بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ أسد حيدر رحمه الله في كتابه مع الحسين في نهضته : أن الكوفة هي من أهم العواصم الإسلامية ولها أثرها في التاريخ السياسي والحضاري فقد إزدهرت فيها الثقافة الإسلامية كما أنها ذات موقع جغرافي له أثره للإهتمام بمركزها على الصعيدين السياسى والتجاري والكوفة أُنشأت في سنة 17 أيام الفتح الإسلامي لتكون معسكر ثابت للجيش الإسلامي الى أن يقول سماحته : وكانت الكوفة من أول تأسيسها مُقسمة الى 7كادرات وذلك لحشر مقاتلة القبائل وفقاً للقيادات والتعبئة عند النفير والخروج للجهاد في المواسم والتقسيم لم يكن حسب المحلات من البلد بل قطعات قبلية بالنسبة الى النسب وهي كما يلي حسب ماجاء في تخطيط الكوفة وتاريخها :
(1) كنانة وحلفائهم وكانوا يلقبون بأهل العالية
(2) قضاعة وغسان وبجيلة وخثعم وكندة وحضرموت وهم من اليمانيين وكانت السيادة فيهم لطائفتين وهما : بُجيلة ويرأسها جرير إبن عبدالله البجلي وكان مُقرباً لعمر بن الخطاب وقد خصص لقومه عطاء سنوياً والقبيلة الثانية كندة وهي تحت إمرة الأشعث بن قيس
(3) مذحج وحمّير وهمدان وهي العناصر اليمانية
(4) تميم والرباب من العناصر المضرية التي لم يبقى منها سوى تميم
(5) أسد وغطفان ومحارب ونمير من بكر بن وائل وتغلب ومعظمهم من ربيعة
(6) أياد ووعك وعبد القيس أهل الهجر الحمراء فبنوا عبد القيس نزحوا من البحرين (الهجر) تحت قيادة رئيس من سلالة ملكية هو زهرة بن حوية السعدي أحد أعلام الفتح وأقطابه وأما الحمراء فكانوا حُلفاء عبد القيس وهم أربعة آلاف جندي فارسي يرأسهم رجل يُسمى ديلم ولهذا عُرفوا بحمر الديلم هم الذين إلتجأوا الى سع بن أبي وقاص بعد معركة القادسية من بقية جيش الفرس وتحالفهم مع عبد القيس بعد معركة القادسية وقد لعب هذا الفيلق دوراً رئيسياً وكان هو الجيش المقدم في عهد زياد وإبنه عبيد الله كما أنه السابق لحرب الحسين (ع) وقد باشر المعركة وكان عدد أفراده أربعة آلاف وقِيل خمسة آلاف تحت قيادة عمر بن سعد
(7) وهذا الرقم قد خلت منه جميع المصادر ولعله لقبيلة طي ذات الشأن من القدم وقد قل شأنها بعد مرور الزمن وكان هذا التقسيم أيام الفتح وبعد أن دخل الإمام علي (ع) الكوفة وأقام حكومته فيها سنة 36غير النظام في الكوفة وعبئها على الترتيب التالي :
(1) همدان وحمّير
(2) مذحج وأشعر ومعهم طي ولكن رايتهم خاصة بهم
(3) قيس وعبس وذبيان ومعهم عبد القيس وأحلافهم
(4) كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة
(5) الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار
(6) بكر وتغلب وبقية بطون ربيعة عدا عبد القيس
(7) قريش وكنانة وأسد وتميم وظبّة
وبهذا التقسيم يبدو لنا ظهور بعض القبائل وهي إما كانت مندمجة مع غيرها أو أنها نزحت بعد التقسيم الأول وقد راعى الإمام علي (ع) في هذا التقسيم بعض التقارب وإمتزاج هذه القبائل من عدة وجوه وفي سنة 50هجرية أي إمارة زياد بن أبيه جعل الأقسام العسكرية على قرار ماكان في البصرة حيث أصبحت الأسباع أربعة
الربع الأول : أهل العالية
الربع الثاني : تميم وهمدان
الربع الثالث : ربيعة وبكر وكندة
الربع الرابع : مذحج وأسد
وهذا النظام العسكري الجديد حاول زياد تحقيق أهداف سياسية كدمج همدان وهي القبيلة الشيعية مع تميم التي تُبغض همدان وعلى هذا أستقر التقسيم العسكري في الكوفة وله رؤساء مشهورون يعرفون برؤساء الأرباع الى أن يقول سماحته فالكوفة إشتهرت بالصبغة العسكرية لأنها أصبحت مقراً لجند الدولة فكان فيها من الجند في عهد يزيد سنة 60- 64وفيها 20 ألف جندي على أهبة الإستعداد كلهم من أبناء فارس الى أن يقول سماحته : والكوفة نزلها قبائل وأن كل قبيلة إختطت لها خطة مستقلة وأن الحياة الإجتماعية بدأت في الكوفة حياة قبلية وعلى هذا فهي تتصف بطابع الخلافات لضعف الروابط بين أهلها ولإختلاف العناصر والقوميات ويختم كلمته رحمه الله ويقول وحسبي من البيان ماقدمت في هذا العرض لإعطاء صورة عن مجتمع الكوفة التي رسم لنا المؤرخون صورة تُمثل التقلبات ووسموها بطابع الغدر والنفاق والخيانة والتذبذب والتردد وجعلوا ذلك وسيلة للطعن على الشيعة إذ أهمل المؤرخون كل جانب من جوانبها الإجتماعية ولم يلتفتوا الى تلك العوامل المهمة التي أدت بمجتمع الكوفة الى إنحلال الروابط وكثرة الفتن ونشر الفوضى في الإتجاهات
وأنني لاأتكلف إختلاق الأدلة ولا أنا بحاجة الى التحملات في التوجيه بل أقول بأمانة وإخلاص أن الكوفة لم تكن شيعية على الإطلاق ولم تكن نزعتها العامة علوية نعم إن ذلك الإطلاق في التسمية جاء متأخراً عن ذلك العصر يوم إشتد الصراع العقائدي بين المذاهب وإستاطعت السياسة أن تفصل الشيعة عن المجتمع الإسلامي وسار بعض علماء الحديث والفقهاء في ركاب الدولة فمنعوا من قبول رواية الشيعي لأنه مُبتدع كما يقولون وقسموا الشيعي الى معتدل ومخترق ورافضي
فالأول هو الذي يحب الشيخيين ويقدم علياً على عثمان والمخترق هو الذي يقدم علياً على الثلاثة والرافضي هو الذي يُبغض الثلاثة ويتبرأ منهم 0
الى هنا أكتفي بهذا المقدار ورحمة الله على روح عمنا الشيخ العزيز أسد حيدر الذي إفتقدناه وعز علينا فِراقه رحمة الله على روحك الطاهرة وحشرك مع محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم بعافية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ أسد حيدر رحمه الله في كتابه مع الحسين في نهضته : أن الكوفة هي من أهم العواصم الإسلامية ولها أثرها في التاريخ السياسي والحضاري فقد إزدهرت فيها الثقافة الإسلامية كما أنها ذات موقع جغرافي له أثره للإهتمام بمركزها على الصعيدين السياسى والتجاري والكوفة أُنشأت في سنة 17 أيام الفتح الإسلامي لتكون معسكر ثابت للجيش الإسلامي الى أن يقول سماحته : وكانت الكوفة من أول تأسيسها مُقسمة الى 7كادرات وذلك لحشر مقاتلة القبائل وفقاً للقيادات والتعبئة عند النفير والخروج للجهاد في المواسم والتقسيم لم يكن حسب المحلات من البلد بل قطعات قبلية بالنسبة الى النسب وهي كما يلي حسب ماجاء في تخطيط الكوفة وتاريخها :
(1) كنانة وحلفائهم وكانوا يلقبون بأهل العالية
(2) قضاعة وغسان وبجيلة وخثعم وكندة وحضرموت وهم من اليمانيين وكانت السيادة فيهم لطائفتين وهما : بُجيلة ويرأسها جرير إبن عبدالله البجلي وكان مُقرباً لعمر بن الخطاب وقد خصص لقومه عطاء سنوياً والقبيلة الثانية كندة وهي تحت إمرة الأشعث بن قيس
(3) مذحج وحمّير وهمدان وهي العناصر اليمانية
(4) تميم والرباب من العناصر المضرية التي لم يبقى منها سوى تميم
(5) أسد وغطفان ومحارب ونمير من بكر بن وائل وتغلب ومعظمهم من ربيعة
(6) أياد ووعك وعبد القيس أهل الهجر الحمراء فبنوا عبد القيس نزحوا من البحرين (الهجر) تحت قيادة رئيس من سلالة ملكية هو زهرة بن حوية السعدي أحد أعلام الفتح وأقطابه وأما الحمراء فكانوا حُلفاء عبد القيس وهم أربعة آلاف جندي فارسي يرأسهم رجل يُسمى ديلم ولهذا عُرفوا بحمر الديلم هم الذين إلتجأوا الى سع بن أبي وقاص بعد معركة القادسية من بقية جيش الفرس وتحالفهم مع عبد القيس بعد معركة القادسية وقد لعب هذا الفيلق دوراً رئيسياً وكان هو الجيش المقدم في عهد زياد وإبنه عبيد الله كما أنه السابق لحرب الحسين (ع) وقد باشر المعركة وكان عدد أفراده أربعة آلاف وقِيل خمسة آلاف تحت قيادة عمر بن سعد
(7) وهذا الرقم قد خلت منه جميع المصادر ولعله لقبيلة طي ذات الشأن من القدم وقد قل شأنها بعد مرور الزمن وكان هذا التقسيم أيام الفتح وبعد أن دخل الإمام علي (ع) الكوفة وأقام حكومته فيها سنة 36غير النظام في الكوفة وعبئها على الترتيب التالي :
(1) همدان وحمّير
(2) مذحج وأشعر ومعهم طي ولكن رايتهم خاصة بهم
(3) قيس وعبس وذبيان ومعهم عبد القيس وأحلافهم
(4) كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة
(5) الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار
(6) بكر وتغلب وبقية بطون ربيعة عدا عبد القيس
(7) قريش وكنانة وأسد وتميم وظبّة
وبهذا التقسيم يبدو لنا ظهور بعض القبائل وهي إما كانت مندمجة مع غيرها أو أنها نزحت بعد التقسيم الأول وقد راعى الإمام علي (ع) في هذا التقسيم بعض التقارب وإمتزاج هذه القبائل من عدة وجوه وفي سنة 50هجرية أي إمارة زياد بن أبيه جعل الأقسام العسكرية على قرار ماكان في البصرة حيث أصبحت الأسباع أربعة
الربع الأول : أهل العالية
الربع الثاني : تميم وهمدان
الربع الثالث : ربيعة وبكر وكندة
الربع الرابع : مذحج وأسد
وهذا النظام العسكري الجديد حاول زياد تحقيق أهداف سياسية كدمج همدان وهي القبيلة الشيعية مع تميم التي تُبغض همدان وعلى هذا أستقر التقسيم العسكري في الكوفة وله رؤساء مشهورون يعرفون برؤساء الأرباع الى أن يقول سماحته فالكوفة إشتهرت بالصبغة العسكرية لأنها أصبحت مقراً لجند الدولة فكان فيها من الجند في عهد يزيد سنة 60- 64وفيها 20 ألف جندي على أهبة الإستعداد كلهم من أبناء فارس الى أن يقول سماحته : والكوفة نزلها قبائل وأن كل قبيلة إختطت لها خطة مستقلة وأن الحياة الإجتماعية بدأت في الكوفة حياة قبلية وعلى هذا فهي تتصف بطابع الخلافات لضعف الروابط بين أهلها ولإختلاف العناصر والقوميات ويختم كلمته رحمه الله ويقول وحسبي من البيان ماقدمت في هذا العرض لإعطاء صورة عن مجتمع الكوفة التي رسم لنا المؤرخون صورة تُمثل التقلبات ووسموها بطابع الغدر والنفاق والخيانة والتذبذب والتردد وجعلوا ذلك وسيلة للطعن على الشيعة إذ أهمل المؤرخون كل جانب من جوانبها الإجتماعية ولم يلتفتوا الى تلك العوامل المهمة التي أدت بمجتمع الكوفة الى إنحلال الروابط وكثرة الفتن ونشر الفوضى في الإتجاهات
وأنني لاأتكلف إختلاق الأدلة ولا أنا بحاجة الى التحملات في التوجيه بل أقول بأمانة وإخلاص أن الكوفة لم تكن شيعية على الإطلاق ولم تكن نزعتها العامة علوية نعم إن ذلك الإطلاق في التسمية جاء متأخراً عن ذلك العصر يوم إشتد الصراع العقائدي بين المذاهب وإستاطعت السياسة أن تفصل الشيعة عن المجتمع الإسلامي وسار بعض علماء الحديث والفقهاء في ركاب الدولة فمنعوا من قبول رواية الشيعي لأنه مُبتدع كما يقولون وقسموا الشيعي الى معتدل ومخترق ورافضي
فالأول هو الذي يحب الشيخيين ويقدم علياً على عثمان والمخترق هو الذي يقدم علياً على الثلاثة والرافضي هو الذي يُبغض الثلاثة ويتبرأ منهم 0
الى هنا أكتفي بهذا المقدار ورحمة الله على روح عمنا الشيخ العزيز أسد حيدر الذي إفتقدناه وعز علينا فِراقه رحمة الله على روحك الطاهرة وحشرك مع محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم بعافية
تعليق