إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رقية تلفظ أنفاسها للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رقية تلفظ أنفاسها للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله

    القصيدة الرابعة عشرة / كُتبتْ في مرقد السيدة رقية في دمشق بتاريخ15/صفَر/1419:

    رقية تلفظ أنفاسها
    عيناكِ ذارفتانِ ،
    خائفتانِ ..
    هاربتانِ
    للرمحِ الطويلْ
    وعيونُ والدِكِ الحسينِ
    تُسافرانِ حَمَامتَيْنِ إليكِ
    في ليلِ الرحيلْ
    نجواكما
    تُبكي النجومَ الساهراتْ
    يتعثّرُ القمرُ الحزينُ
    على بحارِ الدمعِ
    تنتحبُ المجرّاتُ الشجيّةُ في الظلامْ !
    نجواكما
    شفَةٌ تُردّدُ همسَ ربّكما ..
    فيُعولُ جبرئيلْ
    ما زال يسمعُ صوتَكِ المُتهدّجَ المُلتاعَ
    يندبُ رأسَ نورِ اللهِ
    في الصمتِ الثقيلْ :
    أبتاهُ ؛
    أينَ وميضُ عينيكَ الجميلْ ؟
    أينَ ابتسامتُكَ الوضيئةُ
    تحتوي جسدي النحيلْ ؟
    أين النداءُ الحلْوُ :
    ((يا روحي ،
    رُقيّةُ ؛
    ها أتيتُ ..
    فأوقدي القنديلَ
    وافترشي المُصلّى ..
    سامريني )) ؟
    أبتاهُ ؛
    أينَ يداكَ ؟
    أينَ نصاعةُ النحرِ الملوَّنِ بالضياءْ ؟..
    أبتاهُ ؛
    هاجَ الشوقُ بي
    فلْتَحضِنِ القلبَ
    الذي ينسابُ نحوَكَ يا حبيبي ..
    أواهُ يا أبتاهُ ؛
    أينَ تركتَ صدرَكَ
    ذلكَ المأوى لكلّ ِ جوى القلوبِ
    * * * * *
    أبتاهُ ..
    يا أبتاهُ ؛
    أرَّقني بكاءُ ( سكينةٍ ) في الليلِ ..
    ها إني سمِعتُ أنينَ هَمْسِ ندائها
    ورأيتُ
    كيفَ جثَتْ بناتُ الكونِ
    عندَ دُموعِها الغُدرانِ
    حينَ سقتْ بَريقَ سنائها ...
    * * * * *
    أبتاهُ
    يا أبتاهُ
    يا أبتاهُ ؛
    حُزْني المُرُّ يُحرِقُني
    وذي قطَراتُ نحرِكَ
    لم تزلْ تُغري طراوتُها دموعي ..
    هذي دماؤكَ لم تزلْ
    فوقَ السنانِ
    تخطُّ آياتِ الكتابِ
    أبتاهُ ؛
    كفكفْ دمعتي
    إني أذوبُ بقَطْرِها الحرّانِ
    مثلَ رؤى السرابِ
    أبتاهُ ؛
    قلبي جُنَّ فيهِ النبضُ
    واضطربَ الوجيبْ ...
    أتراكَ تذكرُ ....
    أتراكَ تَذكرُ
    كيفَ كنتَ تجيءُ نحو خيامِنا
    ولهانَ
    تحملُ أوجُهَ الأقمارِ
    تغسِلُها الجِراحْ ؟
    أوّاهُ يا أبتا
    أنا ...
    للآنَ
    أذكرُ ( قاسِماً ) و( الأكبرا )
    ما زلتُ حتى هذهِ اللحظاتِ
    أسمعُ حشرجاتِ أخي الرضيع ..
    ما زلتُ أنظُرُ
    كيفَ تهوي رايةُ ( العبّاسِ )
    والماءُ المُراقُ
    يسيلُ من جُرحِ القُرَيبةِ
    يغسلُ الرمضاءَ
    علَّ يَرفُّ فيها الياسمينْ
    ما زلتُ أذكرُ
    كيفَ جاءَ جوادُكَ الباكي
    يُحمْحِمُ في أساهُ
    وأخي المريضُ
    أخي المريضُ
    يئِنُّ
    والنيرانُ شبَّتْ في خِباهُ ...
    ما زلتُ أذكرُ
    كيفَ هِمْنا فيِ الصحارى
    وخيولُ أعداءٍ تجولُ
    ونحنُ
    بينَ سياطِهِمْ نعدو حيارى
    * * * * *
    أبتاهُ
    يا أبتاهُ
    يا روحي ؛
    وأذكرُ
    كيفَ كنتُ أراكَ مطروحاً
    على جمْرِ الصعيدْ
    ومواجعُ الألمِ الرهيبِ
    ترقّقُ الصوتَ البعيدْ :
    (( قد هانَ ما ألقى ..
    ففي عينيكَ يا ربي الحبيبْ )) ..
    * * * * *
    أوّاهُ ....
    وايُتْماهُ ......
    ما أشجى اختلاجتَكَ العنيفةَ
    حينما فُريَ الوريدْ !..
    وبقلبِكَ السهمُ المُثلّثُ
    يسرقُ النبضاتِ
    يشربُ ما تبقّى من وجيبْ !
    * * * * *
    أبتاهُ
    يا أبتاهُ
    يا أبتاهُ
    هذا رأسُكَ المرفوعُ
    ينظُرُ لي
    ويبكي إنْ بكيْتُ
    أبتاهُ
    يا أبتاهُ
    يا أبتاهُ
    خُذْ روحي إليكَ
    فها .. أنا
    حُزناً
    فنيْتُ .......................


    للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله

  • #2

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X