بعد اجاء بمبادرته لحل أزمة تشكيل الوزارة أمام عدسات التلفزة ووكالات الانباء، كان نوري المالكي يقف الى جانبه وهو منتفخ الاوداج وننتهاء السيد مسعود البارزاني من الاعلان في مؤتمره الصحفي عن الاتفاق تم الاتفاق عليه بين رؤساء الكتل الانتخابية على تفاصيل ما اشرا بجناحيه فوق أُبطيه وكأنه ديك رومي، لا ينقصه سوى "القرقرة" التي طالما كنا نسمعها في الارياف العراقية حينما يبدأ بنفض ريشه ورفع جناحيه الى الاعلى(*). تناول نوري المالكي المايكرفون من السيد البارزاني ليتحدث بهذه المناسبة "ألتاريخية"، فمن غير الجائز أن تفلت من بين يديه مثل هذه المناسبة العظيمة، بصفة كونه قائدا تأريخيا نادر الوجود. فخاطب جمهور الحاضرين من رجال الاعلام العراقيين والعرب والاجانب قائلا: غدا سنبدأ بإعادة تشكيل الحكومة، ثم إستدرك قائلا: بل غداً سنبدأ ببناء الدولة. مسقطا من حسابه ثماني سنوات من عمر العراق الذي لم يذق على عهده وعهد لصوص العملية السياسية ممن كرسوا كل ما لديهم من جهد وخبث ودهاء لخدمة مشاريع المحتل ألامريكي، سوى الارهاب والموت والسجون والمعتقلات السرية والعلنية، وتدمير الحياة في بلادهم.
إن المالكي في حديثه هذا اسقط من حسابه اكثر من سبعة اعوام من عمر العراق، بما حملته من احتلال أجنبي، وتدمير للدولة العراقية ،وسرقة لكنوز وثروات العراق وامواله، وقتل متواصل لمئات الالاف من المواطنين الابرياء، وزج أعداد مماثلة منهم في المعتقلات والسجون السرية والعلنية، دون توجيه اتهامات أصولية ودون اجراء تحقيق قانوني معهم، وتعرضهم لإنواع غاية في الوحشية والقسوة من التعذيب الجسدي والنفسي والاعتدءات الجنسية وارهاب دولة، لم يسبق له مثيل بين دول العالم وشعوبه، وتمزيق لكيان المجتمع العراقي طائفيا واثنيا ومحاصصيا، وتشريد ما لا يقل عن خمسة ملايين عراقي وإجبارهم على الهجرة خارج بلادهم، هربا من خطر القتل او زجهم في سجون فرق الموت السوداء أو المليشيات المسلحة التي ينتشر أفرادها على كل شبر من أرض العراق.
فإذا كان في عرف المالكي بأن الدولة العراقية التي دمرها المحتل واعوانه، سيبداً في بنائها أواخر هذا العام، شريطة نجاحه في تشكيل وزارته الجديدة، فماذا يمكننا أن نعتبر مهمة وزارته السابقة التي مكثت في السلطة قرابة خمسة أعوام؟ هل كانت تأخذ على عاتقها مهمة تدمير المجتمع العراقي وقيمه وتقاليده التي يعتز بها، إستكمالا للمشروع الامريكي؟ أم انها كانت منشغلة باستخدام وسائل غاية في الحنكة والدهاء لسرقة المال العام؟ ام انها كانت منشغلة في بناء ميليشات ترتبط بها وتاتمر باوامرها الخاصة، وجيشها الحزبي الخاص الذي يخضع اداريا وماليا وتسليحيا له شخصيا؟ تمهيدا للانقلاب الصامت الذي قام به ضد حلفائه وشركائه في السلطة والسيطرة على العاصمة بغداد ليفرض عليهم فيما بعد الانتخابات، - بصرف النظر عن نتائجها - ألقبول باعادة تكليفه بتشكيل حكومته ألجديدة بسبب عدم إكتمال مشاريعها ألتدميرية؟!!.
لا يخفى على المالكي ان عملية التهديم، في جميع ميادين الحياة مهمة سهلة الانجاز والتنفيذ، لا تحتاج لأكثر من اشخاص شاذين يحملون بايديهم معاول الحقد وفؤوس الكراهية والرغبة في الانتقام، أما عملية البناء فهي دائما مهمة شاقة ومعقدة وصعبة للغاية فهي تتطلب إعداد لوازم البناء بكل تفاصيلها، كما تحتاج ايضا الى بنائين مهرة يملكون خبرات وتجارب طويلة في عملية البناء، كما تحتاج الى مهندسين متخصصين، ناهيك عن حاجتها الى العناصر البشرية من عمال وفنيين مهرة كي ياتي البناء رصينا ومتينا وملبيا للحاجة من الجوانب المختلفة ومطابقا للمواصفات الهندسية والبيئية والحضارية. وفي حالة الافتقار الى اي عنصر من تلك العناصر الاساسية لا يمكن ضمان إنجاز البناء المطلوب.
فالعراق شهد خلال الاعوام التي اعقبت عملية الغزو والاحتلال الاجنبي، عملية تدمير وتخريب منظمة ومدروسة طالت كل شيء في بلادنا، وقد ساهمت في إنجاز هذه المهمة عصابات مختلفة من المجرمين والسراق والقتلة المحترفين من داخل العراق ومن خارجه، ممن تدربوا على أيدي المجرم الدموي المعروف نيغروبونتي وغيره من غلاة المحافظين الامريكان الجدد. وكما شاهدنا بأُم أعيننا كانت مهمة عملية التدمير سهلة جدا، لانها لا تحتاج الى أكثر من هؤلاء الرعاع والاوباش ومن سقط المتاع والمجرمين المحترفين، الذين باشروا بانجاز مهمتهم منذ اليوم الاول لاحتلال العراق. ومع الاقرار بان مهمة الهدم والتخريب في الغالب الاعم تعتبر مهمة سهلة مقارنة بعملية البناء كما قلنا، إلا أنها استغرقت اكثر من سبع سنوات في العراق كي يهدموا كل ما طالت ايديهم عليه من حجر او بشر، فدمروا ما بناه العراق من معامل إنتاجية ووزارات وبنوك بعد أن سرقوا ما فيها من ألاموال ومصانع ومؤسسات صناعية مدنية وعسكرية وعلمية ومراكز بحوث علمية وجامعات متقدمة ومكتبات عامة وعمارات وخربوا طرق المواصلات الداخلية والخارجية، وهربوا العديد من ممتلكات الجيش من المصانع والمعدات المهمة التي اقتناها العراق بمليارات الدولارات الى خارج الحدود، فكيف سيتسنى للسيد المالكي إعادة بناء الدولة من جديد كما بشرنا بذلك! وهو يعرف قبل غيره بان العراق اليوم يفتقر لكل عناصر بناء الدولة. فالاموال العامة والخاصة سرقت من مختلف المؤسسات وفي وضح النهار، ومع ذلك لم نسمع ان شخصا واحدا احيل الى المحاكمة بتهمة السرقة، بينما حصل العكس من ذلك، فدولة المالكي هي من حمى ويحمي اولئك اللصوص كبارا وصغارا. ولسنا بحاجة لايراد المزيد من التفاصيل فهي معروفة لدى المواطن العراقي، وغياب شبه كامل للطبقة الوسطى التي تضم الموظفين والفنيين والعسكريين والمثقفين والاكاديميين والمهندسين والاطباء واصحاب الكفاءات العلمية وغيرهم. وهجرة ما لا يقل عن خمسة ملايين من العراقيين الى خارج العراق، وغياب الامن والاستقرار في البلاد، وقبل كل شيء، غياب القرار السياسي المستقل، بسبب وجود المحتل وسيطرته الكاملة على السلطة التي أسسها وبناها بيديه لبنة بعد اخرى.
لم تعد تنطلي على شعبنا كل الوعود الخادعة في البناء وإعادة الاعمار، وهو يعرف ان في ظل سلطة المالكي وحاشيته وحلفائه لن تتغير حياة الوطن والمواطن. فمن يريد بناء دولة لا يجعل من المال العام فرهوداً للحاشية ولشراء الذمم، ولا يمنح الشهادات العلمية بالتزوير، ولا يجعل من التوظيف تجارة ولا الامن اغتيالات ومعتقلات، ولا القضاء شهادات زور ومحسوبية ولا الرقابة مطاردة وتكميم ألأفواه ولا التعليم والثقافة تجهيل وتضليل ولا السياسة الخارجية اذعان لمصالح اجنبية ولا ألمناصب الوزارية والوظائف العليا في الدولة محاصصة وطائفية.
إن المالكي بنى جهاز دولة بوليسية فاسدة، تلتهم ألمال العام وتعيش على ألنهب وتجارة الطائفية والارهاب. ومن يعتقد ان أمريكا ستساعد المالكي في بناء العراق فهو واهم، لان امريكا لا يهمها إعمار العراق، بعد أن حصلت من المالكي على قرارات بخصخصة الطاقة، كما حصلت على القواعد العسكرية بعد توقيع المالكي على الاتفاقية ألامنية، التي سميت بإتفاقية الإطار الاستراتيجي. والتي إعتبر التوقيع عليها بمثابة "الجائزة الكبرى" للولايات المتحدة، تلك الاتفاقية التي جاءت كثمرة من ثمار غزو واحتلال ألعراق. ومما لا شك فيه فان الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة باراك أوباما، ستبذل جهودها للحفاظ على هذه الجائزة. ولم يعد يهمها سوى بناء القوى الامنية التابعة لسلطة المالكي وتطويرها بما يكفي لبقائه في السلطة حارسا لمصالحها والمحافظة على مكتسباتها.
إن المالكي في حديثه هذا اسقط من حسابه اكثر من سبعة اعوام من عمر العراق، بما حملته من احتلال أجنبي، وتدمير للدولة العراقية ،وسرقة لكنوز وثروات العراق وامواله، وقتل متواصل لمئات الالاف من المواطنين الابرياء، وزج أعداد مماثلة منهم في المعتقلات والسجون السرية والعلنية، دون توجيه اتهامات أصولية ودون اجراء تحقيق قانوني معهم، وتعرضهم لإنواع غاية في الوحشية والقسوة من التعذيب الجسدي والنفسي والاعتدءات الجنسية وارهاب دولة، لم يسبق له مثيل بين دول العالم وشعوبه، وتمزيق لكيان المجتمع العراقي طائفيا واثنيا ومحاصصيا، وتشريد ما لا يقل عن خمسة ملايين عراقي وإجبارهم على الهجرة خارج بلادهم، هربا من خطر القتل او زجهم في سجون فرق الموت السوداء أو المليشيات المسلحة التي ينتشر أفرادها على كل شبر من أرض العراق.
فإذا كان في عرف المالكي بأن الدولة العراقية التي دمرها المحتل واعوانه، سيبداً في بنائها أواخر هذا العام، شريطة نجاحه في تشكيل وزارته الجديدة، فماذا يمكننا أن نعتبر مهمة وزارته السابقة التي مكثت في السلطة قرابة خمسة أعوام؟ هل كانت تأخذ على عاتقها مهمة تدمير المجتمع العراقي وقيمه وتقاليده التي يعتز بها، إستكمالا للمشروع الامريكي؟ أم انها كانت منشغلة باستخدام وسائل غاية في الحنكة والدهاء لسرقة المال العام؟ ام انها كانت منشغلة في بناء ميليشات ترتبط بها وتاتمر باوامرها الخاصة، وجيشها الحزبي الخاص الذي يخضع اداريا وماليا وتسليحيا له شخصيا؟ تمهيدا للانقلاب الصامت الذي قام به ضد حلفائه وشركائه في السلطة والسيطرة على العاصمة بغداد ليفرض عليهم فيما بعد الانتخابات، - بصرف النظر عن نتائجها - ألقبول باعادة تكليفه بتشكيل حكومته ألجديدة بسبب عدم إكتمال مشاريعها ألتدميرية؟!!.
لا يخفى على المالكي ان عملية التهديم، في جميع ميادين الحياة مهمة سهلة الانجاز والتنفيذ، لا تحتاج لأكثر من اشخاص شاذين يحملون بايديهم معاول الحقد وفؤوس الكراهية والرغبة في الانتقام، أما عملية البناء فهي دائما مهمة شاقة ومعقدة وصعبة للغاية فهي تتطلب إعداد لوازم البناء بكل تفاصيلها، كما تحتاج ايضا الى بنائين مهرة يملكون خبرات وتجارب طويلة في عملية البناء، كما تحتاج الى مهندسين متخصصين، ناهيك عن حاجتها الى العناصر البشرية من عمال وفنيين مهرة كي ياتي البناء رصينا ومتينا وملبيا للحاجة من الجوانب المختلفة ومطابقا للمواصفات الهندسية والبيئية والحضارية. وفي حالة الافتقار الى اي عنصر من تلك العناصر الاساسية لا يمكن ضمان إنجاز البناء المطلوب.
فالعراق شهد خلال الاعوام التي اعقبت عملية الغزو والاحتلال الاجنبي، عملية تدمير وتخريب منظمة ومدروسة طالت كل شيء في بلادنا، وقد ساهمت في إنجاز هذه المهمة عصابات مختلفة من المجرمين والسراق والقتلة المحترفين من داخل العراق ومن خارجه، ممن تدربوا على أيدي المجرم الدموي المعروف نيغروبونتي وغيره من غلاة المحافظين الامريكان الجدد. وكما شاهدنا بأُم أعيننا كانت مهمة عملية التدمير سهلة جدا، لانها لا تحتاج الى أكثر من هؤلاء الرعاع والاوباش ومن سقط المتاع والمجرمين المحترفين، الذين باشروا بانجاز مهمتهم منذ اليوم الاول لاحتلال العراق. ومع الاقرار بان مهمة الهدم والتخريب في الغالب الاعم تعتبر مهمة سهلة مقارنة بعملية البناء كما قلنا، إلا أنها استغرقت اكثر من سبع سنوات في العراق كي يهدموا كل ما طالت ايديهم عليه من حجر او بشر، فدمروا ما بناه العراق من معامل إنتاجية ووزارات وبنوك بعد أن سرقوا ما فيها من ألاموال ومصانع ومؤسسات صناعية مدنية وعسكرية وعلمية ومراكز بحوث علمية وجامعات متقدمة ومكتبات عامة وعمارات وخربوا طرق المواصلات الداخلية والخارجية، وهربوا العديد من ممتلكات الجيش من المصانع والمعدات المهمة التي اقتناها العراق بمليارات الدولارات الى خارج الحدود، فكيف سيتسنى للسيد المالكي إعادة بناء الدولة من جديد كما بشرنا بذلك! وهو يعرف قبل غيره بان العراق اليوم يفتقر لكل عناصر بناء الدولة. فالاموال العامة والخاصة سرقت من مختلف المؤسسات وفي وضح النهار، ومع ذلك لم نسمع ان شخصا واحدا احيل الى المحاكمة بتهمة السرقة، بينما حصل العكس من ذلك، فدولة المالكي هي من حمى ويحمي اولئك اللصوص كبارا وصغارا. ولسنا بحاجة لايراد المزيد من التفاصيل فهي معروفة لدى المواطن العراقي، وغياب شبه كامل للطبقة الوسطى التي تضم الموظفين والفنيين والعسكريين والمثقفين والاكاديميين والمهندسين والاطباء واصحاب الكفاءات العلمية وغيرهم. وهجرة ما لا يقل عن خمسة ملايين من العراقيين الى خارج العراق، وغياب الامن والاستقرار في البلاد، وقبل كل شيء، غياب القرار السياسي المستقل، بسبب وجود المحتل وسيطرته الكاملة على السلطة التي أسسها وبناها بيديه لبنة بعد اخرى.
لم تعد تنطلي على شعبنا كل الوعود الخادعة في البناء وإعادة الاعمار، وهو يعرف ان في ظل سلطة المالكي وحاشيته وحلفائه لن تتغير حياة الوطن والمواطن. فمن يريد بناء دولة لا يجعل من المال العام فرهوداً للحاشية ولشراء الذمم، ولا يمنح الشهادات العلمية بالتزوير، ولا يجعل من التوظيف تجارة ولا الامن اغتيالات ومعتقلات، ولا القضاء شهادات زور ومحسوبية ولا الرقابة مطاردة وتكميم ألأفواه ولا التعليم والثقافة تجهيل وتضليل ولا السياسة الخارجية اذعان لمصالح اجنبية ولا ألمناصب الوزارية والوظائف العليا في الدولة محاصصة وطائفية.
إن المالكي بنى جهاز دولة بوليسية فاسدة، تلتهم ألمال العام وتعيش على ألنهب وتجارة الطائفية والارهاب. ومن يعتقد ان أمريكا ستساعد المالكي في بناء العراق فهو واهم، لان امريكا لا يهمها إعمار العراق، بعد أن حصلت من المالكي على قرارات بخصخصة الطاقة، كما حصلت على القواعد العسكرية بعد توقيع المالكي على الاتفاقية ألامنية، التي سميت بإتفاقية الإطار الاستراتيجي. والتي إعتبر التوقيع عليها بمثابة "الجائزة الكبرى" للولايات المتحدة، تلك الاتفاقية التي جاءت كثمرة من ثمار غزو واحتلال ألعراق. ومما لا شك فيه فان الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة باراك أوباما، ستبذل جهودها للحفاظ على هذه الجائزة. ولم يعد يهمها سوى بناء القوى الامنية التابعة لسلطة المالكي وتطويرها بما يكفي لبقائه في السلطة حارسا لمصالحها والمحافظة على مكتسباتها.