تويت
تـُقدّم البراءة من أعداء المعصومين وأعداء أوليائهم على الولاية للمعصومين والولاية لأوليائهم في بحث فقهي مفصّل ، وذلك كما يُقدّم في التهليل كلمة الإخلاص "لا إله" "إلا الله" ، فالسلب مقدّم على الإيجاب والنفي مقدّم على الإثبات ، ويتضح ذلك أيضا من زيارة عاشوراء العظيمة فاللعن مقدّم على السلام.
وتعد "البراءة والولاية" في المصطلح الكلامي الدارج من «فروع الدين العشرة» والتي تختلف بدورها عن «أصول الدين الخمسة».
وقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله بتبليغ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام في أكثر من مناسبة وبأكثر من أسلوب ، إلى درجة أنه لو انبرى أحد الباحثين لهذا الموضوع لوضع كتابا من عدة مجلدات فيعد موسوعة صغيرة على أقل التقادير.
ومن جملة الأمثلة ما رواه أبو حمزة الثمالي «رضوان الله عليه» عن الإمام الباقر «عليه السلام» حيث قال: أن الله «جل جلاله» بعث جبرئيل «عليه السلام» إلى محمد «صلى الله عليه وآله» أن يُشهد لعلي بن أبي طالب «عليه السلام» بالولاية في حياته ويسمّيه بإمرة المؤمنين قبل وفاته ، فدعا نبي الله «صلى الله عليه وآله» سبعة فقال: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء لله في الأرض أقمتم أم تركتم ، ثم قال: يا أبا بكر قم فسلّم على عليٍ بإمرة المؤمنين ، فقال "أبو بكر": أعن أمر الله ورسوله؟ فقال رسول الله: نعم ، فقام "أبو بكر" فسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، ثم قال: يا عمر قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال "عمر": أعن أمر الله ورسوله نسميه أمير المؤمنين؟ قال: نعم ، فقام فسلّم عليه ، ثم قال للمقداد الأسود الكندي: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "المقداد" فسلّم عليه ولم يقل مثلما قال الرجلان من قبله ، ثم قال لأبي ذر الغفاري: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "أبو ذر" فسلّم عليه ، ثم قال لعمار بن ياسر: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "عمار" فسلّم عليه ، ثم قال لعبد الله بن مسعود: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "عبد الله بن مسعود" فسلّم عليه ، ثم قال لبريدة: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "بريدة" فسلّم وكان بريدة أصغر القوم سنًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء لله أقمتم أم تركتم.
كما روي عن الإمام الهادي عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمّا أسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إليّ ربي ما أوحى ، ثم قال: يا محمد إقرأ على علي بن أبي طالب “أمير المؤمنين” السلام ، فما سمّيت بهذا أحدًا قبله ولا أسمّي بهذا أحدًا بعده.
وذات مرة دخل رجل على الإمام الصادق عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ؛ فقام على قدميه فقال: مه ، هذا اسمٌ لا يصلح إلا لأمير المؤمنين عليه السلام سمّاه الله به ولم يسمّ به أحدٌ غيره فرضي به إلا كان منكوحا ، وإن لم يكن به ابتلي به ، وهو قول الله في كتابه {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا} (سورة النساء/آية 118).
وقد روى أبو رافع رضوان الله عليه – وهو مولى رسول الله – قال: لمّا بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ببراءة مع أبي بكر انزل الله تبارك وتعالى عليه «تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه» فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي عليه السلام ، فقال له علي عليه السلام: أوصني يا رسول الله ؛ فقال له رسول الله: إن الله يوصيك ويناجيك ، فناجاه الله يوم براءة من قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر.
ومن الأمثلة ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه حيث قال: لقيت عمّارًا «رضوان الله عليه» في بعض سكك المدينة فسألته عن النبي «صلى الله عليه وآله» فأخبر أنه في مسجده في ملأ من قومه وأنه لمّا صلّى الغداة أقبل علينا فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ اقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقام إليه النبي وقبّل بين عينيه وأجلسه إلى جنبه ، ثم قال: يا علي قم للشمس فكلّمها فإنها تكلّمك ، فقام أهل المسجد وقالوا: أترى عين الشمس تكلّم علياً؟ إذ خرج عليٌ فقال للشمس: كيف اصبحتِ يا خلق الله؟ فقالت: بخيرٍ يا أخا رسول الله ، يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيءٍ عليم ؛ فرجع عليٌ عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فتبسّم النبي فقال: يا علي تخبرني أو أخبرك؟ فقال: منكَ أحسن يا رسول الله ؛ فقال رسول الله: أمّا قولها لك: يا أول ، فأنت أول من آمن بالله ، وقولها لك: يا آخر ، فأنت آخر من يعاينني على مغسلي ، وقولها: يا ظاهر ، فأنت أول من يظهر على مخزون سري ، وقولها: يا باطن ، فأنت المستبطن لعلمي ، وأمّا العليم بكل شيء فما أنزل الله تعالى عِلمًا من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت بهِ عليم ، ولولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالاً لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به.
فقال جابر: فلمّا فرغ عمّار من حديثه أقبل سلمان ، فقال عمّار: وهذا سلمان كان معنا ؛ فحدّثني سلمان كما حدّثني عمّار.
الخلاصة:
• يتضح من المثال الأول كفر وجهل الغاصب الأول لحق أمير المؤمنين عليه السلام ، إذ لو كان يعتقد بالإسلام وقوله تعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى} لما كان يسأل هذا السؤال السخيف وختمه بالسؤال هل أن الأمر هذا من رسول الله أم من غيره!.
• يتضح أيضا أن كفر وجهل الغاصب الثاني لحق أمير المؤمنين عليه السلام كان أكثر من كفر وجهل الغاصب الأول ، إذ رأى جواب رسول الله على من سبقه باغتصاب حق أمير المؤمنين ومع ذلك قام بتكرار السؤال.
• يحرم إطلاق لقب أمير المؤمنين حتى على رسول الله وعلى سائر الأئمة الأحد عشر وذلك تنويهًا ببعض ما لمقام أمير المؤمنين عليه السلام عند الله تبارك وتعالى.
• بتطبيق الحديث الثالث على الملك المغربي "الحسن الثاني" وعلى غيره ممن سبقوه في سرقة هذا اللقب الشريف من يوم السقيفة وحتى يومنا هذا نكتشف نتائج عجيبة.
• في الرواية الرابعة نعرف أن الله تعالى ناجى أمير المؤمنين في حياة رسول الله أكثر من مرة دون واسطة من أيِ من مخلوقات الله بمن فيهم رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله ، فكما ناجى الله تعالى رسوله موسى عليه السلام ، فلا غرابة في الأمر في مناجاته لأمير المؤمنين – وهو نفس رسول الله – وأفضل من موسى عليه السلام.
• الرواية الأخيرة وإن كان من الصعب على الكثيرين من مخالفي إسلام أهل البيت عليهم السلام تصديق هذه المنقبة لأمير المؤمنين إلا أن الرواية وردت في مصادرهم كما وردت في مصادر شيعة أهل البيت عليهم السلام.
وتعد "البراءة والولاية" في المصطلح الكلامي الدارج من «فروع الدين العشرة» والتي تختلف بدورها عن «أصول الدين الخمسة».
وقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله بتبليغ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام في أكثر من مناسبة وبأكثر من أسلوب ، إلى درجة أنه لو انبرى أحد الباحثين لهذا الموضوع لوضع كتابا من عدة مجلدات فيعد موسوعة صغيرة على أقل التقادير.
ومن جملة الأمثلة ما رواه أبو حمزة الثمالي «رضوان الله عليه» عن الإمام الباقر «عليه السلام» حيث قال: أن الله «جل جلاله» بعث جبرئيل «عليه السلام» إلى محمد «صلى الله عليه وآله» أن يُشهد لعلي بن أبي طالب «عليه السلام» بالولاية في حياته ويسمّيه بإمرة المؤمنين قبل وفاته ، فدعا نبي الله «صلى الله عليه وآله» سبعة فقال: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء لله في الأرض أقمتم أم تركتم ، ثم قال: يا أبا بكر قم فسلّم على عليٍ بإمرة المؤمنين ، فقال "أبو بكر": أعن أمر الله ورسوله؟ فقال رسول الله: نعم ، فقام "أبو بكر" فسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، ثم قال: يا عمر قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال "عمر": أعن أمر الله ورسوله نسميه أمير المؤمنين؟ قال: نعم ، فقام فسلّم عليه ، ثم قال للمقداد الأسود الكندي: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "المقداد" فسلّم عليه ولم يقل مثلما قال الرجلان من قبله ، ثم قال لأبي ذر الغفاري: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "أبو ذر" فسلّم عليه ، ثم قال لعمار بن ياسر: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "عمار" فسلّم عليه ، ثم قال لعبد الله بن مسعود: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "عبد الله بن مسعود" فسلّم عليه ، ثم قال لبريدة: قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام "بريدة" فسلّم وكان بريدة أصغر القوم سنًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء لله أقمتم أم تركتم.
كما روي عن الإمام الهادي عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمّا أسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إليّ ربي ما أوحى ، ثم قال: يا محمد إقرأ على علي بن أبي طالب “أمير المؤمنين” السلام ، فما سمّيت بهذا أحدًا قبله ولا أسمّي بهذا أحدًا بعده.
وذات مرة دخل رجل على الإمام الصادق عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ؛ فقام على قدميه فقال: مه ، هذا اسمٌ لا يصلح إلا لأمير المؤمنين عليه السلام سمّاه الله به ولم يسمّ به أحدٌ غيره فرضي به إلا كان منكوحا ، وإن لم يكن به ابتلي به ، وهو قول الله في كتابه {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا} (سورة النساء/آية 118).
وقد روى أبو رافع رضوان الله عليه – وهو مولى رسول الله – قال: لمّا بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ببراءة مع أبي بكر انزل الله تبارك وتعالى عليه «تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه» فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي عليه السلام ، فقال له علي عليه السلام: أوصني يا رسول الله ؛ فقال له رسول الله: إن الله يوصيك ويناجيك ، فناجاه الله يوم براءة من قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر.
ومن الأمثلة ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه حيث قال: لقيت عمّارًا «رضوان الله عليه» في بعض سكك المدينة فسألته عن النبي «صلى الله عليه وآله» فأخبر أنه في مسجده في ملأ من قومه وأنه لمّا صلّى الغداة أقبل علينا فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ اقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقام إليه النبي وقبّل بين عينيه وأجلسه إلى جنبه ، ثم قال: يا علي قم للشمس فكلّمها فإنها تكلّمك ، فقام أهل المسجد وقالوا: أترى عين الشمس تكلّم علياً؟ إذ خرج عليٌ فقال للشمس: كيف اصبحتِ يا خلق الله؟ فقالت: بخيرٍ يا أخا رسول الله ، يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيءٍ عليم ؛ فرجع عليٌ عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فتبسّم النبي فقال: يا علي تخبرني أو أخبرك؟ فقال: منكَ أحسن يا رسول الله ؛ فقال رسول الله: أمّا قولها لك: يا أول ، فأنت أول من آمن بالله ، وقولها لك: يا آخر ، فأنت آخر من يعاينني على مغسلي ، وقولها: يا ظاهر ، فأنت أول من يظهر على مخزون سري ، وقولها: يا باطن ، فأنت المستبطن لعلمي ، وأمّا العليم بكل شيء فما أنزل الله تعالى عِلمًا من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت بهِ عليم ، ولولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالاً لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به.
فقال جابر: فلمّا فرغ عمّار من حديثه أقبل سلمان ، فقال عمّار: وهذا سلمان كان معنا ؛ فحدّثني سلمان كما حدّثني عمّار.
الخلاصة:
• يتضح من المثال الأول كفر وجهل الغاصب الأول لحق أمير المؤمنين عليه السلام ، إذ لو كان يعتقد بالإسلام وقوله تعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى} لما كان يسأل هذا السؤال السخيف وختمه بالسؤال هل أن الأمر هذا من رسول الله أم من غيره!.
• يتضح أيضا أن كفر وجهل الغاصب الثاني لحق أمير المؤمنين عليه السلام كان أكثر من كفر وجهل الغاصب الأول ، إذ رأى جواب رسول الله على من سبقه باغتصاب حق أمير المؤمنين ومع ذلك قام بتكرار السؤال.
• يحرم إطلاق لقب أمير المؤمنين حتى على رسول الله وعلى سائر الأئمة الأحد عشر وذلك تنويهًا ببعض ما لمقام أمير المؤمنين عليه السلام عند الله تبارك وتعالى.
• بتطبيق الحديث الثالث على الملك المغربي "الحسن الثاني" وعلى غيره ممن سبقوه في سرقة هذا اللقب الشريف من يوم السقيفة وحتى يومنا هذا نكتشف نتائج عجيبة.
• في الرواية الرابعة نعرف أن الله تعالى ناجى أمير المؤمنين في حياة رسول الله أكثر من مرة دون واسطة من أيِ من مخلوقات الله بمن فيهم رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله ، فكما ناجى الله تعالى رسوله موسى عليه السلام ، فلا غرابة في الأمر في مناجاته لأمير المؤمنين – وهو نفس رسول الله – وأفضل من موسى عليه السلام.
• الرواية الأخيرة وإن كان من الصعب على الكثيرين من مخالفي إسلام أهل البيت عليهم السلام تصديق هذه المنقبة لأمير المؤمنين إلا أن الرواية وردت في مصادرهم كما وردت في مصادر شيعة أهل البيت عليهم السلام.
تعليق