بُنيّ أحمد ـ رزقك الله هدايته:
اعلم، أنّ العالم سواء كان أزلياً وأبدياً أم لا، وسواء كانت سلاسل الموجودات غير متناهية أم لا، فإنّها جميعاً محتاجة، لأنّ وجودها ليس ذاتياً لها، ولو تفكّرت وأحطت عقلياً بجميع السلاسل غير المتناهية فإنك ستدرك الفقر الذاتي والاحتياج في وجودها وكمالها إلى الوجود الموجود بذاته والذي تمثل كمالاته عين ذاته، ولو تمكنت من مخاطبة سلاسل الموجودات المحتاجة بذاتها خطاباً عقلياً وسألتها: أيتّها الموجودات الفقيرة، من يستطيع تأمين احتياجاتك؟
فإنها ستردُّ جميعاً بلسان الفطرة: "إننا محتاجون إلى ما ليس محتاجاً بوجوده مثلنا إلى الوجود، والذي هو كمال الوجود". وهذه الفطرة أيضاً ليست من ذاتها، ففطرة التوحيد {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} من الله، والمخلوقات الفقيرة بذاتها لن تتبدل إلى غنيّة بذاتها، فمثل هذا التبدّل غير ممكن الوقوع، ولأنها فقيرة بذاتها ومحتاجة، فلن يستطيع سوى الغنيّ بذاته من رفع فقرها واحتياجها، كما ان هذا الفقر، الذي يمثل أمراً لازماً ذاتياً فيها، هو صفة دائمة أيضاً، سواء كانت هذه السلسلة أبدية أم لا، أزلية أم لا، وليس سواه تعالى من يستطيع حلَّ مشاكلها وتأمين احتياجاتها، كذلك فإن أيّ كمال أو جمال ينطوي عليه أيّ موجود ليس منه ذاتاً، انما هو مظهر لكمال الله تعالى وجماله فـ{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} حقيقة تصدق على كل أمر وكل فعل، وكلّ من يدرك هذه الحقيقة ويتذوقها، فلن يُعلّق قلبه بغير الله تعالى، ولن يرجو غيره تعالى.
هذه بارقة إلهية، حاول ان تفكّر فيها في خلواتك، وان تلقّن قلبك الرقيق وتكرّر عليه هذه الحقيقة إلى ان ينصاع اللسان لها، وتسطع هذه الحقيقة في ملك وملكوت وجودك. وارتبط بالغنيّ المطلق حتى تستغني عمّن سواه، واطلب التوفيق منه حتى يجذبك من نفسك ومن جميع من سواه، ويأذن لك بالدخول والتشرّف بالحضور في ساحته المقدسة
اعلم، أنّ العالم سواء كان أزلياً وأبدياً أم لا، وسواء كانت سلاسل الموجودات غير متناهية أم لا، فإنّها جميعاً محتاجة، لأنّ وجودها ليس ذاتياً لها، ولو تفكّرت وأحطت عقلياً بجميع السلاسل غير المتناهية فإنك ستدرك الفقر الذاتي والاحتياج في وجودها وكمالها إلى الوجود الموجود بذاته والذي تمثل كمالاته عين ذاته، ولو تمكنت من مخاطبة سلاسل الموجودات المحتاجة بذاتها خطاباً عقلياً وسألتها: أيتّها الموجودات الفقيرة، من يستطيع تأمين احتياجاتك؟
فإنها ستردُّ جميعاً بلسان الفطرة: "إننا محتاجون إلى ما ليس محتاجاً بوجوده مثلنا إلى الوجود، والذي هو كمال الوجود". وهذه الفطرة أيضاً ليست من ذاتها، ففطرة التوحيد {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} من الله، والمخلوقات الفقيرة بذاتها لن تتبدل إلى غنيّة بذاتها، فمثل هذا التبدّل غير ممكن الوقوع، ولأنها فقيرة بذاتها ومحتاجة، فلن يستطيع سوى الغنيّ بذاته من رفع فقرها واحتياجها، كما ان هذا الفقر، الذي يمثل أمراً لازماً ذاتياً فيها، هو صفة دائمة أيضاً، سواء كانت هذه السلسلة أبدية أم لا، أزلية أم لا، وليس سواه تعالى من يستطيع حلَّ مشاكلها وتأمين احتياجاتها، كذلك فإن أيّ كمال أو جمال ينطوي عليه أيّ موجود ليس منه ذاتاً، انما هو مظهر لكمال الله تعالى وجماله فـ{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} حقيقة تصدق على كل أمر وكل فعل، وكلّ من يدرك هذه الحقيقة ويتذوقها، فلن يُعلّق قلبه بغير الله تعالى، ولن يرجو غيره تعالى.
هذه بارقة إلهية، حاول ان تفكّر فيها في خلواتك، وان تلقّن قلبك الرقيق وتكرّر عليه هذه الحقيقة إلى ان ينصاع اللسان لها، وتسطع هذه الحقيقة في ملك وملكوت وجودك. وارتبط بالغنيّ المطلق حتى تستغني عمّن سواه، واطلب التوفيق منه حتى يجذبك من نفسك ومن جميع من سواه، ويأذن لك بالدخول والتشرّف بالحضور في ساحته المقدسة
تعليق