تويت
ذات ليلة كان السيد جواد الحسيني العاملي جالساً حول مائدة العشاء، إذ طُرق باب منزله. علم السيد ان الطارق هو خادم السيد بحر العلوم، فسارع إلى فتح الباب، وإذا بالخادم يقول له:
إن العشاء حاضر عند السيد بحر العلوم، وهو الآن ينتظرك. فجاء إليه فما أن دخل على السيد بحر العلوم حتى أخذ في عتابه قائلاً: ألا تخجل، ألا تخاف الله!
قال السيد جواد: ما القضية؟
فقال السيد بحر العلوم: إن رجلاً من أخوتك المؤمنين، يعيش ليلاً ونهاراً بأكله تمر (الزهدي) - من أرخص أنواع التمور - وهو يوفر ذلك بالدين، ولقد مرت عليه سبع أيام لم يذق طعم الرز والشعير. لقد ذهب هذا اليوم إلى بائع التمر، ليستدين منه أيضاً، ولكنه رفض أن يعطيه، لأنه لم يسدّد ما عليه من الدين السابق. فرجع إلى عائلته، من دون شيء بينما أنت تأكل ما لذّ وطاب هنيئاً مريّاً وبيتك لاصق لبيته؟!
قال السيد جواد: والله لا أدري بحاله.
فقال السيد بحر العلوم: إن كنت تدري ولا تفكر فيه كنتَ يهودياً أو كافراً. إنما غضبي عليك هو لأنك لا تدري حال جارك. خذ إليه هذا الطعام وأذهب مع الخادم، وقل له: بأنك تودّ هذه الليلة أن تتعشَّ معه، ثم ضَعْ هذا المال تحت فرشه أو حصير البيت، لكيلا يخجل أو ينحرج.
أنا لا أتعشى حتى تعود، وتخبرني هل تعشى وشبع أم لا؟!
فخرج السيد جواد العاملي مع الخادم وهما يحملون الطعام والمال، متجهين إلى بيت الرجل، فأخذ السيد الطعام والمال من يد الخادم ورجع الخادم. فطرق الباب قائلاً له: إنني جئت بعشائي لنأكل معاً، فقال الرجل بعد أن نظر إلى الطعام إنه ليس من صنعك قل لي من أين جئت به، أنا لا آكله حتى إذا أخبرتني عن صاحبه؟!
فكلما رفض السيد جواد الإفصاح عن ذلك ازداد الرجل امتناعاً عن الأكل، فأخبره السيد بالقصة.
وهناك حلف الرجل أنه لا أحد كان يعرف عن قضيته من الفقر والدّين والتمر وغير ذلك.
عجيب كيف عرف السيد بحر العلوم ذلك؟!
وأنت أيها القارئ هل تعرف من كان هذا الرجل الفقير؟
إنه الشيخ محمد نجم العاملي، وأما المبلغ الذي أهداه إليه السيد بحر العلوم فقد كان (ستّون) من النقد الرائج في ذلك اليوم، وهو مبلغ كبير.
والسيد بحر العلوم هو الفقيه الورع الذي اشتهر بلقاءاته مع الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) ولقد توفى سنة 1212 هـ، هكذا هم الأولياء الذين اخترقت أرواحهم المعلقة بالسماء حجب الأرض وجدرانها، فباتوا ينظرون إلى الحقائق من أعلى المرتفعات الروحية.
إن العشاء حاضر عند السيد بحر العلوم، وهو الآن ينتظرك. فجاء إليه فما أن دخل على السيد بحر العلوم حتى أخذ في عتابه قائلاً: ألا تخجل، ألا تخاف الله!
قال السيد جواد: ما القضية؟
فقال السيد بحر العلوم: إن رجلاً من أخوتك المؤمنين، يعيش ليلاً ونهاراً بأكله تمر (الزهدي) - من أرخص أنواع التمور - وهو يوفر ذلك بالدين، ولقد مرت عليه سبع أيام لم يذق طعم الرز والشعير. لقد ذهب هذا اليوم إلى بائع التمر، ليستدين منه أيضاً، ولكنه رفض أن يعطيه، لأنه لم يسدّد ما عليه من الدين السابق. فرجع إلى عائلته، من دون شيء بينما أنت تأكل ما لذّ وطاب هنيئاً مريّاً وبيتك لاصق لبيته؟!
قال السيد جواد: والله لا أدري بحاله.
فقال السيد بحر العلوم: إن كنت تدري ولا تفكر فيه كنتَ يهودياً أو كافراً. إنما غضبي عليك هو لأنك لا تدري حال جارك. خذ إليه هذا الطعام وأذهب مع الخادم، وقل له: بأنك تودّ هذه الليلة أن تتعشَّ معه، ثم ضَعْ هذا المال تحت فرشه أو حصير البيت، لكيلا يخجل أو ينحرج.
أنا لا أتعشى حتى تعود، وتخبرني هل تعشى وشبع أم لا؟!
فخرج السيد جواد العاملي مع الخادم وهما يحملون الطعام والمال، متجهين إلى بيت الرجل، فأخذ السيد الطعام والمال من يد الخادم ورجع الخادم. فطرق الباب قائلاً له: إنني جئت بعشائي لنأكل معاً، فقال الرجل بعد أن نظر إلى الطعام إنه ليس من صنعك قل لي من أين جئت به، أنا لا آكله حتى إذا أخبرتني عن صاحبه؟!
فكلما رفض السيد جواد الإفصاح عن ذلك ازداد الرجل امتناعاً عن الأكل، فأخبره السيد بالقصة.
وهناك حلف الرجل أنه لا أحد كان يعرف عن قضيته من الفقر والدّين والتمر وغير ذلك.
عجيب كيف عرف السيد بحر العلوم ذلك؟!
وأنت أيها القارئ هل تعرف من كان هذا الرجل الفقير؟
إنه الشيخ محمد نجم العاملي، وأما المبلغ الذي أهداه إليه السيد بحر العلوم فقد كان (ستّون) من النقد الرائج في ذلك اليوم، وهو مبلغ كبير.
والسيد بحر العلوم هو الفقيه الورع الذي اشتهر بلقاءاته مع الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) ولقد توفى سنة 1212 هـ، هكذا هم الأولياء الذين اخترقت أرواحهم المعلقة بالسماء حجب الأرض وجدرانها، فباتوا ينظرون إلى الحقائق من أعلى المرتفعات الروحية.
تعليق