X
-
عذراً لم يكن الموضوع ظاهراً (كان باطناً) !
بسم الله الرحمن الرحيمقراءة في مفهومي (الظاهر) و(الباطن) :
(الظاهر) و(الباطن) فيما يخص الخالق:
إن أول ما نستذكره من هاتين الكلمتين( الظاهر والباطن) هو أنهما من أسماء الله الحسنى.
فالله سبحانه وتعالى هو الظاهر والباطن.
ويقول في ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك في الخطبة (152) من نهج البلاغة:
{ الظّاهِرُ لاَ بِرُؤيَة، وَالْبَاطِنُ لاَ بِلَطَافَة } ..
فالله سبحانه وتعالى ظهر حتى بطن , وبطن حتى ظهر.. ظاهرٌ لنا لا برؤية , وباطنٌ لا بلطافة..
هكذا يعرّف لنا أمير المؤمنين مفهومي الظاهر والباطن فيما يتعلق بالله جل وعلا.. فهو رغم ظهوره غير مرئي , ومن رد على ذلك وقال أن الله مرئي أو له صورةٌ مرئية فقد رد على أمير المؤمنين , ومن رد على أمير المؤمنين فقد رد على الله , ومن رد على الله فقد كفر.
فظهور الله وبطونه ليس ظهوراً مادياً أو بطوناً مادياً , لأن الله ليس مادةً مخلوقةً وإنما ذات إلهية خالقة قديمة..
والله حيث هو ظاهر هو باطن , وحيث هو باطن هو ظاهر , فلا يظهر بعضه ويبطن بعض آخر , حيث لا بعض له ولا أقسام , فالظاهر هو الباطن هو الله ..
وبذلك لا يُمكن القول أن الله ظاهره كذا وباطنه كذا , لأن باطنه عين ظاهره , وظاهره عين باطنه , فإن اختلف المفهومان يبقى المصداق واحداً وهذا هو التوحيد..
أما من قال أن لله ظاهراً مغايراً لباطنه , فقد خرج عن التوحيد لا شك.
وإن كان الظاهر غير الباطن لكان الله مركباً , وكل مركبٍ محتاجٌ إلى أجزاءه فيكون الله محتاجاً فقيراً لا غنياً واجباً ..
ولو كان الباطن غير الظاهر لكان الله بصفة المخلوقين مركب فقير , يشبه الخلق وله مثيل.
فلذلك كان الظاهر عين الباطن والباطن عين الظاهر.
وعليه فإن كل شيء له ظاهر وباطن فهو مخلوق.
أي إذا ثبت أن لهذا الشيء ظاهر و باطن , فإن النتيجة الحتمية المترتبة على ذلك هو أن هذا الشيء مخلوق ..
لأن الذي له ظاهر وله باطن مغاير فهو مركب من ظهور وبطون أو من ظاهر وباطن .
والخالق لا يمكن أن يكون مركباً , فإذاً هذا الشيء مخلوق.
أما الله سبحانه وتعالى فهو ظاهر باطن , ظهوره عين بطونه وبطونه عين ظهوره , ليس له ظاهر وباطن ,بل هو الظاهر والباطن بآنٍ معاً ..
أي : إن من ثبت أن ظاهره إمامة ووصية وباطنه غيب لا يُدرك , فقد ثبت أنه مخلوق.
لأنه مركب من ظاهر وباطن , ومهما تأولت تلك الجملة وحاول الحربائيون تكييفها وتحسينها , فإنه لا يمكن الفرار من حقيقة أن الإمامة والوصية مغايرة للغيب الذي لا يُدرك, وهذا يقود وبشكل تلقائي إلى أن هذا الشخص أو الشيء مخلوق حتماً.
الظاهر والباطن فيما يخص المخلوقات :أما إذا انتقلنا إلى المخلوقات , فإن للظاهر والباطن منحى مختلف..
والاختلاف واقع بين المستبصرين والباطنيين في الفرق الباطنية المغالية على هذا المفهوم..
ويجب التنبيه إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن هنا , في تعريف مفهوم (الظاهر والباطن) لا في إنكار وجود (الباطن) من أصله..
وكل المحاولات التي يقوم بها أصحاب العقليات القديمة والفكرية المتخلفة التي تهدف إلى إيهام الناس أن التيار الإصلاحي يريد أن يتعامل مع القشور وأن التيار التقليدي يريد التعامل مع الجوهر والباطن , كلها محاولات للتلبيس على الناس لغشهم وقيادتهم إلى أودية جهنم السحيقة.
حيث يرى الباطنيون أن الظاهر هو قشرة خارجية لا أهمية لها , وأن الباطن هو اللب وهو الشيء الوحيد المهم.
والظاهر هو العمل , والباطن هو المعرفة , فلذلك أسقطوا العمل واكتفوا بالمعرفة.
وبالتالي فإن مفهوم (الظاهر والباطن) عندهم هو أشبه بالعلاقة بين الجسد والثوب.
فالجسد هو الباطن , والثوب هو الظاهر, والثوب يمكن تغييره وتبديله دون أن يُضر ذلك في الجسد أي الباطن .
وبالتالي فإن الظاهر غير مرتبط بالباطن , فالظاهر مجرد غطاء يغطي الباطن ويستره.
ولم يكن الظاهر عندهم مجرد العمل , بل حتى المعرفة والعلوم قسموها إلى معرفة ظاهرية وأخرى باطنية , ولكن ظاهرية بمعنى أنها قشرية لا قيمة لها وباطنية بمعنى أنها هي الجوهر.
على العكس من ذلك يرى المستبصرون أن الظاهر والباطن متلازمان ولا يصح أحدهما دون الآخر , فالظاهر عمل والباطن معرفة , ولكن هذه المعرفة ليست بعيدة عن هذا العمل
فليست الصلاة الظاهرة غير الصلاة الباطنة , بل إن الصلاة الظاهرة هي الصلاة الباطنة مع فارقٍ أساسي هو أن ظاهر الصلاة هو العمل , أما باطنها فهو معرفة هذا العمل.
كالعلاقة بين القلب والحب , فالظاهر هو القلب أما الباطن فهو الحب , وكثيراً ما يعبر عن الباطن بالظاهر , كأن يرسم أحد قلباً للتعبير عن حبه. والإنسان لا يستطيع أن يحب دون قلب فهو يحتاج للظاهر حاجةً ضرورية للحصول على الباطن.
ولا يُمكن للإنسان أن يرتقي في معرفة الله سبحانه وتعالى دون إقامة الظاهر ..
ولذلك قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام:
من أقام الظاهر دون الباطن فهو حشوي , ومن أقام الباطن دون الظاهر فهو زنديق , ومن أقام الظاهر والباطن معاً فذلك هو التوحيد.
لأن من ادعى المعرفة دون العمل فهو كاذب ملحد برب الأرباب , يدعي لنفسه معرفة الله دون الحاجة لسلوك الطريق التي أوجبها الله على عباده , وهذا هو الكفر بعينه .
أما من أقام الظاهر دون الباطن فهو يقوم بحركات الصلاة الظاهرية وقلبه مشغولٌ بأمور الدنيا , فهذا حشوي , أما المؤمن العارف من شيعة أهل البيت فيعمل ويعرف بآنٍ واحد.
وإن القلب محسوس يمكن رؤيته ومعاينته , أما الحب فلا يمكن رؤيته , هل يستطيع أحد أن يرى الحب ببصره وإن قام بتشريح القلب .؟
كذا الظاهر محسوس نراه ونعاينه, أما الباطن فلا يمكن رؤيته أو معاينته.
وإن كان هناك علوم سطحية وأخرى أعمق منها , فهذا يمكن أن يطلق عليه الظاهر والباطن , حيث أن السطح ظاهر وما هو أعمق باطن , فهذا الباطن هناك أعمق منه أيضاً وبالتالي أبطن منه , ولكن كل هذه العلوم بالنهاية ظاهرة بحقيقتها ,لأن الباطن المقصود هو العلم الباطن في القلوب والعقول والذي لا يُمكن تجريده عن أصحابه وتدوينه .
فكل ما يُمكن أن يظهر للناس عامة فهو ظاهر , وكل علم لا يمكن التوصل إليه إلا بطريق يسلكها الفرد الواحد فهو باطن.
المقارنة بين المفهومين:
عند تأمل كلا القراءتين نستنتج الفوارق التالية بينهما:
1-القراءة التقليدية ترى أن الظاهر مجرد قشور, بينما القراءة الإصلاحية ترى أن الظاهر ضرورة لا يقوم الدين بدونها.
2-القراءة التقليدية ترى أن الظاهر مغاير للباطن حيث هناك صلاة ظاهرية وأخرى باطنية, بينما القراءة الإصلاحية ترى أن الباطن ملازم للظاهر فالصلاة واحدة ظاهرها الأفعال وباطنها الإحساس أو المعرفة.
3-القراءة التقليدية ترى أن الباطن معلومات منفصلة عن ظاهر الدين , ويمكن لهذه المعلومات أن تنتقل بواسطة السمع والبصر عبر قراءة الكلمات والكتب , بل إن الطريق الوحيد لاستمرار الباطن هو استمرار كتابته ونسخه وتعلمه, بينما ترى القراءة الإصلاحية أن الباطن محسوس بواسطة الظاهر , لا بواسطة السمع والبصر فالتوصل إلى الباطن لا يتم إلا بطريق واحدة هي إقامة ظاهر الدين وسلوك الطريق الشرعية التي جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليها سار أهل بيته وشيعتهم.
4-القراءة التقليدية ترى أن الباطن سلعة يُمكن لجميع أبناء الطائفة الحصول عليها وبآنٍ واحد , بينما القراءة الإصلاحية ترى أن للباطن قدسية تجعله لا يستقبل الواردين إلا فرادى, ولا يستقبلهم إلا بشرطٍ واحد هو إقامة الظاهر .
وفي نفس الوقت يرى التقليديون أن الباطن حكر على أناسٍ محددين , وُلدوا في هذا المجتمع, بينما يرى الإصلاحيون أن الباطن للجميع.
وبالتالي فإن القراءة التقليدية ترى أن الباطن خاص يعطى بطريقة عامة ,والمعطي هو الناس أنفسهم , بينما القراءة الإصلاحية ترى أن الباطن عام يعطى بطريقة خاصة , والمعطي هو الله سبحانه وتعالى.
وبناء عليه نجد أن المغالين التقليديين يتعاملون مع ما يسمونه (باطن) بالطريقة التي لا يمكن التعامل بها إلا مع ما هو ظاهر وبغض النظر عما يسمى.
فالباطن عندهم هو ظاهر في حقيقته مكتوب في الكتب وينتقل بشكل ظاهري ولكن سري , وهذا هو الوجه الوحيد الذي يبطن فيه , أما هو من حيث هو فإنه ظاهر .
لأن (الباطن) عندهم عبارة عن أفكار ومعتقدات ورؤى فلسفية مسطورة , فهي ظاهرة, و الوجه الباطني الوحيد لها هو أن هذه الأفكار والمعتقدات الغريبة عن الإسلام تنتقل بشكل سري بين أتباعها ومتبنيها .
وقد رأينا أن الظاهر عندهم كالثوب الذي يستر الجسد الذي هو الباطن , وحقاً إن هذه هي نظرتهم , وأرجو الانتباه إلى أن الثوب إنما يستر عورات الجسد , فلو لم يكن الباطن عندهم مليء بالعورات لما نظروا إلى الظاهر على أنه ثوب.
أما (الباطن) عند التيار الإصلاحي , فيتمتع بمكانة سامية ورفيعة , حيث أنه لا يُسطر بل يتربع في الصدور , ولا يتخطى الطرق الشرعية الإسلامية التي أمر بها الله سبحانه وتعالى بل إن الطريق إليه هو الصراط المستقيم.
وعليه فإن علم الصدور حقيقةً لا يُطلق على (باطن) التقليديين , بل إنه حقاً (باطن) الإصلاحيين المتنورين.
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
ان الله هو المحيط الذي يحيط بظاهرة وباطنه كحقيقة واحدة لا باطن ولا ظاهر فيها
لانه ببساطة في الكل لا بداية له ولا نهاية بل الحقيقة وحدها
هو الظاهر والباطن في نفس الوقت
ربما الأشياء تبدو في ظاهرها ساكنة لا حراك فيها، بينما الحقيقة إنها تتألف من ذرات وهذا لا يعني بان لها ظاهر وباطن بل حقيقة واحدة انها هكذا
ولا يمكن ان يكون للظاهر باطن ولا للباطن ظاهر لان الكون كله بما فيه ومن فيه مظهر لمظاهر أسمائه وصفاته ولكننا لا نعي ذلك حقيقة واحدة احدية
وكمال توحيدة تعددة
هوالاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
يقول أمير المؤمنين وامام العالمين ونقطة الأولين (ع) في معنى كون الله جل وعلا جلياً دون تجلٍّ: (الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور ودلّت عليه أعلام الظهور وامتنع على عين البصير فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره، سبق في العلو فلا شيء أعلى منه، وقرب في الدنو فلا شيء أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقه، ولا قربه ساواهم في المكان به)
هذا التوجيه من لدن أمير المؤمنين (ع) يجعلني ايضا اتوقف قليلا
لأبحث عن الوعي الذي استطيع به ومنه ا ن أعي ما يقصدة امام العالمين
فهو يوضح بانه ليس هناك من فصل بين كل تلك الاشياء ولا تناقض ولكن توحيد، ما الجسم إلا روح مرئية، وما الروح إلا جسم غير مرئي.... هل يمكنك أن تفصل الرقص عن الراقص؟ الرسّام عن لوحته؟ أو المغني عن أغنيته؟.... لا يمكن لذلك أن يتواجد بانفراد، فهما تجلّي وتوحيد للظاهر والباطن معا وتعبير عن نفس الطاقة...
حينما تزيل الحدود الظاهرة والباطنة في خريطة قلبك بين روحك وجسدك، بين داخلك وخارجك، بين الأعلى والاسفل وتوحدهما ستصل لحقيقة الحقيقة...
الحقيقة على.. صدى الأخرة و الأولى.. لا يسع اللسان أن يضم الأحرف و يصوغها في كلمات و عبارات..
فهي استنارة تختبرها و تشهد عليها الذات .. حيث لا شهيد و لا رقيب عليك إلا نفسك.. في لحظة يعلو فيها الذكر و يدنو منها الفكر.. يسكر الكيان و يصمت اللسان و ينشي الوجدان بالرحمان..
لو حاول اللسان او العقل أن يصف تللك السكينة... سيلفق و يخلق الأكاذيب.. سيكون الوصف في صفا غريب.. يبعد عنك الحق القريب.. فالحق ينبثق نورا في كل قلب رقيب..
كل ما عظم شأنه في الحياة و كل ما عانقته روح الأحياء و حاولت ألسنتهم أن تصوغ العظمة في إناء يروح كله هباء..
كيف يمكن أن تأسر اللامحدود بالمحدود.. كيف يضم المطلق الحر
حالة الانسجام المطلق بين الروح والمادة في ضوء الفناء بالذات الإلهية
عروج إقبال وتوقه إلى مقام الشهود
رحلة تكمُن في عمق كل واحد منا
ولكن هيهات
فما زلنا مختلفين وسنظل كذلك منقسمين ومقتسمين الي ظاهريين وباطنيين او نقول لا ظاهر بلا باطن ..... و لا باطن بلا ظاهر
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً للأخ الكريم على مشاركته , وأنا أرحب بأي كلام عقلي محترم
أريد أن أبين لك أخي الكريم بعض النقاط الخاطئة التي قلتها , وإن كان قد التبس علي شيء أخبرني
أولاً : إن كلامك عن "الظاهر" و"الباطن" بالنسبة لله عز وجل فهو تأكيدٌ لما ذكرته في مقالي
أما تعميمك القول في المخلوقات فهذا مما لا شك في مخالفته للصواب..وذلك لأن المخلوقات عموماً مركبة
من ظاهر وباطن , فالإنسان مثلاً لا يُمكن أن نعتبره حقيقة واحدة بل إنه مما لا يُدفع أن للإنسان جسد (ظاهر) وروح (باطن)
وطبعاً هناك تمازج بين هذين المكونين إلا أنهما يبقيان من طبيعتين مختلفتين
فالإنسان حين يموت يموت الجسد فيه ولكن الروح لا تموت...دليل ذلك قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }العنكبوت57
فالنفس أو الروح تتذوق الموت , وحين تتذوق شيئاً فيجب أن تكون حية حتى تتذوقه
كما أن عذاب القبر والحياة في البرزخ من دلائل حياة الروح في حين وموت الجسد... فكيف جعلت الروح والجسد حقيقة واحدة؟
لو كانا حقيقة واحدة ليس لها ظاهر ولا باطن لكان من الواجب أن يموتا معاً ويعيشا معاً
دليلٌ آخر قوله تعالى : {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29
فبعد أن خلق الله الجسد نفخ فيه الروح
فالروح شيء مختلف عن الجسد , ولكن هناك رابطة قوية جداً بينهما وليس هذا محور حديثنا بل المهم أن هناك ظاهر مغاير للباطن
كما أن ادعاءك أنه لا يُمكن أن يكون هناك ظاهر دون باطن أو باطن دون ظاهر ادعاء واضح في مجانبته للحقيقة لأنه لو صح ذلك
صح أن الصلاة مقبولةٌ بعيداً عن الخشوع أو الالتفات للذكر وما أشار غليه الأئمة من موجبات القبول لأن الظاهر حين يُقام على قولك
فقد أقيم الباطن!!
ثانياً : إن قولك أننا منقسمين إلى ظاهريين وباطنيين بطريقة العاتب علينا على هذه التفرقة فيها إيحاءٌ بأني من المقسمين..
وهذا لا يصح , لأن المقصود من الباطنيين في مقالتي هم أصحاب العقائد السرية الذين يُسرون معتقداتهم ويجهرون بغيرها
وهؤلاء هم من يسمون أنفسهم بالباطنيين ويسمون غيرهم بأهل الظاهر...راجع كتاب حجة العارف المنسوب لحمزة بن علي بن شعبة الحراني
ومن حقك الطبيعي أن تعتقد بعدم وجود هكذا أناس , ولكن من حقي أنا أيضاً أن أتكلم بما يُصلح أمرهم لأني كنتُ واحداً منهم
ومازلتُ أعيش بينهم , وسأسعى دائماً لتبيان الحقائق لهم والتحقيق فيما اشتكل عليهم واشتبهوا به
فحقيقة أن هناك أناس باطنيون حقيقة لا تقبل الجدل عندي لأني كنتُ منهم كما أسلفت.
وأختم بتوجيه الشكر والتحية لك أخي الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بل الشكر والتقدير موصول لك
ويكفينا نورك وحكمتك في توضيح وجهة نظرك
بالنسبة لي فأني اري الصورة واللوحة من الخارج كمنظومة واحدة
فلا يمكنك ان تفصل الراقص عن الرق
ولا يمكنك سماع العزف بدون عازف
النقطة من المحيط والمحيط من النقطة
الفرق انك تجعل للموضوع ظاهر يختلف عن الباطن بل يتغاير معهة وهذا يقلل من عظمة الباري كونة ظاهر وباطن ولا يمكن ان يكون ظاهرة مغاير لباطنة
فهذه اشكالية خطيرة وقع فيها الكثيرين وخاصتا في تأويل النصوص القرانية
وانت اعلم مني بذلك
كما انه يوجد خلط عند الكثيرين فيما يخص النفس والروح
فلكل منا نفس ... تتعدد في صفاتها ولكنا جميعا خلقنا من نفس واحدة
وهي التي تتذوق الموت
(( كل نفس ذائقة الموت )) (185 – آل عمران)
(( أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )) (93 – الأنعام)
والنفس في كل واحد منا لها مقامات ومراتب وليس لها باطن ولا ظاهر فهي واحدة متعددة الصفات والحالات
(( فطوعت له نفسه قتل أخيه)) (30 – المائدة)
(( و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه)) (16 – ق)
(( و أحضرت الأنفس الشح) (128 – النساء)
(( و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء)) (53 – يوسف)
(( يأيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، و ادخلي جنتي)) (27 – 30 الفجر)
(( و من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)) (15 – الإسراء)
اما الروح فهي واحدة ايضا للجميع وهي روح كونية منفوخة من روح الله في الوجود والكون بأكملة وليس في الانسان فقط وهي الروح الكونية من روح الله، و الطاقة المتعددة الصفات والغير محدودة وغير ظاهرة في الوجود والتي منها نبع الوجود كله
قد تظهر تجلياتها وصفاتها للعارفين يقينا فقط بأمر الله
(( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)) (17 – مريم)
(( و أيدهم بروح منه)) أي من الله (22 – المجادلة)
(( و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)) (52 – الشورى)
(( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)) (15 - غافر)
وخلاصة النفس والروح
انه يمكن لنفسك ان ترتقي لتصل لمقام الروح وليس العكس
شكرا لك ولنا عودة لموضوع الظاهر والباطن
تحياتي ومحبتي
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً جزيلاً لأخي العزيز فرج... يبدو أننا سوف نستمتع في حوار جميلٍ مفيدٍ في هذا الموضوع
ولا ريب أن كلّ منا سوف يحصل على الفائدة من الآخر..
أخي الكريم لا بُدّ من إيضاح بعض الأمور:
أولاً :إن قولك أني أزعم أن لكل شيء ظاهر مغاير للباطن وهذا تقليلٌ من عظمة الله أمرٌ يدفعني للتعجب !
فكيف ذلك وأنا لم أترك جهداً في التأكيد على أن ظاهر الله عين باطنه وأن الله هو الظاهر والباطن في الوقت نفسه
وأنه من المحال أن يكون لله ظاهراً مغايراً لباطنه..!!
ألم تقرأ كل هذا التأكيد في مقالتي ! إن أكثر عبارة أكدت عليها هي أن ظاهر الله عين باطنه..!!
أرجو تبيان السبب في زعمك هذا رغم تأكيدي الكبير على ما تقوله..
ثانياً : أنا حين أقصد أن للشيء ظاهر مغاير لباطنه لا أقصد ما فهمته من معنى .. ولو عُدت لمقالي لانتبهت إلى أن الذي
أحاربه من أفكار هي فكرة أن هناك تباين بين الظاهر والباطن..
بل إن المعنى المقصود تأكيده هو أن الإنسان على سبيل المثال هو حقيقة مركبة من ظاهر وباطن فلا يصح انفصالهما
مع بقاء الإنسان إنساناً ... (كالانفصال عند الموت..فالإنسان يموت بسبب موت الظاهر)
توضيح : إن الله سبحانه وتعالى ليس فقط ظاهره عين باطنه بل يمتنع أن يكون ظاهره مغايراً لباطنه لأنه لو أمكن ذلك
لكان مركباً والمركب محتاج فقير وبالتالي مخلوق..
وإن النظرة التأملية العميقة للكون والمخلوقات يفضي إلى نتيجة دقيقة هي أنه لا يوجد شيءٌ بسيط في الحقيقة بشكل مطلق
ودقيق إلا الحق جلّ وعلا , وكل ما عداه من مخلوقات فهي مركبة ..
بل إنه يمتنع أن يكون هناك بسيط غير الله ..
والأحياء من المخلوقات مركبين من طاقة ومادة فأما الطاقة فنطلق عليها (الباطن) لأنها غير مرئية وأما المادة فنطلق عليها
(الظاهر) لأنها مرئية , فيكون الكائن المخلوق الحي مركب من ظاهر وباطن.. ولكنهما متلازمان ومترابطان بحيث أنه لا يمكن
الفصل بينهما كما أوضحت في ردودك أخي فرج ..فنحن متفقان على المعنى المراد ومختلفان ربما في إطلاق المفاهيم..
ثالثاً: لقد قلت فيما قلت ما يعني أن الروح غير النفس.. ولكن هذا خلاف الحقيقة إلا إذا كان ذلك اصطلاحاً من عندك فلا خلاف
في المصطلحات , ولكن الاصطلاح القرآني عن النفس والروح فهو واحد يتحدث عن الحقيقة الباطنة في الإنسان..
وبإمكانك مراجعة كتب التفسير , والفلسفة الإسلامية للتأكد من ذلك..
والسلام عليك أخي العزيز أما (ابن الريف) فعذراً منه أتمنى أن لا يخرجنا عن الموضوع فبإمكانه أن يضع موضوع خاص بما يريد طرحه
أما الدخول إلى مواضيع معينة للحديث عن أمور أخرى أمرٌ لا يمكن قبوله ..
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
كما أن التأكيد على الحقيقة الواحدة المركبة من مكونين (ظاهر وباطن) هي المراد الأساسي من أقوالي كلها
فلو نظرت إلى توقيعي ترى بيتاً من الشعر يقول
للمؤمنين رسالة وأصالة وتعدد الألوان للحرباء
فإن الذي يظهر عكس ما يبطن هو منافق , إلا ما كان تقية وشتان بين تقية ونفاق ..
فأرجو الانتباه إلى المراد والمقصود من كل كلمة , فالاصطلاحات كثيرة ..
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي م
فظهور الله وبطونه ليس ظهوراً مادياً أو بطوناً مادياً , لأن الله ليس مادةً مخلوقةً وإنما ذات إلهية خالقة قديمة..
والله حيث هو ظاهر هو باطن , وحيث هو باطن هو ظاهر , فلا يظهر بعضه ويبطن بعض آخر , حيث لا بعض له ولا أقسام , فالظاهر هو الباطن هو الله ..
وبذلك لا يُمكن القول أن الله ظاهره كذا وباطنه كذا , لأن باطنه عين ظاهره , وظاهره عين باطنه , فإن اختلف المفهومان يبقى المصداق واحداً وهذا هو التوحيد..
أما من قال أن لله ظاهراً مغايراً لباطنه , فقد خرج عن التوحيد لا شك.
وإن كان الظاهر غير الباطن لكان الله مركباً , وكل مركبٍ محتاجٌ إلى أجزاءه فيكون الله محتاجاً فقيراً لا غنياً واجباً ..
ولو كان الباطن غير الظاهر لكان الله بصفة المخلوقين مركب فقير , يشبه الخلق وله مثيل.
فلذلك كان الظاهر عين الباطن والباطن عين الظاهر.
وعليه فإن كل شيء له ظاهر وباطن فهو مخلوق.
أي إذا ثبت أن لهذا الشيء ظاهر و باطن , فإن النتيجة الحتمية المترتبة على ذلك هو أن هذا الشيء مخلوق ..
لأن الذي له ظاهر وله باطن مغاير فهو مركب من ظهور وبطون أو من ظاهر وباطن .
والخالق لا يمكن أن يكون مركباً , فإذاً هذا الشيء مخلوق.
أما الله سبحانه وتعالى فهو ظاهر باطن , ظهوره عين بطونه وبطونه عين ظهوره , ليس له ظاهر وباطن ,بل هو الظاهر والباطن بآنٍ معاً ..
أي : إن من ثبت أن ظاهره إمامة ووصية وباطنه غيب لا يُدرك , فقد ثبت أنه مخلوق.
لأنه مركب من ظاهر وباطن , ومهما تأولت تلك الجملة وحاول الحربائيون تكييفها وتحسينها , فإنه لا يمكن الفرار من حقيقة أن الإمامة والوصية مغايرة للغيب الذي لا يُدرك, وهذا يقود وبشكل تلقائي إلى أن هذا الشخص أو الشيء مخلوق حتماً.
الظاهر والباطن فيما يخص المخلوقات :أما إذا انتقلنا إلى المخلوقات , فإن للظاهر والباطن منحى مختلف..
والاختلاف واقع بين المستبصرين والباطنيين في الفرق الباطنية المغالية على هذا المفهوم..
ويجب التنبيه إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن هنا , في تعريف مفهوم (الظاهر والباطن) لا في إنكار وجود (الباطن) من أصله..
وكل المحاولات التي يقوم بها أصحاب العقليات القديمة والفكرية المتخلفة التي تهدف إلى إيهام الناس أن التيار الإصلاحي يريد أن يتعامل مع القشور وأن التيار التقليدي يريد التعامل مع الجوهر والباطن , كلها محاولات للتلبيس على الناس لغشهم وقيادتهم إلى أودية جهنم السحيقة.
حيث يرى الباطنيون أن الظاهر هو قشرة خارجية لا أهمية لها , وأن الباطن هو اللب وهو الشيء الوحيد المهم.
والظاهر هو العمل , والباطن هو المعرفة , فلذلك أسقطوا العمل واكتفوا بالمعرفة.
وبالتالي فإن مفهوم (الظاهر والباطن) عندهم هو أشبه بالعلاقة بين الجسد والثوب.
فالجسد هو الباطن , والثوب هو الظاهر, والثوب يمكن تغييره وتبديله دون أن يُضر ذلك في الجسد أي الباطن .
وبالتالي فإن الظاهر غير مرتبط بالباطن , فالظاهر مجرد غطاء يغطي الباطن ويستره.
ولم يكن الظاهر عندهم مجرد العمل , بل حتى المعرفة والعلوم قسموها إلى معرفة ظاهرية وأخرى باطنية , ولكن ظاهرية بمعنى أنها قشرية لا قيمة لها وباطنية بمعنى أنها هي الجوهر.
على العكس من ذلك يرى المستبصرون أن الظاهر والباطن متلازمان ولا يصح أحدهما دون الآخر , فالظاهر عمل والباطن معرفة , ولكن هذه المعرفة ليست بعيدة عن هذا العمل
فليست الصلاة الظاهرة غير الصلاة الباطنة , بل إن الصلاة الظاهرة هي الصلاة الباطنة مع فارقٍ أساسي هو أن ظاهر الصلاة هو العمل , أما باطنها فهو معرفة هذا العمل.
كالعلاقة بين القلب والحب , فالظاهر هو القلب أما الباطن فهو الحب , وكثيراً ما يعبر عن الباطن بالظاهر , كأن يرسم أحد قلباً للتعبير عن حبه. والإنسان لا يستطيع أن يحب دون قلب فهو يحتاج للظاهر حاجةً ضرورية للحصول على الباطن.
ولا يُمكن للإنسان أن يرتقي في معرفة الله سبحانه وتعالى دون إقامة الظاهر ..
ولذلك قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام:
من أقام الظاهر دون الباطن فهو حشوي , ومن أقام الباطن دون الظاهر فهو زنديق , ومن أقام الظاهر والباطن معاً فذلك هو التوحيد.
لأن من ادعى المعرفة دون العمل فهو كاذب ملحد برب الأرباب , يدعي لنفسه معرفة الله دون الحاجة لسلوك الطريق التي أوجبها الله على عباده , وهذا هو الكفر بعينه .
أما من أقام الظاهر دون الباطن فهو يقوم بحركات الصلاة الظاهرية وقلبه مشغولٌ بأمور الدنيا , فهذا حشوي , أما المؤمن العارف من شيعة أهل البيت فيعمل ويعرف بآنٍ واحد.
وإن القلب محسوس يمكن رؤيته ومعاينته , أما الحب فلا يمكن رؤيته , هل يستطيع أحد أن يرى الحب ببصره وإن قام بتشريح القلب .؟
كذا الظاهر محسوس نراه ونعاينه, أما الباطن فلا يمكن رؤيته أو معاينته.
وإن كان هناك علوم سطحية وأخرى أعمق منها , فهذا يمكن أن يطلق عليه الظاهر والباطن , حيث أن السطح ظاهر وما هو أعمق باطن , فهذا الباطن هناك أعمق منه أيضاً وبالتالي أبطن منه , ولكن كل هذه العلوم بالنهاية ظاهرة بحقيقتها ,لأن الباطن المقصود هو العلم الباطن في القلوب والعقول والذي لا يُمكن تجريده عن أصحابه وتدوينه .
فكل ما يُمكن أن يظهر للناس عامة فهو ظاهر , وكل علم لا يمكن التوصل إليه إلا بطريق يسلكها الفرد الواحد فهو باطن.
المقارنة بين المفهومين:
عند تأمل كلا القراءتين نستنتج الفوارق التالية بينهما:
1-القراءة التقليدية ترى أن الظاهر مجرد قشور, بينما القراءة الإصلاحية ترى أن الظاهر ضرورة لا يقوم الدين بدونها.
2-القراءة التقليدية ترى أن الظاهر مغاير للباطن حيث هناك صلاة ظاهرية وأخرى باطنية, بينما القراءة الإصلاحية ترى أن الباطن ملازم للظاهر فالصلاة واحدة ظاهرها الأفعال وباطنها الإحساس أو المعرفة.
3-القراءة التقليدية ترى أن الباطن معلومات منفصلة عن ظاهر الدين , ويمكن لهذه المعلومات أن تنتقل بواسطة السمع والبصر عبر قراءة الكلمات والكتب , بل إن الطريق الوحيد لاستمرار الباطن هو استمرار كتابته ونسخه وتعلمه, بينما ترى القراءة الإصلاحية أن الباطن محسوس بواسطة الظاهر , لا بواسطة السمع والبصر فالتوصل إلى الباطن لا يتم إلا بطريق واحدة هي إقامة ظاهر الدين وسلوك الطريق الشرعية التي جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليها سار أهل بيته وشيعتهم.
4-القراءة التقليدية ترى أن الباطن سلعة يُمكن لجميع أبناء الطائفة الحصول عليها وبآنٍ واحد , بينما القراءة الإصلاحية ترى أن للباطن قدسية تجعله لا يستقبل الواردين إلا فرادى, ولا يستقبلهم إلا بشرطٍ واحد هو إقامة الظاهر .
وفي نفس الوقت يرى التقليديون أن الباطن حكر على أناسٍ محددين , وُلدوا في هذا المجتمع, بينما يرى الإصلاحيون أن الباطن للجميع.
وبالتالي فإن القراءة التقليدية ترى أن الباطن خاص يعطى بطريقة عامة ,والمعطي هو الناس أنفسهم , بينما القراءة الإصلاحية ترى أن الباطن عام يعطى بطريقة خاصة , والمعطي هو الله سبحانه وتعالى.
وبناء عليه نجد أن المغالين التقليديين يتعاملون مع ما يسمونه (باطن) بالطريقة التي لا يمكن التعامل بها إلا مع ما هو ظاهر وبغض النظر عما يسمى.
فالباطن عندهم هو ظاهر في حقيقته مكتوب في الكتب وينتقل بشكل ظاهري ولكن سري , وهذا هو الوجه الوحيد الذي يبطن فيه , أما هو من حيث هو فإنه ظاهر .
لأن (الباطن) عندهم عبارة عن أفكار ومعتقدات ورؤى فلسفية مسطورة , فهي ظاهرة, و الوجه الباطني الوحيد لها هو أن هذه الأفكار والمعتقدات الغريبة عن الإسلام تنتقل بشكل سري بين أتباعها ومتبنيها .
وقد رأينا أن الظاهر عندهم كالثوب الذي يستر الجسد الذي هو الباطن , وحقاً إن هذه هي نظرتهم , وأرجو الانتباه إلى أن الثوب إنما يستر عورات الجسد , فلو لم يكن الباطن عندهم مليء بالعورات لما نظروا إلى الظاهر على أنه ثوب.
أما (الباطن) عند التيار الإصلاحي , فيتمتع بمكانة سامية ورفيعة , حيث أنه لا يُسطر بل يتربع في الصدور , ولا يتخطى الطرق الشرعية الإسلامية التي أمر بها الله سبحانه وتعالى بل إن الطريق إليه هو الصراط المستقيم.
وعليه فإن علم الصدور حقيقةً لا يُطلق على (باطن) التقليديين , بل إنه حقاً (باطن) الإصلاحيين المتنورين.
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين
في ميزان حسناتك ان شاء الله
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم من اظهر نوره لنوره بنوره
جميل طرحك يا صديقي علي
ومفهوم الحقيقة الواحدة المركبة من مكونيين ظاهر وباطن هو بالظبط ما كنت احاول ان اوضحة وربما فقط هي الاصطلاحات التي ادت لاختلافنا في البداية
وانا يهمني ان نتفق علي ان الظاهر لا يغاير الباطن ...
فلا يمكن ان نري في خلق الرحمان من تفاوت
وننتقل الي الأهم ... وهو ما دام الظاهر غير مغاير للباطن وهو ربما نفسة ... فما سبب وجود مصطلحات باطن وظاهر
هل لكل واحدا منهما مقام
ام انه يجب علينا توحيدهما ...
فهل كمال التوحيد في توحيد الظاهر والباطن
ام كمال توحيدهما هو فعلا تعددهما
اعتقد انه يجب عليما ازالة الحجب الذي صنعناها بمعاني مثل ظاهر وباطن
الموحد الحقيقي زالت عنه الحجب فانكشف عنه الغطاء فاستنار وعلم ووجد فتذوق وادرك فعاين وجالس وكالم فوصل واتصل
فقد َأَشْرَقَتِ الأَْرْضُ بِنُورِ رَبِّها ....
فمن فصل النور عن النار
مشكور اخي
ومرحبا بصديقنا ابن الريف
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
لِمَغيبِ قَلبي فـي هَواكُـم مَشهَـدُ كُـلُّ البَرِيَّـةِ مُطـلَـقٌ وَمُقَـيَّـدُ
ما عَن شَريعَتِـهِ لَصـادٍ مَصـدَرٌ إِذ مـا لِبـادٍ فـي سِـواهُ مَـورِدُ
فيهِ تُوَحَّدَتِ القُلوبُ عَلـى الهَـوى وَتَعَـدَّدَت أَهـوؤُهُـم فَتَـعَـدَّدوا
في ظِـلِّ ظاهِـرِهِ ثَـوَوا فَمُغَـوِّرٌ في قَصـدِ باطِنِـهِ وَآخَـرُ مُنجِـدُ
وَمُحَـدِّدٌ مَعنـى الهَـوى بِعِيانِـهِ وَعِمٍ عَلى غَيـبِ الشَهـادَةِ يَشهَـدُ
وَمُكابِـرٌ إِحساسَـهُ فــي أَنَّــهُ وَسِـواهُ مِـن أَضـدادِهِ مَتَـوَحِّـدُ
فَيُريـكَ باطِـلَ مَدَّعـاهُ بِجَحـدِهِ لِمَقـالِ مَـن لِلقَـولِ مِنـهُ يَجحَـدُ
وَمُحَجَّبٌ بِالإِسـمِ عَـن مَعـنى ال هَوى العُذرِيِّ في تيهِ العَمى يَتَـرَدَّدُ
لِدُعاءِ ناعِـقِ كُـلِّ نَعـقٍ ناعِـقٌ مَعَ كُـلِّ ريـحِ ضَلالَـةٍ مُتَـأَوِّدُ
لا يَستَضيءُ بِنـورِ حِكمَـةِ عالِـمٍ لِلناكِبيـنَ عَـنِ الصِـراطِ مُقَـلِّـدُ
مُتَفِّقـونَ عَلـى الغِوايَـةِ أَجمَعـوا وَلَحوا دَعـاةَ الراشِديـنَ وَفَنَّـدوا
إِن أَسمَعو مَعروفَ حَـقٍّ أَنكَـروا أَو أَشهَدوا عِنوانَ صِـدقٍ أَلحَـدوا
فَهُم بِزَعمِهِمُ الدُعـاةُ إِلـى الهُـدى وَبَهيمَـةُ الأَنعـامِ مِنـهُم أَرشَــدُ
أَغووا بِظاهِرِ ما رَووا جُلَّ الوَرى وَلَدَيهِمُ طَـرقَ البَواطِـنِ سَـدَّدوا
وَتَعَوَّضوا عَرَضاً بِأَنفُسِ جَوهَـرٍ وَإِلى الثَـرى دونَ الثُرَيّـا أَخلَـدوا
جَحَدوا يَدي البَيضاءَ إِذ وافى بِها الد اعـي لِأَنَّهُـمُ السَـوادُ الأَســوَدُ
مُتَمَسِّكـونَ مِـنَ الحَيـاةِ بِظاهِـرٍ عَن قَصدِ باطِنِـهِ عَمـوا وَتَبَلَّـدوا
فَلَو اِقتَفوا سُنَنَ البَصيرَةِ أَبصَـروا وَاِستَرشَدوا أَهلَ الرُشـدِ لَأَرشَـدوا
بِالشِركِ شاهِدُهُـم عَلَيهِـم شاهِـدٌ هَذا وَعِندَهُـم بِـأَن قَـد وَحَّـدوا
لَم يَفرقوا بَيـنَ المُسَمّـي وَاِسمِـهِ وَلِغَيرِ رِسـمِ الاِسـمِ لَـم يَتَعَبَّـدوا
وَبَغَيرِ جَورِ العَـدلِ لَـم يَتَدَيَّنـوا وَعَلى سِوى غَيبِ العَمى لِم يَشهَدوا
هَـذا وَآيـاتُ الشَهـادَةِ عِنـدَهُـم تَتلى وَحُكـمُ القِسـطِ فيهـا يـورَدُ
فَاِبعُد كَما بَعُـدَت ثَمـودُ بِدارِهـا وَبِبَيتِهـا فَهـوَ الخَبيـثُ الأَنـكَـدُ
وَاِرغَب إِلى دارٍ تَخَطّاهـا الشَقـا وَلِأهلِهـا فيهـا النَعيـمُ السَـرمَـدُ
فيهـا لِآلِ نُمَيـرِ أَيَّــةُ كَعـبَـةٍ كُلُّ الجِهـاتِ لَهـا رُكـوعٌ سُجَّـدُ
قَدِمَت فَكُـلُّ قَديـمِ شَـيءٍ حـادِثٌ عَنها وَكُـلُّ جَديـدِ رَبـعٍ مَعهَـدُ
أَمسى لِقاصِدِهـا الرِجـالُ وَكُلُّهُـم عَبـدٌ لَـهُ وَلِمَـن تَلاهُـم سَـيِّـدُ
وَلِأَهلِهـا فـي كُـلِّ حَـيٍّ مَأهَـلٌ وَبِهِ لَها فـي كُـلِّ رَبـعٍ مَسجِـدُ
بِالهِنـدِ قُبَّتُهـا وَفـي أَتراكِـهـا بِئرٌ وَقَصـرٌ فـي العَـلاءِ مُشَيَّـدُ
وَبِصينِ أَهلِ الصينِ مَنزِلٌ غَيبِهـا لِلشاهِدينَ عَلـى الشَهـادَةِ مَشهَـدُ
هِيَ أَصلُ نَشأَةِ نَشوَتي وَبِظِـلِّ دَو حَتِها زَكا المَنشا وَطـابَ المَولِـدُ
لَـم أَدعُ فيهـا بِالدَعِـيِّ وَنِسبَتـي في العارِفينَ بَصِدقِ قَولـي تَشهَـدُ
عَن آدَمٍ نَشَـأَت وَخاتَـمَ سَطرُهـا فَمُحَـمَّـدٌ وَمُحَـمَّـدٌ وَمُـحَـمَّـدُ
لَم يَصبُ عَنها الصابِئونَ وَلَم يَهُـد إِلّا إِلَيهـا فـي الهُـدى المُتَـهَـوِّدُ
وَبِها النَصارى قَدَّسوا وَبِذِكرِها ال أَنصارَ في جُنحِ الظَـلامِ تَهَجَّـدوا
فَمَنارُها في كُـلِّ قَصـرٍ واضِـحٌ لِمُعايِـنٍ وِبِـهِ وَلِــيٌّ مُـرشِـدُ
أَنا فـي هَواهـا مُشهَـدٌ وَمَغيـبٌ فَاِعجَب لِأَنّـي واصِـفٌ وَمُجَـرِّدُ
وَمُـنَـزُّهٌ وَمُشَـبِّـهٌ وَمُـوَحِّــدٌ وَمُـعَـدِّدٌ وَمُـقَـرِّبٌ وَمُـبَـعِّـدُ
وَمُفَوِّضٌ وَالجَبـرُ غَيـرَ مُجاحِـدٍ عِنـدي لِأَنَّ عَيـانَـهُ لا يُجـحَـدُ
وَمُكَـلِّـفٌ وَمُـرَفَّـهٌ وَمُبَـصَّـرٌ وَمَبَـصِّـرٌ وَمُقَـلِّـدٌ وَمُـقَـلَّـدُ
مُتَفَلسِـفٌ مُتَـصَـوِّفٌ مُتَسَـنِّـنٌ مُتَشَـيِّـعٌ ذو رَغـبَـةٍ مُتَـزِهِّـدُ
عَن مَجمَعي فِرقُ الغُـواةِ تَفَرَّقـوا وَلِتُربِـهِ أَهـلُ الرَشـادِ تَوَسَّـدوا
فَلَـدَيَّ أَبكـارُ المَعانـي تُجتَـلـى وَإِلَـيَّ أَخبـارُ الحَقائِـقِ تُسـنَـدُ
صَونُ الهَوى صَومي وَحَجّي قَصدُهُ وَبِهِ صَلاتي فـي زَكـاي توجَـدُ
وَجِهادُ نَفسـي حَملُهـا فيـهِ الأَذى وَعِنادُ مَن لي عَـن هَـوايَ يُفَنّـدُ
وَبِمَحوي المَحـوِيَّ عِنـدَ عِيانِـهِ إِثبـاتُ شاهِـدِهِ لِـقَـومٍ يَشـهَـدُ
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وصديقي فرج السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كل مشاركةٍ تُطل علينا نوراً لطيفاً , وكلاماً جميلاً..
أخي العزيز:
أنا ما زلتُ أرى أن معظم خلافنا في الاصطلاحات وليس في المعنى المراد
ولذلك سأبين لك المعنى المراد من مقالي بطريقة أخرى , لأني رغم محاولتي أن أفصل بين بحثي فيما يخص الخالق وفيما يخص المخلوق,
ورغم أني قمت بفصل المقال بشكل واضح وجلي إلى فقرتين إحداهما فيما يخص الله , وأخرى فيما يخص المخلوق , فلا زالت تتكلم بشكل شامل عن الخالق والمخلوق,
فكأنك شبهت بين الخالق وخلقه.. وأقول (كأنك) لأنه هكذا يُفهم من طريقة مقارنتك بين الفقرتين في مقالي , ولا شك أنك لا تقصد ذلك ,فعذراً أخي العزيز.
"الظاهر" و"الباطن" مفهومان متغايران ..
فكلمة "الظاهر" لا تعني "الباطن" بل إن لكل كلمة مفهوم مختلف عن الآخر..
تماماً كما أن "الغني" مفهوم مختلف تماماً ومغاير لمفهوم "الواحد" أو "الرحمن" فالغني من الغنى وعدم الحاجة , والواحد من الوحدانية وامتناع الآخر , والرحمن من الرحمةالعامة.
ولكن "الظاهر" و "الباطن" و"الغني" و"الواحد" و "الرحمن" كلها أسماء الله سبحانه وتعالى..
قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ..}الإسراء110
فهل تعني الآية ان مفهوم "الرحمن" هو نفسه "الله" ؟
"الله" اسمٌ اختاره الخالق لنفسه , و"الرحمن" اسمٌ مشتق من الرحمة .
فهل التوحيد هو توحيد المفاهيم؟ بحيث يكون مفهوم "الرحمن" هو نفسه مفهوم" الغني"؟
وهل يصح ذلك أصلاً؟
بالطبع لا يصح ذلك لأنه من الجلي أن "الغني" غير "الكريم" فربما تكون أنت "غنياً" ولست "كريماً" فلا يُمكن توحيد المفاهيم.
لكن التوحيد هو توحيد المصاديق , أي إن الله هو "الكريم" وهو " الغني" وهو " الواحد " وهو "الرحمن" ...
فمصداق "الغني" هو ذاته مصداق "الرحمن " مع الانتباه (وأرجو الانتباه) إلى أن "الغني" المطلق و"الكريم " المطلق هو الله وعندها نوحد المصاديق لهذه الأسماء المطلقة ..
أما "الغني" كمفهوم من الممكن أن يطلق على مخلوق...
فنحن نقول إن فلاناً غنياً , وفلاناً فقيراً , لكن الغنى والفقر هنا نسبي.. فلاحظ أخي فرج كيف أن المفاهيم تختلف بين الخالق والمخلوق..
فلذلك قمت بتقسيم مقالي إلى فقرتين إحداهما عن الخالق والأخرى عن المخلوق..
فبالنسبة للخالق مصداق "الظاهر" هو ذاته مصداق" الباطن" هذا فيما يخص الخالق, ولكن هل هذا ينطبق على المخلوق؟
بالطبع لا , وطبعاً حسب المعنى الذي اوضحته في مشاركاتي لمعنى اصطلاح "الظاهر" و"الباطن" بالنسبة للمخلوق..
فلقد قلت أن الإنسان حقيقة واحدة مركبة من مكونين ظاهر(جسد) وباطن (روح) وبافتقاد أحد المكونين تتغير ماهية الإنسان فيزول هذا الإنسان ..
ومثالٌ ذكرته عن ذلك هو موت الإنسان , فحين تنفصل الروح عن الجسد , أي حين ينفصل الظاهر عن الباطن هل يبقى الظاهر"الجسد" يعبر عن الإنسان؟
كلا والفُ كلا , يُصبح هذا الظاهر عبارة عن جثة لا قيمة لها ندفنها في التراب.. ونقول عن هذا الإنسان "مات" ..
فإن اتفقت معي إلى الآن نكون قد وصلنا إلى نتيجة تقول إن "الظاهر" و"الباطن" بالنسبة للإنسان أو المخلوق الحي (وأرجو الانتباه ثم أرجو الانتباه بالنسبة للمخلوق وليبس للخالق) متغايران..
كيف متغايران ؟ أي إن مصداق "الظاهر" ليس هو نفسه مصداق "الباطن" بالنسبة للمخلوق..
لأن مصداق "الظاهر" بالنسبة للمخلوق هو الجسد , ومصداق "الباطن" بالنسبة للمخلوق هو الروح.
وهذا هو المعنى المراد وصوله بقولي (الباطن يغاير الظاهر عند المخلوق وفقط عند المخلوق).
ولكن الحقيقة الواحدة المركبة من هذين المكونين لا تتم إلا باتصال هذين المكونين , وإذا افترقا تنتهي هذه الحقيقة وتغيب..
هل كل شيء أصبح واضحاً أخي وعزيزي وصديقي فرج؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق