ثانيا : ذكر مصائب الحسين ع في مختلف المناسبات :

ورد في الحديث ان الامام الصادق ع قال لداود الرقي :
(( اني ما شربت ماءا باردا الا وذكرت الحسين ع ))

كما جاء في الخبر ان المنصور الدوانيقي , لما احرق دار الامام الصادق ع كان فيها فاطفأها وهدأ الصبية ,
وفي اليوم التالي اتاه عدد من اشياعه فرأوه مغموما باكيا فسألوه عن ذلك هل بسبب هتكهم لحرمته ؟ ,
فاجاب : (( لا , ولكن لما اخذت النار ما في الدهليز نظرت الى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة الى حجرة ومن مكان الى مكان هذا وانا معهن في الدار , فتذكرت فرار عيال جدي الحسين ع يوم عاشوراء من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء )) .




يتبع ان شاء الله
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

ثالثا : البكاء والابكاء :

ان اعظم اسلوب اعتمده الائمة الاطهار عليهم السلام لاحياء النهضة الحسينية البكاء على الامام الحسين ع .

فقد عاش الامام السجاد عليه السلام حالة الحداد طيلة حياته على قضية عاشوراء , فبكى على هذه المصيبة بكا جعله يلقب بـ ( بكائي العالم ) .
حيث قال عليه السلام : ( اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا حنقتني العبرة ) .

وبكاء الامام عليه السلام في مختلف المناسبات ادى الى صحوة عامة وحال دون نسيان ذكر شهداء الطف .

ولم يكتف الائمة عليهم السلام بالبكاء على مصاب سيد الشهداء فحسب , بل كانوا يحثوم الاخرين ويرغبونهم بالبكاء عليه .
فقد جاء في رواية الامام الرضا ع :
(( فعلى مثل الحسين فليبك الباكون , فان البكاء يحط الذنوب العظام )) .

وبموازاة الثواب العظيم الذي ذكر في الروايات عن البكاء , عناك المزيد من الثواب ايضا على الابكاء , بل حتى التباكي !

ففي الخبر :
(( ... من بكى وابكى واحدا فله الجنة , ومن تباكى فله الجنة ))

رابعا : حث الشعراء على المراثي :

حظى الشعراء الذين نظموا الشعر في مصاب الامام الحسين عليه السلام , وانشدوها في المجالس والمحافل , باهتمام الائمة المعصومين عليهم السلام , وفائق لطفهم وعنايتهم .
وكان مشاهير الشعراء مثل ( الكميت الاسدي ) و ( دعبل الخزاعي ) و ( السيد الحميري ) .....الخ .
وبصفتهم ( شعراء اهل البيت ) عليهم السلام وتشجيع الائمة عليهم السلام , يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة لدى الناس .

قال هارون المكفوف احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام : دخلت على الامام عليه السلام , فقال انشدني فانشدته فقال :
( لا , كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره ) ,
فانشدته :
امرر على جدث الحسين **** فقلت لاعظمه الزكيه

فرأيته بكى فسكت .
فقال : انشد , فانشدت حتى بلغت هذا البيت :
يا مريم قومي اندبي مولاك
وعلى الحسين اسعدي ببكاك

فبكى الامام عليه السلام , وصرخت النسوة ,
فلما هدأ قال عليه السلام : ( يا ابا هارون من انشد في الحسين فابكى عشرة فله الجنة .) .


يتبع ان شاء الله تعالى .