القصيدة السابعة / في قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام :
عباس يا أحلى ابتسامة حيدر
ظَمَئي يَجيئُك نوْرَساً مَحسودا === قد هامَ فيكَ جوىً .. أنِلْهُ وُرودا
مُتَفتِتاً عَطَشاً .. وغيثُكَ مُنْيَةٌ === مخبوءةٌ تهَبُ الوجودَ وُجودا
مِنْ بينِ كفّيكَ السحائبُ ترتوي === فيُعادُ تَشْكيلُ الغمامِ رعودا
قد طبّقَ الآفاقَ يَهدرُ بالتُقى === نغماً يُرَدِدُ ذِكْرَكَ المحمودا
**** **** ****
أأبا الظِماءِ ، أبا المياهِ ؛ تجمّعتْ === في مَحشَرٍ مِنْ راحتَيْكَ حُشودا
بِيَدٍ يَلوذُ الظامئونَ ، وفي يدٍ === الماءُ جاءكَ ظامئاً لِتَجُودا
فَلِذا وَهبْتَ يَمينَ جُودكَ لِلأُلى === ظَمِئوا .. وللماءِ اليَسارَ خلودا
**** **** ****
أأبا الضياءِ ، أبا الحياةِ ؛ تكوكبتْ === في طَلْعةٍ منكَ المفاخِرُ خُودا
كم غازلتْ ( قمَرَ العشيرةِ ) قد زها === ألَقُ البهاءِ بوجهِهِ ، لِيَسودا
ودَنتْ إليكَ المَكرُماتُ يتيمةً === تستافُ نبعَكَ زمزماً مفقودا
فإذا ب(عبّاسِ بنِ نفسِ محمّدٍ ) === أُفقاً أطلَّ .. فعانقتكَ سُجودا
**** **** ****
مِنْ مُقلتَيْكَ الفجرُ ينسلُ ضوءَهُ === بالطَّلّ مُغتسِلاً ، يشفُّ سعيدا
عيناكَ مرآتانِ ؛ شمسُ حُسَينِكَ === انهَمَرتْ أشعَتُها ، (انفَجَرْتَ) عَمُودا
نَرْجَسْتَ حتى همسةَ الضوءِ احتفتْ === جُملاً على شفتيكَ صِرْنَ نشيدا
إنْ تَنْبَجِسْ شفتاكَ تحتارُ الحروفُ ؛ === تطيعُ لفظَكَ ؟ أم تظلُّ شهودا ؟
فإذا نطقتَ تَخلّدَتْ كلماتِ نورٍ .. === أو سَكتَّ بكَ انتشتْ تحميدا
وتشكّلتْ والعلقميَّ كلوحةٍ === مَدَّ السماءِ تَوَهجتْ ترديدا :
واللهِ إنْ قطعوا يميني إنني === أبقى عن الدينِ المحاميَ جودا
وعن الإمامِ السبطِ أدفعُ كيدَهمْ === فبدونِهِ إسلامنا ما شِيْدا
وملَكتَ ماءَ النهرِ يَسْبَحُ في يديكَ === قد ارتوى ، ورأيتَهُ مورودا
لكن همستَ لنفسِكَ العلياءِ : هوني .. === فالحسينُ عن المَعينِ أُذيدا
مِن بعدِهِ لا كُنتِ ، أو مَجْدَاً تكوني === إنْ أُزَفَّ براحتيهِ شهيدا
الماءُ هذا الماءُ يذبلُ ! ينمحي !! === دونَ الحسينِ .. فأطعميهِ زُنودا
إن ماتَ هذا الماءُ مِنْ سغبٍ ، سيظمأُ === كلُّ جيلٍ يُستبى موءودا
هذي يدي اليمنى ، وتلكَ يَسارُها === أُهديهِما للناس فوداً ، فودا
إذ ذاكَ خافَ الموتُ موتَكَ شاهداً === مُستَشهَداً ، مُتشهّداً مشهودا
**** **** ****
الأرضُ كلُّ الأرضِ ، ها قد جُمّعتْ === في الطفّ تنتظرُ المدارَ جديدا
وحسينُهُ قطبُ الوجودِ ، لِواؤهُ === وحُسامُهُ بيدَيْكَ .. صُلْتَ فريدا
وركزتَ رايتَهُ على هامِ السُهى === وحَطَمْتَ بالسيفِ الجيوشَ حصيدا
ها قد صحَتْ عَزَماتُ حيدرَ ، عِرقُها === نبضٌ بجبهتِكَ استحرَّ وريدا
وتألّقتْ ( أُمُّ البنينَ ) بغُرّةٍ === لكَ أشرقتْ ، تتلو الإباءَ نشيدا
وسللْتَ عزماً من شيوخِ بطاحِها === وحفِظتَ للحسنينِ منكَ عُهُودا
ومضيتَ .. قرآنُ الإلهِ تلألأتْ === آياتهُ الحسنى بجِيدِكَ جيدا
وعلى رفيفِ تُقاكَ سِرْبُ ملائكٍ === متوضّئٌ بدِماكَ ، سارَ وئيدا
الأرضُ مُختَصَرُ السماءِ ، وأنتَ مَنْ === بنزيفِهِ غسَلَ الحسينُ البيدا
**** **** ****
أ أبا الفضائلِ كُلّها ، والفضلُ === واحدُها ؛ أتتكَ الأنبياءُ شهودا
هذا حسينٌ ، وهْوَ وارثُ آدمٍ === نوحٍ ، وإبراهيمَ .. قامَ عميدا
قد فَتَّ ساعِدَهُ ، وأحنى ظهرَهُ === موتٌ يَهابُكَ ، قد مشى مهدودا
يخطو الحسينُ مُكفْكِفاً دمعاً سقى === ضوءَ الشموسِ لتستمدَّ وَقودا
يبكيكَ حرّانَ الفؤادِ ، توكّأتْ === نبَضاتُهُ بالمستحيلِ صُمودا
يدري بزينبَ في الخيامِ ، سَكينةٌ === بإزائها ، نادتكُما لتعودا
لا بدَّ أن تأتي ... رُقيّةُ لم تعُدْ === تقوى على حتى البكاءِ همودا
عينُ الطفولةِ كلّها مشبوحةٌ === ليديكَ تحملُ للظِماءِ الجودا
أأخاهُ ، ها قد عادَ دونَكَ مُفرَداً === ماذا يقولُ لَهنَّ عنكَ فقيدا ؟!
أيقولُ : أزمعَ رحلةً لا تنتهي === في الخلْدِ تارِككُمْ ؟ وكُنتَ وَدودا
لو كنتَ أنتَ مكانَهُ ماذا تقولُ === وزينبٌ صاحتْ : إلينا عودا ؟؟
أمْ يا تُرى حسْبُ الدموعِ تكلُّماً === وعليٌّ السجادُ ناحَ بعيدا
لو كُنتَ ، لكنْ لن تكونَ ، ووحدَهُ === جاءَ الخيامَ فلا تكُ المفقودا !!
**** **** ****
الوردُ يبحثُ عنكَ ، هامَ لوجههِ === وأريجهُ باكٍ ، يفِرُّ شريدا
والشعرُ يفقدُ أبجديتَهُ ، وقد === خَرسَتْ قوافٍ كم شدتْ تمجيدا
والماءُ لا يدري ، يهرولُ ذاهلاً === لِيديكَ يلثمُها .. وخرَّ فقيدا !!
الآنَ .. حيثُ الآنُ سِرْبُ دقائقٍ === مسلوبةٍ زمناً ، تغذُّ صعودا
ومنارتانِ هُما يداكَ ، توثّقتْ === بهِما المجرّةُ ، لا تُطيقُ ركودا
أمسِكْ يدَ الأفلاكِ ، لولا أنها === بيديكَ ، مادتْ ، أو تعودَ بديدا
والْمسْ أسى الإنسانِ رامتْ قَتْلَهُ === غَدْراً خناجرُ مَنْ أطاعَ يزيدا
عباسُ ، يا أحلى ابتسامةِ حيدرٍ ؛ === ألِفَتْ مريضاتُ النفوسِ جُحودا
فأعِدْ إلى أرضِ الضميرِ ترابها === واغرِسْ بها حُبّاً يدومُ عهودا
الحبُّ كلُّ الحبِ أنتمْ أهلُهُ === فاسْتَنْبِتُوهُ في القلوبِ ورودا
وسلامُ ربكَ والملائكِ والأُلى === طَهُروا وطابوا لا يزال حميدا
والزاكياتُ الطيّباتُ غدُوَّها === ورَواحَها لَعليكَ ، طِبتَ شهيدا
للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
عباس يا أحلى ابتسامة حيدر
ظَمَئي يَجيئُك نوْرَساً مَحسودا === قد هامَ فيكَ جوىً .. أنِلْهُ وُرودا
مُتَفتِتاً عَطَشاً .. وغيثُكَ مُنْيَةٌ === مخبوءةٌ تهَبُ الوجودَ وُجودا
مِنْ بينِ كفّيكَ السحائبُ ترتوي === فيُعادُ تَشْكيلُ الغمامِ رعودا
قد طبّقَ الآفاقَ يَهدرُ بالتُقى === نغماً يُرَدِدُ ذِكْرَكَ المحمودا
**** **** ****
أأبا الظِماءِ ، أبا المياهِ ؛ تجمّعتْ === في مَحشَرٍ مِنْ راحتَيْكَ حُشودا
بِيَدٍ يَلوذُ الظامئونَ ، وفي يدٍ === الماءُ جاءكَ ظامئاً لِتَجُودا
فَلِذا وَهبْتَ يَمينَ جُودكَ لِلأُلى === ظَمِئوا .. وللماءِ اليَسارَ خلودا
**** **** ****
أأبا الضياءِ ، أبا الحياةِ ؛ تكوكبتْ === في طَلْعةٍ منكَ المفاخِرُ خُودا
كم غازلتْ ( قمَرَ العشيرةِ ) قد زها === ألَقُ البهاءِ بوجهِهِ ، لِيَسودا
ودَنتْ إليكَ المَكرُماتُ يتيمةً === تستافُ نبعَكَ زمزماً مفقودا
فإذا ب(عبّاسِ بنِ نفسِ محمّدٍ ) === أُفقاً أطلَّ .. فعانقتكَ سُجودا
**** **** ****
مِنْ مُقلتَيْكَ الفجرُ ينسلُ ضوءَهُ === بالطَّلّ مُغتسِلاً ، يشفُّ سعيدا
عيناكَ مرآتانِ ؛ شمسُ حُسَينِكَ === انهَمَرتْ أشعَتُها ، (انفَجَرْتَ) عَمُودا
نَرْجَسْتَ حتى همسةَ الضوءِ احتفتْ === جُملاً على شفتيكَ صِرْنَ نشيدا
إنْ تَنْبَجِسْ شفتاكَ تحتارُ الحروفُ ؛ === تطيعُ لفظَكَ ؟ أم تظلُّ شهودا ؟
فإذا نطقتَ تَخلّدَتْ كلماتِ نورٍ .. === أو سَكتَّ بكَ انتشتْ تحميدا
وتشكّلتْ والعلقميَّ كلوحةٍ === مَدَّ السماءِ تَوَهجتْ ترديدا :
واللهِ إنْ قطعوا يميني إنني === أبقى عن الدينِ المحاميَ جودا
وعن الإمامِ السبطِ أدفعُ كيدَهمْ === فبدونِهِ إسلامنا ما شِيْدا
وملَكتَ ماءَ النهرِ يَسْبَحُ في يديكَ === قد ارتوى ، ورأيتَهُ مورودا
لكن همستَ لنفسِكَ العلياءِ : هوني .. === فالحسينُ عن المَعينِ أُذيدا
مِن بعدِهِ لا كُنتِ ، أو مَجْدَاً تكوني === إنْ أُزَفَّ براحتيهِ شهيدا
الماءُ هذا الماءُ يذبلُ ! ينمحي !! === دونَ الحسينِ .. فأطعميهِ زُنودا
إن ماتَ هذا الماءُ مِنْ سغبٍ ، سيظمأُ === كلُّ جيلٍ يُستبى موءودا
هذي يدي اليمنى ، وتلكَ يَسارُها === أُهديهِما للناس فوداً ، فودا
إذ ذاكَ خافَ الموتُ موتَكَ شاهداً === مُستَشهَداً ، مُتشهّداً مشهودا
**** **** ****
الأرضُ كلُّ الأرضِ ، ها قد جُمّعتْ === في الطفّ تنتظرُ المدارَ جديدا
وحسينُهُ قطبُ الوجودِ ، لِواؤهُ === وحُسامُهُ بيدَيْكَ .. صُلْتَ فريدا
وركزتَ رايتَهُ على هامِ السُهى === وحَطَمْتَ بالسيفِ الجيوشَ حصيدا
ها قد صحَتْ عَزَماتُ حيدرَ ، عِرقُها === نبضٌ بجبهتِكَ استحرَّ وريدا
وتألّقتْ ( أُمُّ البنينَ ) بغُرّةٍ === لكَ أشرقتْ ، تتلو الإباءَ نشيدا
وسللْتَ عزماً من شيوخِ بطاحِها === وحفِظتَ للحسنينِ منكَ عُهُودا
ومضيتَ .. قرآنُ الإلهِ تلألأتْ === آياتهُ الحسنى بجِيدِكَ جيدا
وعلى رفيفِ تُقاكَ سِرْبُ ملائكٍ === متوضّئٌ بدِماكَ ، سارَ وئيدا
الأرضُ مُختَصَرُ السماءِ ، وأنتَ مَنْ === بنزيفِهِ غسَلَ الحسينُ البيدا
**** **** ****
أ أبا الفضائلِ كُلّها ، والفضلُ === واحدُها ؛ أتتكَ الأنبياءُ شهودا
هذا حسينٌ ، وهْوَ وارثُ آدمٍ === نوحٍ ، وإبراهيمَ .. قامَ عميدا
قد فَتَّ ساعِدَهُ ، وأحنى ظهرَهُ === موتٌ يَهابُكَ ، قد مشى مهدودا
يخطو الحسينُ مُكفْكِفاً دمعاً سقى === ضوءَ الشموسِ لتستمدَّ وَقودا
يبكيكَ حرّانَ الفؤادِ ، توكّأتْ === نبَضاتُهُ بالمستحيلِ صُمودا
يدري بزينبَ في الخيامِ ، سَكينةٌ === بإزائها ، نادتكُما لتعودا
لا بدَّ أن تأتي ... رُقيّةُ لم تعُدْ === تقوى على حتى البكاءِ همودا
عينُ الطفولةِ كلّها مشبوحةٌ === ليديكَ تحملُ للظِماءِ الجودا
أأخاهُ ، ها قد عادَ دونَكَ مُفرَداً === ماذا يقولُ لَهنَّ عنكَ فقيدا ؟!
أيقولُ : أزمعَ رحلةً لا تنتهي === في الخلْدِ تارِككُمْ ؟ وكُنتَ وَدودا
لو كنتَ أنتَ مكانَهُ ماذا تقولُ === وزينبٌ صاحتْ : إلينا عودا ؟؟
أمْ يا تُرى حسْبُ الدموعِ تكلُّماً === وعليٌّ السجادُ ناحَ بعيدا
لو كُنتَ ، لكنْ لن تكونَ ، ووحدَهُ === جاءَ الخيامَ فلا تكُ المفقودا !!
**** **** ****
الوردُ يبحثُ عنكَ ، هامَ لوجههِ === وأريجهُ باكٍ ، يفِرُّ شريدا
والشعرُ يفقدُ أبجديتَهُ ، وقد === خَرسَتْ قوافٍ كم شدتْ تمجيدا
والماءُ لا يدري ، يهرولُ ذاهلاً === لِيديكَ يلثمُها .. وخرَّ فقيدا !!
الآنَ .. حيثُ الآنُ سِرْبُ دقائقٍ === مسلوبةٍ زمناً ، تغذُّ صعودا
ومنارتانِ هُما يداكَ ، توثّقتْ === بهِما المجرّةُ ، لا تُطيقُ ركودا
أمسِكْ يدَ الأفلاكِ ، لولا أنها === بيديكَ ، مادتْ ، أو تعودَ بديدا
والْمسْ أسى الإنسانِ رامتْ قَتْلَهُ === غَدْراً خناجرُ مَنْ أطاعَ يزيدا
عباسُ ، يا أحلى ابتسامةِ حيدرٍ ؛ === ألِفَتْ مريضاتُ النفوسِ جُحودا
فأعِدْ إلى أرضِ الضميرِ ترابها === واغرِسْ بها حُبّاً يدومُ عهودا
الحبُّ كلُّ الحبِ أنتمْ أهلُهُ === فاسْتَنْبِتُوهُ في القلوبِ ورودا
وسلامُ ربكَ والملائكِ والأُلى === طَهُروا وطابوا لا يزال حميدا
والزاكياتُ الطيّباتُ غدُوَّها === ورَواحَها لَعليكَ ، طِبتَ شهيدا
للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
تعليق