هذه مجموعة قصائد للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله ، يجمعها أنها قيلت في بطل الإسلام الإمام الحسين عليه السلام ، أو تمحورت حول ذكرى نهضته السامية في كربلاء المقدسة .. القصائد هذه أغلبها لم يزل بمسوداته التي تنتظر اللمسات الأخيرة ، بعد أن تعرقل مشروع طبعها في كتاب ..
ملاحظة هامة ؛ إن القصائد المنبرية لها طابعها الشعبي الخاص الذي لا يتحمل تحليقاً حداثوياً ، لذا فهي أقرب إلى فهم الجماهير منها إلى فنية الشعر الحديث . ومع هذا فقد حاولت بعض القصائد أن تتوشى ببعض التجديد ..
القسم الأول / القصائد الخاصة بميلاد الإمام الحسين عليه السلام :
القصيدة الأُولى / شبه مرتجلة في يوم ذكرى ميلاد الإمام الحسين أمام منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف قريباً من بيت السيدة الزهراء عليها السلام . تاريخها3/شعبان/1427 :
أرَجُ اللهِ مُــــشـْــــــــــــرِقُ الأنداءِ يتهادى لأعْيُنِ الزهراءِ
أسْلَمَـــتْـــــها ائــتلاقةٌ لِـــعـــــلـٍيّ فإذا بالحُسينِ نبعُ ضياءِ
إنْ يُفارِقْ أحشاءَها ، فهْوَ مِنْها بـضـعــةُ الـبـضْـعـةِ ارتدتْ بالسـنـاءِ
سادةَ النورِ ؛ إنّ طَيبةَ طابتْ بِكُمُ ، وازدهتْ على الأرجاءِ
قد أتيناكُمُ ضُيُوفـاً ، وأهلاً إنْ نأتْ دارُنا فـقُـرْبُ الولاءِ
فاقبَلونا ، وإنْ سمحتُمْ أميطوا فوقَ أرواحِنا بقايا (الكساءِ)
وإذا كظّنا الظَما يومَ حَــشْـرٍ فأغـــــــــــيــــثوا الظِماءَ فيهِ بماءِ
القصيدة الثانية / وهي أيضاً شبه مرتجلة نُظمتْ يوم ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام أمام منبر جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف قريباً من بيت السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها . تاريخها3/شعبان/1427 :
بذكرى مولِدِ السبطِ الشهيدِ أتيتُ إليكَ أُزجي بالقصيدِ
ففي مرآةِ روحِيَ يا حبيبي رأيـــــــتُـكَ حامِلاً أسمـى ولـيـدِ
تــُــقـبّـِـلُهُ وتبسمُ في سُـرورٍ وجبرائيلُ يهمسُ مِنْ بعيدِ
فيا لَـفـؤادِكَ المُــــــــلـــتـــاعِ شابـــتْ مـَـــسـَــــــــــــَّرتـــَـهُ دموعٌ في الخُدودِ
ويا للــــــهِ قلبُكَ ، وهْوَ ذاكٍ تجيشُ بهِ المشاعرُ بالوُعودِ
ويا لكَ إذْ تُجيبُ بكـِلّ حُزْنٍ وفـاطـمـةٌ تــُسائـــلُ فــي شُـــــــــــرودِ :
(( أبي يُبكيكَ عيبٌ في وليدي ؟ )) وأنــتَ شـــرَقـــْــــــــــــــتَ بالـــدمـــعِ الكؤودِ
سلامُ اللــــــهِ آلَ اللهِ يــــــتـــرى عليكُمْ كُلَّ آنٍ في الوجودِ
أتيتُ إليكمُ أُهدي التهانـي فكانَ الدمْعُ كالدُرِّ النضيدِ
فما أنا قائلٌ ؟ بل كيفَ عُذْري ؟ أقـــــيـــــــلونـي الـــعــــثــــــارَ بــِـكُـِلّ جـــــــودِ
أنا مولىً لكُمْ ، وبذاكَ فــــــخــري فـكـــــونـوا شافــعـــي ( عبدِ المجيدِ )
القصيدة الثالثة / وهي مع سابقتيها شبه مرتجلة في ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام قريباً من بيت السيدة الزهراء سلام الله عليها ، وتحديداً أمام منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف في المدينة المنورة . تاريخها3/شعبان/1427 :
عيناكَ والجَفْنُ الـبَـلـــــــيلُ والأُمــنــيــاتُ بها تــُــــقـيلُ
بـــزغـــتْ عـــــــلـى أمـــــــــــــــدائِــــهــــا شمسٌ ، يذوبُ بها الأصيلُ
صــــوتٌ نـــــــــــــــــــــــــــــــــديٌّ وادِعٌ هيَ ذي المُطهّرةُ البتولُ
ونـــــــــــــــداءُ قــــــــــــرآنٍ يــُـــــــرتـــّـــــــــ ــلُـهُ على المـَـلإِ الرسولُ
وإذا البشيرُ ، يجيءُ ، يـَـهْـ ــــتِـفُ بالبشارةِ جبرئيلُ
وُلِدَ الحُسينُ الســـــبــــــطُ فانـــــــــــ ـهمرَتْ على الجدْبِ السيولُ
أحنى الرسولُ ، يضـمُّـهُ فـتــشــمُّ أفرُعَها الأُصولُ
لكنَّ هــمـــســــــةَ جــــــــبـــــــــــــــرئــــــــــــيـ ـلَ لها انحنى الدمعُ الخضيلُ
مِنْ يومِها لبسَ السرورُ الدمعَ ، حيثُ هو البديلُ
القصيدة الرابعة :
تَورّدَ وجهُ الرؤى الساهرةْ بفيضٍ من البهجةِ الغامرةْ
يُلامسُ بالنورِ نبضَ الزمان ويــــنــــهـــــــلُّ بــالــــــرحــــمــــــــــةِ العاطرةْ
ويبذرُ بينَ أنينِ الرمال شرايــيــــنَـــهُ لـهـــفـــــةً نــاضـــــــــــــــــرةْ
ويمتدُّ زَهْواً وراءَ الشموس ليمنحَها الفرحةَ الساحرةْ
عيونٌ تُطوّفُ في أوجُهٍ تنثُّ بهاءَ السما الماطرةْ
فـتـبـسـمُ للأملِ الــمُـــــــــــــــــــــســــتـــفـــيـ ـضِ والرعشةِ الغضّةِ الفاترةْ ..
تُحَـِدّقُ عينا وليدِ النقاء بها .. فتفزُّ الـمُنى حائرةْ
فكلُّ العوالِمِ تُطوى بها وتـــُــمْرِعُ في نــبـضـةٍ هامرةْ
ولا عجَبٌ ؛ فالقلوبُ التي تمُدُّ العُلا شهقةً شاكرةْ
إلى ربّـِها ، تستحيلُ رحاباً تـلـــفُّ خــُـــــــــطى كونِهِ السائرةْ
عيونُ الرسولِ تفيضُ بصمتٍ وجـِــــــــــبــــــــــــــــريـــــــــلُ هـمـسـتُـــهُ قـــاهــرةْ :
(( سيكبرُ هذا السناءُ الوليد وتـقــتــــــلُــــهُ الــــثـــــُــــــــــــــــلّـــــــــــةُ الكافـــــــــــــرةْ
سيُمسي جراحاً .. جراحاً .. جراحاً .. على الــــــــرمــــــــــــــــلِ في لَســـــعــــةِ الــــهاجـــــــرةْ
ولكنَّ دينَكَ لن يستقيم إذا لم تـــُـطَلَّ الدِما الطاهرةْ
فدينُكَ مخبوءُ نبضٍ لهُ يـــــــســـــــــــــــيـلُ بهِ أبحُراً زاخرةْ
فيستبقُ الزمنَ الـمُـنـتـئـي ويزرعُهُ روحَكَ الباهرةْ .. ))
فيبكي عليٌّ ، وتبكي البتول ويـــبـكي الـــرســـــــــولُ ، ومَن شاورهْ
فيا أيُّها الزمنُ الـمُـستحيل عــــنـَـــتْ لكَ أبصارُنا الـحـاسـرةْ
تَمثّلَ في بشَرٍ إذ تسيـ ـرُ قـــطــبـاً لأرواحِنا الدائرةْ
طويتَ الطريقَ الطويلَ الخـطـــــــير لـتـخـتـصـرَ الـدربَ للآخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــرةْ
وقلبُكَ فاحَ على دَفْقِهِ أريجُ الــيــقـــيــنِ رؤىً طــــــاهـــــــــــرةْ
وحولَكَ مِن سادةِ الـمَكرُمات وجـــــــــــــوهٌ إلى ربّـِــــــــــهـــــــــــــــــــــا ناظـرةْ
يطولُ مع الليلِ هذا الطريق ووقـــــــعُ الخــــــطـــــــــــى نــغــمــةٌ شاعرةْ
وهمسُ التلاوةِ في صمتِهِ كخـفـقـةِ نورٍ بدتْ ســــافــرةْ
إذا رتّلَ الركبُ آيَ الكتاب تــُـــطِـــــــــــلُّ الملائكــــــةُ الحـائرةْ
لتنظرَ كيفَ يكونُ الــنـــشـيـــــــــج نشيداً .. وهذي الفلا حاضرةْ
وكيفَ يكونُ الدعاءُ البهيج مــبــاســمَ فــجــرِ الندى العامرةْ
وكيفَ تكونُ أكفُّ الجراح مــــــــــــقـــــــــــاديــــرَ جــــــــامــــحــــــــــــةً مائرةْ
فينهدمَ الليلُ .. تخزى الطغاة وتـــَـــرْجـِـــــــــعُ بالــصــــــفـــــــــقـةِ الـخـــاســـــــرةْ
ويسمو على الرمحِ رأسُ الحياة تــــــَـــــــــلاقـــَــــــفــُــــــــــــــــ هُ الأنــجـُــــــــــــــــــــمُ الزاهرةْ
القسم الثاني / القصائد التي تتحدث عن الإمام الحسين كونه شاهداً شهيداً ، رمزاً ، ومنارا :
طوفانُ نحرِكَ كم تشظّى أبحُرا فسقى عيونَ النجمِ حين تفجّرا
يخطو ، ويتبعُهُ الزمانُ .. تهالكتْ سنواتُهُ جَرْياً ، وقد تعبَ السُرى
يخطو ، وكلُّ مرافئِ الأكـــوانِ فــــي ولَهٍ تَسابقُ .. وهو مرفأُها الذُرى !
تَعِبَتْ خُطى .. ووَنَتْ حِجا .. وخبَتْ رؤى وظــللتَ فـــــــــــي عــــــــــــلـــــيــاكَ حُلْماً لا يُرى
لا يــُـــــــســــــتــــــــــــطاعُ ولا يُدانـى .. كلَّما نضجتْ نُهى الأجيالِ ردّتْ قهقرى
طوفانُ نحرِكَ كم تمنّتْ وهْـجَـهُ زُمـَـرُ الملائكِ ، لو تجيءُ فتطْهُرا
وتضمُّ أزهارُ الـــربــيــعِ أريـجـَــــــــــهُ فإذا الشذا فيها نجيعُكَ مُزهِرا
وشقائقُ الوردِ استفاقتْ مـرّةً فـيـهِ مُسَـبّـِـحةً ، ففاضتْ أحمرا
وعلى سواحلِهِ النوارسُ حُــوَّمـاً وحـمـائــمُ الفـلـواتِ تـشـدو حـُـسَّرا
والنجمُ والقمرُ استنارا يسجدانِ ، ويذرفانِ الضوءَ دمعاً أخضرا
صمتتْ شِفاهُ الكونِ ، لم تنبسْ .. وقدْ فــُـــغِـــــــرَتْ لِــكِـــبْـــــرِكَ .. والـــــوجـــــــودُ تـحـيَّـرا
الكونُ أجمعُهُ يطوفُ بكعبةِ الــنحرِ العظيمِ مُلبّياً ومُكبّرا
وعلى أثيرِ دِماكَ حاولَ مرَّةً أن يـُـرتـــــــــقــى .. لكــنْ كـبــا ، وتعثّرا
طوفانُ نحرِكَ شامــخـــاً مــُــتــرامـياً بعدَ الجهاتِ .. يُطِلُّ قُطْباً ، محورا
عَمَدٌ ؛ بهِ رُفـِـعَتْ سماءٌ لا تُرى لا تـــســتــبــيــــنُ تـــخــــــيُّــــــــــلاً ، وتـــَـصــــــوُّرا
أوَ هكذا الإنسانُ ؟!.. أمْ أنتَ الفريـــدُ ؟ أم العقيدةُ مَن تمثّلَها انبرى ؟
أ تكونُ أنتَ السرَّ لحــظـــةَ آدمٍ سوّاهُ ربُّكَ ، خرَّ يسجدُ مَن بَرا ؟؟
طوفانُ نحرِكَ بالأسى يعتادُني فـــــــيـَـــهُـــــــــزُّنـــي ذرّاتِ وَجـْــــــدٍ .. لا أُرى
أفنى بجائحةٍ العواطفِ ، عاصِفٌ إيـــقــادُها .. ويــصــيــحُ فـــــِــــــــــيَّ مُـــــدَمّـِـرا
ويُعيدُ تشكيلي أثيراً نادراً ويـُــــلَــــــِوّنُ الآفاقَ بي مُخضوضِرا
أندكُّ حُزْناً .. تستحيلُ قرارتي أســــــــرابَ أطــيـــارٍ تــُـــسافـِـــرُ غـُـــــــــــبّـَرا
تَبكيكَ ، مُعْوِلَةَ اللحونِ .. يُجيبُها صــــــوتُ الـــمَــــفــــاوزِ والـــرُّبـــا مـُــــســـتـعـــبِـــرا
وتظلُّ تائهةَ القرارِ غريبةً ويـزيــدُهـــا الشـفـَــقُ الـيـتـيـمُ تبعْثُرا
طوفانُ نحرِكَ لا يُطاوَلُ مَدُّهُ يــمـــــتــدُّ .. والأيــامُ ، لاهـــــــثـــــــةً ، وَرا
تتسابقُ الأجيالُ في تـيّارِهِ دفْقاً يمورُ ، وموجةً لنْ تُقهرا
هُوَ موئلٌ للروحِ ، وادعةً .. ولــــكنْ حينَ تُقهَرُ يستجيشُ بما اعترى
ويهدُّ أسوارَ الحُصونِ .. لِـيرسُمَ الألَقَ البهيَّ على الوجودِ ، ويَعْـبُرا
طوفانُ نحرِكَ واحةٌ نُـــــــــــــــوْرِيّــــــةٌ لِــسـنـائها المـَـلأُ المــقــدَّسُ قد سرى
هُوَ وحدَهُ إنْ قالَ قُـِدّسَ أحرُفاً أو صالَ يلـــــثــــمُ وَقْـــعَـــــــهُ وجهُ الثرى
وعلى مَدارِ خُطاهُ أشرقَ نَــقْـعُهُ !!! النقعُ يُشرِقُ ؟؟؟!! كيفَ لو قبَساً ورى ؟
إيقاعُهُ ؟؟ تتراقصُ النبضاتُ عِــنْـــــــــــــدَ وجيـــــبِـهِ .. وتُذيبُ فيهِ الأنـهُـرا
وُلِدتْ بيومِ الطَـِفّ كلُّ الأنبياءِ .. وكُتْـبُهمْ بسوى دمٍ لن تُزبرا
ما كانَ إلاّ نزفُ نحْرِكَ يا حُسيـــــنُ يخطُّها ... إذ ذاكَ آدمُ كبَّرا
طوفانُ نحرِكَ .. ها .. توقّفَ بُرهةً ! عجَباً ! بهِ الملَكوتُ قد شدَّ العُرى !!
عجَباً توقّفَ !! .. إنَّ أُمَّكَ في العُلا هــــا قــــد أطــــلّتْ ... يا لـــفـــــاطمَ إذ تَرى
ما ذا تَرى ؟؟ سكنتْ هنا نظراتُها وتـــــــلألأَ الــــدرُّ الــــــوديـــــــــــــــعُ مُـــقـــــطّـرا
لا رأسَ .. إذ هو هامُ كُـِلّ نُجومِــها لا كـــــــــــــونَ إلاّ الـتــــــــــــــمَّ عــنــــــــدَكَ مَنحَرا
أ بكى عليكَ اللهُ ؟؟!!.. هل دمَعاتُهُ هــــــــــذي الــنــجومُ ؟؟.. أجيئُـهُ مُستغفِرا !!
طوفانُ نحرِكَ في العراقِ .. سفائنٌ قـــــــد أبـــــــــحــــــرَتْ فيهِ ، وفـيـــــــها أبـحَرا
مُذْ طَـــــفّـِـهِ للآنَ ما ركعتْ لطاغيةٍ جباهٌ ..كنتَ تُذكي أنؤرا
فـ ( بُريرُ ) يقفوهُ ( حبيبٌ ) و( ابنُ عوسجةٍ ) و( هانئُ ) و ابنُ .. كلَّهُمُ ترى
عادوا أُلوفَ أُلوفٍ انبَجَسوا جُنودَكَ ... والفراتُ مُهروِلاً مُـتـــــــفـــــجّـِـرا
وجثا لدَيكَ ، يُريدُ يرشفُ مِن شِفاهِكَ رِيـَّـهُ ... فأنلْهُ منكَ الجوهرا
والنخلُ ؛ كلُّ الطلْعِ فيهِ حروفُكَ الـــقَمْراءُ تغذوهُ وثورتُكَ القِرى
حَـبّاتُ هذا الرملِ مِرآةٌ لوجــ ــهِكَ ، والقبابُ تنفّستْكَ الكوثرا
فإذا الحسينُ هو العراقُ .. وشعـبُـهُ قــطَراتُ نزفِكَ ، مثلَ ما تجري جرى
طوفانُ نحرِكَ ذا صداهُ مُجلْجلاً في القُدْسِ ، والإسراءُ منكَ تعطّرا
وهناكَ مُرتــَــسِـمٌ على الطرُقاتِ والأيتامِ شيءٌ منكَ يُؤويْهم ضَرا
مَرَّتْ على لبنانَ إصـــبَــــعُــــكَ الـــتـــــي قـــــطــــعَ الطغاةُ ... فأبرقتْ .. إذ زمجرا
ونضا حُسامَكَ في الجـــنـــــوبِ مُـــقـــاوِمٌ فـــأعـــــدْتَ فــــيــــهِ الــــمُــــســـتـــحــــيـلَ مُــقـــدَّرا
والآنَ تُبرِقُ عندَ أقصانا فـتـشــ ــتـبـكُ النصولُ ، وتُستعادُ بكَ القُرى
بُشرى لها ، لو ترتضيكَ طريــــــقَـها فــالــنــصــرُ حالَــــفَــها ... وإلاّ لـــــــــن ترى
القصيدة الثانية / نُظمت في الكوفة العلوية المقدسة يوم 14/شعبان/1429 وتتضمن تأريخ الشباك الجديد للضريح الطاهر الذي كان من المؤمل إنجازه في عام 1430 والبيت الأخير يتضمن هذا التأريخ ..
ملاحظة هامة ؛ إن القصائد المنبرية لها طابعها الشعبي الخاص الذي لا يتحمل تحليقاً حداثوياً ، لذا فهي أقرب إلى فهم الجماهير منها إلى فنية الشعر الحديث . ومع هذا فقد حاولت بعض القصائد أن تتوشى ببعض التجديد ..
القسم الأول / القصائد الخاصة بميلاد الإمام الحسين عليه السلام :
القصيدة الأُولى / شبه مرتجلة في يوم ذكرى ميلاد الإمام الحسين أمام منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف قريباً من بيت السيدة الزهراء عليها السلام . تاريخها3/شعبان/1427 :
الحسين .. نبع الضياء
أسْلَمَـــتْـــــها ائــتلاقةٌ لِـــعـــــلـٍيّ فإذا بالحُسينِ نبعُ ضياءِ
إنْ يُفارِقْ أحشاءَها ، فهْوَ مِنْها بـضـعــةُ الـبـضْـعـةِ ارتدتْ بالسـنـاءِ
سادةَ النورِ ؛ إنّ طَيبةَ طابتْ بِكُمُ ، وازدهتْ على الأرجاءِ
قد أتيناكُمُ ضُيُوفـاً ، وأهلاً إنْ نأتْ دارُنا فـقُـرْبُ الولاءِ
فاقبَلونا ، وإنْ سمحتُمْ أميطوا فوقَ أرواحِنا بقايا (الكساءِ)
وإذا كظّنا الظَما يومَ حَــشْـرٍ فأغـــــــــــيــــثوا الظِماءَ فيهِ بماءِ
القصيدة الثانية / وهي أيضاً شبه مرتجلة نُظمتْ يوم ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام أمام منبر جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف قريباً من بيت السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها . تاريخها3/شعبان/1427 :
يا لله قلبك يا رسوله
ففي مرآةِ روحِيَ يا حبيبي رأيـــــــتُـكَ حامِلاً أسمـى ولـيـدِ
تــُــقـبّـِـلُهُ وتبسمُ في سُـرورٍ وجبرائيلُ يهمسُ مِنْ بعيدِ
فيا لَـفـؤادِكَ المُــــــــلـــتـــاعِ شابـــتْ مـَـــسـَــــــــــــَّرتـــَـهُ دموعٌ في الخُدودِ
ويا للــــــهِ قلبُكَ ، وهْوَ ذاكٍ تجيشُ بهِ المشاعرُ بالوُعودِ
ويا لكَ إذْ تُجيبُ بكـِلّ حُزْنٍ وفـاطـمـةٌ تــُسائـــلُ فــي شُـــــــــــرودِ :
(( أبي يُبكيكَ عيبٌ في وليدي ؟ )) وأنــتَ شـــرَقـــْــــــــــــــتَ بالـــدمـــعِ الكؤودِ
سلامُ اللــــــهِ آلَ اللهِ يــــــتـــرى عليكُمْ كُلَّ آنٍ في الوجودِ
أتيتُ إليكمُ أُهدي التهانـي فكانَ الدمْعُ كالدُرِّ النضيدِ
فما أنا قائلٌ ؟ بل كيفَ عُذْري ؟ أقـــــيـــــــلونـي الـــعــــثــــــارَ بــِـكُـِلّ جـــــــودِ
أنا مولىً لكُمْ ، وبذاكَ فــــــخــري فـكـــــونـوا شافــعـــي ( عبدِ المجيدِ )
القصيدة الثالثة / وهي مع سابقتيها شبه مرتجلة في ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام قريباً من بيت السيدة الزهراء سلام الله عليها ، وتحديداً أمام منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف في المدينة المنورة . تاريخها3/شعبان/1427 :
عيناك .. والأُمنيات
بـــزغـــتْ عـــــــلـى أمـــــــــــــــدائِــــهــــا شمسٌ ، يذوبُ بها الأصيلُ
صــــوتٌ نـــــــــــــــــــــــــــــــــديٌّ وادِعٌ هيَ ذي المُطهّرةُ البتولُ
ونـــــــــــــــداءُ قــــــــــــرآنٍ يــُـــــــرتـــّـــــــــ ــلُـهُ على المـَـلإِ الرسولُ
وإذا البشيرُ ، يجيءُ ، يـَـهْـ ــــتِـفُ بالبشارةِ جبرئيلُ
وُلِدَ الحُسينُ الســـــبــــــطُ فانـــــــــــ ـهمرَتْ على الجدْبِ السيولُ
أحنى الرسولُ ، يضـمُّـهُ فـتــشــمُّ أفرُعَها الأُصولُ
لكنَّ هــمـــســــــةَ جــــــــبـــــــــــــــرئــــــــــــيـ ـلَ لها انحنى الدمعُ الخضيلُ
مِنْ يومِها لبسَ السرورُ الدمعَ ، حيثُ هو البديلُ
القصيدة الرابعة :
نزفك الزمن المستحيل
يُلامسُ بالنورِ نبضَ الزمان ويــــنــــهـــــــلُّ بــالــــــرحــــمــــــــــةِ العاطرةْ
ويبذرُ بينَ أنينِ الرمال شرايــيــــنَـــهُ لـهـــفـــــةً نــاضـــــــــــــــــرةْ
ويمتدُّ زَهْواً وراءَ الشموس ليمنحَها الفرحةَ الساحرةْ
* * * * *
فـتـبـسـمُ للأملِ الــمُـــــــــــــــــــــســــتـــفـــيـ ـضِ والرعشةِ الغضّةِ الفاترةْ ..
تُحَـِدّقُ عينا وليدِ النقاء بها .. فتفزُّ الـمُنى حائرةْ
فكلُّ العوالِمِ تُطوى بها وتـــُــمْرِعُ في نــبـضـةٍ هامرةْ
ولا عجَبٌ ؛ فالقلوبُ التي تمُدُّ العُلا شهقةً شاكرةْ
إلى ربّـِها ، تستحيلُ رحاباً تـلـــفُّ خــُـــــــــطى كونِهِ السائرةْ
* * * * *
(( سيكبرُ هذا السناءُ الوليد وتـقــتــــــلُــــهُ الــــثـــــُــــــــــــــــلّـــــــــــةُ الكافـــــــــــــرةْ
سيُمسي جراحاً .. جراحاً .. جراحاً .. على الــــــــرمــــــــــــــــلِ في لَســـــعــــةِ الــــهاجـــــــرةْ
ولكنَّ دينَكَ لن يستقيم إذا لم تـــُـطَلَّ الدِما الطاهرةْ
فدينُكَ مخبوءُ نبضٍ لهُ يـــــــســـــــــــــــيـلُ بهِ أبحُراً زاخرةْ
فيستبقُ الزمنَ الـمُـنـتـئـي ويزرعُهُ روحَكَ الباهرةْ .. ))
فيبكي عليٌّ ، وتبكي البتول ويـــبـكي الـــرســـــــــولُ ، ومَن شاورهْ
* * * * *
تَمثّلَ في بشَرٍ إذ تسيـ ـرُ قـــطــبـاً لأرواحِنا الدائرةْ
طويتَ الطريقَ الطويلَ الخـطـــــــير لـتـخـتـصـرَ الـدربَ للآخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــرةْ
وقلبُكَ فاحَ على دَفْقِهِ أريجُ الــيــقـــيــنِ رؤىً طــــــاهـــــــــــرةْ
وحولَكَ مِن سادةِ الـمَكرُمات وجـــــــــــــوهٌ إلى ربّـِــــــــــهـــــــــــــــــــــا ناظـرةْ
يطولُ مع الليلِ هذا الطريق ووقـــــــعُ الخــــــطـــــــــــى نــغــمــةٌ شاعرةْ
وهمسُ التلاوةِ في صمتِهِ كخـفـقـةِ نورٍ بدتْ ســــافــرةْ
إذا رتّلَ الركبُ آيَ الكتاب تــُـــطِـــــــــــلُّ الملائكــــــةُ الحـائرةْ
لتنظرَ كيفَ يكونُ الــنـــشـيـــــــــج نشيداً .. وهذي الفلا حاضرةْ
وكيفَ يكونُ الدعاءُ البهيج مــبــاســمَ فــجــرِ الندى العامرةْ
وكيفَ تكونُ أكفُّ الجراح مــــــــــــقـــــــــــاديــــرَ جــــــــامــــحــــــــــــةً مائرةْ
فينهدمَ الليلُ .. تخزى الطغاة وتـــَـــرْجـِـــــــــعُ بالــصــــــفـــــــــقـةِ الـخـــاســـــــرةْ
ويسمو على الرمحِ رأسُ الحياة تــــــَـــــــــلاقـــَــــــفــُــــــــــــــــ هُ الأنــجـُــــــــــــــــــــمُ الزاهرةْ
القسم الثاني / القصائد التي تتحدث عن الإمام الحسين كونه شاهداً شهيداً ، رمزاً ، ومنارا :
القصيدة الأُولى / نُظمت في دمشق10/محرّم/1424 عدا المقطع الأول وأول بيت من المقطع الثاني فتاريخهما قبل سنتين
طوفان نحرك
يخطو ، ويتبعُهُ الزمانُ .. تهالكتْ سنواتُهُ جَرْياً ، وقد تعبَ السُرى
يخطو ، وكلُّ مرافئِ الأكـــوانِ فــــي ولَهٍ تَسابقُ .. وهو مرفأُها الذُرى !
تَعِبَتْ خُطى .. ووَنَتْ حِجا .. وخبَتْ رؤى وظــللتَ فـــــــــــي عــــــــــــلـــــيــاكَ حُلْماً لا يُرى
لا يــُـــــــســــــتــــــــــــطاعُ ولا يُدانـى .. كلَّما نضجتْ نُهى الأجيالِ ردّتْ قهقرى
* * *
وتضمُّ أزهارُ الـــربــيــعِ أريـجـَــــــــــهُ فإذا الشذا فيها نجيعُكَ مُزهِرا
وشقائقُ الوردِ استفاقتْ مـرّةً فـيـهِ مُسَـبّـِـحةً ، ففاضتْ أحمرا
وعلى سواحلِهِ النوارسُ حُــوَّمـاً وحـمـائــمُ الفـلـواتِ تـشـدو حـُـسَّرا
والنجمُ والقمرُ استنارا يسجدانِ ، ويذرفانِ الضوءَ دمعاً أخضرا
صمتتْ شِفاهُ الكونِ ، لم تنبسْ .. وقدْ فــُـــغِـــــــرَتْ لِــكِـــبْـــــرِكَ .. والـــــوجـــــــودُ تـحـيَّـرا
الكونُ أجمعُهُ يطوفُ بكعبةِ الــنحرِ العظيمِ مُلبّياً ومُكبّرا
وعلى أثيرِ دِماكَ حاولَ مرَّةً أن يـُـرتـــــــــقــى .. لكــنْ كـبــا ، وتعثّرا
* * *
عَمَدٌ ؛ بهِ رُفـِـعَتْ سماءٌ لا تُرى لا تـــســتــبــيــــنُ تـــخــــــيُّــــــــــلاً ، وتـــَـصــــــوُّرا
أوَ هكذا الإنسانُ ؟!.. أمْ أنتَ الفريـــدُ ؟ أم العقيدةُ مَن تمثّلَها انبرى ؟
أ تكونُ أنتَ السرَّ لحــظـــةَ آدمٍ سوّاهُ ربُّكَ ، خرَّ يسجدُ مَن بَرا ؟؟
* * *
أفنى بجائحةٍ العواطفِ ، عاصِفٌ إيـــقــادُها .. ويــصــيــحُ فـــــِــــــــــيَّ مُـــــدَمّـِـرا
ويُعيدُ تشكيلي أثيراً نادراً ويـُــــلَــــــِوّنُ الآفاقَ بي مُخضوضِرا
أندكُّ حُزْناً .. تستحيلُ قرارتي أســــــــرابَ أطــيـــارٍ تــُـــسافـِـــرُ غـُـــــــــــبّـَرا
تَبكيكَ ، مُعْوِلَةَ اللحونِ .. يُجيبُها صــــــوتُ الـــمَــــفــــاوزِ والـــرُّبـــا مـُــــســـتـعـــبِـــرا
وتظلُّ تائهةَ القرارِ غريبةً ويـزيــدُهـــا الشـفـَــقُ الـيـتـيـمُ تبعْثُرا
* * *
تتسابقُ الأجيالُ في تـيّارِهِ دفْقاً يمورُ ، وموجةً لنْ تُقهرا
هُوَ موئلٌ للروحِ ، وادعةً .. ولــــكنْ حينَ تُقهَرُ يستجيشُ بما اعترى
ويهدُّ أسوارَ الحُصونِ .. لِـيرسُمَ الألَقَ البهيَّ على الوجودِ ، ويَعْـبُرا
* * *
هُوَ وحدَهُ إنْ قالَ قُـِدّسَ أحرُفاً أو صالَ يلـــــثــــمُ وَقْـــعَـــــــهُ وجهُ الثرى
وعلى مَدارِ خُطاهُ أشرقَ نَــقْـعُهُ !!! النقعُ يُشرِقُ ؟؟؟!! كيفَ لو قبَساً ورى ؟
إيقاعُهُ ؟؟ تتراقصُ النبضاتُ عِــنْـــــــــــــدَ وجيـــــبِـهِ .. وتُذيبُ فيهِ الأنـهُـرا
وُلِدتْ بيومِ الطَـِفّ كلُّ الأنبياءِ .. وكُتْـبُهمْ بسوى دمٍ لن تُزبرا
ما كانَ إلاّ نزفُ نحْرِكَ يا حُسيـــــنُ يخطُّها ... إذ ذاكَ آدمُ كبَّرا
* * *
عجَباً توقّفَ !! .. إنَّ أُمَّكَ في العُلا هــــا قــــد أطــــلّتْ ... يا لـــفـــــاطمَ إذ تَرى
ما ذا تَرى ؟؟ سكنتْ هنا نظراتُها وتـــــــلألأَ الــــدرُّ الــــــوديـــــــــــــــعُ مُـــقـــــطّـرا
لا رأسَ .. إذ هو هامُ كُـِلّ نُجومِــها لا كـــــــــــــونَ إلاّ الـتــــــــــــــمَّ عــنــــــــدَكَ مَنحَرا
أ بكى عليكَ اللهُ ؟؟!!.. هل دمَعاتُهُ هــــــــــذي الــنــجومُ ؟؟.. أجيئُـهُ مُستغفِرا !!
* * *
مُذْ طَـــــفّـِـهِ للآنَ ما ركعتْ لطاغيةٍ جباهٌ ..كنتَ تُذكي أنؤرا
فـ ( بُريرُ ) يقفوهُ ( حبيبٌ ) و( ابنُ عوسجةٍ ) و( هانئُ ) و ابنُ .. كلَّهُمُ ترى
عادوا أُلوفَ أُلوفٍ انبَجَسوا جُنودَكَ ... والفراتُ مُهروِلاً مُـتـــــــفـــــجّـِـرا
وجثا لدَيكَ ، يُريدُ يرشفُ مِن شِفاهِكَ رِيـَّـهُ ... فأنلْهُ منكَ الجوهرا
والنخلُ ؛ كلُّ الطلْعِ فيهِ حروفُكَ الـــقَمْراءُ تغذوهُ وثورتُكَ القِرى
حَـبّاتُ هذا الرملِ مِرآةٌ لوجــ ــهِكَ ، والقبابُ تنفّستْكَ الكوثرا
فإذا الحسينُ هو العراقُ .. وشعـبُـهُ قــطَراتُ نزفِكَ ، مثلَ ما تجري جرى
* * *
وهناكَ مُرتــَــسِـمٌ على الطرُقاتِ والأيتامِ شيءٌ منكَ يُؤويْهم ضَرا
مَرَّتْ على لبنانَ إصـــبَــــعُــــكَ الـــتـــــي قـــــطــــعَ الطغاةُ ... فأبرقتْ .. إذ زمجرا
ونضا حُسامَكَ في الجـــنـــــوبِ مُـــقـــاوِمٌ فـــأعـــــدْتَ فــــيــــهِ الــــمُــــســـتـــحــــيـلَ مُــقـــدَّرا
والآنَ تُبرِقُ عندَ أقصانا فـتـشــ ــتـبـكُ النصولُ ، وتُستعادُ بكَ القُرى
بُشرى لها ، لو ترتضيكَ طريــــــقَـها فــالــنــصــرُ حالَــــفَــها ... وإلاّ لـــــــــن ترى
القصيدة الثانية / نُظمت في الكوفة العلوية المقدسة يوم 14/شعبان/1429 وتتضمن تأريخ الشباك الجديد للضريح الطاهر الذي كان من المؤمل إنجازه في عام 1430 والبيت الأخير يتضمن هذا التأريخ ..