بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : "أقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم"..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرسالة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الآخرة والأولى ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله

السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلاء على مرضاة الله ، والمستقرين في أمر الله ونهيه ، والناهين في محبة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على أئمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل الذكر ، وأولي الأمر ، وبقية الله وخيرته وحزبه ، وعيبة علمه وحجته ، وصراطه ونوره وبرهانه ، ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
قال الله العظيم في كتابه الكريم:
[ وتولى عنهم و قال يا أسفى على يوسف، و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين]. سورة يوسف 84، 85 .
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم
.ففي هذه الآيات تبين بالتفصيل مستوى ذلك البكاء وحجم الحزن الذي سيطر على يعقوب عليه السلام، إذ ابيضت عيناه من كثرة البكاء .. أي أصيب بالعمى ..
فقد روى أنه عمي ست سنين، وقد رافق ذلك البكاء حزن طويل
(فهو كظيم ) أي مليء من الهم والحزن ممسك للغيظ لا يشكوه لأهل زمانه ولا يظهره بسانه..
وقد بلغ من حزنه وبكائه أن المحيطين به ضاقوا به ذرعا .. فقالوا لا تزال تذكر يوسف (حتى تكون حرضا ) بمعنى فاسد العقل أو مشارفا على الموت .. (أو تكون من الهالكين ) اي من الميتين..
وإنما قالوا ذلك لتبرمهم من بكائه أو لإشفاقهم عليه .. وهذا يعني أنه عليه السلام صنع قضية من خلال بكائه على ابنه ..
إنه فعلا بكاء مر وحزن طويل لدرجة حين سئل عنه الإمام الصادق عليه السلام، حيث قيل له: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال: حزن سبعين حرى ثكلى ؟؟
[ وتولى عنهم و قال يا أسفى على يوسف، و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين]. سورة يوسف 84، 85 .
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم
.ففي هذه الآيات تبين بالتفصيل مستوى ذلك البكاء وحجم الحزن الذي سيطر على يعقوب عليه السلام، إذ ابيضت عيناه من كثرة البكاء .. أي أصيب بالعمى ..
فقد روى أنه عمي ست سنين، وقد رافق ذلك البكاء حزن طويل
(فهو كظيم ) أي مليء من الهم والحزن ممسك للغيظ لا يشكوه لأهل زمانه ولا يظهره بسانه..
وقد بلغ من حزنه وبكائه أن المحيطين به ضاقوا به ذرعا .. فقالوا لا تزال تذكر يوسف (حتى تكون حرضا ) بمعنى فاسد العقل أو مشارفا على الموت .. (أو تكون من الهالكين ) اي من الميتين..
وإنما قالوا ذلك لتبرمهم من بكائه أو لإشفاقهم عليه .. وهذا يعني أنه عليه السلام صنع قضية من خلال بكائه على ابنه ..
إنه فعلا بكاء مر وحزن طويل لدرجة حين سئل عنه الإمام الصادق عليه السلام، حيث قيل له: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال: حزن سبعين حرى ثكلى ؟؟
وفي هذه الآية المباركة تلفت الانتباه هنا أن سيدنا يعقوب عليه السلام كان يعلم بأن يوسف على قيد الحياة .. ومع ذلك بكى هذا البكاء الطويل والمر ..
فقد روى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن حسان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن يعقوب حين قال لولده "اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه" أكان يعلم أنه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عيناه من البكاء عليه، قال عليه السلام نعم علم أنه حي حتى أنه دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت في أطيب رائحة وأحسن صورة فقال له من أنت؟
قال: أنا ملك الموت أليس سالت الله أن ينزلني عليك؟
قال: نعم، قال: ما حاجتك يا يعقوب؟
قال له: أخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أم تفريقا ؟
قال: يقبضها أعواني متفرقة ثم تعرض علي مجتمعة .
قال يعقوب عليه السلام: فأسألك بإله إبراهيم واسحق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف؟ قال: لا، فعند ذلك علم أنه حي فقال لولده: اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
فإذا كان نبي الله يعقوب عليه السلام عكف على هذا المستوى من البكاء مع أنه يعلم بوجود ابنه وأنه سيعود إليه، فلابد أن يكون هناك سبب لذلك، وفعلا كان هناك سبب مهم بينته الآيات في صدر سورة يوسف عليه السلام وهو الذي جاء على لسان أبناء يعقوب: "أقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم"..
أقول .. إن أخوة يوسف لما رأوا اهتمام أبوهم به .. تآمروا عليه بهدف محو اسمه من ذاكرة أبيه بأي طريقة، إما عبر القتل "اقتلوا يوسف" أو تغييبه في أرض "أو اطرحوه أرضا" لا يقدر معه العود إلى بيت أبيه
"أو اطرحوه أرضا".
فكلمة يخل في قوله تعالى "يخل لكم وجه أبيكم" يستفاد منها أنهم كانوا يطمحون إلى إلغاء شخصية يوسف ونسفها من حياة يعقوب عليه السلام ليصفوا لهم الجو ..لكن حين أكثر يعقوب من البكاء على ابنه مدة عشرين سنة أفشل مؤامرتهم وحافظ على ذكر يوسف ,, لأنه صنع من اختفائه حدثا عظيما عبر البكاء..
وهنا يتضح لنا ,,بأن هذا الاسلوب تماما ما نعنيه من الفلسفة الاجتماعية للبكاء ..
وهو أيضا ما ينطبق على بكائنا على الإمام الحسين صلوات الله و سلامه عليه إذ أن القوى المعادية للإمام الحسين عليه السلام كانت تهدف إلى محو ذكر أهل البيت صلوات الله و سلامه عليهم وطمس أي أثر لهم ..
كما ظهر في تصريحاتهم المشهورة: " لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية " ..
ولهذا قالت الحوراء زينب صلوات الله و سلامه عليها لابن أخيها الإمام السجاد صلوات الله و سلامه عليه وهي على ظهر الناقة:
" وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وطمسه...".
وقالت مخاطبة يزيد في مجلسه:
" فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا...".
إذن كان الأعداء يهدفون إلى طمس ذكر أهل البيت عليهم السلام .. وكان البكاء هو الوسيلة المناسبة التي تحافظ على ذلك الذكر عبر الأجيال .. فهو أشبه بتحد لتلك القوى وإصرار على التمسك بحبل أهل البيت وبقضيتهم مهما طال الزمان..
ولهذا أكد الأئمة عليهم السلام على البكاء والتباكي على الإمام الحسين عليه السلام بلا انقطاع ..
ومن هنا جاءت في الرواية عن الإمام السجاد علي بن الحسين صلوات الله و سلامه عليهما أنه بكى على أبيه الحسين عشرين سنة .. وما وضع بين يديه طعام إلا بكى .. حتى قال له مولى له: يا ابن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟
فقال له:" ويحك .. إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشرة ابناً، فغيب الله عنه واحداً منه، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حياً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني؟"
وكان عليه السلام إذا أخذ إناء ليشرب الماء ـ تذكر عطش أبيه الحسين عليه السلام ومن معه ـ فيبكي حتى يملأها دمعاً.
فقيل له في ذلك، فقال: "وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش؟"
وكيف بذلك بصاحب الأمر أرواحنا له الفداء في زيارته الناحية مخاطبا جده الامام الحسين عليه السلام " لأبكين عليك بدل الدموع دما "
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعلنا من السائرين على نهج أهل البيت صلوات الله و سلامه عليهم ..
و الطالبين بثأر سيدالشهداء مع ولده الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف و النائلين بشفاعتهم يوم الورود أنه على كل شيء قدير ..
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا ..
ودمتم للموالين ذخرا ..
تعليق