القصيدة التاسعة / في حق الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليهما السلام كُتبت في بيروت بتاريخ 19/محرم/1419 :
زين الخلود
أطيافُ نورِكَ أغفى عندَها الحلُمُ === فأنتَ أكبرُ، حتى ما اجتلاكَ فَمُ
ما زلتَ سرَّ ابتسامِ الفجرِ .. ما انبلجتْ === شمسٌ إذا لم يكنْ أنتَ الضحى البَسِمُ
وبين كفّيكَ حامَ الوجدُ فاندهشتْ === بخافقي النبضاتُ البِيضُ والكلِمُ
خُذِ انبهاريَ في علياكِ أُمنيةً === يتيمةً حاصرتْ إيماضَها الظُلَمُ
ولم يكنْ غيرُ حرفٍ منكَ مرفأَها === وأنتَ أنتَ بهِ الأمواجُ والهِمَمُ
* * * * *
يا سيّدَ النبضِ ؛ وَهّجْ نزفَهُ حَذِراً === مِنْ أن يذوبَ .. ففي عينيكَ ينعدمُ
أُقلُّهُ .. وتحومُ الروحُ فائرةً === على جَناكَ ويُظميها الهوى العَرِمُ
في كُلّ ومضةِ نجمٍ قطرةٌ رعشتْ === من خافقي ارتشفتْها وهو يضطرمُ
حتّى رأيتُ الدُجى قلبي .. يُلَوّنُهُ === بما يرشُّ .. وكلّ الزاهراتِ دمُ
كتبتُ أحرُفكَ الخضراءَ باسمةً === على تَطلُّعِ روحي، وهي تحتدمُ
* * * * *
مولى حنينيَ ، زينَ العابدينَ ؛ ألا === أسرِجْ دموعَ الهوى .. إذ فيكَ تنتظمُ
واملأْ بجَلْوتِها دُنيايَ مُحتضِناً === روحي التي بيدَيْكَ الغُرّ تُرتَسمُ
ولُمَّني قسماتٍ غيرَ واضحةٍ === أفنى تعابيرَها التهيامُ والألمُ
وامحُ انطفاءاتِ روحي ، واسكبِ النهَرَ === الموّارَ مِن وجهكَ الأسمى بما يَسِمُ
واغرسْ مباهجَكَ الريّا بخالقِها === في عُمقِها .. فلأنتَ الصفوُ والكرَمُ
واكشفْ عن الخاطرِ الحيرانِ ما صبغتْ === قوافلُ الغبَشِ الجاني .. أيا حُلُمُ
أموتُ فيكَ .. وأنتَ العيشُ رائقةٌ === أفياؤهُ .. والهوى الجبّارُ يلتطمُ
لهفي عليكَ وقد آذتْكَ عاديةٌ === ممّن برائقِ إشراقِ الصباحِ عَمُوا
وكُنْ لعاصفِ أوجاعي بذكرِكُمُ === سواحلَ الأملِ النائي ستبتسمُ
خُذْ شهقتي لِفناءِ الصبحِ في مُقَلٍ === ذرفتَ منها انعتاقَ الأرضِ يا عَلَمُ
وخذْ فؤاديَ تحتَ القيدِ ، كي يَقِيَ === الجِلْدَ الذي قد تداعى وهو مُنْفَرِمُ
وخذْ جفوني وطاءً بينَ جسمِكَ === والنوقِ العجافِ ، فقدْ آذاكَ سيرُهُمُ
وخُذْ عروقي تُظلّلْكُمْ ، فهاجرةُ === القيظِ السَّمومِ وشمسُ النّارِ تضطرمُ
وامسحْ بروحي دموعَ الخوفِ هاميةً === على خدودِ اليتامى وهي تلْتَطَمُ
وانشرْ عليكُمْ فؤادي والعيونَ ، فذي === سياطُ أعدائِكُمْ تترى وقد هجمُوا
واسحقْ على رئتي ، رِجْلاكَ حافيةٌ === والرملُ جمْرٌ .. فلا تقرُبْ لهُ القدمُ
يا وجهَ أهلِ كساءِ النورِ أجمَعِهِمْ === وَحـّـِـــــدْ دمي بِدِماهُمْ حيثُ أنتَ هُمُ
* * * * *
ناجيتُ عَلياكَ عُصفوراً يغازِلُهُ === قلبُ السماواتِ ، حتّى غرّدَ النَغَمُ
أتيهُ فيكَ .. وتُضنيني بطولِ سُرىً === ولستُ أبلغُ شأواً ليسَ يستَلَمُ
أفنى بتيهي .. وتسبيني لذاذتُهُ === وأكتوي في هيامي والمدى ضَرَمُ
فتحتويني .. أرى عينَيْكَ سابحةً === في عُمقِ ذاتي .. أراني كِدتُ أنهدمُ
حقّاً أُحِسُّكَ في روحي وفي رئتي === وأنتَ غايةُ ما لا يدرِكُ الفهمُ
جَنَّنْتَ جامِحَ إحساسي وما نطقتْ === بعدُ القصيدةُ وهي الجُرحُ أقتَحِمُ
فتنكفي الأحرفُ الحرّى على شفتي === وفي المدى الصعبِ جرحي ليسَ يلتئمُ
هبني تجلّيكَ ، إنّ الصمتَ يخنقُني === وكلُّ ما شيّدَ التخييلُ منحَطِمُ
يا هامةَ الذِروةِ القمراءِ في رشَحِ === الخلودِ يُمطِرُ أقصى الكونِ ما يَشِمُ
وحدي أُعاوِدُ من علياكَ خائبةً === قصيدتي ، وأساها ليسَ ينفطِمُ
قدْ كنتُ آملُ لو يحدو إليكَ دمي === لكنّهُ ما ارتقى .. فاجتثهُ الندَمُ
للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
زين الخلود
أطيافُ نورِكَ أغفى عندَها الحلُمُ === فأنتَ أكبرُ، حتى ما اجتلاكَ فَمُ
ما زلتَ سرَّ ابتسامِ الفجرِ .. ما انبلجتْ === شمسٌ إذا لم يكنْ أنتَ الضحى البَسِمُ
وبين كفّيكَ حامَ الوجدُ فاندهشتْ === بخافقي النبضاتُ البِيضُ والكلِمُ
خُذِ انبهاريَ في علياكِ أُمنيةً === يتيمةً حاصرتْ إيماضَها الظُلَمُ
ولم يكنْ غيرُ حرفٍ منكَ مرفأَها === وأنتَ أنتَ بهِ الأمواجُ والهِمَمُ
* * * * *
يا سيّدَ النبضِ ؛ وَهّجْ نزفَهُ حَذِراً === مِنْ أن يذوبَ .. ففي عينيكَ ينعدمُ
أُقلُّهُ .. وتحومُ الروحُ فائرةً === على جَناكَ ويُظميها الهوى العَرِمُ
في كُلّ ومضةِ نجمٍ قطرةٌ رعشتْ === من خافقي ارتشفتْها وهو يضطرمُ
حتّى رأيتُ الدُجى قلبي .. يُلَوّنُهُ === بما يرشُّ .. وكلّ الزاهراتِ دمُ
كتبتُ أحرُفكَ الخضراءَ باسمةً === على تَطلُّعِ روحي، وهي تحتدمُ
* * * * *
مولى حنينيَ ، زينَ العابدينَ ؛ ألا === أسرِجْ دموعَ الهوى .. إذ فيكَ تنتظمُ
واملأْ بجَلْوتِها دُنيايَ مُحتضِناً === روحي التي بيدَيْكَ الغُرّ تُرتَسمُ
ولُمَّني قسماتٍ غيرَ واضحةٍ === أفنى تعابيرَها التهيامُ والألمُ
وامحُ انطفاءاتِ روحي ، واسكبِ النهَرَ === الموّارَ مِن وجهكَ الأسمى بما يَسِمُ
واغرسْ مباهجَكَ الريّا بخالقِها === في عُمقِها .. فلأنتَ الصفوُ والكرَمُ
واكشفْ عن الخاطرِ الحيرانِ ما صبغتْ === قوافلُ الغبَشِ الجاني .. أيا حُلُمُ
أموتُ فيكَ .. وأنتَ العيشُ رائقةٌ === أفياؤهُ .. والهوى الجبّارُ يلتطمُ
لهفي عليكَ وقد آذتْكَ عاديةٌ === ممّن برائقِ إشراقِ الصباحِ عَمُوا
وكُنْ لعاصفِ أوجاعي بذكرِكُمُ === سواحلَ الأملِ النائي ستبتسمُ
خُذْ شهقتي لِفناءِ الصبحِ في مُقَلٍ === ذرفتَ منها انعتاقَ الأرضِ يا عَلَمُ
وخذْ فؤاديَ تحتَ القيدِ ، كي يَقِيَ === الجِلْدَ الذي قد تداعى وهو مُنْفَرِمُ
وخذْ جفوني وطاءً بينَ جسمِكَ === والنوقِ العجافِ ، فقدْ آذاكَ سيرُهُمُ
وخُذْ عروقي تُظلّلْكُمْ ، فهاجرةُ === القيظِ السَّمومِ وشمسُ النّارِ تضطرمُ
وامسحْ بروحي دموعَ الخوفِ هاميةً === على خدودِ اليتامى وهي تلْتَطَمُ
وانشرْ عليكُمْ فؤادي والعيونَ ، فذي === سياطُ أعدائِكُمْ تترى وقد هجمُوا
واسحقْ على رئتي ، رِجْلاكَ حافيةٌ === والرملُ جمْرٌ .. فلا تقرُبْ لهُ القدمُ
يا وجهَ أهلِ كساءِ النورِ أجمَعِهِمْ === وَحـّـِـــــدْ دمي بِدِماهُمْ حيثُ أنتَ هُمُ
* * * * *
ناجيتُ عَلياكَ عُصفوراً يغازِلُهُ === قلبُ السماواتِ ، حتّى غرّدَ النَغَمُ
أتيهُ فيكَ .. وتُضنيني بطولِ سُرىً === ولستُ أبلغُ شأواً ليسَ يستَلَمُ
أفنى بتيهي .. وتسبيني لذاذتُهُ === وأكتوي في هيامي والمدى ضَرَمُ
فتحتويني .. أرى عينَيْكَ سابحةً === في عُمقِ ذاتي .. أراني كِدتُ أنهدمُ
حقّاً أُحِسُّكَ في روحي وفي رئتي === وأنتَ غايةُ ما لا يدرِكُ الفهمُ
جَنَّنْتَ جامِحَ إحساسي وما نطقتْ === بعدُ القصيدةُ وهي الجُرحُ أقتَحِمُ
فتنكفي الأحرفُ الحرّى على شفتي === وفي المدى الصعبِ جرحي ليسَ يلتئمُ
هبني تجلّيكَ ، إنّ الصمتَ يخنقُني === وكلُّ ما شيّدَ التخييلُ منحَطِمُ
يا هامةَ الذِروةِ القمراءِ في رشَحِ === الخلودِ يُمطِرُ أقصى الكونِ ما يَشِمُ
وحدي أُعاوِدُ من علياكَ خائبةً === قصيدتي ، وأساها ليسَ ينفطِمُ
قدْ كنتُ آملُ لو يحدو إليكَ دمي === لكنّهُ ما ارتقى .. فاجتثهُ الندَمُ
للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
تعليق