الفرق بين الحقيقة والقناعات الشخصية
جميعنا نحب الحقيقة.. وبما أن الحقيقة هي أكبر بكثير من مفهومنا الحقيقي لها، فحب الحقيقة يعني حبها أكثر من أي وجهة نظر أو قناعة خاصة. حتى أن أفضل نموذج منطقي قد يبدو ناقصاً عندما يتعلق الأمر بتعريف الواقع المحيط بنا. هذا الواقع اللامنتهي الذي يتجاوز أقصى حدود مخيلتنا وأكثر الأفكار تقدماً. لا يمكننا أن نكون متشددين ومتعصبين للمنطق الذي نشأنا عليه أثناء دخولنا في حوار مع الآخر. فخلال الحوار، وجب أن نكون منفتحين لكي نكتشف مدى مصداقية أفكارنا بالمقارنة مع أفكار الغير، حيث هذا يزيد من توسيع معرفتنا و يرفع من مستواها. فالواقع لا يمكن إدراكه من خلال خط معرفي مستقيم وجب الالتزام به والسير وفقه بإصرار وعناد، بل إنه حلقة دائرية تحيط بنا من جميع الجهات، وكلما توسعنا أكثر في المعرفة زاد قطر هذه الدائرة. فالخط المستقيم ذات التوجه الواحد لا ينتج سوى التعصّب و بالتالي ضيق الأفق. الحوار الحقيقي هو أن نضع أفكارنا ومعتقداتنا الشخصية أمامنا على الطاولة لكي نقوم بتشريحها و تقييمها واكتشاف مدى علاقتها بالواقع الحقيقي، ذلك من خلال مقارنتها مع أفكار الآخر المقابل لنا. وجب على المتحاوران أن يعاملان بعضهما البعض كزملاء "متعاونان في البحث عن الحقيقة". فالاختلافات في الرأي تساعد على إغناء عملية البحث عن الحقيقة و تزويدنا بأفكار جديدة يمكنها تقريبنا أكثر تجاه هذه الحقيقة. الحوار هو عملية غير مباشرة لتبادل المعلومات، بحيث يشكّل ساحة آمنة لمحاولة اكتشاف الحقيقة. إن الدفاع المستميت عن الاعتقادات الشخصية لا يمكن أن يكون هدفاً للحوار. توسيع أفق تقكيرنا هو الهدف. المهزلة التي نشهدها اليوم من خلال الحوارات المبنية على أساس "الغالب و المغلوب" ( من يغلب من) هي عبارة عن استنزاف للوقت والجهد. و الأمر الأهم هو أن الحقيقة ستضيع أيضاً تحت أقدام المتصارعين في حلبة هذا الحوار المزيّف والمقيت.
إذا كنت منحازاً أو متعصباً أو موالياً لنظام أو مذهب فكري معيّن، ولا تقبل الخوض في نقاش أو حوار يتناول أي من تفاصيله، أرجو أن تتريّث قليلاً وتأمّل فيما يلي: هل تساءلت يوماً لماذا الأمور هي كما هي على هذا الكوكب؟.. ورغم حصول تطورات كثيرة عبر التاريخ، إلا أن الوضع بقي كما هو عليه وكأنه لم يتغيّر أبداً ؟.. لماذا هذا الكوكب لا يعمل بشكل جيّد رغم وجود ذلك العدد الهائل من أصحاب "النوايا الحسنة" الذين نشاهدهم على المسرح العالمي كل يوم؟. بالإضافة إلى أصحاب النوايا الحسنة الذين نقرأ عنهم في كتب التاريخ و قيل لنا بأنهم برزوا في فترات مختلفة بهدف إصلاح الأمور، وقد أنشؤا إمبراطوريات كبرى على هذا الأساس و لهذا الهدف. لكن الأمور لم تصلح، فبقيت الإمبراطوريات، و بقيت الأمور كما هي؟. لماذا معظم النشاطات على هذا الكوكب هي نشاطات سرّية، وما هو القصد من وجود مصطلحات مثل "حرام"، "حلال"، "كفر وإلحاد"، ومصطلحات عصرية مثل "سري للغاية"، "مصلحة الأمن القومي" و"أسباب استراتيجة" أو "لوجستية"؟. لماذا لا يتم تبسيط الأمور دون وجود هذه التعقيدات؟. لماذا الإصرار القوي على ترسيخ الميل للاهتمام بالذات والجسد والأمن الشخصي والمتعة والخوف وصراع البقاء والحصول على السلطة والمظهر الخارجي...؟ لماذا يتم قمع التطورات المصيرية في العلوم الإنسانية بشكل روتيني ومستمر، فقط من أجل الحفاظ على الوضع كما هو؟ لماذا قمع المعرفة والاكتشافات العلمية الجديدة؟ لماذا معظم المعلومات عن المجريات والأحداث التاريخية قد تعرضت للتلاعب عن طريق الحذف والتحريف و تزوير الوقائع، على يد المنتصرين الذين أعادوا كتابته بطريقة تناسبهم؟. ما الذي يخفونه؟.. مما يخافون؟..
إنهم يخافون من الخيار البديل، حيث الإرشاد الداخلي للإنسان .. والمسؤولية الناضجة عن الذات، جميع هذه العوامل ستقوّض السلطات الاجتماعية وأنظمة التحكّم القائمة. هذا الخيار البديل هو المصير الذي لا تريد أي سلطة هرمية أن يحصل أو يتحقق. جميع مجالات الحياة البشرية محكومة بنظم هرمية تتربع على قمتها سلطات محددة تتحكم بمجريات الأمور. أي خيار بديل قد يقضي على هؤلاء المتحكمين.
لقد تم تزويد الجماهير بكميات هائلة جداً من المعلومات المنقوصة، غير الدقيقة، أو محرّفة بطريقة تناسب تلك السلطات القائمة. جميع هذه المعلومات المزوّرة هي مصممة خصيصاً من أجل المحافظة على الوضع الراهن.. السيطرة الأزلية. هل تساءلت عن السبب وراء وجود مساءل سياسية مستعصية نشئت منذ قرون طويلة ولازالت قائمة دون حلّ؟ كيف يمكن حلّها وهي مرتبطة بمسلمات لا يمكن تجاوزها من قبل أي من الأطراف المتصارعة. تُعتبر هذه الظاهرة من أعراض المشكلة الأكبر، تتمثّل في المُعتقدات والتركيبة الاجتماعية التي فُرضت على الجماهير التي تم تقسيمها إلى حظائر تتصارع فيما بينها، ومُعظم هذه الأفكار والتقاليد الاجتماعية، الغير قابلة للنقاش، هي سطحية، اصطناعية، ولا تعكس طبيعة الكون من حولنا. المُعتقدات المُسلّم بها (المسلمات) هي التي تحكم تفكيرنا، وليس تجربتنا الشخصية ومنظورنا الخاص. يبدو أن مُعظم الجماهير هم نائمين، سلّموا شؤونهم لمجموعة من المرشدين. لكن بنفس الوقت، هناك البعض الذين لم يناموا.
بعكس ما تدّعيه الأنظمة الاعتقادية المختلفة عن تصويرها لطبيعة الوجود، فالصورة الحقيقية لهذا الوجود وطبيعته هي مختلفة تماماً، أوسع وأعقد بكثير. يخضع "الوجود" لمستوى عالي من التنظيم. إنه عبارة عن تركيبة معقّدة ولامنتهية من الطاقات، النوايا، والأهداف المتداخلة التي من خلالها ينبثق الوعي والكيانات الروحية المختلفة. فالحياة على هذا الكوكب ".. هي ليست سوى حبة رمل على شاطئ البحر..". في الحقيقة، إن "صورة الواقع" التي تم تزويدها للإنسان هي صورة صناعية وهدفها هو قمع الشعوب، والكوكب، والأرواح المتفاعلة عليه. هذه هي طبيعة "اللعبة" القائمة اليوم، وكانت قائمة في الماضي.
لكن كيف وصلت الأمور إلى هنا؟ هذا ما سوف تتعرّفون عليه في هذا الموقع، من خلال تفحّص المعلومات التي تُقدّم للعامة، بالإضافة إلى المنظور العام للواقع الاجتماعي الذي يتم برمجة الجماهير من خلاله بالاعتماد على نماذج فكرية تثقيفية، وكيف تم تصميم هذه النماذج الفكرية التثقيفية ولماذا ولأي هدف.. سوف تتعرّفون على الكثير من المعلومات المقموعة، بالإضافة إلى نماذج فكرية بديلة، نظرة مختلفة للواقع. ستتعرّفون على خبرات وتجارب كثيرة ربما تفيدكم في حياتكم الشخصية، أو تغني معلوماتكم الخاصة التي تعتمدون عليها في البحث عن الذات ومحاولة تكوين صورة مجدية ودقيقة عن الواقع والوجود والحياة.
سوف نطلع على أحداث تاريخية، ونتعرّف على شخصيات وأماكن مختلفة، وأهم من ذلك، سوف نتعرّف على أفكار ومفاهيم كثيرة. فالأفكار والمعلومات الجديدة هي التي ستساهم في نقل موضوعيتنا من موقع التصادم والتنافر إلى موقع التوازن والتناغم. تذكروا أن هذا الكوكب، وكل ما يحصل عليه، كان ولا يزال كما هو، لم يتغيّر شيء، وبالتالي، فهدفنا الأساسي هو ليس "التغيير" لأن هذا سيبدو غير واقعياً وطفولياً بعض الشيء، ليس لأن التغيير مستحيل بل لأنه يُمثّل المرحلة الأخيرة. "..أوّل خطوة للتغيير هو التعرّف على معلومات جديدة..". فالهدف الأساسي هو "الاختبار" و"التعلّم"، نتعلّم ما وجب أن نفعله ولا نفعله، ما نعيشه وما لا نعيشه، ما يساعد في تطويرنا روحياً وما يمنعنا من ذلك... تذكّر أن التطوّر الروحي هو الأهم، وليس التطوّر الدنيوي. تذكّر أن هذا الكوكب تحكمه قوى ظلامية هدفها الأوّل هو إبعادنا بقدر الإمكان عن النور. ولهذا السبب، وجب أن نتوقع دائماً الأسوأ. ومهما بدت لنا الأمور بأننا نسير نحو النور والخلاص تأكّد يا سيدي بأننا نقترب من الظلام أكثر وأكثر. ما نعتبره اليوم تطوراً ورخاءً هو في الحقيقة حالة تدمير للذات وقتل الإنسان في داخلنا. المتعة واللهو والترف هو ليس تقدماً بل انحطاطاً ودنيويّة. وبنفس الوقت، فالتعصّب الفكري والاعتقادي هو عبارة عن تبعية عمياء للأسياد المتحكمين من خلال استغلال هذا الفكر وتسويقه بطريقة خسيسة. نحن في مأزق حقيقي يا أيها الإخوة والأخوات. والطريقة الوحيدة للخلاص هو التزوّد بالمعلومات الجديدة. خاصة تلك التي يحاولون إخفاءها عنا.
...........................
جميعنا نحب الحقيقة.. وبما أن الحقيقة هي أكبر بكثير من مفهومنا الحقيقي لها، فحب الحقيقة يعني حبها أكثر من أي وجهة نظر أو قناعة خاصة. حتى أن أفضل نموذج منطقي قد يبدو ناقصاً عندما يتعلق الأمر بتعريف الواقع المحيط بنا. هذا الواقع اللامنتهي الذي يتجاوز أقصى حدود مخيلتنا وأكثر الأفكار تقدماً. لا يمكننا أن نكون متشددين ومتعصبين للمنطق الذي نشأنا عليه أثناء دخولنا في حوار مع الآخر. فخلال الحوار، وجب أن نكون منفتحين لكي نكتشف مدى مصداقية أفكارنا بالمقارنة مع أفكار الغير، حيث هذا يزيد من توسيع معرفتنا و يرفع من مستواها. فالواقع لا يمكن إدراكه من خلال خط معرفي مستقيم وجب الالتزام به والسير وفقه بإصرار وعناد، بل إنه حلقة دائرية تحيط بنا من جميع الجهات، وكلما توسعنا أكثر في المعرفة زاد قطر هذه الدائرة. فالخط المستقيم ذات التوجه الواحد لا ينتج سوى التعصّب و بالتالي ضيق الأفق. الحوار الحقيقي هو أن نضع أفكارنا ومعتقداتنا الشخصية أمامنا على الطاولة لكي نقوم بتشريحها و تقييمها واكتشاف مدى علاقتها بالواقع الحقيقي، ذلك من خلال مقارنتها مع أفكار الآخر المقابل لنا. وجب على المتحاوران أن يعاملان بعضهما البعض كزملاء "متعاونان في البحث عن الحقيقة". فالاختلافات في الرأي تساعد على إغناء عملية البحث عن الحقيقة و تزويدنا بأفكار جديدة يمكنها تقريبنا أكثر تجاه هذه الحقيقة. الحوار هو عملية غير مباشرة لتبادل المعلومات، بحيث يشكّل ساحة آمنة لمحاولة اكتشاف الحقيقة. إن الدفاع المستميت عن الاعتقادات الشخصية لا يمكن أن يكون هدفاً للحوار. توسيع أفق تقكيرنا هو الهدف. المهزلة التي نشهدها اليوم من خلال الحوارات المبنية على أساس "الغالب و المغلوب" ( من يغلب من) هي عبارة عن استنزاف للوقت والجهد. و الأمر الأهم هو أن الحقيقة ستضيع أيضاً تحت أقدام المتصارعين في حلبة هذا الحوار المزيّف والمقيت.
إذا كنت منحازاً أو متعصباً أو موالياً لنظام أو مذهب فكري معيّن، ولا تقبل الخوض في نقاش أو حوار يتناول أي من تفاصيله، أرجو أن تتريّث قليلاً وتأمّل فيما يلي: هل تساءلت يوماً لماذا الأمور هي كما هي على هذا الكوكب؟.. ورغم حصول تطورات كثيرة عبر التاريخ، إلا أن الوضع بقي كما هو عليه وكأنه لم يتغيّر أبداً ؟.. لماذا هذا الكوكب لا يعمل بشكل جيّد رغم وجود ذلك العدد الهائل من أصحاب "النوايا الحسنة" الذين نشاهدهم على المسرح العالمي كل يوم؟. بالإضافة إلى أصحاب النوايا الحسنة الذين نقرأ عنهم في كتب التاريخ و قيل لنا بأنهم برزوا في فترات مختلفة بهدف إصلاح الأمور، وقد أنشؤا إمبراطوريات كبرى على هذا الأساس و لهذا الهدف. لكن الأمور لم تصلح، فبقيت الإمبراطوريات، و بقيت الأمور كما هي؟. لماذا معظم النشاطات على هذا الكوكب هي نشاطات سرّية، وما هو القصد من وجود مصطلحات مثل "حرام"، "حلال"، "كفر وإلحاد"، ومصطلحات عصرية مثل "سري للغاية"، "مصلحة الأمن القومي" و"أسباب استراتيجة" أو "لوجستية"؟. لماذا لا يتم تبسيط الأمور دون وجود هذه التعقيدات؟. لماذا الإصرار القوي على ترسيخ الميل للاهتمام بالذات والجسد والأمن الشخصي والمتعة والخوف وصراع البقاء والحصول على السلطة والمظهر الخارجي...؟ لماذا يتم قمع التطورات المصيرية في العلوم الإنسانية بشكل روتيني ومستمر، فقط من أجل الحفاظ على الوضع كما هو؟ لماذا قمع المعرفة والاكتشافات العلمية الجديدة؟ لماذا معظم المعلومات عن المجريات والأحداث التاريخية قد تعرضت للتلاعب عن طريق الحذف والتحريف و تزوير الوقائع، على يد المنتصرين الذين أعادوا كتابته بطريقة تناسبهم؟. ما الذي يخفونه؟.. مما يخافون؟..
إنهم يخافون من الخيار البديل، حيث الإرشاد الداخلي للإنسان .. والمسؤولية الناضجة عن الذات، جميع هذه العوامل ستقوّض السلطات الاجتماعية وأنظمة التحكّم القائمة. هذا الخيار البديل هو المصير الذي لا تريد أي سلطة هرمية أن يحصل أو يتحقق. جميع مجالات الحياة البشرية محكومة بنظم هرمية تتربع على قمتها سلطات محددة تتحكم بمجريات الأمور. أي خيار بديل قد يقضي على هؤلاء المتحكمين.
لقد تم تزويد الجماهير بكميات هائلة جداً من المعلومات المنقوصة، غير الدقيقة، أو محرّفة بطريقة تناسب تلك السلطات القائمة. جميع هذه المعلومات المزوّرة هي مصممة خصيصاً من أجل المحافظة على الوضع الراهن.. السيطرة الأزلية. هل تساءلت عن السبب وراء وجود مساءل سياسية مستعصية نشئت منذ قرون طويلة ولازالت قائمة دون حلّ؟ كيف يمكن حلّها وهي مرتبطة بمسلمات لا يمكن تجاوزها من قبل أي من الأطراف المتصارعة. تُعتبر هذه الظاهرة من أعراض المشكلة الأكبر، تتمثّل في المُعتقدات والتركيبة الاجتماعية التي فُرضت على الجماهير التي تم تقسيمها إلى حظائر تتصارع فيما بينها، ومُعظم هذه الأفكار والتقاليد الاجتماعية، الغير قابلة للنقاش، هي سطحية، اصطناعية، ولا تعكس طبيعة الكون من حولنا. المُعتقدات المُسلّم بها (المسلمات) هي التي تحكم تفكيرنا، وليس تجربتنا الشخصية ومنظورنا الخاص. يبدو أن مُعظم الجماهير هم نائمين، سلّموا شؤونهم لمجموعة من المرشدين. لكن بنفس الوقت، هناك البعض الذين لم يناموا.
بعكس ما تدّعيه الأنظمة الاعتقادية المختلفة عن تصويرها لطبيعة الوجود، فالصورة الحقيقية لهذا الوجود وطبيعته هي مختلفة تماماً، أوسع وأعقد بكثير. يخضع "الوجود" لمستوى عالي من التنظيم. إنه عبارة عن تركيبة معقّدة ولامنتهية من الطاقات، النوايا، والأهداف المتداخلة التي من خلالها ينبثق الوعي والكيانات الروحية المختلفة. فالحياة على هذا الكوكب ".. هي ليست سوى حبة رمل على شاطئ البحر..". في الحقيقة، إن "صورة الواقع" التي تم تزويدها للإنسان هي صورة صناعية وهدفها هو قمع الشعوب، والكوكب، والأرواح المتفاعلة عليه. هذه هي طبيعة "اللعبة" القائمة اليوم، وكانت قائمة في الماضي.
لكن كيف وصلت الأمور إلى هنا؟ هذا ما سوف تتعرّفون عليه في هذا الموقع، من خلال تفحّص المعلومات التي تُقدّم للعامة، بالإضافة إلى المنظور العام للواقع الاجتماعي الذي يتم برمجة الجماهير من خلاله بالاعتماد على نماذج فكرية تثقيفية، وكيف تم تصميم هذه النماذج الفكرية التثقيفية ولماذا ولأي هدف.. سوف تتعرّفون على الكثير من المعلومات المقموعة، بالإضافة إلى نماذج فكرية بديلة، نظرة مختلفة للواقع. ستتعرّفون على خبرات وتجارب كثيرة ربما تفيدكم في حياتكم الشخصية، أو تغني معلوماتكم الخاصة التي تعتمدون عليها في البحث عن الذات ومحاولة تكوين صورة مجدية ودقيقة عن الواقع والوجود والحياة.
سوف نطلع على أحداث تاريخية، ونتعرّف على شخصيات وأماكن مختلفة، وأهم من ذلك، سوف نتعرّف على أفكار ومفاهيم كثيرة. فالأفكار والمعلومات الجديدة هي التي ستساهم في نقل موضوعيتنا من موقع التصادم والتنافر إلى موقع التوازن والتناغم. تذكروا أن هذا الكوكب، وكل ما يحصل عليه، كان ولا يزال كما هو، لم يتغيّر شيء، وبالتالي، فهدفنا الأساسي هو ليس "التغيير" لأن هذا سيبدو غير واقعياً وطفولياً بعض الشيء، ليس لأن التغيير مستحيل بل لأنه يُمثّل المرحلة الأخيرة. "..أوّل خطوة للتغيير هو التعرّف على معلومات جديدة..". فالهدف الأساسي هو "الاختبار" و"التعلّم"، نتعلّم ما وجب أن نفعله ولا نفعله، ما نعيشه وما لا نعيشه، ما يساعد في تطويرنا روحياً وما يمنعنا من ذلك... تذكّر أن التطوّر الروحي هو الأهم، وليس التطوّر الدنيوي. تذكّر أن هذا الكوكب تحكمه قوى ظلامية هدفها الأوّل هو إبعادنا بقدر الإمكان عن النور. ولهذا السبب، وجب أن نتوقع دائماً الأسوأ. ومهما بدت لنا الأمور بأننا نسير نحو النور والخلاص تأكّد يا سيدي بأننا نقترب من الظلام أكثر وأكثر. ما نعتبره اليوم تطوراً ورخاءً هو في الحقيقة حالة تدمير للذات وقتل الإنسان في داخلنا. المتعة واللهو والترف هو ليس تقدماً بل انحطاطاً ودنيويّة. وبنفس الوقت، فالتعصّب الفكري والاعتقادي هو عبارة عن تبعية عمياء للأسياد المتحكمين من خلال استغلال هذا الفكر وتسويقه بطريقة خسيسة. نحن في مأزق حقيقي يا أيها الإخوة والأخوات. والطريقة الوحيدة للخلاص هو التزوّد بالمعلومات الجديدة. خاصة تلك التي يحاولون إخفاءها عنا.
...........................