال له : أعلم بكم أحد؟ قال : لا. قال : فارجع ، قال : أو تخاف عليّ مكروهاً؟ قال : نعم وأن يؤتى بك ، قال : لا تخف فإنّي لا اُجرّد سيفاً ولا اُخيف أحداً ولا اُقاتل إلاّ من قاتلني ، ثم مضى حتى نزل « آسك » وهي ما بين رامهرمز وارجان ، فمرّ به مال يحمل لابن زياد ، وقد قارب أصحابه الأربعين ، فحطّ ذلك المال ، وأخذ منه عطاءه واعطيات أصحابه ، وردّ الباقي على الرسل وقال : قولوا لصاحبكم : إنّما قبضنا اعطياتنا ، فقال بعض أصحابه فعلام ندع الباقي؟ فقال : إنّهم يقسمون هذا الفيء ، كما يقيمون الصلاة فلانقاتلهم.
كل ذلك دليل على عدم تطرّفه واعتداله وانّه أحسّ بعقله أو بدينه أن مآل التطرّف هو الموت والزوال.
وممّا يدل على اعتداله ـ خلافاً لمن سبق عليه ـ أنَّ رجلا من أصحاب ابن زياد ، قال : خرجنا في جيش نريد خراسان ، فمررنا بـ « آسك » 1 ـ الطبري : التاريخ 4/232.
فإذا نحن بهم ستة وثلاثين رجلا ، وصاح بنا أبوبلال : أقاصدون لقتالنا أنتم؟ وكنت أنا و أخي قد دخلنا زربا (1) ، فوقف أخي ببابه وقال : السّلام عليكم ، فقال مرداس : وعليكم السّلام ، فقال لأخي : أجئتم لقتالنا؟ فقال له : لا إنّما نريد خراسان ، قال : فبلغوا من لقيكم انّا لم نخرج لنفسد في الأرض ، ولا لنروّع أحداً ولكن هرباً من الظلم ولسنا نقاتل إلاّ من يقاتلنا ، ولانأخذ من الفيء إلاّ اعطياتنا ، ثمّ قال : أنَدِب إلينا أحد؟ قلنا : نعم ، أسلم بن زرعة الكلابي. قال : فمتى ترونه يصل إلينا؟ قلنا : يوم كذا وكذا ، فقال أبوبلال : حسبنا الله ونعم الوكيل.
فلمّا سار إليهم أسلم ، صاح به أبو بلال : اتّق الله يا أسلم ، فإنا لا نريد قتالا ، ولا نَحْتَجِن فيئاً ، فما الذي تريد؟ قال : اُريد أن أردّكم إلى ابن زياد ، قال مرداس : إذاً يقتلنا ، قال : وإن قتلكم؟ قال : تشركه في دمائنا ، قال : إنّي ادين بأنّه محقّ وأنّكم مبطلون ، فصاح بن حريث بن جحل (من أصحاب أبي بلال) : أهو محق وهو يطيع الفجرة وهو أحدهم ، ويقتل بالظِنَّة ، ويخص بالفيء ، ويجور في الحكم؟ أما علمت أنّه قتل بابن سُعادَ ، أربعة براء؟ ثم حملوا عليه حملة رجل واحد وكان معبد أحد الخوارج قد كاد يأخذه فانهزم هو وأصحابه من غير قتال ، فلمّا ورد أسلم على ابن زياد ، غضب عليه غضباً شديداً ، قال : ويلك أتمضي في ألفين فتنهزم لحملة أربعين؟ .... وكان إذا خرج إلى السوق ، أومرّ بصبيان ، صاحوا به : أبو بلال وراءك ، وربّما صاحوا به : يا مَعْبد خذه ، حتى شكا ذلك إلى ابن زياد ، فأمر ابن زياد الشرط أن يكفّوا النّاس عنه ، ففي ذلك يقول عيسى بن فاتك من بني تيم : 1 ـ الزرب : جمع الزرب و هو مسيل الماء ، حظيرة المواشي وعرين الأسد.
(172)
أألفا مؤمن فيما زعمتم كذبتم ليس ذاك كما زعمتم هم الفئة القليلة غير شك
ويهزمهم بآسك أربعونا ولكن الخوارج مؤمنونا على الفئة الكثيرة ينصرونا ثم ندب لهم عبدالله بن زياد الناس واختار عباد بن أخضر ، فوجّهه في أربعة آلاف وكان التقاؤهم في يوم الجمعة فناداه أبو بلال : اخرج إليّ يا عباد فإنّي اُريد أن اُحاورك ، فخرج إليه ، فقال : ما الذي تبغي؟ قال : آخذ بأقفائكم فأردَّكم إلى الأمير عبيدالله بن زياد ، قال : أو غير ذلك؟ قال : وما هو؟ قال : أن ترجع ، فإنّا لانخيف سبيلا ولا نحارب إلاّ من حاربنا ، ولا نجبي إلاّ ما حمينا ، فقال له عباد : الأمر ما قلت لك ، فقال له حريث بن حجل : أتحاول أن ترد فئة من المسلمين إلى جبّار عنيد؟ قال لهم : أنتم أولى بالضلال منه ، وما من ذاك بدّ.
وقدم القعقاع بن عطية الباهلي من خراسان يريد الحجّ فلمّا رأى الجمعين ، قال : ماهذا؟ قالوا : الشراة فحمل عليهم ، فاُخِذَ القعقاع أسيراً ، فَأُتي به أبو بلال ، فقال : ما أنت؟ قال : لست من أعدائك ، وأنّما قدمت للحج فجهلت وغررت ، فأطلقه ....
فلم يزل القوم يجتلدون ، حتى جاء وقت الصّلاة يوم الجمعة ، فناداهم أبوبلال : يا قوم هذا وقت الصلاة ، فوادعونا حتى نصلّي و تصلّوا ، قالوا : لك ذاك ، فرمى القوم أجمعون أسلحتهم وعمدوا للصّلاة ، فأسرع عباد ومن معه ، والحروريّة مبطئون ، فهم من بين راكع وقائم وساجد في الصّلاة وقاعد ، حتى مال عليهم عباد ومن معه فقتلوهم جميعاً ، وأتى برأس أبي بلال (1) .
1 ـ المبرد : الكامل 2/186. الطبري : التاريخ 4/232. ابن الاثير : الكامل 3/256.ولا رد عند النواصب والمجسمة
رد يا ناصبي على سؤالي ومن بعد ذلك نناقش ما تريد
أحيـدرة الكـرار تابـعـت أشعـثـا وأشعـث شيـطـان ألــد كـفـور
هل لك ان توضح لنا من هو اشعث ؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
أخي الكريم شو تسمي هؤلاء وهم أصحاب الإمام علي كرم الله وجهه الذين بقو عنده بعد معركة النهروان . ...
[استنهاض الناس]
أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ(1) إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ(2) وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ(3)، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاَْوْطَانُ.
وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ(4)، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا(5).
____________
1. عُقْر الدار ـ بالضم ـ: وسطها وأصلها.
2. تواكلتم: وكَلَ كل منكم الامر إلى صاحبه، أي لم يتولّهُ أحد منكم، بل أحاله كلٌّ على الاخر.
3. شُنّت عليكم الغارات: مُزِّقَت عليكم من كل جانب كما يشن الماء متفرقاً دفعةً بعد دفعة.
4. الانبار: بلدة على شاطىء الفرات الشرقي، ويقابلها على الجانب الاخر «هِيت».
5. المسالِحُ: جمع مَسْلَحَة ـ بالفتح ـ: وهي الثغر والمَرْقب حيث يُخشى طروقُ الاعداء.
الصفحة 79 وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى المُعَاهَدَةِ(1)، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا(2) وَقُلْبَهَا(3) وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا(4)، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ(5)، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ(6)، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ(7)، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً. فَيَا عَجَباً! عَجَباًـ وَاللهِ ـ يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتَِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ! فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً(8)، حِينَ صِرْتُمْ
____________
1. المعاهَدَة: الذميّة.
2. الحِجْل ـ بالكسر و بالفتح و بكسرين ـ: الخلخال.
3. القُلُب ـ بضمتين ـ: جمع قُلْب ـ بالضم فسكون ـ: السوار المُصْمَت.
4. الرعاث ـ جمع رَعثة ـ وهو: ضرب من الخرز.
5. الاسترجاع: ترديد الصوت بالبكاء مع القول: إنّا لله وإنا اليه راجعون،والاسترحام: أن تناشده الرحمة.
6. وافرين: تامين على كثرتهم لم ينقص عددهم، ويروى (موفورين).
7. الكَلْم ـ بالفتح ـ: الجرح.
8. تَرَحاً ـ بالتحريك ـ أي: همّاً وحُزْناً.
الصفحة 80 غَرَضاً(1) يُرمَى: يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلاَ تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلاَ تَغْرُونَ، وَيُعْصَى اللهُ وَتَرْضَوْن! فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِم فِي أَيَّامِ الحَرِّ قُلْتُمْ: هذِهِ حَمَارَّةُ القَيْظِ(2) أَمْهِلْنَا يُسَبَّخُ عَنَّا الحَرُّ(3)، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ: هذِهِ صَبَارَّةُ القُرِّ(4)، أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا البَرْدُ، كُلُّ هذا فِرَاراً مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ; فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَاللهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ!
[البرم بالناس]
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الاَْطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ(5)، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكمْ مَعْرِفَةً ـ وَاللهِ ـ جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعقَبَتْ سَدَماً(6).
____________
1. الغرض: ما ينصب ليرمى بالسهام ونحوها، فقد صاروا بمنزلة الهدف يرميهم الرامون.
2. حَمَارّة القيظ ـ بتشديد الراء وربما خففت في ضرورة الشعر ـ: شدة الحر.
3. التسبيخ ـ بالخاء المعجمة ـ: التخفيف والتسكين.
4. صَبَارّة الشتاء ـ بتشديد الراء ـ: شدة برده، والقُر ـ بالضم ـ: البرد، وقيل هو بردالشتاء خاصة.
5. حِجال: جمع حَجَلة وهي القبة، وموضع يزين بالستور، وربات الحجال: النساء.
6. السّدَم ـ محرّكة ـ: الهم مع أسف أوغيظ، وفعله كفرح.
الصفحة 81 قَاتَلَكُمُ اللهُ! لَقَدْ مَلاَْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً(1)، وَشَحَنْتُمْ(2) صَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ(3) التَّهْمَامِ(4) أَنْفَاساً(5)، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالعِصْيَانِ وَالخذْلاَن، حَتَّى قَالَتْ قُريْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِب رَجُلٌ شُجَاعٌ، وَلْكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالحَرْبِ. للهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً(6)، وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي؟! لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ العِشْرِينَ، وها أناذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ!(7) وَلكِنْ لا رَأْيَ لَمِنْ لاَ يُطَاعُ!
____________
1. القيح: ما في القرحة من الصديد، وفعله كباع.
2. شحنتم صدري: ملاتموه.
3. النُغب: جمع نُغْبَة كجرعة وجُرَع لفظاً ومعنى.
4. التّهْمَام ـ بالفتح ـ: الهم، وكل تَفْعال فهو بالفتح إلاّ التِبيان والتِلقاءفهما بالكسر.
5. أنفاساً: أي جرعةً بعد جرعة، والمراد أن أنفاسه أمست هماً يتجرّعه.
6. مِراساً: مصدر مارسه ممارسة ومراساً، أي عالجه وزاوله وعاناه.
7. ذَرّفْتُ على الستين: زدتُ عليها، وروى المبرد «نَيّفت»، وهو بمعناه.
ومن كلام له (عليه السلام)
في ذمّ أصحابه كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ(1)، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ!(2) كُلَّما حِيصَتْ(3) مِنْ جَانِب تَهَتَّكَتْ(4) مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ(5) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُل مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ(6) انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا(7).
الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِل(8).
____________
1. البِكار ـ ككتاب ـ جمع بكر: الفتيّ من الابل. العَمِدة ـ بفتح فكسر ـ: التي انفضح داخلُ سنَامِها من الركوب، وظاهُرهُ سليم.
2. الثياب المُتداعية: الخَلقَةُ المُتَخَرّقة. ومُدَاراتها: استعمالها بالرفق التام.
3. حيصَتْ: خِيطَتْ.
4. تَهَتّكَتْ: تَخَرّقَتْ.
5. المَنْسر ـ كمجلس ومنبر ـ: القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير. وأطلّ: أشرف.
6. إنْجَحَرَ: دخَلَ الجُحْرَ.
7. الوِجار ـ بالكسر ـ: جُحْرُ الضّبُع وغيرها.
8. الافْوَق من السهام: ما كُسر فُوقُهُ، أي موضع الوتر منه. والناصل: العاري من النصل. والسهم إذا كان مكسور الفُوقِ عارياً عن النصل لم يؤثّر في الرمية.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
سند صحيح على مباني الشيعة بتصحيح المحقق الماحوزي رسول الله ص يشرح عن الإمام الحسين ع
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
|
ردود 0
23 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
16-05-2025, 03:07 AM
|
||
بسند صحيح على مباني الشيعة بتصحيح المحقق الماحوزي رسول الله ص يشرح عن الإمام الحسين ع
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
|
ردود 0
14 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
16-05-2025, 03:04 AM
|
تعليق