ردا على تصريحات الحاج علي الصالح في صحيفة الوطن عدد يوم الجمعة 11محرم 1432 الموافق 17 ديسمبر 2010
قد لا يعرفني الحاج علي الصالح الا أنني أذكره بنفسي فقد التقى بي قبل ثلاث سنوات في ديوان رجل أعمال معروف في منطقة الشعب ووصفني عنده بأنني خادم الحسين ع وهذه الخدمة أفتخر بها وأعتز بها لذلك أتمنى أن يكون الحاج علي الصالح راضيا عن ردي عليه الذي لن يتجاوز حدود الأدب والنقاش العلمي المعتمد على الدليل والنص, فالحاج علي الصالح شخصية معروفة في الكويت وله مع بعض أهلي ممن هم في جيله صداقات تمتد لسنوات طويلة , الا أن الذي دعاني لكتابة هذه السطور القليلة هو غيرتي على الحسين عليه السلام , ففي هذا العدد من صحيفة الوطن ص24 ورد : وفي هذا الصدد أشار الشيخ علي صالح وفقا لما عرفه من الشيرازي الى عدم جواز القيام ببعض الممارسات هنا في الكويت على سبيل المثال حتى لا تؤدي الى التدخل في شؤون الآخرين والتعدي على حرياتهم مثل التطبير الذي نهى عنه كثير من الفقهاء !!!!! أقول من أين جئت يا شيخنا بهذا الكلام ؟ ثم كيف يؤدي التطبير الى ايذاء مشاعر أهل العامة ؟ فلو طبرت أنا رأسي أو مشيت على الجمر أو لطمت على صدري فما دخل أبناء العامة بصدري ورأسي وباطن قدمي ؟ وماهو التدخل الذي تأديه الشعائر الحسينية في شؤون الآخرين ؟ فها نحن نلطم ونبكي ونلبس السواد ونطبر دون أن نؤذي أحدا من الناس ولم أسمع في حياتي كلها أن ممارسة الشعائر الحسينية في فترة زمنية معينة أو في مكان ما أدى الى ازعاج الآخرين , ثم من هم الفقهاء الذين يحرمون التطبير ويرون عدم جوازه ؟ شيخنا الكريم هل غاب عنكم أن الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله مازال يحث على ممارسة الشعائر الحسينية ويدعو الى خروج مواكب التطبير ( وتستطيع أن تشاهد بنفسك الخطبة على موقع اليوتيوب تحت عنوان الشعائر الشيخ الوحيد الخراساني) وان السيد محسن الحكيم والسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد محمد الشيرازي والسيد صادق الشيرازي وغيرهم الكثير الكثير يرون باستحباب التطبير فمن هم الفقهاء الذي رجحت قولهم على هؤلاء العلماء ؟ شيخنا الكريم هل تريد صورا للسيد محمد رضا الشيرازي وهو يطبر ؟ هل تحتاج الى صورة السيد أحمد الشيرازي حفظه الله وهو يطبر ؟ شيخنا ان كنت تعتقد بعدم جواز التطبير لمصلحة سياسية فعلى الأقل يجب عليك احترام العلماء الذين يرون أن الكلمة التي تحارب الشعائر الحسينية تقصم ظهر سيد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه مثل الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله الشريف الذي قال ذلك في محاضرته المشهورة والتي ازعجت أصحاب التنازلات, ثم من الذي حرم التطبير بقاعدة لا ضرر ولا ضرار الشرعية ؟ فمن الذي تضرر من التطبير سوى من لديهم مصالح سياسية أو يمارسون تقديم التنازلات ليقال عنهم أنهم علماء منتفتحون ومتفتحون ومتحضرون وتستقطبهم صحيفة من الصحف وقناة من القنوات ؟ ألم يبكي نبي الله يعقوب عليه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن ؟ فهل الذي أصاب عينا نبي الله يعقوب عليه السلام يخضع لقاعدة لا ضرر ولا ضرار ؟واليك يا شيخنا بعض الروايات التي يعرفها (الفقهاء) حق المعرفة عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كلّ الجزع والبكاء مكروه، سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السلام).
رواها الشيخ الطوسي (ره) في الأمالي، المجلس السادس ص 161 ح 20. والشيخ المجلسي (ره) في البحار ج 44 ب 34 ص 280 ح 9 وكذلك أيضاً في ج 45 ب 46 ص 313 ح 14.
2- (عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه فيه مأجور).
عن كامل الزيارات ب 32 ص 107 ح 2 طبعة طهران، وفي بحار الأنوار ج 44 ب 34 ص 291 ح 32.
3- عن مسمع بن عبد الملك البصري قال: (قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق؛ أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)؟.. .. قال لي أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي. قال: رحم الله دمعتك أما إنّك من الذين يعدّون من أهل الجزع لنا.. ..)عن كامل الزيارات ب 32 ص 108 ح 6، وفي بحار الأنوار ج 44 ب 34 ص 289 ح 31.
4- عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في مراسم يوم عاشوراء: (.. .. ثم ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه .. ..)عن كامل الزيارات ب 71 ص 193 ح 7، وفي بحار الأنوار ج 101 ب 24 ص 290 ح 1.
5- ما رواه قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن إمامنا السجاد (عليه السلام) حيث قال: (فإنه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا.. .. فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي (عليهما السلام) فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي واخوتي؟!! فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي واخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم، مرملين بالعرى.. ..)عن كامل الزيارات ب 88 ص 274. فماهو الجزع يا شيخنا ؟ هل تستطيع أن تفسر لنا معنى الجزع ؟
, وذكرت الصحيفة أيضا : مشددا الشيخ علي صالح أيضا على عدم جواز لبس السواد خارج الحسينية وفي مقرات العمل وأفضلية الإبتعاد عن هذا السلوك داعيا مقلديه للإلتزام بذلك والإبتعاد عن تلك المظاهر واقتصار المشاعر الحسينية على الحسينيات فقط !!!! اذا لماذا يا شيخنا تمارس خطابتك التي قد تزعج الآخرين وتصريحاتك في وسائل الإعلام ولا تقتصر على هذا الأمر في مسجدك أو في الحسينية ؟ وهل تريد منا انشاء خزانات في الحسينيات حتى نقوم بتبديل ملابسنا قبل الدخول الى الحسينية ثم نقوم بلبس الثوب الوطني بعد خروجنا منها ؟ هل تخجل من أن تلبس السواد خارج الحسينية ؟ فها هم النصارى يعلقون الصليب في سياراتهم وعلى صدورهم المكشوفة ولا يتحرك نصراني واحد فيمنعهم من لبس الصليب بحجة الحفاظ على مشاعر الآخرين وها هم أقباط مصر يضعون الصليب بكل فخر واعتزاز رغم المخاطر التي تعرضوا لها فهل علماء النصارى فيهم شجاعة تفوق من يجلس على منبر الحسين يصيح ياليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزا عظيما ؟, وهل تعتقد أن الوحدة الوطنية تمثل في أن يقبل جارك رسالتك العملية وهو الذي يعتبر أن تقبيل المراقد المقدسة بدعة !!! فكيف يقبل جارك رسالتك العملية ويضعها على رأسه وهو يرى حرمة تقبيل ضريح سيد الشهداء عليه السلام !!! وماهو قولك يا شيخنا في هذه الرواية التي تحث على احياء شعائر الحسين عليه السلام رغم الظروف الصعبة ؟ عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إني أنزل الأرّجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتّى ارجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح، فقال: يا ابن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع، فإن فزع وقّرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة).
جاء مروياً في:
1- كامل الزيارات ب 45 ح 2 ص 135 و ص 136.
2- وسائل الشيعة ج 10 ب 47 ح 2 ص 356.
3- بحار الأنوار ج 101 ص 11.
بل ان الانبياء عليهم السلام سالت دماءهم في كربلاء ومما جاء في زيارة الناحية المقدّسة، حيث يقول إمام زماننا (عليه السلام): (فلئن أخّرتني الدّهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة مناصباً، فلأندبنّك صباحاً ومساء، ولأبكين لك بدل الدموع دماً، حسرةً عليك، وتأسّفاً على ما دهاك، وتلهّفاً حتّى أموت بلوعة المصاب، وغصّة الاكتئاب)4- وعن بحار الأنوار لشيخنا المجلسي (ره):
(إنّ آدم لمّا هبط إلى الأرض لم ير حوّا فصار يطوف الأرض في طلبها فمرّ بكربلا فاغتمّ وضاق صدره من غير سبب، وعثر في الموضع الّذي قتل فيه الحسين، حتّى سال الدّم من رجله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي هل حدث منّي ذنب آخر فعاقبتني به؟ فإنّي طفت جميع الأرض، وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض. فأوحى الله إليه يا آدم ما حدث منك ذنب، ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلماً فسال دمك موافقة لدمه، فقال آدم: يا ربّ أيكون الحسين نبيّاً؟ قال: لا، ولكنه سبط النبيّ محمّد، فقال: ومن القاتل له؟ قال: قاتله يزيد لعين أهل السماوات والأرض. فقال آدم: فأيّ شيء أصنع يا جبرائيل؟ فقال: العنه يا آدم فلعنه أربع مرّات ومشى خطوات إلى جبل عرفات فوجد حوّا هناك)5- وعنه أيضاً:
(إنّ إبراهيم (عليه السلام) مرّ في أرض كربلا وهو راكب فرساً فعثرت به وسقط إبراهيم وشجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أيّ شيء حدث مني؟ فنزل إليه جبرائيل وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة لدمه. قال: يا جبرائيل ومن يكون قاتله؟ قال: لعين أهل السماوات والأرضين، والقلم جرى على اللّوح بلعنه بغير إذن ربّه فأوحى الله تعالى إلى القلم إنّك استحققت الثناء بهذا اللّعن. فرفع إبراهيم (عليه السلام) يده ولعن يزيد لعناً كثيراً وأمّن فرسه بلسان فصيح فقال إبراهيم لفرسه:
أيّ شيء عرفت حتّى تؤمّن على دعائي؟ فقال: يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك عليّ فلما عثرت وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى)6- وعنه أيضاً كذلك:
(إنّ موسى كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون، فلمّا جاء إلى أرض كربلا انخرق نعله، وانقطع شراكه، ودخل الحسك في رجليه، وسال دمه، فقال: إلهي أيّ شيء حدث منّي فأوحى إليه أنّ هنا يقتل الحسين (عليه السلام) وهنا يسفك دمه، فسال دمك موافقة لدمه فقال: ربّ ومن يكون الحسين؟ فقيل له: هو سبط محمّد المصطفى، وابن عليّ المرتضى. فقال: ومن يكون قاتله؟ فقيل: هو لعين السمك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء. فرفع موسى يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمّن يوشع بن نون على دعائه ومضى لشأنه)7- وفي كامل الزيارات:
(عن محمّد بن سنان - عمّن ذكره - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ إسماعيل الّذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً)، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، بل كان نبياً من الأنبياء، بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك عن الله تبارك وتعالى فقال: إنّ الله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين)((عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّه كان لله رسولاً نبياً تسلّط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه فأتاه رسول من ربّ العالمين فقال له: ربّك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك؛ وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين أسوة)
والخ الكثير من النصوص التي يعرفها أهل العلم ورجال الحوزات العلمية والفقهاء , فأتمنى من جنابكم ان كان لكم رأي تعتقدون فيه عدم اذاعته في الصحف التي تهتم بنشر آرائكم ومناقشتها مع أهل العلم حتى لا يكون التمزق والنشقاق بين أبناء الطائفة الواحدة فمن يدعي الحرص على الوحدة بين المسلمين فليحرص على الوحدة في طائفته أولا ثم ليبدأ بإصلاح الآخرين , وأتمنى أن يكون كلامي نقاشا علميا يعتمد على روايات أهل بيت العصمة ومفاتيح الرحمة الذين من أتاهم نجى ومن لم يأتهم هلك , وفي الختام نؤكد أن شعائر الحسين عليه السلام خط أحمر وقد نقل لنا التاريخ ما حدث لبعض من حارب الشعائرالحسينية التي حفظت الدين , هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
خادمكم وابنكم المقصر
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 17 / 12/ 2010
tanwerq8@hotmail.com
الكويت , مشرف , ص.ب 2046 الرمز البريدي 40171
قد لا يعرفني الحاج علي الصالح الا أنني أذكره بنفسي فقد التقى بي قبل ثلاث سنوات في ديوان رجل أعمال معروف في منطقة الشعب ووصفني عنده بأنني خادم الحسين ع وهذه الخدمة أفتخر بها وأعتز بها لذلك أتمنى أن يكون الحاج علي الصالح راضيا عن ردي عليه الذي لن يتجاوز حدود الأدب والنقاش العلمي المعتمد على الدليل والنص, فالحاج علي الصالح شخصية معروفة في الكويت وله مع بعض أهلي ممن هم في جيله صداقات تمتد لسنوات طويلة , الا أن الذي دعاني لكتابة هذه السطور القليلة هو غيرتي على الحسين عليه السلام , ففي هذا العدد من صحيفة الوطن ص24 ورد : وفي هذا الصدد أشار الشيخ علي صالح وفقا لما عرفه من الشيرازي الى عدم جواز القيام ببعض الممارسات هنا في الكويت على سبيل المثال حتى لا تؤدي الى التدخل في شؤون الآخرين والتعدي على حرياتهم مثل التطبير الذي نهى عنه كثير من الفقهاء !!!!! أقول من أين جئت يا شيخنا بهذا الكلام ؟ ثم كيف يؤدي التطبير الى ايذاء مشاعر أهل العامة ؟ فلو طبرت أنا رأسي أو مشيت على الجمر أو لطمت على صدري فما دخل أبناء العامة بصدري ورأسي وباطن قدمي ؟ وماهو التدخل الذي تأديه الشعائر الحسينية في شؤون الآخرين ؟ فها نحن نلطم ونبكي ونلبس السواد ونطبر دون أن نؤذي أحدا من الناس ولم أسمع في حياتي كلها أن ممارسة الشعائر الحسينية في فترة زمنية معينة أو في مكان ما أدى الى ازعاج الآخرين , ثم من هم الفقهاء الذين يحرمون التطبير ويرون عدم جوازه ؟ شيخنا الكريم هل غاب عنكم أن الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله مازال يحث على ممارسة الشعائر الحسينية ويدعو الى خروج مواكب التطبير ( وتستطيع أن تشاهد بنفسك الخطبة على موقع اليوتيوب تحت عنوان الشعائر الشيخ الوحيد الخراساني) وان السيد محسن الحكيم والسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد محمد الشيرازي والسيد صادق الشيرازي وغيرهم الكثير الكثير يرون باستحباب التطبير فمن هم الفقهاء الذي رجحت قولهم على هؤلاء العلماء ؟ شيخنا الكريم هل تريد صورا للسيد محمد رضا الشيرازي وهو يطبر ؟ هل تحتاج الى صورة السيد أحمد الشيرازي حفظه الله وهو يطبر ؟ شيخنا ان كنت تعتقد بعدم جواز التطبير لمصلحة سياسية فعلى الأقل يجب عليك احترام العلماء الذين يرون أن الكلمة التي تحارب الشعائر الحسينية تقصم ظهر سيد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه مثل الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله الشريف الذي قال ذلك في محاضرته المشهورة والتي ازعجت أصحاب التنازلات, ثم من الذي حرم التطبير بقاعدة لا ضرر ولا ضرار الشرعية ؟ فمن الذي تضرر من التطبير سوى من لديهم مصالح سياسية أو يمارسون تقديم التنازلات ليقال عنهم أنهم علماء منتفتحون ومتفتحون ومتحضرون وتستقطبهم صحيفة من الصحف وقناة من القنوات ؟ ألم يبكي نبي الله يعقوب عليه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن ؟ فهل الذي أصاب عينا نبي الله يعقوب عليه السلام يخضع لقاعدة لا ضرر ولا ضرار ؟واليك يا شيخنا بعض الروايات التي يعرفها (الفقهاء) حق المعرفة عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كلّ الجزع والبكاء مكروه، سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السلام).
رواها الشيخ الطوسي (ره) في الأمالي، المجلس السادس ص 161 ح 20. والشيخ المجلسي (ره) في البحار ج 44 ب 34 ص 280 ح 9 وكذلك أيضاً في ج 45 ب 46 ص 313 ح 14.
2- (عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه فيه مأجور).
عن كامل الزيارات ب 32 ص 107 ح 2 طبعة طهران، وفي بحار الأنوار ج 44 ب 34 ص 291 ح 32.
3- عن مسمع بن عبد الملك البصري قال: (قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق؛ أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)؟.. .. قال لي أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي. قال: رحم الله دمعتك أما إنّك من الذين يعدّون من أهل الجزع لنا.. ..)عن كامل الزيارات ب 32 ص 108 ح 6، وفي بحار الأنوار ج 44 ب 34 ص 289 ح 31.
4- عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في مراسم يوم عاشوراء: (.. .. ثم ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه .. ..)عن كامل الزيارات ب 71 ص 193 ح 7، وفي بحار الأنوار ج 101 ب 24 ص 290 ح 1.
5- ما رواه قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن إمامنا السجاد (عليه السلام) حيث قال: (فإنه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا.. .. فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي (عليهما السلام) فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي واخوتي؟!! فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي واخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم، مرملين بالعرى.. ..)عن كامل الزيارات ب 88 ص 274. فماهو الجزع يا شيخنا ؟ هل تستطيع أن تفسر لنا معنى الجزع ؟
, وذكرت الصحيفة أيضا : مشددا الشيخ علي صالح أيضا على عدم جواز لبس السواد خارج الحسينية وفي مقرات العمل وأفضلية الإبتعاد عن هذا السلوك داعيا مقلديه للإلتزام بذلك والإبتعاد عن تلك المظاهر واقتصار المشاعر الحسينية على الحسينيات فقط !!!! اذا لماذا يا شيخنا تمارس خطابتك التي قد تزعج الآخرين وتصريحاتك في وسائل الإعلام ولا تقتصر على هذا الأمر في مسجدك أو في الحسينية ؟ وهل تريد منا انشاء خزانات في الحسينيات حتى نقوم بتبديل ملابسنا قبل الدخول الى الحسينية ثم نقوم بلبس الثوب الوطني بعد خروجنا منها ؟ هل تخجل من أن تلبس السواد خارج الحسينية ؟ فها هم النصارى يعلقون الصليب في سياراتهم وعلى صدورهم المكشوفة ولا يتحرك نصراني واحد فيمنعهم من لبس الصليب بحجة الحفاظ على مشاعر الآخرين وها هم أقباط مصر يضعون الصليب بكل فخر واعتزاز رغم المخاطر التي تعرضوا لها فهل علماء النصارى فيهم شجاعة تفوق من يجلس على منبر الحسين يصيح ياليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزا عظيما ؟, وهل تعتقد أن الوحدة الوطنية تمثل في أن يقبل جارك رسالتك العملية وهو الذي يعتبر أن تقبيل المراقد المقدسة بدعة !!! فكيف يقبل جارك رسالتك العملية ويضعها على رأسه وهو يرى حرمة تقبيل ضريح سيد الشهداء عليه السلام !!! وماهو قولك يا شيخنا في هذه الرواية التي تحث على احياء شعائر الحسين عليه السلام رغم الظروف الصعبة ؟ عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إني أنزل الأرّجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتّى ارجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح، فقال: يا ابن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع، فإن فزع وقّرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة).
جاء مروياً في:
1- كامل الزيارات ب 45 ح 2 ص 135 و ص 136.
2- وسائل الشيعة ج 10 ب 47 ح 2 ص 356.
3- بحار الأنوار ج 101 ص 11.
بل ان الانبياء عليهم السلام سالت دماءهم في كربلاء ومما جاء في زيارة الناحية المقدّسة، حيث يقول إمام زماننا (عليه السلام): (فلئن أخّرتني الدّهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة مناصباً، فلأندبنّك صباحاً ومساء، ولأبكين لك بدل الدموع دماً، حسرةً عليك، وتأسّفاً على ما دهاك، وتلهّفاً حتّى أموت بلوعة المصاب، وغصّة الاكتئاب)4- وعن بحار الأنوار لشيخنا المجلسي (ره):
(إنّ آدم لمّا هبط إلى الأرض لم ير حوّا فصار يطوف الأرض في طلبها فمرّ بكربلا فاغتمّ وضاق صدره من غير سبب، وعثر في الموضع الّذي قتل فيه الحسين، حتّى سال الدّم من رجله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي هل حدث منّي ذنب آخر فعاقبتني به؟ فإنّي طفت جميع الأرض، وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض. فأوحى الله إليه يا آدم ما حدث منك ذنب، ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلماً فسال دمك موافقة لدمه، فقال آدم: يا ربّ أيكون الحسين نبيّاً؟ قال: لا، ولكنه سبط النبيّ محمّد، فقال: ومن القاتل له؟ قال: قاتله يزيد لعين أهل السماوات والأرض. فقال آدم: فأيّ شيء أصنع يا جبرائيل؟ فقال: العنه يا آدم فلعنه أربع مرّات ومشى خطوات إلى جبل عرفات فوجد حوّا هناك)5- وعنه أيضاً:
(إنّ إبراهيم (عليه السلام) مرّ في أرض كربلا وهو راكب فرساً فعثرت به وسقط إبراهيم وشجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أيّ شيء حدث مني؟ فنزل إليه جبرائيل وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة لدمه. قال: يا جبرائيل ومن يكون قاتله؟ قال: لعين أهل السماوات والأرضين، والقلم جرى على اللّوح بلعنه بغير إذن ربّه فأوحى الله تعالى إلى القلم إنّك استحققت الثناء بهذا اللّعن. فرفع إبراهيم (عليه السلام) يده ولعن يزيد لعناً كثيراً وأمّن فرسه بلسان فصيح فقال إبراهيم لفرسه:
أيّ شيء عرفت حتّى تؤمّن على دعائي؟ فقال: يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك عليّ فلما عثرت وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى)6- وعنه أيضاً كذلك:
(إنّ موسى كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون، فلمّا جاء إلى أرض كربلا انخرق نعله، وانقطع شراكه، ودخل الحسك في رجليه، وسال دمه، فقال: إلهي أيّ شيء حدث منّي فأوحى إليه أنّ هنا يقتل الحسين (عليه السلام) وهنا يسفك دمه، فسال دمك موافقة لدمه فقال: ربّ ومن يكون الحسين؟ فقيل له: هو سبط محمّد المصطفى، وابن عليّ المرتضى. فقال: ومن يكون قاتله؟ فقيل: هو لعين السمك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء. فرفع موسى يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمّن يوشع بن نون على دعائه ومضى لشأنه)7- وفي كامل الزيارات:
(عن محمّد بن سنان - عمّن ذكره - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ إسماعيل الّذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً)، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، بل كان نبياً من الأنبياء، بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك عن الله تبارك وتعالى فقال: إنّ الله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين)((عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّه كان لله رسولاً نبياً تسلّط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه فأتاه رسول من ربّ العالمين فقال له: ربّك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك؛ وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين أسوة)
والخ الكثير من النصوص التي يعرفها أهل العلم ورجال الحوزات العلمية والفقهاء , فأتمنى من جنابكم ان كان لكم رأي تعتقدون فيه عدم اذاعته في الصحف التي تهتم بنشر آرائكم ومناقشتها مع أهل العلم حتى لا يكون التمزق والنشقاق بين أبناء الطائفة الواحدة فمن يدعي الحرص على الوحدة بين المسلمين فليحرص على الوحدة في طائفته أولا ثم ليبدأ بإصلاح الآخرين , وأتمنى أن يكون كلامي نقاشا علميا يعتمد على روايات أهل بيت العصمة ومفاتيح الرحمة الذين من أتاهم نجى ومن لم يأتهم هلك , وفي الختام نؤكد أن شعائر الحسين عليه السلام خط أحمر وقد نقل لنا التاريخ ما حدث لبعض من حارب الشعائرالحسينية التي حفظت الدين , هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
خادمكم وابنكم المقصر
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 17 / 12/ 2010
tanwerq8@hotmail.com
الكويت , مشرف , ص.ب 2046 الرمز البريدي 40171